خرج الملك فاروق من البحر يضرب الماء غضبًا، جفَّف بلله وارتدى نظارته السوداء وقد أخفى حمرة عينيه، وهو يسمع رئيس البوليس الملكي يخبره بأن هناك تمرُّدًا من قوات للجيش في القاهرة. ركب الملك سيارة الشاطئ يقودها بنفسه، ودخل إلى مكتبه في قصر المنتزه، استدعى قائد الجيش، واتصل برئيس الأركان وأمره بالقبض على قائمة من الضباط، ثم صرخ وهو يملي الأسماء: «وأول واحد تجيبوه من بيته هو محمد نجيب!». بدأت قوات البحرية الملكية تُحكم سيطرتها على الإسكندرية، بينما انتشرت قوات الجيش بأوامر قائده في شوارع القاهرة، وانقض البوليس الحربي على كل الضباط المطلوب القبض عليهم. تم ترحيل اللواء نجيب إلى السجن الحربي مع مجموعة من الضباط الذين أطلقوا على أنفسهم «الضباط الأحرار». في صباح ٢٣ يوليو ١٩٥٢، أذاع الملك فاروق بصوته بيانًا من الراديو يعلن عن إجهاض تمرُّد عسكري والقبض على كل المشاركين في المؤامرة.
لكنَّ شيئًا من هذا كله لم يحدث.
بل إن ما جرى كان العكس تمامًا.
إبراهيم عيسى في روايته «كل الشهور يوليو» يُعيد بناء الحقيقة من بين ركام الأكاذيب وزحام الأسرار، وينقذ التاريخ من العواطف، في رواية الصراع والخداع والحب والكراهية والصدفة والغباء والولاء والخيانة والخبل والأمل، وخطة الفشل التي حققت نجاحًا ساحقًا.
قرأت فوق المئتين وخمسين صفحة بطلوع الروح، الأسماء كثيرة جدًا لا يتحملها عقل القارئ. وطريقة السرد مملة وجافة وخالية من أي تشويق. وكأنني أقرأ تقرير صحفي وليس رواية.
من خلال القراءة تكتشف أن الضباط الذين قاموا بالانقلاب كانو لا يعلمون ما هي الخطوة التالية، يشعر القارئ أن الكاتب يتحدث عن ضباط هواة لا يملكون ذرة من الذكاء والتخطيط والسياسة. أما نجاح الانقلاب حسب ما فهمت كانت ضربة حظ لا أكثر ولا أقل. أي كان انقلاب على بركة الله.
لمحبي قراءة التاريخ قد يعجبهم هذا السرد الجاف والخالي من التشويق.
كتاب رائع يجمع بين السرد الروائي والتوثيق التاريخي لأحداث ثورة الثالث والعشرين من يوليو ١٩٥٢ ..
برغم أن العديد من الكتب قد تناولت التوثيق التاريخي لأحداث ثورة يوليو إلا أن هذا الكتاب قد استعرض بالتفصيل "كواليس" الضباط الأحرار وما كان يدور بينهم من حوارات وإجتماعات بدءا من وضع خطتهم لتطهير الجيش ومرافق الدولة ومحاربة الفساد وحتى تنفيذ ذلك على أرض الواقع بإعتقال قادة الجيش والسيطرة على مبنى القيادة العامة للجيش ثم محاصرة الملك فاروق الأول في قصر رأس التين وإجباره على التنازل عن العرش لابنه الرضيع أحمد فؤاد الثاني ومغادرته البلاد.
ولأن عزل الملك لم يكن موضوعا منذ البداية في خطة الضباط الأحرار فقد واجهتهم مشكلة كبيرة بعد عزله اذ لم يكن في الدستور مادة تنص على كيفية إدارة الأزمة في حالة عزل الملك .. ولذلك حدث خلاف حول كيفية إدارة البلاد في تلك المرحلة .. هل سيحكمها مجلس قيادة الثورة حكما عسكريا ديكتاتوريا؟ .. أم سيعود الجيش إلى ثكناته ويتم إتباع نظاما ديمقراطيا بعودة العمل بالدستور (الذي كان معطلا منذ حريق القاهرة) وإعادة إنتخاب برلمانا جديدا؟ .. كما كان حتميا وضع إستراتيجية للتعامل مع الموقف الإنجليزي والأمريكي من الأحداث وأيضا مع حزب الوفد وجماعة الإخوان المسلمين.
ثم تعرض الكتاب لبعض الأحداث الأخرى التي حدثت في أعقاب الثورة مثل إنفاذ قانون الملكية الزراعية وإضراب عمال النسيج بكفر الدوار وحل الأحزاب وتشكيل لجنة تأسيسية لصياغة دستور جديد للبلاد تمهيدا لإعلان النظام الجمهوري في مصر .. كما استعرض الكتاب أيضا لمحات من حياة الملك فاروق في منفاه بجزيرة كابري الإيطالية.
