هذا كتاب من نوع جديد يحتوي على حكايات منتقاة من الحقبة المملوكية (1250- 1517)، لا يربطها موضوع واحد سوى الخلفية التاريخية من حيث الزمان والمكان. الهدف منها ليس كتابة تاريخ مصر المملوكية، لكنها لقطات مختلفة تلقي الضوء على بعض النواحي الاجتماعية والسياسية لهذه الحقبة. منهج الكتاب سردي تاريخي وليس روائيّا فجميع أحداثه وشخصياته ومعلوماته دقيقة ومستقاة من المصادر الأصلية للمؤرخين المماليك والمراجع الأكاديمية الحديثة في مصر والخارج. ببساطة هو محاولة لربط الماضي بالحاضر نشير فيها إلى أن الكثير من صراعات العصر المملوكي الداخلية والخارجية، لا تزال مستمرة إلى اليوم. تتناول فصول الكتاب موضوعات سياسية؛ مثل مؤسسات الحكم من سلاطين المماليك أصحاب السلطة الدنيوية والخلفاء العباسيين أصحاب السلطة الدينية، وحربية كنهب الإسكندرية باسم الصليب، والانتقام المصري بغزو قبرص. ومن أدب الرحلات تتناول رحلات مصريين إلى الخارج شمالاً وغربّا، ورحلات أجانب إلى مصر لأغراض مختلفة؛ دبلوماسية أو لطلب العلم أو التجارة أو لزيارة الأماكن المقدسة. هناك فصول تغطي الجوانب الاجتماعية؛ مثل ظاهرة تعدد الزوجات أو تناول المخدرات كالحشيش أو الخيانة الزوجية أو أعمال الدجل والنصب. علاقات مصر الخارجية ببعض الدول؛ مثل اليمن والحبشة ومالي وجمهورية البندقية الإيطالية موضوع مهم آخر تغطيه عدة فصول، وهناك فصل عن موضوعات تراثية مهمة مثل زيت البلسم الشهير وعلاقته برحلة العائلة المقدسة إلى مصر.
كتاب من ضمن كتب عدة عن تاريخ المماليك و لكنه يختلف فى موضوعه كتب كثيرة عن حقبة المماليك ...تاريخ تلك الفترة بالنسبة لها هو من قتل من و حكم لمدة كام سنة... "مسك فلان لكذا سنة ثم انقلب عليه فلان و قلته و مسك هو الاخر لكذا سنة ثم مات و ترك ابن صغير فحكمو مماليك ابيه نيابة عنه ثم عزلوه او قتلوه ومسك اكبرهم فلان لكذا سنة "..الخ مثل كتب أيام المماليك - حكايات المذابح والعروش من الصعلكة إلى كرسي الحكم الصعاليك على عرش مصر نظرات في تاريخ المماليك و هو النوع الاقل تفضيلا بالنسبة لي
2 عن الخلافة العباسية بالقاهرة و صفة الخليفة العباسي و من اين جاء و كين كان يتم تنصيبه .. 3 السلطان الناصر حسن و اخوته الاسياد السبعة ...عن حقبة محمد بن قلالاون و ابناؤه من بعده و كيف تم تنصيب و خلع او قتل كل واحد منهم 4 مصر و مملكة مالي و النظرة الاستعلائية لافريقيا و التى وترت العلاقات المصرية - الافريقية حتى نهاية دولة المماليك 5 حرب اليمن ....هل كنت تعلم انه كانت هناك سابقة لارسال جنود مصريين لليمن قبل ان يفعلها جمال عبدالناصر ب 600 سنة 6 البحث عن الذهب ...السلطان و السيميائي واحد نصب ضحك على السلطان محمد بن قلالاون واقنعه بتحويل العناصر الارخص الي ذهب 7 الهجوم على الاسكندرية ...القرصنة باسم الصليب 11 غزو قبرص ايام دولة الاشرف برسباي آخر سلطان مملوكي قام بغزوات خارجية 12 الأشرف برسباي و اعدامه للاطباء 16 العدالة على الطريقة المملوكية-جزاء الخيانة الزوجية قرات نفس القصة من قبل فى الفصل الاول من كتاب صلاح عيسى حكايات من دفتر الوطن 17 دومينيكو ترافيزان ...سفير البندقية الى السلطان الغوري 18 حشيشة الفقراء - تعاطي الحشيش فى مصر المملوكية
