قصاصات الصحف والمجلات القديمة التي اعتمد عليها هذا الكتاب حملت مفاجآت بالجملة، منها مثلا:
أن أم كلثوم وصفت العاصمة الفرنسية باريس بمدينة الفقر والجهل والمرض
أن خطة توزيع الأراضي على صغار الفلاحين بدأت في عهد الملك فاروق
أن "زمباكولا" كان منافسًا مصريًا شرسًا لمنتجات بيبسي كولا وكوكاكولا العالمية
أن حانوتي اليهود المصريين في أوائل السبعينيات كان مسلما
أن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر افتتح سينما الحلمية في منطقة القلعة بنفسه
أن أحمد فؤاد نجم صرخ في وجه المجتمع وقال: شوفوا لي شغلانة.. لأن لي ميول إجرامية
أن مهندس إنشاء ستاد القاهرة الدولي هو نفسه مصمم ستاد إليانز أرينا ملعب نادي بايرن ميونخ
أن البابا كيرلس أعلن ظهور مريم العذراء في كنيسة بالزيتون أمام 150 مراسل صحفي عالمي
أن بعد وفاة الضيف أحمد قدم سمير غانم وجورج سيدهم مسرحية لم يشاهدها إلا 3 أشخاص
أن الشرطة المصرية ألقت القبض على شخص حاول شرب "نهر النيل"
القصاصات كثيرة، والمعلومات المدهشة أكثر، هنا محاولة لجمع بعضهما، في دعوة واضحة لقراء التاريخ عبر أحد مصادره الرسمية ، الصحف والمجلات القديمة. نقلنا المعلومة كما هي، صححنا بعضها وفقًا لما بينته الأيام بعد ذلك، وحللنا البعض الآخر لاكتشاف الظرف الزمني الذي أنتجها، وكشفنا جانبًا آخر من التاريخ لأجل توثيقه.
في كتابه "الشعب يبدي رأيه في كل ما حدث"، الصادر عن دار شمس للنشر والإعلام في ثلاث طبعات: أغسطس ٢٠٢٠، نوڨمبر ٢٠٢٠، وفبراير ٢٠٢١، يقدم الكاتب الصحفي محمد الشماع سطورََا من التاريخ على شكل قصاصات من الصحف والمجلات القديمة يرصد فيها حقيقة واضحة وهي أن "الماضي هو الحاضر تمامََا" وأن التاريخ لا يتوقف عن كتابة و(إعادة) كتابة نفسه.
أورد المؤلف في كتابه العديد من الأخبار والتحقيقات والتقارير والإعلانات التي اعتمد في اختيارها على عدة مصادر صحفية منها الأخبار والأهرام والجمهورية والمصور والهلال والكواكب وروز اليوسف وغيرها من إصدارات الصحافة المصرية. وينقسم الكتاب إلى أربعة أبواب: الأول سياسي وشعبي يتطرق إلى الأحداث المفصلية في القرن العشرين مثل مقال "٢٤ يوليو ١٩٥٢" وأيضََا "علي ماهر... صعد الملك رحل الملك". أما الباب الثاني فيقدم أخبار المجتمع ومنها "نادي النساء السري"، و"مهية الموظف الغلبان". والباب الثالث أدبي ساخر يتضمن عناوين مثل "إحسان عبد القدوس يعيش في الجحيم... ومصطفى أمين يدخل الجنة". وأخيرََا باب الفن والفنانين وأخبارهم التي لا تنضب. جدير بالذكر أن مهمة المؤلف لم تتوقف عند مجرد تجميع وتبويب التقارير الصحفية، بل قام كذلك بالتعليق على الأخبار وتقديم تحليلات تفسيرية مبسطة كي يسهل فهمها على القارئ الذي لم يعايش تلك الأحداث، فجاء المنتج النهائي ك "جريدة موازية" أو "تاريخ موازٍ لما كان يُكتَب في الكتب الرسمية"، والتي قد تكون حولها علامات استفهام كثيرة.
ويستحق الجهد المبذول من جانب الكاتب في تحري الحقائق والحرص على تناغمها وترابطها الاحتفاء بحق، فقد قام بالاطلاع على ما جاء في صحافة القرن الماضي المحفوظة بقاعة الدوريات بدار الكتب والوثائق القومية وكذلك أرشيف مؤسستي الأخبار والأهرام وتخطى ما واجهه من صعوبات كتهالك بعض النسخ واختفاء أغلفة بعضها الآخر، ليخرج منها في النهاية برأي "الشعب" من سياسيين، ومثقفين، وفنانين وأناس بسطاء "في كل ما حدث" في الشأن المصري العام في الفترة التي يؤرخ لها العمل.
وجاء المصمم إسلام الشماع ليتوج العمل بغلاف ينبض بالحيوية ويخطف الأنظار بألوان الأصفر والأحمر والأسود وتنوع حجم وشكل الخطوط ليعيد للقارئ تجربة تصفح الجرائد الورقية الذي افتقدها من زمن.
أخيرََا هذا الكتاب مناسب لأغلب الفئات العمرية ويصلح لجميع الأوقات والأماكن لتميزه بالخفة والمتعة والتثقيف دون الحاجة لمجهود ذهني كبير من القارئ. كما أنه يثير في القارئ مشاعر الحنين إلى زمن ما قبل الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، لذا أراهن أنه سيروق كثيرََا لمن يُطلَق عليهم (الدقة القديمة) أمثالي.