أبراهيم عيسى يتجرد من قناعاته كشخص اشتراكي ناصري. و يقوم بكتابة عمل تاريخي من الطراز الأول مشاهد سينمائية مجسدة شخصيات قوية جميلة عميقة بدون تسطيح مفتعل للتركيبة الشخصية المتفردة لكيانات أثرت في تاريخ مصر الحديث نزع صفة القداسة عن الضباط الاحرار و انتزع صفة الشيطان عن الملك فاروق فلا هو عربيد و لا هو حاكم قويم كلهم بشر منهم الطامع في السلطة و الاهوج و المتخازل. من آكتر الروايات التي درست ألفترة الحرجة الخاصة بانتقال مصر الي الجمهورية و أجابت عن سؤال فرق أفراد العائلة الواحدة ثورة ام انقلاب؟ مراجعة مرئية لرواية كل الشهور يوليو https://youtu.be/86Y7tKjNLTw
كل الشهور يوليو وربما بعدها صارت كل شهورنا يوليو ثم يناير ثم يونيو...أنقلاب تحول لحركة مباركة تحول اخيرا علي يد الأخوان أمين لثورة قبل أن يؤلفوا القصص عن ملكهم فاروق أنه يوليو السرمدي..الذي لم تخرج منه البلاد في حضرة الملك فاروق او في قهوته الأسكندرانية الأثيرة حاولت الأستمتاع بتلك الرواية خاصا وتجاربي مع روايات ابراهيم عيسي التاريخية من دم الحسين وثلاثية رحلة الدم التي تمنيت استكمالها بدلا من هذه الرحلة الجديدة الانقلابية فالرحلة هنا جائت في اكثر من نصفها سرد وقائع بشكل غير روائي غير ممتع...الحكي كان جافا جفاف الجيش بالأخص في اجتماعاتهم بينما اجزاء الملك فاروق والأميرة فايزة التي كانت بالنسبة لي اكثر امتاعا كانت مختصرة يجب التنويه انه ربما لم يعجبني الكثير من تلك الاجزاء لعدم اهتمامي الشخصي بتفاصيل الأنقلاب/الحركة المباركة/الثورة ...ولكن يظل اسلوب سرد ابراهيم عيسي وبعض الجمل المتكررة كتلك التي تصف حركة الضباط الأحرار هي ما حافظت علي تقييمي باكثر من نصف التقييم
لم يستوقفني كثيرا ولم يعلق ببالي الكثير من اجتماعات ضباط الأنقلاب/الحركة المباركة/الثورة ولا اجتماعاتهم مع الوفد والأخوان وعلاقاتهم المتشابكة فجائت تلك الاجزاء ثرثرة جافة وسرد حقائق دون اي متعة روائية لكن اعجبني جزء مقابلة نجيب مع فاروق وقراءة فاروق لشخصيته ومصيره الذي تحقق بالفعل...ام كلثوم التي فتت اسطواناتها حين كانت في حما الفاروق.. ناصر الذي اعتقل الرجل بعد غدوة البط والرقاق بالسمن...وحديث فاروق مع نفسه حول اعدام عمال مصنع البيضا بالبحيرة بالأحكام العسكرية...احتكاك القيادة الجديدة للبلاد مع لهاليبو بنفسها (نعيمة عاكف) ..وعاما اجزاء فاروق كلها عندما تحدث عن نفاق مصطفي أمين وعلاقته بزوجته..بل وبالبيبسي...علاقة الأميرة بالصلاح سالم والتي انتهي بها هذا الجزء
هل انتظر الجزء الثاني؟ اعتقد اني قد احب قراءة كيف تغلغل واحكم الجيش قبضته علي كل البلاد ولكن للاسف الملل الذي شعرته في اغلب الاجزاء هنا قد يجعلني اتمني ان يستكمل ابراهيم عيسي رحلة الدم قبل ان نعيد شهر يوليو السرمدي هذا فعلي كل الأحوال..نحن نعيش كل الشهور يوليو...يناير..يونيو
محمد العربي في يوليو من 4 نوفمبر 2020 الي 11 نوفمبر 2020
"لن يقولوا عني وطنياً حفظ البلد من الدم، بل سيقولون جباناً رعديداً خاف من جيشه، وإن أرادوا الصدق فلا أظن أنني هذا ولا ذاك، بل رجل يشعر بالضجر، اثنان وثلاثون عاماً هى سنوات عمري، أكثر من نصفها أحكم هذا البلد، وكل ما في الحياة والحكم يدعو للملل أو مللي، لا شيء أشبعني حتى سمنت من فرط الجوع إلى ملء الفراغ وقتل الملل." .. كما هو واضح من العنوان فالرواية تتحدث عن "ثورة يوليو" وحركة الضباط الأحرار التي أزاحت الملك فاروق من العرش وأمسكت هى بمقاليد الحكم.
يروي لنا "إبراهيم عيسى" على مدار الرواية ما حدث منذ ليلة الثالث والعشرين من يوليو وما أعقب ذلك اليوم من أحداث وقرارات وتغيرات في البلاد. .. لنتحدث عن الأهم أولاً المميزات:
شخصياً تعرّفت على "ثورة يوليو" بشكل كبير وواضح لم أكن يوماً مُحبة للتاريخ لكن بعد بدايتي في القراءة ومحاولتي التعرف على كل المجالات بدأت القراءة في التاريخ وأحببته من خلال الكتب فمجرد أنني أقرأ لأجل المعرفة والمتعة هذا يجعلني أحبه أكثر من اضطراري لتعلمه لأجل الاختبار.
أعتقد أن الكاتب كان محايداً بشكل كبير في هذه الرواية فمن خلال بحثي سواء عن الكاتب أو الشخصيات التي كان يتحدث عنها وجدت أنه كان ينقل التاريخ بحيادية بالرغم من أنه ناصري الهوى إلا أنه لم يضخم من شخصية عبد الناصر لحد كبير لكن وصفها كما كان يصفه من حوله في زمانه. كما أنه تكلم عن الملك فاروق بحيادية لم يصوره الملك السكير الذي خرّب البلاد وعاث في الأرض فساداً بل شخص عادي بل وحتى مغلوب على أمره في بعض الأحيان لدرجة أني تعاطفت كثيراً معه خاصة عند تخليه عن الحكم وموافقته على شروطهم ومغادرته للبلاد.
ننتقل إلى العيوب:
أولاً الشخصيات كثيرة جداً لحد مرهق وممل لا تخلو صفحة من ثلاث أو أربع شخصيات! (أى حد كان معدي في يوليو ضافه للرواية 😂)
ثانياً طريقة السرد جافة. الكاتب ركز على الجانب التاريخي ونسى الجانب الأدبي طوال الرواية أشعر أني أقرأ كتاب تاريخ وليس رواية!
