يعد علم تفسير القرآن من أوائل العلوم في أصول الشريعة التي اهتم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أول زمن التنزيل، فكان عليه الصلاة والسلام يحرص أشد الحرص على تعليم أصحابه معاني الآيات القرآنية وكل ما يتعلق بعلوم ومفاهيم القرآن. وكان في الطليعة أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، حيث كان يأخذ علوم القرآن وأحكامه ومفاهيمه واسباب نزوله في نبعه ليكون محفوظاً ومتداركاً من السهو أو النسيان أو العبث، وقد برع الكثير من الصحابة في التفسير بعد أن تتلمذوا على يد أمير المؤمنين عليه السلام كعبد الله بن عباس، وعلى هذا فإن التفسير من العلوم الت تفرد بها البيت النبوي ابتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم والإمام علي رضي الله عنه وامتداداً بالأئمة الأطهار، فأخذ منهم هذا العلم من زمانهم ومن جاء بعدهم حتى وصل إلينا بالشكل الذي نراه. وكتاب "تبيين القرآن" للإمام "محمد الحسيني الشيرازي" هو تفسير مختصر للقرآن فيه توضيح للكلمات القرآنية الشريفة، ولأسباب نزول السور، وعدد آيات كل سورة قرآنية كريمة
السيد محمد الحسيني الشيرازي (سلطان المؤلفين) هو مرجع ديني، قائد سياسي، مصلح اجتماعي ومؤلف مكثر تجاوزت مؤلفاته الألف كتاب. يرجع نسبه إلى جده من جهة الأب هو الميرزا محمد حسن الشيرازي قائد ثورة التنباك -التبغ- المشهورة ضدّ الاستعمار في إيران، وجده من جهة الأم هو الشيخ محمد تقي الشيرازي قائد ثورة العشرين ضد الاستعمار في العراق. ولد السيد محمد عام 1347هـ في النجف الأشرف، وهاجر إلى كربلاء المقدسة بصحبة والده الميرزا مهدي وهو في التاسعة من العمر، وقد تلقى العلوم الدينية على يد كبار العلماء والمراجع في الحوزة العلمية بكربلاء المقدسة حتى بلغ درجة الاجتهاد ولما يبلغ العشرين. وقد واصل تدريسه للخارج لأكثر من أربعين عاما في كربلاء المقدسة والكويت وقم ومشهد المقدستين، وكان يحضر درسه ما يقارب الخمسمائة من العلماء والفضلاء، حتى عام 1416 هـ حيث تم إيقاف درسه بسبب عدم موافقته نظرية ولاية الفقيه وسياسات الحكم الديني في إيران. كتب الشيرازي أكثر من ألف كتاب، في الدين والسياسة والتاريخ والاجتماع والاقتصاد والقرآن واللغة العربية وآدابها، ومواضيع أخرى. اشتهر بتأليف موسوعة الفقه، وقد تجاوزت عدد أجزائها مائة وخمسين مجلداً، مما يجعلها أكبر موسوعة فقهية في تاريخ الأديان. بناءاً على ذلك، أطلق عليه رئيس مجمع البلاغة العالمي في دمشق د. أسعد علي لقب سلطان المؤلفين.