Jump to ratings and reviews
Rate this book

أن تعشق الحياة

Rate this book
نبذة عن الكتاب

في لحظة رحيل يوسف، تُفتح ذاكرةٌ متَّقدةٌ يقودها جسدٌ متشنِّج. تزداد تشجنُّاتُ بسمة، لكنَّ صورةَ يوسف تستدعي البسمةَ دائمًا. ما بين ذاكرةِ ماضٍ مرصوفٍ بالفقد والحبّ، وحاضرٍ أكثرَ قسوةً لمدنٍ عربيَّةٍ تتهاوى، تتشبَّث بسمة بجسدها الذي لا يتوقَّف عن خيانتها.

فمن قال إنَّ حياتَنا وأجسادَنا ليست كحكايا مدننا؟ ومَن منَّا ليعرف إنْ كانت رقصتُنا الأخيرةُ هي رقصةَ الوداع، أم بدايةً جديدةً؟

352 pages, Paperback

First published September 1, 2020

2 people are currently reading
252 people want to read

About the author

علوية صبح

7 books159 followers
ولدت علوية صبح في بيروت سنة 1955. درست الأدب العربي والإنكليزي في الجامعة اللبنانية في بيروت. وبعد أن تخرجت سنة 1978، عملت مدرسة تعليم ثانوي في احدى المدارس بالتزامن مع نشرها مقالات في قسم الفن والثقافة في صحيفة "النداء" البيروتية. في اوائل الثمانينات نشرت الرواية، والشعر ومقالات أدبية عديدة في الصحيفة اللبنانية الرائدة" النهار". كما كانت تحرر القسم الثقافي في أوسع مجلات المرأة العربية انتشارا في ذلك الوقت وهي مجلة "الحسناء"، والتي أصبحت رئيسة تحريرها سنة 1986. وفي أوائل التسعينات، أسست مجلة "سنوب الحسناء" والتي أصبحت اليوم أكثر مجلات المرأة مبيعا في العالم العربي، وما زالت صبح رئيسة تحريرها. تشارك علوية صبح بانتظام بمحاضرات ثقافية في أنحاء العالم العربي، وتتم استضافتها في الكثير من البرامج التلفزيونية للحديث عن قضايا تتعلق بالمرأة، والحرب والحداثة في لبنان والعالم العربي. وروايتها، المعنونة "مريم الحكايا" الصادرة عن دار الآداب للنشر، سنة 2002 ترجمت الى لغات عديدة وصدرت طبعتها الفرنسية عن دار غاليمار، والالمانية عن دار سوركامب. وقد نالت روايتها الثانية "دنيا" اعجاب النقاد والقراء بشكل واسع في انحاء العالم العربي. ولها رائعة أخرى بعنوان "اسمه الغرام"

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
5 (9%)
4 stars
16 (29%)
3 stars
12 (21%)
2 stars
12 (21%)
1 star
10 (18%)
Displaying 1 - 22 of 22 reviews
Profile Image for Pakinam Mahmoud.
1,018 reviews5,162 followers
November 7, 2025
"لا شئ يوصل إلي شئ إلا بالعشق.إن لم نعشق الحياة لا تعشقنا.."😍

أن تعشق الحياة..الرواية التي جعلتني 'أكره الحياة' في جزئها الأول لما تحتويه من كآبة وأحداث مؤلمة ولكن مع القليل من الصبر والدخول أكثر في تفاصيل الرواية إستطاعت الكاتبة أن تجعلني ألتهم صفحاتها بدون توقف:)

تدور أحداث الرواية حول بسمة الراقصة المسرحية التي أصيبت بمرض في الأعصاب يسبب لها تشنجات منعتها من الرقص ..
بجسد يعاني من الألم و بذاكرة مشتتة -بسبب الأدوية -بتاخدنا بسمة وتحاول أن تحكي حكايتها سواء ذكريات طفولتها ..ما حدث لوالدها ..حكايات عن صديقاتها و أهم حكاية هي قصتها مع حبيبها يوسف التي كانت تحبه بجنون وكان يكفيها أن تلمس أنامله كي تشعر بالأمان ...

الرواية بتلقي الضوء علي أحداث كثيرة مثل الحرب الأهلية اللبنانية ،ثورات الربيع العربي التي تحولت لكابوس،الأفكار المتطرفة للأحزاب الدينية و إنتهاكهم للمرأة ونظرتهم لها كإنها سلعة ووسيلة للمتعة..

لغة الكاتبة قوية جداً ..الفصل السادس في الرواية اللي بتحكي فيه بسمة ما حدث لوالدها مؤلم لأقصي درجة وصعب جداً في قرايته ومع ذلك هو مكتوب بعبقرية..ومش بس هذا الفصل..الرواية كلها الحقيقة..
إسلوب السرد كان ممتع و إن كان يعيبه بعض التكرار والتطويل أحياناً...

تهدي علوية صبح الرواية إلي طبيبها الذي عالجها من مرض يشابه مرض بسمة وزي ما الكاتبة قدرت تنتصر علي المرض بسمة أيضاً بعشقها للحياة كانت تحاول أن تعيد إليها جسدها وأن تنتصر علي المرض كي لا يحولها إلي إنسانة كئيبة ومستسلمة...
الكتاب أكيد ليس سيرة ذاتية للكاتبة ولكن أعتقد إن بسمة أكيد تمثل علوية في مرضها علي الأقل...

أن تعشق الحياة هي دعوة للتفاؤل ..لمحاولة تخطي كل الصعوبات التي نمر بها سواء كانت مرض..علاقة فاشلة أو حتي حروب في بلادنا..ومهماً عشنا نهايات صعبة لحاجات كتير بنمر بيها لازم دايماً نحلم ببدايات جديدة كلها أمل.. و رقص..حب و حرية...ولازم نفضل نحب الحياة عشان كما يُقال حياتي التي أعيشها كالقهوة التي أشربها، على قد ما هي مرّة بس بيكون فيها دايماً حلاوة..:)

الرواية دخلت القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد و أعتقد إن هذه الكاتبة المميزة صاحبة هذا القلم الممتع حتكون مرشحة وبقوة للفوز بالجائزة..

