شاب يقرِّر التنقيب في ماضي أسرته المُسلِمة التي التجأت إلى البرازيل هربًا من ويلات الحرب وهو لا يزال طفلًا صغيرًا. بين نوبات هذيان الأم التي ناءت ذاكرتها بأثقال المرض، وحكايات الخالة التي حاولَت النسيان سدى، يفتِّش إمانويل عن أبيه الغائب محاولًا انتشاله من أطلال الحرب وغياهب الماضي.
يسبر الكاتب أغوار النفس الإنسانية بلغة رشيقة مُكثَّفة، حتى يمكن القول بأن كل عبارة بين دفتي هذا الكتاب تحمل في حناياها قصة حافلة. يُشرِكنا المُؤلِّف معه في كتابة روايته البديعة التي تمسّ قلوب القرَّاء أيًا كان انتماؤهم، مُؤكِّدًا على أن مشاعر الألم والفقد والهجران من القواسم التي يشترك فيها جميع البشر.
روبرتسون فريزيرو: كاتب روائي ومسرحي وشاعر برازيلي. صدرَت روايته الأولى «بعيدًا عن القرى» سنة 2015، فقوبِلَت بحفاوة القرَّاء والنقَّاد، وحصلَت على جائزة كتاب العام المُقدَّمة من رابطة الكُتَّاب AGES، كما وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة ساو باولو وجائزة أسوريانوس.
Robertson Frizero é escritor e tradutor, mestre em Teoria da Literatura pela PUCRS. Seu romance de estreia, Longe das aldeias, foi finalista do Prêmio São Paulo e teve os direitos de tradução vendidos para o persa e o árabe. Nascido no subúrbio do Rio de Janeiro em 1969, iniciou sua carreira literária em Porto Alegre, adotando a cidade como seu lugar no mundo. Hoje vive em Florianópolis.
نوفيلا قصيرة..مُثقلة بالحنين الواهن... يلتف رداء الحرب اللعين حول الأعناق...يتلوى وينعقد جاثماً على الأرواح...ويشتد الخناق فلا يفلت أحداً... كيف يمكن للحرب أن تدفع بالمرء لحياكة الأكاذيب ليصنع نسيج الحقيقة...الحقيقة الوحيدة ألا وهى جعل الواقع قابلاً للعيش.... تلتقي هنا بأرواح هامدة مُعذبة ، تستدعي شذرات من الذكريات المؤلمة التي لا يمكن الاختباء منها...تلتقطها أنت بعينين ذابلتين ويدين مرتجفة ، تدعو الله أن يسقط احداها منك ولو سهواً لعل الألم يصبح أكثر احتمالاً... كالعادة ترجمة " مارك جمال " لا تخذلنا أبداً.... لطالما تركت الذكريات في فمي مرارة وفي قلبي خواء.....
"اليوم لن أسمح لجندي واحد، كائناً من كان، بأن ينتزعني من بين ذراعيها اللتين فيهما ملاذي. وأمي على فراش الانتظار تبتسم، سعيدة، غائبة."
رواية قصيرة من 90 صفحة تتكلم عن حرباً ما في بلداً ما بسبب العنف الديني.. ليتسبب ذلك لـ"إيمانويل" أن يكون جاهلاً عن أصله ونشأته، ومن هو حقاً؟ وما هي حقيقة والده؟ الرواية قصيرة كما أسلفت الذكر ولكنها لطيفة مليئة بالمشاعر المُتضاربة.. رغم أن كل شيء يحدث بسرعة ولكن شعورك به مُكثف وحضور الشخصيات طاغ.. حتى تلك العلاقة التي مر بها بطلنا "إيمانويل"، ووالدته وأختها.. وأنا أتذكر أحداث الرواية أجد أن هُناك الكثير قد حدث خلال الصفحات القليلة التي رسمها الكاتب ببراعة.
اللغة جميلة، والترجمة جاءت سلسة وناعمة كعادة ترجمات "مارك جمال" وتشعر بالتعب المبذول فيها من خلال الألفاظ المُختارة. هذه أول رواية للكاتب البرازيلي "روبرتسون فريزيرو" وبكل تأكيد سأقرأ له أعماله التي أتمنى أن تكون أطول وأعمق من هذا العمل.
