عندما كنت طالباً في كلية الطب، كنت أسمع وأقرأ عن فضائح الخنزير التي لا تنتهي، فاضطررت لمسايرة هذا التيار العارم الذي ينادي بوبائية الخنزير حتى لا أُتّهم بالتواطؤ مع هذا الحيوان النجس، أمّا في قرارة نفسي أعرف أن كثيراً من الأمراض التي تنتقل عن طريق لحم الخنزير - كالدودة الشريطية - من الممكن أيضاً أن تنتقل عن طريق البقر والسمك. بل ما هو أكثر من ذلك، وجدت أن هذا الحيوان قد أنقذ حياة كثير من المرضى، فقد أمدّ مرضى السكري بمادة الأنسولين، ومرضى القلب بالصمامات، ومرضى هشاشة العظام بمنظمات الكالسيوم، ومرضى الدم بمضادات التخثر.
دفعني الفضول إلى دراسة المقدّس لمعرفة حقيقة قدسيته، فوضعت قريباً من خمسة عشر دواء من أدوية الطب النبوي كالعسل وحبة البركة والحجامة والأثمد وأبوال الإبل وغيرها تحت مجهر البحث التاريخي والعلمي، ثم تعرضت لتحليل مفاهيم شائعة لها علاقة وطيدة بالطب الحديث: كعلاج الأمراض العضوية بالقرآن، وحقيقة فوائد الكحول، وأضرار العادة السرية، وخواص ماء زمزم، ومكانة جناح الذبابة، وتأثير الأحجار الكريمة، وعلاقة الاكتئاب بالدين وغيرها.
"فوجئت عندما شاهدتها بين ذراعي زوجها، وقد تدهورت حالتها بشكل مريع، بينما يصرخ هو منتحبًا، أنقذوها، لا أريدها أن تموت، أحبها"
هكذا يصف الطبيب عمر الحمادي مؤلف كتاب "الطب النبوي بين الفقيه والطبيب" في جلسة جمعتني به حول كتابه إحدى الحالات التي أشرف على علاجها.
يتريث قليلاً، ليتأكد من إبتلاعي للتفاصيل، ثم يستطرد " الحب أعمى، ليس لأنه يجعل المحبين يتغاضون عن عيوب بعضهم كما ترددون أنتم معاشر الأدباء الرومانسيين، بل لأن المرء يقوم باسم الحب بارتكاب العديد من الحماقات"
أسترجع تفاصيل القصة المريعة التي ذكرها لي. فتاة تبلغ من العمر نيف وثلاثين عاما، تسلل السرطان النّهم إلى ثديها، ثم بدأ يقضم جسدها لقمة لقمة، وسرعان ما أتى على عظامها، حتى وصل إلى دماغها. وقبل أن يقضي على روحها، أصرِ زوجها، بدافع من اليأس وربما الأمل، على أخذها إلى "مطوع" من الجنسية الآسيوية يقطن في منطقة بعيدة عن المستشفى الذي كانت تخضع فيه للعلاج، لأن جدول فضيلته مزدحم جدًا بالزيارات الميدانية والمواعيد. بعد أن عاينها "المطوع" قام بعلاجها ببعض الخلطات الشعبية وقرأ عليها لتصاب فورًا بالصرع !
أسقط في يد زوجها، واضطر لإعادتها مجددًا إلى المستشفى وقد انتكست حالتها وتدهورت، لتفارق الحياة بعد بضعة أيام من تلك الحادثة. والغريب أن زوجها كان مصراً لآخر يوم من حياة زوجته المسكينة أن سبب الورم في الدماغ مسّ من الشيطان، كان يمكن أن يعالجه ذلك "المطوع" لو تمّ تداركها سريًعا!
يقول الحمادي بأن الكارثة عندما يلجأ الناس إلى "المطوع"، الذي لا علاقة بطب ولا بصحِّة، لمعالجة أمراضهم، يفقدون قدرتهم على التفكير فجأة؛ فلا يجادلونه في ماهية المرض أو في تركيبة الدواء الذي يصفه لهم، بل نجدهم على العكس من ذلك، يحترمون رأيه، ويقدّسونه، ويتبعون نصائحه الصحيّة بحذافيرها، أما الطبيب فمعاملة الناس له تختلف كل الاختلاف مع الأسف الشديد، وقد حدث لي في كثير من الأحيان أن أبديت رأيًا طبيًا في مجلس ما، وهو رأي قد اتفق عليه علماء الطب، لأجد بعض الحاضرين ينبرون للرد عليه وتكذيبه، ويصبحون أطباء على حين غرّة، والويل لمن يجادلهم بعد ذلك، وهذا أمر لا يقتصر على المجالس وحدها، بل نلاحظه على صفحات المجلات والصحف كذلك، كل من أراد يستطيع أن يصبح طبيبًا متى شاء، أما الطب الشعبي، أو ما يسميه مزاولوه الطب النبوي لمنحه الحصانة الشرعية ضد النقد، فالناس لا يتحرشون به، ويكنّون له كل الاحترام، ومن سوء حظي أنني أصبحت طبيبا أعالج الناس بالمضادات الحيوية والجراحة لا مطوّعا أعالجهم بالبصاق والتوابل.
