Jump to ratings and reviews
Rate this book

ظاهرة نقد الدين في الفكر الغربي الحديث

ظاهرة نقد الدين في الفكر الغربي الحديث، الجزء الأول

Rate this book

639 pages, Paperback

Published January 1, 2018

65 people are currently reading
1413 people want to read

About the author

دكتور بقسم العقيدة - جامعة أم القرى

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
131 (59%)
4 stars
54 (24%)
3 stars
23 (10%)
2 stars
7 (3%)
1 star
6 (2%)
Displaying 1 - 30 of 31 reviews
Profile Image for  عبـد الرَّحْمَٰن   فَتْحــي.
189 reviews823 followers
July 17, 2020
الحمد لله
هذا كتاب جيد جدا في بابه ومدخليته واسعة لقضايا محورية، فلا ينبغي الوقوف عنده أبدًا،لأن أغلب ما تناول من قضايا تستجد شروطها دوريا على ما يبدو.
لذا هو كتاب هام للمكتبة في مرحلتنا الآنية وكدفعة لانطلاقة أوسع تستوعب الحاضر وما جد عليه من فلسفات جديدة أو سجالات جديدة أو مجالات جديدة أو حتى فكرة انحسار نقد الدين وتضاؤله مؤخرًا وهو ما لم يذكره الكتاب أو ليس فقط تضاؤله بل حتى سقوط توقعات الملاحدة والعلامنة حول الشمولية المادية وأن الدين ستنحبس منابعه شيئًا فشيئًا، وهذا ما قتله الواقع شر قتلة.

كما أن الكتاب مهم في الفصول التي تناولت تاريخية الظاهرة حيث مر الكاتب حفظه الله بتاريخ الأفكار وتراتبها وهذا هام لمعرفة منطلقات أهل الزيغ وأصول أفكارهم، لأن معالجة الأعراض لن تؤتِ ثمارها دون اقتلاع الجذور نفسها، فكان ملف التأريخ جيدا جدا ومبسطًا لأقصى مدى حول أفكار شائكة وفلاسفة يتطلب هضم أفكارهم أو تأطيرها كتبا مطولة، ففي المجمل الكاتب يبدأ معك من الصفر.
على أن هناك تجاوزات بحثية وإشكالات حول موقف الكنيسة من العلم وفي تصوير الصراع المحتدم بينها وبينه، وهذا عالجه كتاب آخر لدكتور سامي عامري -العالمانية
طاعون العصر- ولكن في المجمل السرد التاريخي لملف الكنيسة الأسود كان جيدًا، إلا أنه لم يكن دقيقًا في كافة المناحي.


بعد المرور من التأريخ الفكري ورصد تنامي الزخم الفلسفي وأثره على الدين بين مؤيد ومعارض ومن ثم الإدلاء بالأطروحة. تناول الكاتب الأصول التي قامت عليها الظاهرة ثم أعمل فيها معول النقد بشكل ماتع:
وقد قسمها لركائز فلسفية:
-النزعة الإنسانية
-المنهج التجريبي
-مبدأ التحقق المنطقي
-الشك المعرفي
- النزعة المادية

كلها مباحث قيمة ومنهجية كشف فيها الكثير من العوارات، وكان بالنسبة لي أجمل الفصول فصل النزعة الإنسانية، هل أخبرتكم من قبل أن كلمة إنسانية تثير تقززي أكثر بمراحل مما تفعله كلمة "إلحاد"؟
عالعموم انتهى في هذا المبحث بتوضيح أن الإنسان لا يقوم وحده وأن إقامة فكرة مطلقة متعالية تبلور الإنسان كعنصر رائد هي بلا معنى في عالم تحكمه المادة المتغيرة ووجود الإنسان ذاته رهينا لسلم تطوري بلا أدنى غاية أو هدفـ، وأن الإنسان لا يكمن عزته وكماله الخلقي في مناطحة الإله المنزلة، بل فيما فُطر عليه من خضوع للإله العليم الحكيم، هذه أقصى مراحل كماله، وهكذا يكون عروجه في سماوات العزة، خلا ذلك سينحط إلى أدنى بقعة في الأرض يصارع الفيلة البقاء.

