الوقتُ يمرُّ ولا يمرّ، لا دليلَ على وجوده ولا دليلَ على انعدامِه، بديهيٌّ ومستحيل. أرفع يدي أمام وجهي، أنظر إلى ساعتي، أمسح الوحلَ عنها لأرى عقاربها، لكنّها تهشمت، كُسرت عدستُها وبقيتْ عقاربها ثابتةً لا تتحرك. يلتبس في رأسي صوتُ الرصاص وصوت ماكينة الخياطة تضغط عليها يدي بقوة وثبات، أحرّك يدي لأزيلَ هذا الالتباسَ، ولا يزول، أفتح عيني لأميّزَ ما يحدث، فلا أرى شيئًا، الظلامُ ولا شيءَ سوى الظلام، وهذه الليلة قطعةٌ من قماشٍ أسود، عباءةٌ بحجم هذه البلادِ خاطتها يداي وأيدي كلّ النسوة على هذه الأرض.
"الأسود ليل موحش..الأسود لون الحزن..الأسود ستر..الأسود موت..الأسود عزاء..الأسود قهر.." الأسود مش بس لون عبايات النساء تحت حكم داعش ..الأسود هو لون حياتهم كلها...!
قماش أسود ..الرواية الأولي للشاعر و الناقد السوري المغيرة الهويدي الذي صدر له مجموعة شعرية بعنوان الحب لا يغادر البلاد...
تدور أحداث الرواية وقت سيطرة داعش علي مدينة الرقة السورية واضطرار الأهالي إلي ترك منازلهم والنزوح إلي المخيمات ليعيشوا حياة من أصعب ما يكون.. من خلال إمرأتين حياخدنا الكاتب لنري كيف كسرتهم البلاد الغارقة في سواد أشد رهبةً من سواد العباءة اللي كانوا مجبرين إنهم يلبسوها.. ضاعت أحلامهم..قُتلوا أهلهم أو تخلوا عنهم ... تحاول كل واحدة الفرار من ذاكرتها ...أن تخرج سليمة من ماضيها ولكنها رفاهية لا يوفّرها الواقع للأسف... "أخرج من حفرة إلا لأقع في أخرى، لم تكن هذه الحياة التي أريدها.."
إسلوب السرد كان رائع و الكاتب كان يتنقل بين الماضي والحاضر بإتقان .. اللغة قوية ومعبرة...الشخصيات مرسومة بعناية و حتلاقي نفسك حاسس بيهم وبوجعهم... الرواية مفيهاش تفاصيل ملهاش لازمة..مفيهاش كلام عن السياسة..لكن فيها كلام عن مشاعر الناس ..عن أحاسيسهم..عن خوفهم..عن التعلق بأمل حتي لو بعيد ومش موجود... رواية حقيقية أوي و هي دي أحلي حاجة فيها..😍
تدور رواية قماش أسود حول الموت الذي عاشه أهل الرقة خلال حُكم "داعش"؛ ويعرض لكل أشكال القهر والتعذيب والنزوح التي تعرضوا لها والتي كانت فوق طاقة أي أحد على احتمالها. فالرواية لا تحتمل المجاز ولا التورية، إنما تروي ما حدث فعلياً لهؤلاء الأشخاص.
يعرض المغيرة في عمله كيفية تعاطي البشر مع الواقع من خلال نقل ذلك عن طريق النساء المهمشات في ظل حكم داعش، حيث أُجبرت نسرين على خياطة "العباءات السود" في ظل حكم داعش ليبيعها والد زوجها والذي كان يستغلها والتي وجدت في حب يوسف الحياة التي سعت إليها، لكن الواقع كان أقسى من أحلامها.
تجدر الإشارة إلى أن لغة المغيرة كانت مميزة في هذا العمل، حيث أبدع في توظيف اللغة وجمالياتها، بالرغم من التفاصيل الموجعة. لقد عرفت المغيرة شاعراً جميلاً، وها أنا اليوم أتعرف عليه روائياً جميلاً أيضاً.
