خفيف ورائع. الباحث الرشيد أجاد ربط احداث دينية وفقهية وتاريخية وتقاليدية في سياقات ازمنتها وسلط الضوء على ما لم يتم تسليط الضوء عليه بشكل عادل في الفضاء العام.
الصورة النمطية عن الحنابلة التشدد ومناوئة الدولة في جزء من هذا الكتاب ينفي الكاتب هذه التهمة وكما قال مايكل كوك كان احمد يبقي نفسه على مسافة واحدة من جميع الخلفاء من اكرموه ومن ناصبوه العداء فهو ينأى بنفسه عن سبيل الدولة فهو رجل مدني بنحو مميز لا يرى استخدام السلاح ولا القوة في المواجهة او تغيير المنكر وليت الكاتب توسع في هذا الامر كما هو عنوان الكتاب ولكنه اكتفى بالماحات جميلة لعلها بداية لدراسات موسعة في نفي التشدد الديني والصاقه بالسلفية والحنبلية بينما الرواد الاوائل من السلف ومن حملة هذا المذهب التبرأ من التشددوالاندماج مع الحضارة العلمانية ليست كما يظن الإسلاميون ...قطيعة مع الدين ...ولكنها الاحتكام الى قواعد العالم الطبيعية ومعطيات العلم الحديث... ولا أرى في الإسلام ما يعارض ذلك ... وأكثر من أساء إلى العلمانية هم العلمانيون العرب الكتاب ايضا فيه مقالات جميلة اخرى فيها ابحاث جديدة جديرة بالقراءة وفيها ابحاث جديدة تتعلق بالتراث
انتهيت من كتاب الدكتور #عبد الله_بن _محمد_الرشيد #حنابلة_و_علمانيون، الصارد عن دار جداول لعام 2020م وهو بتقديم الدكتور رضوان السيد؛ الكتاب في مجمله مقالات سبق أن نشرها الرشيد في الصحافة كما قال في مقدمته (بين عامي 2012 - 2018) تتسم المقالات بالبحث و الموسوعية بأسلوب سهل جذاب للقارئ تطرح العديد من الأسئلة مرتكزة على أحداث تاريخية وفكرية نسجت من خلالها صورة للمجتمعات العربية. المقالات يمكن قراءتها متصلة أو منفصلة أكثر من مرة لنكتشف في كلّ مرة جانبا.. ناقش الكتاب مواضيع في التراث الإسلامي، والفكر السلفي، والجدل الفقهي، و كذلك ما دخل على المذهب الحنبلي من تطورات كانت مغايرة لتعليمات المؤسس الأول الإمام أحمد بن حنبل ألصقت بنهجه ومذهبه . شرح الرشيد أيضا أنه بعد صعود الحركات الإسلامية وتعاظم مدّ الصحوة ازدهر نمط جديد من الخطاب الديني استخدم فيه الوعظ كأداة تبشيرية لهذا المشروع بكل طموحاته السياسية والأممية.. كما اهتم الكتاب بإبراز العديد من القضايا الفقهية التي دار حولها جدل طويل، وربما بسبب هذا الجدل أخفيت كتب ومنعت طباعتها، وألفت في الردّ عليها كتب ورسائل فكم من شيخ احترم الموسيقى وكم من عالم دين طالب بترك الناس لاختلافهم وتنوعهم. يرى الرشيد أنّ التحول الفكري ليس عيباً، بل هو دليل على استقلال المرء وإنقاذ حياته وعقله وحيويته، و أنّ انخراط الإنسان في صفوف حركات أيديولوجية في مرحلة مبكرة من حياته قد يكون مهماً في تكوين وعيه ونضجه وصقل تجربته، لكن الحصيف المستقل يعرف أنها مرحلة مؤقتة من حياته تنطوي وتنفتح صفحة أخرى أكثر اتساعاً وأرحب أفقاً.كما وقف على خطاب الصحوة الإسلامية في التسعينات و فنده كما عرض لبعض السجالات الفكرية و محاكاتها للعاطفة العربية
الكتاب يحوي آراء آراء جريئة تخالف السائد، وتعاكس التيار و لكن استطاع الرشيد بأسلوبه أن يغلفها بدبلوماسية لبقة ... أراد أن يقول و أخفى الكثير في رأي كانت له آراء ضمنيةو إلماحات لم يصرح عنها و إنما قالها بشكل متواري سواء في بعض القضايا أو الشخوص الكتاب يعبر عن ثقافة الكاتب و كما قال عنه مقدم الكتاب رضوان صاحب حاسّـةٍ علميـة وأكـاديميـة. و إن أخذت عليه شخصيا عدم توثيق المصادر في بعض المواضع و لكنها قلة أتطلع لقراءة كتاب آخر للكاتب بشكل بحثي مفصل في مختلف القضايا المطروحة في الكتاب ⭐️ ⭐️⭐️⭐️