ودعني أختم بهذا الإقتباس المؤلم: "لطالما تركت الذكريات في فمي مرارة وفي قلبي خواء."
"أريد النسيان فلا أستطيع إليه سبيلا" بسبب الحرب ينشأ إيمانويل جاهلًا بحقيقته لا يعلم من هو والده ولا إلى أين ذهب. "لطالما تركت الذاكرة في فمي مرارة وفي قلبي خواء لست على يقين من أي شيء"
مابين عبارات تنضح بالحزن وشعرية السرد يخلق الكاتب لدى القارئ حالة من التعاطف مع شخوص الرواية والجميل هنا أنها رواية يكتبها القارئ مع المؤلف في جو مشترك من الحنين.
"إنما الذاكرة هي المرآة التي نرى فيها الغائبين" يحاول إيمانويل التعرف على والده الغائب وماضيه من خلال كلمات والدته وصور من ذاكرتها المعذبة. "لطالما ذكرت أمي ذلك الطفل الساكن في عيني أبي الزرقاوين كسماء خَلَت من السحب"
"لست على يقين من أي شيء ، ولكن أمي عادت البارحة إلي المستشفى ، إلى مستشفى أيام الحرب. أنشبت أظفارها في بشرة الزمن الآخر ، وبقوة المهزومين الخائرة راحت تصارع بساقيها تشبثت يدها بذراعي في مشقة، وانزوت على نفسها في الفراش لم أستطع إقناعها بأن الجندي الواقف على أعتاب الحجرة لن يعاود انتزاع جوزيف من بين ذراعيها أبدا. وفي غمرة يأسها، كتمت في نفسي صرخات الهول والكلمات المرتسمة على شفتيها في محاولة مريرة للفهم. راحت أمي تصارع جلاديها اللامرئيين، معذبة، وقد ضاق عليها الخناق حتي التصقت بالجدار". يحتشد النص بصور من الذاكرة وتعددت المرويات بين ما يحكيه إيمانويل عن حاضره وما تسرب من ذاكرة الأم المريضة خلال الهذيان وحكايات الخالة ميرنا التي لا تني تسقط على قلب إيمانويل فتزيد من عذابه وتدفعه إلى الهرب واختلاق ذكريات طفولة سعيدة مزيفة.
نوفيللا قصيرة تقطر ألماً كتبت بمشاعر صادقة تحكي ألم الفقد والهجر والاغتراب. هكذا هي الحرب تسلبنا أعز ما نملك، ولكن يظل الحب هو الملاذ الأخير فلم تستطع الحرب اغتياله مع كل من قتلت وشرَّدت. عثرت ماريّة على رقة الحب بين فظائع الحرب وتشبثت به وجعلت منه أملاً يبقيها حية.
تتبدى روح شعرٍ عذبة ورقيقة خلف نص الرواية الموجع، والمكتوب بكلمات بليغة كفصول قصيرة فبدت كقصائد يجمعها رابط خفي وساحر، وهذا برغم ما تحمله حكايتها من مآسٍ وآلام..
تحكي عن الحروب التي لا ينتصر فيها أحد، وعن الوطن الآخر، الذي يحاول الأسلاف تجميل صورته في ذاكرة الأبناء أو بالأحرى تصديق ما رسموه هم لتغيير تلك الذكرى القاسية.
وحتى بالذهاب إلى الجانب الآخر من المحيط يبدو أن هناك من سيظل حبيسًا مع ذكريات الحرب ولحظات الهول.. بعيدًا في تلك القرى.
