من هم اليهود؟ وما هي اليهودية؟ سؤالان محوريان يرد عليهما من خلال هذا الكتاب الدكتور عبد الوهاب المسيري، المتخصص في الدراسات اليهودية والصهيونية، فيحيط بأبعاد الموضوع - الذي يبدو معقدًا للبعض - بأسلوبه التحليلي المنطقي السلس والممتع. تنقسم الدراسة إلى ثلاثة أبواب يفكك في أولها مفهوم الوحدة اليهودية العالمية والهوية اليهودية، ثم يبين في الباب الثاني مدى تجانس الجماعات اليهودية في العالم، ويحلل في الباب الأخير سؤال الهوية وأزمة المجتمع الصهيوني والتناقضات الأساسية بين الرؤية الصهيونية لما يسمى الهوية اليهودية وواقع الجماعات اليهودية. يدحض هذا الكتاب مسلمات كثيرة ويكشف زيف كثير من الادعاءات؛ فيشكل لبنة أساسية في تحليل الفكر اليهودي والصهيوني ويستشرف - مثل أي عمل غير مسبوق - مستقبل الدولة اليهودية
الأستاذ الدكتور عبد الوهاب المسيري، مفكر عربي إسلامي وأستاذ غير متفرغ بكلية البنات جامعة عين شمس. وُلد في دمنهور 1938 وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي (مرحلة التكوين أو البذور). التحق عام 1955 بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية وعُين معيدًا فيها عند تخرجه، وسافر إلى الولايات المتحدة عام 1963 حيث حصل على درجة الماجستير عام 1964 (من جامعة كولومبيا) ثم على درجة الدكتوراه عام 1969 من جامعة رَتْجَرز Rutgers (مرحلة الجذور).
وعند عودته إلى مصر قام بالتدريس في جامعة عين شمس وفي عدة جامعات عربية من أهمها جامعة الملك سعود (1983 – 1988)، كما عمل أستاذا زائرًا في أكاديمية ناصر العسكرية، وجامعة ماليزيا الإسلامية، وعضو مجلس الخبراء بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام (1970 – 1975)، ومستشارًا ثقافيًا للوفد الدائم لجامعة الدول العربية لدى هيئة الأمم المتحدة بنيويورك (1975 – 1979). ثم عضوا بمجلس الأمناء لجامعة العلوم الإسلامية والاجتماعية بليسبرج، بولاية فرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية، ومستشار التحرير في عدد من الحوليات التي تصدر في ماليزيا وإيران والولايات المتحدة وانجلترا وفرنسا (مرحلة الثمر).
ومن أهم أعمال الدكتور المسيري موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية: نموذج تفسيري جديد (ثمانية مجلدات) وكتاب رحلتي الفكرية: سيرة غير ذاتية غير موضوعية- في البذور والجذور والثمار. وللدكتور المسيري مؤلفات أخرى في موضوعات شتى من أهمها: العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة (جزأين)، إشكالية التحيز: رؤية معرفية ودعوة للاجتهاد (سبعة أجزاء). كما أن له مؤلفات أخرى في الحضارة الغربية والحضارة الأمريكية مثل: الفردوس الأرضي، و الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان، و الحداثة وما بعد الحداثة، و دراسات معرفية في الحداثة الغربية. والدكتور المسيري له أيضاً دراسات لغوية وأدبية من أهمها: اللغة والمجاز: بين التوحيد ووحدة الوجود، و دراسات في الشعر، و في الأدب والفكر، كما صدر له ديوان شعر بعنوان أغاني الخبرة والحيرة والبراءة: سيرة شعرية. وقد نشر الدكتور المسيري عدة قصص وديوان شعر للأطفال
قدم الدكتور المسيري سيرته الفكرية في كتاب بعنوان رحلتي الفكرية – في البذور والجذور والثمر: سيرة غير ذاتية غير موضوعية (2001) حيث يعطي القارئ صورة مفصلة عن كيف ولدت أفكاره وتكونت والمنهج التفسيري الذي يستخدمه، خاصة مفهوم النموذج المعرفي التفسيري. وفي نهاية "الرحلة" يعطي عرضًا لأهم أفكاره
أنهيت الكتاب قبيل صلاة المغرب بدقائق و فعلت كل ما يمكنني فعله للهرب من كتابة هذه المراجعة، و في أثناء هذه الساعات الفاصلة فكرتُ كثيرًا في المحور الأساسي الذي من المفترض أن تتمركز مراجعتي حوله، أحاول تارة بعد تارة، أعتصر عقلي و أجاهد في ترتيب أفكاري، و قررت في النهاية أن أتركَ الأمرَ على عواهنه، سأكتب و أراقب قلمي، إلى أين سيأخذني...
