"شانكا"، "تيكسكاكال"، و"شون بوم" ثلاث مدنٍ في شبه جزيرة اليوكاتان المكسيكية، تمتّعت بأهمية دينية كبرى خلال حرب الطبقات، التي قام بها المايا في وجه المستعمرين الإسبان. وترجع الأهمية الدينية لهذه المدن لكونها مراكز لظاهرة الصّلبان المتكلّمة. في هذا الكتاب البديع، يحكي الكاتب الفرنسي (الحائز على جائزة نوبل في الآداب في عام 2008)، بشعريّة فائقة، عن مشاهداته في هذه البلدات، بأسلوب آسرٍ، فالأشجار والمياه والريح والغابات والسماء والأرض، كلّها تصبح في كتابة "لوكليزيو" مؤنسنةً، إذ إن لديه قدرةً فذّة على تحويل الطبيعة وعناصرها إلى أشياء حسّيّة نابضةٍ بالحياة.
Jean-Marie Gustave Le Clézio, better known as J.M.G. Le Clézio (born 13 April 1940) is a Franco-Mauriciano novelist. The author of over forty works, he was awarded the 1963 Prix Renaudot for his novel Le Procès-Verbal (The Interrogation) and the 2008 Nobel Prize in Literature.
رسائل لي وبرقيات اهتمام تخصني، أكبر مني، تقفز متجاوزة إدراكي حاطّةً في مَدرَجِ شعوري، تجربة تعكس كوني الذاتي جدًا
غبار يفيد بموت المكان، مياه مفقودة، كائنات تتضرع، أشجارٌ جبارة مثّلت السور والمكان والزمان في ظل الفقر الطبيعي والإنساني المدّقع
طبيعة ناطقة بلغة شعرية فائقة، تتلو البيان الإنساني عن معنى وكيفية وجوب الحياة، الأرض المتعطشة لأزمنة غابرة هجرها المعنى والمياه بعد أن أقام فيها الغرباء وغبارهم، استُبدل عنصري حياة بعنصري خراب.
وصف سحري وعينٌ فاحصة تتلمس الأشياء فتحدد هيئتها، خراب لا يمكن الإتيان عليه أو إدراكه إلا من خلال إحساس عالٍ تمثّل بشخص الكاتب – جان ماري غوستاف لوكليزيو الذي هو جزء من الكائنات بقدر ما هي جزء منه، لا يصعب عليه تكثيف شعور وحدث في سطرٍ واحد فيقول في إحدى مشاهداته: "حلَّ عصر الأشباح وبات الضجيج يرنُّ مرتين أو ثلاثًا في الرأس"، مُختصرًا بما كتب مآلات المكان وتبدل المقدس بالمدنس مختصرًا كل من الاحتلال والهيمنة وحتى الحداثة.
أظن لولا مقدمة المترجم كنت مش هفهم الكتاب إطلاقًا. الكتاب كان محتاج شرح للسياق اللي بيتكلم عنه لو حد أول مرة يقرأ عن حضارة المايا والاستعمار الإسباني في المنطقة. بعد الفهم من المقدمة، الكتاب بيقدم حالة حلوة في رحلة الكاتب ومشاهداته للوضع الحالي وتصوراته للأحداث التاريخية اللي حصلت في المدن الثلاث المقدسة خلال حرب الطبقات.
لم أكن بحاجة إلا لساعة واحدة لأُنهي هذه النوفيلا القصيرة. لكني، وخلال هذه الساعة، حسبتُ نفسي قرأتُ سِفراً كبيراً عن الحضارة والتاريخ وصراع الأقليات ونضالهم للحفاظ على بيئتهم ولغتهم وقوميتهم..
يتّهم الكاتب “لوكليزيو” في أغلب أعماله حضارته الفرنسية ويشنّع عليها بجرأةٍ واضحة وحشيتها تجاه السكان الأصليين للأقاليم التي تستعمرها، ويبحث في عقلية وعقائد هذه الأمم المُستعمَرة مايجعلها تتقبل الغازي في بعض الأحيان، أوتتهاون في مقارعته.
أتاحت لي قراءة هذه الرواية البحث عمّا يُدعى بحرب الطبقات أو الأعراق، وهي ثورة أشعل فتيلها السكان الأصليّون لشبه جزيرة اليوكاتان المكسيكية في وجه المستعمر الإسباني عام 1847م.