ثالثاً الحبكة لم أشعر بتدخل الكاتب في الأحداث طبعاً لا أريده أن يغير التاريخ لكن أيضاً لا أريده مجرد جامع للأحداث والوثائق وكل ما قام به هو ترتيبها!
لا أعلم هل أقسو على الرواية أم لا لكن هذه وجهة نظري كقارئة. .. أخيراً، هذه أول تجربة روائية لي مع إبراهيم عيسى وأعتقد لن تكون الأخيرة أحب أن أقرأ له أعمال روائية أخرى لأُكوّن رأيي الخاص بها كما أفعل مع أعماله السينمائية.
بالرغم من أن التاريخ هو مجموعة من القصص، هل السرد الروائي "الملتزم" بالنص التاريخي هو الطريقة المثلى لاعادة قراءته؟
في هذا الكتاب/الرواية يكرر إبراهيم عيسى نفس الخلطة التي كتب بها القتلة الأوائل، الخلطة القائمة على تقديم التاريخ في شكل روائي بدون أي توابل أدبية حقيقية. لم أقرأ الكثير عن الفتنة الكبرى، لكني قرأت الكثير عن يوليو ١٩٥٢. و في كل الشهور يوليو، لم يصادفني شئ جديد أو نظرة مختلفة لأي من الوقائع. افتقد الكتاب لعناصر القصة الأساسية. الشخصيات كثيرة، حدها أولوية الكاتب في الحقيقة. كانت جرعة الحقيقة قاتلة للمخيلة الروائية. حتى الأحداث لم تكن تتجه لذروة، حتى ليشعر القارئ أن الكاتب فقد بوصلته فجأة في منتصف الكتاب.
في ظني أن إبراهيم عيسى كان محتالا(بالمعنى الأدبي) في نصف صفحات الكتاب، على الأقل. لم تكن أحداث ليلة ٢٣ يوليو و لا طرد الملك و لا طموحات نجيب و لا خبث عبد الناصر هو ما يهم، بل قصتان أخريتان. الأولى تلاعب الضباط و حلفاؤهم سليمان حافظ و السنهوري بالدستور و ما نتج عنه من عبث مزمن. و الثانية القاء الضوء على مرحلة اازواج العرفي بين عبد الناصر و الاخوان. لم يحكي عيسى صراعهم اللاحق، لكننا نعرفه. بل و عشناه في يناير. و ربما يكون هذا هو معنى العنوان، أن هذه الحدوتة التي يحكيها الكتاب هي حدوتة يناير بعدها و حدوتة يونيو. كل الشهور يوليو.
تقديري أنها رواية ممتازة لمن لم يقرأ عن ثورة يوليو الكثير. و أنها أيضا رواية محكمة مكتوبة فيما ادعت من الالتزام بالحقيقة. لكن الأدب لا يهتم بالحقيقة بل بالمتعة.
أمام الدوار القديم، تمجلس إبراهيم عيسى على الدكة الخشبية، مرتديًا جلابية فلاحي واسعة الأكمام بنية اللون، ترفع يده كوبًا زجاجيًا كل فترة إلى فمه؛ ليشفط بصوت مسموع شفطة من الشاي الحبر. الجو كان حارًا، مناسبًا لطقس يوليو المعتاد، رغم ذلك سمح الغروب لنسمات لطيفة أن تداعب الأغصان الناشفة وترطب الوجوه المتعرقة، التي كان أصحابها قد افترشوا الأرض -متحلقين حول عمنا إبراهيم- ليسمعوا منه حكايات ما جرى في شهر مضى، مماثل لشهرهم؛ فغير حياتهم للأبد..
ده كان شعوري أثناء قراءة رواية كل الشهور يوليو.. رواية حلوة👏
زهقت.. الكثير جدا من المط بأسلوب غير ممتع بالمرة، ما قرأته كان من الممكن اختصاره بسهولة في ربع عدد الصفحات!
ميزتها الرئيسية بالنسبة لي كانت في سبر أغوار وطبائع الشخصيات والعلاقات وخاصة بين خاصة بين جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر، كان تصوري أن الرواية ستغطي الحقبة الناصرية بما فيها من أحداث جسام ودراما إغريقية، لكنني اقتربت من نصفها ولم نصل إلا لخلع الملك فاروق يوم ٢٦ يوليو ١٩٥٢، أحداث ثلاثة أيام في أكثر من ثلاثمائة صفحة، بهذا المعدل فلن أصل إلى ما أبتغيه في هذا الجزء الذي أدركت أنه مجرد بداية، سأكتفي بهذا القدر وأنتظر تتمة سلسلة رحلة الدم، أفضل ما كتب إبراهيم عيسى في رأيي.
بالبدايه لما اعلنت دار النشر عن روايه جديده لابراهيم عيسى جا في بالي انها الجزء 3 من القتله الاوائل ثم تفاجات بالعنوان كل الشهور يوليو الروايه تتحدث عن تفاصيل ثوره يوليو من ليله 23 و الساعات التي بعدها وكيفيه مغادره الملك فاروق مصر وادراه البلاد من قبل الجيش الافكار \ المناقشات \ القوى السياسيه و الصحافه في تلك الايام العصيبه التي تلت الثورة هي طويله وتاريخيه لكن كتبت باسلوب ممتع و للقراء اللي مثلي اللي يحبون يقرون التاريخي بشكل ممتع بعيدا عن كتب التاريخ الصعبه هالروايه مناسبه اعتقد بيكون لها جزء 2 من الامور اللي فادتني لما قراتها كنت مشاهده لمسلسل الملك فاروق و الجماعه لوحيد حامد فالاسماء و الاحداث اللي قبل وبعد عندي فكره عامه عنهم بشكل عام ابراهيم عيسى كل روايه له ادبيا وكاسلوب تكون افضل من الثانيه بكثير و الروايه مبذول فيها جهد وبحث واضح ع الهامش ع الهامش اشتريتها من جوجل بلاي وحبيت انها نزلت نسخه الكترونيه مدفوعه لتحصل دار لنشر ع حقها الادبي والمادي واسهل للقارئ
خالف إبراهيم عيسى كل التوقعات التي كانت تنتظر صدور الجزء الثالث من سلسلة "القتلة الأوائل"، والتي تدور أحداثها زمن ما يعرف بالفتنة الكبرى في صدر الإسلام، وجاءت روايته الصادرة منذ أيام، عن دار الكرمة للنشر والتوزيع في القاهرة، بعنوان: كل الشهور يوليو.