أذكر للحمادي بأنني قرأت يومًا إعلانًا لرجل دين يدعي أنه تمكن من تركيب دواء، باستخدام حبة البركة والعسل والسدر وغيرها من المكونات، يعالج أمراض السكري والسرطانات بمختلف أنواعها والتهابات المفاصل وأمراض القلب .. إلخ إلخ
فيهزّ رأسه ساخرًا ويقول بأن الطب أصبح من الاتساع بحيث لا يمكن لأي كان، مهما بلغ من الذكاء والعبقرية، أن يتقنه كله، ويلم بكلّ ما فيه. بل إن التخصّص في الطب أصبح ضروريًا، فيبدأ الطبيب ممارساً عاما إلى أن يتخصص في الأمراض الباطنية على سبيل المثال، ثم يتخصص في أمراض الدم، ومن ثم يتخصص في أمراض الصفائح الدموية وهلم جرا. فكيف يدعي هذا الدّجال بأنه أحاط علمًا بكل هذه الأمراض واستطاع تركيب دواء واحد بإمكانه معالجة كل هذه الأمراض؟
يعترف الحمادي بأن ممارسات هؤلاء المتطفلين على الطب دفعته إلى تأليف هذا الكتاب الفريد من نوعه في المكتبة العربية، حيث يقوم فيه بتفكيك ما اصطلح على تسميته "الطب النبوي" بالاعتماد على التراث نفسه الذي ينهل منه مخترعو نظرية "الطب النبوي". بعد قرائتك للكتاب ستشكك في كثير من الممارسات التي تراها من حولك كاستخدام أكثر من ١٤ دواء غير مختبر أو مثبت علميًا تتجاوز أعمارها ال ١٤٠٠ سنة، وستعيد النظر في علاج الأمراض العضوية كالصرع وغيره بالقراءة والأذكار، وستستغرب من نظرتنا غير المحايدة للخنزير حين اتهمناه بأنه سبب للدياثة عند غير المسلمين، وستنزع هالة القداسة عن الحجامة والكي والفصد لأنها عبارة عن طب العرب في زمن البعثة وليست طبا نبويًا أو إلهيًا.
باختصار، هذا الكتاب فريد من نوعه في المكتبة العربية ويستحق الإحتفال والإحتفاء به.
قرأت عدة كتب سابقة عن الطب النبوي والتي كانت تركز على مقدرة الرسول صلى الله عليه وسلم على وصف بعض العلاجات للأمراض التي واجهها أصحابه وكانت هذه الكتب ترتكز على قدسية هذه الأحاديث وعلى ضرورة الأخذ بها من دون أي نقاش أو توضيح مستشهدين بالآية الكريمة " وماينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى " وكانت هذه الكتب تبين أن من دلائل نبوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو مقدرته على تزكية الأدوية والممارسات الطبية الشافية على الرغم من عدم امتهانه لمهنة الطب وعدم امتلاكه لأي خبرة مسبقة تفوق عمن حوله في هذا المجال.
في كتاب الدكتور عمر الحمادي ركز الكاتب على الأدلة العلمية فقط في تحليل اغلب الوصفات الطبية المأخوذة من السنة النبوية وفحصها واستطاع أن يخرج لنا بهذا الكتاب الشيق والذي حاول من خلاله أن يبين انه لابد من الفصل بين محمد الرسول المنزه عن الخطأ في مجال الدين وبين محمد الإنسان والذي قد لايوفق دائما في نصائحه الطبية و قد لا تكون نصائحه صالحة لكل زمان ومكان. يلخص الكاتب رسالته وهدفه من هذا الكتاب بهذه العبارة التي لاتخلو من التحدي " أخي القارئ أقرا هذا الكتاب بدون أفكار مسبقة، وحاول أن تتناسى أن كاتبه طبيب باطنية لايحمل ليسانس شريعة يستطيع أي شخص أن يأخذها في ثلاث سنين ونصف ولاتنسى أن تحترم عقلك ليحترمك الناس وتذكر انه إنما يخشى الله من عباده العلماء ... كل العلماء " .
يأخذنا الكاتب أولا في رحلة إلى بدايات الطب في الجاهلية والدول والحضارات المحيطة بشبه الجزيرة العربية ثم يشرح لنا كيفية ممارسة الطب الحديث والاختبارات والتحاليل اللازمة للموافقة على أي دواء أو نصيحة طبية وبطريقة لا محاباة فيها وهو نفس الطريق الذي استخدمه الكاتب في تحليل ونقد الأحاديث النبوية المختصة بالمجال الطبي .
بعد ذلك تبدأ المفاجآت العديدة في هذا الكتاب وهو يحلل بطريقة علمية بسيطة وواضحة اغلب الوصفات الطبية التي توارثتها الأجيال عن الرسول صلى الله وعليه وسلم وتعاملت معها بقدسية تشابه قدسية النصوص القرآنية مثل فوائد العسل، حبة البركة، التمر، الحناء، الاثمد، زيت الزيتون، الحجامة، المسواك، بول الإبل، الصرع والمس، ماء زمزم ، الخمر، لحم الخنزير، الختان وغيرها الكثير و امتلك الكاتب الجرأة ليفند أحيانا بعض الفوائد المزعومة في مثل هذه الوصفات مستندا على الأدلة العلمية .
