أنا المجنون رقم أربعة.. أنا المجنون رقم أربعة.. أنا صاحب الثوب البالي والقدم الحافي.. أنا المجنون رقم أربعة..
عمري الآن يسابق الأربعينيات الميلادية ومازلت الرجل الذي ينام على الأرصفة ويركض في شوارع الحارات والميادين المرمية في قيعان المدن. أتسلق جدران المقابر كي أستلقي بجانب الموتى وأتحسس أنفاسهم المخنوقة بالتراب وأُقدر نهاياتهم بين الحنة والعذاب. أجلس على دكك الحارات وأمام المساجد قريبًا من الله ومن الأعطيات التي أتلقفها من أيدي الناس فأقايضها لهم بالدعوات الجهرية أو بالشتائم السرية لأني المجنون رقم أربعة.