أذكر يوم إعلان وفاته ليس لأني أعرفه حينها فما زلت صغيرة، ولكني أذكر كيف كان حزن الكبار وكأن الفقد لقريبٍ عاش بيننا، يومئذ أدركت أن السعودية فقدت أحد أفذاذها قرأت العديد من تراثه، وسمعت شيئّا من محاضراته، واطلعت عمّا قيل فيه والبارحة كنت عاكفةً على هذا الكتاب أسير مع أخباره، أتأملها وأشاركها من حولي، كنت أعرف محمد العالم والمُعلم، والبارحة عرفت محمد الأب والزوج والصديق والمربي والجار والقريب... كان عرضًا شاملًا لجوانب سيرته وحياته العامرة بالخير يدرك معها القارئ سرّ محبة الناس له وانتشاره وثقتهم فيه حتى يومنا هذا رغم محاولات من أرادوا طمسه وتشويه سيرته ولكن ذكره بقي طيبًا محفوظًا على ألسنة الطيبين يذكرني هذا بقولة عمر رضي الله عنه: "يحفظ الله العبد المؤمن بعد وفاته كما حفظه في حياته " وفي الصفحات الأخيرة بكيته! بكيته وكأني أشارك الباكين عليه ذلك اليوم، وأكثر ما أستل الدمع مني هو ما أورده المؤلف من كلام الشيخ رحمه الله حين تحدث عن فقد العلماء قائلًا: "أفلا يجدر بنا أن نأسف على موت العلماء؛ لأن فقد العالم ليس فقدًا لشخصيته فحسب، ولكنه فقدٌ لجزء من تراث النبوة، بحسب ما قام به هذا العالم المفقود، فو الله إن فقد العالم النافع، لا يُعوَّض عنه مال ولا عقار ولا متاع ولا ديار، بل فقده مصيبة على الإسلام والمسلمين، لا يُعوَّض عنه إلا أن يُيَسِّر الله من يخلفه بين العالمين، فيقوم بمثل ما قام به من الجهاد ونصرة الحق، وإن فقد العلماء في مثل هذا الزمان، لتتضاعف مصيبته؛ لأن العلماء العالمين أصبحوا ندرة قليلة بين الناس، وكثر الجهل والتشكيك والإلباس" آجرنا الله في مصيبتنا وأخلف علينا خيرا
يحكي في هذا الكتاب عن سيرة الشيخ العلامة ابن عثيمين، الكتاب خفيف و مختصر للغاية، أكثر ما لفت انتباهي في الشيخ رحمه الله حرصه على طلابه و شديد ورعه وحفظه للقران في سن مبكر، وبهذا الكتاب تبين لي لما الشيخ رحمه الله تلقى محبة الناس و الإقبال عليه.
و قد اجبرت في هذا الكتاب على وقفات التأمل من شدة تأثري من مواقف الشيخ رحمه الله.
كتاب قيّم جدًا يذكر باختصار سيرة العالم الجليل والقدوة الصالحة شيخنا الفاضل ابن عثيمين، من أكثر النصوص التي أثرت فيني، حينما ذكر الكاتب تفاصيل يوم الشيخ رحمه الله؛ أدركت كم نحن نعيش في ضياع الوقت، مؤلم جدًا حين أنظر لشدة الانغماس في الدنيا وملهياتها.
{ لبيك إن العيش عيش الآخرة } من طلب عيش الآخرة طاب له عيش الدنيا، ومن طلب عيش الدنيا ضاعت عليه الدنيا والآخرة.
يحكي الكاتب سيرة مُختصره عن الامام محمد بن عثيمين (رحمه الله) لقد ابدع الكاتب في تناول سيرة الامام من جميع الجوانب، ولم أشعر بالوقت حينما قرأت الكتاب حتى أنهيته من شدة المتعة، اللهم ارحم عبدك ابن عثيمين وتجاوز عنه يارب 💔