"ما أصعب أن يكون الإنسان بلا حلم!فهو الحقيقة التي توجدنا.."
Profile Image for فايز غازي Fayez Ghazi.
Author 2 books5,138 followers
August 23, 2023

الحب ليس ماضيًا او حاضرًا نعيشه وانتهى الأمر. إنه الجمرة الحيّة فينا دومًا. إنه يحيينا ويحيي وجودنا حين نأتمر به

- لا شكّ ان العنوان الخدّاع للرواية قبل الشروع بقرائتها سيخلق وهم في رأسه انه مقبلٌ على رواية تملأها الإبتسامات والحياة الوردية، لكنه سيفاجأ بأنه امام رواية قاسية وكئيبة تمخر عباب الحزن بين ضفة الحب وضفة الخوف بما يرافق هذا العبور من رياح مجتمعية سامة تعصف بسفينة "بسمة" او علوية ذاتها، لكن رغم ذلك، وفي أعمق حفر الإنكسار تصرخ من اجل الحياة لأنها تعشقها وتتغلب بطريقها على المرض والغدر وتنفض رمادها لتُخلق من جديد.

- بين السرطان والباركنسون والهذيان الذي تسببه أدوية العلاج، تنسج علوية صبح روايتها ولا تكتفي بمرض الجسد فتأتي بالأمراض المجتمعية من التخلّف والرجعية والنظرة الدونية للمرأة فتضيفها على خيالها في ابتكار الشخصيات وصيرورة الأحداث. هل أكتفت بذلك؟ بالطبع لا، فقامت بعقد مقابلة رمزية ما بين جسد الشخصية المريض والجسد العربي المبتلي بالدكتاتوريات والحركات الظلامية.

- لن أدخل في تفاصيل الرواية وأحداثها، لكني سأشير الى بعض النقاط:

يُحسب للكاتبة:
1- جرأتها في الطرح وتسمية الأشياء بأسمائها والإضاءة على الجور الذي يلحق بالنساء خصوصًا في المحاكم الشرعية اللبنانية.
2- نسويتها الأنيقة والراقية ونظرتها المتزنة في استهداف المفاهيم الذكورية الناتجة عن الأنظمة البطريركية والتي يعتنقها الذكور والإناث معًا مبتعدةً عن النعي والهمجية الحمقاء.
3- تعريجها على الكثير من "المسكوت عنه" في العلاقات الأسرية، والخرافات الدينية، وأساليب التربية الرجعية والتحولات السياسية "الغامضة".
4- رسم الشخصيات المتقن (الى حدّ كبير) والتي كانت بأغلبها شخصيات متغيّرة أغنت العمل وأضاءت على الكثير من الجوانب والأفكار في تحوّلاتها خلال الرواية، خصوصًا شخصية "يوسف"
5- التصوير الذكي لقدسية جسد المرأة بعيدًا عن الإبتذال من جهة والهرب الى الأمام تجنبًا لنقد المجتمعات المغلقة.
6- الفصل السادس الذي سيحُحفر حفرًا في ذاكرة القرّاء

يُحسب عليها:
1- الإطناب والتكرار والبداية البطيئة للرواية.
2- عدم الموازنة في مساحة الكتابة ما بين الدكتاتورية والظلامية او ما بين الأسباب والنتائج التي تمخضت عنها.

- اخيرًا، ورغم المآسي في هذه الرواية، إلا ان رسالتها الواضحة هي الصراع من أجل الحياة، من اجل عشق الحياة والتغلب على مصاعبها وأمراضها والتحرر من القيود الموروثة والإبتعاد عن ثقافة الموت التي يُروّج لها كثيرًا هذه الأيام.

أضيع احيانًا حتى عن نفسي، أتوه عن تاريخ ولادتي وعمري، وحتى عن زماني ومكاني، فلا أدرك أين انا، هل انا في غرفة مدمرة يغرقها الدم في سوريا، او العراق، او ليبيا او اليمن، ام اني في بلادٍ لم يبق فيها سوى هذه الغرفة؟
Profile Image for Tahani Shihab.
592 reviews1,196 followers
Read
December 1, 2020
اكتفي بما قرأت رواية كئيبة مليانة بالوجع والذكريات المريرة، أصابتني بالكآبة والإحباط.
Profile Image for Amani Abusoboh (أماني أبو صبح).
541 reviews328 followers
October 18, 2022
العمل الثاني الذي أقرأه لعلوية صبح بعد اسمه الغرام، ولا أظنني سأعاود القراءة لهذه الكاتبة مرة أخرى، مع احترامي لعملها (مع ملاحظة أن اسمه الغرام أفضل بكثير من هذه الرواية).

هذا العمل مغرق في التكرار حد الملل. بالإمكان أن تتجاوز عن صفحات كثر وليس فقط فقرات دون أن يضيع من تفاصيل العمل شيء، لولا الأمانة التي أدين بها كقارئة للكتاب الذي أقرأ ،لكنت تجاوزت عن صفحات كثيرة.

السبعون صفحة الأولى كان يمكن اختصارها بعشر صفحات كحد أقصى. صفحات محشوة بالندب والتحسر بلغة ركيكة جداً.

أفضل فصول هذا العمل برأيي كان الفصل الذي تحدثت فيه عن أيام والدها الأخيرة ومعاناته مع بتر قدميه قبل أن يقوم بالانتحار. الفصل الذي تحدثت به عن عيسى الذي تبناه أبو غضب الفلسطيني. وبالمجمل الأماكن التي وظفت فيها ثيمة الحرب في العمل. عدا عن ذلك، كان العمل في انحدار، ولطم عاطفي أصابني بالضيق والنفور.

