هذا الكتاب دراسة عن سياسة الاعتقال الإداري وكيفية استخدامها من جانب الاحتلال الإسرائيلي أداة للقمع والتعذيب ضد الأسرى الفلسطينيين وأُسرهم، وذلك ضمن السياق الاستعماري في فلسطين. ويخوض الكتاب السياق التاريخي لاستخدام سياسة الاعتقال الإداري منذ بداية الاحتلال، وأثره في الأسرى وعائلاتهم، والدور الشكلي لمحاكم الاعتقال الإداري. كما يناقش أشكال مواجهة الفلسطينيين لهذا الاعتقال على مدار السنين، من خلال الإضرابات الفردية وخطوات مقاطعة المحاكم العسكرية. ويتطرق إلى الإشكاليات المتعلقة بمقاطعة محاكم الاحتلال، ويحاجج بأهمية اتخاذ موقف موحد وشامل إزاء هذه المقاطعة، باعتبار أن الجهاز القضائي مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالسلطة الاستعمارية وتغولها المستمر.
الاعتقال الإداري هو نوع من أنواع الاعتقال دون توجيه تُهمة للمعتقلين أو مُحاكمتهم
جهل المُعتقل الإداري لفترة اعتقاله وعدم قدرته على الدّفاع عن نفسه يُعدّ نوعًا من أنواع "التّعذيب النّفسي" .. والذي يندرج تحت مُحاولات السّيطرة والإخضاع
تُقسّم كل من محكمتي المراجعة القضائية والاستئناف إلى جلستين، الأولى علنية تتمّ بحضور المعتقل ومحاميه يعرض خلالها ممثّل النّيابة العسكرية سبب الاعتقال المشار إليه في قرار الاعتقال أو التّجديد من دون عرض أي أدلّة أو اتّهامات محددة،ولا يمكن للمعتقل أو محاميه استجواب شهود الادعاء أو حتّى الاستفسار عن وجودهم.
أمّا الجلسة الثانية ،فهي تعقد بحضور القاضي وممثّل النّيابة العامّة فقط، وأحيانًا بحضور القاضي وممثل الشاباك ويطّلع القاضي خلالها على ما يسمّونه ملفًا سرّيًا ويصدر قراره بعد عدّة أيامٍ وأسابيع.
تابع الإحتلال هذا النّهج على خُطى السّلطة الاستعمارية البريطانية وسياستها في "أنظمة الطّوارىء" عام 1945 .
التّهمة دائمًا جاهزة :يُشكّل خطرًا على أمن المنطقة والجمهور" دون أي دليل علني قابل للدّحض أو قدرة للدّفاع عن النّفس
دأب الاحتلال على الزّج بالآلاف من الفلسطينيين في الاعتقال الإداري بسبب آرائهم السّياسيّة.
وعانى المُعتقلون من عدّة تقييدات،ومنها :
* الإبعاد القسري خارج الأراضي الفلسطينيّة أو داخلها
* الإقامة الجبرية
* تجديد الإعتقال في حالات عديدة في السّاعات الأخيرة قبل "الموعد الافتراضي" للإفراج ..
* المنع من السّفر
* مُحاولة استخدام سياسة الاعتقال الإداري كوسيلة لتجنيد "المتعاونين" مع الاحتلال من خلال عرض عدد من الاغراءات : المال / تقليص فترة الاعتقال / منح تصاريح للدّخول إلى الدّاخل الفلسطيني.
"يمكن وصف الاعتقال الإداري بأنّه تعذيب نفسي بسبب تعامل المعتقل مع المجهول .. أنت لا تعرف سبب وجودك هناك ولا تعرف متى ستغادر ، الزّمان والمكان خارج نطاق السّيطرة"
إن سلطات الإحتلال التّنفيذيّة والتّشريعيّة والقضائية وما يتفرّع عنها من مؤسسات وأجهزةٍ هي في خدمة مشروع الدّولة الصّهيونيّة، فالقاضي رهينة لإرادة الشاباك والمحاكمة "صورية"
* المواجهة!
في ظلّ غياب النّضال الجماعي .. مواجهة الاعتقال الاداري ، مواجهة فردية متمثّلة باضراب المعتقل عن الطّعام،
اعترف أحد ضباط الشاباك "عوديد" أن المُستهدف وراء مواصلة سياسة الاعتقال الإداري هو العمل الفلسطيني الجماعي المنظّم.