حين هتفتُ باسمي بصوتٍ مرتفع وأنا أمتطي قمة القلعة الحجرية القديمة، تنازعني خوفٌ رهيب، وتكشفتْ في نفسي حُجُب التواصل كعلامة المريد، فظننتُ أني أوقظ الأرواح النائمة في الشجر أو في اللحود. خِلتُني أسمع تثاؤبات النائمين، ونفيض الغبار عن سروج خيلهم التي صهلتْ معلنة النشور.
روائية ليبية من مواليد مدينة بني وليد 1969، متحصلة على بكالوريوس علوم تخصص رياضيات، ودبلوم الدراسة العليا في الإحصاء. عملت بالتدريس، ثم بمجال الإعلام كمدير تحرير للموقع الرسمي لوزارة الثقافة الليبية، ثم مدير تحرير لموقع المفوضية العليا للانتخابات إلى الوقت الحالي. بدأت مشوارها الأدبي في مرحلة الدراسة الجامعية في التسعينيات حيث تحصلت على جائزة الدولة للطلاب في مجال الكتابة المسرحية خلال العام1990 . صدرت لها مجموعة قصصية بعنوان " العالم ينتهي في طرابلس" (2019) وروايتان: "قصيل" (2016) و"حرب الغزالة" (2019).
رواية بلغة راقية جداً وأسلوب مبدع.. نرى زاوية خاصة ومن منظور مختلف قرية بني الوليد بليبيا.. مترع الدراويش والمريدين أمام خبث الحداثة والمعاصرين من الأبناء العاقين الذين أرادوا إبادة الماضي بكل مايحمله من تراث وتفاصيل الجدود وتعويضه بما يناسب المرحلة الجديدة والمستقبل دون الاكتراث بحق القدامى .. رواية تحمل في طياتها الكثير وتحتاج لدراسة ونقاش أكثر.. أرى أن الكاتبة نجحت في كتابتها ولامست وجداني كقارئة...
على أرض بني وليد تجري أحداث حكاية قصيل ذلك الفتى الذي فقد الأم مرتين..
تقع الرواية في 84 صفحة، سهلة بسيطة بقدر جماليات الصور التي تحملها، تدفعك الكاتبة بإنقان الروائي المحترف (رغم أن هذه كانت روايتها الأولى بعد مجموعات قصصية) إلى الدخول في المشهد، أنت تسمع الهمهمات، وتلاحظ نبرات الصوت التي تعلو ثقة أو تخفت خوفًا، تسمع صوت الصفعة، وتستطعم خبز التنور الساخن، وفوق كل هذا لا تبالي بما ستؤول إليه الأحداث قدر انسجامك أمام كل لوحة فنية تقدمها عائشة لحياة بني وليد إبان السبعينيات وحتى مطلع الثمانينيات والتي كما يبدو لي أنها كانت مرحلة تحول ونقلة في واجهة المدينة وإرثها المعماري والفكري على حد سواء. في كل فصل تقريبًا، تزامنًا مع الانتقال البطيء للأحداث، ترسم عائشة بكلماتها لوحات تراثية إبداعية، لا يملك القارئ أمامها إلا الدهشة والرغبة في الغرق أكثر.
كنت قد قرأت لها قبل هذه رواية "حرب الغزالة" التي رُشحت في القائمة الطويلة لجائزة البوكر، وما زادتني إلا إعجابا بهذا القلم الرسّام إن صحّ التعبير. شكرًا للكاتبة على إتاحتها لي فرصة قراءة نصها إلكترونيا بعد نفاده من المكتبات في ليبيا، ألف شكر فقد أثرت مخيلتي أكثر وأشبعتني جمالًا، كنت على موعد حُدد بالصدفة مع قطعة فنية.
في نهاية السبيعينات وبداية الثمانينات حين كانت قرية بني الويد تنزع عنها ثوب ارث الماضي وتلبس ثوب اثواب الحداثة . تحكي عائشة ابراهيم قصة الفتى قصيل . لغة الرواية جميلة جدا وضفتها الكاتبة بشكل ممتاز يجعل القارئ يقرا بشكل واضخ اللوحات الليبية التي تريد ان توصلها عائشة ابراهيم للقارئ مراسم الزفاف . حفلةالمولد النبوي. اجتماعات كبار القرية . لقاءات الشباب جعلتنا نراها ونسمع الاصوات الخافتة والعالية نسمع صوت الموسيقى ونتلذذه . نركزمع الآذان . نتحسس حبات الزيتون .. عمل صغير جميل يستحق القراءة