يلقي الكاتب اليمني علي المقري في روايته هذه الضوء على طبقة الأخدام في المجتمع اليمني، آخذا القارئ إلى قاع المدينة وحوافها الغارقة في الفقر والقذارة والقسوة والظلم. وترسم الرواية بريشة قاسية فداحة الوضع الاجتماعي لهذه المجموعة البشرية، واصلةً الحكاية الحية بالمادة التاريخية التي تشكل خلفية العالم السردي للرواية.
علي المقري كاتب وشاعر يمني ، مواليد 1966م ، مدينة تعز ولد الشاعر والصحافي والروائي علي المقري في اليمن وبدأ كتابة الأدب وهو بالغ من العمر ثماني عشر سنة. بعد إعادة اتّحاد اليمن عام 1990 أصبح محرّراً ثقافياً لمنشورات عدّة. منذ سنة 1997 هو محرّر منشور أدبي "الحكمة" لجمعية الكتّاب اليمنيين ويترأس أيضاً مجلة أدبية بعنوان "غيمان" أُسسّت سنة 2007.
اعترف انني تفاجأت بأوضاع الاخدام (السود) في اليمن. رواية تتحدث عن فتى ابيض (امبو)كما يطلق السود على البيض في اليمن ينجذب الى فتاة سوداء ويهرب معها ليعيش في منطقة للعشش بالقرب من مدينة تعز.
وهناك يتعرف على طبيعة عيش هذه الطبقة المهمشة والتي تعامل بغير آدمية. رغم ان هناك بعض الروحرالثورية فيما بينهم. الا ان هناك من يقاوم هذه الروح ولا يقبل التعايش مع أناس احتقروه على مدى عقود.
الرواية من حيث الفكرة رائعة وأسلوب المؤلف تلقائي وسلس بعيد عن التكلف . ما يعيب هذه الرواية كثرة التطرق الى حوادث جنسية في منطقةًالعشش الذين الجنس بينهم تشعر كأنه بين حيوانات وليس بين بشر. كان حادثة واحدة او اثنتين تكفي.
النهاية ايضا مفتوحة كأنه يوحي ان المشكلة الان قائمة ومع اختلاف وجهات النظر في امقترحات الحلول والقبول بها.
يتطرّق الكاتب على المقري في هذه الرواية، إلى عالم الأخدام، وهي الفئة المهمّشة والأشد فقراً في اليمن، يعيشون ضمن نطاق مجتمعات صغيرة خاصة بهم تتميّز بالقذارة والفقر والجوع وافتراش التراب، يعيشون فيها بتمرّدهم الدائم على الظروف والقهر، و ممارساتهم الجريئة التي تتجاوز كل القيم الصحيحة والمتعارف عليها.
يتميّزون بالعرق الأسود، ويُقال أن أصولهم تعود الى الهند وآخرين يقولون إنها تعود الى الأحباش وخصوصاً الجند الباقين من الجيوش الحبشية التي حاربت في اليمن، وتخلّفوا عن العودة.
يُطلق عليهم العديد من الألقاب، منها الأخدام أو "الخدم"، وقيل اللحوج وهي غير مقصود بها أهالي محافظة لحج اليمينية وأسماء أخرى كثيرة لتميّزهم بعنصريّة عن غيرهم، فهم يواجهون قسوة التمييّز العنصري بسبب اللون، والمهنة، يرضخون لكافة أنواع الاضطهاد والتهميش و منبوذين عن كافة أفراد المجتمع وخاصة من يعمل في مهن المزينين و الحلاقين أو الحرفييّن.
تدور أحداث الرواية بين عامي 1970م و 1982م زمن تقسيم اليمن إلى شمالي وجنوبي قبل وحدته، تحكي عن تواجدهم في مدينة تعز اليمنيّة، يعيشون قرب المستنقع حيث ما يسمى (المحّوى)، وهو مجمع مكون من عدد ممن العشش المبنيّة من القش والصفيح والكراتين، تقتلهم الأمراض وبرد الشتاء، يعتبرون أن عمر الثلاثين كافي للخادم والموت أفضل له من البقاء (ليعذّب من الآلام والأمراض التي ستبقى تواجهه طوال عمره).
