إن السريالية، التي “تميل إلى استعادة قوانا النفسية من خلال وسيلة تتمثل بالمداهمة المذهلة في اعماقنا، والإضاءة المنهجية للأماكن الخفية والتظليل التدريجي للأماكن الأخرى”، تجد في الحلم وسيلة لاختراق الذات وبالتالي للوصول إلى المعرفة العليا . يمكن أن يجعل الحلم كل شيء ممكنا، حتى الحالات الأكثر احتمالا في الواقع اليومي. وهو يلهمنا بالايحاءات، ويساعد عقولنا للتحرك في عالم خارق فيه الكائنات والأشياء تأخذ مظهرا غير متوقع وغير عادي يتزين بلون الحلم. يمتلك الحلم ، بالنسبة للسرياليين حياة خاصة لها من الأهمية بمكان كأهمية الحياة في حالة اليقظة، واندريه بريتون باعتماده على نظرية فرويد، والتي مفادها ” بأن الحلم هو رمز للرغبات اللاواعية، والغرائز المكبوتة” يؤكد بان احلامنا يمكن ان تساعدنا على حل ” مسائل الحياة الأساسية ” وقد نجح السرياليون بملاحظة هذه الحقيقة الغريبة. ففي العام 1923 أورد بريتون في قصيدة له بعنوان ( عباد الشمس ) قصة لقاء كان يفترض ان يتم في السنة الآتية بصحبة النحات جياكومتي. واشترى بريتون ” نصف قناع” الذي وجد نفسه فيما بعد يكمل المنحوتة غير المكتملة. ولكن، من الأحداث الأكثر إثارة للدهشة، ماقام به الرسام براونر عندما رسم شخصيات عوراء قبل وقوع حادث تسبب لها بفقدان اعينهم اليمنى، كل هذه الحقائق، كشفت عن نشاط ثانوي للعقل، لا تنقصه الفائدة، وحتى الإثارة، فالسريالييون الذين كانوا ينسبون للحلم اهمية كبيرة ، إن لم تكن أكثر، كما في حالة اليقظة، وذلك من وجهة نظر مزدوجة من الناحية النفسية والميتافيزيقية.
تجميع وترجمة لبعض الأحلام اللي دونها ونشرها مجموعة من رواد السرياليين في العشرينيات، وهي زي ما متوقع أحلام زي أي أحلام، ما تفرقش عن أحلام حد إلا في دقة التدوين. والكتاب ما بيقدمش أي حاجة غير كدا، وبالتالي فقراءته لا تصلح لأي شيء غير أن الأحلام بطبيعتها تصلح مادة للاستلهام.
الحركة السيريالية في الادب وفي الرسم حركة فرنسية اصبحت عالمية ،المميز في الحركة السيريالية هو الخروج عن النسق المعهود في الكتابة الادبية في هذا الكتاب يحاول اعضاء الحركة السيريالية كتابة احلامهم الشخصية (الحلم اثناء النوم ) ،كتاب مميز صدر عن دار سطور .