لا تهجر وطنك وتسافر إلى بلاد بعيدة طمعا فى الثراء .
فالرزق القليل والعمل الشاق فى وطنك خير من الغِنَى والشبع فى البلاد البعيدة (فى الغُربة) .
إن الجشع يقود صاحبه إلى حَتفِه . أما القناعة فتُنجى صاحبها من المهالك .
تأمل , إن الإله يسكن أرض الوطن . وهو الذى بيده حياة البشر وموتهم .
من يهجر وطنه يهجر الإله و يسلم نفسه للشيطان .
فى الغُربة لا تُعرَف خصال الرجل الصالح , وإذا مات هناك لا يدفن كما يدفن الأبرار .
فى الغُربة لا يُعرَف الطيبون من الأشرار . ويتوه الحكيم ولا يعرف الناس قَدرَه .
الأحمق هو الذى يترك وطنه ويسافر لبلد غريب فيحتقره أهل بلدته .
من يهجر وطنه تهجره الـ “نِتِرو” (القوى الإلهية) ويُحرَم بركتها .
و من يؤثر الهجرة على الحياة فى وطنه يكون مصيره الهلاك .
و يصير طعاما للتماسيح التى تقتات على الحمقى ,الذين يتركون بيوتهم و يهيمون على وجوههم فى البلاد .
أما من يسافر ويترك بلدته وهو ينوى العودة و يتمناها فى أعماق قلبه , فإن يد الإله تساعده و حميه حتى يعود سالما إلىوطنه . من يهجر وطنه يهجره الإله ولا يُستجاب له دعاء .
و إذا أصابه مكروه لا يجد بجانبه أخ أو قريب .
من يهاجر خشية أن يصيبه مكروه فى وطنه تأتيه المصائب حين يكون وحده فى الغُربة .