تتسم الملاحم عادة بصراع أصحابها ضد القدر وتشوبها دائما إحباطات وعجز ويأس عميق. أما هذه السيرة الذاتية فهي ملحمة اتسمت بتفاعل صاحبها وتجاوبه مع القدر الذي حكم عليه بإعاقة غياب الذراعين في إطار من الرضا والتسليم والسلام النفسي... كأنها انعكاس مباشر لاسم بطلها. رضا عبدالسلام... لقد تمثلت ملحمية هذه السيرة والمسيرة في نحت أحداثها دقيقها وعظيمها على صفحة الأيام الصلدة القاسية وإذا كانت أدوات صاحبها الفيزيائية قاصرة فقد عوضتها روح وثابة متطلعة وعزيمة وإرادة لا تلين. فاستحقت بحق أن تكون (نقوش على حجر) لقد جاءات هذه السيرة الذاتية مترعة بالدروس التي أصبحنا في أمّس الحاجة إليها شبابًا وكبارًا لندرك أن الرغبة والإرادة والهمة والمثابرة هي المفاتيح الحقيقية للنجاح وليست القدرات الفيزيائية المادية وندرك إن الإعاقة هي إعاقة الروح والنفس وليست إعاقة الجسد.
تجربة إنسانية ثرية جدا .. على عظم الابتلاء كان لطف الله به بأن رزقه أب عظيم سمى بإنسانيته فوق نظرة الناس لاختلاف الخلقه ...زرع فيه العزيمة و عزة النفس وسمو الروح رحمة الله على هذا الأب العظيم الذي صنع إنسانا ينفع الأمة اسمه رضا عبد السلام