كان الوحيد الذي يستحق زعامة هذا الشعب. لكن رياح التاريخ في بلادنا تهب دائمًا عكس مصلحتها. كان الوحيد الذي فهم روح هذا الشعب العظيم. شعب استمرأ الخضوع لكل مستبد يمسك بخناقه كالدجاجة، شعب إذا شعر بالاختناق أكثر مما يجب ينتفض في النزع شبه الأخير ( يسمي المؤرخون ذلك ثورات ) ثم يسلم أمره لأول طامح إلى السلطة، شعب إذا أتيحت له المشاركة في انتخاب رئيسه يصوّت في اللحظة الحاسمة لمستبد جديد. كان الوحيد الذي فهم روح هذه الشعب العظيم إذ هو منحدر من أعماقه، لم يأت من بلدية العاصمة ذوي الدماء الزرقاء ولا من السواحل التي سكنتها روح التجارة وروائح رأس المال العفن. من روح هذا الشعب تشرّب قيمه وأسلوبه في العيش والتعامل وحتى في البذاءة المحببة إلى النفس. وجعل الله له نخبة من إخوان الصفاء يشدّون أزره. لقد كان مهدينا المنتظر لكنه قصف في المهد. وهذه الورقات من مناقبه وسيرته العطرة الفيحاء الزكية تستعيد نتفا من زعامته الخالدة.
روائي من تونس أديب تونسي حاصل على الجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2015
حاصل على دكتورا الدولة في الآداب من كلية الآداب بمنوبة . عميد سابق لكلية الآداب والفنون والإنسانيات بجامعة منوبة ويشغل الآن وظيفة رئيس جامعة منوبة . عضو في عديد هيئات تحرير مجلاّت محكّمة منها مجلّة "إبلا" التي يصدرها معهد الآباء البيض بتونس و مجلّة Romano Arabica التي يصدرها مركز الدّراسات العربيّة التّابع لجامعة بوخارست ( رومانيا) له مشاركات عديدة في الندوات العلمية ومقالات منشورة وإسهامات في التأليف المدرسيّ ومعالجة قضايا تربويّة وتعليميّة. من كتبه المنشورة: 1992: سيرة الغائب، سيرة الآتي – السيرة الذاتية في كتاب "الأيام" لطه حسين، دار الجنوب، تونس، سلسلة "مفاتيح" 1993: جمالية الألفة: النص ومتقبّله في التراث النقدي، بيت الحكمة، تونس. 2006: إنشاء النفي، مركز النشر الجامعي – كلية الآداب والفنون والإنسانيات، تونس 2006: الاستدلال البلاغي، كلّية الآداب والفنون والإنسانيّات-(وحدة البحث في تحليل الخطاب) ودار المعرفة، تونس ( طبعة ثانية ،2010 ،، دار الكتاب الجديد المتحدة،بيروت. 2007 :المعنى المحال ،دار مرايا الحداثة،تونس. 2008:نظريّة الأعمال اللّغويّة،دار مسكلياني ،تونس. 2009 : توجيه النفي في تعامله مع الجهات والأسوار والروابط، دار الكتاب الجديد المتحدة،بيروت. 2010 : دائرة الأعمال اللّغويّة ، دار الكتاب الجديد المتحدة،بيروت. 2012 : الأدب المدرسة والإيديولوجيا ، مركز النشر الجامعي ، تونس ( تحت الطبع ). وترجم : 1987: الشعرية لتزيفتان تودوروف، دار توبقال، الدار البيضاء (بالاشتراك) / الطبعة الثانية 1990 1995: تخييل الأصول: الإسلام وكتابة الحداثة، دارالجنوب، تونس، سلسلة "معالم الحداثة" 2010:المعجم الموسوعيّ للتداولية،المركز الوطنيّ للترجمة ،تونس(بالاشتراك)
قراءة تونسية شيقة، عن زعيم ليس كالزعماء، السيرة العطرة للزعيم -وهو ليس بورقيبة- كتاب يسخر منا بجميع أطيافنا (ويوغل أحيانا في السخرية حد إيلامنا بل إزعاجنا) ويذكرنا بخيباتنا وبسخافة ساستنا. ربما يرى فيه البعض نقدا لاذعا لليسار التونسي خاصة في الجامعة، لكنني أظنه أكثر من ذلك! رواية خفيفة رغم ثقل مقاصدها، تقرؤها في جلسة واحدة، ربما تحرك فيك حنينا أو وجعا دفينا أو ضحكة عالية أو قلقا أو عدة ابتسامات. ربما لن تحبها كثيرا (ولا أظن الكاتب يبحث عن رضانا) ولكنك لن تندم على قراءتها.