كما تسلّط الرواية الضوء على عمق المفاهيم التي انغرست في عمق الذات الشعبيّة على مر تاريخ ظهورهم ووجودهم عن المفاهيم والمعتقدات وطريقة التعامل مع الأخدام والتي اعتبرها المجتمع جزء من حقائق ومسلّمات، دون النظر الى المسألة الإنسانيّة في التعامل معهم، فالأخدام يعتبرون من فئة الحيوانات بل أدنى ولذا لا تنطبق عليهم القوانين الإنسانيّة.
كما يستعرض الكتاب المصالح الماديّة للطبقات والجماعات التي تستغل شقاء الآخرين، وتزيد من تعاستهم باسم المفاهيم والمعتقدات والوطن والدين وأحياناً استغلال بؤسهم وفقرهم بالزج بهم في حروب عبثيّة لا ناقة ولا جمل لهم بها، حيث استغلتهم حكومة اليمن الشمالي في حرب اليمن الجنوبي، كما استغلهم وما زال يستغلهم الحوثييّن فيما يسمونه بلواء بلال.
عموماً يعيب الرواية كثرة لغة الجنس والفحش في سطورها، ليت الكاتب تجاوز ذلك وركز على القضيّة الإنسانيّة بشكل أكبر واستزاد في شرح مأساة ومعاناة مجتمع مهمش يُعامل بأسوأ الطرق العنصريّة.
عندما علمت أن كاتب من اليمن تناول الخدام فرحت وقررت البحث عن الرواية ذلك أن المهمشين دومًا الكتابة عنهم مهمشة نادرة .. فقيرة.. يهمشهم الزمان ويتفلتون من سطح المكان فيمر العمر حتى تختفي ملامحهم إذا لم ينصهروا لكن الخدام أنّى يكون لهم الإنصهار في المجتمع اليمني الأمر أشبه بطبقية المجتمعات الخليجية عند فتاة القبيلة وفتى غير القبيلة ليس ثمة تلاحم مهما كانت كفاءة الشاب
لكن الخدام منبوذين نبذ تام في المجتمع اليمني تم تخصيصهم للأعمال القذرة فقط لونهم الأسود علامة فارقة في تاريخ ما بعد العبودية في التاريخ الحديث
بالطبع لا تستحقّ هذه الرواية الوصول إلى البوكر ولا أيّة جائزة أخرى.
لغة أقلّ من العادية يستطيع أيّ كاتب مبتدئ كتابة أفضل منها. لكنّني لا أستطيع أن أنكر الأهميّة التاريخيّة للرواية. الرواية بشكلٍ عام ضعيفة. صفحات عديدة بلا قيمة، ممتلئة بكلمات الأغاني اليمنيّة الشعبيّة التي لم أستطع من الأساس فكّ طلاسمها ولفظها. الحوارات باللهجة العامّيّة كثيرة جدًّا وغير مفهومة وأفسدت روح الرواية. وجود الجنس في الرواية لم يخدمها أبدًا بل كان يُحشى بين الجمل والصفحات لمجرّد الثرثرة لا أكثر. حسنًا، هذه رواية كان من الممكن أن تكون جميلة لو كتبها شخص آخر، بلغة أقوى، وخيال أوسع ومنطقي. تجربة سيّئة
رواية مقبولة للمقري مقارنة ب"حرمة" ذلك الشىء الذى لا أجد له تعريف ..انما هذه الرواية جيدة وتحتوى على رسالة وتناقش مسألة الأخدام وهم أصحاب البشرة السوداء فى اليمن المهمشين الذين يعيشون فى العشش الصفيح على أطراف مدينة تعز .الرواية تناقش حالهم وكيفية تصالحهم مع هذه العيشة التى لاتليق بالكلاب حتى فى أحيان ونجد أيضا روح الثورة والتمرد فى أحيان أخرى ..المقرى يمتلك أسلوب سهل غير متكلف لكن مشكلته اقحام البذاءة والألفاظ النابية بمبالغة شديدة ويقولون أن هذه الألفاظ شىء عادى فى اليمن يقولها الذكور والإناث على حد السوء !!