______________
القسم الثاني من الركائز العلمية تناول فيه
- العلموية
- التطور
- الحتمية الميكانيكية

أجمل الفصول على الإطلاق كان فصل النزعة العلموية، وقد رأيت أن سلطان قد سبق عدد من الكتاب في هذا الملف وهم من خلفه تبع في تكرار حججه أو جمعها بصياغات أخرى، لكن على العموم كان فصل ماتع اجتث فيه العلموية من الجذور:
وتتمثل الحجة الأهم في أن فكرة أن العلم مكتفٍ بذاته تدحض نفسها بنفسها:

لأنك إذا قلت أن العلم مكتف بنفسه فبهذا لن تستطيع إثبات تلك الجملة أصلا لأنك لو اثبتها بالعلم فأنت تقع في خلل الاستدلال على الدعوة بالدعوة، وهذه يملك أي
أن يدعيها لمذهبه، كأن أقول الإسلام صحيح لأن النصوص في الإسلام تثبت أنه صحيح.
فأي دعوة تحتاج إلى مكون خارجي للحكم.
والاستناد إلى مكون خارجي كالقياس العقلي-الفطري-المنطقي: يعني أنك نقضت دعواك الأولى بأن طريق المعرفة ليس إلا تجريبيا.
___
فصل التطور كان بمثابة مقدمة مبسطة جدا وأهم جزء فيه كان الجزء ذا الخلفية الشرعية للكاتب: حين رد أوهام د.عمرو شريف حول أن النص القرآني ينتصر للتطور الموجه، بعض تأويلات عمرو شريف أضحكتني جدَا في الحقيقة، وهذا ديدن من يسحق نصوص الأوائل ظانا بنفسه الألمعية والإتيان بما لم يستطعه الأوائلُ، دائما أتوجس من أطروحات "السبق" والتي تبدأ ب" لدي قضية لم ينتبه لها الأقدمون الأولون لقصورهم....إلخ.

وأي مبحث لغوي خاص بالقرآن يقفز على أقوال عمدة المفسرين ولا يعي لغة العرب وأوجه تراكيب الكلام عندهم ولا تفسير القرآن بالقرآن وبما أوثر عن النبي صلى الله عليه وسلم هو مبحث ساذج لا يلتفت له أصلا ، ولكن تماهيًا معه وبحثا عن التفسير "العلمي" قام الدكتور سلطان ببسطه ودحضه ونقضه.
ونقطة أخرى ضايقتني من عمرو شريف وهي على الأغلب اسطوانة رديئة رأيتها مرات ومرات، وهي الأقاويل على شاكلة: "أنتم تعيشون القرون الوسطى" و"التمسك بآراء الأقدمين يعني أن تاريخ الكنيسة ليس ببعيد" إلخ إلخ من تلويح تحذيري لمخالفة الكلام ومن غرور يُشفَق عليه.

_________
في النهاية: هذا كتاب لا غنى عنه ولا غنى عن استكماله بالبحث والتوسع في الملف

ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تُصرَفون؟

.تم بحمد الله
16-7-2020
Profile Image for نورة.
792 reviews893 followers
March 31, 2020
رائع .. وأكثر من رائع!
أحب هذا النوع من القراءات الهادئة المنظمة.
ولو خيرت لاخترت عنوانا آخر للكتاب سوى هذا العنوان، فالعنوان يمثل فصولا من الكتاب ولا يتسمع لشمولية مواضيعه وسعتها، فالكتاب يؤصل الإنسان المتدين، ويبدأ معه من الصفر في رحلة إثبات الدين انتهاء بالدين الإسلامي بكل أصوله وفروعه، وهذا كله على ضوء الإشكالات المطروحة من الفكر الغربي الحديث، مع تفكيكها ومعالجتها.
ينطلق من التدرج التاريخي الذي أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم، معالجا قضاياه، مبينا علاقته بالحاضر، فلا تظنن أن الأمور موضوعية، فكل رأي هو منحاز بالضرورة نتيجة ظروف، دوافع، عوائق.. كل فكرة يتبناها الإنسان -وبعيدا عن ذمهم للشخصنة- فإن تشخيص القائل بها مهم في فهم أسباب تبنيه لها، ودوافعه خلف ذلك، كل ذلك يساعدنا في فهمه، ثم بعد ذلك اتخاذ الأسلوب الأنجع لإقناعه، لا مهاجمته -وهو ما يجب أن يتجنب حينما ندعو لعدم الشخصنة-.
من اللحظة التي ثار فيها الناس على الكنائس، وتزاحمت العوامل غيرها من فساد بابوي، وطغيان علمي، وتناحر طائفي، والكثير من الأسباب التي عد بعضها وقد يغيب عنه البعض الآخر مما ساهم في دق آخر مسمار في نعش التدين في الغرب، من هناك انطلقت شرارة العلمانية والليبرالية والإلحاد والانحلال الذي نعيشه اليوم، بل وهنا في “قعر سدير” إن كنت مثلي، أو في ضواحي القاهرة، أو في صحراء ليبيا، كلنا تأثرنا بتلك التغيرات ولسعنا بلهبها، وذلك نتاج العولمة وسعة تأثير الثقافة الغالبة (الغربية)، ولذا كان ضروريا فهم الماضي، لنستوعب الحاضر. وهذا كان غالبا على الجزء الأول، والذي اهتم بالأصول الفكرية الفلسفية التي نتجت عن أحداث تاريخ الفكر الغربي، وما هي أهم ركائزه.
أما الثاني فكان اهتمامه منصبا على حرث الأرض الفكرية تمهيدا لزرع الركائز الأولى في الإسلام، معروضة على شكل اعتراضات مع الردود عليها، ابتداء بوجود الله وكماله، مرورا بالنبوة والوحي، انتهاء بطبيعة الأديان وأصولها.
يعجبني فيه ترتيبه المنطقي وتسلسله السلس، وكأنه يرتب ما تعلمته ودرسته وقرأته بشكل متفرق، وما لم أعرفه كذلك، من عناوين وشواهد وأدلة بشكل منظم، ولذا لا أستغرب استعانة صناعة المحاور بكثير من فصوله في منهجهم البنائي.
الكتاب يتميز بصلاحيته للجميع مخاطبة، ومواضيعا، وأسلوبا. فالكتاب من الكتب التي أستطيع إعارتها لأختي وأمي في آن واحد.
فمستوى الخطاب فيه متوسط، وطريقة العرض فيه واضحة، ولا يتخلله مصطلحات صعبة، ولا ألفاظ غريبة، بل يتضح اهتمام المؤلف بإفهام القارئ مهما كان مستواه، لا محاولة الاستعراض العلمية أو التحذلق.
كما أن الكتاب على كثرة صفحاته بجزئيه، فإنه مما يلتهم سريعا لسهولة ألفاظه، وقرب معانيه، فلم يأخذ مني ما يأخذه نظيره من الكتب عادة في عدد الصفحات، فكانت قراءته من القراءات اليسيرة والخفيفة.