..................….. ...............
أسألت نفسك يومًا عزيزي القارئ المسلم لماذا يتوجب علينا مقاومة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية؟ أو بعبارةٍ أدق، لماذا نمقُت الصهاينة؟ نحن دائمًا نغضب و نأخذ مواقفَ عدائية تجاه هذا الاحتلال و جرائمه الشنيعة في حق الشعب الفلسطيني، و في كل صلاة يدعو الإمام عليهم بالهلاك و يدعو للعرب بالنصر، و دائمًا في هذا الصدد نردد كلمة واحدة " اليهود "، " اللهم انصرنا على اليهود"، من منَّا لم يقرأ رائعة شكسبير " تاجر البندقية " أو على الأقل سمع عنها و ألمّ بمحتواها بشكلٍ عام؟ من منَّا اندهش حين جعل الكاتب الإنجليزي شخصية التاجر المرابي المتوحش، شخصية يهودية؟ بالطبع لم يندهشْ أحد!
كيف لك أن تندهشَ و أنت تمتْ برمجتك أن اليهودي في كل زمانٍ و مكان شخصية سادية مادية بحتة، لا تعرف الرحمة، دين يسمح لأتباعه بممارسة الغش و الربا على الأغيار بلا ذرة ضمير، نحن دائمًا نعلم أن شيلوك ما هو إلا انعكاس للأفكار اليهودية الموجودة في التوراة ثم التلمود، قتل و كذب و خداع و استباحة للأعراض، فاليهود شعب له ديباجة ثابتة في كل بقعة من بِقاع الأرض و في كل حِقبة...إذن ليس من الغريب أن تكون إجابتك على تساؤلاتي التي طرحتها في بداية المراجعة، بكل بساطة، لإنهم يهود و نحن مأمورون بقتال اليهود و بغضهم!
في إحدي محاضرات مادة " البلاغة القرآنية " كنّا نناقش أسرار اختيار القرآن لكل من لفظتيْ ( امرأة - زوج ) في مواضع التعبير عن علاقة المرأة بالرجل، و شرح لنا الدكتور أن هناك أربعة شروط من الواجب توافر أحدها حتى تأتي كلمة ( زوج) و من ضمنها، تماثل عقيدة التوحيد.