ها أنا أنهيتها ، وأنا أرتشف (( هوت شوكليت )) بطعم أسود و رائحة سوداء .. مصادفة ؟ بداية الرواية كانت قوية - المحاكمة و الحديث عن الخيانة - و عميقة . كنت مستمتعاً إلى أن غادر إلى محوى زين ، هناك بدأ الكاتب بإستخدام وصف جنسي خام ، وألفاظ أكاد أسميها ( سوقية و قبيحة ) ليس لها علاقة بالحس الأدبي و اللغوي أو اكمال عمق الرواية ، أحببت الصفحتين التي تحدث فيها سرور عن الحرية ص٨٨ و ص٨٩ .. " نشتهي من يحترمنا كما نحن ، يحترم ثقافتنا ، يحترم لوننا. طعمنا الأسود ، رائحتنا السوداء " !! رواية جيدة .. إلاّ أن فيها الكثير مما يجعل القارئ يخجل وهو يقرأ ..
عبده عيشه، والدغلو، المسلوخين من جلودهم، اللذي اعتبرهم المجتمع بقعة سوداء، برائحة سوداء شاذة، ترفضها اللوحة الخضراء التي رسمها الناس بحبر القهر والظلم. لم يختر عبده ولا الدغلو جلودهم، كما لم نخترها نحن، وكان حظهم أن يكونوا سوداً، فيلفظهم المجتمع للمنفى، حيث البشر هناك " عبيد" لهم ذات البشرة القاتمة، حيث الدنس لا يشتكي من الدنس، كما يوحى هذا المجتمع المنزو، المغرق في الجاهلية، والقمع. ينزح الاثنان لتلك العشة، حيث أشباههم من المطاريد، السُمُر، يعيشون حياة عبثية، لا يحكم قانون ولا مذهب، هناك في العشة، يمارس العهر جهاراً، والجنس كالتحية الصباحية متداول في كلِّ زقاق، ورائحة البراز تطفح في الوجوه، وأسقف البيوت.. أو أشباه البيوت. هي رواية خانقة، يحتاج قارئها لعبوة ممتلئة بالأوكسجين، علَّعه يقوى الخوض فيها.
على حسب فهمي للروايه، هي تشرح طبقات المجتمع وكيف التفرقه والعنصرية، لكن في مواقع في سرد الاحداث واحيانا الحوار لم تعجبني وايضا كنت في حالة استعجاب ان كيف وافقة الرقابة على نشر كلمات جريئة !! بشكل عالم القصة جميله لكن للاشخاص المتحفظين مثلي انا اعتبرتها خادشه للحياء
مغرق في السواداوية ... والفرف ... لكنه ذلك القرف المفضي للثورة ورفص الواقع ...ذكرتني كثيرا بترمي بشرر .. اعطتني نفس القرف والوجع... حين يسخر الروائي قلمه المغرق في الواقعية لكشف نفاق وفساد المجتمعات .. تحية كبيرة
القذارة التي في هذه الرواية لا توصف! استغرب من المؤلفين الذين يريدون تسليط الضوء على قضية ما لغرض رفع ظلم أو توثيق معاناة ثم يظهرون أصحابها بصورة لا تستدعي أي نوع من أنواع التعاطف معها! ليس هذا فقط، بل يصورون كل المحيط المجتمعي والمعيشي كمكب نفايات لا يمكن معه تصور أي درجة من درجات التطهير أو الإصلاح والتغيير! ما يجعلنا نتساءل عن الغرض الحقيقي من هكذا أعمال؟!