الرواية - وكما هو واضح من عنوانها - تتحدث عن "فتنة" أخرى في تاريخنا، ولكنه تاريخ معاصر، حيث الأيام الأولى لثورة/انقلاب (على حسب موقفك منها) يوليو.
ومن حسن الحظ في نفس الوقت هو أن شخصيات وأبطال "الفتنة" هذه المرة - أو معظمهم - كتبوا شهاداتهم عليها ودورهم فيها، أو لعله أمر سئ حيث يتشتت القارىء بين الروايات المتضاربة؟!
مرة أخرى يضعنا إبراهيم عيسى في إشكالية "فنية" حيث أصر - للمرة الثالثة - أن يقول في مقدمة روايته أن "شخصياتها حقيقية وكذلك أحداثها المستمدة من مراجع وكتب ومذكرات ودوريات بلا حصر"، وهذا ما يضع القارىء في حيرة: كيف يتعامل مع الرواية؟ وهل لفظ "رواية" في هذه الحالة - دقيق أم أنه مخادع!؟
على ما يبدو فإن إبراهيم عيسى أصبح متخصصا في هذا النوع من الكتابة، رغم أنه - كما يبدو - يحتاج إلى قراءات كثيرة جدا، وفرز دقيق للأحداث، بما يصنع "حبكة رواية" (إن صح التعبير).
لكن السؤال الذي يطرح نفسه: كيف يمكن لكاتب - هو في النهاية منحاز بحكم طبيعة البشر لوجهة نظر معينة (أيا كانت) - أن يقدم اختياراته الشخصية للقارىء دون أن يؤثر عليه وعلى رؤيته للأحداث؟
وهذه نقطة جوهرية طالما أصر الكاتب على "حقيقية الأحداث والأشخاص"، بصورة أخرى: أين الخيال هنا وما مداه؟
البطل في هذه الرواية - وفي الروايتين الأخيرتين - هو "الحدث" وليس الشخص أو الأشخاص، والراوي ينتقل - مع كل فصل - من شخص لآخر يستعرض أفكاره ومشاعره وصولا للحظة الحدث، ثم يعود ويكرر الأمر نفسه مع كل حدث جديد.
لكن السؤال: هل رواية الحدث تتم بحسب تطوره الزمني أم بحسب موقع وموضع الشخصيات منه وأهميتها؟ من الواضح أنه الاختيار الأخير، وهذا يحيلنا إلى سؤال آخر: كيف يمكن الوثوق برواية الشخص المحدد وأهمية موقعه من الحدث ذاته؟
الإجابة على هذه التساؤلات صعبة بالنسبة للقارئ الذي يريد أن يعرف ويفهم، أما أولئك الذين حددوا موقفهم من شخص الكاتب وكتاباته من البداية على أساس سياسي أو حتى مذهبي - فالأحسن لهم ألا يقرأوا الرواية؟
كنت بدور على حاجة أشوفها لوحيد حامد -أيوه قريت الاسم صح :) - بعد وفاته و كان بقالي كتير ما شوفتش حاجة من إيده، فلاقتني مكنتش شوفت مسلسل الجماعة 2، و في نفس الاثناء كان قدامي رواية (كل الشهور يوليو) لإبراهيم عيسى، فقولت فرصة أشوف الأحداث بتاعت الفترة بقلم و وجهة نظرالاتنين دول و الصراحة كانت حركة موفقة (مباركة) جدا. في اختلافات طبعا في شكل التناول بس الاتنين جمع ما بينهم الاهتمام بحته التوثيق و ذكر الأحداث كما وردت في مذكرات أصحابها أو على لسان معاصريها في حوارتهم و إن كان الموضوع دا باين أكثر بالرواية، كمان الرواية موضحة أكتر حته أن الدنيا كانت ماشية أوقات كتير بلا تخطيط محكم مسبق و أحيانا الإرتجال بيكون سيد الموقف و دي حقيقة كما وردت على لسان عبد الناصر في موعد التحرك للإطاحة بالملك في خطابه المشهور. الرواية كان فيها فصول ممتازة جدا و تصلح كقصة كقصيرة منفردة خصوصا لما بتتناول حدثة أو موقف معين زي الفصل 28 اللي بيتكلم على لقاء مجلس قيادة الثورة مع الإخوان و اللي حصل تقريبا بنفس الشكل في المسلسل بل بنفس الحوار و اللي يبدو أن مصدره كان واحد. الفصول اللي اتكلمت عن مصطفى أمين و أخوه في السجن و اضراب عمال كفر الدوار و تعديل الدستور برضه كل فصل كان يصلح أنه يكون قصة قصيرة مستقلة بذاتها. محمد نجيب في الرواية و المسلسل تشعر بمدى تهميش دوره ممن حوله و إن كان في المسلسل تشعر أكتر أن كان بيميل للتآمر لما حس بكدا في نهاية فترته. شخصيات الرواية كتيرة جدا جدا و مع ذلك لا تتوه و لا تمل، الأحداث تولد أحداث و تأتي من الماضي البعيد و تذكر صلات و مواقف بين الأشخاص حدث بينهم في زمن سابق و ما أثرها على علاقتهم الحالية مثلا محاولات اغتيال النحاس و كيف جلس مع من كانوا يخططون لذلك-بل و نفذوها و فشلوا !