*يشكر للمؤلف تنوع مراجعه وثرائها، ولا ينقصها إلا المراجع الأصيلة بلغاتها الأجنبية، لكن هذا مما يصعب طلبه وتحقيقه، فيشكر على اجتهاده ومحاولته.
*هنالك بعض المقولات والأفكار التي تكرر عرضها في مواضع عدة من الكتاب، وكان بالإمكان الاستغناء عنها بغيرها درءا للتكرار والاستهلاك.

خاتمة: “يشير كل شيء إلى الطريق الآخر في الاتجاه الذي لا يحتمل الخطأ: الله” *والتر برادلي.
Profile Image for فيصل.
61 reviews117 followers
June 18, 2017
2.5/5
الجزء الأول من رسالة الدكتوراة الضخمة لسلطان العميري عن نقد الدين في الفكر الغربي. الأسباب التي دعتني لقراءة هذا الكتاب أولاً اشتراكي في برنامج علمي وضعه كأحد المقررات للدراسة. وثانياً ثناء بعض الأصدقاء عليه وعلى مؤلفه -الذي أقرأ له للمرة الأولى- الكتاب ليس سيئاً برأيي وأحترم كثيراً الجهد الذي بذله المؤلف في الكتاب. لكن الكتاب يعاني من بعض النواقص. بعض الحجج في الرد على المناهضين للدين ليست مقنعة ولامنطقية كما أن الكاتب اكتفى بالمصادر المترجمة للعربية وهذا يعني أن قراءته للظاهرة محصورة بما وصلنا في الثقافة العربية من دراسات.

في البداية يعرف العميري ظاهرة نقد الدين بأنها حركة فكرية تسعى إلى محاربة الدين وإقصائه من حياة الإنسان.
تقريباً نستطيع تقسيم هذا الجزء إلى قسمين. القسم الأول يتناول تطور ظاهرة الدين في الفكر الغربي. في هذا الجزء يقدم دراسة سريعة لتطور الفكر الغربي (معظم هذه الدراسة هي اقتباسات لكتب تاريخ الفكر الغربي المترجمة المعروفة مثل كتب توينبي وديورانت وسترومبرج وغيرها). هذا القسم كان أقل مما توقعت لأنه تقريباً خال من الأفكار الأصيلة. والجزء الأعظم منه عبارة عن اقتباسات من الكتب آنفة الذكر وكثير منها مكرر وغير مفيد. باختصار كان بإمكان هذا القسم أن يكون أقصر أو أكثر إفادة من ذلك بكثير.
القسم الثاني هو استعراض ونقد للركائز المنهجية التي قامت عليها ظاهرة نقد الدين في الفكر الغربي وقسمّها إلى قسمين . ركائز فلسفية وركائز علمية.
القسم الخاص بالركائز الفلسفية جيد وفيه استعراض للفلسفات المناهضة للدين ونقده فيها كان جيد إلى حد ما ومفيد. بعد ذلك انتقل إلى الركائز العلمية وانتقد أولاً النزعة العلموية الداعية إلى الاستغناء بالعلم الطبيعي وكان نقده فيها جيد جداً. بعد ذلك انتقل إلى الركيزة الثانية وهي الاعتماد على نظرية التطور في نقد الدين. ورغم أني لا أزال بحاجة إلى بحث مطول عن النظرية لكن عندي ملاحظات على كثير من أوجه النقد في هذا القسم. بعد ذلك انتقل إلى وهي الاعتماد على مبدأ الحتمية الميكانيكية ولم يطل فيها لأنها ليست بقوة الركيزتين السابقتين.
Profile Image for عزام الشثري.
616 reviews752 followers
August 8, 2021
موسوعة وليست مجرّد بحث