لغته سطحية جداً وبسيطة لأبعد الحدود. طوال صفحاته ال (٣٥٠) لم تستوقفني جملة واحدة لأقول الله. هذا عمل لم يأت مطلقاً بشيء مختلف، وإذا تجاوزت عنه عند مرورك بإحدى رفوف المكتبات، فلن تخسر شيئاً!
Profile Image for منيرة المهندي..
627 reviews
October 28, 2020
حين حضرت صالون الملتقى مع الروائية علوية صبح، لا أُخفي الأمر بأنني بكيت حينما علمت أن ما حدث للبطلة بسمة، قد عاشته الكاتبة حرفيًا.
هذه الرواية هي مقاومة لكل أشكال العنف والظلم والمرض، وهي أيضًا انتصار كبير وعظيم للحياة والحب والحرية.
أن تعشق الحياة يعني أن تعشق علوية صبح حتمًا!💗
Profile Image for Selim Batti.
Author 3 books407 followers
May 6, 2021
٣.٥
ناقشنا الرواية في نادي القراءة عبر تطبيق زوم مع الكاتبة في شهر ٤ عام ٢٠٢١

هي رواية عن الحروب التي خطّط لها آخرون على أرضنا لتدميرنا ولزعزعة كياننا، هي رواية عن اللحيّ التي تمارس دينها الأسطوري لتفتيت أنسانيّتنا، هي رواية الساسة الذي سلمونا الأسلحة وأمرونا قتل أطفالنا بها، هي رواية عمّن قالوا لنا إنّنا معاقين... وبحاجة لمن يرعانا ويتولّى إدارة أوطاننا! هي رواية أعراسنا المتنكّرة بالموت حتّى لا تُعكَّر أفراحها.
شخصيّات الرواية مسبوكة بشكلٍ ممتاز، فتلك أمينة المُسلِّمة بأمر الله والمنتظرة أبدًا نصفها الآخر، حتّى أضاعات النصف التي كانت تمتلكه. وذاك عيسى القدريّ، قُوْته اللحظة ومتيسّراتها، وتلك بسمة على ضفاف الألم راضخة لأمزجة مرضها... بسمة المولودة من عصب التحدّي للموت الذي غدر بوالدها، كأنّها بانتحاره حملت وصيّة الحياة على كتفيها شاهرةً سيف الحياة في وجه التراب. بسمة التي فتّشت عن الدرب الأكثر وعورة لسلوكه، والأرض الأكثر بورًا لترويضها والانغراز فيها لئلّا تصطدم بالمستحيل. وتلك أنيسة المبعثرة في براري زوج أخرس المشاعر كتبت ألمها في رواية لعلّه ينسلخ عن جلدها...
أليست تربيتنا المتزمّتة هي التي تزرع فينا براثن الخوف والإعاقات؟ أوليست شخصيّات هذه الرواية هي نتاج تلاقح ما تربّوا عليه؟ فهل كانت والدة بسمة الخاشية دومًا عقابًا عن كونها أنثى إلّا تلك النطفة المُلقّحة بالخوف من جسدها؟ تلك الأمّ المجبولة بالريح الوعرة والتقاليد القاسية، تلك الأمّ الرؤيويّة التي تصغي لنداءات الجدّات وترضخ لشروطهنّ بمنطق ما أملته عليها الحياة من ضعف؟ والتمرّد الرابض في جسد بسمة أكان شيئًا آخرَ إلّا "لا" مترجرجة في وجه كلّ من كبح كينونتها في طفولتها؟ تمرّد يوسف وانشقاقه عن لوحاته وانخراطه في لوحات أخرى... من نوع مختلف، أصباغها دماء وأقمشتها أكفنة... أكانت مأساته إلّا ما اختبرته طفولته من قسوة مقتل عائلته في رحم الصحراء؟
إن أردت أن تتعرّف إلى حقيقة الإنسان... عد إلى البيت الذي نشأ فيه...
في هذه الرواية تتمرّد سلطة الحياة على سلطة المرض، تصرخ الأصوات الضعيفة في وجه الحنجرات المتغطرسة. ترتفع معاول الأمل وفؤوسه لتحطّب مؤونة لمواسم البرد لعل التنهّدات التي تزأر في صدورهم كلبوة جريح... تصمت.
علويّة في "أن تعشق الحياة" تنتقد السلطة، تنتقد البطريركيّة، تنقد المرأة... العدوّ الأوّل لنفسها. تناطح المذاهب الدينيّة المشوَّهة، الساسة الخونة، العفن المجتمعي... تمسك بيد بسمة وأمينة وأنيسة وترفع يديها معهنّ من نافذة محترف يوسف، لعلّ الله يستجيب بزلزالٍ لا يدمّر كما تمنّاه نزار، بل ليرجّ العقول المتوكّئة على أديان موجودة فقط في لحيهم المليئة بالقمل.
كبوة الرواية كانت المماطلة في مونولوج بسمة، ما أضعف بنية العمل وأخرجه قليلًا عن سكّة الكمال. باستثناء ذلك، رواية مصنوعة من الكاشان.
Profile Image for Mohamed ندا).
Author 4 books563 followers
April 15, 2021
أن تعشق الحياة... الكتابة برسم القلب...