أبداع علي المقري بتصوير عالم الاخدام والمهمشون في الارض هؤلاء هم الاخدام الطبقة المسحوقة الموجودة وليست موجودة تتنفس البؤس والجوع والفقر , يآآآرباه هل يوجد من هو أتعس منهم ؟
اللي خلاني اقرأ الرواية دي هو اني عشت فترة في اليمن لكن ما اتعاملتش ابدًا مع الأخدام دول ولا شفتهم، تقريبا نفس فكرة العشوائيات والكومباوندز في مصر، طبقتين مختلفين ومعزولتين عن بعض تمامًا ولما تيجي فرصة للتعامل بينهم بتكون أن المهمشين بيشتغلوا في خدمة الطبقة الغنية، كل اللي شفته هو بعض المتسولين مخزنين قات وقاعدين على الأرصفة لكن الأخدام مشفتش حد منهم، عشان كده لما قابلتني الرواية اخدت قرار اقرأها عشان اعرف عالمهم عامل ازاي.
عبدالرحمن انتقل مع واحدة لأطراف تعز لان أهله بيرفضوا زواج أبنائهم من بنات المزينين لانهم بيعتبروهم أقل شأن منهم، وبعد هروبهم مع بعض وصلوا للمنطقة اللي بيعيش فيها الأخدام على أطراف تعز، وعاشوا في واحدة من العشش المصنوعة من الصفيح مع واحدة اسمها عيشة عندها ابن ومطلقة وبتشتغل عشان تأكل هي وابنها، أغلب الرواية وصف لحالة العشش والناس اللي عايشين فيها وحياتهم بين القاذورات وشغلهم كخدامين ومنظفين للشوارع في مدينة تعز، وازاي سكان المدينة بيحتقروهم ويعتبروهم انجاس وأقل شأن وحتى مبيسمحوش لهم بالعمل مثلا كطباخ في مطعم عشان أيديهم مش نظيفة، وازاي بيتهموهم بالسرقة وازاي ممكن يسجنوهم بدون محاكمة وبيعذبوهم ويعتدوا عليهم في السجون وهكذا، وبعد كده وصف لحياة الأخدام مع بعض وطبيعة الحياة بين الستات والرجالة واللي من الواضح انها في غاية الحيوانية، وده مفيهوش لوم عليهم لان دول طبقة لم تتلقى اي تعليم أو تربية أو معاملة كويسة وعلى طول جعانين وبيشتغلوا شغل صعب عشان يشتروا أكل يسدوا بيه جوعهم بشكل مؤقت فطبيعي أن تعاملهم مع بعض يكون بعيد عن تعاملات البشر وأقرب للحيوانية لان حياتهم متساوية مع حياة الحيوانات بل أسوأ بسبب الاضطهاد، الناس كلها كاتبة في الريفيهات اللي قرأتها أنه بالغ في البذائة، انا بردو شايفة كده ومعرفتش اكمل الرواية من شعوري بالتقزز لكن ده مش عيب على الكاتب، الواقع اللي هو بيوصفه بذئ اصلا فليه عايزينه يجمل لكم الحقيقة، ولا هو البذائة أن يتم وصف حياة الناس في كتاب بصراحة لكن عادي جدًا أن الناس دول يعيشوا معانا في نفس المجتمع مغمورين بالبذائة ومحدش بيلتفت لمساعدتهم ومحاولة تهذيب حياتهم، الفكرة عاملة بالزبط زي في مصر الناس اللي بتعترض على الأفلام اللي بتظهر المخدرات والبلطجة والعشوائيات، الناس معترضة على كشف البلطجة قدام الناس لكن مش معترضة على أن الناس دي حياتها كده بالفعل ومليانة بلطجة ومخدرات والأغنياء قافلين على نفسهم في المدن والكومباوندز وقاعدين في التكييف ينتقدوا وخلاص، انا مع فضح كل اللي بيحصل لكن مع اختيار أسلوب ذكي، وضح كل حاجه بتحصل لكن متبالغش في إظهار تفاصيل مش هتفيد القارئ بحاجه وهتخليه ينفر منك، من الآخر خليك ذكي في إظهار معاناة الفئة دي بس بما يفيد اللي هيقرأ وهيخليه يتفاعل معاك، عشان الفئة اللي عايشين في دور حماة الأخلاق ميفضلوش يقولوا عليك غير أخلاقي وعايز تفسد لهم مجتمعهم الجميل العسول المحافظ بطبعه، انت عارف وانا عارفه ان بالنسبة لهم عادي المجتمع يبقى فيه بلاوي لكن مش عادي تظهر البلاوي دي على العلن عشان هما مجتمع اشرف من الشرف. انا ليه اديت الرواية تقييم ضعيف؟ عشان هو كان ممكن يكتفي بقصة أو اتنين لإظهار طبيعة حياة الفئة دي وينقي الكلام وهو بيوصف لكن ميفضلش مركز لفترة طويلة على علاقاتهم الحيوانية، ومعاها مفيش حدث مهم يشدك تكمل قراية عشان كده انا مكملتهاش بمجرد ما حسيت بالتقزز وبأن خلاص طبيعة حياة الناس اللي هو عاوز يوصفها وصلت لي وبدأ يكرر فخلاص مفيش حاجه تخليني اضغط على نفسي واكمل فقررت أن كفاية عليها كده انا عرفت هو عايز ايه، لو كان عرف يحط حاجه تدفعني لتكملتها ولإثارة فضولي للنهاية كنت كملتها وعديت الصفح اللي فيها تكرار أو اللي محسساني بالتقزز لكن هو معرفش يخليني اكمل. عشان كده نجمتين واتمنى ان يكون في المستقبل في أعمال كتير لكشف حياة المهمشين في كل حتة قدام عامة الناس لأن اللي اكتشفته أن معرفة وجودهم حاجة وان لما حد يدخل وسطهم ويحكي لك اللي بيحصل فعلًا حاجة تانية، على سبيل المثال في فيلم وثائقي شفته متصور عن أحد العائلات اللي عايشة في العشوائيات في مصر واللي بناتها اتجهوا للرقص والعمل في الملاهي الليلية عشان يلاقوا ياكلوا ويشربوا وتفاصيل حياتهم اللي اتذكرت في الوثائقي صعبة جدًا وعمري ما كنت أتصور أن في ناس عايشة الحياة دي في نفس مجتمعي، زي بالضبط الأخدام اللي مكنتش اعرف عنهم حاجه مع اني عشت في أحد المدن القريبة منهم.
هذا تقريبا أول كتاب يمني عن اليمن حصرا، أقرؤه. لم أعلم أن هناك فئة مضطهدة في اليمن، تُدعى حسب تسمية الكتاب بـ"الأخدام". مضطهدة وتُعامل بدونية لدرجة شيوع أمثال مثل: "إذا مس صحنك كلب، اغسله، وإذا مسه خدم، اكسره".
لغة الأشياء / علب فارغة في طريق | باسمة العنزي * | الروائي اليمني علي المقري في روايته «طعم أسود... رائحة سوداء»، يقذف بوجه القارئ قطعا لزجة من قبح مجتمعات التمييز و العنصرية. منذ الصفحات الأولى تتبدى عوالم غريبة من أرض اليمن الحزينة حيث «الأخدام» و«المزينين» فئات عانت ولا تزال من عزلة قسرية فرضتها ظروف معقدة تراكمت عبر التاريخ، لتصنع حاجزا هائلا بين عالمين احدهما يفرض قوانينه وآخر يحتضن آلام المسحوقين والمهشمين. في منطقة «محوى زين» حيث عشش «الأخدام» الذين يصفون أنفسهم بالمحويين العابرين، يعيش ابن القبيلة الهارب مع الدغلو ابنة المزين، كانوا ينادونه بـ «امبو» وهو اسم يطلقونه على ذوي البشرة البيضاء. «اكتشفت بعد أسبوع من المكوث مع الأخدام أنني مجرد أمبو في نظرهم، لا أكبر ولا أصغر، من ذلك، مهما حاولت أن أقدم نفسي بأنني معهم الى أبعد حد. أما الدغلو فبدت لهم في منزلة بين المنزلتين. فهي أقرب إليهم كونها مزينة. لكنها أيضا تبتعد عنهم درجة لأن لون بشرتها يميل نحو البياض».* الرواية كشفت عن المسكوت عنه وتناولته بجرأة، وميزتها الأهم أنها قدمت للقارئ العربي معلومات كانت مجهولة للأغلبية، عبر طرق أبواب جديدة من خلال شخوصها وبيئتهم و ظروف حياتهم الغريبة بكل صورها ومعانيها. «يخدموننا.يتركوننا بلا شيء مئات السنين. وبعدها يقولون بكل سهولة أنهم سيدمجوننا في المجتمع. هل نصفق للدولة ونحن نعيش في العفن؟ نصبح أخوة وأحبابا لهم؟ أنا لست ضد هذا، ولكن كيف يكون ذلك؟».