هذا الكتاب من المفترض به أن يثير زوبعة كبيرة في الوسط الديني والعلمي لأنه يقدم طريقة جديدة في التعامل مع السنة النبوية الشريفة وارى أن الكاتب قد بذل فيه جهدا كبيرا لإخراجه وتوثيق كل المعلومات التي احتواها عن السنة النبوية والطرق العلمية في تحليل الوصفات المقدمة، أجزاء كثيرة من هذا الكتاب من المفترض أن يتم تدريسها في مدارسنا وجامعاتنا لإزالة بعض التدليس الذي دخل على السنة النبوية عن طريق المتاجرين بالدين والمتكسبين من وراء أحاديث ضعيفة وممن لايمتلكون أي خبرة علمية في المجال الطبي ولكنهم يمارسون الطب ويقدمون وصفات طبية وممارسات قد تشكل خطرا على حياة المريض أحيانا بكل حرية و تحت غطاء الطب النبوي .
كتاب جميل ومتعوب عليه ، جمع بين الاقوال الفقهاء وتوضيح صحتها مع الدراسات الطبيه الحديثه ، ويجب عدم تقديس بعض عادات العرب القديمة على اساس انها من الدين والدين منها براء
نظرة المؤلف لموضوع الطب النبوي تتلخص في: أن الطب الوارد في النصوص الشرعية هو طب ذلك الزمن والعصر، وليس فيه بعد إلهي/إعجازي ولا يلزم بالضرورة أنه يصلح لكل زمان ومكان.
والكتاب ينقسم إلي ثلاثة أقسام (وأحسست ببعض التشتت في تقسيم الموضوعات): في الأول استعرض فيه المؤلف بعض الكتب والآراء التي تخالف وجهة نظره؛ وأن "الطب النبوي" طب معجز وهو جزء من الوحي، وحاول تفنيد الأسس التي استندوا عليها، ويمكنني القول أن الحديث عن الطب النبوي في بعده الأصولي، هو فرع عن مسألة "السنة التشريعية والسنة الغير تشريعية"، وازدهرت هذه الفكرة في العصر الأخير تأليفا وبناء عليها في عدة مجالات (الطب النبوي، السياسة،..)
شخصيا أميل إلي وجهة نظر الكاتب بخصوص الطب النبوي، ولكني لا أقطع بأن هذا هو "الحق الذي لا محيد عنه"، لأنه في تقديري لا زالت فكرة "السنة الغير تشريعية" غير ناضجة بعد، وفيها ثغرات لم تسد، منها: ما هو الضابط في تحديد الأمر الدنيوي -الذي تكون فيه النصوص الواردة ليست نصوص وحي ولا يقصد بها التشريع- وما هو الأمر "الأخروي" أو -الغير دنيوي- ، فالاقتصاد(الربا، البيوع، الغرر، الجهالة، الشركات ..الخ) والعلاقات الاجتماعية (زواج وطلاق ونسب وصلة رحم ..الخ) والسياسة (الشورى، المال العام، الحسبة، ..الخ) كلها أمور دنيوية والنصوص الواردة فيها هي نصوص تشريعية (حسب رؤية أغلب المقتنعين بهذا التقسيم للسنة) .. وكنت قد تعرضت قديما لوجهتي النظر بخصوص هذه المسآلة في مراجعة كتاب العثماني (الدين والسياسة تمييز لا فصل) : https://www.goodreads.com/review/show...
أرجع لأقول، أني مقتنع باتجاه الكاتب، ولكن ليست بنفس درجة وثوقيته :) ، ولا زلت أرى ��عض الثغرات في التأصيل لهذه الفكرة .
أما القسم الثاني، (وكانا مفيدا وممتعا لي على المستوى الشخصي) فقد كان مخصصا للحديث عن الأدوية والوصفات التي وردت في النصوص وما هي فائدتها من الناحية العلمية والجواب عن بعض الأمور التي تدور في هذا المدار ( العسل، والحبة السوداء ، التمر ، التلبينة، ألبان الإبل وأبوالها، الأثمد، الحجامة..الخ)
وأما القسم الثالث، فقد كان أضعف من سابقه وهو في غالبه مخصص لمناقشة بعض المواضيع الغيبية وأثرها على الانسان، (المس والصرع، الرقية، ماء زمزم، الصيام، تحريم الخمر والخنزير وهل هو تحريم تعبدي أم معلل)، موقف الكاتب -تقريبا- هو إنكار كل هذه الأمور: أي إنكار تأثيرها على صحة الإنسان، ولا جديد -حسب علمي- في الحجج أو في الطرح الذي ساقه عن حجج الفريق الذي ينكر كل هذه الأمور.