تبا للحروب التي يعاني منها البشر في كل انحاء الارض يوما بعد يوم ، مخطئ من يظن أن الحرب تنتهي مع الرصاصة الاخيرة ، الحرب تسكن قلب و عقل كل من عاشها حتى رحيله عن الحياة ، أوتظن انها تنتهي برحيله ، بالطبع لا ، ستبقى حية ذكرى تلك الحرب في ذاكرة كل جيل من الاجيال . حرب تشن باسم الدين ، نعم باسم الدين ، أوليس الدين هو ملاذنا و ملجأنا و سلامنا ؟! كيف لهم أن يدنسوا الاديان بقتل البشر ؟! أوليست جميع الاديان صانت حياة الفرد و اعتبرتها مقدسة ؟! كيف تقتلون ، تدمرون ، و الاسوا من كل ذلك تغتصبون باسم الدين ؟! يال الالم و البشاعة . ايمانويل ، طفل الحرب ، عانت أمة ماريا و خالته ميرنا ويلات الحرب ، و هربتا بحياتهما الى البرازيل لعلهما تبدءان حياة جديدة ، لكن كيف لماريا أن تنسى ؟ كيف لميرنا أن تنسى ؟! .. صدقا رواية مؤلمة ، رغم قصر صفحاتها ، كان عملا مبدعا من قبل الكاتب ، و كانت ترجمة مبدعة كالعادة من قبل مارك جمال ..
تُخيفني مساحة الكتاب الكاذبة. أن تكون أكبر ممّا تبدو؛ أن يكون كتابٌ بأطراف يحملُ في قلبِهِ ما لا أطراف له. يخيفُني روبرتسون فريزيرو لأنّهُ قادرٌ على هذا النوع من الكذب — تزييفُ المساحات.
ترحَلُ القصّة من الحيّز العام لثيمة الحرب بوحشيّتها وعبثيّتها، إلى أشدّ الأحياز خصوصيةً؛ الذاكرة المتنقّلة. الذاكرة بوصفها استرجاعًا لما كان، ولما نظنّ أنّهُ كان، ولما نودّ لو أنّه كان. الذّاكرة بوصفها تخييلًا؛ مساحةً حرةً لخلق أسطورتنا الخاصّة التّي نحبّ أن نصدّقها ولو بالكذب. الذّاكرة بوصفها عيشًا على حكْيِ الآخرين، عبرَ هلوساتهم، وفقَ لعبهم الخاصّ بذكرياتهم المتخيّلة. الذكرياتُ الّتي هي أكثرُ حضورًا من ظلالِنا. يختبئ إمانويل "من ذكريات كشفتها الحمّى المُتقطّعة التي استحوذت" على أمّه — إنّه يختبئ من ذكريات الآخرين. "دَعنِي والوهم، فإن هيَ إلّا أحلام، تُخمِدُ الألَمَ الغريبَ المبرِّح"؛ الذكريات الّتي تنوءُ بإمانويل وأمّه وخالته ومن صادفوهم؛ الذاكرة التي عليهم قتلها كي يحيا الوَهْم، كي يحيا في ذاكرةٍ بديلة.
"يطولُ عناق مادالينا مدى الدّهر الّذي يستغرقُه نحيبي. أعرفُ أنّ بكائي بلا معنى، وأنّه ينطوي على أحزان حيواتٍ أخرى كثيرة، أذرفُ دموع الخالة ميرنا المهجورة، ودموع جوزيف الذي انتُزِعَ من بيت أبوَيه، ويجيشُ صدري بكلّ الحسرة المحجوبة في ماضي أمّي التي لا عزاء لها."
"ما عادَ ينقُصُني إلّا […] اختلاقُ طفولةٍ سعيدة."
لكنّنا نرى أنّ هذا الكذب في التذكّر ليس وسيلةً في العزاء فحسب، بل يملك فاعليّةً في الأحداث "الواقعيّة". امرأةٌ تهرُبُ من القتل والتهشيم وما كانت لتهرُب لو لم تقنعها أختها بأنّهما تبحثان عن حبيبها الّذي ما هو إلّا صورةٌ وهميّةٌ كانت تصدّق أنّها على قدرٍ أكثر مصداقيّةً من الحرب نفسها. إمانويل الّذي ما كان ليفهم كلّ هذا لو لم يعِش هذا الكذب؛ كذب الذاكرة.
