في أول لقاء بينهما في روما في عام 1882، بادر فردريك نيتشه إلى تحية لو اندريا-سالومي (1861-1937)، الفتاة الشابة البالغة من العمر الحادية والعشرين، بهذه الكلمات المُنذِرة المُثقلة بالتوقعات: «من أيَ نجمين هويَنا لنلتقي هنا؟». في الواقع، ليس يُشك في أن المرأة الشابة فائقة الجمال قد تركت انطباعاً قوياً في "فيلسوف العزلة" البالغ من العمر آنذاك السابعة والثلاثين؛ انطباعٌ دفعه إلى التقدم لخطبتها بعد لقائهما مباشرةً وقبل مغادرته روما، ولكن الشابة ارتأت تأجيل الرد. في ثاني لقاء بينهما، تسلق نيتشه والشابة جبل ساكرو في روما معاً، وبينما كانا في طريقهما إلى النزول، شعر الفيلسوف بنشوةٍ عميقةٍ وشكر رفيقته فيما بعد لـ (الحلم الأكثر سحراً وفتنةً في حياتي/ــه).
قالت (لو) مرةً لنيتشه: «إن حواراتنا وأحاديثنا تقودنا لاإرادياً إلى الهاوية .. بينما يتولد الانطباع لديك أنك تتسلق منعزلاً إلى نقطة مراقبةٍ تنظر منها إلى الأعماق». ومن هذا الفهم العميق والدقيق للمشهد السايكولوجي الممتد في حياة نيتشه الداخلية انطلقت (لو) لتكتب هذا الكتاب الذي قدمت فيه صورةً نفسيةً نقديةً بقدر ما هي متعاطفةً، للفيلسوف الذي شاطرته صراحته مثلما لم يشاطره أحدٌ آخر.
سيغفرد ماندل، أكاديمي ألماني - أمريكي (من مقدمته للترجمة الإنجليزية للكتاب)
Lou Andreas-Salomé (née Louise von Salomé or Luíza Gustavovna Salomé) was born in St. Petersburg, Russia to parents of French Huguenot and northern German descent. Her diverse intellectual interests led to friendships with an astounding array of luminaries, including Nietzsche, Wagner, Freud, and Rilke.
Andreas-Salomé was a prolific author, writing several plays, essays and more than a dozen novels. It was Andreas-Salome who began calling Rilke "Rainer" instead of "René." Her Hymn to Life so deeply impressed Nietzsche that he was moved to set it to music. She was one of the first female psychoanalysts (a career she maintained until a year before her death) and also one of the first women to write on female sexuality. Her book, Lebensrückblick, written toward the end of her life, is based on her memories as a liberated woman.
Once one has read through the body of Nietzsche's actual work there remains many, many interpretations and treatments, assuming the "actual work" is a good translation (always preferred Kaufmann's) and not a treatment itself. Most of them are dissapointingly sensational and twisted, or at best, just plain wrong. This is certainly not one of those. Of the books about the books, I wish I'd read this one first.
The largest contribution of this is its most credible depiction of Nietzsche's works, and Neitzsche's life as one in the same. One can't truly understand what the man is driving at unless they know the man - and she did. She had the advantage as being a woman of advanced learning and intellect as well as a relationship closer to N. as nearly anyone else. At least on par with a literal handful of others.
His consistent embrace of an idea and the subsequent destruction of it - while somehow keeping the trueness of it intact, of Zarathustra as N's alter-superego, and the context of many of his works is expanded upon with a learned hand through her.
I found it a very touching treatment by one of the few people who could have written it to be so.
I should also note that the first third of the book (pages viii to lxvi) is actually an introduction by the editor/translator Siegfried Mandel, an expert on the subject in his own right. This section is extremely interesting as it illuminates the relationship between Lou and N. along with the cast of characters with wich they were mutually involved. I believe there to be new and credible information in that preface for those interested in N's biography (and, if one seeks to understand his philosophy, knowing the biography is critical).
في الحقيقةِ لم أفهمْ اكثرَ ما وردَ في الكتابِ لأني لم اقرأ في الفلسفةِ إلّا القليلَ والبسيط و لأني لم أكن اعرف عن فريدريك نيتشة سوى إنّه فيلسوف ألماني ب شاربٍ مُمّيز.. تعرفتُ لأول مرة هنا على فلسفته و افكاره وشخصيتة.. شعرتُ ان هناك رابطاً وشبهاً بينه وبين جبران خليل جبران..
نجمتين لأني (أنا) لم افهمه ، إلّا إني سعيدة بقرائته و أشعر بالانجاز لأني أنهيته .. ........ "كان لدى نيتشة الموهبة الخلاقة في تحويلِ حتى اكثر الافكار كآبة و قُبحاً الى موسيقى جوانية.."
"كلُّ من يتمكن من أن يشعرَ ويختبرَ تاريخَ الناسِ كله بوصفهِ تاريخه الخاص ، سيشعرُ ، بشكلٍ عامٍ جداً، باغتمام المريض الذي فقدَ صحته، بحسرةِ الشيخِ الذي أضاعَ احلامَ الشباب، بحرقةِ العاشقِ الذي سُلبت منه حبيبته، بابتئاسِ الشهيد وهو يرى مثله الاعلى ينهار، بِلَوْعةِ البطلِ عَشّيةِ المعركةِ المتواصلة التي أثخنته بالجراح و فقد الصديق؛ انه لأمر استثنائي أن يتحملَ هذا القدرِ الهائل من الاحزانِ والمواجع، وأن يكون البطلُ الذي مايزال بقدرته، عند اندلاع المعركة الثانية، أن يُرحبَ بالفجرِ و يرحب بحظهِ مثل فرد يمتد أفقه أمامه وخلفه لآلاف السنين.. أن يكونَ وارثُ كلَّ الاشياءِ النبيلةِ وكلَّ عقلِ الماضي... "
رغم العلاقة الغريبة التي جمعت بين لو سألوني و نيتشه الا ان ما كتبته عنه و عن فلسفته يعد قراءة مهمة لهذا الفيلسوف و ذلك باستعمال قراءة سيكولوجية و تشريح فلسفي لأفكاره
عندما نشرت لو سالومي كتابها عن نيتشة ، تلقفه محرر أرشيف نيتشه الفيلولوجي والموسيقى فريتز كوغل ، ووصفه بأنه كتاب يسعى إلى إثارة تفاصيل السيرة الذاتية من أجل إبطال فلسفة نيتشه عبر أحابيل «علم النفس الأنثوي العصابي، وهي التهمة نفسها التي رددها بعد ذلك الكثيرون، حتى وصف الكتاب بأنه فعل انتقام أنثوي من الرجل الذي اعتاد کراهية النساء وذمهن. لكن في واقع الأمر يعتبر هذا الكتاب من أفضل الدراسات التي تعرضت إلى فيلسوف مثل نيتشة إلى حدود اليوم، مما يجعل من كل تلك المقولات الذامة مجرد ادعاءات تعبر عن ثقافة ذكورية لم ترحب بنساء مفكرات لهن القول الفلسفي. إذا بناء على ما سبق ، علينا من جديد نفض الغبار عن صورة لو سالومي التي كانت في الماضي مختزلة في كونها عشيقة كما تدفع الثقافة الذكورية إلى تمثل النساء منذ زمن بعيد. بعد قرائتي لكتابها ، عثرت مباشرة على مقال بديع لصاحبه معز الوهايبي وفيه يتعاطى مع فكر لو سالومي المتفرد التي نظرت من خلاله إلى فعل الكتابة بطريقة تسمح بإختبار أسلوبا جديدا في الكتابة الفكرية ، ألا وهو تطعيم القول الفلسفيّ، والعلميّّ القائم على المفاهيم الكلّيّة بضرب من التّفريد Singularisation، أي استحضار معطيات فرديّة من الحياة الشّخصيّة للكاتب عاشتها هي معه. في تشابك فريد بين