بعدَ الفراغ من امتحان البناء المنهجي والفكري، أفتتحُ العام بهذا الكُتيّب الخفيف، على صعيد القراءة الحُرَّة وهي مساحة أقرأُ فيها ما يستطيبهُ عقلي وتتوق إليه روحي ويبشُّ له قلبي وأقوّمُ بهِ لساني ، بعيدًا عن كُتب البرامج والآكادميات، والله أشعر بنشوة فرح عارمة لمجرد أن أكون على موعد مع كِتاب غير مُقرر في الدراسة الآكادمية ، فـ لله الحمد من قبلُ ومن بعد. لماذا مشارقُ الآي؟ إنني أحبُ أن أقرأ عن القرآن قبلَ وبعد قراءةِ القرآن، وأن أتتبع وقفات العُلماء الربانيين مع كلام الله سبحانهُ وأن استشعر فتوحات العارفين بالله في كلام الله. وأن أفهم عنهم حُسنَ أدبهم واستنباطهم واستدلالهم واستشهادهم وفقههم لمحكمِ التنزيل وأثرهُ على قلوبهم وعقولهم وإيمانهم وسلوكهم. وليس شيء أحبُّ إلي من كلام الله سُبحانهُ. محتوى الكِتاب؟ مقالات في أبواب متعددة في الإلفة والتربية وحُسنُ الظن والإيمان والوعظ والأدب والورع والأمان وغيرُ ذلك من الفروع التي تُغذي الأصول، غايةُ الشيخ حفظهُ الله تقريب هدايات القُرآن من قلب القارئ ،في ظلالِ أقوال السلف الكرام لتكون مشروعًا عمليًا واقعيًا لا انفكاكَ عنها لأي مؤمن يحذرُ الآخرة ويرجو رحمة ربه. ولكلامِ الله آثرٌ على النفوس والجوارح والعقول لا يُرامُ خباءهُ ولا يدركُ سرّه
أحببتُ الكِتاب لطلاوة عنوانهِ ورِقة أبوابهِ وحُسن جمعه لأقوالِ السلف بعبارةٍ سهلة يفهمها القاصي والداني من غير تكلفٍ ولا تشدقٍ ولا تعقيد. أحسنَ الله إليه وتقبلَ منهُ هذا العمل خالصاً لوجههِ الكريم.
اولا جزاك الله خير الجزاء الشيخ عبدالطيف التويجري على ماقدمت في مشارق الاي كتاب جميل تنتهي منه في جلسه او جلستين
ومن الاقتباسات
فيا أيها اللبيب احرص دائما على نقاء كلمتك وطيب عبارتك واكسها بالحسن واللطف فإنك بذلك ترتقي ومن القران تستقي وتذدر أن في الجنة ((غرفا ترى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها وذلك لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام ))
ويمتد لشمل حفظ أبدانهم فهذا أبو الطيب الطبري رحمه الله قد جاوز المائة سنة وقد متع بعقله وقوته فلما سئل عن ذلك قال ( هذه جوارح حفظناها في الصغر فحفظها الله علينا في الكبر)
واخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين وصل الله وسلم على حبينا محمد
كتاب: مشارق الآي ، من تأليف: عبداللطيف بن عبدالله التويجري ، عن آفاق المعرفة للنشر والتوزيع . الكتاب عبارة عن تدبر وتأملات في بعض من الآيات من القرآن الكريم، يسعى المؤلف لتوجيه الأمة للتدبر في معاني القرآن، وتطبيق توجيهات الله سبحانه وتعالى، والنظر في مفاتيح الكنوز الموجودة في القرآن الكريم.. أعتمد المؤلف في الشرح وتوصيل الأفكار بالنظر لتفسير وأقوال السلف الصالح. . الكتاب مفيد ومهم، يعزز الوعي والتركيز والتأمل في الحكمة الموجودة في العديد من آيات القرآن، رافقني في شهر رمضان، واستفدت منه. الكتاب تستطيع الانتهاء منه في جلسة أو جلستين، وأعجبني الإهداء في بداية الكتاب، . #اقتباسات: . - إهداء: تعيش مع كتاب الله سماعًا وتتمنى أنها تعرف القراءة، رأتني مرة مهمومًا فقالت: لا أدري كيف تضيق صدوركم وأنتم تعرفون القراءة من المصحف؟! . - كما أن في هذا الجزء من الهداية تعليم المتدبرين تمثل الآيات بمحاسبة النفس وعرضها على آيات القرآن، فيسأل المسلم نفسه: هل أنا من أهل هذه الآية؟ هل ائتمرت بها؟ هل انتهيت بنهيها؟ . - يقول عمر لكعب: (ما يذهب العلم من قلوب العلماء بعد أن حفظوه ووعوه؟ فقال: يذهبه الطمع وتطلب الحاجات إلى الناس) . - وفي هذا الأثر تقرير لأصل عظيم من أصول الشريعة: وهو أن السر فيما لم يفترض من أعمال البر أعظم أجرًا من الجهر؛ لأنه أقطع لعرق الرياء، ومصالحه على الفرد عظيمة في بناء الإخلاص وعمق التوكل وإصلاح العلاقة مع الله تعالى. . - فبناء الوعي يبدأ بصناعة المفاهيم. وصناعة المفاهيم حصانة لقيم الأمة ومناعة لها، فلهذا كان قيام الأمم وسؤددها الدنيوي بقدر عنايتها بهذه المفاهيم، وبقدر رسوخها في المجتمع يكون بقاؤها وحياتها. . - فالحق لا يسقط بالتقادم، ولا يتبدل بتغير الزمان والمكان. . - يقول العز بن عبدالسلام {ت: ٦٦٠}: (كل مأمور به ففيه مصلحة الدارين أو إحداهما، وكل منهي عنه ففيه مفسدة فيهما أو في إحداهما، فما كان من الاكتساب محصلًا لأحسن المصالح فهو أفضل الأعمال، وما كان منها محصلًا لأقبح المفاسد فهو أرذل الأعمال). . - إن أعظم الأمم هي التي تصنع من هزيمتها نصرًا، ومن نقطة الانكسار شموخًا، فالألم مدرسة، والمراجعة مصنع الرجال، ولهذا خلد القرآن دروس "أحد"؛ لتبقى غضة طرية في ذاكرة الأمة، يستفيد منها كل عصر وكل جيل. . - والغيرة والحرقة على دين الله تعالى ليست مبررًا للفحش والبذاءة والطعن. .
يصطحبك الشيخ عبداللطيف التويجري في تجربته العملية في القراءة المقاصدية التفاعلية مع القرآن وبين طيات الكتاب يتعجب وتتعجب معه كيف لهؤلاء لبعض الدعاة لا يستخدموا القرآن في الدعوة ..وحق له أن يعجب..الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير. اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا .. اشرقت تلك المعاني التي تلمسها الشيخ في صدري معاني عذبة رقيقة ولا تنضب معاني القرآن سبحان الله. كل يأخد منه بحسب اجتهاده وفتوحات الله عليه فتري مشارق مختلفة وبديعة لا تمل تأمل آثار كتاب الله علي خلقة ﴿اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون﴾ [الحديد: ١٧]