هنا غرقتُ في الحيْرة و لم أفهم المدلول المحدد لكلمة ( التوحيد )، توحيد؟ أيُّ توحيد يا دكتور؟ توحيد العقيدة الإسلامية أم المسيحية أم اليهودية! كلمة مبهمة للغاية و لها دلالات فارقة و خطيرة، و حينها صمت الدكتور و لم يعرني انتباهًا، بعدها ظهر هذا التساؤل المرعب، على أي أساس أدخلت اليهودية في احتمالاتي عن فكرة التوحيد! هل اليهودية ديانة توحيدية؟ لا توجد في مصر جالية يهودية، لا أتعامل إلا مع النصارى من أهل الكتاب، بعدها وضّح لي الدكتور أن المقصود بالتوحيد هو توحيد ديننا الإسلامي و لكن كانت القنبلة قد اشتعلت بالسؤال الأخطر...من اليهودي؟
من هؤلاء الذين ندعو عليهم و نكرههم و نقرأ بروتوكولات حكماء صهيون لنفهمهم و نقرأ شخصية شيلوك متخيلين أنه يمثل كل اليهود، أتذكر أني في هذه الفترة كنت على وشك البدء في اختبارات آخر العام و لكن عقلي كان في مكان بعيد، فقد كان السؤال ملحًّا مستفزًّا، أنا كارهة لليهود أم للصهاينة أم لكليهما أم ماذا؟
و حين بدأت العطلة و ذهبت لزيارة مكاني الأثير في العالم، مكتبة مصر العامة التي أقطن فيها طوال الصيف تقريبًا، رأيت في قسم الدراسات التاريخية، المسيري جالسًا يبتسم لي، معاتبًا لي لطول الفراق، و غيبتي عن قراءة كتبه و تدارسها و يخبرني أنه يعلم بما يعتمل في عقلي، و يقدم لي هذا الكتاب و يتركني وحدي معه، و أستكمل دراستي في معهد الدراسات المسيرية.
نعم، كما أنا طالبة في كلية دار العلوم، فأنا أعتبر نفسي طالبة علم لأفكار هذا الرجل، و أقرأ كتبه كما لو أنها مقررة عليّ، و قررت ألا أتخرج في هذا المعهد أبدًا، لإني لا أريد علامات نجاح، بل أريد أن يظل عقلي مفكِّرًا في بوتقة تأملات المسيري، قد ترَوْن في هذا تحيُّزًا منّي له، و لكن أنا أؤمن به، و أؤمن بفلسفته أشدَّ الإيمان، فقد ساعدني هذا الرجل على أن أعرف قيمة كل حرف في هذه الكلمة..." أفهم".
بالنسبة لي، فقد اعتدت على لغة المسيري و أسلوبه العلمي الإنساني إلى حدٍّ كبير، بل حفظت تقريبًا أهم المصطلحات و الألفاظ التي يكررها في دراساته خصوصًا الصهيونية، أمّا بالنسبة للقارئ حديث العهد به، فأظن أنه يتوجب عليه البدء بسيرته الذاتية، لإن المسيري شخصية دقيقة لغويًّا للغاية، حتى في استخدامه لعلامات الترقيم، و لذلك أستطيع أن أتفهم مشكلة هؤلاء من يعانون من التكرار في كتاباته، هو في الواقع يعتمد على عرض الفكرة الواحدة من خلال كذا قناة، و هو قد وضّح في مذكراته، أنه يعتمد على الحقائق كي يبرز الحقيقة و يجرّدها، كثيرٌ من الباحثين يملكون قدرة تعبوية هيجيلية عالية في شحن كل المعلومات و الأفكار في الكتاب بلا أي " زيتونة " في الآخر أو اجتهاد شخصي منهم، على حين نجد المسيري يفعل العكس، نعم هو يعرض الحقائق كلها و بمقدرة بحثية عالية أكاديمية تستحق الإشادة، و لكن انظر إلى الرحيق! سيقدم إليك الحقيقة من اجتهاد عميق و بأدلة منطقية و في النهاية هو لا يرى نفسه جوبيتر العظيم، آراؤه هذه محل النقاش و الدراسة، ليست مسلّمات، و لكن هذا المنهج سيجبر القارئ على احترام العقلية التي يقرأ لها على الأقل.
و هذا ما حدث هنا، فلكيْ يجيب عن عنوان الكتاب و عن سؤالي، سنجد في الباب الأول، سيعرض دراسة تفصيلية للجماعات اليهودية المختلفة، ليكون هذا أول دليل في حقيقته التي سيكشف عنها في نهاية الرحلة، سيسهب الحديث عن السفارد و الإشكناز و التناقض بينهما و جماعة الإسرائيليين، ثم ننتقل إلى الجماعات اليهودية الهامشية، يهود الهند، يهود الصين ( يهود كايفنج)، يهود القوقاز، اليهود السود، الخزر، المارانو ثم العديد من الجماعات الهامشية الأخرى.