الأوتوبيوغرافي والبيوغرافي، بين سيرتها وسيرهم، وهي التي عرفتهم عن قرب ( ريلكه ، نيتشة ، فرويد ، بول ريه ... ) على نحو يبين عن تلاحم وجودي بين الحياة والكتابة. فبالنّسبة إليها، يظلّ النّصّ النّظريّ، على غرار النّصّ الأدبيّ، مغلقاً لا يمكن معالجة أقفاله إلاّ بمفتاح شخصيّة صاحبه. ولكن ما أن نفتحه حتّى نتبيّـن ملامح هذه الشّخصيّة بوضوح أكثر؛ فإذا به يغدو من قبيل السّيرة الذاتيّة مهما يكن مفهوميّاً ومغرقاً في التّجريد. وهذا ما يثمّنه (نيتشه) في تدشينها لمثل هذا المقترب النّقديّ في قراءة النّصوص الفلسفيّة. ففي رسالة إليها، كتب: «فكرتك إرجاع الأنساق الفلسفيّة إلى الأفعال الشّخصيّة لأصحابها هي حقّا فكرة لـ«روح - أخت»؛ وأنا نفسي، في (بال) Bâle، درّستُ، بهذا المعنى، تاريخ الفلسفة القديمة، وكنتُ أقول للمستمعين: هذا النّسق قدْ دُحِض، قد مات، - لكن الشّخصيّة التي توجَد وراءه غير قابلة للدّحض؛ فمن المستحيل قتلها- مثلاً، أفلاطون». وتذكر «لُو أندريا سالوميْ» أنّ نيتشه كتب: «لقد انتبهتُ، شيئاً فشيئاً، إلى ما كان، إلى حدّ الآن، أنّ كلّ فلسفة: اعتراف من صاحبها، ونوع من الذكريات غير إراديّة وغير مميَّزَة». وبالفعل، فإنّها تصرّح، في ما يخصّ دراستها عنه، بأنّها قد حرصت على أن تقلِّل قدْر الإمكان توظيف كلّ الاعتبارات النّظريّة الخالصة، كما حرصت من جهة أخرى على أن تقلِّل من استحضار كلّ الاعتبارات المتعلّقة بحياته الخاصّة جدّاً. فهي تكتفي فقط باستحضار ما يتّصل منها بعمله. فهي تقول: «قيل إنّ مهمّة كاتب السّيرة هي تفسير المفكِّر من خلال الإنسان، ومثل هذه الطّريقة لا أفضل منها البتّة في ما يخصّ نيتشه». لقد أرادتْ، إذن، أن تدرس التّجربة الفكريّة لنيتشه في علاقتها بشخصيّته؛ بحيث تردّ لفلسفته قيمتها بما هي اعتراف. وإذا كانت مهمة كاتب السيرة الذاتية هي توضيح المفكر وتفسيره بالاعتماد على شخصه، فإن هذا الجانب يصدق بدرجة استثنائية على نيتشه في ظل الالتحام الكلي بين عمله الفكري الخارجي وصورة حياته الجوانية. إن ما قاله نيتشه في الرسالة «التمهيدية» عن الفلاسفة يتصل اتصالا مباشرة به: " إذ يتعين اختبار نظم الفلاسفة بإزاء أفعالهم الشخصية." ولذا، نراه يعود مرة أخرى إلى التعبير عن هذا المفهوم في وقت لاحق: "شيئا فشيئا، أصبح واضح لي أن كل فلسفة عظيمة حتى الوقت الحاضر ما هي سوى اعتراف ذاتي من مؤلفها، إنها نوع من المذكرات غير المقصودة » ( ما وراء الخير والشر) وتذهب لو سالومي في كتابها إلى أبعد من ذلك عندما تكتب " إن القراء الراغبين باستخلاص قيمة نيتشه منظرا (هذا ما يفعله الفلاسفة الأكاديميون على الأرجح) سيعودون بخفي حنين من دون أن يتمكنوا من الولوج إلى هذا الجوهر لأن قيمة أفكار نیتشه لیست في أصالتها التنظيرية، ولا في هذا أو ذلك الجانب الذي يمكن إثباته أو دحضه جدليا. إن ما يهم حقا في هذه الأفكار هو القوة الحميمية العميقة التي تنتقل متحاورة من شخصية إلى أخرى؛ قد تفند «النظم»، مثلما قال نيتشه، ولكن لا يمكن قتل «مبتكریها». إن من يرغب في أن يسلك مسارا مختلفا وينعم النظر في تجارب نيتشه الخارجية ابتغاء استيعاب الداخلية منها، فإنه سيكون، في أفضل الفروض، كمن يمسك بمحارة خاوية أفلتت منها الروح. على الرغم من كثرة الحديث عن نيتشه في السنوات الأخيرة بنحو يفوق أي مفکر آخر، والأقلام الكثيرة التي انشغلت إما في کسب المعجبين له أو مناقشته و مجادلته، ما يزال هذا المفكر مجهولا عمليا على قدر تعلق الأمر بعقليته الفريدة. وبينما نمت المجموعة الصغيرة والثابتة والمتناثرة من المهتمين الذين يعرفون كيف يقرأونه حقا لتصبح كتيبة من المریدین والأتباع بعدما اتسعت دائرة العناية به والحديث عن أفكاره ومؤلفاته ومقولاته، أصابت نيتشه سهام القدر التي تهدد بإصابة أي حكاء للأمثال. لقد انتزعت العديد من أفكاره من سياقها وتحولت إلى شعارات ومفهومات مبسترة في خدمة أطراف متنازعة لا تصله بها صلة. ويمكن القول هنا إنه خلافا للشهرة السريعة التي حظي بها بسبب الضجة المفاجئة التي أحاطت باسمه الهادئ، بقيت الأشياء الأكثر تفردا وقيمة في أعماله مخبوءة لم يفطن لها أحد دافعة به إلى المزيد من العزلة والانطوائية. إن الصخب والسذاجة والافتقار للعمق النقدي الذي وسم احتفاء الكثيرين بنیتشه لم يبرح يذكرنا بقوله الساخر: «يتحدث خائب الأمل قائلا: كنت أصغي منتظرا إجابة، ولم أسمع سوى المديح» («ما وراء الخير والشر»). بالكاد ثمة منهم من تبعه حقا وسار في مساره بالابتعاد عن الآخرين وخصوماتهم اليومية، أو البقاء ملتحفين في عواطفهم الداخلية؛ وليس منهم من رافق الفكر المنعزل والمتحفظ والغريب والمعقد الذي كان جسورا بما يكفي لحمل الآفاق المتسعة، والذي هوى في لجة جنون طاغ. ولذا، يبدو جليا أن نیتشه كان يقف غريبا ین من كانوا يكيلون المديح له، كان أشبه بشخص ضل الطريق بينهم، وبقي جوهره مخبوءا لم يرفع أحد الغطاء عنه. نعم، إنه يقف هناك وكلمات رثاء زرادشته ترتسم على شفتيه: " كلهم يتحدثون عني وهم يتحلقون حول نار المدفأة في الأمسيات، لكن ليس فيهم من يفكر في هذا هو الصمت الجديد الذي أتعلمه: إن ضجيجهم ولغطهم عني يمتد مثل غطاء يحجب أفكاري» («هكذا تكلم زرادشت»، عن الفضيلة المصغرة، ). لقد أثبتت لو في صفحات هذا الكتاب أنها كانت على اطلاع كبير ومباشر على تجربة نيتشه الفلسفية، وأنها الشاهد الحي الوحيد على تحولاته ورغبته الملحة في التجوال والتي تمتد عميقا في فلسفته، إلى جانب إمكانيتها تأكيد صحة الكثير من النتائج التي توصلت إليها وكشفها عن الكثير من الرسائل الخاصة وعن الوقائع المشتركة بينهما، مع الحفاظ على تدفق أفكاره وتعقيداتها. ____ كانت الآلام الجسدية أول عامل قدم لنيتشه مسوغا مؤثرا يمكنه من تحویل عزلته الداخلية إلى أخرى خارجية بأكبر قدر ممكن من الاكتمال. لقد دفعته ��لمعاناة بعيدا عن الناس، و حتى العلاقة مع الأصدقاء المقربين لم تكن لتستمر لولا الانقطاعات التي كانت تتخللها وندرة الحوارات فيها أحيانا. وبناء على ذلك، يمكن القول إن المعاناة والوحدة يمثلان مجتمعین ��طي قدر عظيمين في ترجمة حياة نيتشه التي تزداد وضوحا وتحديدا كلما اقتربنا من النهاية. إنهما - أي المعاناة والوحدة - يكشفان عن ازدواج غريب يجمع ما بين حياة محتومة خارجية وضرورة داخلية مختارة إراديا ومحددة نفسيا. إن معاناته النفسية، بنحو لا يقل عن عزلته وانطوائيته، تؤلف انعکاس ورمزا لشيء يعبر عن عمق داخلي لا قرار له. ضم نيتشه معاناته إلى أفعال بهيجة خارجية أخرى، فأصبحت المعاناة مثل رفيق مشخص وصديق مخلص کرس له. ولذا، كتب في إحدى المرات معبرا عن تعاطفه مع فقد شخصي: «لطالما استبد بي الشعور بالحزن والشقاء في كل مرة أسمع فيها أنك تعاني، أنك تشتاق إلى شخص أو أنك فقدت شخصا؛ رغم أن المعاناة والاستغناء أمران طبيعيان لي، وليست - مثلما هو الأمر في حالتك - عناصر وجود عبثية عديمة القيمة» (إلى ريه، نهاية آب 1881، من سیلز - ماريا). يذكرنا هذا الحديث عن قيمة المعاناة من أجل نیل المعرفة بحكمه المنثورة في مؤلفاته الكثيرة. ومن داخل هذه الحاجة الجوانية العميقة لطبيعته بأكملها، والحاجة المؤلمة والمضنية للشفاء والتعافي فحسب، تنبسط وتتفتح أمام نیتشه التبصرات الجديدة. لكنه ما أن ينغمر بهذه التبصرات، ويشعر بالتجدد والانتعاش، ويتشربها في قوته... ما أن يتحقق كل ذلك حتى يقع سريعا فريسة لشيء مثل الحمى أو لتدفق جياش مضطرب للطاقة الجوانية التي تلدغه وتنقلب ضده في نهاية المطاف: نيتشه نفسه هو السبب في مرضه المستحث ذاتية. «ما لا يدمرني، يزيدني قوة»، وكان يجلد نفسه بهذه الكلمات، لا إلى حد الموت أو تدمير الذات بل الإصابة بالحمى والإيلام الذاتي الذي يعده ضروريا. إن ترجي الألم حاضر في تاريخ تطور نیتشه كله، وهو ينبوعه العقلي والنفسي الرئيس. ومثلما لاحظ بذكاء: «العقل هو تلك الحياة التي تجترح نفسها في الحياة، ولا تزداد هذه الحياة معرفة إلا بما تتحمله من ألام. هل أنتم مدركون لذلك؟ ... أنتم لا ترون سوى الشرر الذي يقذف به العقل، ولا تعلمون أي سنداني هو، وأي قسوة للمطرقة وهي تهوي عليه بضرباتها» (هكذا تكلم زرادشت»، مشاهير الحكماء). «إن قدرة النفس على التحمل والمجالدة في البلاء والنوازل... ومنعتها في وقت الهلاك والدمار، وقدرتها على تحمل الأعباء والشقاء وتفسيرها واستثمارها، وكل ما منح لها يوما من عمق وغموض وقناع وحيوية و مكر وخيلاء - ألم يمنح لها تحت وطأة الألم والمعاناة والتأدب عبرهما؟» («ما وراء الخير والشر»، 225). وعليه، ثمة شيئان بارزان حاضران هنا هما: الصلة الوثيقة بين حياة العقل وحياة النفس، أو بكلمات أخرى، اتكال فکره على احتياجات كيانه الجواني وهیجاناته. ولا بد من الحديث عن تلك الخاصية الفريدة الملازمة لأسلوب نیتشه في التفكير التي تقضي بضرورة تعرض هذه الصلة الوثيقة وخضوعها للألم مجددا؛ إن نور المعرفة يتطلب توهجا عاليا ودائما في النفس. وهنا، كما في الرسالة المقتبسة في أعلاه، يعد الألم عنصرا طبيعية وضروريا في حياة نيتشه. وعلى شاكلة آلام نيتشه الجسدية التي شكلت حافزا لعزلته الخارجية، كانت آلامه ومحنه النفسية أحد أعمق المصادر التي يجب البحث فيها عن انفراديته المشحوذة بقساوة وأيضا عن مبالغته في التوكيد على «المتوحد solitary متنسكا، بالمعنى النيتشوي للكلمة. إن قصة «المتوحد هي بالتأكيد قصة الألم، ومن الصعوبة، في الواقع، مقارنتها مع النوع الشائع من الانفرادية؛ فجوهرها أقل نسبية من «الاكتفاء الذاتي»، وأقرب إلى «التسامح مع الذات». وإذا قيض لأحد مراقبة التقلبات المؤلمة في الاستكشافات والتنقيبات العقلية التي خبرها نيتشه، فإنه لا بد أن يقرأ فيها قصة العدد الكبير من التحولات الشخصية الشاهدة على الصراع الطويل والمؤلم والبطولي مع نفسه. ومصداق ذلك ما كتبه نيتشه، بشجاعة وجرأة، في وصف فلسفته: «هذا المفكر ليس في حاجة إلى من يدحضه ويفنده، فهو يفعل ذلك بنفسه ببراعة متناهية» («الجوال وظله»، 249). إن قدرة نيتشه الاستثنائية على التكيف مع الفتوحات الذاتية الأكثر التباس وتعسرا، والشعور بالراحة في كل تبصر جدید ساعد في تحديد ملامح الشيء المكتسب حديثة والتعبير عنه بأسلوب مؤثر للغاية: لقد وصلت! أهجر كوخك وانضم إلي! هذا مطلب العقل... وبإصرار صير نفسه مشردا. إنه يتلمس الظلام والمغامرة والصحراء مجددا، مع أنشودة مأساوية نائحة تنطق بها شفتيه: «لا يزال علي أن أرفع هذه الأقدام المتعبة، هذه الأقدام المتقرحة؛ ولأنه لا بد لي من أن أمضي في طريقي، لن أنظر إلى الأشياء الأجمل والأبهي التي لم تستطع الاحتفاظ بي، والتي تركتها خلفي، سوى نظرة حزني وتجهم، لأنها لم تتمكن من الاحتفاظ بي!» (العلم المرح،) وهذا ما جعل نيتشه فيلسوف عصره بلا منازع. إن شخصيته هي بمنزلة تجسيد ونموذج للديناميات الداخلية الملازمة لزماننا: إنها «الفوضی بین غرائز» القوى الخلاقة والقوى الدينية التي تشتهي بحرقة الإشباع فلا تقتنع بالفتات المتساقط من مائدة المعرفة... إن الملمح العظيم والمؤثر لفلسفة نيتشه هو الحاجة الملحة والنهمة التي يتعذر إشباعها. وهكذا، يجب علينا العناية بنيتشه الإنسان لا المنظر كي نتمكن من الغوص في أعماق أعماله. وبهذا المعنى، فأن تأملنا في أعماله هذه لن يقدم لنا صورة عالمية نظرية جديدة، بل صورة للنفس الإنسانية بكل عظمتها واعتلالاتها. في البدء، سيبدو الأمر كما لو أن مضمونات نيتشه الفلسفية في مراحل تغيراته سيصيبها الوهن بفعل الحراك الجواني المتكرر دائما. غير أن ما يحدث هو العكس، فبدلا من الوهن، تزداد المعاني في أعمال نیتشه عمقا وحدة لأن الرؤى المتغيرة تمضي قدما بلا وجل لتدخل في جوهر الأشياء. إن التغيير لا يتصل بالملامح الخارجية لنظرية محددة وحسب، بل إن الأهواء والأجواء والرؤى ذاتها تتغير كذلك. نسمع أفكارا تتصادم، وعوالم تنحدر وتنهار، وأخرى جديدة تبرز إلى الوجود. إن الإصالة الجوهرية لعقل نيتشه تتبدى جليا في طبيعته التي تستجذب کل شيء إليها وإلى احتياجاتها الأساسية، ولا تكتفي بذلك، بل تستسلم وتقدم نفسها كلها لكل شيء. وبذلك ، تنبسط أمامه ممتدة تجاربه الجوانية ومآلاتها التي تنبثق من عوالم أفكاره؛ ولكن ليس للعقل سوى إزالة هذه العوالم لأنه يتعذر عليه استنفادها أو يتعذر عليه أن يصبح خلاقا. إن أقل نأمة يستشعرها عقله تكفي لإطلاق العنان لحياة جوانية متكاملة - حياة الأفكار. وعن هذا، قال نیتشه يوما: «ثمة نوعان من العبقرية: نوع ينجب... ونوع أخر يحب كثيرا أن يخصب ویلد» («ما وراء الخير والشر»، 248). ولا شك في انتماء نیتشه إلى الفئة الثانية. ثمة شيء أنثوي - إلى حد ما - في طبيعة نيتشه النفسية. مع ذلك، كانت عبقريته من ذلك النوع التي تنتفي معها أهمية المحفز الأصلي. وعند النظر في الأمور وفق منظورات مناسبة، سنلحظ كمية البذور التي زادت من خصوبة تربته. وإذا قدر لنا الولوج إلى جوانية فلسفته، سنجد أنفسنا في غابة من الأشجار وارفة الظلال تحفنا الخضرة الجميلة اليانعة في طبيعة برية فائقة الجمال. إن تميزه وتفوقه یکمن تحديدا في تمثيله تربة خصبة ملائمة لكل شتلة، أمر أقر نيتشه نفسه بأنه شهادة على عبقرية حقيقية؛ إنه: «الحقل الجديد المزروع المزدهي بقوته الأولية الهائلة والمتجددة» («الجوال وظله»، 118). ذكرت لو سالومي في الهامش السفلي أن نیتشه کان واعيا جدا لذلك، إذ كان يميل إلى التعامل مع العبقرية الأنثوية بوصفها العبقرية الجوهرية. إن الفرق بين إنسان الماضي والإنسان الذي يريده نيتشه يكمن، تبعا لذلك، في رفض الأخير الإستسلام للعقيدة وبناء على ذلك، تندمج الأخلاق في فلسفة نيتشه، بسلاسة وانسيابية، مع الجماليات - في نوع من الجماليات الدينية - ويغدو تعليمه بشأن الخير ممكنا بفضل ألوهية الجمال. إنه الحد الفاصل الرقيق حيث يجب دمج المظهر بالواقع ابتغاء خلق المثال يجعل من عالم الجمال وتوهمه الذاتي الفانتازي إذن ثمة حاجة للتفكير في التوق لرؤية مناقضة ومتصلة ومجربة: «لن ألتمس الجمال في أحد غيركم، أنتم أيها العظماء»، مثلما وصف نيتشه الإنسان المثقل بالحالات القوية والمؤثرة، و«لأن الجمال هو الأصعب على التحمل من بين جميع الأشياء تحديدا للبطل... ورغم قوة الإرادة وصلابتها، يتعذر بلوغ الجمال... هذا هو سر الروح. وإذا كان لأخلاقيات نيتشه سمة جمالية طاغية من حيث أن التحول إلى الإكتمال لا ينتج سوى وهم جميل، فإن جمالياته تتبع الأسلوب ذاته بقوة أكبر في مقاربتها الديني - الرمزي: إن جمالياته تنبع من الرغبة العميقة في تأليه البشر والأشياء وتذويبها في شيء إلهي لأجل التحلي بالقدرة على