- دون أن يدري أنه كان هدف لهم فيما سبق و حاليها هو مجرد حجر عاثر في طريقهم للإصلاح. الفصول المتناولة للعيلة الملكية و خصوصا فاروق ، و أخته فوزية-خصوصا الفصل الأخير مع صلاح سالم- كانت شديدة الجمال و الإبداع، و غير متحاملة عليهم أبدا كالمعتاد عند تناول الفترة دي، المونولوجات الداخلية للشخصيات و تصوير أحاسيسها و حواراتها مع الذات كان ممتع جدا و كاشف لأبعاد الشخصيات و مدى دراية الكاتب بيها. كتاب ممتاز لمن يريد القراءة في تلك الفترة التاريخية و ليس لديه الوقت الكافي لقراءة العديد من الكتب و السير و التحليلات-خصوصا أن الكاتب قال أنه قرأ بنفسه كل ما يتعلق بتلك الفترة حرفيا-، ها هي الأحداث على طبق من ذهب أمامك، أقراها بإجمال -حتى و إن كان 660 صفحة فالأحداث تصلح لما هو أكثر من ذلك بكثير- ثم ابحث و نقب عما تريد أن تعرف أكثر. الحكاية بوجهة نظر أصحابها فقط لا غير، الحدث يحدث و يأتي بطله في النور يتحدث عنه ثم يتراجع للخلف ليأتي بعد منه من هو أولى بحكي الموضوع أو سرده من وجهة نظر من في قلب الحدث، اكتبت الحكاية دي بذكاء و اعتقد أن تدخل الكاتب لتقفيل المساحات المفقودة كان أقل القليل خصوصا مع قراءته الغزيرة في الموضوع و محاولته أنه يكون على الحياد طول ال��تابة.
حين يكتب إبراهيم عيسى عن التاريخ فإنه يكتب للتاريخ لذلك يحرص بقدراته الروائية ومعلوماته الموسوعية على نفض الغبار عن كل ما هو مقدس وزائف وملفق ليعري الحقيقة فقط لأجل التاريخ وأولئك الباحثين عنه.. الحقيقي منه. على مدار صفحات الرواية يشعر القارئ أنه جزء من الأحداث يتفاعل مع صلاح سالم ويضع نفسه مكان الملك ويراجع معلوماته ومفاهيمه حول شخصية مثل عبد الناصر، وكعادته يبهرك إبراهيم عيسى بمعلوماته الواسعة وبحثه المعمق الذي يجعلك تراجع ما تعرفه كي تحصل على وجبة تاريخية دسمة ومتعة روائية لا تقل ثراء.
في بداية الراوية ما يشبه التعهد من الكاتب بالالتزام بأقصى دراجات الدقة التاريخية في سرد الأحداث. عكس ما يحدث في معظم الروايات التاريخية المصرح لها بدرجة من درجات الخيال وهو مايفرق العمل الأدبي عن كتب التاريخ. والسؤال هنا ما فائدة الالتزام بتوثيق الأحداث في عمل روائي و تاثيره علىه وما الفرق بين الرواية والكتب التاريخية والسير الذاتية التي تناولت الثورة أولا معظم كتب السيرة ذكر أصحابها شاهدتهم على تلك الفترة بمعزل عن الأعمال والسير الأخرى في معظم الوقت أما الرواية والمجهود البحثي المبذول من الكاتب في قراءة وبحث ودراسة كل ما كتب عن تلك الفترة واضح ومنعكس بشكل إيجابي على سرده للأحداث بشكل موضوعي بعيداً عن الإنحيازات والقناعات بقدر الإمكان ثانياً من الممكن أن تقدم الكتب التاريخية العلمية أكثر مما قدمه الكاتب في البحث وتقصي الحقائق واقرار الأحداث بالوثائق لكن الكاتب إلى حد ما استطاع أن يقدم نفس الشئ بأسلوب سرد أدبي ممتع طبعاً هذا لا يعني اتفاقي مع الاستعاضة عن القراءة التاريخية بالروايات لكن رواية كل الشهور يوليو تمثل استثناء إلى حد كبير خصوصاً لمن لم يقرأ عن تلك الفترة ويحتاج عمل يوفر عليه وقت ومجهود ولمن قرأ كثيراً ويحتاج عمل يجمل تلك الفترة ويقدم صورة شاملة ثالثاً التأثير السلبي الوحيد لالتزام الحقائق بقدر الإمكان هو أن البطل في الراوية كان لابد أن يكون للحدث وليس لأي من الشخصيات حتى لجمال عبد الناصر وكان مقبول ومناسب جداً فقط أفقد ارتباط فصول الرواية ببعضها إلى حد ما وبدت وكأنها قصص منفصلة في النهاية الرواية في المجمل ممتعة جداً وطريقة سرد الأحداث مشوقة وإن كنت استمعت أكثر بالأجزاء التي عرضت صراعات ونقاشات مجلس قيادة الثورة مع القوى والشخصيات السياسية كالإخوان والوفد والفصول الخاصة بالملك وعرض حياته وشخصيته برؤية مختلفة.
