هو العلامة المفسّر قاضي القضاة، ناصر الدين، أبو الخير (وقيل أبو سعيد) عبد الله بن عمر بن علي البيضاوي الشيرازي، الشافعي هذه النسبة إلى بيضاء وهي بلدة من بلاد فارس. لم تذكر المصادر سنة ولادته. وتوفي بمدينة تبريز. قال السّبكي والإسنوي: سنة (691 هـ) إحدى وتسعين وستمائة. وقال ابن كثير وغيره: سنة (685 هـ) خمس وثمانين وستمائة.
قال السيوطي في «بغية الوعاة» : كان إماما علّامة، عارفا بالفقه والأصلين والعربية والمنطق، نظّارا صالحا، متعبّدا، شافعيّا. وقال ابن قاضي شهبة في «طبقاته» : «صاحب المصنفات، وعالم أذربيجان، وشيخ تلك الناحية» . قال السبكي في «طبقاته الكبرى» : ولي قضاء القضاء بشيراز، ودخل تبريز، وناظر بها، وصادف دخوله إليها مجلس درس قد عقد بها لبعض الفضلاء، فجلس القاضي ناصر الدين في أخريات القوم، بحيث لم يعلم به أحد، فذكر المدرّس نكتة زعم أن أحدا من الحاضرين لا يقدر على جوابها، وطلب من القوم حلّها، والجواب عنها، فإن لم يقدروا فالحلّ فقط، فإن لم يقدروا فإعادتها. فلما انتهى من ذكرها، شرع القاضي ناصر الدين في الجواب، فقال له: لا أسمع حتى أعلم أنك فهمتها. فخيّره بين إعادتها، بلفظها أو معناها، فبهت المدرّس، وقال: أعدها بلفظها. فأعادها. ثم حلّها وبيّن أن في تركيبه إيّاها خللا، ثم أجاب عنها، وقابلها في الحال بمثلها، ودعا المدرّس إلى حلّها، فتعذّر عليه ذلك، فأقامه الوزير من مجلسه، وأدناه إلى جانبه، وسأله من أنت؟ فأخبره أنه البيضاويّ، وأنه جاء في طلب القضاء بشيراز، فأكرمه، وخلع عليه في يومه، وردّه وقد قضى حاجته. وأهمله الذهبي ولم يذكره في «العبر» كما قال ابن شهبة.
قال السبكي: «كان إماما مبرزا نظارا خيرا، صالحا متعبدا» . وقال ابن حبيب: «وتكلم كل من الأئمة بالثناء على مصنفاته، ولو لم يكن له غير «المنهاج» الوجيز لفظه المحرر لكفاه» . ولي القضاء بشيراز. ومن أهم مصنفاته: 1- كتاب «المنهاج» مختصر من الحاصل والمصباح و «شرحه» (في أصول الفقه) وهو «منهاج الوصول إلى علم الأصول» وهو مطبوع. 2- وكتاب «الطوالع» وهو «طوالع الأنوار» ، مطبوع (في أصول الدين والتوحيد) قال السبكي: وهو أجلّ مختصر ألّف في علم الكلام. 3- و «أنوار التنزيل وأسرار التأويل» (في التفسير) وسماه بعضهم «مختصر الكشاف» ، وهو ما نحن بصدده الآن. وهذه الكتب الثلاثة من أشهر الكتب وأكثرها تداولا بين أهل العلم. 4- «المصباح» (في أصول الدين) . 5- «شرح مختصر ابن الحاجب» (في الأصول) . 6- «شرح المنتخب في الأصول» للإمام فخر الدين. 7- «شرح المطالع» (في المنطق) . 8- «الإيضاح» (في أصول الدين) . 9- «شرح الكافية» لابن الحاجب (في النحو) . 10- «لبّ اللباب في علم الإعراب» . 11- «نظام التواريخ» كتبه باللغة الفارسية. 12- «رسالة في موضوعات العلوم وتعاريفها» مخطوط. 13- «الغاية القصوى في دراية الفتوى» مخطوط (في فقه الشافعية) مختصر «الوسيط» . 14- «شرح المصابيح» (أي مصابيح السّنّة للبغوي في الحديث) سماه «تحفة الأبرار» . 15- «شرح المحصول» . 16- «شرح التنبيه» (في أربعة مجلدات) . 17- «تهذيب الأخلاق» (في التصوف) .