تحملها. لم يكتف نيتشه بتقديم نظرية تتبدى تفسيراتها في مقولاته الحكمية المتناثرة، بل إنه بذل جهد لوضع الأساس الذي يمكن عليه لطاقات الإنسان الإبداعية الغزيرة، لأول مرة، من أن تدفع بالفائق إلى مرحلة الإثمار. يتمثل هذا الأساس في عمله الفلسفي الخلاق «هكذا تكلم زرادشت». إن شخصية زرادشت هي التجسيد الأمثل للتحول الذي خبره نيتشه ذاته، إنه يعكس التحول في طاقاته وحيويته إلى صورة إلهية؛ وهذا مماثل لحلمه الخاص بتوليد الإنسان الفائق من البشري. يمثل زرادشت، في الواقع، إنسان نيتشه الفائق؛ إنه نيتشه الفائق. وهذا يجعل لكتابه خاصية مزدوجة خادعة: فهو، من جانب، عمل أدبي بالمعنى الجمالي ويمكن الحكم عليه من هذا المنظور حصرا؛ ومن جانب أخر، هو عمل أدبي بالمعنى التنسكي الخالص - إنه فعل خلق دیني حيث تمكنت المقتضيات الأعلى لأخلاقيات نيتشه من التحقق لأول مرة. وهذا يبين السبب الذي جعل كتابه، في أفضل الفروض، أكثر كتاب أسيء فهمه من بین کتب نيتشه، وأكثر من ذلك في ظل الافتراض الشائع الذي يفيد أن هذا العمل الشعري قد قدم في شكل شعبوي ما كان في السابق يقدم في شكل فلسفي أكثر صرامة. لكن الواقع غير ذلك لأنه يؤلف أحد أهم الكتب النيتشوية. لم تكن الغاية منه الدعاية والترويج، وإذا كان ثمة كتاب يقدم فلسفة مقصورة على فئة خاصة غير متاحة للجميع فهو «هكذا تكلم زرادشت». أصبح نیتشه المبشر بالتعاليم التي لا يمكن تحملها إلا بالحب الذي يفوق في قيمته قيمة الحياة ولن يتضح تأثيره إلا في النقطة التي يشتد فيها فكر الإنسان حتى يصل إلى مرحلة تأليه الحياة. ولا بد أن كل ذلك يقع في تعارض مع تصوراته الداخلية العميقة، وهو تناقض أتى في النهاية إلى تدميره. كان نيتشه كلما ارتقى نحو الإحتفاء الكامل بالحياة بصفته فیلسوفا، انحدر أكثر في أتون المعاناة بصفته إنسانا، وكل ذلك نتيجة لتعاليمه عن الحياة. كان هذا الصراع في داخل نفسه بمنزلة المورد الحقيقي لفلسفته اللاحقة. وبما أننا عالقون في دورة الحياة ومرتبطون بها دائما وأبدا، إذن، يجب أن نتعلم قول «نعم» لأشكالها وتلاوينها كافة كي نتصالح معها ونتحملها بمرح وقوة عبر تماهينا مع دورة الحياة هذه... إن حب الحياة غير المشروط هو الإملاء الأخلاقي والإلهي الوحيد للمشرع الجديد، لقد اكتسبت ثمالة نيتشه التقريبية وتبجيله غير المحدود للحياة تعبيرا دينيا، فأصبحت طقسا تعبديا إلهيا مقدسا. يشعر الإنسان، بطريقة معينة، أنه يمتد ويتسع تنسكيا حتى يغدو حياة كلية کونية؛ لا يعد معها مهمة انهياره الخاص ولا إحساسه التراجيدي بالحياة؛ إنه يروحن ويشخصن رمزيا، بطريقة ما، سيرورات الحياة الاعتباطية غير المجدية، رافعا نفسه بذلك إلى مستوى الألوهية. العالم والرب وأنا يمتزجون جميعا في مفهوم واحد يمكن للفرد أن يستمد منه، كما يستمد من أي مذهب ميتافيزيقي أو أخلاقي أو دینی، شرعة للنشاط وكذلك للعبادة بأرفع درجاتها. وراء هذه الصيغ يقف الافتراض الذي يفيد أن الكون والعالم هما قصص من صنع الإنسان، نسج تفاصيلها جوهر الحياة وامتلاؤها وثراؤها الإلهي؛ إنه يعلم أن التمثلات المفهوماتية تعتمد على ارادته الخلاقة وسكه للقيم. وعند أخذ ذلك بعين الرعاية، ��صبح عبارات نيتشه الغامضة في ((ما وراء الخير والشر»، 150) واضحة: «فيما حول البطل كل شيء يصير تراجيديا»، وهذا يعني أن الإنسان، على هذه الحالة، وبأقصى درجات تطوره، هو تحديدا كائن منهار وقرباني، وحول نصف الإله كل شيء يصير مهزلة، وأقصد بذلك أن الإنسان في استسلامه الكامل لكلية الحياة، سوف ينظر باحتقار إلى مصيره مع ابتسامة ترتسم على شفتيه مثل شخص رفع عاليا وارتقى، و"في محيط الله يصير كل شيء - ماذا؟ يصير عالما، ربما؟»، يعني ذلك أن الإنسان، من خلال التماهي التام بينه وبين الحياة، لن يرتقي - متصالحا - إلى تمامية الحياة فحسب، بل إنه سينشغل انشغالا تام بكلية الحياة ذاتها، بحيث يصبح إلها ينساب من داخله العالم، ويغير ببراعة وجوده عن طريق خلق العالم المتحرر. الأن على الجمال تحفيز الإرادة للحياة في أعمق أعماقها، وتحرير القوى جميعا وإطلاقها: «اجتراح الهزال والتعفن ثم التحفيز على الولادة»، لأن ما هو حادث ليس الكشف الميتافيزيقي عن شيء موجود أبديا بل الخلق الزهدي من شيء ليس متوفرا مباشرة؛ وعليه، فالزهدي» عند نيتشه، يشبه كثيرا قوة حياتية تكاثفت وتصاعدت إلى شيء هائل، وبالنتيجة إلى شيء وإنساني. وكما أن الفوطبيعي خرج إلى الوجود من تدمير شوبنهاور الزهدي، يتعذر حصول التدفق الزهدي للحياة عند نیتشه إلا بعد انحلال كل ما هو إنساني ومسلم به، تحديدا عبر الفائض. وهنا تكمن الصلة الرئيسية . الرؤيتين، إذ دخل کلاهما - نيتشه و شوبنهاور - نعيم الزهدية عبر كوة التراجيدي. لقد تحول «ولادة المأساة من روح الموسيقى» إلى ولادة المأساة من روح الحياة. إن الحياة أو «ذلك الشيء الذي يجب أن ينتصر على نفسه دواما» تتطلب جهدا عظيما متواصلا وسعيا دائما نحو الانتكاس كشرط مسبق. وإن ما يبدو تراجيديا من وجهة نظر انتكاس عازم مثل هذا، يختبر، من جانب أخر، كحياة كاملة من منظور الوجود ذاته، أو من منظور ذلك الشي الذي يتماهي معه الإنسان ابتغاء قهر الذات عبر بلوغ مرحلة الفائض. هذا التفسير المتغير للمأساة يظهر بأوضح صورة له في «أفول الأصنام» حيث عاد نیتشه مرة أخرى إلى مناقشة مشكلاته القديمة في مولد المأساة، أي معنى الألغاز الدیونوسوسية والمعنى الإغريقي للمأساة. وإن من اعتادت نفسه الآلام، وجد في البحث عن الأسى له وحده يقدم الفنان التراجيدي كأسا من هذه القساوة الأكثر حلاوة، والإنسان البطولی يغني بوجوده في التراجيديا» («أفول الأصنام»، مناكفات رجل غير موافق للعصر، 24). . إن سایکولوجيا الطقس الشبقي بوصفه شعورا طافحة بالحياة وبالطاقة، حيث يغدو حتى الألم في داخله فعلا منبها، قدم لي الوسيلة لفهم الإحساس التراجيدي: توكيد الحياة والتفاعل معها – بما في ذلك مشكلاتها الأكثر غرابة والأكثر قسوة؛ وإرادة الحياة المحتفية بآفاقها الممتدة وبالتضحية بأرقى أنواعها - هذا ما أسميه بالديونوسوسية، وهذا ما : أخمن أنه معبر نحو سيكولوجية الشاعر التراجيدي. إن الأمر لا يتعلق هنا بالتخلص من عنصري الرعب والشفقة، ولا بتطهير الأحاسيس الخطيرة ۔ مثلما فهمها أرسطو - عن طريق التفريغ العنيف لها، بل من أجل العثور على متعة الصيرورة الدائمة نفسها - فيما وراء الرعب والشفقة - تلك المتعة التي تحمل في داخلها متعة التدمير كذلك...» («أفول الأصنام، ما الذي أدين به للقدماء،
La force d’Ame avec laquelle Nietzsche parvint a se hausser au-dessus de lui-méme avait a mes yeux la valeur d’une justification : elle consacrait la dualité mystique de son étre. Elle constitue le sens et la valeur les plus profonds de son ceuvre.
Pour moi aussi je discerne dans son rire une double résonance ; et je vois surgir, tour à tour, sur son visage, le rictus d’un dément et le sourire d’un vainqueur
E' stata una lettura faticosa, a causa anche delle mie aspettative sbagliate (credevo che si trattasse di una profilazione più umana che filosofica). E' un bell'omaggio a Nietzsche, che credo che ne sarebbe stato molto soddisfatto. (o no?)
