رُب صدفة عابرة تكون شرارة البداية، لتغيير مجريات حياة بأسرها. من سبات طال، وبعد سنين طوال في ظل استمرار حُكم الدولة الأخيضرية بنحو لم تدرك فيه تردي حال بيت مالها، لاعتماده على ريع ضرائب القوافل التجارية بين الأحساء والحجاز مرورا بأراضي اليمامة، جاء لقاء ميخائيل بابن تميم محض صدفة، تتوالى من بعده الأحداث إلى أن ينكشف الستار عما خفي أمره لإسماعيل الأخيضري، من مؤامرات وتداعيات لا تقتصر على نطاق بيت المال وحسب، بل على نطاق سياسة الدولة بأكملها، داخليا وخارجيا، لينصاع الأمير يوسف الأخيضري بغير خيار منه، للاستجابة لمخططات وسياسات من شأنها أن تحقق استدامة الدولة الأخيضرية، مدعمة بالعدول عن سوء سياسة توزيع الثروة، لتصب في طبقات هرم العاملين في الدولة، عوضا عن أن تصب في أعلى ذلك الهرم.
"يقول ابن تميم، عراب هذه الرواية: «إذا انتفى الحقد، صفا النقد»، ففي فحوى هذه الرواية صفاء عبر وعلل تنفي عن مقاصدها أي غرض آخر، ساعية بجهدها الحثيث إلى تحقيق غاية واحدة هي تحسين منظورك للاقتصاد الكلي للدولة، على نحو يمنحك القدرة على فهم الفرق بين نظام الشورى في اقتصاد مستدام، ونظيره في اقتصاد ريعي قائم على مصدر دخل واحد. لتكسبك الإلمام بأسس الرؤى وأهدافها وآليات عملها، والقدرة على استنتاج أسباب المتغيرات الاقتصادية والسياسية التي نشهدها كل يوم في واقع حياتنا."
باحث اقتصادي ومبادر ومستثمر ومؤلف من الكويت، عرف بمؤلفاته المختصة بالمفاهيم والسياسات الاقتصادية، وبإنشاء تقنيات محاسبية جديدة من نوعها مكرسة للمجال العام كجزء من المسؤولية الاجتماعية.
عمل رائد في اللغة العربية، رجل اقتصاد، أكاديمي، يضع معرفته الاقتصادية في حكاية تقص أهمية توزيع الثروة، وآليتها في تنمية البلدان. أعتبرها اعتراف من أهل المعادلات والنظريات الحسابية بأن الحكاية هي أفضل وسيلة لتعميق المعرفة في الإنسان. أن تطرح أمامي مسألة معقدة، وتجعلني أعيشها واختبرها معك بنفسي، أفضل من الوقوف أمام الأرقام والنظر إلى الطريقة التي تمسك المعادلات بها بتلابيب بعضها. ذكرتني برواية: عالم صوفي، في طرح الفلسفة، والمجموعة القصصية: الملعقة المختفية، في المعادلات الكيميائية.
. . كنت على وشك مراسلة الكاتب بعد الانتهاء من القراءة لأوجه له سؤال واحد فقط : لماذا قتلت الأمل ؟ … ثم عدلت عن رأيي بعد أن سمعت نداء صلاة الفجر … وأدركت أن الوقت مُتأخر جدا على مثل هذا .
سطان نجد رواية مختلفة 180 درجة عن أي عمل روائي قرأته مسبقاً والاختلاف ليس فقط منصب في طبيعة مجالها ( السياسي ، الإقتصادي ) بل حتى بمطابقتها للواقع بشكل غريب لا تستطيع أن تمنع نفسك من التفكير بأوضاع عالمنا حاليا وأنت تقرأ سيرة الدولة الإخيضرية أو -المملكة بمعنى أدق -وهي دولة نشأت في عهد الخلافة العباسية بأطراف الحجاز وبمرور الوقت انتقلت هذه الدولة الناشئة إلى ( اليمامة )وهي الرياض حالياً وكانت مملكة ذاتية الحكم ومستقلة … وحصل لها ما يحصل في العادة لهذة الممالك من حروب وصراعات داخلية مزقتها فسقطت الدولة في حدود عام 486 هـ …
نعود للرواية …
في قالب أدبي يعكس صورة المجتمع آنذاك يعرض السلوم مقتطفات من سيرة الدولة الإخيضرية مقدما من خلال هذا العرض تحليلات وأفكار اقتصادية وسياسية لو قرأتها لأدركت مدى حاجتنا إلى من يعمل بها ويتخذها انطلاقة للإصلاح الحقيقي .
