نحن جيل الحرب، وآباؤنا جيل الهزيمة، وبينهما كبرت الأرواح، وتشابَه عليها مفهوما الحرب والحبّ. أشياء أكبر من أن تُحكى، لكنّني أؤمن بأن الحكاية وحدها قادرة على خلق وطنٍ صغير نحمله في جيبنا، ونحدّث عنه أطفالَنا الذين ولدوا خارج الوطن، وحملوا وَسْمَه في وجوههم وألسنتهم وهوياتهم من دون أن يروا حجراً فيه، فالحكاية فقط كفيلةٌ بخلق الوطن الخيال في أذهانهم حيّاً. هذه المجموعة تتناول قصصاً من حياة سيداتٍ عشن بين نهرين؛ بين سوريا، وواحدةٍ من دول اللجوء، وتعنى بالتفاصيل الصغيرة في هاتين الحياتين، وبما خلّفته الحرب من مؤثّرات في حياة هؤلاء النساء خيبةً وفقداً وهرباً وحبّاً. هي محاولة للتغلّب على مشهد الحرب الكبير، وصقيع الحدود الزاحف نهراً من جليد بين الكتفين، بتفاصيل صغيرة، يعلو فيها الصوت متسائلاً: "نعم، عشتُ بين نهرين، ولكنْ أيٌّ منهما عاش فيّ؟".
نجمتين كمجاملة فقط! موضوع القصص القصيرة في الكتاب، المفترض به أن يدور عن اللجوء والتشرد وما يشبه هذه المواضيع ، كما هو موضح في مقدمة الكتاب، إلا أني في معظم القصص أو الفقرات إن صح التعبير ، أجدني أقرأ تعبير بلاغياً واستعارات وصور في أغلبها صعبة الفهم ، كأنها خواطر بلاغية مركبة غصباً !
المشاعر التي من المفترض أن تصلني لهكذا مواضيع مؤلمة ، لم يصل منها لي شيئاً بتاتاً.
موضوع القصص ، وتجربة الكاتبة لهكذا أحداث ، وخبرتها في الحياة ، واضطلاعها على قصص واقعية لأناس قريبين منها ، المفروض كنتيجة في كتاب تكون قوية ومميزة ومليئة بالمشاعر ، وليس العكس .