نسعى في هذا الكتاب إلى بناء منهجية للاتباع تنطلق من اقتفاء أثر ذلك الجيل، و استلهام التخصص و الإبداع و الإيجابية و الفاعلية منه، بما يضمن توزيع المهام و الأدوار على أفراد الأمة و توسيع دائرة المشاركة الفاعلة على أبنائها و تحويل حالة الكتل و المؤسسات الإسلامية من حالة الفوضى في توزيع الموارد البشرية إلى حالة التخصصية و الإبداع.
انتهيت من هذا الكتاب الجميل ❤️ طوال مدة قراءتي فيه، لم أستطع أن أتوقف عن التفكير في كل الناس الذين أريدهم أن يقرأوا هذا الكتاب. و قد عزمت فعلًا على شراء عدة نسخ و إهداءها لبعض أصحابي بدون مقابل و أنا لم أفعل هذا من قبل مع أي كتاب آخر! المعلمين و المعلمات و المربّين و الأمهات و القادة و حتى الأفراد العاديين الذين يحتاجون اكتشاف جمالٍ ما يربطهم بهذا الدين .. ليس هناك أجمل من أن يتعرف المرء على خير جيلٍ مر على البشرية منذ ولادتها؛ جيل الصحابة رضوان الله عليهم، و يقرأ قصصهم و يتعلّق بهم ثم يكتشف أن في نفسه صفاتٌ منهم و أن بإمكانه اتخاذهم قدوة في مسيرة حياته! قدوة حقيقية، مبنية على أساس علمٍ بنفسه و علم بالصحابي. أي شيءٍ أجمل من هذا؟ أن تمشي طريق الأنبياء و الصحابة الذي سلكوا الطريق من قبلك فتستشعر عِظَم مهمتك و دورك في الحياة! و أنك تمشي على خطى أجدادك العظماء.
هذا الكتاب هو أول جزء في مشروع مدرسة الصحابة، الذي يقوم على أساس استلهام الأدوار و التخصص من جيل الصحابة بمنهجية علمية دقيقة، و الهدف منه هو توجيه الشباب لما يناسبهم من التخصصات بناءً على الأدوار الخاصة بشخصيات الصحابة المختلفة. و هذا الجزء هو جزء "التأصيل" أي أنه فقط تفصيل للمنهجية المتبّعة و توضيح لموقف الشرع من هذا المشروع (مشروع مدرسة الصحابة - مركز 4talents) و الأدلة القرآنية و الأحاديث النبوية التي يستند عليها. و هي خطوة مهمة لأنه ليست كل المشاريع الجديدة المراد بها خيرًا تقوم على منهجية شرعية صحيحة، أو ربما لا يأخذ العاملون فيها الوقت الكافي لتوضيح هذه المنهجية. و هذا شيء مهم جدًا لا يجب أن يُغفَل عنه. لأنه لا عمل بلا علم، و لكي يكون العمل صحيحًا يجب أن يكون الفهم سليمًا.
بعد الانتهاء من هذا الكتاب، ستعرف كيف كان النبي عليه الصلاة و السلام يربي الصحابة و ينمي مواهبهم، كيف كان يعرّفهم بمميزاتهم و لا يتورع أن يقول لواحد منهم "إن فيك خصلتين يحبهما الله"، و أنه كان يمدح من يستحق المدح على العلن، و لا يستحي أن يقول لآخر أن غيره أفضل منه في مهمة ما، و لا أن يمنع أحد الصحابة من تولي أموال اليتامى لأنها مهمة تحتاج دقة و هي مسؤولية عظيمة لا يقدر هو على تحمّلها. و ستعرف أن تحليل الشخصيات و ملاحظة مواهبهم و توظيفها شيءٌ كان يفعله النبي و الصحابة و السلف الصالح كلهم، و ليس شيئًا مبتدعًا .. بل هو سنةٌ متروكة، و منهج نبوي غفلنا عنه. و ستفهم أشياءً كثيرة عن الطبع و التطبع و اختلاف قدرات البشر.
أنصح كل أحدٍ بهذا الكتاب، و بالذات المربيين و المربيات و أي أحد مسؤول عن تربية أطفال أو مراهقين. 🌼
طرح حديث لاختلاف انماط شخصية الصحابة رضوان الله عليهم .. و الادوار التي اسندها رسول الله صلوات الله عليه وسلم اليهم بناءً على ذلك .. فيه الكثير من التكرار