1 سلاطين المماليك - عبيد و اسياد عن صفة المماليك و من اين اتو و من اباؤهم و من اساتذتهم و الاسم و الكنية و اللقب و اسم مالكه ممل من وجهة نظري القاصرة 8 زيت البلسم بالمطرية - تراث رحلة العائلة المقدسة ممل من وجهة نظري القاصرة 9 سرقة رفات القديس مرقس الرسول ممل من وجهة نظري القاصرة 10 شيخ الاسلام ابن حجر العسقلاني زوجاته و ابناؤه و جاريته ...نظرة على حياة رجل من الطبقة المتوسطة و كم كانت زوجاته و ابناؤه ممل من وجهة نظري القاصرة 13 مصر المملوكيةو دولة الحبشة القبطية و الصراع على النيل ممل من وجهة نظري القاصرة 14 رحلة عبدالباسط بن خليل من مصر الى المغرب و الاندلس "رحلة فى الاتجاه المعاكس" ممل من وجهة نظري القاصرة 15 تغري بردي ...طالما رأيت الاسم يافطة على مدرسة و اخيرا عرفت من هو ممكن تعتبره وزير خارجية او قنصل او سفير ايام السلطان الغوري للبندقية ممل من وجهة نظري القاصرة 19 طومان باي السلطان الاخير شاعرا ممل من وجهة نظري القاصرة
عن نفسي تراوحت بالفصول بين فصول ممتعة و مسلية و فصول مملة جدا من وجهة نظري القراءة الاولى ليّ مع الكاتب هاني حمزة و إن شاء الله لن تكون الاخيرة نظرا لتناوله المختلف للتاريخ المملوكي و اسلوبه المشوق "في بعض الفصول" الكتاب القادم : اطلع من نافوخي
كتاب خفيف و قيم في نفس الوقت. قصص ولمحات متنوعة قصيرة من العصر المملوكي مكتوبة بشكل مبسط. تصلح كفواتح شهية لمن ليس لديه إطلاع على تلك الحقبة الغريبة و الفريدة في تاريخ مصر و مدخل لقراءات أعمق. ربما كان من الأفضل الإشارة للمصادر حتى ولو بشكل عام في نهاية الكتاب لمن اراد الاستزادة.
لا يخفى على أحد أن عصر المماليك هو عصري المفضل تاريخياً والكتب اللي تتحدث عن عصرهم هي الكتب التي لا أتردد للحظة في شرائها دون تفكير وهذا ما حدث في هذا الكتاب.. كتاب جميل، حكاياته غير تقليدية وغير مستهلكة، لا يتحدث عن السائد والمشهور بل يتحدث عن ما لا يمكن أن نتخيله عند ذكر اسم المماليك، عن البندقية وشجر بلسم المطرية والسبب وراء تسميات المماليك. مملكة مالي والحبشة ورحلة الرحالة المصري عبدالباسط بن خليل في الأندلس وبلاد المغرب الأقصى وغيرها الكثير من الحكايات الرائعة والممتعة. ولكن العيب الوحيد -بغض النظر عن بعض الغلطات التي سقطت من المراجعة مثل كتابة اسم شخص بدل شخص أخر- هو عدم كتابة المراجع، لن يكلف الكاتب شيئاً إن استغل بضع صفحات لذكر المراجع لأنها أولاً تفتح باب جديد لقراءات جديدة للقراء المهتمين وثانياً لأنها تعطي إحساساً بالمصداقية بأن ما نقرأه هو نتاج بحث وجهد والكثير والكثير من القراءات *حتى ولو أعطيتنا عنوان بريدك الإلكتروني لكي نراسلك لكي نعرف المراجع المستخدمة* لولا هذا العيب لكان من الممكن أن يحصل على العلامة الكاملة في رأيي..