في مصر، نُطلق على رسم التخطيط الكهربائيّ الذي يوضّح ويحلّل دقّات القلب ومساراته اسم "رسم القلب". لكن؛ أيًّا كان المسمّى الطبّي الأصوب لهذا الشريط البيانيّ الطويل الذي تصدره الآلات الطبيّة ليوثّق ما يحويه قلب المرء من صخب غير مسموع، وتحوّله إلى خطوط تعلو وتهبط في نسق متذبذب، فإنّ هذه الرواية التي انتهيت قراءتها مؤخرًا، تركت لديّ -منذ صفحاتها الأولى- انطباعًا أنّني أطالع طباعة واضحة لرسم قلب منهك، قلب أتعبه تناوب مفردات الفقد والقهر والدم على أوردته الرقيقة، قلب يمكنك أن تتوحّد مع رسوماته حتّى تتسلّل إلى مسامعك نبضاته المضطربة في كلّ أطوارها، قلب يرفض أن يتوقّف عن العشق؛ قلب علويّة صبح!

في روايتها الأخيرة، أن تعشق الحياة الصادرة عن دار الآداب، وفي ما هو أشبه بسيرة ذاتية، حقيقيّة أو متخيّلة، تُقدّم لنا الروائيّة اللبنانيّة القديرة علويّة صبح نصًّا إنسانيًّا مؤثّرًا، لا تملك إلّا أن تتوحّد مع راويته المنهكة التي تتلعثم في بعض الأوقات، فتسرد بعض الوقائع في نسق زمنيّ تصاعدي، ثم تعود وتسترجع ما فاتها أن ترويه في أزمنة طوتها الفصول الأولى. لا ينتقص هذا من إحكام هذه السرديّة بقدر ما يضفي عليها مصداقيّة مُضافة، تُجبر القارئ على التعاطف مع الحكاية وشخوصها، فيتحمّل تفاوت وتيرة السرد بين فصل وآخر، وتلعثم الراوية الصادق، وإعادتها لبعض المقاطع في بعض الآونة. الأمر الذي سيدرك القارئ كلّما مضى بين الصفحات، أنّه يتّسق مع شخصيّة الراوية، ولا يعكس أي ضعف أو خلل سرديّ غير مقصود. يَعبرُ القارئ المعابر بين فصل وآخر، زحفًا أو مشيًا أو ركضًا، دون أن يفتقد عناصر المتعة، حتّى يقرأ آخر الكلمات وقد وقر في يقينه أن علويّة صُبح، كانت تحدّثه هو على وجه الخصوص، وليس أيّ قارئ لآخر. هكذا أنهيت قراءة هذه الرواية الآسرة، بشجونها وصدق مشاعرها، وأنا أشعر أن علويّة صُبح عمدت إلى مراوغة القًرّاء، فاستبدلت اسمي باسم "حبيب اليوسفي" قُرب الخاتمة.

اسمها بسمة وهي ابتسامة، طاقة عشق وحياة لا تنضب، ولن تنضب. العشق هو وسيلة نجاتها الدائمة، طوق نجاتها الأبدي. انتصارها الأعظم هو استمرار قدرتها على الحكي بعد كلّ ما جابهته على الصعيدين الشخصيّ والمجتمعي. امرأة تختزل في حكاياتها كل مرويّات النساء وأوجاعهن ومآسيهن، ولعل القوسان اللذان يحتضنان كلمة نساء في ما بينهما يتسعان ليلصقا بها كلمة "الأوطان".

فتاة لبنانيّة بسيطة، وأسرة عربيّة تقليديّة تشبه آلاف الأسر، قوامها أب مقهور كَسَرت الحروب ثورته الهادئة المسالمة على الثوابت، حتّى آثر الانسحاب تاركًا ندبة في ضمائر المقرّبين له، وأم عشّشت في أرجاء عقلها كل الوصايا والشرائع الذكورية. تظلّ الأم هي صاحبة الصوت الأعلى، والحُجّة الأضعف، هي الطائر الذي اختار أن يسكن القفص، ولا يكفّ عن حسد المحلّقين خارج قضبانه. الأب ينكمش تدريجيًّا حتى يتكوّر في الهوامش قُبيل مغادرته مسرح الراوية، والأم ولّادة البنات تحتفل بانتصارها وثبوت أنوثتها عقب إنجاب الصبيّ المنشود، لكنّ الأقدار كانت تحضّر لها إرثًا ثقيلًا من الندم، لن تقدر على حمله. أما بسمتنا، راوية حكايتنا، فهي صوت الأنثى التي تشبُّ عن طوق الأعراف، تحبُّ جسدها فلا تلعنه ولا تكرهه كما كان حال أمها وجدّاتها. تحلّق بسمة خارج القفص الذي لا باب له، وتتحسّس الحياة بقلبها، وجسدها، قبل عينيها.

تستخدم الكاتبة ضمير المتكلم في روايتها، تُخاطب شخصًا لن نتعرف عليه إلا في النهاية، ولو اختممت الكاتبة الرواية دون تعريف بالمخاطَب المجهول، أظن أنّها كانت لتحقق قدرًا أكبر من المتعة لدى بعض القراء. نتعرف على عوالم بسمة وخلفيّتها الشخصيّة والاجتماعيّة. نعرف أن لها شقيقات وأخ واحد تؤثر ألا تراكمهم فوق منصتها السردية. نرسم بكلماتها ملامح الأم والأب، ونستمع إلى المناقشات والاعترافات والهمسات المكبوتة، ثم نشهد ثورة بسمة الأولى، ثورة تصحيح المسار للجسد، ومنحه حيّزًا مأمولًا من الحرية. هذه الثورة تكتمل أركانها حين تتحوّر بسمة، الأنثى العربية المضطهدة بالوراثة، من طور دودة القزّ إلى طور الفراشة. تتعلم راويتنا الرقص التعبيري، لتصبح في ما بعد راقصة تخاطب العالم بجسدها وحركاتها، تتحدث كل خلية في جسدها بلغة لا تعرف كيف تبوح بمكنونها سوى من خلال الرقص.