أي، أنه سيجبرك أنت القارئ أن تنفي تلقائيًّا في قرارة نفسك أهم الإدعاءات التي تكررها الدولة الصهيونية و نؤمن نحن العرب بسذاجتنا و غرقنا في الجهل، أن اليهود كتلة واحدة عالمية، لا توجد مسألة يهودية موحدة، لا يوجد تراث إثني موحد، لا تستطيع أن تضع يدك على عامل مشترك واحد بينهم، فحتى في القضايا الدينية، الاختلافات بينهم مروعة، و كأنك تقرأ عن ديانات وثنية وضعية أو فلسفات بشرية ليس إلا.
ثم ينتقل بك إلى الدليل الثاني، أتوجد وحدة حضارية؟
في ظل أتون صهر الثقافات اليهودية، و اختفاء اليديشية، كلغة و تراث الفئة الإشكنازية الغربية المتمركزة في شمال أوروبا ( أو كانت متمركزة ) ثم انعدام الوجود السفاردي و لغة اللادينو التي هي تحريف يهودي للغة الإسبانية، حينها سيبدأ عقلك في تفنيد كلمة يهود بشكل تلقائي و ستعتريك الدهشة! ماذا؟ أين اليهود؟ ففي واقع الأمر أنت تقرأ تاريخ جاليات روسية و ألمانية و صينينة و هندية و إثيوبية و عربية...أي أن هذه ليست عادات يهودية و لا أفكار يهودية، نحن نتحدث عن عادات شعوب و ليس ثقافة دينية خالصة! أين يهود المنفى؟ أين الدياسبورا التي تعاني؟
في الباب الثاني، ستُصدَم صدقني حين تقرأ تفنيد هذه المصطلحات، التاريخ اليهودي، المسألة الهودية، العبقرية و الجريمة اليهودية، الرؤية الصهيونية للتاريخ، و تنكشف لك أبواب عن شناعة ما ارتكبه الصهاينة، فهم لم يغتضبوا أرضنا و لم يقتلوا أطفالنا فحسب بل سرقوا حضارتنا و تراثنا و حضارة و تراث كل أرض كان اليهود مستقرين فيها، و أنا أمقت سرقة الهوية، أمقتها و أتقزز منها و لذلك أكره أمريكا، فهي تشبه إناء الطهي، استوعبت كل المكونات و أنتجت لنا في النهاية شعبًا بلا تاريخ، و المسيري هنا ينزع لك القشرة البهودية الهشة التي تغلف الدولة الإسرائيلية، و يعلن لك بصراحة أنها دولة علمانية، دولة تعتمد على خطوط واهية من الإدعاء المزيف أنها تمثل أرض الميعاد لليهود المشتتين، و أن أكبر مؤسسيها، هرتزل و ماكس نوردو، كانا ملحدين و يستمتعان بازدراء كل ما له علاقة باليهودية الحاخامية.
إذن ما إسرائيل؟ إسرائيل جيب استيطاني صغير للمصالح الأمريكية الإمبريالية في الشرق، تحمي مصالحها و تتدخل لصالحها، و اعتمدوا في شرعية إقامتها على قضية اليهودية المثيرة للشفقة و أفران الهولوكست.
إذن أيوجد تعريف محدد لليهودي؟
لا! و لهذا السبب بالذات، عرض لك المؤلف كل القضايا و تفنيدها و ترك نهاية الكتاب بلا تحديد، ليعلن أنه لا يوجد تعريف لليهودي، أي لا توجد أرض صلبة لتحديد من هو اليهودي، لإن اليهود بكل بساطة انصهروا في حضارات و شعوب و ثقافات أخرى و أصبحت اليهودية شيئًا غامضًا يتأرجح بين التعريف القومي و الإثني، و بالتأكيد البعد الديني قد دُمَّر بعد انتهاكات اليهودية الأرثوذكسية و الإصلاحية و المحافظة.