يعرض هذا الكتاب جوانب مختلفة من تاريخ المماليك السياسي والاجتماعي يبدأ بلمحة بسيطة عن الأساليب المختلفة لوصول سلاطين المماليك للسلطة، والفارق بين المماليك الأوائل (ممن مسهم الرق)، في مقابل أبنائهم (الأسياد) الذين وُلدوا أحراراً ونشأوا نشأة مترفة في بحبوحةٍ من العيش، فكان أغلبهم لعبة في أيادي مماليك آبائهم، ولقى أغلبهم مصرعه في صراعات الحكم، باستثناءات بسيطة لبعض الأسياد، وفي مقدمتهم السلطان الناصر محمد بن قلاوون. والفوارق كانت بشكل كبير في القدرة والقوة، وكذلك في الطبيعة بين من وُلد في مصر وبين من وُلد خارجها، وكذلك في الأسماء، ففي حين أن أسماء من مسهم الرق كانت في أغلبها تركية من قبيل (قطز – بيبرس – قلاوون – برسباي – قايتباي)، فإن أسماء أبنائهم كانت عربية من قبيل (محمد – حسن – شعبان)، ومفهوم مصطلح (أولاد الناس)، وهم الجيل الأول ومن تلاهم من أبناء المماليك الذين وُلدوا أحراراً. انتقل بعد ذلك للحديث عن الخلفاء العباسيين في مصر، منذ استقدم بيبرس أولهم لإسباغ الشرعية على حكمه، وكان هؤلاء الخلفاء لعبة في أيادي السلاطين يولونهم ويعزلونهم وينفونهم أحياناً، وتولى أحدهم السلطنة لبضعة أشهر في لحظة من لحظات الاضطراب وفراغ الحكم، لكن سرعان ما عادت الأمور لأيدي المماليك مرة أخرى. وعندما انتصر سليم الأول في مرج دابق، كان الخليفة العباسي من ضمن أسراه، واصطحبه معه إلى اسطنبول. وكانت المعلومة الشائعة هي أنه منذ هذا الحين، انتقلت الخلافة من العباسيين إلى العثمانيين، لكن الكاتب يشير إلى أن هذا الخليفة كان آخر خليفة عباسي، وأنه لا يوجد في المصادر ما يشير إلى أن سليم أو أياً من خلفائه تولى الخلافة، ولم يظهر هذا اللقب إلا بعد أكثر من 250 عاماً في عهد عبد الحميد الأول، وهي معلومة تحتاج إلى أن أدققها. الفصل التالي خصصه للحديث عن أبناء السلطان الناصر محمد، والذين توفى وأغلبهم صغار، فكان مصير أغلبهم أن كانوا لعبة في أيدي الأمراء المقدمين، ويلاحظ أن أغلبهم كان منهمكاً في اللذات وشرب الخمر واللهاث وراء الجواري بل وحتى اللواط والعياذ بالله!، خلا السلطان حسن صاحب الجامع الشهير، والذي شهد عهده الطاعون الأسود الذي فقدت فيه البلاد قرابة ثلث تعدادها، ويذكر الكاتب أن موت الكثير من العائلات جعل ثرواتها تؤول إلى بيت المال، وفي ظل عدم وجود حاجز بين العام والخاص، استفاد السلطان من هذه الأموال في بناء جامعه، ولم يكن مصير السلطان حسن مختلفاً عن اخوته، فقد قُتل بأيدي أحد تابعيه (يلبغا العمري). ولاحظت أن الكاتب في وصفه لأحد السلاطين ذكر أنه (مثلي الجنس)، وهو مصطلح متأثر بالثقافة الغربية المعاصرة التي تطبع مع هذا ال��فهوم، في حين أن المطلع على سير هذه الطبقات من الأمراء والسلاطين الذين وُلدوا وتربوا في بيئة ناعمة مفسدة، يعلم جيداً أن نتاج هذه البيئة في الغالب هو الانغماس في الشهوات الجسدية بلا تفرقة في بعض الأحيان. تحدث بعد ذلك عن العلاقة مع مملكة مالي، وزيارة الملك مانسا موسى لمصر في طريقه للحج، وتعالي المماليك على الأفارقة، ونصب المصريين عليهم، والذهب الذي أنفقه مانسا موسى والذي بلغ من كثرته أن انخفضت قيمة الذهب في مصر لكثرة المعروض، ثم نفاد الذهب منه في طريق العودة، وإقراض تجار مصر له بالربا! تحدث أيضاً عن حملة الناصر محمد بن قلاوون في اليمن لدعم سلطانها من بني رسول، والذي استغاث به أثناء الحرب أثناء الحرب الأهلية، ومقارنة هذه الحملة بقرينتها في عهد عبد الناصر، ويُلاحظ في هذه الحملة