رواية سطحية عن فترة ٥٢ وخلع الملك فاروق ورغم تبنيها في معظم الأحيان للرواية الرسمية من مسببات الحركة وتدرجها من مطالبات لإصلاح الجيش لحركة فحركة مباركة ثم ثورة، إلا إنها تعرضت بالغمز واللمز لدور أمريكا والسفارة الأميركية في دعمها وإنجاحها ومن حسناتها عرض تخيلي لصراعات الشباب -حينها- من قادة هذه الحركة وكيفية انحرافهم وراء الأهواء الشخصية كصلاح سالم مثلاً في نهاية الرواية. وكيف كانت رغبتهم في الاستئثار بكل شيء والتحصين من كل مساءلة !!
As usual another masterpiece by the great author Ibrahim Eissa . What's really catchy and creative is chess appearing on the cover , indeed it was a chess game but a real one ,where a real king is threatned to be in check (كش ملك). Highly recommend for anyone who wants to read and know the truth !
الكتاب حلو بشكل عام ، ولكن إسلوب الكاتب - أول مرة أقرأ له وأعتقد أنها الأخيرة - غير جيد بل ممل ، تداخلات كثيرة تعمل على توهان القارئ ، حوارات غير مترابطة وأحداث غير مرتبة.
هذه الروايه نبش جديد في رفات التاريخ، مقدمه لمن يهتم ان يعرف بعض التفاصيل التي قد تكون غائبه عنه او بعض الحقائق التي قد تكون صادفته ولم يتوقف عندها او يعطيها القدر المطلوب من الاهتمام. "كل الشهور يوليو" تتناول بالبحث والتفصيل سيناريو ماحدث ليلة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ وما تلاها من شهور كانت السبب في تشكيل مستقبل هذه البلد.
ما حدث ليلة ٢٣ يوليو أي ما كان المسمي الذي تحب ان تطلقه عليه فهو مثل الوليد الذي تصارعت رغبات الاهل علي تسميته فانطلق كل منهم في مناداته بالاسم الذي يلقي هواه ورغباته . فقد سماه اهله "حركه" ثم اضافو اسمآ اخر قبل أن يحل السبوع ليصبح اسمه المركب "حركه مباركه" ، ثم اجتمعت العائله مع بعض الأقارب من البلد لتغيير اسمه ليصبح "ثوره" ولم تعجب كل الاسماء بعض الجيران فنادوه باسمه الاقرب اليهم "انقلاب" لامؤاخذه.
تأخذنا الروايه منذ ليلة التنفيذ لنشهد كيف سارت الأمور وكيف ساهمت بعض المواقف في مجري الاحداث وتحويل المسار واختلاف الرؤي والآراء. مجموعه من الضباط في الجيش المصري قد ضاقوا ذرعآ بالمللك فاروق وممارساته وأصدقائه وصديقاته وما حل بالجيش المصري من فساد وممارسات قمعيه وقرروا اللجوء للقوه ووضع حد قاطع وصارم للأمور وهو تطهير الجيش من الفاسدين. كانت هذه البدايه ولم يكن يدور في مخيلات الأحرار أي مما حدث بعد ذلك من خلع للملك والغاء الملكيه واعلان الثوره والغاء الاحزاب وتحديد ملكية الاراضي الزراعيه وتولي الجيش لمقاليد الحكم حتي وقتنا الراهن.
قرر الأحرار الاحرار تعيين اللواء محمد نجيب رئيس نادي الظباط قائدآ للحركه وهو ضابط مصري من اب مصري وام من اصل سوداني وله من سنوات الخبره والشعر الابيض ما يسمح له بوجوده علي رأس القائمه وله من قلة الحيله مايسمح بوضعه علي المقصله اذا ساءت الأمور وجرت المقادير بشكل مختلف، وهو ماقد حدث بشكل او بآخر بعد ذلك. تأخذنا الروايه مع الأحرار واجتماعاتهم وصولاتهم وجولاتهم واختلاف آرائهم ، بين سيطرة عبد الناصر ودعم عبد الحكيم عامر وصخب وزعيق الاخوان صلاح سالم وجمال سالم وقلة حيلة يوسف صديق ودهاء خالد وزكريا محيي الدين واستكانة أنور السادات وظل كمال الدين حسين. كيف استعان الاحرار بسليمان حافظ والسنهوري لتقليم أظافر الملك والنحاس باشا وتقييف الدستور للمرحله التاليه بما يناسب الاوضاع الجديده، وكيف طلبوا ود الاخوان المسلمين ودعمهم ، وكيف خرج الملك علي يخت المحروسه الي نابولي مع قائده جلال علوبه وكيف عاش هناك مللك مخلوع يرثي ملكه الضائع، وكيف تعامل الأحرار مع وليدهم الذي استقروا علي تسجيله وبشكل نهائي في سجل التاريخ باسم " ثورة ٢٣ يوليو المجيده"
الروايه مليئه بالاحداث والتفاصيل المهمه وتستحق القراءه والتمعن لاستيعاب ما قد فاتنا من تاريخ منسي لم يرد ذكره بين جنبات الكتب المدرسيه..
كتاب العام بامتياز.. لما عرفت ان ابراهيم عيسي اشتراكي ناصري قلقت انه يتبني الرأي الشعبي عن عبد الناصر ويظهره بمظهر البطل المغوار، لكن والحمدلله خاب ظني والرواية كانت محايدة جدا .. عبد الناصر هنا مش بطل ولا سوبر مان هو مجرد سياسي داهية ياكل معاك ويدردش معاك ويضحك معاك وتاني يوم يعتقلك عادي جدا المهم في الآخر مصلحة نظامه (مصلحته) ، اما كلمات وشعارات مثل الوطنية، القومية الحرية، ف خليها للتلفزيون والصحافة عشان المظهر بس.
-المسألة ليست في صيغة المرسوم بل في فحواه، هل نحن طردنا الملك كي تصبح قرارتنا نحن المقدسة وغير قابلة للطعن والتقاضي؟! استغرب صلاح سالم للغاية من السؤال: -وهل نفعل ذلك لأنفسنا، أم لبلدنا وللشعب الذي كان نائما مستسلما خانعا خاضعا وجئنا فأيقظناه وانقذناه؟!