أقترح عنوانها
"تاريخ مرض قلب الغرب وأسبابه الفلسفيّة والعلميّة"

قدّم فيه حصرًا ممتازًا لأهمّ مشكلات الفكر الغربي

مثل
النزعة الإنسانية، المنهج التجريبي، الوضعيّة المنطقيّة
الشك المعرفي، المادية، العلموية، التطور، حتمية الميكانيكا

بعد عرض تاريخها، قدّم محاولة جيّدة جدًا للإجابة عليها
Profile Image for Tariq Al Refaie.
70 reviews35 followers
October 26, 2018
مَرْجِعٌ نَفِيس !! نَفِيس …وَلَا أَعَلِمَ أحَدَا قَدْ صَنَّفَ مِثْلهُ ! بِضَخَامَتِهِ و ثَرَاءه و جَوْدَةِ محتواه.
Profile Image for أحمد حلمي.
489 reviews118 followers
December 10, 2018
اسم الكتاب:ظاهرة نقد الدين في الفكر الغربي الحديث
المؤلف:سلطان العميري
دار النشر:تكوين
سنة النشر:2018/1439
عدد الصفحات:مجلدين/الأول:639 ص
الثاني/719ص

على الرغم من أن الدين متجذر في كيان الإنسان ووجدانه، ومتعمق في المجتمعات الإنسانية كلها عبر التاريخ البشري الطويل، إلا أن الفكر الإنساني لم يخل من وجود أفراد، أو جماعات قليلة، تعلن العداء للدين، وتقوم بتوجيه النقد إلى بنيانه، أو تثير الشكوك والاعتراضات على حقيقته، ولا يزال يظهر بين أحيان التاريخ المتعاقبة، من ينكر وجود الله، أو من ينكر النبؤات والرسالات والكتب المقدسة. وظل الحال كذلك حتى بزغت معالم الفكر الغربي الحديث في الأجواء، فشهد ظاهرة غريبة كل الغرابة عن الفكر الإنساني، لم يشهد لها التاريخ مثيلا من قبل . فقد تشكلت فيه تيارات واسعة، ناقمة على الأديان بجميع مكوناتها، تسعی إلى محاربة الدين وتقويضه وإخفاء معالمه، وتنسب إلى الإيمان والتعبد كل قبيحة ورذيلة، وتزعم أن الالتزام بالدين يؤدي إلى فساد الإنسان والإضرار بحياته، وتقصد إلى تحطيم أركان الأديان وأصولها، وتستميت في تقبیح صورتها وأشكالها، وتشتد في تهشيم بنیانها وهيكلها ، وتصرح بوجوب التخلص من الدين وإلغائه من المجتمعات الإنسانية، وتدعو إلى لزوم القضاء على كل رسومه، بحيث يعيش الناس بلا دين !!

طبيعة البحث ومساراته :
يقصد البحث إلى التنقيب عن ظاهرة نقد الدين، التي ولدت في الفكر الغربي الحديث، وتمت في أحضانه، ودراسة الأسباب التي كانت وراء ظهورها، والكشف عن أهم التشكلات الأساسية التي تمثل بالنسبة لها معالم اومنارات بارزة في هيكلها، ويسعى إلى تحديد أهم التيارات التي اشتركت في إنشاء تلك الظاهرة، وتسيير عجلتها . ويهدف إلى رصد أهم المرتكزات المنهجية الكلية، التي استند إليها المنخرطون في ظاهرة نقد الدين في بناء آرائهم النقدية ، وتسويغ مواقفهم المحاربة للأديان، سواء منها المرتكزات الفلسفية التأملية المحضة، أو المرتكزات التي تنبع من مجال العلم التجريبي الحديث.