أثر قوة السلطان والذي تبدى في التزام قادته وجنوده بتعليماته بحذافيرها، من حيث طريقة معاملة السكان، أو عدم التحرك إلا بإذنه. وفي سياقٍ آخر في عهد الناصر محمد أيضاً تحدث عن أحد المغامرين الذين ادعوا قدرتهم على تحويل المعادن الخسيسة إلى ذهب، ووصل أمره إلى أن خدع السلطان نفسه، والذي أنزل به عقاباً أليماً بعد اكتشافه للخدعة. في فصلٍ آخر تحدث عن بئر مريم وبستان شجر البيلسان بالمطرية والذي قيل أنه إحدى نقاط مرور العائلة المقدسة بمصر، وصناعة زيت البلسم المستخدم في الطقوس الكنسية، واحتكار سلاطين المماليك له. وفي سياقٍ آخر مرتبط بالأقباط، تحدث عن القديس مرقس وسرقة البنادقة لجسده ودفنه في كنيسة سان ماركو بالبندقية، ثم نجاحهم في سرقة الرأس أيضاً، واستغاثة الأقباط بالمماليك ومطالبتهم لهم بمنع سفن البنادقة من مغادرة البلاد إلى أن أُجبروا على إعادة الرأس مرة أخرى. تحدث أيضاً عن الحملة الصليبية التي انطلقت من قبرص واستباحت الاسكندرية في عهد الكامل شعبان وقتلت وأسرت الكثير من أهلها، وذكر أن خراب المدينة حينئذٍ أثر على وضعها الذي لم تزهر بعده إلا في العصر الحديث في عهد محمد علي. وفي فصلٍ آخر تحدث عن انتقام الأشرف برسباي من هذه الغارة بعد 60 عاماً من خلال حملاته على قبرص لحين انتصاره على ملكها وأسره وإجباره هو وخلفائه على دفع الجزية لسلطان مصر، ويلاحظ في تفاصيل هذا الفصل أيضاً مدى قدرة وقوة الفرسان المماليك مقارنةً بأعدائهم. في أحد الفصول تناول مسائل الزواج وعرض تصوراً لتعدد الزوجات والسراري والجواري في هذا العهد، وأشار إلى أن نهايات العصر المملوكي شهدت قلة في هذا الأمر واقتصار عدد من السلاطين على زوجة واحدة فقط، بخلاف السلاطين الأوائل. واستفاض في الحديث عن الإمام ابن حجر العسقلاني بشكلٍ خاص وزيجاته المختلفة. والحقيقة أن من أفضل الكتب التي طالعتها في هذا الموضوع وتتناول العلاقات الاجتماعية من زواج وطلاق في هذه الحقبة هو كتاب (الزواج والمال والطلاق في المجتمع الإسلامي في العصور الوسطى) ليوسف رابوبورت. تناول أيضاً العلاقة مع الحبشة وقوة المملكة الحبشية النصرانية إزاء الممالك الحبشية المسلمة المتفرقة، ومحاولات الأحباش للتدخل في شؤون مصر بحجة حماية الأقباط والتهديدات القديمة من الأحباش بقطع النيل عن مصر وسخرية الناصر محمد بن قلاوون منها، والعلاقات بين البلدين والتي غلبها التوتر في أغلب الوقت، وما أشبه الليلة بالبارحة، وإن كان الحلم الحبشي القديم قد تحقق أخيراً. في فصلٍ آخر تحدث عن أدب الرحلات العربي القديم، وبخلاف الرحالة المشاهير كابن بطوطة وابن جبير والوزان الذين انطلقوا من المغرب أو الأندلس إلى الشرق في طريقهم للحج، فقد ذكر قصة عبد الستار المصري أحد أبناء المماليك من طبقة أولاد الناس الذي قام برحلة عكسية زار فيها ليبيا وتونس والجزائر، كما زار الأندلس قبل سقوط غرناطة قرابة الثلاثين عاماً، وترسم هذه الرحلة صورة للحياة الاجتماعية والسياسية خلال هذه الفترة. تحدث أيضاً عن العلاقات الخارجية مع الدول الأخرى ومنها الدول الأوروبية، والتي كانت تحرص على وجود قناصل لها في مصر لرعاية مصالح رعاياها وتجارتهم، وفي المقابل فإن الدولة المملوكية لم يكن بها منصب مماثل لوزير الخارجية في عصرنا الحالي، فكانت تعتمد على بعض المسئولين ممن يتقنون الترجمة واللغات الأجنبية، ومثل لهم في هذا الفصل بتغري بردي في عهد قنصوة الغوري، وعرض لسفارته إلى البندقية في سبيل تجديد المعاهدات والاتفاقات التجارية، وأسعار