. . على صدى السؤال الذي احتل غلاف الكتاب كعنوان له يقدم الكاتب محمد العبده بعضا من الإجابات الممكنة عليه وأقول الممكنة لأن احتمال أن تكون تلك الإجابات هي الإجابات الصحيحة المنتظرة يعتمد بشكل كبير على معنى السؤال في نفس قائله بالدرجة الأولى لو عدت إلى السؤال في ذاته - أيُعيد التاريخ نفسه ؟ - لا يمكن أن تخرج الإجابة عنه عن مسارين أولها : رغبة المجيب بالعودة واستدعاء التاريخ إن كان التاريخ في وجهة نظرة إيجابي بالمفهوم الذي يستحق تكراره فيتمنى هنا إعادة إحياءه ، أو المسار الثاني ويكون به الجواب مصحوبا بشيء من الأسى عندما ترى أن الخيبات ذاتها تتكرر بتفاصيلها المزعجة .
الكاتب محمد العبده استخدم الحقبة الزمنية التي عاش بها صلاح الدين كنقطة مركزية مفصلية انتقل بها التاريخ من ضعف إلى قوة ولكن هذه القوة تداعت بعد انتهاء تلك الحقيبة .
قُسم الكتاب على أربعة فصول ، في أخرها جاء باب يحمل تساؤل مهم حقا وهو لماذا لم يتابع التجديد ؟ إن الإجابة عن هذا السؤال مؤلمة حقاً.
على مستوى الأسلوب كان اسلوب الكاتب سهلا، ولغته كذلك بسيطة واضحة وكل هذا جعل الطرح في متناول الجميع من حيث فهم المقصد والأهداف الرئيسة للكتاب .
- الكتاب تحدث عن المرحلة التي سبقت استرجاع القدس، أي في القرن الرابع الهجري، والكيفية والأسباب والمراحل التي أدت لإسترجاع صلاح الدين الأيوبي للقدس، ويقارنها بوضعنا الحالي.. ويتساءل هل بإمكاننا أن نأخذ العبر وأن نكرر الفعلة. . - توقعت شمولية أكبر في الكتاب خصوصًا بأن العنوان يحتوي على تساؤل كبير جدًا. . - لفت انتباهي الفصل الثاني، وأعجبني حديثه المختصر والأفكار التي تداولها حول الاتجاهات الشيعية والباطنية التي تحاول السيطرة ..منها الدولة الفاطمية والبويهية والقرمطية.. . - أسلوب المؤلف مناسب للعامة، لا توجد فلسفة مبالغ بها، أو قصص ومواضيع خارج الإطار. . - حاولت الإجابة على السؤال بعد الإنتهاء من الكتاب، وأرى بأننا مع مرور الوقت وحركة التطبيع الأخيرة فإننا نبتعد أكثر فأكثر من تحرير فلسطين للأسف. . - الكتاب مفيد وجيد جدًا بشكل عام.
بعد قراءة هذا الكتاب اقول بشدة يعيد التاريخ نفسه نفس المواقف و الاحداث باختلاف الاشخاص و اختلاف القرارات إن لله فى الارض سنن لا تتبدل و لا تتغير وتحدث الكاتب عن احداث القرن الرابع الهجرى خاصة و ان اشد اعداء الامة هم الباطنيون فهم كالشوكة التى فى الحلق تعوق صاحبها عن الحركة و الحياة ثم تحدث فى النهاية عن الوزير المعظم الكبير الموقر (نظام الملك) رحمه الله اعظم وزراء التاريخ الاسلامى انشأ المدارس و عمر البلاد الاسلامية و هو وزير السلطان الب ارسلان و وزر لابنه السلطان ملكشاه ابن الب ارسلان الذى كان يطلب من السلطان ان يعين الامراء الاتقياء فى المناصب العليا للدولة حتى ينصلح حال المسلمين و قد اتت ثمار هذا عندما ولى احد الامراء الاتقياء الصالحين و هو الامير آق سنقر فى العراق و هو والد عماد الدين زنكى و جد نور الدين محمود رحمهم الله جميعا و نور الدين محمود هو الذى ولى صلاح الدين وزراة مصر بعد وفاة اسدالدين شريكوه ثم رئاسة مصر ....... حتى تم له فتح بيت المقدس
الكتاب بيبدأ بحال الدولة الاسلامية فى القرن الرابع الهجرى والانهيار اثناء الدولة العباسية بسبب فرق التشيع وبعدين بيشرح اهم الفرق زي العبيدية والقرامطة بشئ من التفصيل غير الممل بعدين بيتكلم عن فترات عز المسلمين فى فترة عماد الدين الزنكى ونور الدين محمود وصلاح الدين الايوبى يُنصح به ..
يذكر المؤلف أثر امتداد الدول الشيعية على العالم الإسلامي: كالعبيدية والقرمطية والبويهية...، وما أعقبها من عودة السنة على يد العديد من الأشخاص من أبرزهم صلاح الدين الأيوبي، وهو أشبه ببحث لتلك الفترة التاريخية.