ويجمع البحث مع ذلك، الغوص في أهم المجالات الدينية التي خاض فيه الناقدون للأديان، ويرصد أصول الاعتراضات التي أثاروها ضد أركانها، وأهم التشكيكات التي أحاطوا بها أصولها. ولما كان شأن الدين عظيما، وأمره خطيرا، ومنزلته عالية، وعمقه متجذرا في الحقيقة الإنسانية، فإنه لا يقبل في الدراسات المتعلقة بالتيارات الناقدة له، أن تقتصر على الجانب الوصفي المجرد، وإنما لا بد فيه من النقد والتمحيص للمقالات الناقدة للدين، والبيان لما فيها من الأغلاط التصورية، والأخطاء الاستدلالية. ولأجل هذا، لم يكن غرض هذه الدراسة الاقتصار على مجرد العرض المعالم الظاهرة الناقدة للدين في الفكر الغربي الحديث، وتفسير أحداثها، والربط بين تشكلاتها، ولا الاكتفاء باللغة التحذيرية الإجمالية، وإنما جمعت مع ذلك، النقد المنهجي المفضل لأهم أصولها الكلية التي قامت عليها ، والتقويض التفصيلي لكثير من الاعتراضات التي تعلقت بمجالات الدين الإسلامية .

وبناء عليه، فإن بنيان البحث ينقسمالى قسمين أساسيين:
القسم الأول: الجانب الوصفي، وقد استند هذا الجانب إلى ذكر أسباب ظاهرة نقد الدين، وتشكلاتها الإجمالية، وتياراتها المشتركة في تأسيسها .

القسم الثاني: الجانب النقدي ؛ وقد استند هذا الجانب إلى رصد أهم المرتكزات المنهجية التي اعتمد عليها الناقدون للأديان، وبيان ما فيها من أغلاط منهجية، وأخطاء استدلالية، واستند أيضا إلى رصد أصول الاعتراضات التي أثارها الناقدون على وجود الله تعالى وكماله، وعلى النبوة والوحي، وعلى أصل الأديان وطبيعتها، وبيان ما فيه من أغلاط وأخطاء.

وقد اقتصرت الدراسة في الجانب الوصفي على أهم التشكلات التي ظهرت في مرحلة العصر الحديث، الممتدة من القرن السابع عشر الميلادي إلى نهاية القرن التاسع عشر، وبداية القرن العشرين. وأما في الجانب النقدي ؛ فإنها لم تقتصر في مناقشة المرتكزات على ما كان حاضرا في العصر الحديث، وإنما جمعت مع ذلك مناقشة المرتكزات التي اعتمد عليها الناقدون للأديان في مرحلة الفكر المعاصر؛ تکميلا للصورة، ولأن كثيرا من المرتكزات الحاضرة عند المعاصرين، لا تعدو أن تكون امتدادا لما كان موجودا، أو تطويرا له، أو تغييرا في شكله ومثاله وقد بلغ عدد المرتكزات المنهجية التي تعرضت لها الدراسة بالبحث والنقد والتقويض، ثمانية مرتكزات أساسية.
وأما ما يتعلق بالاعتراضات التفصيلية التي أثيرت على مجالات الدين الأساسية - وجود الله وكماله، والنبوة، والوحي وأصل الدين وطبيعته . فإن الدراسة لم تقتصر على ما كان مطروحا في مرحلة الفكر الحديث، ولا على ما كان متعلقا بالدين المسيحي، وإنما جمعت مع ذلك، ما كان متعلقا منها بالدين الإسلامي، ومع أن كثيرا من الاعتراضات عاه في فكرته الأصلية، إلا أن المناقشة التفصيلية للأمثلة، سيكون مرتكزا على ما هو متعلق بدين الإسلام ؛ لأنه - في اعتقادنا - الدين الوحيد الصحيح؛ ولأن ذلك هو الأنفع والأصلح للمتابعين لتلك الظاهرة من الشباب المسلم.