و هذا الاقتباس من الكتاب يلخص محتواه تقريبًا:
" لعل كل هذا يقنع الكثيرين في عالمنا العربي أن إسرائيل ليست دولة يهودية، و إنما دولة استعمارية استطانية إحلالية، و هذا التصنيف لها سيجعلنا قادرين على رصد سلوكها و التنبؤ به، و تفسير الدعم الأمريكي السخي لها، النابع من الاستراتيجية الإمبريالية الأمريكية و ليس بسبب اللوبي الصهيوني، كما أننا نؤكد أنها دولة استعمارية و أننا نحارب ضدها لا لأن المستوطنين الصهاينة يهود و إنما نحارب ضدهم لأنهم محتلون، تمامًا كما حاربنا ضد ممالك الفرنجة التي يقال لها الممالك الصليبية. و أننا سنحارب ضد أي محتل من أي ملة أو دين، فالقضية هي قضية الاحتلال و ليس يهوديته، و في هذا الإطار لا يمكن أن توصف المقاومة بأنها " إرهاب" بل تصبح - حسب القانون الدولي- حق بل واجب الشعب المحتل"...
و أخيرًا مازلت مؤمنة أن قراءة أعمال المسيري عن الصهيونية، واجب على كل مثقف مسلم..رحمه الله و غفر له. ذكرى رحيله غدًا...مصادفة جميلة أن أقرأ هذا الكتاب و أنهيه قبل ذكراه بيوم. تمّت
كتاب مهم جدا لدحض فكرة ارض الميعاد واكذوبة اسرائيل وقضية شعب بلا وطن الكتاب يعرض تفاصيل من واقع اليهود من اوطانهم الاصلية حتى الارض المسروقة المحتلة يستعرض البدايات وتوزيعاتهم جغرافيا والتفاصيل الاثنية الثقافية من كل مكان في العالم فيما يخلصهم من شتات واختلاف ليوضع لنا ولهم ايضا كذبهم الصريح في الوحدة اليهودية ودولة اليهود الموحدة
آلاف من المحتلين الصهاينة من جميع انحاء العالم بخلفيات مختلفة تماما والكثير من الشتات والفرقة بينهم في الداخل يكذبوا اكذوبتهم الكبيرة على الجميع ليصدهم بعض الاعراب والغربيين اكذوبة لن ننساها تصل بهم الى خط نهايتهم بأيديهم في القريب العاجل بإذن الله
كتاب يعيد ملكية الأرض الى أصحابها بمنتهى العدل والأمانة الكاتب يعريهم تماما امام الجميع وامام انفسهم فلا مفر من الآفات التي ستقضي عليهم من داخلهم وبأيديهم
اللهم انصر شعب فلسطين على اعدائك اعدائهم اليهود. اللهم اجعل النصر قريبًا والفرج يأتيهم. اللهم انصر الشعب الفلسطينى ، اللهم انصر أهل غزة اللهم انصرهم ولا تنصر عليهم . اللهم إنا نسألك أن تقبل شفاعتنا فيهم، اللهم جمع صفوفهم، واشف مصابيهم وارحم شهداءهم.
كل ما تريد معرفته عن اليهود واليهودية و"أزمة الدولة اليهودية" كما يشير إليه عنوان الكتاب ستجده بشكل مفصل ومغذى بمتابعة ولمدى سنوات في المجال الأدبي والصحفي وغيرها الكثير من عبدالوهاب المسيري رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته. أحد أهم وأجمل الكتب في شرح كل ما يتعلق باليهود واليهودية. سأترحم على المسيري وأدعو له كل ما رأيت عنوان الكتاب. إضافة كبيرة جداً أضافها لي هذا الكتاب.
