عندما أتذكر تلك الأرض يأتي معها ضيوف جاءوا من ذكريات عمري البعيدة، فأحتفي بهم على طريقتي.. سأكتب عنهم وعن تلك الأرض التي جمعتنا، علني أعيش معهم حياة جديدة.. سأكتب عنهم مثلما رأيتهم أو سمعت أخبارهم أو شاركتهم تلك الأيام. فذاكرتي الغضة ما تزال هناك، تركتها معهم، وحملت معي هذه الذاكرة الهشة التي تمتلئ صخبا وضجيجا ودخانا. اليوم أعود لأرى جدتي التي لم يبق منها سوى صورة تجمعنا معا، كانت معلقة على الجدار فوق شباك سريرها "أبوعمدان"، تظهر الصورة طيفا شفيفا يتخلل داير السرير الأبيض الذي يحتضن العصافير الصغيرة الخضراء
"إحساس قاس أن يكون نصفك هنا ونصفك هناك، في المكانين الوجود ناقص، فما بالك إذا تركت هنا وهناك إلى هناك آخر لا أعرفه"
"هل الحب يعطيك المبرر الكافي كي تكون قاسيا على من تحب؟"
"هناك بشر لا يسمحون لك بكلام، يأكلون كلماتك، يلكونها ويبلعون صداها"
هذا الكلمات لمستني أكثر من غيرها في الرواية❤️
رواية سيرة ذاتية تلقي الضوء على الحياة في الريف وعلى العلاقات بين الأجيال، بين الجدة وزوجة الابن وبين الجدة والحفيدة.. أحببت حضور الأدب العالمي في الرواية، غابرييل غارسيا ماركيز في الاستهلال (ليست الحياة ما عاشه المرء، بل ما يتذكره، وكيف يتذكره كي يرويه)، مارجريت ميتشل (ذهب مع الريح).. استوقفتني كثيرا بساطة لغة الرواية وجمالها: ورّدت الدموع عيونهن.. نبتت حبتا عنب في صدرها.. البنات اللاتي في سنك خراط البنات خرطهم قبلك..