بيع بعض السلع وفي مقدمتها البهارات والفلفل. كما تحدث عن تسابق مبعوثي الدول الأوروبية للحصوص على امتيازات تجارية لبلادهم، وقدرة الدبلوماسية الأوروبية على امتصاص غضب السلطان وإيقاف تنفيذ التهديدات من قبل تخريب كنيسة القيامة أو منع الحجاج اللاتين من الحج، والقبض على التجار والرعايا الأوروبيين بسبب أعمال القرصنة التي يقوم بها فرسان الاسبتارية في شرق المتوسط. في فصلٍ لاحق تحدث عن القضاء وعلاقة السلاطين به، والتي كان يغلب عليها الاستقلالية، وإن كان السلطان يختار أن يحكم بنفسه في بعض القضايا وخصوصاً لو تعلقت بمماليكه. ويعرض قصة لغضب الغوري من مخالفة القضاة له في إحدى القضايا الأخلاقية وعزله للقضاة الأربعة في وقتٍ واحد، وهو تصرف أشبه بمذابح القضاة في العصر الحديث. في الفصل قبل الأخير تحدث عن تناول الحشيش وشيوعه وسط طبقات مختلفة، والقرارات المملوكية بمنعه أحياناً والتي يتضح أنها لم تكن جدية بسبب تكرارها كل فترة، والأوقع أن الأولوية كانت لتحصيل الضرائب من أماكن تعاطيه، شأنه شأن ما كان يحدث مع المواخير وبيوت الخواطي والعياذ بالله. أدرج بآخر فصل قصيدة منسوبة لطومان باي يتحسر فيها على ضياع السلطان والخيانة والخذلان، ثم أنهى الكتاب بشرح عدد من الوظائف والمصطلحات المملوكية. هذه النوعية من الكتب لطيفة في كونها تجمع صوراً من الحياة السياسية والاجتماعية في عصرٍ ما، اعتماداً على مجموعة من المصادر والمراجع المتنوعة، والتي لن تمر بها غالباً وأنت تقرأ كتاباً عن التاريخ السياسي لهذه الحقبة، وهو يذكرني بكتابٍ شبيه لطيفٌ بدوره بعنوان (من سيرة المماليك) لجيهان مأمون، وهذه الكتب تصلح فصولها أن تكون رؤوس مواضيع لمزيد من البحث والقراءة، والتي بدورها ستعطي تصوراً أعمق وأدق لصورة الحياة في هذا العصر وشخصيات الحكام من زوايا مختلفة، بخلاف الرؤى الأحادية التي ترسخها كتب التاريخ السياسي وحدها. يعيب هذا الكتاب بشكل كبير خلوه من أي هوامش أو مراجع، وحتى لو كان الكاتب يهدف إلى تقديم وجبة خفيفة للقاريء، فإن كتاب يحوي معلومات تاريخية بدون ربطها بالمصادر والمراجع ولو حتى بشكل ثبت بنهاية الكتاب هو أمرٌ ينتقص من الكتاب بشكلٍ كبير، وبخلاف ذلك، فإن تفسير بعض الظواهر القديمة بشكل حداثي خارج سياق عصرها يُخل أيضاً بالموقف المحكي عنه، لكن هو في النهاية كتابٌ لطيف وممتع ويستحق القراءة.
حواديت العصر المملوكي الكتاب حكايات العصر المملوكي لهاني حمزة هو عبارة عن مجموعة من الحواديت النادرة عن فترة الحكم المملوكي في شكل مقالي، كل مقال منهم يحكي حكاية مختلفة فتحدث الكتاب عن بعض الشخصيات كما في الفصول الثالث، العاشر، الثاني عشر، الرابع عشر، الخامس عشر فتحدث عن الناصر حسن وشيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني وعبد الباسط بن خليل وتغري بردي وهناك فصول تحدثت عن علاقات مصر ببعض الدول في العصر المملوكي كما في الفصل الرابع وتحدث عن مصر ومملكة مالي، والفصل الخامس عن حرب اليمن الأولى ، والفصل الحادي عشر غزو قبرص والفصل الثالث عشر مصر المملوكية وقبرص ولم يخلو الكتاب من بعض الموضوعات الطريفة كما في الفصل الثامن عشر وقد تحدث فيه عن الحشيش وتعاطيه والفصل الثامن تحدث فيه عن زيت البلسم وشجرة مريم والفصل السادس عن البحث عن الذهب وكيف خدع أحدهم أحد السلاطين بقدرته عن تحويل التراب لذهب. الكتاب أسلوبه سلس بلا تعقيدات وملحق به معجم بجميع المفردات المملوكية التي إستخدمها الكاتب في محتوي الكتاب.