كما أودُّ الإشادة أيضاً بالغلاف المميز للرواية، مع العلم أنني لست من القراء الذين ينظرون لأغلفة الكتب التي يقرأون، لكن غلاف قماش أسود كان غلافاً مميزاً وينسجم تماماً مع ثيمة ومضمون النص.
هذا عمل سيبهرك وسيوجعكَ من غلافه إلى آخر صفحة فيه!
دي رواية جميلة، مكتوبة بقلم شاعر مرهف، قدر يتحكم في روايته، وياخد من الشعر لغة جميلة وأحاسيس مرهفة وقدرة شديدة على التركيز والتكثيف احيانا، غير كدا انت هتلاقي رواية متقنة حقيقية، تعيدك لواقع صعب، وتساعدك اكتر على محاولات استيعاب مآسي البشر.
الأهم في الرواية من وجهة نظري هو انها بشرية، تخص الانسان، مافيش مساحات مهدرة للحديث عن القضايا الكبيرة، كأن المفروض نتكلم عن الارهاب والظلم قبل ما نلحق نهتم بالبشر اللي ظُلموا ودفعوا تمن الارهاب ايا كان طرفه من، لإننا مش هتعرف نحط الارهاب او الديكتاتورية في قفص محكمة، لكن في احتمال ولو ضعيف اننا نحط ارهابي او ديكتاتور في القفص دا، الجزئية دي تحديدا انا سعيد بها في الرواية والكاتب اتقنها.
في المطلق هي رواية جميلة، صعبة كالحياة، مؤلمة زي خيبات الأمل، تصور الفشل كما نعاني منه بالضبط، رواية عن الحياة.
رواية موجعة حد البكاء، حقيقية حد الدهشة، نقلت بلغة جميلة شاعرية وسرد آسر ممتع بشاعة الحرب دون الدخول بجدلية سياسية. روى لنا الكاتب قصة امرأتين سوريتين "نسرين وآسيا" لا تربطهما صلة قربى، جمعتهما الحياة بكل تناقضاتهما ووحدت طريقيهما لتصبح كل واحدة منهما كل عائلة الأخرى، خلال فترة حكم داعش الاسود لمنطقة الرقة السورية. اخبرنا عن أحلامهما، وانكسارتهما، عن خوفهما وتمسكهما بالحياة رغم كل مرتا به. رواية انسانية بامتياز، وتستحق فوزها عن جدارة ب "جائزة غسان كنفاني للرواية العربية" للعام ٢٠٢٢ وقد اثبتت هذه الجائزة مصداقيتها بوفائها لقيم الراحل الكبير في ذكرى استشهاده الخمسين اذ صرحت رئيسة الجائزة، رزان إبراهيم، إنَّ "جائزة غسان كنفاني للرواية العربية كانت حريصةً على السير على خطى غسان، في انحيازها إلى روايةٍ نجحت في تمرير الفكرة والمعنى، من دون التجنّي على القيمة الفنية".
وقد ختم الكاتب روايته باهدائها :
"إلى مَن نزحوا عن أرض الحكايات السعيدة مجبرين
إليهم في غيابهم الأخير "
وحتى لا يكون موتا عبثيا كما قالت نسرين: ❞ كل النساء بكين في تلك الليلة، بكين مثلي مرتين على الأقل، مرة حزنًا على حليمة، والمرة الثانية حزنًا على أنفسنا، أننا وباختصار قد نموت بهذه العشوائية، أليست هذه عشوائية رخيصة؟ أن تموت وأن تنجو مصادفةً؟ أن يكون موتك بلا قيمة تُذكر في فوضى ما يحدث؟ ❝ نجح المغيرة بايصال القصة: ❞ القصص السيئة تُسرد، يجب أن تُسرد، وإلَّا ما معنى حياتِنا؟ وما معنى موتنا أيضًا؟ ❝ رغم أن آسيا قررت ان تنسى قصتها لتعيش الحياة من جديد: ❞ «عندما نتوقف عن سرد القصة السيئة فإننا ننساها، هكذا لا يبقى معنى لقصة لا أحد يسردها». ❝
قصة مأساوية تفوح منها رائحة الموت و الحرب و تغلب عليها الكئابة و يملؤها الحزن. الأحداث مؤلمة و الأشد إيلامًا أنها واقعية تصور لنا ما يحدث/حدث في سوريا.