كاريكاتورية جدا سلخت اليسار بل وكل السياسات في "خلق زعيم" وفضحت عقمها فضحا بطريقة هزلية وساخرة .. أحيي المبخوت على جرأته.. أكاد أجزم أنه كتب روايته وهو يضحك ملئ شدقيه !
رواية عن صناعة الزعيم . هي حكاية في أرقة الجامعة و الحي السكني الجامعي حيث يتحول طالب"العيفة" الى زعيم سياسي تم شرعنة وجوده كزعيم للطلبة وناطق باسمهم من قبل طلبة ليكون أداة لضرب طلبة آخرين ليتحول إلى زعيم بشرعية (انتخابات) و مشروعية(حضورة الكاريزمي) و ليكون العمل شاهد على هذا التحول و على كواليس ما بجري داخل المشهد السياسي عموما. العمل غني على مستوى اللغة بتطعيمات باللهجة المحلية (التونسية) جعلت من الشخصيات و خصوصا"العيفة" لها وجودا و حضورا انسانيا أكثر منه ورقيا 👍👍👍 . العمل يرسم مسار رجل السياسة اامبكيافيلي من بدايته إلى انحطاطه.
يسرد المبخوت في 100 صفحة باسلوبه الركيك الغالبة عليه العامية و حتى أجزائه العربية فهي ترجمة من العامية إلى العربية، و بنفسه التحقيري العنصري سيرة طالب قادم من أدغال البلاد التونسية و مسيرة عمله الطلابي مسلطا الضوء على ظواهر النضال و ابداء النضال حيث إخفاء التعامل مع أجهزة الدولة البوليسية من حيث الشكل العمل سطحي و سردي مباشراتي الى الدرجة التي يصعب فيها ادراجه صلب اي جنس ادبي او فني و لا يبقى الا الحديث عن تداعي افكار صاحبه الذي و يا للمفارقة يعتبر نفسه و يعتبره مريدوه كاحد مكونات النخبة التونسية اما الوصف فهو جاف و يعبارات و تراكيب مكرورة تنم عن فقر اسلوبي و بلاغي مدقع و يمكن ان نورد آيات لذلك متعددة شرع الجلاس يستعدون لمغادرة المطعم نهدين نافرين : تكررت عشرات المرات يعب الماء عبا : عشرات المرات فسأثبّت من ذلك بنفسي نفى الرقاد عنه الأرق و الإنهاك إلى أن دقت في الخامسة صباحا ساعته البيولوجية لكن الشاب ظل يتشعبط رافعا اصبعه في عيني الزعيم و هنا يورد على لسان البطل القادم من مثلث العطف بلهجة بلْدية : انا هوني مانيش نحكي على روحي قال مستبلها ، و في مناسبة أخرى : يورد على لسانه : كان طارت يعمل روحو ما سمعشي عاف الحياة و ينتظر ساعة الخلاص يتأتى من عسر رفع ذيلها و تركيح ساقيها انفتحت شهية الزعيم
رواية جيدة عموما وخفيفة وسريعة القراءة. أعجبني جدا اسلوب شكري الساخر والجريء الذي قام بتعرية واقع الحركة الطلابية البائس في تونس منذ فترات طويلة . يظل الاشكال في هاته الرواية الوحيزة هو التسطيح الشديد لشخصية الزعيم: الكثير من الاحكام المسبقة حول سكان الريف، تركيبة متناقضة جدا جعلت الزعيم غبيا ساذجا احيانا وعبقريا في احيان اخرى فقط من اجل دفع عجلة الرواية. الاحداث لم تكن مترابطة ابدا وانما وقع تجميعها دون بناء سردي متماسك قد يحيلنا على حكاية حقيقية للحركة الطلابية وان كانت الرواية ساخرة عموما. بقية الشخصيات كانت هشة جدا كالمستشار وسلمى. انصح بقراءتها عموما على الرغم من عدم الايغال ابدا في الكثير من التفاصيل حول الحركة الطلابية واليسار والمرور عليها بسرعة وكأن الرواية تعرضت لاستعجال سريع من قبل شكري.