“Deep tension, stress, and illness, Nietzsche saw as preconditions for the activity of the mind. This should not be misconstrued as a ‘flight into illness’—as Nietzsche’s long, periodic bedridden spells and darkened chambers might suggest—but as a dangerous ‘experimental philosophy as I live it, even with the possibilities of the most thoroughgoing nihilism,’ for the sake of seeking knowledge.” – Siegfried Mandel
“[T]he total significance of Nietzsche’s interpretation of the historical battle between master and salve mentalities is nothing less than a radically simplified illustration of what transpires in the superior individual and what must split him into a sacrificial god and a sacrificial animal.” – Lou Salomé
I don’t know how it took 16 years of obsessing over Nietzsche and wishing I could read Lou Salomé’s thoughts on him to finally find out that she wrote an entire book on the man! And what a book it was! Damn, could she write! It was published in 1894, five years after Nietzsche’s collapse into madness and six years before his death. It gave me a whole new insight into his thoughts, philosophical transitions and the way he came to his psychological conclusions about human nature and philosophy. I read the Siegfried Mandel translation and his fabulous, in-depth introduction, contextualizing Nietzsche’s life and his relationship with his mother, sister, Paul Reé, the Wagners and of course Salomé herself.
What stands out for me the most in the book, and is at the core of it, is Salomé’s explanation of what Nietzsche meant by “What does not kill me makes me stronger” (or “…destroy me…”, as Mandel’s translation has it). I, like most, completely misunderstood it. First of all, he says “me” because he literally was referring to himself. It isn’t some absolutist claim that is meant to be applied to everyone. He was being as autobiographically pithy in a maxim as he possibly could be. Second of all, I always thought that, by “stronger,” he meant physically stronger via overcoming (given overcoming is a cornerstone of Nietzschean thought), but that is completely wrong. What he meant by stronger was his strength (or sharpness) of mind, determination, intellectual thinking, life-affirmation and his assurance of immortalization through his ever-strengthening body of work. Salomé says that he took that maxim and “flagellated himself” with it, “not to the point of destruction or death but to a fever-pitch and a self-wounding he deemed necessary. This seeking of pain courses through the entire history of Nietzsche’s development and is its essential intellectual and spiritual source” (p. 14):
‘[H]is powerful nature was capable of self-healing and pulling things together, in the midst of pain and contradictions; healing was prompted by strivings for the ideals of knowledge. But after recovery was achieved, his nature inexorable again required suffering and battles, fever and wounds’ (p. 23).
Basically, he was constantly falling into sickly states. However, he did not allow them to be in vain. He’d use them to better understand himself and others in states of suffering, and in doing so, he’d be filled with the excitement brought on by new ideas, philosophical avenues and subterranean paths within his mind which he would have never discovered or ventured on otherwise. Salomé writes,
‘I recall something that Nietzsche told me which very appropriately expresses the joy that the seeker of knowledge takes in the vast breadth and depth of his nature; from it springs the desire to regard his life henceforth as “an experiment of the seeker of knowledge” (GS, 324). He said, “I resemble an old, weather-proof fortress which contains many hidden cellars and deeper hiding places; in my dark journeys, I have not yet crawled down into my subterranean chambers. Don’t they form the foundation for everything? Should I not climb up from my depths to all the surfaces of the earth? After every journey, should one not return to oneself?”’ (p. 22).
And so, by virtue of his new discoveries, he would begin intense contemplation of them, ceaselessly working through them in his writing, burning the candle at both ends, as he implies in Ecce Homo (his autobiography), with his zeal and exuberance of life increasing and increasing as his inexorably ardent strength of will coursed through him and his mind soared heights he never could have imagined. And then, when the journey was over, out of sheer exhaustion, he would “return” to himself—and crash. He’d fall, bedridden, into severe migraines and fevers. He says in Ecce Homo that Human, All Too Human, which he says he wrote to help heal and overcome his sickly condition, was written between bouts of throwing up copious amounts of phlegm, which is the reason he had to write aphoristically, given he couldn’t write for very long periods of time, due to his horrible vomiting, migraines and eyesight. And then, in his newly sick feverish state (one bout almost killing him in 1879), new ideas would once again emerge, and it would all start all over again—a Nietzschean cycle.
‘And so, two things stand out emphatically: the close connection between the life of the mind and the life of the soul—the dependence of his intellect upon the needs and excitations of his interior being. And then the unique feature, that this close relatedness must always yield anew to suffering; the light of knowledge requires the high glow of the soul, each time. . . . suffering is natural and necessary to Nietzsche’s existence’ (p. 14).
Nietzsche believed, so says Salomé, that “a constant enduring and wounding may yield the greatest possession and creativity” (p. 18). This, she explains, is the crux of his view of “heroism as an ideal.” It is the demanding of more and more of oneself—no matter what the toll.
‘His illness necessitated taking himself as the material of his thought, as well as the submission of his self to a philosophical world-picture and the spinning out of it from his own inner being. If all this were otherwise, perhaps he would not have been able to accomplish things so individualistic and unique. And yet, one cannot help but look back with deep regret upon this turning point in Nietzsche’s fate and that uncanny compulsion toward self-isolation. One cannot escape the feeling that the greatness reserved for him passed him by’ (p. 56).
As is well known of Nietzsche and is intrinsic to his life and impassioned philosophy, “Instead of seeking to yoke his drives, he gives them all possible free rein; the broader the fields they explore with all their senses, the more they serve the individual’s purpose—a drive for knowledge” (pp. 19-20). It is this striving that would lead him to one new phase in his philosophy after another, which is why we have an early Nietzsche (The Birth of Tragedy), a middle Nietzsche (the one of positivism found in the works he published between 1878 and 1882) and a late Nietzsche (post-1882), from Thus Spoke Zarathustra onwards (the Nietzsche who turns his back on positivism and relies more on emotions, passions, sensations and instincts). “Nietzsche’s uniqueness later was marked by his taking problems almost exclusively from the inner world and subordinating logic to the psychological” (p. 33), hence so much of his influence on Freud, whom Salomé worked with and also wrote a book about, and the title of Kaufmann’s classic 1950 book, Nietzsche: Philosopher, Psychologist, Antichrist. Salomé explains that:
‘For good reasons Nietzsche did not enter philosophy by way of abstract academic specializations; he pursued studies towards a deeper conception of the philosophic life and its innermost meaning. And if we wish to designate the goal intended by the peregrinations and battles of his insatiable spirit, we may not find a more appropriate phrase than his longing to discover “a new, and hitherto undiscovered possibility for the philosophical life” (HATH, 261)’ (pp. 36-37).
And so, “Nietzsche’s theory of knowledge culminates in a kind of personal thrall in which the concepts of madness and truth are inextricably entwined” (p. 99).
I hadn’t realized just how thoroughly Nietzsche had ripped himself away from positivism in his works after The Gay Science, despite me having read and studied them all thoroughly on my own and at an undergraduate and then graduate level. Salomé allowed me to see that the superiority of the overman isn’t merely knowledge-seeking to the ultimate extreme, no. It is even beyond that. It is the creating and expanding of the very parameters and possibilities of knowledge itself. That is what makes the labyrinth of Zarathustra, the knocking down and vanquishing of all the limiting walls of human reason, logic and rationality, dissolving them into a philosophical and mystical realm of infinite horizons unlike which the world has ever known, without the need to have to turn to a nonexistent god in order to do so, for Nietzsche remained thoroughly atheistic till the very end. He always remained searching towards the truth, using everything at his disposal to head fearlessly towards it, not blindly clinging to that which wasn’t there in the hope of having found it, as with theism.
One thing that greatly surprised me and gave me much pause is that it turns out Nietzsche’s eternal return (or recurrence) was not merely a philosophical construct and existential experiment for him. He believed it to be a fact of reality and was planning on taking a break from writing, to study the natural sciences for ten years at the University of Vienna or Paris, in order to then prove to the world using science that the eternal return is the actual state of things (in modern terms that would mean the Big Crunch causing the Big Bang, like a snake biting its tail). His illness didn’t permit him to do that, however, and, at any rate, when he realized he wouldn’t be able to prove the eternal return on empirical grounds (using physics experiments, like he was planning on doing), he accepted it on mystical ones founded on “an inner inspiration—his own personal inspiration” (pp. 131-133), despite the fact that, given all his suffering in life, the eternal return was something unspeakably terrifying to him:
‘Unforgettable for me are those hours in which he first confided to me his secret, whose inevitable fulfillment and validation he anticipated with shudders. Only with a quiet voice and with all signs of deepest horror did he speak about this secret. Life, in fact, produced such suffering in him that the certainty of an eternal return of life had to mean something horrifying to him. The quintessence of the teaching of eternal recurrence, later constructed by Nietzsche as a shining apotheosis to life, formed such a deep contrast to his own painful feelings about life that it gives us intimations of being an uncanny mask.’
And it is also in Zarathustra, the harbinger of the eternal return, where, Salomé explains, we find the evidence that Nietzsche saw his madness coming and walked directly towards it. That is his infamous “abyss,” where no one else may pass and where Zarathustra would forever be alone. “Quite early Nietzsche had brooded over the meaning of madness as a possible source of knowledge and its inner sense that may have led the ancients to discern a sign of divine election” (p. 145), that is, someone severe and worthy enough to be esteemed, followed and exalted. And so he affirmed his own madness, willing it within the realm of amor fati.