كلّ الشخصيّات ميتة بصورةٍ أو بأخرى. كلّ الشخصيّات حيّة بصورةٍ أو بأخرى. هذه حكاية تحذف التخوم وترغمنا على تخطّيها والتّماهي مع هذا السرد الذي يحتفي بخلق مساحاته الخاصّة، فكلّ جملةٍ هي مساحة قصّة جديدة تتسرطنُ في باقي القصص، باقي الجمل، باقي الذكريات، ما الفرق؟
الترجمة فاتنة فاتنة! لقد ذرفتُ لأجلها أصدق دموعي، ووجدتُ فيها صوتي المتوجّع إلى الحياة. شكرًا مارك جمال؛ أنت تعني لي أكثر ممّا يعني لي المؤلف نفسه.
رواية مؤلمة رغم قلة عدد صفحاتها، تألمت بمرور كل صفحة، ظننت أنني سأجد الراحة في النهاية، ولكن تعاظم ألمي بقدر ألم إيمانويل عند معرفته الحقيقة
نحن هنا أمام رواية عظيمة عن شخص يُدعى إيمانويل، يسعى جاهدًا لاكتشاف هوية والده الذي لا يمتلك ولو صورة له
والدته مارية تسقط بعيدًا عن الواقع، منسجمة في فقاعة من الأحداث القديمة المخلوطة بأخرى زائفة تجد فيها الأمان والطمأنينة بعد سنوات من الألم المحض
في البداية تشعر ببذرة ألم مشوبة بالغموض لعدم اكتمال الرؤية أمامك، من إيمانويل؟ من مارية وميرنا؟ أين الحقيقة في قصة الوالد الحقيقي؟ ومن عساه يكون الخال بيتر؟
رويدًا رويدًا تكتمل الصورة لتتضح بدرجة غير متوقعة لتفجر بذرة الألم، مطلقة كل ما بداخلها من أوجاع
رواية جميلة للغاية، وإيجازها يُزيد حدة الألم، والترجمة عظيمة
التجربة الذاتية عند الآخر، هي من أهم المشتركات الحسية الإنسانية ، في سياق المجال العمومي والاجتماعي - وفي استكناه مسألة الغيرية / تمثيلات الآخر، خارج النزوع الداخلي للذات؛ "فالغيرية مأزق بقدر ماهي حل"، والتي نسعى من خلالها لاستدراك أنفسنا، والعالم من حولنا؛ كما أنها محاولة لفهم الإنسان بوصفه وحدة عامة وشاملة؛ إذ تشغل هذه التجربة في الذهن، التساؤل حول معنى الكائن ونهايتنا الخاصة.
روبرتسون فريزيرو لا يرى الآخر في انفصاله عنه، وإنما يدرك ذاته على أنه آخر، كما يقول الشاعر الفرنسي Je est un autre .
يمكن أن نصنف هذه الرواية ضمن مجال كتابة السيرة الغيرية، التي تجلت في التمثيل عن طريق السرد. كما أنها تنتمي إلى حقل النقد الثقافي.
"لطالما تركت الذكريات في فمي مرارة وفي قلبي خواء. لست على يقين من أي شيء."
على هيئة ومضات سريعة لذكريات الحرب والشتات بين بلدين لا عاش في الأول ولا انتمى إلى الثاني، وبما تبقى من عائلة ممزقة بين خيال أب لا وجود له إلا في فتات الحكايات، وأم أعيتها الذكرى فاختلطت ذاكرتها، يحاول الراوي أن "ألوذ بالخيال، إذ لم يبق لي سواه من أجل استرجاع ماضيَّ." لا يربطه بأبيه وماضي أهله ووطنه غير خيط ضبابي من قصص وخيالات.
نرى كِسَرا من حكايات الوطن، والأم، والعائلة، والحبيبة من خلال لعبة الذاكرة المخاتلة و"الذكريات المختلقة" التي حرمت الكاتب من راحة اليقين.
هل تخدعنا عقولنا أو نخدعها بخلق ذكريات توهمناها فبلورتها الذاكرة، وإغفال حقائق تهربنا منها فطمستها الذاكرة.