الدولة اليهودية نشأت على حق العودة لكل يهودي في العالم لكن من هو اليهودي؟ هذا سؤال لم يجب عليه اليهود أنفسهم وبقي معلق بدون جواب وهذا السبب في نهاية إسرائيل من الداخل ولكن ما جعله يستمر؟
لان الشعب توحد بسبب الخطر الخارجي من الفنيقيين والاشوريين والفرس والكعانيين، الحضارات التى عاشت في وحول فلسطين. رؤية قديمه بقدم التوراة.
يخوض المسيري بحثه حول هذا السؤال.
السفارد هم يهود عاشوا في الشرق مع المسلمين الإشكناز هم يهود عاشوا في الغرب مع المسيحيين
قيل ( إن كل شعب له جيش إلا في إسرائيل فهو جيش له شعب)
الخزر هم وثنيون أتراك أصبحوا يهود، وهذا يدحض ما يقوله الاسرائليون من كون اليهود جميعا من ذرية اسباط يعقوب.
يهود السامرة لم يكون مع السبي البابلي، يستطنون السامرة ولا يؤمنون بقدسية جبل صهيون ولا نبوة داود وابنه سليمان عليهم السلام، يؤمنون باسفار موسى الخمسة مع سفر يوشع بن نون، اما باقي أسفار الأنبياء فلا يؤمنون بها. جبلهم المقدس جريزيم (الجبل المختار).
واجه يهود اليمن مشكلة في دولتهم وانها ضد إسرائيل، وإن إسرائيل تمثل يهود العالم، وهذا من جهة. أما الجهة الاخرى عند ذهاب يهود اليمن إلى إسرائيل يعاملون مواطنين درجة ثالثة، وفي الفترة من عام ١٩٤٩ إلى ١٩٥٢ اختفى حوالي ١٠٣٣طفلاً يمنياً من مخيمات المهاجرين والمستشفيات، وادعت السلطة انه ماتوا ودفنوا ، ولكن لم تقدم شهادة وفاة للأهل ولا تفسير لذلك. خرج يهود اليمن من أجل معرفة مصير أبنائهم، وشكلت عدة لجان تحقيق تخرج بنفس النتيجة، وهذا ما لم يصدقه الاهالي.الاطفال قدموا إلى يهود أوربا من أجل تبنيهم.
هناك من قسم اليهود سابقاً إلى : يهودية كاثوليكية عاشوا في إيطالية والمدن الكاثوليكية. يهودية بروتستانتية عاشوا مع البرتستانتية في ألمانيا وبريطانيا. يهودية إسلامية عاشوا في بلاد الإسلام وعلى رأسهم موسى بن ميمون. ويمكن إضافة يهودية كونفوشية صينية، ويهودية هندوكية هندية، ويهودية أفريقية.
كتاب دسم مليء بالمعلومات عن اليهود واليهودية ، احتاج مني شهر كامل لقرائته. في كل مرة اقرأ بها عن اليهود واليهودية والصهيونبة استغرب كيف استطاعوا الوصول إلى ما وصلوا إليه من احتلال الأرض والسيطرة على الأدمغة الغربية والعربية. كان أسلوب د. عبد الوهاب رائع وسلس بالرغم من الإعادة بالافكار التي كانت بمكانها المناسب . يجب أن يدرس هذا الكتاب وغيره في مدارسنا لنتعرف أكثر بالعمق على عدونا، بالقراءة والفكر والثقافة نستطيع أن نقوي ونصقل طرقنا الكفاحية الأخرى " السلاح بيد الجاهل عدو".