رواية رائعة بأسلوبها الساخر عرت هذه الرواية واقع الحركة الطلابية في تونس وخاصة اليساريون منهم كما أظهرت دور الأجهزة الأمنية في السيطرة على مفاصل الجامعة أختيار شخصية الزعيم تنم عن ذكاء ، فالزعيم يمتلك صفات متناقضة فهو ذكي يكاد يكون عبقريا لكنه في المقابل ريفي ساذج ربما هو واقع الحال في صناعة الزعماء .... يصنعهم بعض الساسة كدمى على أساس انهم دمى يسهل تحريكهم لكن في الأخير تتكون حولهم بطانة من المطبلين والمصفقين تنفخ فيهم فيصدقون انفسهم انهم يمتلكون من المزايا والصفات ومن الحكمة ما لا توجد عند غيرهم ، وهنا ينقلب السحر على الساحر وهذا ما كشفته ثورات الربيع العربي ، فنجد ان بن علي ، والقذافي ومبارك وصالح وانتهاء بالسيسي وحميدتي في السودان كل هؤلاء لا يمتلكون أي مؤهلات حتى يكونوا قادة في بلدانهم ولا يجمع بينهم الا الغباء
رواية على كمٍ كبير من النقد والسخرية والكوميديا، هذه الرواية عبارة على ملخص؛ ملخص لتاريخ تونس من التسعينات تاريخ التحاق العيفة بالجامعة التونسية وحتى اليوم، تلخيص للحياة الجامعية بسلبياتها وإيجابياتها، بحلوها ومرّها، بجديتها وهزلها، تلخيص للقمع والاستبداد، تلخيص للفساد الإداري، تلخيص للعلاقات بين البرجوازيين وبين المهمشين، بين سكان المدن وسكان الأرياف، تلخيص لليسار التونسي والحركة النقابية، تلخيص للجنس.... ونقد لكل ذلك. نقد حاضر في كل كلمة من كلمات الرواية وأحداثها وشخصياتها؛ هذه بعض الكلمات التلقائية والعفوية عن الرواية التي لن تفيها حقها، لا بد للنقاد من دراستها دراسة دقيقة وشاملة وجدية. شكرا شكري المبخوت على هذه التحفة.
رواية خفيفة لكنها لا تصلح القراءة في رمضان. 😜 قلم شكري دائما يركز على الحركة الطلابية في الجامعة ويكشف اسرارها. فضحت اليسار يا شكري وكشفت اشياء اسمع بها للمرة الأولى. بسببك اشعر بالقرف من كل الطلبة اليساريين الذين رأيتهم في الجامعة
يواصل شكري المبخوت توضيف نفسه الروائي الفريد لتصفية حساباته مع التيارات السياسية المتصارعة وخاصّة يسار الجامعة التونسية. صورة تقديّة جميلة تُقرأ ككل ما يكتب المبخوت على مستويات عدّة.