القصاصات موضوعة مطرح ما ترسي دق لها، كأنه كشكول طالب ثانوي عثر على جرائد فقص ما لفت انتباهه، مداخل القصاصات جمل متوقعة ومستهلكة، والإخراج الفني سيء كان يمكن أن يضيف قيمة أكبر لو نشرت القصاصات بصورة مقروءة. كتاب مسلي تقراه في مترو من المرج لحلوان وتنساه بعدها.
الكتاب: الشعب يبدي رأيه في كل ما حدث الكاتب: محمد الشماع
"لا نشبع من قراءة التاريخ ولا يشبع التاريخ نفسه من كتابة نفسه"
"إنني أدع الاهتمام بشأن روحي إلي خالقها لأنها ملكه" من قصاصة "شارلي شابلن"
" أما مكتبتي فقد عبث بها أولادي عبثاً مهيناً فأنت لاتجد كتاباً بجلدته أو مكتمل الورق لهذا فأنا لا أعرض لأنظارهم إلا ما أنا مستغن عنه ليمزقوه ويشبعوه تمزيقاً، فقد نتفوا ريش عصفور من الشرق ورفضوا إعادة الروح إلي عودة الروح" من قصاصة "توفيق الحكيم"
"وتعتبر قصة غرام بديعة مصابني ونجيب الريحاني أكثر غراميات الريحاني شهرة" من قصاصة "نجيب الريحاني" "ولكان وقوفه في قفص الاتهام سابقة ضرورية في تاريخ القوانين الإنسانية" من قصاصة "هتلر" "مواليد الأربعينات ضائع وتعيس ومسكين ويخرج إلي الحياة العملية دون تعليم أو تربية أو توجيه" من قصاصة "انقذوا هذا الجيل"
"أن الذي صنع المعجزة لمصر ليس أنا و إنما مصر هي التي صنعتها بنفسها" من قصاصة "الرئيس الراحل جمال عبدالناصر"
هنا في هذا الكتاب تجد التاريخ بين قصاصات ورق الصحافة المصرية القديمة يدهشك كم المعلومات المختلفة المغايرة لأفكارك ومعتقداتك .. هنا تجد أحمد نجم وكوكب الشرق وجورج سيدهم .. هنا تتعاطف مع الموظف وتحلل موقف المجرم وتعرف ماذا حدث "الماضي هو الحاضر تماما" فالارشيف يثبت ذلك .. والتاريخ يعيد نفسه تستحق ⭐⭐⭐⭐
الشعب يبدي رايه في كل ما حدث محمد الشماع النوع: تاريخي - صحافة دار النشر : شمس سنة الإصدار: 2020م الطبعة : الأولى عدد الصفحات ( 231) صفحة الغلاف : جيد- فكرته ممتازة (الغلاف ليس من أدوات التقييم للعمل وإنما ابدي به إعجابي من عدمه فقط لا غير) مصمم الغلاف : إسلام الشماع العنوان : الشعب يبدي رأيه في كل ما حدث .. هو عنوان الكتاب المأخوذ من عنوان تحقيق صحفي في مجلة أخر ساعة بتاريخ 23 يوليو 1952م اللغة والحوار : جيد جدا الحبكة : الكتاب عبارة عن نظرة تاريخية لبعض الوقائع والأحداث من خلال الصحافة وكيف تناولتها الصحافة في وقتها بعضها مؤلم وبعضها ستضحك عليه لأنك ستنظر له من المستقبل وتقيمه ، وبعضها أصبح ذكريات جميلة وبعضها لا يصدق ولكنه حدث بالفعل الكتاب سيدخلك في حقبة جميلة وستتعرف على ثمن تذكرة أم كلثوم وستتعجب من ان القاهرة في الأربعينات كانت في وقتها علبه سردين وستشرب زمباكولا التي تنافس الشركات العالمية فهي رحلة مليئة بقصاصات الصحف 4/5 التقييم للعمل الذي قرأته ليس معناه تقييم للكاتب وهو تقييم شخصي من الممكن أن تتفق أو تختلف معي فيه
الصحافة فضاحة، جملة حقيقية تماما، فما تكتبه الصحف يظل مكتوبا أبد الدهر لا ينمحي أبدا لمن يريد أن يغير أقوله أو مبادئه، أو يلعب بقواعد جديدة وفي هذا الكتاب نذهب مع الكاتب في رحلة لصحف الخمسينات والأربعينات في الغالب فنري ما كتب في هذا الوقت. الكتاب ممتع خفيف عبارة عن مجموعة من مانشيتات الصحف القديمة عن السياسة والفن والرياضة والأدب والشعر فنجد مانشيتا مثلا عن أن الإصلاح الزاراعي قد بدأ منذ عهد الملك فاروق وقد بدأ بالفعل في توزيع الأراضي على فلاحي إحدى القرى. مانشيتا عن تخصيص أم كلثوم حفلتين لصالح المقاومة الفلسطينية النقشبندي يتعاقد مع بليغ حمدي في تلحين موشحاته وهكذا من المانشيتات الظريفة التي نستعيد بها الماضي .
كتب المؤلف في مقدمة العمل " لا نشبع من قراءة التاريخ، ولا يشبع التاريخ نفسه من كتابة نفسه.." في هذا العمل استعراض لأهم وأغرب وأطرف الأحداث التي مرت على الصحف والمجلات في زمن ما.. زمن لم أعشه بشكل شخصي لكنني شهدته من صفحات هذا الكتاب