استمتعت كثيراً بالكتاب وبالمعلومات الصغيرة والكبيرة التي ذكرت فيه
"وقد يسأل سائل أين موقع البعد الديني هنا؟ أنا من المؤمنين أنه لا يمكن فصل البعد الديني عن البعد السياسي أو البعد القومي أو البعد النفسي، فما يحرك المرء ليس بعدًا واحدًا وإنما عدة أبعاد. فالمجاهد الفلسطيني يتحرك دفاعًا عن أرضه (وهذا بعد قومي) ويوظف كل ما لديه من قدرات (وهذا بعد سياسي وعسكري) إيمانا منه بالله والوطن (وهذا بعد ديني وسياسي في ذات الوقت) وتعبيرًا عن فطرة إنسانية سليمة ترفض الخضوع للمغتصب (بعد نفسي)، فالمقاومة تنبع من كل أبعاد الإنسان. والإنسان المسلم لم يأمره دينه بالحرب ضد اليهود باعتبارهم يهودا، وإنما أمره بإقامة العدل في الأرض وفي رد الظلم ومقاومة الظالم. فالمقاومة الفلسطينية ليست مقاومة عنصرية وإنما هي مقاومة إنسانية، وهي إنسانية لأنها متمسكة بالقيم الإنسانية العليا النابعة من الإيمان بالإنسان، باعتباره كائنًا قادرًا على تجاوز سطح المادة والحتميات الطبيعية، ومن ثم قادرًا على التمرد والثورة ضد الظلم والاحتلال، وسواء كانت دولة إسرائيل يهودية أو بوذية أو ملحدة، فنحن نقاومها، باعتبارها احتلالًا وظلمًا وبطشًا بأصحاب الأرض. والمقاومة من هذا المنظور تعبر عن أعظم وأنبل ما في الإنسان. أما البعد الديني في الأيدلوجية الصهيونية، فالأمر مختلف. فبالنسبة للصهاينة العلمانيين هي مجرد ديباجات وشعارات ذات مقدرة تعبوية كبيرة، أما بالنسبة للمتدينين، فالبعد الديني تم استيعابه تمامًا في الأيديولوجية الصهيونية، فأهملت أي قيم أخلاقية نابعة من العقيدة اليهودية وتم توظيف البعد الديني في خدمة الأيدلوجية الصهيونية. ومما ساعد على ذلك تصاعد معدلات الحلولية داخل التركيب الجيولوجي التراكمي اليهودي الذي يجعل من «الشعب اليهودي» شعبًا مختارًا، فهو مرجعية ذاته، ولا يمكن الحكم عليه بمعايير إنسانية."
كتاب يوضح زيف الدولة الصهيونية وكذب فكرة الدولة اليهودية وأنه لا توجد ما يسمي بالهوية اليهودية وبالتالي لا يوجد فن يهودي أدب يهودي تاريخ يهودي لا يوجد. المسيري بذل مجهود كبير في محاولة توضيح هذا الأمر وهو ما جعل الكتاب ممل ومليء بالحشو والتكرار لذلك أنهيت الكتاب بمشقة بالغة. 😅🥺
هذا اول كتاب اقرأه للمسيري. الكتاب ككتاب تاريخي، يحتوي على بعض المعلومات المفيدة التي يمكن ان تركز في الذهن، ولكن الصراحة، كميتها بنظري غير كافية بالنسبة لحجم الكتاب، أما ككتاب فكري، لاتحصد منه شيئا"!
مضمون النقد الذي يحاول المسيري ان يشرحه على طول الكتاب مرارا" وتكرارا" يمكن ان يوجه لأي دين برأيي وليس اليهودية فقط، والمسيري ينقد اليهودية بالتحديد ليهاجم ادعاء الصهاينة بوحدة وتجانس الدين اليهودي والمجتمعات اليهودية، ولكن أنا شخصيا"، لم اجد بصراحة فحوى هذا النقد ذو اهمية عالية. كما ان الكتاب ممل ويحوي على كثير من التكرار. وانا احسست ان الكتاب بالدرجة الاولى نوعا" ما كتاب هجومي، والانحيازية فيه بأعلى درجاتها. لم يعجبني الكتاب بتاتا".