"زاخر " كان عنصر الأمل في الرواية والوسيلة التي استخدمها المؤلف لعرض أفكاره وحلوله المنطقية لمشاكل الدولة الأخيضرية …حزنت جدا على مصيره ولكن نظراً للواقع يبدو أنه مصير منطقي فمن العادة أن يّعاقب المصلح ويُكتم صوته !!
من الرسائل أيضا التي وصلتني من الرواية أن لا عدو دائم ولا صديق دائم بالسياسة ، وهذا ظهر لي من خلال موقف اسماعيل مع زاخر .
سرد الكاتب سلس وناعم وانتقاله بين الأفكار خفيف جدا مناسب ، لغة الكاتب أيضا كانت متقنة و مميزة .
بالمختصر رواية أضافت لي الكثير وخاصة بالتعرف على هذه ( الأخيضرية ) الفانية .
ماذا بعد القراءة ؟
لا تحقرن الرأي وهو موافق حكم الصواب إذا أتى من ناقص. فالدر وهو أعز شيء يقتنى ما حط قيمته هوان الغائص.
رواية جميلة وعلى عادة الكاتب تربط بين الحاظر والماضي اوجد بها الكاتب الحلول الممكنة للتغلب على الفساد المتغلل في نخير الحكومات تصف لنا الحال المؤسف للحكومات تعمد الكاتب اختيار المصطلحات والإيماءات التي تلامس القارئ ولعلها مكمله لماسبقها من روايات اقتصادية للكاتب السلوم واختيار الغلاف والتصميم متماشياً بذالك من اخوات الروايه التي صدرت سابقاً كما تعودنا من الكاتب الجريء في طرحه والواقعي في ايجاد الحلول كل الشكر لعبدالله السلوم تمنيت انني لم انتهي من القراءه تصلح للمتخصصين ولغير المتخصصين لبساطة الكتابة وسهولة استيعاب المحتوى
رواية اقتصادية تأخذك في رحلة تاريخية في نجد فتجد نفسك بين شخصيات مختلفة تتحاور فيما بينها حول سياسة الدولة الأخيضرية، ومستقبلها الغامض، وخفايا العمل التجاري، وعلاقته بمجلس الشورى، وقد أبرز الكاتب عتبات الرواية فالعنوان هو المكان الذي تدور فيه الأحداث، أما الموضوع يتلخص في العبارة أسفل العنوان "الحكم المناصر لعدالة توزيع الثروة". رغم أن الرواية قصيرة إلا أنها لم تخلو من وصف الأماكن، وتعابير الوجوه، والأحداث التي تخلق حالة حماس وحالة صدمة للقارئ بين حين وآخر، الأمر الذي يكسر حاجز الملل الذي يبعثه كم المعلومات في النقاش الدائر بين الشخصيات في الرواية. الأسلوب بسيط وسلس والسرد بواسطة الراوي المتعدد حيث تسرد كل شخصية الحدث من زاويتها، مما يوضح وجهات النظر المختلفة وينسجم مع الهدف من الرواية وهو شرح الاقتصاد المثالي ومواطن الخلل في بعض النماذج. أظن أن أكثر ما يميز هذه الرواية ويدفع القارئ لاقتنائها هو طرح كم كبير من المعلومات في مجال دقيق مثل الاقتصاد من خلال سرد ممتع. أتطلع لقراءة المزيد من الروايات لهذا الكاتب المبدع.
أبدع الكاتب في الخروج عن المألوف فأخرج لنا التحليل الإقتصادي بصيغة رواءية تسهل هضم المفهوم الإقتصادي لغير المختصين، الأحداث المتسارعة تشد القارئ و الترتيب التاريخي جميل ومأخذي على الرواية شيئين كثرة السجع و وعدم وجود توصيف لشخصيات القصة.
رواية مبدعة تجمع بين تاريخ متخيّل وواقع اقتصادي مقلق في دول الاقتصاد الريعي، المعتمدة على إنفاق ما يُستخرج من باطن الأرض دون الاهتمام ببناء اقتصادات مستدامة. يقدم الكاتب من خلال سطور الرواية تحليلا للمشكلة، ويحذر من غفلة رجال الدولة عن خطورتها، ويقترح على لسان أبطالها بعض الحلول الذكية لها. نهاية القصة مفاجئة ومؤثرة وجليلة!