‘The picture of madness stands at the end of Nietzsche’s philosophy, like a shrill and terrible illustration of theoretical knowledge and of the conclusions drawn from it for his philosophy of the future, because the point of departure is formed by dissolving everything intellectual and letting drive-like chaos dominate. Nietzsche’s theory of knowledge, however, goes beyond the decline of the knower and conceives a revelation by life, inoculated by madness . . .
‘Madness was to bear witness also to the power of life’s truth through whose brilliance the human spirit is blinded. For no power of reason leads into the depths of life in its fullness. It does not permit a climbing into its fullness step by step or thought by thought . . .’ (p. 150).
‘For us, the outsiders, we can see that from then on Nietzsche was shrouded in the total darkness of night; he stepped into the most individual life of his inner experience before which the ideas that had accompanied him had to come to a halt; a profound and shattering silence spreads over these matters. Not only can we no longer follow his spirit into the last transformation, which he achieves through self-sacrifice, but also we ought not follow it. For in this transformation Nietzsche found proof for his truth, which has become completely merged with all the secrets and seclusions of his inwardness. During his last loneliness, he has drawn away from us and has closed the gate behind him. At the gate’s entrance, however, these words radiate towards us: “What hitherto has been your ultimate danger has now become your ultimate refuge. ‘You are on your way to greatness, and that must be of greatest courage to you because there is no path behind you! . . . Here no one may sneak after you! Your own foot has obliterated the path behind you, and above that path is written: Impossibility’ ” (“The Wanderer,” Z, III)’ (p. 151).
And so Nietzsche’s final phase was complete isolation and separation from the herd through madness, lost yet found inside his own mind, just as he predicted in his Zarathustra. And with that, he answered the very question he asked Salomé about his very mode of overcoming one realm of philosophy in order to embrace and explore new truths:
‘Speaking to Nietzsche about the changes that already lay behind him, I elicited from him remarks he made half in jest. “Yes, things take their course and continue to develop, but where to? When everything has taken its course—where does one run to then? When all possible combinations have been exhausted, what follows then? How would one then not arrive again in belief? Perhaps in a Catholic belief?” And from the backward hiding place of these assertions emerged the added, serious words: “In any case, the circle could be more plausible than a standing still”’ (p. 32).
The author, Salome, was proposed marriage to by Nietzsche - which she declined. Nonetheless, they shared a deeply meaningful friendship that shows in how she not only writes about his personality and life, but also his philosophy.
This was a fascinating read. I wanted a more personal approach to understanding Nietzsche, and this book delivered that. But at the same time, it functions as an excellent overview of his body of work too. Next, I will read the more modern, objective biography of Nietzsche titled "I am Dynamite!".
Es ist sehr beeindruckend, was für eine klare und analytische Sicht Lou Andreas-Salomé auf den ihr doch nahe gestandenen Friedrich Nietzsche hat. Das Buch gibt einige wenige kostbare Einblicke in den Privatmenschen Nietzsche und durchdringt gleichzeitig schonungslos wie wertschätzend sein Werk.
عندما نشرت لو سالومي كتابها عن نيتشة ، تلقفه محرر أرشيف نيتشه الفيلولوجي والموسيقى فريتز كوغل Fritz Kogel، ووصفه بأنه كتاب يسعى إلى إثارة تفاصيل السيرة الذاتية من أجل إبطال فلسفة نيتشه عبر أحابيل «علم النفس الأنثوي العصابي» «neurotic female psychology)، وهي التهمة نفسها التي رددها بعد ذلك الكثيرون، حتى وصف الكتاب بأنه فعل انتقام أنثوي من الرجل الذي اعتاد کراهية النساء وذمهن. لكن في واقع الأمر يعتبر هذا الكتاب من أفضل الدراسات التي تعرضت إلى فيلسوف مثل نيتشة إلى حدود اليوم، مما يجعل من كل تلك المقولات الذامة مجرد ادعاءات تعبر عن ثقافة ذكورية لم ترحب بنساء مفكرات لهن القول الفلسفي. إذا بناء على ما سبق ، علينا من جديد نفض الغبار عن صورة لو سالومي التي كانت في الماضي مختزلة في كونها عشيقة كما تدفع الثقافة الذكورية إلى تمثل النساء منذ زمن بعيد. بعد قرائتي لكتابها ، عثرت مباشرة على مقال بديع لصاحبه معز الوهايبي وفيه يتعاطى مع فكر لو سالومي المتفرد التي نظرت من خلاله إلى فعل الكتابة بطريقة تسمح بإختبار أسلوبا جديدا في الكتابة الفكرية ، ألا وهو تطعيم القول الفلسفيّ، والعلميّّ القائم على المفاهيم الكلّيّة بضرب من التّفريد Singularisation، أي استحضار معطيات فرديّة من الحياة الشّخصيّة للكاتب عاشتها هي معه. في تشابك فريد بين الأوتوبيوغرافي والبيوغرافي، بين سيرتها وسيرهم، وهي التي عرفتهم عن قرب ( ريلكه ، نيتشة ، فرويد ، بول ريه ... ) على نحو يبين عن تلاحم وجودي بين الحياة والكتابة. فبالنّسبة إليها، يظلّ النّصّ النّظريّ، على غرار النّصّ الأدبيّ، مغلقاً لا يمكن معالجة أقفاله إلاّ بمفتاح شخصيّة صاحبه. ولكن ما أن نفتحه حتّى نتبيّـن ملامح هذه الشّخصيّة بوضوح أكثر؛ فإذا به يغدو من قبيل السّيرة الذاتيّة مهما يكن مفهوميّاً ومغرقاً في التّجريد. وهذا ما يثمّنه (نيتشه) في تدشينها لمثل هذا المقترب النّقديّ في قراءة النّصوص الفلسفيّة. ففي رسالة إليها، كتب: «فكرتك إرجاع الأنساق الفلسفيّة إلى الأفعال الشّخصيّة لأصحابها هي حقّا فكرة لـ«روح - أخت»؛ وأنا نفسي، في (بال) Bâle، درّستُ، بهذا المعنى، تاريخ الفلسفة القديمة، وكنتُ أقول للمستمعين: هذا النّسق قدْ دُحِض، قد مات، - لكن الشّخصيّة التي توجَد وراءه غير قابلة للدّحض؛ فمن المستحيل قتلها- مثلاً، أفلاطون». وتذكر «لُو أندريا سالوميْ» أنّ نيتشه كتب: «لقد انتبهتُ، شيئاً فشيئاً، إلى ما كان، إلى حدّ الآن، أنّ كلّ فلسفة: اعتراف من صاحبها، ونوع من الذكريات غير إراديّة وغير مميَّزَة». وبالفعل، فإنّها تصرّح، في ما يخصّ دراستها عنه، بأنّها قد حرصت على أن تقلِّل قدْر الإمكان توظيف كلّ الاعتبارات النّظريّة الخالصة، كما حرصت من جهة أخرى على أن تقلِّل من استحضار كلّ الاعتبارات المتعلّقة بحياته الخاصّة جدّاً. فهي تكتفي فقط باستحضار ما يتّصل منها بعمله. فهي تقول: «قيل إنّ مهمّة كاتب السّيرة هي تفسير المفكِّر من خلال الإنسان، ومثل هذه الطّريقة لا أفضل منها البتّة في ما يخصّ نيتشه». لقد أرادتْ، إذن، أن تدرس التّجربة الفكريّة لنيتشه في علاقتها بشخصيّته؛ بحيث تردّ لفلسفته قيمتها بما هي اعتراف. وإذا كانت مهمة كاتب السيرة الذاتية هي توضيح المفكر وتفسيره بالاعتماد على شخصه، فإن هذا الجانب يصدق بدرجة استثنائية على نيتشه في ظل الالتحام الكلي بين عمله الفكري الخارجي وصورة حياته الجوانية. إن ما قاله نيتشه في الرسالة «التمهيدية» عن الفلاسفة يتصل اتصالا مباشرة به: " إذ يتعين اختبار نظم الفلاسفة بإزاء أفعالهم الشخصية." ولذا، نراه يعود مرة أخرى إلى التعبير عن هذا المفهوم في وقت لاحق: "شيئا فشيئا، أصبح واضح لي أن كل فلسفة عظيمة حتى الوقت الحاضر ما هي سوى اعتراف ذاتي من مؤلفها، إنها نوع من المذكرات غير المقصودة » ( ما وراء الخير والشر) وتذهب لو سالومي في كتابها إلى أبعد من ذلك عندما تكتب " إن القراء الراغبين باستخلاص قيمة نيتشه منظرا (هذا ما يفعله الفلاسفة الأكاديميون على الأرجح) سيعودون بخفي حنين من دون أن يتمكنوا من الولوج إلى هذا الجوهر لأن قيمة أفكار نیتشه لیست في أصالتها التنظيرية، ولا في هذا أو ذلك الجانب الذي يمكن إثباته أو دحضه جدليا. إن ما يهم حقا في هذه الأفكار هو القوة الحميمية العميقة التي تنتقل متحاورة من شخصية إلى أخرى؛ قد تفند «النظم»، مثلما قال نيتشه، ولكن لا يمكن قتل «مبتكریها». إن من يرغب في أن يسلك مسارا مختلفا وينعم النظر في تجارب نيتشه الخارجية ابتغاء استيعاب الداخلية منها، فإنه سيكون، في أفضل الفروض، كمن يمسك بمحارة خاوية أفلتت