لقد كشف وباء كورونا وتفشيه السريع في العالم عن مدى هشاشة النظام العالمي سواء على مستوى النظام الاقتصادي القائم على الرأسمالية المعولمة، أم على المستوى السياسي الذي يهيمن على العالم بشكل شبه أحادي لا يراعي مصالح الدول في العالم الا اذا كانت متفقة معه أو تخدم مصالحه، أو على المستوى الاخلاقي القيمي الذي غدت فيه الدول تمارس قرصنة العصابات. وهشاشة النظام الدولي هذا ليس سببه وباء كورونا قطعا. بل إن الوباء هو الهزة الصادمة التي كشفت عن عمق فساد النظام الرأسمالي الذي تحكم في العالم منفردا منذ عام 1991 وظهرعدم صلاحية هذا النظام لقيادة العالم، والذي هو موضوع الجزء الأول من هذا الكتاب. لقد شهد العالم خلال المئة سنة الماضية نظامين تحكما في النظام العالمي وبسطا نفوذهما على كل قارات ا