وقد بلغ عدد الاعتراضات التفصيلية، التي تعرضت لها الدراسة بالبحث والنقد والتقويض، أكثر من خمسة وثمانين اعتراضا، وهي متنوعة بتنوع متعلقاتها، فبعضها متعلق بوجود الخالق سبحانه وكماله، وبعضها متعلق بالنبوة والوحي، وبعضها متعلق بطبيعة الأديان وأصلها ، وانضباط أحكامها. خارطة البحث وخطته :
يقوم هيكل البحث على ثلاثة أمور أساسية :
الأمر الأول : البحث في مكونات ظاهرة نقد الدين ومعالمها الأساسية.
الأمر الثاني : البحث في الأصول المنهجية التي ارتكز عليها الناقدون للأديان في بناء مواقفهم.
الأمر الثالث : البحث في المجالات الدينية التي خاض فيها المنخرطون في ظاهرة نقد الدين، ورصد أصول ما أثاروه حولها من الاعتراضات. وبناء عليه، فإن خارطة البحث ستكون مقسمة على الصورة التالية : المقدمة: وفيها بیان مفهوم ظاهرة نقد الدين، وأهم معالم تطوراتها في العصر الحديث، وأهمية دراسة تلك الظاهرة، وبيان طبيعة البحث ومساراته.

فظاهرة نقد الدين، التي نحن بصددها لا تقصد إلى عزل الدين عن التحكم في شؤون الحياة، ولا إلى جعل الدین اختیارا شخصيا يترك الأخذ به لمن رغب فيه، وإنما هي حركة تجاوزت ذلك كله إلى اتهام الدين بالإفساد، والاعتقاد بأن الأديان ضرر وبيل على حياة الإنسان. وليست في المقابل مقتصرة على الإلحاد وإنكار الإيمان بوجود الله ، فإن ذلك جزء ضئيل منها؛ وإنما هي حالة أعم من ذلك وأوسع، فهي ظاهرة تشمل كل مجالات الدين، وتقصد إلى التنكر للأديان ومحاربتها، واتهامها. فالبحث إذن، لا يقصد إلى دراسة الحركة التي تدعو إلى مجرد فصل الدين عن الحياة من غير تعرض لنقد الدين، ولا إلى دراسة الإلحاد وإنكار الإيمان بوجود الله تعالى، وإنما يقصد بشكل أساسي إلى دراسة الحركة الفكرية الاجتماعية التي تجاوزت هذا القدر، وأخذت تسعى في نقد الدين واتهامه وتقويض أركانه . وبهذا المفهوم، يظهر الفرق بين مفهوم ظاهرة نقد الدين وبين الحركة التي تدعو إلى فصل الدين عن الحياة كلها أو بعضها ؛ فظاهرة نقد الدين تتضمن معنی أوسع من مجرد فصل الدين عن الحياة، فهي تزيد على ذلك، السعي في محاربة الدين، وتوجيه سهام النقد إليه، والقصد إلى تقويضه وإزالته من الوجود.
Profile Image for ريهام يوسف.
307 reviews119 followers
November 23, 2025
بحث عظيم منهجي منظم مرتب جدا مفصل دقيق .. ثري ثري
يحتاج للتركيز والتأني في القراءة واعمال العقل
نقدر نقول انه بيناقش قضية الصراع بين الدين وما يمثل العلم من القرب ال15 للقرن ال20 .. واقصد بما يمثله العلم عشان في وقت ما كانت الفلسفة هى العلم, والوقت الحالي في فصل كبير بين العلم والفلسفة