في رأيي يبقى لإحساسنا ذاكرته الخاصة، هي ذاكرتنا الأقوى حضورا والأعمق أثرا والأصدق سواء تماست مع أحداث الواقع أو تباعدت عنه. إن كان لنا أن نختار من نكون وننجو مما فرضه علينا الواقع، ألا يحق لعقولنا منحنا بعض السلام من خلال انتقائية الذاكرة أو حتى اختلاقاتها؟
واجهت كل شخصية ذكرياتها الأليمة فمنهم من كسرت روحه، ومن هرب، ومن حطمتها لتنجو، ومن أعاد تشكيلها بخياله.
"إنما الذاكرة هي المرآة التي نرى فيها الغائبين." في ألاعيب الذاكرة اختارت الأم أن تحب ابنها، أسقطت عمدا قسوة ذكرى لون شعره وشكل عينيه، نسبته ذاكرتها لحبيبها "المؤلَّف من خواطر مبهمة" ورأت فيه ملامحه، "جعلت من تلك الأكاذيب حقيقتها الوحيدة،" وطاردتها عمرا. أما البطل ففي النهاية منحت لفتة طيبة من أب "لم ينجبه قط" لوجوده معنى، بنت ذاكرته على تلك اللفتة عالما كاملا من الذكريات العذبة والحنين واجه بهما قبح الواقع. لحظات معدودة من الصدق والحنان أنقذت روحا، ومنحت حياة، وجعلت المستقبل ممكنا، وشكلت ذكرى واجها بها بشاعة الجريمة.
• بدا الجزء الأول كانعكاس لحالة الراوي الذهنية وما بها من تشتت وحيرة حتى بدأت الصورة تتضح في ذهنه ما انعكس على تماسك السرد واكتمال الفكرة لدى القارئ.
• مواجهة ألم الذكرى بدلا من التهرب منه كانت نقطة التحول، مشاهد الاغتصاب على قسوتها كتبت ببراعة نقلت بشاعة الجريمة وحدة الألم والمرارة دون تفاصيل منفرة. لطالما اتخذ سادة الحروب من أجساد وأرواح النساء ساحات لمعاركهم. تناولت الكثير من الأعمال موضوع ضحايا الاغتصاب والأبناء الناتجين عنه من منظور خارجي: نظرة المجتمع، أو الأم الضحية، لكن هنا التناول من الداخل وبرؤية الابن وكيف انعكس عدم اتزان أمه عليه. • خاتمة الرواية مؤثرة، فائقة العذوبة. أحببتها.
• كعادته جاءت ترجمة مارك جمال سلسة بلغة جميلة نقلت روح الرواية وعذوبتها.
• تعمد الكاتب إغفال زمان الرواية ومكانها فلم يذكر أي حرب ولا في أي بلد لتسري على معاناة كل ضحايا الحروب والطائفية. تبقى الحروب أبشع ما اقترف البشر، والعنصرية أحط جرائمهم.
================= مما أعجبني:
- "ذلك الوطن البعيد، الذي يفوقني غربة" - "ظلت القرية حية أكثر مما كانت على أرضنا، حيث لم يبق سوى أطلال الحرب."
- "لا هجران إن لم يملك المرء خيارا."
- "مادالينا، يا ملاذ حزني الرحيم ... ألمي الخالي من الادعاء والقوة والنسيان" ❤️
- "تصر مادالينا على أهمية الأشعار لعلاج ندرة الكلمات، تلك الندرة المتفاقمة."
- "أعرف أن بكائي بلا معنى، وأنه ينطوي على أحزان حيوات أخرى كثيرة."
- "حطمت الخالة ميرنا سياج الذكريات الأشد مرارة. وبالحطام المتداعي ابتنت حياة جديدة على الجانب الآخر من العالم، وسمحت لنفسها بالميلاد من جديد."
- "أذكر حقول قرية أسلافي، وأنا الذي لم أكن هناك يوما."
- "اسم مختلق لأب زائل يعود إلى ذلك الماضي المؤلف من المستحيلات. حرف من التمرد وسط فصل كامل من الهول. أبي جوزيف. عبارة من وحي الخيال، في قصة حب ماتت في المهد."
- "بارك الله الطفل الساكن في عينيه الزرقاوين."
