يأخذنا المؤرخ أسد حيدر في رحلة في التاريخ لنكون مع الركب الحسيني حيث تصبح خيوط القدر واضحة امامنا و حبكها و ترابطها المتناغم المتمثلين بقضائها و اقدارها, ابتداءً من الحسن (عليه السلام) و الى الحسين (عليه السلام) ثم مع الركب الحسيني في خروجه من مكة الى الكوفة و اسباب خروجه كما ذكر منها (عليه السلام) : "إني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي (صلى الله عليه و اله وسلم) أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ، وأسير بسيرة جدي وأبي علي ابن أبي طالب (عليه السلام) فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ، ومن رد علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين." و ورد ايضا تبعات الخروج و من معه و من ضده و من ثم نتجه الى واقعة الطف مع الحسين الشهيد و ال بيته و مناصريه عليهم سلام الله ثم الى الكوفة مع ركب الرؤوس و ركب السبايا و الى الشام في قصر يزيد و رجوعا للكوفة لنكون مع اول شرارة ضد الأمويين التي اطلقها عبدالله بن عفيف الازدي صرخة حق مدوية رعبت ابن زياد و اهانته وسط الكوفة. ثم نكون مع ثاني ثورة ضد الأمويين المتمثلة بثورة التوابين التي ابتدأت تحشد حشودها في اول يوم قتل فيه الحسين (عليه السلام) و كانت بقيادة خمسة من رجالات الشيعة و ابرزهم سليمان بن صرد الخزاعي و التي كان شعاراها "يالثارات الحسين" و التي قتلت كثيراً من من اشترك في واقعة الطف ضد ال محمد (عليهم السلام). و في اخر محطة نقف عند المختار ابن ابي عبيد وثورته التي انتقمت من من قتل الحسين و اله و انصاره فقتلوهم شر قتلة و انزلوا الرعب في نفوسهم واحدا بعد الاخر. و نعلم ايضا هنا ما كان مصير كل من اشترك في قتل ال محمد (عليهم السلام) و كيف انتهى بهم المطاف مشردين ثم مقتلين او مقتولين بأمراض لا علاج لها.
انصح بقرائة الكتاب لما فيه من بحث عن الحقيقة و سرد في خط زمني واضح و ربط للاحداث على مر سنين كثيرة. و لكونه ملماً بتفاصيل كثيرة متصلة ببعضها و تسهل الانطلاقة لكتب و قضايا اخرى احاطت بقضية كربلاء. و لذكره ايضاً الكثير من الأبيات الشعرية المرتجزة اثناء الحروب التي ذكرت و من قائلها و بلغ اثرها, مثل قول الأوس لابن عمه, و الذي استشهد به الحسين (عليه السلام) :
سأمضي فما في الموت عار على الفتى * إذا ما نوى حقّــاً وجاهد مغرمــــــاً
وواسى الرجال الصالحيـــن بنفســــه * وفـارق مذموماً وخالف مُجرِمــــــاً
فإن عشت لم أندم وإن مت لـم ألَــم * كفى بك ذلّاً أن تعيش وترغمــــــا