في ال reading process
حاطة مقتطفات كتير من مواضيع مختلفة ناقشها الكتاب
Profile Image for Tkm Abulma'aty.
12 reviews7 followers
July 14, 2019
أول كتاب أقرأه للدكتور سلطان العميري
رحلة جميلة بين صفحات الكتاب قضيتها وكأني في قصر من المعلومات القيمة التي إن أفرد كل واحد منها في كتاب لكان ضعف كتاب الدكتور هذا مرات عديدة.
أكثر ما جذبني في الكتاب:
1-إلمام المؤلف الواضح في العديد من المواضع. كان يتوسع كثيرًا فيها حتى أنه يذكر تحت الفصل أقساما وتحت القسم أصولا وتحت الأصل أمورا، ويكاد القارئ يضيع في متاهات هذه التوسعات. وإدراك القارئ لموضعه من خطوات الكتاب نعمة يُحرم منها الكثير
وهذه التوسعات تُساعد من أراد أن يتوسع في كل قسم من أقسامها
2-ذكر المؤلف عند الجواب عن شبهة أو اعتراض جوانب كثيرة جدًا تكفي الواحدة منها في إسقاط السؤال من أساسه. وهذه الميزة تُذكرني بردود ابن القيم التي تقصف الشبهة من كل وجه.
(وفي الختام لا أقول إلا كما قال الدكتور عبد الله الشهري: (إن هذا الكتاب أصل في بابه
Profile Image for Naif.
73 reviews2 followers
June 26, 2023
اعظم فائدة تخرج بها من هذا الكتاب هي اساس الإشكال عند الغرب ،وهو فساد ديانتهم المسيحية بعد تحريف كتابهم .وبقية ما بقي هي محاولات خواصهم لنيل حظوة وانتشار سمعة والاستفادة بأكبر قدرٍ ممكن من هذه الحقيقة( حقيقة تحريف الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد )
ولو فهم الانسان السبب في نقد الغرب لديانتهم وأصل نشأته لأسقط بذلك كثيراً مما يقولون؛ لعلمه بتحاملهم على كل ما يمثل تجبر الكنيسة وطغيانها.
في الكتاب حشو كثير وإطالة من غير لازم ولا سبب .
ومما يزعج به: كثرة تكرار الشبهة والرد علي��ا.
Profile Image for زينب.
277 reviews94 followers
November 16, 2019
90% من الكتاب عابرة عن اقتباسات
بصراحة كانت قراءة مملة ومحشوة في مجملها
123 reviews21 followers
November 30, 2017
سأترك المراجعة إلى نهاية الجزء الثاني، مراجعة شاملة
Profile Image for Dalal Alamoudi.
41 reviews94 followers
October 28, 2018
درسته ضمن منهج برنامج صناعة المحاور
Profile Image for هبة.
75 reviews37 followers
August 4, 2022
النّزعة العلمويّة
من صفحة ٤٣٠ إلي صفحة ٥١٤
Profile Image for Mohamed Abdel Maksoud.
259 reviews15 followers
February 14, 2024
انتهيت من قراءة الجزء الأول من كتاب د/ سلطان العميري، المهم: ظاهرة نقد الدين في الفكر الغربي الحديث.
والذي تناول فيه مفهوم هذه الظاهرة وتطورها في الفكر الغربي الحديث، ثم التطرق للبحث عن مكونات هذه الظاهرة ومعالمها الأساسية،والبحث كذلك في الأصول المنهجية التي ارتكز عليها الناقدون للأديان في بناء مواقفهم.
والبحث في المجالات الدينية التي خاض فيها المنخرطون في هذه الظاهرة، ورصد ما أثاروه حولها من الاعتراضات.
وهذا الكتاب مهم جدا لمن يهتم بدراسة تاريخ الفكر الغربي ومعرفة جذوره وتطوراته وأهم تشكلاته.
كذلك ما يميز الكتاب ويُبين عن أهميته: المنهجية التي اعتمدها المؤلف في كتابتة هذا البحث حيث أنه اعتمد المنهج الوصفي والمنهج النقدي، مما يهيء للقارئ السبيل لمعرفة رحلة تطور هذه الظاهرة بشكل جيد جدا دون تقصير أو بسط مع النقد اللازم لها في كل موطن.
في هذه الرحلة الجميلة التي لا تمل منها تخرج ظافراً بمعرفة أهم المذاهب الفلسفية والاتجاهات الفكرية والركائز المنهجية لهذه المذاهب والاتجاهات، وكذلك أهم أعلامها ورموزها، بالاضافة لمعرفة سمات كل قرن من القرون الحديثة للفكر الغربي.
حصيلة فلسفية ومعرفية وفكرية ومنهجية ونقدية مهمة وثرية في هذا الكتاب المهم لا تفوتها.
This entire review has been hidden because of spoilers.
Profile Image for نهى.
21 reviews4 followers
June 23, 2019
دراسة دسمة،مستوعبة، أعتقد أنها ليس لها مثيل في موضوعها
Profile Image for Souleymane  belal abdallah.
6 reviews
September 16, 2020
كل مااستطيع أن أقوله عن هذا الكتاب أنك إذا قرأته لن تنتهي من قراءاته إلا وأنت غيرت بعضا من قناعتك وإلا فأنت لم تقرأ الكتاب بقلبك
6 reviews
September 12, 2023