* الرواية من الناحية الفنية شابتها بعض الهنات، الجنس كان مبالغا فيه ومقحما على امتداد الصفحات، العمل في بعض صفحاته أحالني لعمل الروائي محمد شكري «الخبز الحافي» حيث بدا عالم المهشمين والفقراء خاليا من أمثلة إنسانية جيدة يداخلها الطموح لتغيير أوضاعها المزرية بدلا من لعن الحاضر وإهمال الدولة ونظرة الآخرين المتعالية، حتى الرغبة بدمجهم في المجتمع تواجه باعتراض أبطال الرواية! «يقترح سرور أن يحنطوا نموذجا من الأخدام، ويضعوه في زجاج بمتحف، ثم يتركوا ما تبقى منهم ينقرضون، عليهم أن يتحولوا الى حشرات، صراصير، أو فئران، الى أي شيء، أفضل لهم من أن يتكيفوا ويعاد تشكيلهم، ليصبحوا كمثل هؤلاء، الذين ��م يقبلوا بهم في يوم من الأيام».* زمن الرواية يتناول اليمن في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، الى أن قاربت الجرافات الوصول الى «محوى زين» ممهدة لزحف البيوت الإسمنتية وتعديل أخطاء التاريخ والمجتمع كي لا يتحول البشر لمجرد علب فارغة على الطريق، ماذا حدث بعد ذلك؟!... على القارئ أن يبحث عن الإجابة بنفسه.
* المقاطع من رواية «طعم أسود... رائحة سوداء»، للروائي والشاعر اليمني علي المقري، دار الساقي، الطبعة الثانية.
✏️ . . اسم الكتاب: #طعم_أسود_رائحة_سوداء المؤلف: #علي_المقري عدد الصفحات: 119 الدار: دار الساقي ✏️ أحسست بأنني بعيدة كل البعد عن هذا العالم .، كل شيء مظلم وأسود في هذا الكتاب .، يعرفنا الكاتب #علي_المقري على مكان شبه منسي من اليمن .، يا الله .، لم أستطع تحديد مشاعري حقيقة .، هل هي تعاطف أو ألم أو قهر .، لا أعلم .، يثير الكاتب قضية الأخدام في اليمن والتعرف على حياتهم القاسية والمؤلمة بل والمقززة لمن سيقرأ حياتهم .، ولكن هذه الحياة بسبب نبذهم من قِبل العالم بأكمله وليس اليمن فقط .، تجعلك الرواية تفكر بعمق في حياتك المرفهة التي تعيشها ولا تحمد الله عليها .، وفي حياتهم الأشبه بحياة النبذ وكأنهم ليسوا بشر وليس الله خالقهم .! . . ¶ إن اللون الأسود في العلم الوطني للدولة يرمز إلى عهد الظلام البائد .، قبل إعلان الثورة والجمهورية .! وأنه يرمز إلى كل ما هو قبيح وبشع ومرعب وسيء ¶
بسبب لونهم الأسود وحياتهم في العشش .، وحياة النبذ والقذارة بسبب عدم توافر سبل الحياة المعيشية لهم نُبذوا من قِبل العالم .، أصبحت قضيتهم في الأونة الأخيرة محط اهتمام القليل .، ولكن ما زال اللون الأسود .، الرائحة السوداء والحياة السوداء هي حياتهم وعيشهم .! . . رواية رغم حجمها الصغير إلا أنها تفتح لك آفاق عالم منسي وحياة بشر منسيون .، ورغم قباحة وبذائة أسلوب الكاتب #علي_المقري واستخدامه للكثير من الكلمات الإباحية وبشكل مقزز إلا إن الرواية تتحدث عن قضية جداً مهمة .، بالإضافة لاستخدام الكاتب اللهجة اليمنية العامية قد تستصعبها في البداية ولكن بعد ذلك تقرأها بشكل عادي .، رواية وقضية تستحق النظر فيها ومعرفة الأكثر عن حياة هؤلاء الأخدام .! ✏️ كتاب رقم: 22 لسنة 2017 ❤️
هذا النص أشبه بتقرير لمراسل صحفي أمضى عدة سنوات في عشش العبيد (الأخدام) في اليمن، ثم راح ينقل لنا صورًا من يوميات هذه الفئة المهمشة، والكثير من تفاصيل حياة البؤس والمجون التي يعيشونها.