ماذا سيكون جوابنا عن اوامر الله بالتدبر و التفكر و التعقل و نبذ التقليد....و نحن في قراره انفسنا نعلم اننا سلمنا عقولنا و ذواتنا لغيرنا ليفكر بالنيابه عنا....الناس بطبيعتها تميل الى اجلال الغامض اكثر من اجلالهم لما تراه اعينهم او تصله عقولهم...فكره الكتاب واضحه تماما ...اؤيد البحث العلمي بالبرهان تماما...لا استطيع تقييم الكتاب او الكاتب فهو طبيب متخصص يتبع بحوث علميه و انا مهندسه لا اقف امامه الا بثقافه محدوده...ليترك كل اختصاص لاختصاصه...رسولنا كان صاحب رساله ربانيه توحيديه و ليست طبيه بلا شك...من لديه برهان و دليل علمي دامغ بعكس ما كتب فليقدمه و يدحض الشك باليقين العلمي المجرب...و لندع عنا اساطير الاولين و تاويلاتهم...
يقول أبوحامد الغزالي :" من لم يشك لم ينظر ، ومن لم ينظر لم يبصر ، ومن لم يبصر بقي في متاهات العمى .."!
الكتاب عبارة عن بحث موجز وقيم حول الطب النبوي وما يثيره من خلاف وجدل بين رواده، ورواد أهل العلم والباحثين في المجالين الطبي والنبوي ،خاصة في ما يتعلق بالتداوي، او التطبب. مع عدم إغفال رأي الطب الحديث في ذلك. الكاتب قسم الكتاب الى ثلاثة فصول. تناول في الفصل الاول الطب الجاهلي وممارسيه، والخزعبلات التي ارتبطت بالطب التجريبي في وقتها، وأثره وتطوره على ما تناقله العرب لاحقاً من علوم في التداوي بالاعشاب وغيرها والتي انتقلت بعد ذلك الى عصر النبوة وعرف بما يسمى او يسميه البعض بالطب النبوي . وهو ما استفاض الكاتب في شرحه وتفنيده من خلال الأحاديث النبوية الواردة في ذلك، والتي ثبت ضعف بعضها، و عدم صحة ما يتناقله بعض المحدثين، وذلك لخطأ في التفسير او التأويل او النقل. فرسولنا الكريم أتى ليعلمنا الشرائع. "لا ينطق عن الهوى." حيث يقول ابن خلدون في ذلك ( فانه صلى الله عليه وسلم إنما بعث ليعلمنا الشرائع، ولم يبعث لتعريف الطب وغيره من العاديات). عرّف الكاتب في مقتبل بحثه الطرق الحديثة المتبعة في الطب الحديث في الكشف وتشخيص وعلاج الأمراض تبعاً للمنهج العلمي الذي يخضع للبحث والتجريب والقياس، وليس للظن او التعميم لحالة ما لا تخضع الا المعايير البدائية في التشخيص والعلاج و التي قد تعرض حياة الانسان في كثير من الأحيان للتهلكة. كما تطرق في الفصول اللاحقة لبعض الآيات القرآنية التي وردت في إعجاز القرآن في التداوي كما يسميه البعض، واختلاف بعض علماء التفسير حولها من ناحية شموليتها في العلاج او كسبب من أسباب الشفاء. ومن هذه الآيات أذكر ": (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [النحل: 69]. " فيه شفاء للناس" كانت محط الخلاف بين العلماء المفسرين ، تحديدا المراد والمقصود في معنى وتأويل كلمة "شفاء".
وفي آخر فصل للكتاب تطرق الكاتب لأهم المفاهيم الخاطئة المنتشرة بين العامة من الناس أهمها بالنسبة لي : المس والصرع والخرافات التي يتداولها الناس حولها- الرقية الشرعية وملابساتها و التي أثرت في ايمان الناس بجدوى العلاج الدوائي، دام القرآن فيه الشفاء- وماء زمزم وما تثيره بعض الروايات من قدسية حوله، في نجاعته في الاستطباب من كل داء. مما لفت انتباهي في الفصل الأخير أيضاً هو ما قاله الدكتور " مات ريدلي" في كتابه الجينوم عن علم المناعة النفسي العصبي وأثره في الصحة والتداوي وهو ما يعرف ويشاع عنه اليوم باسم ( قوة الإيحاء النفسي وقدرات العقل الباطن).
الكتاب قيّم جداً، اتبع فيه الكاتب المنهج العلمي الرصين والمبني على التقصي . كما ان لغة الكاتب وأسلوبه تميز بالبساطة، وخلى من أي تعقيد . "حسن العرض والتسلسل المنطقي للمعلومات./ وضوح الأفكار ودقة المعلومات."
لابد من الإشارة من ان المصادر التي استند عليها الكاتب في بحثه وأردفها في نهاية الكتاب تعطي فرصة أكبر للقارئ في الاستفاضة حول هذا الموضوع المثير للجدل دائماً .
وأختم مراجعتي بقول ابن رشد: "الله لايمكن أن يعطينا عقولاً، ويعطينا شرائع مخالفة لها .." أتمنى للكاتب التوفيق في أعماله القادمة .