الكتاب جليل القدر، لصاحبه أن يفاخر به، دراسةٌ أجاد فيها الوصف والنقد والنقض، أحسن تصوير المذاهب الفلسفية على حقيقتها وبين منطلقاتها وأصولها وما ترتب على ذلك من نشوء ظاهرة نقد الدين، فهو درْس في التاريخ الغربي القريب والفلسفة المعاصرة له، على ما يتخلل النقد من تداخل الفلسفات وتشعبها وكثير اضطراب الفلاسفة واعوجاجاتهم وتناقضهم
وقد أحسن التقسيم والتبويب والترتيب، مما أعان على حسن التصور، كما أحكم مادته الدلالية وأنزل القواعد المنطقية والبدائه العقلية منازلها فصال بها وجال، أعانه على ذلك الفطرة السليمة، وانضباط أبواب المعرفة في التصور الإسلامي، فجزاه الله خيرا
والكمال عزيز، والله الموفق وهو يهدي السبيل.
23 reviews2 followers
January 31, 2021
إنتهت رحلتي مع الكتاب الذي كان مصاحباً لي لفترة طويلة, الصاحب الذي أضاء لي الطرقات المظلمة و الغامضة التي كانت تؤرقني لفترة ليست بقليلة.
الكتاب شمولي , دقيق و ناقد يمر علي تاريخ أوروبا الفلسفي و العلمي و الديني منذ العصور الوسطى حتي عصر ما بعد الحداثة ,يستعرض رحلة العالم الأوروبي في دوامة من التخبط مع محاولة إستبدال الدين بمصادر معرفية منافية له نقلته من عصر اليقين إلي عصر الشك و من عصر المعني إلي اللامعني و من عصر الأخلاق ألي عصر إنعدام الأخلاق.
الكتاب تأسيسي مبسط و حتما سأقرأه مرة أخري
Profile Image for Asmaa Souliman.
44 reviews10 followers
October 11, 2022
وحبة دسمة أشبه بموسوعة علمية تاريخية
كيف تُكتب مراجعة لهذه الموسوعة؟ في كل سطر معلومة جديدة وتفصيل جديدة، وتعليقات الكاتب وتعقيباته وشرحه للأفكار مبهر.
بدأ بالحديث عن تاريخ أو نشأة الفكر في العالم الغربي وأهم المؤثرين في كل عصر وكيف تم تأثيرهم وما حدوده، أزعم أنه لم يترك مفكرًا لم يتحدث عنه، تحدث عن النظريات الفلسفية ونقَضها وبعض النظريات -العلمية-ونقضها بسهولة، عرض الأدلة وتبسيطها رائع مع كونها مختصرة كما يقول الكاتب..
Profile Image for Abdulrahman Alhialy.
54 reviews6 followers
April 24, 2024
الكتاب موسوعي وفيه جهود عظيمة فعلى الرّغم من الاختصار لم يكتفِ الدّكتور بتوصيف الظّاهرة بطرح الآراء الفلسفيّة فقط بل عدّى ذلك بالنّقد المنطقي والعلمي من أهل الاختصاص محاولًا الاستقصاء قدر الإمكان، ويعيبه أمران:
- كثرة النّقول والاقتباسات
- الاعتماد على المصادر الثّانويّة والوسيطة في جلّه والمصادر الأصليّة مقتصرة على العربيّة والمترجمة.
Profile Image for Imed Ben Touati.
125 reviews10 followers
Read
April 17, 2020
الحمد لله اشتريت هذا الكتاب من المعرض وبثمن مناسب جدا جدا
والكتاب قوي العبارة متين الاستدلال
Profile Image for Edvin Kajgana.
Author 3 books2 followers
February 16, 2024
.أنفع كتاب لكل من يريد التغلب على شبهات فلاسفة الغرب
Profile Image for Aymen Abdelali.
121 reviews1 follower
December 24, 2023
يجول بنا هذا الكتاب في فضاءات فكرية عقدية بأسلوب نقدي ماتع فريد، وهو أصل في بابه، ونموذج مميز للدراسات التي تتوخى التتبع التاريخي التحليلي المستوعب لظاهرة النقد الديني التي عمت بها البلوى في العالم العربي عموماً، واستحكمت في العالم الغربي خصوصاً
Profile Image for Heba.
8 reviews1 follower
March 17, 2024
رائع ومهم جداً فيما أرى،

الكتاب باختصار عن تشكل ظاهرة رفض الدين عند الغرب،
أشبه ما تكون برواية تحكي فصول هذا الرفض وكيف أن الغرب لم يكن إلا متمسكاً بالدين أيمّا تمسك لا يفلته في بدايته

سنوات من الزمان مرت على العالم الأوروبي عانى فيها اضطهاد الكنيسة ، حركات إصلاحية ، حروب دينية
ولا تجد فيهم إلا رغبة وحرص شديد جداً على دينهم!

كون الدين محرف كان صدمة كبرى لتلك الشعوب حين خرج منها الناقدون للكتاب المقدس حتى لم يبقوا على قداسته شيء !

الظلم ومحاربة العلماء، والثورة الفرنسية وخروج الإنسان الغربي-بل انتزاعه انتزاعاً- من دين تمسك به طويلاً
ليصل الإنسان إلى نتيجة مؤسفة جداً لم يكن ليريدها بأي حال: وهو فساد الدين. وضياعه ، وتبدله.

تلك حالة الكفر والردة العظمى المتمثلة في (ظاهرة نقد /رفض الدين .. أي دين) لم تأتي عبثاً.
Displaying 1 - 30 of 31 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.