What do you think?
Rate this book


267 pages, Kindle Edition
First published April 12, 1994
كان يحاول بكتابة القصص بنفسه أن يوفر الحلقات المفقودة. اشتق قصصا أخرى من القصص التي سمعها مرارا من أمه محاولا إعادة رسم صورة مبهمة لجده تحت ضوء مغاير. ورث من أمه أسلوب سرد القصص الذي استخدمه دون تعديل في قصصه. أي افتراض أن الواقع قد لا يكون حقيقيا. و الحقيقة قد لا تكون واقعية. سؤال أي أجزاء القصة كانت واقعية و أيها لم تكن واقعية لم يكن سؤالا مهما بالنسبة لقرفة على الأرجح. السؤال المهم بالنسبة له ليس ما فعله جده. بل ما كان من الممكن أن يفعله. و قد علم إجابات السؤال حالما نجح في سرد القصة.إنها قصة العوالم الموازية التي تتقاطع في نقطة ما يكون من السهل فيها الإنتقال من عالم لأخر. كل هذه العوالم فيها نفس الأشخاص ربما بفارق زمني طفيف أو كبير و لكنها نسخ مختلفة لعالم واحد كل نسخة منهم هي بمثابة لقطة شاشه – اسكرين شوت عند لحظة ما من عالم ما ثم يتم استكمال ذلك العالم بنسخة جديدة و احتمالات مختلفة.
أتعرف يا طائر الزنبرك؟ قالت ماي كاساهارا بعد صمت قصير. كما لو أن فكرة خطرت لها فجأة: أراهن أن سبب خوف الناس من الصلع هو أنه يجعلهم يفكرون بنهاية الحياة. أعني عندما يبدأ شعرك بالتساقط . لابد أنك ستشعر بأن حياتك تضمحل تدريجيا .. كما لو أنك خطوت خطوة كبيرة بإتجاه الموت. الذي هو نهاية كل شيء.البعض يعتبر الموت نهاية و البعض الأخر يعتبره بداية. هو مثل الباب الذي يفصل بين شخصين كل منهما في جانب منه و غير مسموح بالعبور إلا في اتجاه واحد. لكن ماذا لو كان مسموحا لنا بالعبور في الإتجاهين. كيف كانت ستسير الأحداث و كيف تكون نظرتنا للموت عندئذ؟
لا أمانع القتال. أنا جندي. و لا أمانع الموت في أرض المعركة من أجل وطني. لأن هذا هو عملي. لكن هذه الحرب التي نخوضها الأن أيها الملازم. حسنا. أظن أنها ليست صحيحة. إنها ليست حربا حقيقية. فيها خطوط معركة. حيث تواجه عدوك و تقاتل حتى النهاية. نتقدم فيهرب العدو دون قتال. ثم ينزع الجنود الصينيون زيهم العسكري. و يختلطون بالمدنيين. فلا نستطيع تمييزهم. و عندها نقتل الكثير من الأبرياء تحت ذريعة إخراج الخونة أو فلول الأعداء. و نستولي على المناطق بالقوة. و نضطر لسرقة طعامهم لأن خط جبهة القتال يتحرك أسرع من الإمدادات. و نضطر إلى قتل أسرانا لأننا لم يكن لدينا أي مكان لنحتفظ بهم فيه أو أي طعام لنطعمهم. هذا خطأ أيها الملازم. ارتكبنا أفعالا فظيعة في نانكينج. حتى وحدتي التي كنت أنتمي إليها. ألقينا بعشرات الناس في بئر و أمطرناهم بالقنابل اليدوية. ليس بمقدوري حمل نفسي على الحديث عن بعض الجرائم التي اقترفناها. أؤكد لك أيها الملازم. هذه الحرب ليست لها أي قضية أخلاقية. طرفان يقتلان بعضهما فحسب. و الذين يُسحقون هم المزارعون الفقراء. الذين ليس لديهم آراء سياسية أو أي أيدولوجيا. و لا يعرفون شيئا عن حزب القوميين أو المارشال زانج في شبابه. جيش الدرب الثامن. يكونون سعداء إذا وجدوا ما يأكلونه. أعرف شعور أولئك الناس. أنا نفسي ابن صياد فقير. إنهم الذين يكدحون من الصباح إلى الليل. و أفضل ما يمكنهم فعله هو الإبقاء على حيواتهم. بالكاد. لا أستطيع أن أصدق أن قتل أولئك الناس بلا أي سبب سيكون في صالح اليابان بأي طريقة.هذا الكلام و غيره هو ما أثار عاصفة من الإستياء بين القوميين اليابانيين على هذه الرواية و هي وجهة نظر غربية عن الحرب تبناها موراكامي من منطلق انساني بحت و لم يتبن وجهة النظر القومية التي تبرىء ساحة اليابان و جنود اليابان من فظائع الحرب و جرائمها. فهل هذا كله له علاقة بالرواية أم هي قصة موازية للقصة الأصلية.
115
لقد انقضى يوم كامل. لكن يوم غيابي لم يكن له تأثير على أي أحد على الأرجح. لم يلاحظ إنسان واحد أنني غبت. من الممكن أن أختفي من سطح الأرض، وسيواصل العالم مسيره دون أن يطرف له جفن. كانت الأحوال في غاية التعقيد، لا شك في ذلك، لكن ثمة شيء واحد كان واضحاً: لا أحد يحتاج إليّ.