رواية اقتصادية فريدة من نوعها ، بداية أسم الرواية جريء وقوي ويحمل عُمق ، أما الغلاف فأعتقد أن الكاتب قد اعتمد جرأته لقوته الباطنة و قد نجح بذلك ، رواية تشدك من البداية تسترسل مع أحداثها بانسيابية وطلاقة ، إذا مابدأت بالرواية سيعود بك التاريخ إلى الوراء وستسترجع عصور ولت وبادت ، ستمنحك متعة بالعودة إلى الوراء ، من يعرف تاريخ نجد سيشعر بالألفة لهذه الأضافة ، حيث شرح الكاتب مناطقها بدء بقلب اليمامة ثم الأحساء والحجاز واسترساله بالوشم ومرات و... إلخ ثم حديثه عن قبائل كانت متواجدة آنذاك بني تميم وخزاعة وبنو كلاب ،وبنو النمير وحنيفة وحديثة عن الدولة الأخيضرية وجرأته في اختيار هذه الدولة بالرغم من شح المصادر والمعلومات التاريخية عنها ، اعتقد مغامرة من قِبَل الكاتب الرسالة المبطنة والعميقة لهذه الرواية التحسين قدر المستطاع !! وانقاذ مايمكن انقاذه ، الكاتب في روايته يستهجن الوضع الحالي ! فقد شرح الفساد وأنواعه ، و البطانة الفاسدة وتأثيرها على المجتمع ، وضح الحلول للمال ، شرح مصطلحات اقتصادية ،كثيرة كالاستدامة والريعية وقد وضع البدائل والحلول ،الاستشهاد بالآيات جميل جداً وذكي خاصة حينما يأتي مع حدث مشابة يؤكد الموقف ، حاجتنا للإصلاح ، كرؤية زاخر للأمور ولصاحب منصب يشبه اسماعيل بحزمه وسلطته ، بالرواية شعرت بحب للشخصيتان !! اسماعيل ذلك الحكيم الذي يتألم لشعبه ويحب وطنه حب عظيم ويحاول أن يفهم ويغير ويحسن ، و زاخر ذلك الفطن الذي ما أن يتحدث حتى أجد عيناي منصبة على الحروف وأحاول أن لا أضيع كلمة واحدة من بين السطور!! (ياميخائيل إذا انتفى الحقد صفى النقد ، ولست بامرئ يحمل في قلبه مثقال ذرة على أحد في دار فناء ، مآلنا فيها إلى انتهاء ) كم هو عميق هذا النصّ !! كم يحمل في طياته من معاني! كمية الحب التي جمعتهم مُلهمة والأعجب رزق الله لزاخر أن أبقاه حياً في بيت أعداءه الذين سلبوه قومه وعائلته ! كان اسماعيل يشتري عقلاً وفكراً وإصلاحاً وكان زاخراً يبيع علماً ومنطقاً وإمتناناً !! لذلك كل منهما تنازل عن الثأر !!! وما أشد حاجتنا إليهما ! يقال دائماً : اقرأ التاريخ لتعرف حاضرك اعتقد اني كُنت اقرأ حاضرنا الأقتصادي في روايتك وكم أتمنى أن يتغير الحاضر ويصبح المستقبل أكثر ازد��اراً. نجد القحطاني ٢٠٢٠/٨/٣ #سلطان_نجد
فكرة ذكية اسس عليها الكاتب روايته من جذر تاريخي في نفس المنطقة ليعرض فيها افكاره او نظريته الاقتصادية والسياسية كإسقاط واضح. لم تناسبني ولم اجدها رواية على المستوى الشخصي. تناوبت على سرد الاحداث شخصيتان على طرفي نزاع بنفس الصوت وبغير اي وضوح. من الفصل الثاني بدا ان كل الكتاب هو طرح مباشر للفكرة بدون اي معالجات فنية وبدا استخدام مصطلحات حديثة مخلا بالاطار الزمني الذي اختاره المؤلف للكتاب والحوارات ثقيلة. ربما لو شرح الكاتب نظريته بغير الاطار الادبي او لو استخدم الرواية كمدخل لافكاره بدون المباشرة لكان انسب لذائقة القارئ العادي. لفت نظري ان بناء عوالم الرواية كان جيدا ومتميزا ولكن باقي عناصر الرواية انتفت في رأيي . التقييم يخص تجربتي القرائية الشخصية فقط مع التقدير للكاتب!