*****
اقتباسات:
"هذا ما يحدث في الحروب، أن تتقن فن التخلي يوماً إثر آخر، و أن تقطع جذورك بكل ما يصبح فائضاً عن حاجتك، حتى في نفسك"-ص١١
"لا داعي للأسف، الموت ليس سيئاً دوماً، أفضل من هذه الحياة التي نعيشها"-ص٤٨
"لا معنى للكتابة سوى الإدانة عندما تعيش في عالم قائم على الترهيب من التأويل."-ص٦٣
"أيكون الندم على ارتكابنا الحماقات أم على خوفنا من عدم ارتكابها؟"-ص١٠٠
"و هل حقاً النسيان نعمة متاحة للجميع؟"-ص٢٢٧
"الوقت يمر ولا يمر، لا دليل على وجوده ولا دليل على انعدامه، بديهي و مستحيل."-ص٢٥٦
رواية قماش أسود للكاتب السوري المغيرة الهويدي تأتي بثمانية وعشرين نبشًا للأهوال التي عاشها أهل الرقة تحديدًا خلال الحرب في سوريا، ولا بقتصر الأمر على وصف مأساة النزوح واللجوء والإقامة في المخيمات والهروب ومواجهة آلة الحرب العمياء، إنما تتعدى ذلك وتسلط الضوء على الآثار الاجتماعية والاقتصادية على السكان الذين دفعوا الثمن غالياً لترتفع راية وتسقط أخرى وتحل محلها ثالثة. تأتي الرواية على لسان بطلتها "نسرين" و"آسيا" سيدتان جمعهما بيت أبي كريم؛ نسرين، الفتاة الجامعية صاحبة الحلم بإكمال دراستها الجامعية العليا بعد أن حملت شهادة في آداب اللغة العربية، تقع في حب كريم الذي ترفضه عائلتها لأسباب طائفية ولمركز شقيقها في الدولة فتتعرض للعقوبات ليصادر هاتفها وتحبس في غرفة إلا أنها تنجح في الهرب وتتزوج من كريم إلا أن كريم يتم اعتقاله فتنتقل للعيش في منزل ذويه، ترعى والدته المريضة إلى أن تتوفى، يستغلها أبو كريم مؤملاً إياها بالسفر إلى تركيا في وقت قريب، تموت أم كريم ويتزوج أبو كريم من آسيا. يسلط الكاتب الضوء على معاناة النساء في السلم والحرب حيث تعاني وتدفع الفاتورة باهضة الثمن، بالرغم من كمية الحزن واللهث نحو الحياة والنجاة في الرواية إلا أنها لم تسقط لغة الأمل والرغبة في النجاة والتشبث بالحياة. لغة الكاتب ومفرداته قريبة، جميلة، ومؤثرة بالرغم من كمية الحزن والأسى، لكن بمهارة الكاتب كان قادرًا على الإمساك بالقارئ حتى الكلمة الأخيرة باحثاً عن أمل في الخلاص.
نص يستند إلى خلفية تاريخية، يمنح نساء مهمّشات صوتاً مدوياً؛ تخترق أصداءه أفقاً رمادياً، ينتصب فوقه سقف مدينة "الرقة" السورية، إثر استيلاء جماعة إرهابية عليها. اقتناء الكتب جريمة! وطقوس الحزن بدعة!