القراءة عن تاريخ المماليك بقلم دكتور هاني حمزة شيء لا يمل من صراحةً صحيح أن هذا الكتاب مقالات عامة عن بعض فترات الحقبة المملوكية وليس كتاب تفصيلي ككتاب مصر المملوكية أو كتاب متخصص ككتاب صحراء المماليك وأغلب مواضيعه ربما تكون مكررة بالنسبة لي، لكن أكثر ما جذبني في الكتاب الفصلين 4&13 عن علاقة مصر المملوكية بملوك وممالك القارة الأفريقية(مالي وأثيوبيا) .. ربما نظرة الاستعلاء وسوء تقدير أهمية البعد الإفريقي لمصر علي المستويين الاقتصادي والسياسي ضاربة في جذور التاريخ ولكننا ندفع ثمنها حاليا
❞ وبي أسف على أسف وحزن وهم فوق همٍّ واشتياق على زمن تقضىَّ في نعيم بمصر والعلا والعز راق وشمس السعد في شرف المعالي وبدر الضد في درج المحاق وعلقنا على الأهرام شعرا كنظم الدر في حسن السياق لمن يقرأه معتبرا ليدري بـأن اللـه بعـد الخلـق بــاق وتجزَى كل نفس يوم عرض بما فعلته في يوم التلاقي ❝
تلك الأبيات ينسبها ابن زنبل الرمال لطومانباي آخر سلاطين المماليك
اه ثم اه لو اضيفت لمحة روائية او قصصية خفيفة للكتاب لخرج من نطاق كتب التاريخ المدرسية واحتوى علي عامل جذب يساعد علي تثبيت الاسماء والتواريخ في عقل القارئ
بما إننا نتحدث عن كتاب تاريخي والكنابة التاريخية الجيدة تتحرى الأمانة والدقة، فلنبدأ هذا التقييم بمعلومة قد تهم قا��ئه وهي إن الدكتورهاني حمزة مؤلف الكتاب هو خال كاتب هذه السطور.
أدعي أن صلة القرابة لم تتسرب إلى عدد النجوم التي أعطيتها للكتاب، بل وربما كانت سببا في تثاقلي في قراءته من الأصل لما أعرفه عن مرجعية د.هاني حمزة الأكاديمية، وتخيلي بأنه على الأغلب سيكون كتاب من نوعية الكتب القيمة ولكن مملة.
الكتاب لم يخذلني في أنه قيم، ولكن فاجأني بأنه كذلك مسل للغاية.
حكايات الكتاب لطيفة وخفيفة، وفي نفس الوقت ذات صلة بالكثير من أحداث الحاضر...أحيانا كثيرة يدهشك إلى أي مدى اليوم أشبه بالبارحة.
أتمنى أن يتحول هذا الكتاب إلى سلسلة، وإذا حدث ذلك، سأشتري جميع أجزاءها، أو على أقل تقدير سأترازل على خالي للحصول على نسخ مجانية ممضية منه، ولكن في أي من الأحوال،أعلم إنني سأستمتع كثيرا بها.
حكايات ممتدة من عمق التاريخ، من زمن المماليك، الذين حكموا مصر لنحو قرنين ونصف من الزمان، تطل علينا بأسلوب جديد، مبسّط وغير متكلّف، يقرّب المسافة بين القارئ والحدث، ويجعل من التاريخ مادة حيّة، نابضة، لا مجرد وقائع جامدة بين دفّات الكتب.
في هذه الحكايات، نلتقي بشخصيات تكاد نسمع عنها لأول مرة، رغم أنها كانت فاعلة ومؤثرة في قلب الأحداث. يعيد الكاتب اكتشافها، ويقدّمها لنا برؤية مختلفة، بعيدة عن النمط المدرسي الممل، أقرب إلى أسلوب الحكي الشعبي أو الدرامي، حيث التفاصيل الدقيقة تصبح شخوصًا نتحرك معها، ونعيش أزمنتها.
اللافت في هذا السرد، هو قدرة الكاتب على الربط بين الماضي والحاضر، بطريقة ذكية وغير مصطنعة. نكتشف فجأة أن ما عشناه ونعيشه اليوم له جذورٌ في الأمس، وأن دهاليز الحكم، والتقلبات السياسية، وصراعات النفوذ، هي أنماط تتكرر، وإن اختلفت الأسماء والوجوه.
هكذا يصبح عصر المماليك ليس فقط حكاية تاريخية، بل مرآة نرى فيها أنفسنا، ووسيلة لفهم تركيبة الشخصية المصرية في تفاعلها مع القوة، والسلطة، والدين، والمجتمع