تجربة العشق الأول تتماس مع تجربة فقد أخرى، كانت بسمة قد فقدت الأب، ثم فقدت الحبيب الأول: أحمد؛ الذي فتك به مرض عضال. قدّمت علويّة صبح من خلال شخصيّة أحمد صورة نادرة للرجل الشرقيّ العاشق الذي يوصي حبيبته أن تستكمل فصول عشقهما وحكايتهما مع حبيب آخر من بعده، إيمانًا منه أنّ العشق لا يفنى وأن غيّبت الأقدار المعشوق. تتلعثم خطوات الشابة التي فقدت حبيبها، ولكنها كانت محظوظة إذ منحتها الأقدار صديقتين مخلصتين، وأعني هنا شخصيتيّ أمينة وأنيسة.

أمينة وأنيسة تبدوان للوهلة الأولى على النقيض، فالأولى منهزمة كسيرة فوّتت محطّات الزواج كلّها، والثانية أساءت اختيار الزوج، ثم فوّتت بدورها فرصة العشق الحقيقي الذي سرعان من ومض قبل أن يخبو للأبد. الأولى تمرّر أوقاتها في خيالات الأحلام والسحر والرؤى، والثانية تُفرغ شحنة هزيمتها فوق الورق من خلال الكتابة. لا أعرف السبب تحديدًا، لكنّني شعرت أن بسمة وأنيسة وأمينة، رغم التناقض الظاهري بينهن، ما هنّ سوى انعكاسات متباينة لامرأة واحدة هي علويّة صبح نفسها. شخصيتيّ أمينة وأنيسة جاءتا شديدتيّ الثراء والإحكام، والحوارات التي تشاركتاها مع بسمة كانت مؤثرة ومحمّلة بشجون لا يمكن إلا أن نصدّقها لفرط صدقها.

ثم يأتي يوسف، الحبيب الثاني الذي تستكمل معه بسمة حكايتها المبتورة مع أحمد. ويوسف فنان حقيقي، مفكّر متحرّر، لديه رصيد مشابه من الإحباطات والهزائم والفقد، يعشق حبيبته فيمنح جسدها قداسة الأوطان. تتطوّر علاقة بسمة ويوسف حتى يتم زواجهما، وتمضي بهما الحياة في شعاب هادئة مستقرة، حتى تتآمر الأفكار السياسيّة على القلوب، فتبدّلها بعد أن تدنّسها. تتفارق المسارات، وتعصف الحروب والهزائم ببسمة حتّى تقع فريسة لمرض عصبي، ربّما هو مرض باركينسون.

برعت الكاتبة أيضًا في رسم شخصيات تبدو ثانوية، إلا أنّها كانت شديدة الحضور والتأثير، مثل عيسى ونزار صديقيّ يوسف، وجمانة ابنة شقيقة بسمة وصاحبة الحكاية المأساويّة المروّعة، وموسى عشيق أنيسة. وعلى الرغم من أنّ المجال لن يتسع للحديث عن كلّ شخصيّة كما ينبغي، إلا أنّني لا أقدر على تجاوز شخصية حية من لحم ودم، مثل نزار، وكل التحوّلات السياسية والعقائدية والأيدولوجية التي مرّ بها، حتى فقد إيمانه بالبشر، وقرّر الالتجاء إلى الطبيعة، ومن ثمّ متابعة الزلازل التي حتمًا ستبيد هذا العالم الكئيب عمّا قريب!

حكاية بسمة، ليست مجرّد حكاية أخرى عن اضطهاد النساء. ليست مجرّد قصّة تُروى لتستدرّ عطف القارئ، إنّما هي حكاية تبدو في ظاهرها عن امرأة تقرّر كسر القيد المجتمعيّ الذي ولدت مصفّدة به. لكنّ المروية تتسع لتستبدل بالمرأة كلّ أوطان العرب! فبسمة؛ التي ترقص كي تستمرّ الحياة، هي المضاد الحسّي للواقع العربي. هذه القدرة على التشبّث بالحياة ورفض الاستسلام ربّما هي العوامل التي أرادات الكاتبة أن تستنهض معانيها بكتابتها هذه. هذه الـ "بسمة" الغائبة عن واقعنا العربي هي ما نفتقده، هذه الطاقة/الرغبة في التحرّر والتغيير، ونفض إرث القهر عن أجسادنا التي أنهكتها صراعات الفصائل والعقول، هي ما نحتاج إليه اليوم.

أذابت الراوية الفوارق بين الطوائف والأحزاب السنيّة والشيعيّة والمسيحيّة. منحتهم جميًع وجهًا واحدًا وحنجرة واحدة لتوضح أنّ العقيدة ليست أساس المشكلة، إنّما الممارسات التي يمارسها رجال الدين هي ما تصنع الفرقة وتمزق الأوطان. خلف سطور حكاية بسمة، أو خلف طبقتها الظاهرة الأولى، تمرر الكاتبة أزمة المواطن العربي/الأوطان العربية بداية من الحروب الأهلية، وصولًا إلى ربيع عربي غابت عنه فراشات الحلم. أزمة الجسد شديدة التماس مع أزمة الوطن والحدود، وما بين القداسة (صلاة الجسد المستمرة على شفاه البطلة)، وما بين اللعن والتحريم والاستحواذ والاحتلال، تتّضح مسبّبات الأزمة وتنجلي معالمها.
قدمت علويّة صبح عدة نماذج نسائيّة وذكوريّة في هذا النص، ولكنّ: يخطئ من يظنّ أنّها تقدّم نموذج المرأة المقهورة والرجل الشرقيّ المتسلّط في ذات الصورة النمطيّة السائدة في الأدب العربي، فعلى الضفة الأخرى من الحكاية؛ تظهر المرأة كمرادف للثورة، للحريّة، للمقاومة، جسدها هو خارطة للوطن. أم الرجل، فنشاهده شبحًا مُشتّتًا، مقهورًا، مهزومًا حائرًا مأزومًا!