3.5 "إلا إنه يجب النظر إلي العلم والدين كسياقين منفصلين، فالعلم يعتمد التجربة العملية، والدين يعتمد التجربة الروحانية التي لا يمكن قياسها بالتجربة المادية، وجعل أحدهما سببًا للآخر قد يخلق التناقض والاضطراب في تنزيل الأحكام الشرعية التي ستكون عُرضة للتغيير والتبديل بحسب معطيات العلم المُتغيرة"
الفصل الثاني بالنسبة لي كان أقل الفصول، بسبب التفاصيل الطبية التي أصابتني بالملل ولكنني أتفهم أهميته في سياق الكتاب، غير ذلك كتاب مهم في موضوع لم يتم نقده بوضوح والتوعية بمواطن اللبس فيه بما فيه الكفاية.
يستخدم الدكتور عمر الحمادي مناهج البحث العلمي والنقد العقلاني العلمي الرصينين الصارمين أو كما يصفه "لا يدين بدين" و "لا يحابي ولا يجامل" في تحليل وكشف حقيقة أغلب الوصفات الطبية والاعشاب والاطباب الشعبية التي وردت لنا تحت مسمى "الطب النبوي" الذي ينكر الكاتب وجود, يضع الاعشاب الشعبية والنباتات والمحاليل والمساحيق التي سكنت جرار ومخازن العطاريين والاطباء الأوائل تحت مناهج وتقنيات الطب الحديث بكل ما أوتي من مجاهر ومختبرات وخبرات ونظريات ومنجزات من سبقونا من أمم وحضارات, ليخرج لنا بكتاب هو لنا نحن جديد لعنا نلحق بركب التطور والبحث العلمي يبدأ الكاتب كتابه بحذر مستبقا من سيلجموه بالجهل وعدم الاختصاص مقدما لهم اعترافا بعدم اختصاصه الشي الذي لا يبرر عدم خوض التجربة, علاوة على أن الكاتب كما صرح له باع في العلم الشرعي الذي تلقاه على ايدي علماء ومشايخ ومحدثين واصوليين ومفسرين وفقهاء منذ نعومة اظافره. يأخذنا الكتاب إلى بدايات الطب في مصر القديمة واليونان والعراق وروما والطب الجاهلي عند العرب من ثم يعرض لنا قراءات لكتب الطب النبوي, بعد ذلك يعرض لنا أدوية واعشاب الطب النبوي كيف بينت فوائدها الخارقة كتب الطب النبوي وكيف رد عليها الطب النبوي بإثبات فاعلية بعضها وانكار ايجابية الأخر, مع حرص التأكيد على انه ولو تمكن العلم الحديث من إثبات فاعليتها فأنه لا يجلعها معجزات تندرج تحت كلمة "نبوي" ذلك لانها لم تأتي بمعزل وجودي عن سياقها التاريخي الذي لا ينكره أحد من تأثيرات من الثقافات المجاورة من هندية ويونانية وغيرها, فأن اثبات الطب الحديث فاعليتها لا يجعلها مقدسة. بذل الكاتب جهد ملحوظ في البحث مستخدما مراجع ومصادر كثيرة ما يجعل من الكتاب مادة دسمة وباب جديد يدخل النور إلى مساحات مظلمة في موروثنا الثقافي.
من اين ابدأ عندما اتكلم عن هذا العمل العظيم. يقوم فيه الدكتور عمر الحمادي اخصائي الباطنية المعروف بقلمه الحاد بهدم اعمده ما يسمى بالطب النبوي. كثير من المؤلفين الفوا فالموضوع وانتقدوا الطب النبوي باستخدام الحانب العملي ، لكن مااضافه الدكتور عمر هو نقد الطب النبوي باستخدام الدين والعلم .
بدأ الدكتور كتابه بفضح اهم المؤلفات عن الطب النبوي ابتداءً بكتاب الطب النبوي لابن القيم .ثم بدء بتشريح الطب النبوي الى اجزاء ثم اتلفها بقلمه وبلاغة اسلوبه . انصح كل القراء بهذا الكتاب .
هل كان الرسول عليه الصلاة و السلام طبيباً؟ هذا السؤال من أهمّ الأسئلة التي طُرحت في هذا الكتاب ، والتي على أساسها تجعلنا نفكّر بمصطلح "الطب النبوي" الذي يتردّد كثيراً على مسامعنا.. ماهو الطب النبوي و ما منشأه و أصله هل هو فعلاً مقدّس لكون الرسول تطبب به أو نشأ على يديه!!. كل هذهِ الأمور تجدون إجاباتها في الكتاب.. في الحقيقه أنّ الرسول عليه الصلاة و السلام لم يُرسل إلى الناس طبيباً أو معالجاً بل أرسل رسولاً للعالمين لدعوة الحق، هذا لا يعني أن الرسول لا يعلم شيئًا غير الدعوة.. فكما نعرف أنهُ يعلم في أمور شتّى من أمور الحياة كالسياسه و التجاره و اصول الحديث و المعامله و كذلك الطب بطبيعة الحال و غيرها..