يثابرن من أجل التقاط ومضة ضوء قد تتسرب إلى سجن العتمة الذي يخنق أرواحهن ويكبِّل أجسادهن. يخضن جولات من محاولات عبثية للإفلات من قبضة موت عشوائي، ذكرى قاتمة، وحب ممنوع. بينما تكاد تفتك بإحداهن القدرة على إشباع رغبة ملحّة في النسيان، يتنامى لدى أخرى شعور جامح بإعادة بعث الماضي.
بناء لغويّ قادر على استنفار الحواس؛ يستدرج القارىء إلى مسرح الوقائع، يتيح له سبر أغوار الشخصيات، والتوغل عميقاً في عناصر المشهد.
إضاءة على فظائع، من زاوية تخفِّف من وطأة الوجع حيناً، وتضاعف من ثقل الفجيعة حيناً آخر.
مساحة واسعة لألفاظ بذيئة وتفاصيل خادشة للحياء العام، سردا ووصفا.
---
اقتباسات:-
"كل شيء يمكن تعويضه إلا المستقبل". (73)
"لماذا في الخوف توجد مساحة هائلة من الصمت، مبهمة وخانقة؟". (133)
"عندما نتوقف عن سرد القصّة السيئة فإننا ننساها، هكذا لا يبقى معنى لقصّة لا أحد يسردها". (228)
---
إحصائيات:-
للأديب، الشاعر، والناقد "المغيرة الهويدي"؛ عن منشورات "تكوين"؛ صدرت الطبعة الأولى، في يوليو سنة 2020. يقع الكتاب في 265 صفحة، تضم (28) فصلا.
"هي هكذا، أن تتخلى عن أشياء لصالح أشياء أخرى، ما تملكه وإن كان عزيزًا على قلبك لصالح ما تحتاجه فقط. هذا ما يحدث في الحروب، أن تتقن فن التخلي يومًا إثر آخر، وأن تقطع جذورك بكل ما يصبح فائضًا عن حاجتك، حتى في نفسك، وأن تكون قادرًا دوما على مقايضة الكثير مما ترغب به مقابل القليل فقط"
ثمانية وعشرون نبشًا من المعاناة والألم والحزن والتهجير والحرب، هكذا هي الحرب أن تعيش أيامك بكل خوف، أن تخاف حتى من المطر وأنت تعيش في داخل مخيم.
رواية عن الحرب بكل تفاصيله، كتبها " المغيرة الهويدي" على لسان "نسرين" التي تروي أحداث هذه الرواية والمعاناة، بين آسيا ويوسف وحليمة، وكريم وأبو كريم بين أخيها وأختها بين الحب والعار، بين الهروب والبقاء، بين الخوف والحزن والمرض، بين النظام وداعش، بين الأسود والأسود فقط، في مكان "الوقت يمر ولا يمر لا دليل على وجوده ولا دليل على انعدامه" في "البلاد التي ما عادت بلاد"
"أفضل طريقة للنسيان هي التجاهل، القصص السيئة لا تُسرد" لكنها سردت في هذه الرواية، تستحق القراءة والتأمل كثيرًا.
مؤلمة.. تتحدّث الرواية عن حياة أهل الرقة في سوريا تحت حكم داعش، ثم محاولات قسد بطرد التنظيم. وخلال هذه الحرب، نتعرّف على امرأتين مختلفتين تتقاطع طرقهما، نقرأ أفكارهن، مخاوفهن، أحلامهن وماضيهن. حلمهن بمستقبل أفضل وضياع هذا الحلم بسبب الحرب. يصف المغيرة كيف تجرّد الحرب المرء من حياته، أحلامه وأبسط حقوقه من خلال بطلتا الرواية آسيا ونسرين ونساء أخريات تعرفنا عليهن بعد النزوح.