أوضح الكاتب أنّه عندما أدرك هذا المستعمر مدى تشرّب الشعب المكسيكي للروحانيات والماورائيات وانجراف عواطفهم وراء الطقوس الدينيّة وتمجيد الآلهة والمقدسات؛ كرّس سائر خططه في تحطيم صورة المقدّس في وجدان هذه الشعوب (الآزتيك والمايا) وتقديم نفسه على أنّه المخلّص القادم من وراء البحار والذي يحمل لهم الجنة في صورة حضارته المتقدمة ليمحوَ بها تراثهم وتقاليدهم ويؤصّل ثقافته في مظاهرهم الحياتية..
على الرغم من جو الرواية النّضالي، إلا أنّنا أمام عملٍ مكتوبٍ بنَفَسٍ شاعريّ تختلط فيه المادية الأوروبية الجلفة بالصفاء الروحاني المكسيكي الحالم. وكلّه ضمن سياق رحلة الصليب المتكلم الذي كلما حاربه الجيش ازدادت أعداد المؤمنين به واتسعت رقعة الولاء له.
صدرت الرواية عن دار سرد وممدوح عدوان، وتقع في 77 صفحة من القطع المتوسط بترجمة متمكّنة للدكتور معن السّهوي، وهي رغم قصرها إلا أنّها رواية “ثقيلة” تحتاج قارئاً حاذقاً صافي الذهن. كما أشيد بمقدمة المترجم الذي استهّل الرواية بموجزٍ عن حياة الروائي “لوكليزيو” وأدبه اللصيق بالأقليات والشعوب المستضعفة.
بأسلوب شعرى يصف لوكليزو مشاهداته فى هذه البلدات الثلاث ذات القدسية الكبرى لدى السكان الأصليين، خلاص فترة الاحتلال الإسباني للمكسيك
🟨 الأشجار المتراصة نحيلة وموميائية،اوراقها مكسوة بغبار باهت. يخيم الصمت فوق المكان.هنالك من الصمت ومن السكون ومن الفراغ فى كبد السماء الزرقاء ما يبعث على الإعتقاد بأن الكلام لم يكن البتة.
🟨لا يمكن للحرب أن تنتهى، فقد استولى الاجانب على الامبراطورية.إن اخفض عينه او أزال الحارسان عصيهما على باب الكنيسة،او استسلم الرجال والنساء للنوم،من الممكن ساعتئذ ان تخلو السماء من النجوم الى الابد،وان تحترق الذرة على الأرض الجرداء، والا تعود وتشرق من جديد الشمس التى انطفأت عند الغروب،
🟨اوشكنا على الوصول.نزعنا الزهور الحمراء عن الأشواك ،وكسرنا أغصان الأشجار.استحلنا إلى هدير تهتز له الأرض.الى صوت البحر،الى موجة تعبر صمت الغابة.
🟨الدرب مستقيم،ابيض،ومشمس،ويشبه درجا صعوده صعب. يسيل العرق فى خطوط صغيرة على الجبهة والخدين ويشوش الرؤية،يجف تاركا ملحه على الثياب والجسد. على الرغم من ذلك لم نتوقف. أين يمكننا التوقف؟
الكتاب يتكلم عن ٣ مدن مقدسة شون بوم شانكسا تيكسكاكال تقع في شبة جزيرة اليوكاتان المكسيكية اهمية هذه المدن انها كانت ظاهرة للصلبان المتكلمة اثناء حرب الطبقات بين الاسبان وحضارة المايا الكاتب وصف الطبيعة والظاهرة والمكان والصلوات والتراتيل بشكل جميل ولكن كمبتدئ يجب القراة عن حضارة المايا والاستعمار الإسباني قبل قراءة هذا الكتاب لتوضح الامور بشكل اوسع وأجمل
يتحدث عن شعب المايا،آلهتهم ومعتقداتهم. لأكون صريحة أغلب الأوقات لم أتمكن من إستيعاب المقصود من الكلام او المتكلم حتى ولكن لغة الكتابه سلسه وجميلة وهي اللغه ما جعلت من الكتاب ممتع.