الكتاب يشمل ٣ فصول الفصل الأول يتناول مقدمة عن الطب أي الطب بشكل عام .. كالطب قبل الإسلام ، الطب الحديث ، الطب و الحضارة الإسلامية و غيرها الكثير من العناوين.. و الفصل الثاني يستعرض لنا عينات من أدوية الطب النبوي.. كالعسل، الحبة السوداء، الحجامة، الإثمد .. و غيرها .. و الفصل الثالث و الأخير يتحدث عن بعض المفاهيم الخاطئة التي تتعلق بالمداواة و الطب، كالرقية و إستغلالها في زمننا الحالي كوسيلة للمتاجره و الربح ،ماء زمزم و قدسيته ،و مكانة جناح الذبابة ، و علاقة الإكتئاب بالدين و غيرها الكثير ..
كتاب جميل سيطلعك على أمور كثيره و ستخرج منه بفوائد و معلومات كانت غائبه عنّا .. طبعاً مع تحفّظي الشديد لبعض الأمور التي لم أتفق فيها مع الكاتب إلاّ أن الكتاب حتماً يستحق القراءة ..
الأمر الذي لم يُعجبني في الكتاب عنوانه.. وجدتهُ ينتقص ما هو مقدّس بالنسبة لنا .. لكن قد يكون إختيار هذا العنوان أن الكاتب إستنتج أن هذا الطب لم يبتدعه الرسول بل كانت بعض العلاجات التي تنتمي لمصطلح الطب النبوي موجوده حتى قبل الإسلام و نزول الوحي على الرسول ..
ملاحظه: المؤلف طبيب لذلك سيلاحظ القارئ كما لاحظت تركيزه على الجانب العلمي في الكتاب من دراسات علميه تُثبت و تؤكد وجهة نظره و عدم إستناده على التجارب الشخصيه الفرديه و حسب ..
لم اعلم عن الكتاب الا عندما كنت ابحث عن حديث للرسول يتعلق بالاثمد ... وجدت حينها في الكتاب ان الاثمد .... يسبب تسمم ولكن الكاتب ذكر استعمالاته الطبية وفي نفس الوقت ذكر الاعراض الجانبية ليوهم القارىء انه لا خير ياتي من الاثمد...
في الحقيقة جميع المعادن تسبب التسمم اذا زادت نسبتها عن حدها في جسدنا ... مثال
الحديد اذا زاد يمكن ان يقتل الزينك كذلك الماغنيسيوم وغيرها كثير
وجميعها لها استعمالات طبية وكذلك لها اعراض جانبية
المشكلة الكبرى ان الكاتب اما انه مغفل او خسيس
السبب لان العنصر الذي يتكلم عنه هو Antimony
وهذا يشكل 0.01 من كحل الاثمد الطبيعي كمية لا يمكن ان تسبب التسمم ولو كنت تشرب الاثمد وتاكلة
كتاب رائع تبحر فيه الكاتب في جميع مجالات الطب النبوي اعجبني اطلاع الكاتب وتوثيق كل ماذكر بالبراهين المستمده من البحث العلمي و التحليل المنطقي الدقيق من الجانب الديني التعبدي قد اختلف معه ببعض الاّراء البسيطه ولكن هذا لا يغير انه كتاب ناجح ومرجع مفيد لكل من أراد زيادة المعرفة بالطب النبوي كوني طبيبه و عندي اهتمامات خاصه بالطب النبوي لعلاج مرضاي بجانب العلاج بالطب الحديث اعتبر هذا الكتاب أفضل مرجع وانصح به ووفق الله الكاتب على هذا المجهود
صاحب الكتاب ماسمع قول الرسول إِنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ الدَّاءَ وَالدَّوَاءَ وَجَعَلَ لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءً ، فَتَدَاوَوْا وَلاَ تَدَاوَوْا بِحَرَامٍ قبل مايطبل للحم الخنزير؟ وشنو هالثقة الي تخليه ينقد الطب النبوي؟ ليش الرسول من وين جايب علمه؟ مو من عند الله؟ وشلون يكون الطب النبوي صالح لفترة معينة بس -____- معلوماته مضللة ومؤسف تؤييد بعض القراء له في التعليقات !!! استخسرت اعطيه نجمة وحدة
كم نحن بحاجة مثل هذا الكتاب الرائع في زمن انتشار الزيف والمتاجرة بالدين باسم الطب النبوي والتكسب والتطفل على مهنة الطب ... كم أتمنى أن يقرأ هذا الكتاب كل مسؤول في دولنا العربية لتكون النتيجة هي قرارات بقفل كل عيادات ما يسمى زورا بمراكز العلاج بالطب النبوي أو الأعشاب والرقى وغيرها من التجارات المربحة لأصحابها القاتلة والمضرة لمرتاديها المفاجأة أن علماء الإسلام الأوائل كانوا أكثر تنويرا وحذرا وتحذيرا من هذه الممارسات وإضفاء القدسية عليها كتاب فريد في طرحه غني في محتواه بسيط في تفصيله وتأصيله هناك أوامر ونواهي في ما يتعلق بالأمور