أين تكمن صورة العالم العربي، ومن أين جاءت جذور صوته التي يتزاحم كثيرون للظهور فيها؟ بأفكارهم، ونزعاتهم، ومحاولاتهم تثبيت تقاليد معينة، ونفي أخرى، أياً كانت انتماءاتهم، والأهم، لماذا لم يتم تفكيك هذه الصورة الكبيرة التي نعيش فيها اليوم، إلى جزئيات يمكن تبسيطها وفهمها، وجعل الحياة تمضي على صورةٍ أفضل؟
هذه الأسئلة، مطروحة في كتاب المفكر والباحث العربي عبد الله محمد الرشيد "حنابلة وعلمانيون". وللقارئ أن يتخيل أنه أمام كتاب بحثي موسوعي، إلا أنّ مؤلفه فضل طرح هذه الأسئلة على هيئة مجموعة من المقالات التي تتميز بالجدة والطرافة معاً، وتركز على أحداث تاريخية وفكرية وقصص في حياة شخوص مهمين بدءاً بالإمام أحمد ابن حنبل وليس انتهاء برشيد رضا أو إدوارد سعيد، حيث تتكشف من خلال حياة هؤلاء وغيرهم، اللعبة الكبرى التي يحاول الجميع من خلالها نسج صورة للمجتمعات العربية، وهي كما يقول عنها الباحث اللبناني رضوان السيد في مقدمته للكتاب؛ اختراع التقاليد، العبارة التي تقود إلى أنّ للتقاليد أصولاً متنوعة ومتعددة كانت ربما في لحظة ما من التاريخ، مجرد مستحدثات حولها الإعلام أو السلطة أو الحركات إلى تقاليد.
يمثل كتاب "حنابلة وعلمانيون"، الصادر عن دار "جداول" بداية العام الجاري والواقع في 220 صفحة، علامة مميزة في سلسلة الجدل الطويلة حول الموروث والثقافة في محيطهما العربي والإسلامي، ذلك أنّه اختار مفاصل التوتر الاجتماعي والفكري والديني في يومنا الحالي، حتى يعيد تسليط الضوء عليها من حيث نشأتها ليقدم إلى القارئ دهشة مدفونة في ثنايا التاريخ والأحداث تكشف مدى التبدل والتغير في المجتمع وفي أفكار الحركات الدينية والسياسية عبر التاريخين العربي والإسلامي، القديم منه والذي جاء في فصل تحت عنوان "في التراث والموروث" والثاني، وحمل عنوان "في الثقافة التاريخ".
الكتاب عبارة عن مقالات للكاتب جُمعت وظهر هذا الكتاب ، عنوان الكتاب يصف مضمونه فقد كانت أغلب المقالات عن موضوع تناقش وتحاج واختلف فيه علماء ومشايخ ينتمون للمذهب الحنبلي ولاكن أرائهم واطروحاتهم تبدو وكأن كاتبها ينتمي للتيار العلماني المناوئ للحنابلة وللأسلاميين عموماً . والفائدة المستخلصة من الكتاب ان الدين الاسلامي والشريعة المطهرة فتحت الابواب لكل الاراء والافكار فالمهم فالأخير عدم التحجير والتضييق على أحد وأخذ الأمور بسماحة وطيب نفس ما لم يدخل النقاش في أمر عقدي معروف من الدين بالضرورة
يبدو أنه مجموعة من مقالات نشرت للكاتب في صحف متازمنة مع أحداث معينه. مقالات ناقده للفكر السائد سواءً كان فكر صحيح أو مشوّه. أظن أن الكاتب محسوب ع التيار التنويري ولذلك لا تجد أن مقالاً واحد ينصب في نصيب التيارات الأخرى.
جميل ان ترى نقدًا لأفكار تعمقت في المجتمع ولكن هناك قضايا كانت كتابته هشه فيها كالغناء ونتمنى لو تعمق فيها من منظور علمي بحت و ليس مجرد نقلاً لأفكار أخرى
له نظرة عامة عن الصراعات السياسية و الفكرية تحترم و إسقاطاته لها في تحليلاته قد تكون موفقه.
ثاني كتاب اقرأه للكاتب، وقرأته بعد إعجابي بكتابه الأحدث "أساطير ودماء"، وأعجبني جداً أسلوبه الذي يرتكز على ثقافة واسعة وقدرة على البحث والتحليل والربط للخروج بمقالات وقصص من التراث والواقع المعاصر فيه استنتاجات ذكية واسقاطات رائعة. هذا الكتاب وكتابه الآخر هي أفضل ما قرأت لهذا العام.
دائما ما كان وصف الحنبلي في التراث يعني التشدد والالتزام، ومن خلال فصول الكتاب نرى الكاتب يعرض مواضيع فكرية وقضايا تراثية يجد فيها المتطرف وكذلك أيضا يجد المعتدل في نفس هذه القضايا شواهد تثبت رأيه. كتاب جميل ورائع