- "بفضلها صرت رجلا سليما من ذلك العجز الروحي الذي تورثه في النفس حرب لم ينتصر فيها أحد."
تنبع خصوصية وهشاشة في قلبي اتجاه كل الأعمال الأدبية المروية على ألسنة الأطفال، فنحن هنا بعيدون عن القرى قريبون من المرارة.
بين أم مهذية وأب مفقود وخالة تحاول النسيان دون طائل، نجد أنفسنا أمام قصة نابضة بالألم والحيرة وفقدان الأوطان بكل معانيها المجازية والفعلية، فالأم والأب والوطن والذات كلها أشياء في عداد المفقودات، إذ يحاول (إيمانويل) عبثًا لملمتها محاولًا بذلك أن يصنع منها ماضيًا يتطلع منه إلى المستقبل ولكن دون جدوى.
فتحكي الرواية قصة إحدى العائلات الصغيرة الناجية من الحرب؛ تلك الحرب التي لم تترك أحدًا بعدها معافىً، ومن كان كذلك غرق في حيرة السؤال والنبش بحثًا عن أجوبة غير موجودة.
فقْد إيمانويل المريع لأمانه، وهذيانات الهول والهلع التي تُصيب أمه كلها ظروف أحالته إلى شخصيةً ترى في كل الأشياء تجسيدًا لأمانه المفقود، إذ بات مسكونًا به، ومكرّسًا لأجله، هذا الصراع الذي يحيل الإنسان عبدًا لكل الأمور التي لطالما كانت من التوافه أو المسلمات، كإغلاقة باب منزل الجدة أو سهرةً في بيت الخالة وغيرها من الحياة الروتينية التي تُصبح مُضجرة في كثير من الأوقات.
الأم هذت للأبد بعد هول ما رأته في قريتها من جنون الحرب وخلال طريق الخلاص أيضًا حيث سكنها رعب الخطر من فقد ابنها أو أختها، لتكتشف بع�� أن وصلت إلى "الخلاص" أن طريقها إليه أفقدها ثمين الأشياء كالرشد، حيث دفعت فاتورة المجيء مبكرًا.
قصة مؤثرة ومؤلمة تعلمنا من خلال خط سيرها أنه لا يوجد هنالك ثوابت، وأنه دائمًا هنالك متسع رحب لضربات القدر أو اتساعة لصدره على هامش الأحداث الجلل
- ترجمة مارك جمال جاءت بلغة رصينة حفظت المعاني الثمينة للقصة، وبكلمات واضحة وبليغة.
لازلت واقعًا تحت أثر هذه النوفيلا .. المكتوبة برهافة وإحساس شديدين .. وتنضم بسهولة لقائمة #روايات_قصيرة_جميلة .. اكتشاف جديد جميل يقدمه لنا مارك جمال بترجمته الاحترافية البديعة . رغم ما تحكيه الرواية من أحداث مأساوية تتعلق بالحرب والدمار الذي تسببه .. ومحاولات الراوي/البطل لملمة شذرات من حكايات عائلته أملا للوصول للحقيقة الكاملة .. التي تبدو عصية على الإدراك! .
❞ أريد النسيان، فلا أستطيع إليه سبيلًا. ❝ نوفيلا قصيرة بين طيات صفحاتها الألم والذكريات المريرة، وكلماتها يشوبها الحزن، فيها تفتيش عن أمل ضائع ومعرفة بالحقائق الموجعة، كإن ٩٢ صفحة بيشملوا البشر في كل مكان وفي كل زمان، قصتهم واحدة وهي الحرب منهم مظلوم ومنهم ظالم، منهم أم موجوعة ومنهم أب مجهول، ومنهم خالة تحاول تنسى الماضي ومنهم إيمونيل الشاب الذي يبحث عن أبوه بين أطلال وطن مفقود.
وبين الأم وأختها والأب وإيمونيل، يسرد لنا الكاتب قصته بلغة عذبة وأسلوبه سريع وبسيط ومتمكن جداً. نوفيلا خفيفة وجميلة رغم ما فيها من ثقل شديد وحزن صعب.🤍
ترجمة مارك جمال بديعة وحلوة وأضافت لـ نوفيلا سحر جميل.