منها الروح. على الرغم من كثرة الحديث عن نيتشه في السنوات الأخيرة بنحو يفوق أي مفکر آخر، والأقلام الكثيرة التي انشغلت إما في کسب المعجبين له أو مناقشته و مجادلته، ما يزال هذا المفكر مجهولا عمليا على قدر تعلق الأمر بعقليته الفريدة. وبينما نمت المجموعة الصغيرة والثابتة والمتناثرة من المهتمين الذين يعرفون كيف يقرأونه حقا لتصبح كتيبة من المریدین والأتباع بعدما اتسعت دائرة العناية به والحديث عن أفكاره ومؤلفاته ومقولاته، أصابت نيتشه سهام القدر التي تهدد بإصابة أي حكاء للأمثال. لقد انتزعت العديد من أفكاره من سياقها وتحولت إلى شعارات ومفهومات مبسترة في خدمة أطراف متنازعة لا تصله بها صلة. ويمكن القول هنا إنه خلافا للشهرة السريعة التي حظي بها بسبب الضجة المفاجئة التي أحاطت باسمه الهادئ، بقيت الأشياء الأكثر تفردا وقيمة في أعماله مخبوءة لم يفطن لها أحد دافعة به إلى المزيد من العزلة والانطوائية. إن الصخب والسذاجة والافتقار للعمق النقدي الذي وسم احتفاء الكثيرين بنیتشه لم يبرح يذكرنا بقوله الساخر: «يتحدث خائب الأمل قائلا: كنت أصغي منتظرا إجابة، ولم أسمع سوى المديح» («ما وراء الخير والشر»). بالكاد ثمة منهم من تبعه حقا وسار في مساره بالابتعاد عن الآخرين وخصوماتهم اليومية، أو البقاء ملتحفين في عواطفهم الداخلية؛ وليس منهم من رافق الفكر المنعزل والمتحفظ والغريب والمعقد الذي كان جسورا بما يكفي لحمل الآفاق المتسعة، والذي هوى في لجة جنون طاغ. ولذا، يبدو جليا أن نیتشه كان يقف غريبا ین من كانوا يكيلون المديح له، كان أشبه بشخص ضل الطريق بينهم، وبقي جوهره مخبوءا لم يرفع أحد الغطاء عنه. نعم، إنه يقف هناك وكلمات رثاء زرادشته ترتسم على شفتيه: " كلهم يتحدثون عني وهم يتحلقون حول نار المدفأة في الأمسيات، لكن ليس فيهم من يفكر في هذا هو الصمت الجديد الذي أتعلمه: إن ضجيجهم ولغطهم عني يمتد مثل غطاء يحجب أفكاري» («هكذا تكلم زرادشت»، عن الفضيلة المصغرة، ). لقد أثبتت لو في صفحات هذا الكتاب أنها كانت على اطلاع كبير ومباشر على تجربة نيتشه الفلسفية، وأنها الشاهد الحي الوحيد على تحولاته ورغبته الملحة في التجوال والتي تمتد عميقا في فلسفته، إلى جانب إمكانيتها تأكيد صحة الكثير من النتائج التي توصلت إليها وكشفها عن الكثير من الرسائل الخاصة وعن الوقائع المشتركة بينهما، مع الحفاظ على تدفق أفكاره وتعقيداتها.
نظرا لأني محبة لنيتشه وهو فيلسوفي المفضل أجد نفسي أتحامل قليلا على لو سالومي و أراها المرأة اللعوب التي تحب إيقاع الرجال في شباكها ( رغم أني امرأة ) ، لذلك لا يمكن أن احكم على الكتاب أو على الكاتبة بتجرد حيث أن مشاعري ستطفو على السطح بطبيعة الحال وسأظل غاضبة مستنكره لكثير مما كتبت إلا إني يجب أن أنوه أنها فعلا كانت تعرفه حقّ المعرفة وفهمت الكثير من تخبطاته وتتناقضاته ووضحت لنا نحن الكثير من المفاهيم المغلوطة عنه … إلا أنها لم تتطرق لعلاقتهم الشخصية حتى أنها اوردت رسائل قليلة بينهم فكان الكتاب عباره عن نقد فني موضوعي لكتاباته
بعض النظر عن عشقي الشخصي إلى نيتشه وإعاجبي بشخصه وليس فقط بفلسفته أستطيع القول بأن هذا الكتاب هو دراسة مكثفة إلى نيتشه لا نعلم مدى صحتها بسبب أن لُو لم تكن الطرف الأكثر ثقة حين يأتي الأمر حول نيتشه ولكنها قد أجادت الحديث عنه توقعت بأنها ستذكر الأنهيار والخلافات التي حالت بهم ولكن قد صدمني تحضرها بأنها لم تذكر أي صله بهذة المواضيع ولو بسطر لم تذكر علاقتها به وما حصل وأيضا لم تحاول تشويه سمعته من خلال هذا الكتاب برغم أن معظم رواد ذلك العصر اعترضوا عليه بسبب أنه مسيء لنيتشه ، لم أجد فيه ذرة من تلك الإساءة التي تحدثوا عنها ، فقد شرحت لُو شخصية نيتشه بقلم أنثوي راقي وتعمقت في صفاته ولم تهين صديقها القديم وإن كانت الخلافات موجودة، راودني أحساس بأن لُو في الفصول الأخيرة يراودها الحزن والأشتياق، بأختصار الكتاب رائعة لمحبين نيتشه وشخصه وليس المحبين لفلسفته فقط أو غير المهتمين له ، شخصياً أرى أن كتباً مثل هذه الكتب تناقش شخصية الفيلسوف وتتحدث عن كيفية إنبعاث أفكاره تعتبر كتب فوق الجيدة والرائعة فلقد مللنا الكتب الفلسفية وحسب نريد التعرف على هؤلاء الأشخاص وكيف عاشوا وماصدر ذلك الألهام ،رؤية مصدر الألهام قد تساعدك على أن تكون عظيماً مثلهم أيضاً
I was hoping for some deep insight from Salomé's book about Nietzsche, but was disappointed, finding nothing new either biographically or philsophically. That should not have been very surprising, given that her recorded recollections have been grist for the mills of generations of Nietzsche scholars.
I've said before that there are many versions of Friedrich Nietzsche, from the rational dialectic thinker of Walter Kaufmann, to the anti-dialectic, forceful epistemology of Gilles Deleuze, from the the socially conscious philosopher in the writing of Jonas Čeika to the eternal transgressor of Georges Bataille. And then you have the psychologized Nietzsche of Lou Andreas-Salomé in Nietzsche. Yes, I did just want to namedrop people I've never read, but which sounded important.
If there's one main theme in Andreas-Salomé's book on Nietzsche, it's that of a thinker that was in an eternal pseudo-dialectical psychological battle with himself, culminating in Nietzsche's famous mental breakdown in the streets of Turin. In the way that Andreas-Salomé lays out the overall oeuvre of Nietzsche, the books, essays, letters and generel life of Nietzsche is a way to track the psychology of the philosopher; that the psychology would of the writer would influence the writing and that the writing would influence the psychology. Having Nietzsche's entire work be the expression of an eternal flux of ideas leading to orphic madness of Nietzsche's last decade on this earthly plane.
This is certainly an interesting angle on what is arguably the most discussed modern philosopher, especially coming from Andreas-Salomé that knew Nietzsche on a very intimate level, but I just don't see Andreas-Salomé's analysis as all that convincing or necessary. Know the psychological state that a philosopher was in can be interesting, don't get me wrong, but it's hardly required to understand the works that the philosopher produced. As such, I don't think it's all that necessary to understand the mental drive of Nietzsche to make an informed analysis of Beyond Good and Evil. I also don't really buy the tenuous links that Andreas-Salomé makes between the emotional states Nietzsche went through to the works he penned. I'm sure Nietzsche developed his thoughts throughout his life, just like I hope most of us do, but I fail to see the deeper connection between these developments.
It is clear that Salome never liked Nietzsche. It is often said that from Nietzsche's point of view, Salome was his failure in love, but I cannot agree with that. On the contrary, it was Salome's failure. Wasn't the anvil of the soul that felt the pain, the hammer that hit it?
Salome; When we take it out of the triangle of Freud, Nietzsche and Rilke and evaluate it on its own, I can say that he is a separatist and libertarian feminist writer. He has only enriched this mentality with three great names. Likewise, later seeing this in Gilles Deleuze, "Lou Salome did not love Nietzsche with love, but later on he would have the opportunity to write an extraordinarily beautiful book on Nietzsche." he said.
In this work, Salome reconsidered the subject of eroticism through Nietzsche. and offers new recommendations. His language and his outlook are so Nietzsche-like that if I were to hide the author and ask who might have written this book, I would say Nietzsche. Salome is really inspired by the idea and is not good at shaping it in her own way of thinking.
In this work, Salome introduces the term restrained eroticism. She interpreted providing self-control in eroticism as erotic freedom.
be in moderation...
This could certainly be an explanation according to Nietzsche. (Likewise, he finds the erotic unimportant because it adds nothing but a sense of pleasure.)
Salome, who turned to and blessed more individual eroticism, placed the phenomenon of motherhood as a next step.