الصحية وتوجيهات من رسولنا الكريم اثبت العلم الحديث نفعها وبركاتها وهناك أمور يوجد تقصير من الباحثين المسلمين في دراستها دراسات علمية وفق المنهجية العلمية. وهناك أمور أصابها الفهم السيئ من قبل بعض المسلمين المشغلين بالاعجاز العلمي للسنة أو المشغلين بالطب النبوي حتى وصلوا للمبالغة أو لي أعناق النصوص أو الفهم المخالف لمراد النص بما يخالف فهم السلف فقط ليثبتوا مايظنون أنهم يخدمون به السنة سمعت مرة في برنامج تلفزيوني عن احد المدعين في هذه المجالات في ليبيا (وصف لية الخروف) لعلاج خمسة أمراض منها أمراض جلدية واوعية وقلب وروماتيزم كلها بلية الخروف... وتجد نوع من الخلطات العجيبة يذكرون انه يعالج عددا من الأمراض كبير وكأنه سحر وليس دواء Pseudoscience أو العلم المزيف ليس حكرا على الطب النبوي في بلادنا بل موجود في دول العالم بأشكال متعددة منها الإبر الصينية أو الشيربوتيك إلى من يعالجون بالطاقة وما ادراك ما الطاقة وغيرها
الدكتور عمر الحمادي يعرض في هذا الكتاب بكل وضوح وسلاسة وتبسيط للقارئ الغير ملم او خبير في المجال الطبي كل الشائعات والخرافات الغير علمية المستقاة من الاحاديث النبوية الضعيفة مع تأكيد عدم صحتها بالأدلة العلمية بكل مصداقية وشفافية، فإن الدكتور عمر كان محايد واعتمد علي الكثير من الآيات القرآنية إذا دحضت حجة الأحاديث النبوية الغير مؤكدة والمنقولة عن الصحابة. كتاب يستحق القراءة حتى تنطفئ حرائق الجهل.
~ كتاب (الطب النبوي.. بين الفقيه والطبيب).. للدكتور عمر الحمادي، وهو طبيب باطنية من دولة الإمارات العربية، ودرس في جمهورية إيرلندا وتخرج سنة ٢٠٠٩م. في كتابه هذا يناقش موضوع ما نقل من أحاديث نبوية تتعلق في الطب وتُدعى (الطب النبوي)؛ فهل هي صحيحة كلها؟ وهل هي من الوحي؟ أم مأخذوة من الأطباء العرب وغيرهم؟ وهل هي تصلح لزمان النبي -صلى الله عليه وسلم- فقط أم لجميع الأزمنة والأمكنة؟ ويبدأ المؤلف بداية بنبذة عن مسألة التخصص، وهل لا بد أن يكون الشخص متخصصاً ليتحدث عن موضوع أم لا؟ أم يكتفي بدراسة الموضوع دراسة عميقة؟ ثم يذكر سبب تأليفه لهذا الكتاب! ويتحدث في الفصل الأول عن الطب الذي كان متوفراً قديماً في الجاهلية، ومصر والعراق والصين واليونان والهند والرومان والعرب، وبعدها يُعطي نبذة عن الطب الإسلامي؛ ثم يتحدث عن تاريخ الطب النبوي، ويتطرق لمسألة مهمة جداً، وهي هل كل تصرفات رسولنا -صلى الله عليه وسلم- يجب أن نفعلها؟ أم أن هناك وحي وشرع، وهناك أمور مباحة وهناك أمور خاصة به -صلى الله عليه وسلم-؟ ويذكر ما قاله العلماء في ذلك، ويوضح المسألة. ثم يتطرق بعدها لموضوع (الطب النبوي) وقد كتب كثيراً منهم في ذلك الموضوع، وعلى رأسهم الإمام الجليل ابن القيم -رحمه الله-؛ فيناقش كتب (الطب النبوي) لابن القيم؛ لأنه شمل جميع الكتب والأحاديث التي تحدث عن موضوع الطب النبوي؛ فيسهب إسهاباً في مناقشة هذا الموضوع، ويقارن ذلك بأحدث الدراسات؛ ويستخلص أن كثيراً مما يُدعى ب"الطب النبوي" كان ليس وحياً؛ بل مما فعله النبي مما كان معتاداً في زمانه من طب وعلاج؛ ولو وجد علاجاً أفضل منه لاستخدمه؛ ويذكر آراء العلماء الأفاضل في ذلك؛ ويُبين أيضاً أن هناك كثيراً من الأحاديث الموضوعة والمُلفقة والتي تعارض العقل وأحدث الدراسات. ثم يتحدث عن كتاب (الطب النبوي في نسيجه الجديد) للدكتور عبد الباسط الدرويش، ويفند كثيراً من الأخطاء الشائعة، ويذكر بعدها ما قاله الإمام الذهبي وغيرهم عن مسألة الطب النبوي. ثم ينتقل ليتحدث باختصار عن الطب الحديث. وينتقل بعدها ليقارن علاج ما يُسمى بالطب النبوي، بالعلاج الحديث، كاستخدام العسل، وهل هو شفاء من كل داء؟ والعلاج بحبة البركة، والتمر، والصبر، والتلبينه، والسنا، وزيت الزيتون، والحجامة والكي، وبول الإبل، وغيرها، وهل هذه عامة للجميع وتصلح لكل زمان أم لا؟ وبعدها يتحدث عن مسألة الصرع والمس! هل هي صحيحة، ويذكر آراء العلماء الأفاضل ويقارنها بأحدث الدراسات. ثم يتحدث عن موضوع شائك، وهو الرقية، وهل هي تنفع لجميع الأمراض؟ أم لا؟ وهل عالج بها النبي وأصحابه؟ أم لا؟ ويتطرق لماء زمزم؟ والصيام والخمر، والختان، وغيرها من المواضيع المتعلقة بالطب. المؤلف عكف على كتب التراث كثيراً ليقارن بين ما يُسمى الطب النبوي والطب الحديث، وخلص إلى أن كثيراً ما يتداول أنه طب نبوي؛ ليس بذلك، بل هو من علاج العرب في تلك الأيام، ولا يصلح لزمان تطور فيه العلاج، أن نعالج بأشياء ثبت أنها لا تفيد في العلاج؛ بل تزيد المرض أحياناً؛ وأن الوحي لم يأتي بكثير لعلاج الأمراض؛ بل هو هداية للبشر، وترك علاجهم للبشر، من باب (أنتم أعلم بأمور دنياكم). الكتاب يفتح الفكر، ويصدمك؛ فدرج كثيراً منا على تقديس ما ورد أنه من الطب النبوي، فعندما نسمع حديثاً، نسلم به؛ دون أن ندري هل هذا الحديث مكذوب على نبينا أم لا! هو كتاب يثير ضجة كثيرة؛ لأنه يخالف ما تعود عليه الناس، وربما يتعرض المؤلف لهجوم شرس. ربما لا اتفق حالياً مع كل ما ذُكر في الكتاب؛ لكن لا انكر أن الكتاب جعلني أفكر في مسألة الطب النبوي؟ هل هي وحياً خالصاً؟ أم من اجتهاد رسولنا؟ وهل كل هذه الأحاديث صحيحة ولو عارضت أحدثت الدراسات الموثوقة؟ ما لم يُعجبني في الكتاب؛ أن المؤلف يقول ذكر ابن القيم في كتابه كذا، وذكر الذهبي في كتابه كذا، لكن لا يجعل هامشاً يذكر فيه الصفحة التي أخذ منها المقولة!! وذلك ليكون ب��ثهُ هذا أكثر توثيقاً وحجة؛ فينقص هذا الكتاب التوثيق في الصفحات؛ رغم أن المؤلف ذكر ذلك تماماً في المراجع في آخر الكتاب، ولكن عتبي أنه لم يذكر أرقام الصفحات في ثنايا الموضوع. ومع ذلك؛ فالكتاب يستحق القراءة والتأمل، ويدفعنا للبحث في في هذا الموضوع، ومعرفة هل أحاديث الطب النبوي ملزمة علينا أم لا؟ شكراً للمؤلف على جُرأته في طرح الموضوع، وشكراً أيضاً للدكتور أحمد خيري العمري لحثه على قراءة الكتاب. دمتم بود. نعيم الفارسي 01.03.2016
يتناول الدكتور عمر الحمادي في كتابه جملة العلاجات المنسوبة إلى السنة النبوية المطهرة ويستعرض لكل علاج منها السياق التاريخي والدلالات الفقهية والآراء الطبية الحديثة بشأنه.
يحسب للكاتب سعة اطلاعه التي تظهر جلية في استدلالاته العديدة والدقيقة من المصادر الدينية والتاريخية والطبية على حد سواء، ويعتب عليه أنه لم يتناول مسألة الطب النبوي بالتفصيل والدقة التي تستحقها فقد كان من الممكن أن يتحول هذا الكتاب إلى أطروحة أكاديمية تشكل مرجعا للباحثين في مجال الطب النبوي في المستقبل.
.لم أتردد في منح الكتاب أعلى تقييم ممكن، لاعتقادي بأنه يشكل خطوة في اتجاه نزع هالة القداسة عن بعض الممارسات التي انتسبت زورا إلى السنة النبوية بالإضافة إلى الدور الذي تؤديه مثل هذه الكتب في رفع مستوى وعي الجمهور والقضاء على السذاجة التي افسحت المجال أمام بعض الدجالين ممن يزعمون ممارسة الطب النبوي من تكوين ثروات طائلة عبر استغلال حاجة المرضى وجهلهم.
مما لفت انتباهي في الفصل الأخير هو ما قاله الدكتور " مات ريدلي" في كتابه الجينوم عن علم المناعة النفسي العصبي وأثره في الصحة والتداوي وهو ما يعرف ويشاع عنه اليوم باسم ( قوة الإيحاء النفسي وقدرات العقل الباطن).
الكتاب قيّم جداً، اتبع فيه الكاتب المنهج العلمي الرصين والمبني على التقصي . كما ان لغة الكاتب وأسلوبه تميز بالبساطة، وخلى من أي تعقيد . "حسن العرض والتسلسل المنطقي للمعلومات./ وضوح الأفكار ودقة المعلومات."
لابد من الإشارة من ان المصادر التي استند عليها الكاتب في بحثه وأردفها في نهاية الكتاب تعطي فرصة أكبر للقارئ في الاستفاضة حول هذا الموضوع المثير للجدل دائماً