نهاية، حرصت في كتابتي هذه ألّا أميط اللثام عن تفاصيل النص كي لا أؤثّر بالسلب على متعة القراءة لمن لم يقرأ الراوية بعد، لكنّ بعض المشاهد والفصول في هذه الرواية يمكن تصنيفها كـ master scenes ممتعة ومؤثّرة للغاية: المشاهد الأخيرة بين الأب والأم قبل رحيله. تجربة علاج بسمة في موسكو، التي عرضت الكاتبة من خلالها أنماط النزلاء في المشفى، كأنّها تُدلّل على أنّ الوحدة العربية لم تتحقّق إلّا في عدالة توزيع أنصبة القهر بين العرب، بين شيوعيّ سوريّ وشيوعيّ عراقيّ وأحد أشقاء الرئيس اليمني. مشاهد وصف الألوان وترجمتها في المحاورات بين يوسف وبسمة كانت رائعة، كذلك كانت زيارة الجدات السبع لبسمة ثمّ بحثها عن حكاياتهن المنسية. محاورتها مع الله وسماعها لصوته وتصوّرها لردوده على أسئلتها. تجربة العلاج من المرض العصبيّ، وذكرها لطبيبها الراحل بول بجاني الذي أهدته علويّة صبح الرواية قبل وفاته منذ شهرين إثر إصابته بفيروس كورونا..

عمل مكتوب بإحساس صادق، استودعَتهُ الراوية مضغة من روحها، وقبسًا من حياتها بكل وآلامها وعشقها للحياة. هي كتابة بنبض القلب، دفقات من الأحاسيس والمشاعر المتباينة، تأسر القارئ حتّى تجبره على تجاوز بعض الملاحظات والهنّات التي ربما تستوقف النقاد الباحثين عن السلبيّات قبل المتعة.
صرخة م��ويّة تُطلقها "الست علويّة صُبح" في وجه الموت والحرب والمرض والألم. هي دعوة إلى الثورة، إلى استعادة الحياة، إلى تحرير الجسد والعقل حتّى تتحرّر الأرض. صلاة عشق تناجي القارئ ألّا يفقد الشغف، أن يتمسّك بأدبار الحلم الراحل، أن يغرس في أرض الخيبات مئات الأحلام البديلة، أن ينتزع من رحم الظلمة نورًا... وأن يعشق، فبالعشق فقط: تستمر الحياة.
Profile Image for Nadia.
1,537 reviews529 followers
April 10, 2021
هي دعوة للامل و للحياة رغم كل الألم الذي تحتويه .
عبر خطوط الرواية تتناسل حكايات شخوصها بين الحرب الأهلية و الربيع العربي بين الحب و التطرف .
لي عودة للتقيم
Profile Image for Udai.
312 reviews61 followers
May 10, 2021
تكثر في الساحة العربية روايات تعداد المآسي، يعيش أبطال هذه الروايات مأساة بعد مأساة وتعيش الشخصيات من حولهم العذابات أيضاً. أن تعشق الحياة رواية طويلة جداً أشعرتني بالملل في الكثير من الأماكن، احتوت الرواية على الكثير من الشخصيات المقحمة التي يتم التعريف بها ثم سرد كامل مأساتها لتختفي إلى الأبد بعد فصلها ولا تضيف شيء لأحداث الرواية. نعرف من بداية الرواية ماذا سيحدث، لذا سيكون التركيز على أسلوب السرد بدلًا من الترقب لحدوث الحدث، لغة أدبية في مواضع ولكن احتوت على مصطلحات عامية جداً في مواضع أخرى مع أن الراوي واحد وهو البطلة، لا يوجد تنويع في أساليب السرد ولا يوجد جديد في القصة، الكثير من الشخصيات الباهتة أحادية البعد، مقاطع طويلة على شكل تعداد عن الألوان والأرقام. مع أن نظرتي نحو المجتمع قريبة من نظرة الكاتبة ولكن لم تعجبني الرواية، غير مميزة وتُنسى بسهولة ولا تضيف جديداً.
1 review1 follower
October 31, 2020
من اجمل ما قرات في حياتي. وانه من الطبيعي ان تبدع الكاتبي علويه صبح كما ابدعت و تالقت في كل اعمالها السابقه. اتمني لك التقدم دائما.
Profile Image for Rana Rizk.
3 reviews1 follower
February 18, 2025
صحيح إنّو الكتاب ما بينقرا من عنوانه.
من الروايات يلّي اتردّدت كتير إذا بوقّف قراءتها أو لأ، بس كان عندي الحشرية شوف على أيّا أساس البطلة عاشقة للحياة وولا شي بيعكس حقيقةً هالموضوع.
الرّواية كتير حزينة وكئيبة بالأوّل وفيها نوع من التكرار والحشو. بتضوّي على كتير مواضيع من الحرب والدمار والقتل والدين والتّعصّب والعادات والتقاليد.
صوب النّهاية، الأحداث بتسرع نسبيًّا وبتترك شعور جميل بس ما بفكّر اهدي الكتاب لحدن.
Profile Image for Hicham Bah.
68 reviews4 followers
April 6, 2021
في رحلتها للبحث عن الحب ومساحة لحرية الجسد.. تصطدم #علوية_صبح بواقع عربي تشتته الحروب وتحكمه الأفكار الأصولية والإرهاب..
تحكي لنا الكاتبة اللبنانية في روايتها #أن_تعشق_الحياة عن حبها ليوسف وكيف سرقه منها الأصوليون.. كما سرق الموت حبيبها الأول أحمد من قبل.. فباتت إثر هذه الصدمات تصارع تشنجات الجسد ومرضه.. إلى حين ظهور حبيب الذي روى حديقة الجسد وبعث فيها الحياة على الرغم من كونه جاء من العالم الإفتراضي..
Profile Image for Dania Abutaha.
756 reviews501 followers
March 9, 2022
تتشابه مع اسمه الغرام في نمط الثرثره ،و الصديقات المؤثرات لاعطاء بعد ما ...اثنتان تكمل بهما سردها باضافات سرديه احدهما باهته و الاخرى اعلى شأنا و اقرب...