ولكن؛ لا توجد رواية بالمعنى المتعارف عليه! حتى الأبطال كانوا مهمشين تمامًا لحساب النمط الصحفي التقريري للنص، والذي فشل -في نهاية الأمر- حتى في كسب تعاطفي مع هذه الفئة! أو مع قضيتهم، خصوصًا مع طوفان الألفاظ والتفاصيل الجنسية، غير المبررة في الكثير من المواضع! قرأت الكثير من النصوص الروائية العامرة بمشاهد وتفاصيل جنسية، كما أن بعض هذه النصوص جاء مرتكزًا على فكرة جنسية أو هاجس جنسي، ولكن كل هذه النصوص لم تزعجني، بقدر ما أزعجني التناول والإفراط في هذا النص! لقد وجدت فكرة ما في رواية برهان العسل على سبيل المثال، ولكن هنا؛ لا شيء!
في الحقيقة لقد منحت هذا النص نجمتين لأنه -كتقرير صحفي- زودني بمعلومات مفيدة عن يمن السبعينيات، وتركيبتها السياسية قبل الوحدة، علاوة على تاريخ الأخدام عبر عدة قرون!
مأساة الطبقات الفقيرة في الهند وبخاصة أولئك الذين يعانون من نظام الانعزال الطبقي وفئة المنبوذين.
وقبل استعراض الرواية وبمجرد التفكير في الظلم التاريخي الذي لحق بالعرق الأسود يذهب الذهن إلى الزنوج في الولايات المتحدة في حقبة سابقة وإلى ضحايا نظام الفصل العنصري البائد في جنوب أفريقيا.
لكن كثيرا من الناس قد يفاجؤون عند قراءة رواية الكاتب اليمني علي المقري الأخيرة "طعم أسود رائحة سوداء" بواقع متشابه وربما أشد قسوة.
رواية المقري تنقل القارئ إلى عالم الطبقات المغلقة والمنبوذين في الهند، وهو عالم متغلل في عمق الذات الشعبية وشكل على مر التاريخ مفاهيم ومعتقدات اعتبرت لدى كثير من الناس حقائق ومسلمات.
والرواية تستعرض المصالح المادية للطبقات أو الجماعات التي تستغل شقاء الآخرين وترسخ تعاستهم باسم الدين أو باسم الوطن وترسم تداعيات ذلك على حياة المظلومين وتجبرهم على الاستسلا
فكرة الرواية غاية في الروعة الغوص في أعماق مجتمعات العشوائيات الفقيرة المعدمة و التي تتشابه تماما في اليمن و مصر و الشام أسلوب الكاتب جميل و سلس و جذبتني الرواية حتى أتممتها بسهولة ما عابها من وجهة نظري و منعها من أن تكون رواية عظيمة هو عدم ترابطها في كثير من المواضع و أيضا بعض العبارات و الألفاظ التي أعلم تماما أنها تستخدم بمنتهى الأريحية في هذه المجتمعات بل بالفعل أصبحت حتى تستخدم يوميا و بسلاسة على مواقع التواصل الإجتماعي لكن بالنسبة للكاتب أحسست أنه أقحمها على الحوار إقحاما و لم تكن مبررة في مواقعها و كانت خارج نص الموقف تماما
و كم يبدو هذا اليمن التعس كعجوز إحدى الاخدام التي كانت تغني "غزالة" وحيدة وبعيدة عن الكل و الجميع والعالم .. أنها لم تكن تصف اوضاع او الظروف التي تعرض لها الاخدام بل كانت تختزل أوضاع بلد منهك ومفتت بثلاث حروف "....تحت تحت تحت تحت."