1- قول الإمام السيوطي في هذا التفسير: ويقول الجلال السيوطي: «وإن القاضي ناصر الدين البيضاوي لخّص هذا الكتاب فأجاد، وأتى بكل مستجاد، وماز فيه أماكن الاعتزال، وطرح موضع الدسائس وأزال، وحرر مهمات، واستدرك تتمات، فظهر كأنه سبيكة نضار، واشتهر اشتهار الشمس في رائعة النهار، وعكف عليه العاكفون، ولهج بذكر محاسنه الواصفون، وذاق طعم دقائقه العارفون، فأكبّ عليه العلماء تدريسا ومطالعة، وبادروا إلى تلقيه بالقبول رغبة فيه ومسارعة» 2- ويقول صاحب «كشف الظنون» ما نصه: وتفسيره هذا- يريد تفسير البيضاوي- كتاب عظيم الشأن، غني عن البيان، لخص فيه من «الكشاف» ما يتعلق بالإعراب والمعاني والبيان، ومن «التفسير الكبير» ما يتعلق بالحكمة والكلام، ومن «تفسير الراغب» ما يتعلق بالاشتقاق وغوامض الحقائق ولطائف الإشارات. وضم إليه ما روى زناد فكره من الوجوه المعقولة، فجلا رين الشك عن السريرة، وزاد في العلم بسطة وبصيرة، كما قال مولانا المنشي: أولوا الألباب لم يأتوا ... بكشف قناع ما يتلى ولكن كان للقاضي ... يد بيضاء لا تبلى الحواشي والتعليقات المكتوبة على تفسير البيضاوي 1- حاشية العالم الفاضل محيي الدين محمد بن الشيخ مصلح الدين مصطفى القوجوي المتوفى سنة إحدى وخمسين وتسعمائة (ت 951 هـ). 2- حاشية العالم مصلح الدين مصطفى بن إبراهيم المشهور بابن التمجيد (ت نحو 880 هـ) . 3- حاشية الفاضل القاضي زكريا بن محمد الأنصاري المصري المتوفى سنة ست وعشرين وتسعمائة (926 هـ) . 4- حاشية الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة إحدى عشرة وتسعمائة (ت 911 هـ) . ...
Abdullah Ibn Umar Al-Baydawi الإمام ناصر الدين البيضاوي وهو فقيه شافعي المذهب أشعري المعتقد، مفسر نحوي وأصولي متكلم، يكنّى بأبي سعيد وأبي محمد وأبي الخير.
تم بحمد الله الانتهاء من قراءة المجلد الأول من "تفسير البيضاوي" لتفسير سورتي الفاتحة و البقرة. *و بإذن الله سنكمل قراءة تفسيره لسور القرآن الباقية في الأيام القادمة.
"تفسير البيضاوي- كتاب عظيم الشأن، غني عن البيان، لخص فيه من «الكشاف» ما يتعلق بالإعراب والمعاني والبيان، ومن «التفسير الكبير» ما يتعلق بالحكمة والكلام، ومن «تفسير الراغب» ما يتعلق بالاشتقاق وغوامض الحقائق ولطائف الإشارات. وضم إليه ما روى زناد فكره من الوجوه المعقولة، فجلا رين الشك عن السريرة، وزاد في العلم بسطة وبصيرة، كما قال مولانا المنشي: أولوا الألباب لم يأتوا ... بكشف قناع ما يتلى ولكن كان للقاضي ... يد بيضاء لا تبلى" صاحب «كشف الظنون»
لم أقرأ التفسير كاملا، بل قرأت جزءا يسيرا منه (حزب = ١٠ أوجه)، التفسير وَعِر، فيه صعوبة، قليل ومركز العبارة، كما هي عادة الأصوليين، ويركز على اللغة والنحو بشكل واضح، ولا يخفى أن المؤلف أشعري الاعتقاد. التفسير مُجْمع على نفاسته وجودته بل وذُكر أن له أكثر من ١٠٠ حاشية! فلست أنا من أقيمه بالنجمات، فسأضع ٥ نجوم بغض النظر.