جملة ترددت بشكل وصيغة مختلفة بعض الاختلاف في حورات الضباط ، دة شعار كل بلطجي مستغل ، الشعب جاهل وعبيط وضعيف واحنا جايين نرجعله حقه ومعلش يعني مضطرين ياعم الشعب اننا نحرمك من انك تفتح بوقك عشان نعرف نجبلك حقك بهدوء وعلي رواقة وخليك جاهل زي ما انت كدة عشان اعرف احافظ علي منصبي اللي هاجبلك وانا فيه حقك .. ومعلش يعني ياريت كمان ماتجيش تسأل عن حقك دة كتير لانه تقريبا هياخد وقت عقبال ما يرجعلك بالسلامة يمكن انت ماتلحقش تشوفه ولا ولادك كمان احنا بنعمل للأجيال البعيدة اللي هتدعي علينا وعليك ان شاء الله .
وعن ذلك يقول نجيب محفوظ في روايته السكرية:
-شد ما طال بالوطن موقف الصابر الذي يتلقي الضربات؛ اليوم توفيق نسيم وأمس إسماعيل صدقي وأول أمس محمد محمود، تلك السلسلة المشئومة من الطغاة التي تمتد إلي ما قبل التاريخ ، كل ابن كلب غرته قوته يزعم لنا أنه الوصي المختار وأن الشعب قاصر.
من أول العنوان ولحد آخر وصفحة .. تخليك تسال نفسك هو إبراهيم عيسى عايز يقول في روايته دي الرواية عن أحداث ثورة يوليو تقريبًا أول سنة لحد إعلان الجمهورية حبيت اسلوبه في الجمع بين الفصحى والعامية لأنها مناسبة أوي للفترة الزمنية
برضه كان عايز يقول ايه في الرواية ؟ هل هو مجرد تسجيل الأحداث في قالب درامي ... معتقدش اعتقد أنه عايز يقول خدوا بالكم كل مرة هيحصل فيها اللي حصل في يوليو هتكون المشاهد متشابهة ... من نظام قديم يقع ونظام جديد بيتكون .. وفي الوسط فيه خيانة للقيم النبيلة اللي المفروض النظام الجديد قام عشان يحميها ناس بتركب الموجة مع أي حد وبتعرف تكسب كل نظام وناس بتصطدم بالنظامين لأنهم عكس النوع الأول ولانه لا مكان للقيم النبيلة في الفترات دي
ماقرأته في هذا الكتاب التاريخي "لا اصنفه رواية" دفعني الى قرأت المزيد عن تلك الحقبة"م��قبل الجمهورية واواخر الملكية"ا أدركت ان هناك حقائق تاريخية تخص شخصيات عامة نقلت الينا مغلوطة وبشكل غير دقيق من خلال الافلام واحيانا من خلال الكتب مع الاسف
اعتقد ان آن الاوان ان يتم عرض التاريخ في المدارس /الافلام بالصورة الصحيحة ، وان يتم تنقيح المناهج التاريخية وإظهار الحقائق للعامة
هذا الكتاب وجهني بصورة مباشرة إلى ضرورة التعمق في الفترة الملكية،
إضافة ثرية لمكتبة التاريخ والحقيقة في التاريخ المصري - عمل رائع إنتظرته بصفة شخصية وإحتاجته المكتبة التاريخية والسياسية المصرية عن فترة محورية وهامة جداً في تاريخ مصر الحديث. وكما ذكر في بداية كتابه " إلى الذين يبحثون عن الحقيقة : إنها تبحث عنكم ، رائعة من روائع الكاتب إبراهيم عيسى ومرجع تاريخى بإسلوب السرد القصصي الأدبي الشيق
روايه بطعم الحقيقه كواليس الضباط الاحرار و عدم التوقع لطموح هولاء الصغار بعد ان كان عزل وزير الحربية و انتهى بعزل ملك البلاد و عدم التخطيط و ترك الاحداث هى ما تحدد ما يفعلون مع احداث العمال و الصولات و ما بينهم من صراع خفى كذلك حياه الملك فى المنفى و حياه الاميرات و مابها من خيال الراوى ولكن بقرائن واقعيه
في البداية كنت متخوفة من هذه الرواية لما أعرفه عن إبراهيم عيسى من أنه إشتراكي ناصري، فقلت ستكون رواية الإنحياز التام. ولكن بالفعل رأيت رواية متجردة تماما لم ينحاز فيها لأحد لا للملك ولا لحركة الظباط ولا لعبد الناصر. الرواية ، نعم بها كل مقومات الرواية من السرد والحكي وإكتمال العناصر اللازمة للرواية، ولكنها أيضا سرد تاريخي بحت- في أغلب الظن أنها إعتمدت على المذكرات الشخصية لأصحابها والوثائق والمقالات الصحفية لهذه الفترة- بوقائع تاريخية وأحداث حقيقة بأسمائها الحقيقية، هي رواية شاهدة على فترة شائكة في تاريخ مصر الحديث، فترة لم يتحدث عنها آحد - على حد علمي - بكل هذه التفاصيل والدقة . وتحدثت بصراحة عن المسكوت عنه من قبل الناصريين والموالين لحركة يوليو وتغاضيهم عن كل مساوئها. في الحقيقة معظم هذه الأحداث أعرفها وحكت لي عنها والدتي التي سمعتها من أمها وخاصة الجزء الخاص بالأسكندرية، وعمال كفر الدوار فلم تكن الأحداث غريبة عني. رأيت الكثير متذمرا من كثرة الأشخاص والأسماء ولكن هذا لم يسبب لي أي مشكلة، فهي أشخاص معروفة ولها أدوارها البارزة في هذه الفترة. أعجبت بفكرة السرد الداخلي، أي الحوار مع النفس الذي كان غالبا على الرواية من التنقل بين الحديث مع الآخرين ومناقشات جماعية إلى السرد الداخلي وحديث بداخل النفس. لأول مرة يظهر عمل لهذه الفترة ولم يصدر لنا فيه عبد الناصر بالآله وحامي الحما والملاك الحارس والبطل القومي، وذلك ما إستغربته من إبراهيم عيسى صراحة وجعلني أوقن أن الحيادية متأصلة في العمل بشكل كبير. نقدر نقول إنها أنصفت الملك فأخرجته من عباءة السكير وزير النساء الذي كانت كل الأعمال الأدبية والدرامية تصفه به في ذلك الوقت- وخاصة أن والدتي فعلا قد حكت لي أن أحد معارفها المخضرمين كان قد أقسم لها أن الملك لم يكن يشرب الخمر وأنهم افتروا عليه-. العمل بإختصار كان فتحا للملفات ودعوة لكشف الحقائق المجردة عن الملك والجيش وناصر ونجيب ومجلس قيادة الثورة والصحافة في ذلك الوقت. أدعوا الكل لقراءته.