التعاطي مع جسدها بتأثر بالغ ،تعاملها معه كايقونه ...مترف الوصف و المبالغه! يتشابه تماما مع اسمه الغرام...توأمه؟

اكثر مشهد اثر في بشكل قوي و لا اعتقد سانساه ابدا ...وصف قذاره تعامل الام مع الاب المقعد مبتور الساقين في اتون الحرب ...مشهد ناسف، مجحف ،مقرف و مسيء لابعد الحدود ...نسف قدرتي على التعاطي مع الكاتبه من بعده ، عن اي حياه تتحدث و اي عشق !

و من بعد ان اطلقت رصاصاتها الطائشه على عملها في الفصل السادس الملغم و حتى الفصل ال اثنان و عشرون ....اماته حسيه و مرابطه مكانيه و زمنيه بانتظار ممل للوصول الى مشارف النهايه!!!

كفى!
Profile Image for إحسان.
Author 1 book23 followers
May 28, 2023
كنت متوقعة الكثير من اسم كاسم علوية صبح. أكملت ٥٥٪؜ من الرواية ثم تصفحتها للنهاية بشكل سريع لأنها مملة وتحاول أن تطبعها بطابع الأهمية بكتابتها عن الحروب. والرواية بسيطة جداً حب مراهقين وكلام مراهقين في الحب. وكل ما مرّ شخص قدام الكاتبة وهي تكتب أعطته اسم وكتبت له حكاية صعبة عاشها. مرّ القهوجي كتبت عنه، مرّ الحلاق، كتبت له حكاية وهكذا دواليك. للأسف لم استمتع فيها. والفصل السادس الذي حذر منه الناس وجدته عادي ويناسب مستوى الرواية السيء. لا تقرأها ان استطعت ولك الله لو أردت قراءتها.
Profile Image for Reem Albdeed.
142 reviews2 followers
December 12, 2020
ضمادة لجرح الروح .. صادف قرائتي لرواية ان تعشق الحياه دخولي في عتمه روح .. كل حروف الروايه لامست ذكرياتي المؤلمه .. عشت تفاصيلها واسقطت عليها آلامي لعلها تضمد مشاعري المتقده.. سننجو مثلما نجت بسمه ولو بعد حين..
روايه عميقه .. تقرأ بتروي
Profile Image for Ghada.
119 reviews8 followers
August 12, 2022

عن عشق الحياة كتبت علوية صبح بما يشبه او ربما يكون سيرتها الشخصية، عبر سردها لقصة بسمة الراقصة التعبيرية، الفتاة اللبنانية الجنوبية التي تحدت كل القيود التي حاول ان يفرضها عليها مجتمع ذكوري لتطلق العنان لجسدها الذي تحب ليبدع في مجال الرقص المسرحي خلال بدايات الحرب الأهلية اللبنانية مرورا بكل التغييرات التي مرت على لبنان وصولا الى المرض العصبي الذي اصابها بتشنجات اوقفتها عن الرقص مع بدايات الربيع العربي والحروب التي عبثت بمعظم الدول العربية ثم رحلة تعافيها بإرادة عشقها للحياة وعودتها للرقص مجددا. روت لنا بسمة، وهي تخبر قصتها لحبيب افتراضي لم تقابله بعد، حكايات طفولتها بما تحمله قصص الضيعة اللبنانية من خرافات واساطير، ثم حبها الأول لأحمد الكاتب الذي توفي بالسرطان، ثم انتحار ابوها أثر فقدانه لأطرافه بقذيقة أثناء الحرب، ثم عشقها ليوسف الرسام البوهيمي وتحوله من يساري الى اصولي اسلامي متعصب وانفصالهما خلال مرضها ثم محاولاتها لنسيانه لتتمكن من ذلك بالتزامن مع شفائها وحبها الافتراضي لحبيب الحاضر معها في ازمتها رغم بعده. كما عرجت على قصص صديقتيها انيسة التي تحررت من زواجٍ تقليدي دام سنوات بسبب خوفها من خسارة حضانة ولديها ثم انطلاقها بالحياة وكتابتها لروايتها الاولى، وأمينة التي عاشت حياتها بانتظار رجلٍ لم يأتي، فبرعت علوية بوصف مشاعر المرأة الوحيدة، او "العانس" بين قوسين والمرأة العالقة في زواج دون حب.
لا يخلو سرد علوية من التطويل ومن اعادة بعض الأحداث والتداخل في زمن السرد ولكن ذلك كله لم يمنعني من إكمال الرواية والاستمتاع بكل ما جاء بها، فلغة الكاتبة سهلة ونسويتها الراقية التي تقدر جسد وفكر المرأة دون الانحدار للصدام بل للشراكة مع الرجل تشدني دوما.
من الرواية:
❞ «نحن نُولد من الحكايا. الحكايا أمَّهاتنا يا بسمة».
وأنا الآن أُريد أن أُولد ثانيةً من حكايتي.❝
❞ إنَّ الحياة لا تُعطينا شيئًا بسهولة، ولكنَّنا نلوي عنق غيابها عنَّا بإرادتنا، ونخلع أبوابها حتى تنغلق أمام وجوهنا بعشقنا لها، وندخلها لنحيا فيها وتحيا فينا. لا شيء يوصل إلى شيءٍ إلَّا بالعشق. إن لم نعشق الحياةَ لا تعشقنا ❝
❞ كم غريبٌ أنَّ الواحد منَّا يحتاج إلى شخصٍ محايدٍ، أو ربَّما غريبٍ، أو عابرٍ، كي يحكي كلّ شيء. سيكون مطمئنًّا من أن لا رقابة عليه، ولن يَصدر عليه أيّ حكمٍ أخلاقيّ. ❝
❞ كأن الشعر كان واسطةَ العقدِ والميثاقَ بيننا.
صوته الرنّان والجاذب والواثق. اتِّزانه على الرَّغم من جنون إبداعه الجميل. ابتسامته التي بدت لي كأنَّها تتدلَّل على شفتيّ. كتفاه اللتان أشعرتاني كأنَّني موجةٌ راكضةٌ لترتاح عليهما. كلّ ذبذبات روحه وتفاصيل وجهه، بل كلُّ شيءٍ فيه كان أليفًا، كأنَّه لم يكن قريبًا من قلبي أو خيالي أو ذاكرتي، بل هو يُقيم فيها. كيف حدث ذلك ولماذا؟ لا أعرف. أصابني ارتباكٌ وحيرةٌ على الرَّغم من الراحة النفسيَّة التي شعرت بها معه. راحةٍ لم أشعر بها منذ زمنٍ طويل.❝
❞ لليديْن عناقٌ يُبقي وشمَ الحبّ محفورًا عليهما، ولا يمكن للزمن أن يزيله. ❝
❞ بعدما انخرطت في الرقص وتحرَّر جسدي، اكتشفت أنَّ الجمال والأنوثة لا يُقاسان بالطول والعرض، وفي جسدي القليل فائضٌ منهما. هما ليسا في شكل المرأة، وإنَّما يتعرّف عليهما من يكتشفهما فيها ❝
❞ انتابني شعورٌ بأنِّي في اللحظة التي مات فيها أبي فقدتُ نصف طفولتي، مثلما أحسست بعد رحيل أمِّي بأنِّي فقدت نصفها الآخر، وأنَّني كبرت عمريْن فجأةً. ❝
❞ حضنه كان منبع الأمان الوحيد. وفي كلِّ مرَّةٍ أكتشف، وأنا فيه، أحاسيسَ جديدةً جميلةً لم أعرفها سابقًا. والغريب، أنِّي شعرت مرَّةً وكأنِّي غيمةٌ، وحدهما ذراعاه تستطيعان إحاطتها واحتضانها. ❝
Profile Image for Nabil مملوك.
Author 3 books75 followers
October 28, 2023
قراءة انطباعيّة أكثر...نقديّة أقلّ (٤/٥)