إنها ليست رواية طويلة، ولا هي مكتوبة بطريقة كلاسيكية.. إنها عبارة عن ومضات، مُغرقة في المشاعر الإنسانية المتضاربة، في الحنين والبؤس، في السعادة الزائفة والخيال المفرط. في النفس البشرية التي قاست ويلات حرب طائفية. لم يخبرنا الكاتب بمكان الحرب، وهذا ما جعل أحداثها صالحة لكل زمان ومكان، إذ ما أكثر حروبنا وما أكثر الأسباب التي نتقاتل بسببها. شاب، غادر عتبة الطفولة قريبا، كان يعيش في كذبة "بيضاء" حاولت أمه تجميل ماضيه بها. كذبة مفادها أن والده بطل أجبروه على خوض الحرب. ليكتشف تباعا حقائق تنسف هذه الرواية، حقائق زلزلت كيانه.. وكشفت لنا ثانية، أن الحرب مهما يكن سببها وأينما كانت أرضها، شيء مهول،مدمّر وبائس.
أنصح بهذه الرواية القصيرة كفاصل بعد قراءة طويلة. أسلوبها طفولي جدا وحميمي أكثر. الترجمة متقنة وجميلة. 📖
شاعرية وجميلة. اللغة ولا اروع والترجمة بجد تحفة 🥹🥹! اخدت منها كمية اقتباسات محترمة مع انها نوفيلا صغيرة جدا بس اتعلقت بشخصياتها جدا 🧡✨. أجواءها حسستني بحنين لشئ ضاع معرفش هو اي وليه دلوقتي بس بجد شعور حنين لذيذ كذا 🥹🥹🥹🧡. الشي الوحيد اللي معجبنيش هو عدم انتظام السرد التاريخي و صعوبة معرفة الماضي من الحاضر وكمان كان فيه جمل مفهمتش مغزاها بس في العموم هي تحفة ✨✨✨. 4 stars out of 5✨✨✨✨"
تتميز بأسلوب سردي بسيط ومؤثر، مع فصول قصيرة تتيح للقارئ الانغماس في التفاصيل دون تعقيد. القصة تجمع بين الدراما والتأمل، حيث تعكس معاناة اللاجئين وتأثير الحرب على الأجيال. على الرغم من طولها المحدود، فإنها تترك أثرًا قويًا بفضل تركيزها على العواطف والصراعات الداخلية.
"دعني والوهم فإن هي إلا أحلام تخمد الألم الغريب المبرح تعبت من ليالي المرارة تلك الليالي التي كانت طويلة الأمد قبل الحب.."
ذكريات بطعم الخيال والحب لنسيان الألم وهول أحداث الحرب.. لعبة الذاكرة المنسية في الحاضر الذي يعيشه البطل..صور متقطعة.. بلغة تمر قرب الجو البائس ولا تشرحه و بأسلوب مبتكر يجعلنا نتمعن الحكاية.. أسلوب لم أقدر على تجاوزه..طريقة جذابة لرواية القصة.. قصة حنين والبحث عن الحقيقة .. ولا أنسى لمسات الاستاذ مارك، ترجمة سلسة وناعمة..
"أعرف أني من بعيد لا أعدو أن أكون ظلا يرف حول روحك ولكن، عسى أن أكون ظلا خفيفا يتماوج من حولك لا شبحا ميتا يبث الذعر في نفسك."
نوفيلا حزينة مكتوبة بعذوبة فائقة، البطلة الحقيقية في العمل الخالة ميرنا التي قررت ألا تموت في الحرب وتنقذ عائلتها الجديدة/الصغيرة. الأحداث تجرى في بيت ميتافيزيقي في قرية بلا معالم، حيث الرهان على الذاكرة يبدو خاسرا، فبعض الأوهام أطواق نجاة، ولا خيارات لضحايا أي حرب المكان...الزمان...لا قيمة لهما أمام الوجع الانساني والبوح المتدرج. رغم ذلك الوصف أحالني لمجازر البوسنة والهرسك