يحاول هذا الكتاب معالجة مفاهيم "الأدب" و"النقد الأدبي" على النحو الذي يساعد القارئ والباحث في استيعاب وتذوق النصوص الأدبية، ومعرفة تاريخها، وجمالياتها، والمصطلحات الحاكمة لحركة ومعنى هذه الجماليات. كما أنه يعمل على تسليح الناقد المتصدي لدراسة النصوص الأدبية، وتقديمها للقارئ بأدوات معرفية ومصطلحية علمية، تجعل من مقاربته للنصوص عملًا منهجيًا وموضوعيًا، وليس عملًا انطباعيًا وعفويًا، يعتمد على المزاج الشخصي والتفضيلات الذاتية. كما أنه يعمل على زيادة الثقافة النقدية والوعي الأدبي على النحو الذي يحرر أحكام الناقد والقارئ معًا، من الطروحات الاعتباطية والانحيازات المسبقة والآراء الجاهزة. ويرتكز الكتاب على فكرة التفرقة بين "النقد الأدبي" و"الدراسة الأدبية". فالنقد الأدبي هو النظريات والمناهج النقدية على التحديد، أما الدراسة الأدبية فهي تطبيق هذه النظريات أو المناهج على النص الأدبي. ومن هنا يُعد الباحث في مجال النظريات والمناهج "منظرًا" أو "مفكرًا" أو "باحثًا" نظريًا في مجال النقد، بينما يُعد الدارس للنص الأدبي، بغية تقسيره وفهمه والحكم عليه وتقديمه للقارئ العادي "ناقدًا أدبيًا" أو "باحثًا" في حقل الدراسات الأدبية، أو "مؤرخًا" لحركة الأدب عبر المراحل والعصور المختلفة. وعلى عذا فإننا نقدم هذا الكتاب لكلا الصنفين، دارس النظرية النقدية ودارس النص الأدبي، على حد سواء .. حيث لا غنى لكل منهما عن معرفة المناهج والنظريات النقدية التي تجعل من معرفتهما الأدبية وممارستهما النقدية قائمة على أسس علمية ومنهجية واضحة.
يتناول الكتاب في البداية معنى الأدب وأنواعه ودراساته بشكل جيد ومبسط دون تعقيد، ثم ينتقل لشرح بعض النظريات النقدية، فيبدأ بالحديث عن مصادر الأدب، ثم الكلاسيكية والكلاسيكية المحدثة، ومن بعدها الرومانسية وينتهي الكتاب بالمنهج الاجتماعي في النقد، أي تناول الأدب باعتباره انعكاسا للمجتمع.. يعتبر الكتاب مدخلا جيدا للتعرف على موضوع النقد الأدبي وكيفية التفرقة بينه وبين الدراسة الأدبية، وشرح معنى النقد باعتباره تمييز الجيد من الرديء، وكيفية تناول النصوص الأدبية وفهمها وتفسيرها والحكم عليها بشكل منهجي.