"لو طلع لي جنّيّ المصباح الخرافيّ في هذا الزّمن، وقرّر أن ينفّذ لي طلبا واحدا، لطلبت فقط: أن يكون للنّاس ذاكرة تعمل. فقط، فقط، فقط = ذاكرة، غير انتقائيّة ولا مضلّلة. أظنّ هذا وحده كفيلا بالسّعادة .. بدل أن تعيش وحدك مجنونا .. تتذكّر ما حصل فعلا، وتشدّ شعرك!" كمال المرزوقي
ظلت هذه العبارة تتردد في ذهني مدة قراءة الكتاب. وتساءلت في نفسي ألم يسبق القرآن الكريم لتنبيهنا أن الأيام دول وأن السنن الإلهية لا تخطئ أحدا؟
{ سُنَّةَ الله فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ الله تَبْدِيلًا ﴾ [الأحزاب62]
وفي آية أخرى﴿ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ الله تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ الله تَحْوِيلًا ﴾ [فاطر43]
ألا نجد فيه قوله تعالى: {َقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ}
فلم لا نعتبر إذن؟! لماذا لا نتعلم من قصص الأولين التي سطرها التاريخ؟ بل أين قراءتنا للتاريخ أصلا؟! لا إجابة...
رغم أن الكتاب قليل الحجم ويحتاج برأيي لتوغل أكثر وتحليل أعمق للأحداث فقد نجح على الأقل في فتح باب النقاش وإثارة التساؤلات في محاولة جيدة لإسقاط الماضي على الحاضر. وأبرز ما فيه التنبيه على خطر الإختراق الداخلي للأمة فلو كانت الفرق الباطنية تكيد الخلافة قديما فلا خلافة اليوم والخونة هم أصاب القرار. وإن كان جهل العامة أعيا العلماء حينها فقد ساد الجهلة اليوم والعلماء بين مسجون ومغمور. ولكن مخرج الحي من الميت حتما قادر على أن يخرج منا صلاح الدين.فعسى أن يجعل الله للإسلام والمسلمين فرجا قريبا فإنما للباطل جولة وللحق صولة. "ولا غالب إلا الله"
بعد كل تلك الضربات العنيفة للدولة الإسلامية في القرن الرابع كان من الطبيعي أفول نجم هذه الدولة للأبد ولكن سنة الله في الأرض أن يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه ويقدر لهم أن يرفعوا ذكره في كل بقعة.
إنهيار وإنحلال وخيانات وقتل ودولة عبيدية وفرق باطنية يقطعوا أواصر الإسلام ولكن يبعث الله على رأس كل مئة عام من يجدد لها دينها ويقدر أن يخرج من الأرحام نور الدين محمود وصلاح الدين وألب أرسلان..
وفي هذه الأيام بعد سباق التطبيع في دول الخليج مع الصهاينة المحتلين وتوالي الخيانات لابد من أن انتصار الحق قادم وهو أقرب مما نتوقع ولابد للأقصى أن يعود إن شاء الله.
كتاب رائع ومفيد جدا يتحدث فيه الكاتب عن الأحوال العامة للمسلمين التي سبقت استرداد المسجد الأقصى ورغم وجود الكثير من الاتجاهات الشيعية والباطنية التي حاولت السيطرة في هذه الفترة وأفسدت البلاد وظلمت العباد لكن البشائر عادت إلى بلاد المسلمين وذلك بعد ظهور دولة سنية قوية والاهتمام بالعلم والعلماء وإقامة العدل والإحساس بالخطر الباطني ودحره وإبراز أهمية دور الجهاد كل ذلك مهد الطريق إلى فتح القدس وكان الفضل ال��كبر يعود لنور الدين زنكي ومن بعده صلاح الدين الأيوبي والذين تم تشبيههم بالعمرين رضي الله عنهما لصلاحهما وفضلهما على الأمة
ورغم أن الكاتب تحدث عن أحداث تاريخية كثيرة ولكنه استطاع بأسلوب واضح ومختصر عرض جميع هذه الاحداث في القرن الرابع الهجري والفرق الموجودة والأمراء والسلاطين في صفحات لم تتجاوز 140 صفحة وكانت اللغة واضحة جدا بعيدة عن التعقيدات ..
وإجابة على عنوان الكتاب: نعم التاريخ يعيد نفسه..لأن النفوس الانسانية لا تتغير.. وتصرفات الإنسان تتكرر باختلاف الزمان والمكان.. ومع ذلك فالأمل دائما موجود .. مهما ساءت الأحوال وانتشر الفساد ولكن العودة الى طريق الحق والنصر تبقى مفتوحة وكل شيء بميعاد
وأختم باقتباس: لا بد من الاعتراف أن من عوامل الانحلال والضعف الذي أصاب الأمة هو ابتعاد العلماء عن القيادة، وعن الحكم وأصبح المثل الأعلى هو العالم الذي يبتعد عن السلطان فهذه فكرة خاطئة إذا ما عممت ، فهناك علماء ربانيون يتولون التربية فهؤلاء من الأفضل ابتعادهم عن الحكم..أما أن يصبح الابتعاد هو المثل الأعلى فهذا من المصائب التي جرت على المسلمين الضعف ، وهل ينصور مسلم أن يجد أحدا يكون أعلم وأتقى من رسول الله ، وقد كان هو بنفسه قائد جيوش المسلمين في بدر والأحزاب .. وغيرها.!!
الكتاب اهتم بدراسة التاريخ فيما قبل صلاح الدين وتوغل الدولة الشيعية وافسادها للخلافة وكيف تم التطهير وفكرة التطهير واضحة فيه كما يمكنك قرائة بين السطور كيف تم تدريجياً حتى صار صلاح الدين فاتحاً للقدس