هضم صوتي لصوت كل الاراء و ياريتني كنت شوفت ال reviews بتاعة الناس قبل ما ادفع اللي دفعته في الرواية اللي مش رواية دي!!! اولا: اقدر اقول انها فعلا مش رواية و ان اسلوب الكاتب اشبه بالسرد على انه يكون فيه حوار بين شخصيات فالحوار ممكن الاقيه وسط صفحتين من السرد المطلق للكاتب و احيانا الحوار بيكون بين الشخصية و خيالها!!!فاللي ملوش في التاريخ -مش انا لاني مغرمة بالتاريخ- هيصيبه الملل من اول صفحتين. ثانيا: الشخصيات كثيرة بشكل مبالغ فيه فهتلاقي الكاتب كاتب عن كل ظابط من الظباط الاحرار بصورة تفصيلية حتى لو مكنش ليه دور كبير في احداث يوليو و ده هيصيب اللي بيقرأ بتشتت فظيع كان صعب عليا انا شخصيا اني افتكر كثير من الاسامي لما بيجي يرجع لذكرها مرة تانية... ثالثا: الوصف المبالغ فيه في الحركة و الهمسة و اللي بيفصل اي حد بيقرأ من اول لحظة فهنا هتلاقي ممكن فقرة كاملة بتوصف بس قعدة نجيب مع عبدالناصر و طريقة بصة فلان لفلان و ده شئ مبالغ فيه جدااااااااااا و بيصيبك بالملل اللي بيخليك فعلا مش قادر تكمل... رابعا: طبعا و انت بتقرأ هيبان اوي قد ايه ابراهيم عيسى شخص ناصري مميز عبدالناصر و مطلع دوره الجندي المجهول المعلوم اللي كل حاجة كانت من تخطيطه و اللي الكل بيمشي بنظرة منه و هتشوف تهميش لصورة محمد نجيب اللي الكاتب مصوره انه مجرد صورة او برواز كان بيتحرك باوامر عبدالناصر و كان كل همه الشو مش اكتر و السادات اللي الكاتب بيأكد حوالي ٣ او ٤ مرات انه كان سهران في السينما يوم ٢٣ يوليو و ملوش اي دور في الاحداث و عبدالحكيم عامر اللي بيفهم جمال من نظرة عينه و هكذا... الرأي العام عن الرواية انها مش رواية و انها كان ممكن تخرج بصورة افضل من كده بمراحل و ان ال ٦٥٠ صفحة كانوا ممكن يخرجوا ٢٥٠ صفحة لو كنا شلنا الوصف و الرغي الكتير اللي ملوش لزمة ده... اعتقد انها القراءة الاولى و الاخيرة لابراهيم عيسى بالنسبالي...
This entire review has been hidden because of spoilers.
الاسم: كل الشهور يوليو اسم الكاتب : ابراهيم عيسي التقيم : ٥/٠ عدد الصفحات: ٦٥٩ من اسوأ الكتب اللي قريتها وخسارة فيه تضيع الوقت والفلوس كتاب سئ جداً خالي من التشويق ، والسرد ممل جداً والله اعلم المعلومات صحيحة ولا لا ولما قال انها معلومات بناءاً عن احداث حقيقية في اول الكتاب مذكرش المصادر اللي واخد منها المعلومات ليه حتي لو رواية ومش شرط كتابة المصادر ما اوراق شمعون المصري كانت رواية ودكتور اسامة ذاكر في اخر الكتاب المراجع والمصادر اللي جايب منها الكتاب انا وصلت ل ١٧٦ صفحة بطلوع الروح اكبر دليل لمعلوماته الخاطئة مطلع الملك فاروق نسونجي وخامورجي وبتاع قمار ده الشيطان عنده اخلاق عنه والظباط الاحرار دول ملايكة من السما معندهومش ولا غلطة 🤣🤣 حاجة غير منطقية ومينقبلوش أي عقل ، يعني ممكن يكون الملك فاروق اكيد عنده اخطاء هو بشر ونظراً لصغر سنه وانه مسئولية انه يكون ملك بلد زي مصر وايامها كان السودان مضمومة لمصر حاجة كبيرة ومسئوليه كبيرة واكيد مش كل اللي حواليه عاوزين مصلحة البلد اكيد كان ناس كتير طمعانه في حكم مصر لكن هو مش سئ اوي كدة واكيد الثورة مش ملايكة اوي كده لكن الكتاب اسوأ ما يكون ،خسارة تضييع الوقت والفلوس وجهد ذهني اسوأ كتاب قريته في عمري كله مش السنه دي بس