إن كان هناك تقييم أقل من نجمة فهذه الرواية تستحقه..
مشكلة الفئة المهمشة في اليمن أو كما يطلق عليهم الأخدام قد تلهم الرواة لإصدار ملاحم حول معانتهم الإنسانية وحو الظلم الذي يتعرضون له ولكن أصر الراوي هنا على التركيز على جانب الإنحلال الأخلاقي والذي هو عبارة عن جانب محدود فقط لهذه المجموعة...فأفقدنا التعاطف معهم فكيف نتعاطف مع أناس ليس لهم هدف في الحياة سوى إشباع رغباتهم ..
هكذا للاسف صورتهم الرواية بلغة منحطة أخلاقيا وبمشاهد صادمة وبتفاصيل مقززة أدخلتني في صدمة منذ قرائتها إلى الآن...
لا أدري هل الرواية كانت لتصوير معاناة الأخدام أم لإثارة الغرائز...
للاسف أول رواية أقرائها لعلي المقري وصدمت بها ولا أدري هل استمر في قراءة باقي رواياته أم لا...فقد اقتنيت مجموعة منها في نفس الوقت..
رواية طعم أسود ساقوم بإخفائها في مكان سري أو حتى بإحراقها حتى لا تقع بأيدي شخص قاصر أو طفل يحب المطالعة فيقرأ لغة غير مناسبة لعمره...
وهنا أعتب على دار النشر وعلى الكاتب في أنهم لم يقوموا بوضع تحذير على الرواية أنها تحتوي ألفاظ خادشة للحياء ومشاهد غير مناسبة
انه عالم سحري موجود وليس موجود ، عالم له قوانينه الخاصة التي تختلف عن كل شيء عالم الاخدام .. والعشش المبنية من كرتون وصفيح ناسه بمرتبة بين البشر واللابشر ، حتى اختلفوا بأصولهم الا ان وصل الامر لاعتبارهم من الجن شخصياته تفيض وجعاً واملاً مكتوماً واحلاماً من سراب هي حكاية عاشقين احتما بهذا العالم من جور الخوف والوطن ، وأصبحا جزءً منه وأصبح جزء منهما حكاية من تاريخ اسود وألم وسحر سرمدي للجميل علي المقري الذي زينه بطعم اسود .. رائحة سوداء ،
طعم اسود .. رائحة سوداء علي المقري الطبعة الاولى 2008 دار الساقي ،،، مؤيد.الشمالي
عمارة يعقوبيان يمنيه :( طفل من القبائل أحب شابة من المزينيين فهرب معها للسكن مع الأخدام الذين يطلقون على البيض لقب "امبو" ولكنهم تقبلوهم كما لو كانوا منهم كشارع العطايف تقدم هذه الرواية القصيرة صورة مخزية عن الطبقة الكادحة في اليمن مع إقحام المقري شيء من السياسة التي لا تتماشى مع الجو العام للقصة أيضا لا أعلم كم نجمة أعطيها
اسلوب المقري جميل ولكنه أكثر تهذيباً في اليهودي الحالي، هذه الرواية تتطلب لغة شبيهة لكنها لم ترق لي في البداية حتى بدأت الرواية تنعطف نحو اتجاه تاريخي يعرفنا على تاريخ الأخدام في اليمن.
في الواقع لم إكن مهتمة جداً، الا أن المقري يطرح أفكاراً جديدة في قالب قديم بل يشدد على فكرة التهميش التي لازالت حية في نفوس البعض في الوقت الحالي.
رواية سلسه سهلة القراءة خلصت معي في ساعة تحكي عن وقوع شاب في حب فتاة تنتمي الى طبقة اجتماعية متدنية تهرب معه الى مدينة تعز. وتعيش في حواري الأخدام هذا المفرد الملاصق بذوات البشرة السوداء في اليمن ويحكي الكاتب عن طبقة الاخدام والمهمشين في سبعينيات