فرغتُ منذ قليل من قراءة " أن تعشق الحياة" وهي العمل ما قبل الأخير للروائيّة الصديقة علويّة صبح٬ وسلّمت منذ قليل مقالتي حولها لصحيفة الرياض السعوديّة.
هذا النّص هو ابن اللحظات كلّها٬ ودعوة صريحة لنجيب على أسئلة كثيرة حول معتقداتنا/ أفكارنا العاطفيّة/ مراجعة توجّهاتنا السياسيّة/ وطرائق تعاملنا مع مجتمعنا...
هي رواية الخروج من الأنا الجامعة نحو الأنا المفردة ما جعلها أقرب إلى سيرة ذاتيّة٬ لكنّها نصّ شهيّ لدراسة رؤية الكاتبة إلى العالم...نصّ يحرّض الأدوات النقديّة وتقنيّاتها لا سيّما جماليّة التلقي/ تحسّس الحب��ة والتجديد فيها/ تفكيك الموضوعات التي أتت بقالب خبريّ شعريّ مباشر.

" أن تعشق الحياة" نص الرغبة في البقاء والاستمرار ضدّ الموت...هي رواية تعكس تجوّل الكاتبة في حقل التفاصيل.

نبيل مملوك
Profile Image for Layal souss.
256 reviews10 followers
September 21, 2023
رواية بطلها الراقصة المشهورة بسمة
والتي قاست الكثير خاصة حين اصيبت بمرض في الأعصاب منعها من ممارسة الرقص
الرواية اعتمدت اسلوب البطلة في سرد قصتها على طبيبها
فتروي له كل ما حدث لها في طفولتها، لحبيبها احمد الذي فارق الحياة
و لحبيبها يوسف الذي دارت به الأيام من فنان منفتح إلى ملتزم دينياً وكيف فرقتهم الأيام
كما تناولت قصص حياة صديقتيها وما آلت إليهم الحياة...
الرواية تدور في فلك أحداث الحرب الأهلية و ثورات الربيع العربي
وكيف أن هذا الربيع تحول إلى جحيم مع الأصوليين...
وفي خاتمة الرواية كانت لمحة عن الحب الافتراضي وكيف أن الحياة قد تكون افتراضية أكثر مما تعتقد..
الرواية للقراءة المتوسطة...
Profile Image for Maryam.
357 reviews577 followers
July 14, 2021
الكثير من الكليشيهات والثرثرة.
1 review5 followers
August 6, 2021
من أضعف ما كتبتْ علوية صبح مقارنة برواياتهاالسابقة. هناك الكثير التكرار والاجترار وقلة الابتكار في العرض والأسلوب. ويبدو واضحاً الإنهاك الذي تعانيه الكاتبة على المستوى النفسي والفني.
Profile Image for Sara Reads.
58 reviews4 followers
August 27, 2023
كارثية!
This entire review has been hidden because of spoilers.
Profile Image for Manal Jaber.
48 reviews3 followers
September 4, 2024
كتاب سلس بالإجمال، سهل القراءة وممتع. ولكن لم يكن فيه شيء مميز بالتحديد. تستطيع الكاتبة في بعض المقاطع أن تشعرك بضيقها، ولكن ليس بشكل مؤثر شهدته في كتب أخرى.
Displaying 1 - 22 of 22 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.