Salome leaves us a historical section about Nietzsche. and briefly tells us about Nietzsche, who shook humanity with his myths in his works.
“We talked to death for three weeks. Nietzsche – which was no small thing – was able to keep the conversation going for ten hours a day. We were always talking about our joint work. During our conversations, we were diving into the depths without realizing it. To stunning places! We were always hitting ourselves on uneven paths. If anyone had eavesdropped on us at that time, they would have thought that two demons were collaborating.”
2 "Wenn ich diese kurze Schilderung lese, dann sehe ich ihn selbst vor mir, wie er, während einer gemeinsamen Reise von Italien her durch die Schweiz, mit mir das Gut Triebschen bei Luzern besuchte, den Ort, an welchem er mit Wagner unvergessliche Zeiten verlebt hatte. Lange, lange sass er dort schweigend am Seeufer, in schwere Erinnerungen versunken; dann, mit dem Stock im feuchten Sande zeichnend, sprach er mit leiser Stimme von jenen vergangenen Zeiten. Und als er aufblickte, da weinte er."
Such a personal recollection of Nietzsche is rarely seen anywhere, and deeply moving indeed. You remember the boats that keep each other company in the harbor then part ways. And then you sob.
S. 49, "...und wie zum Schlusse der Mann in einigen seiner intimsten und verschwiegensten Gedankenerlebnisse sich wieder dem Knaben nähert"
vgl. »Von den drei Vervandelungen«: »Unschuld ist das Kind und Vergessen, ein Neubeginnen, ein Spiel, ein aus sich rollendes Rad, eine erste Bewegung, ein heiliges Ja-sagen. Ja, zum Spiele des Schaffens, meine Brüder, bedarf es eines heiligen Ja-sagens: seinen Willen will nun der Geist, seine Welt gewinnt sich der Weltverlorene«
又《道德经》:“专气致柔能如婴儿乎” “常德不离复归于婴儿”
S. 31, Wien 1894 Fassung. "Nun, dieses ist sein typisches Erlebniss, das immer wiederkommt, an dem er sich immer wieder aufrichtete, über sich selbst erhob, an dem er auch endlich sich in sich selbst überschlug und zu Grunde ging."
Ich sah mich widerspiegelt in seiner Geistesverwandlung. Jedesmal, jedesmal wenn ich Nietzsche liese, ist es ein schmerzlicher Process (oder vielleicht doch auch ein Prozess) der Selbsterkenntnis. Vielleicht versteht Lou ihn doch am besten. Seufz. Sie weist auf den Schmerz so deutlich hin.
Hi! Heres my preview of my review: Ahhh Lou! How did you do it? Been ever curious as to the rhyme and reason - even the alchemy - of how you, prescient intellect, enchantress of mind and body, wended your weary way through peripatetic, romantic conquests over the likes of Rilke, Nietzsche, Ree and Freud (and then, after having essentially birthed nothing less than the protean inklings, methods and machinations of the psychoanalytic era, as muse and foil to these devoted subjects --- finally, decided, in this text, on Herr N for a sort of postpartum analysis - a cognitive autopsy (written some 6 or 7 years before Nietzsche`s corporeal demise) on the still living but inert and mute, and quite insane man...might we see another take on the psycho-social storm clouds gathering at the time of writing, presaging the coming apocalypse of war?...
Il ritratto che esce di Nietzche è quello di un pensatore radicale che fa della propria vita il fondamento stesso del proprio pensiero. Fonda il pensiero filosofico sull' esperimento e sul travaglio del negativo. Forma di pensiero e forma di vita cangiano e travalicano l' una dentro l' altra. Il sacrificio di sè per lo studio e il controllo, con qualche entusiasmo per il positivismo, viene ribaltato nel suo opposto. Il pensiero originario è abissale perchè il pensiero sgorga dall' altro da sè. Il cogito cartesiano è un atto legittimo, ma privo di ragioni. Se per Schopenhauer la negazione della volontà costituisce l' unica possibilità per il pensiero e la morale di giocare il proprio ruolo, per Nietzsche non c'è scopo. Non si esce dalla volontà di potenza e l' unica via è l' accettazione assecondante della prospettiva fatalistica. Così volle che fosse.
Finally got through this one, it was tough. It was like reading a poorly organized rough draft of a dissertation, some really good material and insight, and interesting to put a personal touch into the philosophical analysis. I want to be reading more philosophy than I do, but this one was tough to get through, though there were some parts that I thought were neat.
I thoroughly enjoyed this book. Lou offers her interpretations of Nietzsche's works and gives unique insight in his life from her point of view. She offers the quite radical idea that the development of his philosophy equated to his life forms. I would recommend reading some of Nietsche's works before reading this, so that you could get a more constructive reading from reading her suggestions :)
كتاب تتحدث فيه لو سالومي عن نيتشه الإنسان، قسمت حياته لثلاث فصول والتأثر بأحداث حياته الشخصية على فلسفته، فيه نظرة متعاطفة وحانية لشخص نيتشه من سالومي، حتى في ذكر معايبه أو المساوئ أو حتى تأثره ببعض الأحداث في حياته تذكرها بطريقة مغلفة بلطف بالغ، تسلسل الكتاب رائع، الترجمة جيدة، التدقيق الإملائي ضعيف نسبيًا
توقعت إنني سأرى قصتها مع نيتشه عندما طلب منها الزواج ٣ مرات، لكن الكتاب كان يتكلم عن سيرة نيتشه وبعض أفكاره في كتبه. شعرت وكأن لو سالومي تشخص حالة نيتشه النفسية من خلال كتبه. كتب الفلسفة بشكل عام صعبة الفهم، وشرحها كان صعباً هو الآخر. كتاب لا بأس به.
((لطالما استبد بي الشعور بالحزن والشفاء في كل مرة اسمع فيها انك تعاني انك تشتاق الى شخص او انك فقدت شخصا رغم ان المعاناة والاستغناء أمران طبيعيان لي،وليست مثلما هو الامر في حالتك _عناصر وجود عبثية عديمة القيمة))
بعد ما قرأت سيرة نيتشه من وجهة نظر “لو سالومي”، وهي وجهة نظر مشكوك في صحتها، شعرت بالتعاطف مع نيتشه الإنسان، وليس المفكر. فقدانه للدعم العاطفي من عائلته وصدمات طفولته جعلته يكره المشاعر. رفض المرأة التي أحبها دفعه لتبني وجهة نظر تكره المرأة. تأثره بمرض أهله ومرضه وضعفه جعله يكره الضعف والمرض، ويحتقر فكرة أن يكون الإنسان ضعيفاً، مما جعله ينكر الرحمة.
كل هذه الصدمات قد تبدو كتوجهات فكرية، لكنها في الحقيقة صدمات نفسية وعاطفية جعلته يتبنى وجهات نظر لم يكن مقتنعاً بها بالكامل، ويتصرف أحياناً بعكسها (وهذا ورد في الكتاب). نيتشه لم يعش بأمل أو يتعافى كما ينبغي. رؤيته وتوجهاته هي في الواقع آليات دفاعية ضد الصدمات التي لم يتمكن من تجاوزها، رغم أنه كان يعرف داخلياً أن ذلك ليس صحيحاً. فقدان البوصلة الذي أصابه أدى إلى فقدانه للإيمان.
نيتشه كان ضعيفاً نفسياً، وأقنع نفسه بأشياء لم يكن مقتنعاً بها لأنه لم يعرف كيف يتقبلها. لم يستطع أن يتقبل أن الله موجود ولم يساعده، ففرض على نفسه فكرة “موت الإله”. لم يستطع تقبل مرضه، فتبنى فكرة “الإنسان الأعلى”. لم يستطع تقبل رفضه من قبل العديد من النساء في حياته (أمه، أخته، حبه الأول، وحبه الأخير - حيث تم رفضه ثلاث مرات من قبل سالومي)، ففرض على نفسه فكرة العنصرية ضد المرأة، رغم أن تصرفاته مع النساء اللواتي عرفهن كانت عكس ذلك. لا زلت لا أحبه، لكني متعاطفة معه بسبب السياقات التي أدت به إلى ذلك. لكن، الله يحرقه أينما ذهب 🦦.
Voici un excellent livre pour approcher le philosophe allemand : on le découvrira dans le texte (il est abondamment cité) et on appréciera le regard aiguisé et chaleureux porté sur lui par Lou Salomé. Y est traitée l’évolution de la pensée de Nietzsche au fil de ses ouvrages, une pensée en constant bouillonnement et qui assume ses contradictions. Ici le philosophe du "tout pour la vérité, qu'importe la vie" ; plus loin celui du "tout pour la vie et qu'importe la vérité". Ici le Nietzsche moraliste ; là l’idéaliste du "surhomme". Lou Salomé a personnellement connu Nietzsche qui a succombé a son charme (comme, plus tard, Rilke ou Freud), elle a rêvé avec lui (et avec Paul Rée, à qui ce livre est dédié) d'une communauté fraternelle de pensée. Ses commentaires sur le courant, les méandres, les fulgurances de la philosophie nietzschéenne ne souffrent jamais de cette complicité. Lou Salomé fait preuve d’acuité et d'intuition, et aussi de pédagogie tant Nietzsche se laisse difficilement appréhender des que l'on veut bien échapper à la tentation de la caricature. Un ouvrage passionnant.