"كل النساء بكين في تلك الليلة، بكين مثلي مرتين على الأقل، مرة حزنًا على حليمة، والمرة الثانية حزنًا على أنفسنا، أننا وباختصار قد نموت بهذه العشوائية، أليست هذه عشوائية رخيصة؟ أن تموت وأن تنجو مصادفة؟ أن يكون موتُك بلا قيمة تُذكر في فوضى ما يحدث؟"
" القصص سيئة تُسرد ، يجب أن تسرد ، و إلا ما معنى حياتنا ؟ و ما معنى موتنا أيضاً " ثورة أو أزمة أو حرب هي وجوه متعدده لما حدث ،مهما اختلف تعريفها .. هو ضياع الانسان و تشتت بين القرى التي طالتها يد العبث .. لتفسد فيها . بين شخصيتين محورتين يروي الروائي المغيرة الهويدي عن هذا السواد و التضليل .. ليحاكم التاريخ الذي اضاع مصائر الكثير . في عوالم مختلفة تتقاطع أحداثها مع شخصيات عاشتها لتخلق عالماً موازيا لعلها تنجو من هذا العالم الذي يعرقل أبسط الأحلام و يفسد الأمنيات ، قائم على الترهيب و الادانة . و للحكاية بقية لم تنتهي .
مصافحتي الاولى للكاتب والذي يتحدث في كتابه عن موضوع يثيرني شخصيا يثير الأحزان في القلب و قصه لها شجن قصة المرأة في جميع الازمان وتنظيم داعش قصة ظلم المرأة واستعبادها والضحك على ذقنها مشاعري ملخبطه قصة نسرين الفتاة التي كانت تستعد لرسالة الماجستير وقد كانت حياتها ملونه وقصة نسرين وهي تخيط بالماكينة القماش الاسود وتختلط اصوات طلقات الرصاص بصوت ماكنة الخياطه قصة نسرين وهي ذليله تعيسه لا تعلم مصيرها تلبس بيجامه وفوقها عباءة مغطاه بالوحل قصة آسيا وهي تحتضن مناكير احمر اللون وتبحث عن مرآتها وقصة رجل لن يعود
" القصص السيئة تُسرد،يجب أن تُسرد، وإلا ما معنى حياتنا؟ وما معنى موتنا أيضاً؟" لأن القصص السيئة يجب أن تُسرد ولأن النساء دوماً يتكبدن الثمن الأعلى و يتشبعن بالألم الأعمق، و يمتن وهن أحياء، كانت هذه الرواية. هنا يقص علينا الكاتب السوري المغيرة الهويدي حكايات نساء سوريات عايشن الموت بكل أشكاله وقتلن بكل الطرق ومن كل الجهات أثناء رحلة بحثهن عن النجاة المستحيلة في بلد عاث به الغربان خراباً،فكانت حياتهن أشبه بسهم مأساوي مُكبّل بقدر أسود متجهاً بسرعة جنونية إلى موت محتّم. نص جميل ومُرهف.
" هي هكذا، أن تتخلّى عن أشياء لصالح أشياء أخرى، ما تملكه وإن كان عزيزًا على قلبك لصالح ما تحتاجه فقط. هذا ما يحدث في الحروب، أن تتقن فن التخلي يومًا إثر آخر، وأن تقطع جذورك بكُلّ ما يصبح فائضًا عن حاجتك، حتى في نفسك، وأن تكون قادرًا دومًا على مقايضة الكثير مما ترغب به مقابل القليل فقط."
"هذه الليلة قطعةٌ من قماش أسود، عباءةٌ بحجم هذه البلاد خاطتها يداي وأيدي كل النسوة على هذه الأرض.. تُمسي البلادُ في رأسي ورشة خياطة كبيرة لعباءة أكبر من أن ننتهي من خياطتها."
حيث الخلاص ساعين.. نحو النور متجهين نسرين وآسيا أتركيا تضمكم الآن؟ أم أن فوضى القذائف اخذتكم ويوسف؟ الكثير من الأسئلة المُبهمة العالقة في ذهن نسرين عالقة بذهني حاليًا…