هذا الكتاب اكتسب أهميته من ميزتين: صاحب الكتاب الذي انخرط في العمل العام - منذ عقود - داخل بلاده وخارجها. ومضمون الكتاب الذي يُقدِّم شهادة وافية عن شخصه ومحيطه وأزمنته.
في «تجربة» د. عبد العزيز خوجه تداخَلَ - في قالب محمود - الخاص والعام، الإنسانية والسياسة، الرسالة والإعلام، حلم المثقف ومسؤولية رجل الدولة، ابتهال المتضرّع الخاشع ومعادلات الكيمياء، أبيات الشعر الرقيقة والخطر الصارم.
سلّطت «التجربة» أضواءها على نجوم كبار، وأَنصفت رجال الظل، وفنَّدت ادعاءات ووثَّقت مراحل وتحوّلات، سجلت الإخفاق كما وثَّقت الإنجاز والتطوير.
من أجل ذلك كلّه، خرج هذا الكتاب الذي يستحق الاقتناء والقراءة والتأمل.
سفير المملكة العربية السعودية لدى الجمهورية اللبنانية
- من مواليد عام 1361 هـ الموافق 1942م.
- يحمل شهادة بكالوريوس في الكيمياء والجيولوجيا من جامعة الرياض وشهادة دكتوراه في الكيمياء من جامعة برمنغهام - انجلترا 1970م.
- استاذ الكيمياء في كلية التربية بمكة المكرمة وعيّن عميداً لها ومشرفاً عاماً على الجامعة بمكة المكرمة، كما درّس في جامعة الملك عبدالعزيز.
- تولى منصب وكيل وزارة الاعلام للشؤون الاعلامية وقام بأعمال مدير عام جهاز تلفزيون الخليج.
- ترأس عدة مجالس منها المجلس التنفيذي لمنظمة إذاعات الدول الاسلامية والمجلس التنفيذي لوكالة الانباء الاسلامية، وعدد من المؤتمرات الاعلامية إضافة الى كونه عضواً في مجالس عديدة.
- عُيّن سفيراً للمملكة في عدد من الدول: تركيا 1986 - 1992، روسيا الاتحادية 1992 - 1996، المملكة المغربية 1996 - 2004، والآن في لبنان.
- له بعض المؤلفات العلمية في الكيمياء وميكانيكية التفاعل وعدد من المؤلفات الشعرية منها ديوان "حنانيك"، ديوان "عذاب البوح"، ديوان "بذرة المعني"، "حلم الفراشة"، "الصهيل الحزين"، "إلى من أهواه"، "أسفار الرؤيا"، "قصائد حب"، "ديوان عبدالعزيز خوجة"، "مئة قصيدة للقمر".
- كُتبت عنه دراسات نقدية عديدة منها: "القيم الروحية والانسانية في شعر عبد العزيز محي الدينن خوجة"، "من السلوكي الى الاشراقي في قصيدة اسفار الرؤيا للشاعر عبدالعزيز محي الدين خوجة"، "رحلة العشق والقلق في شعر عبد العزيز خوجة"، "تقنيات التعبير عند عبد العزيز خوجة"، مختارات عبد العزيز خوجة، إسراء الخلاص، وقراءة في ديوان عبد العزيز خوجة - أيام معه - دراسات نقدية للاستاذة غرية الشيخ، دراسة نقدية للاستاذة ايمان البقاعي.
الكتاب مقسم الى مراحل تجارب معالي الدكتور منذ تحارب طفولته الى وصوله لتجربته الحالية. وهو يروي تحاربه باسكال شتى، فمنها السرد ومنها ماتم من خلال النقاط. من اكثر ما توسع فيه، نشأته ومرحلة سفارته في لبنان. طريقة الكتابه شيقة رغم افتناعي بانه تم اضافة نصوص مختلفه متعلقة بشؤون معاليه العائلية في اخر لخطة إذ ان صياغة هذه الاجزاء تبدوا في مستوى ادنى من باقي الكتاب.
في استهلال السيرة تحدث عن سبب اختياره لهذا المفردة لسيرته(تجربة)وتحدث عن معانيها ودلالاتها في اللغة. بعدها بدأ يسرد بداية النشاة من تاريخ ولادته ، التي كانت في فجر الإثنين من عام ١٣٦١هـ ، ويَعدُّ الابن السادس لأبيه. وصف عائلته أنها كانت (متوسطة الدخل وكريمة المكانة في مكة المكرمة).
اكتسبت عائلته لقب ( خوجة) بسبب سفر جده إلى إسطنبول ؛ ليتعلم هناك ، واللقب يُطلق على الْمُعَلم وعالِم الدين .
تحدث عن شخصية أمه - رحمها الله - وطريقة معاملتها، وأسلوبها في التربية وقال ( كانت أمي حنونة بقوتها ، وقوية بحنانها) .
تحدث عن بداية التعليم في مكة المكرمة وأوائل الأساتذة ورفقاء الدرب في المدرسة وعن حفلات الزواج وطقوسه،والفنون التي كانت تزخر بها المنطقة قديما ،ذكر عن مكة أنها تتميز بميزة واضحة وهي (التكافل الاجتماعي ، فالغني محبوب ، والفقير مكفول).
بعد فراغه من المرحلة الثانوية ، أرسله والده لِمصر ؛ ليكمل دراسته الجامعية هناك ، لكنَّه فشل في جميع مواد السنة الأولى ، وقرر بعدها أن يعود للرياض ويلتحق بجامعتها الناشئة طالبًا ثم معيدًا.
اُبْتعثَ إلى بريطاينا ؛ ليكمل مرحلتي الماجستير والدكتوراه ، وفيها تحدث عن مشروع رسالته ، الذي نُسِبَ لغيره وضاعَ جهده !
عمل ثماني سنوات وكيلا لوزارة الإعلام إبان فترة الوزير أو صديقه كما يسميه محمد عبده يماني ، وبعد اعفاء الوزير تركت الوزارة وعاد إلى جامعته ومعمله.
- العمل الدبلوماسي
تَحدثَ عن بدايته في السلك الدبلوماسي عند توليه سفارة المملكة في تركيا في ١٩٨٥ بعد تزكية الأمير سعود الفيصل له عند الملك فهد - رحمهما الله- وكيف كوَّن علاقة مع رئيسها ، وعن حملة الاغتيالات الثلاث التي طالت أفراد السفارة السعودية أنذاك. المرحلة الثانية في عملها الدبلوماسي كانت توليه سفارة المملكة في موسكو ، ويُعدُّ هو أول سفير للمملكة فيها ، وكانت فترته في سفارة موسكو فترة تحول للمنطقة ؛ بسبب انهيار الاتحاد السوفياتي ، وانفصال روسيا الاتحادية . تحدث عن روسيا كشعبٍ كريم ولطيف ،وعن احترامهم الثقافة الشرقية واعتبرها جزءًا من ثقافتهم . ذكر أنه تعرف على الشاعر المعروف (رسول حمزتوف)، وكان مشرفا على رسالة زوجته في مرحلة الماجستير. المرحلة الثالثة : يمكن تقسيمها إلى فترتين: الأولى كانت في نهاية ١٩٩٥ عندما اختاره الملك فهد - رحمه الله - أن يكون سفيرًا للمملكة في المغرب ، التي اعتبره الوزير أجمل محطات حياته على مختلف الأصعدة له ولأسرته ، رغم صعوبة الأحداث التي حصلت في ذلك الوقت كأحداث سبتمر والحملة الشعواء التي تعرَّضت له المملكة ، ووفاة الحسن الثاني . تعرف في المغرب على كبار المفكرين والشعراء المغاربة ، وذكر قصةَ طلب الأمير سعود الفيصل - رحمه الله - بأن يلتقي بالمفكر المغربي المعروف محمد عابد الجابري. والفترة الثانية : كانت بداية عام ٢٠١٦ ، عندما اختاره الملك سلمان بأن يكون سفيرًا في المغرب مرة ثانية. ومن جملة الأحداث التي عايشها في هذه الفترة ، قضية الملف المغربي المقدم لاستضافة مونديال ٢٠٢٦ ، والتي على إثرها أصدر بيانًا يوضح الأمور .
المرحلة الرابعة : كانت بعد انتهاء فترته كسفيرٍ في المغرب ، اُخْتِير لأن يتولى سفارة المملكة في لبنان، وفي هذا المرحلة أطال الحديث في وصف النظام السياسي اللبناني وارتباطه في ذلك الوقت بسوريا ، والأحزاب التي تحكم لبنان.
وفي عام ٢٠٠٩ ، بعد الفترة التي قضاها في سفارة لبنان ، اختباره لملك عبدالله - رحمه الله - لتولي وزراة الثقافة والإعلام ، وفيها تطرق لعدة مواضيع منها : فسح الكتب ،معرض الكتاب، إنشاء قناة القرآن الكريم ، وتطوير القنوات السعودية وصحيفة أم القرى .
أردف المؤلف في نهاية سيرته ملحقا يتضمن صور له ولأفراد عائلته .
مذكرات السفير والوزير والاديب عبدالعزيز خوجة مذكرات جميلة وفيها معلومات جديدة ومهمة وتحليلات سياسية من شاهد عيان وقريب من صانع القرار السياسي من اهم ماجاء في المذكرات الحديث عن تورغت اوزال وتقاربه مع السعودية وميوله الاسلامية وكذلك الاعتداءات على الدبلوماسيين السعوديين في تركيا حيث يرجح انها من اثار الحرب العراقية الايرانية خلافا للسائد انه من تدبير فصائل فلسطينية كما ان قصة الشخص الذيجاء لاغتياله وانتهى به الامر الى تسليم نفسه قصة طريفة رؤية السفير خوجة للاوضاع في روسيا ابان انهيار الاتحاد السوفييتي ومحاوات انفصال الشيشان وبقية دول القوقاز وهي رؤية ثاقبة نقلها للملك فهد رحمه الله وثبتت صحتها والملف الاهم الملف اللبناني حيث عمل سفيراهناك في فترة مهمة حيث اغتيل الرئيس الحريري وخرجت القوات السورية منها ومن خلال المذكرات يتبين عمق علاقات السعودية مع مختلف الطوائف والاحزاب اللبنانية وحاولة المملكة مساعدة لبنان لتحاوز ازماته ثم الانسحاب من الوضع اللبناني