سأقرأ للمسيري مجددا"، ولكن انا لا انصح أحد بقراءة هذا الكتاب.
ليس من السهل كتابة مراجعة عن دراسة عميقة وتحليلة كهذه الدراسة فكتابتها قد تكون اشبه بملخص للكتاب لما يحتوي من معلومات و اسهاب في تحليل فكرة واحدة وهي الاجابة عن سؤال من هو اليهودي هناك تعاريفات متعددة ولكن الابرز منها اليهودي هو من ولد لام يهودية او تهود على يد حاخامات الكتاب مقسم الى ثلاث اقسام الرابط بينها قوي ولكن المعلوملت فيها نسق تكراري فمن الممكن قرائتها منفصلة وكانها ثلاث كتب الرابط بين الاقسام هو بحث عن الهوية اليهودية ودراسة التركيبة السكانية لدولة المحتلة في فلسطين
تناو ل المسيري في الفصل الاول فكرة تنوع الهويات والجماعات اليهودية حول العالم و والاختلافات الشاسعة مابين مجموعة واخرى الي الحد الذي يستدعي الكره والعداء وحتى الاقصاءمن الملة وذلك مايخالف ماتقوم عليه الدولة الصهيوننية من ادعاءات كشعب الله المختار او كونه الشعب الافضل و الارقى والانقى دما وفكرا الشعب الذي تربطه وحدة واحدة وانه لابد ان يعيش هذا الجنس الراقي كله معا في الارض التي وعدهم بها الله بعد الشتات
تضمن هذا الفصل مسح دقيق للجماعات الاساسية وهي السفارد والاشكناز ومنها الى كل الجماعات الهامشية حول العالم لنشهد مدى هذا التباين برز في هذا الفصل مصطلح اليهود الجدد ؟ في محاولة لتقريب جواب من هو اليهودي ولان يهود امريكا يشكلون مانسبته ٩٠٪ من يهود العالم كما ويعتبرون عنصر ضغط فهم يعتبرون اليهود الجدد
في الفصل الثاني محاولات يهودية لخلق قومية يهودية شعب يشترك في ثقافة واحدة ولغة واحدة وادب واحد وفن واحد وهذا مالا يمكن فكل من الشتات ووجود اليهود في محيطات حضارية وتاريخية ودينية مختلفة كان له تاثيره حتى على ا لعقيدة هذا وكما للعولمة والامركة دورها في تبني لليهود افكار بعيدة كل البعد عن الشريعة المكتوبة في كتابهم التوراة
وعلى رغم ��عتبار اليهود كاقليات في بلدانهم وتمركزهم في غيتوات اختياريةاو اجبارية هذا لم يعزلهم عن انصهارهم في المجتمعات وخصوصا ان اغلب هذه الجماعات هي جماعات وظيفية متحكمة وتدير رأس المال تميز هذا الفصل بالبحث في الفنون الادبية وركتابية والفلسفية والحضارية وكما تطرق لاهم المفكرون والفنانون اليهود المعترفين بالدولة الصهيونية واليهود المعادين لكل ماهو يهودي اعجبني هذا الفصل كثيرا
في الفصل الثالث والاخير نجد المسيري مستعينا بكل الدراسات والاطروحات الدينية وغير الدينية التاريخية والسياسية ان يجيب عن سؤال من هو اليهودي وماهي الهوية والقومية اليهودية ماهي مكانة اليهود الرافضون لنزوح وللاستيطان القابلون ان يكونوا يهود المنفى ما مدى تاثير قانون العودة الذي اقر في عام ١٩٥٠ والذي يسمح لكل يهود العالم الهجرة الى فلسطين على التركيبة السكانية وتازم الاوضاع هناك نتيجة التنوع فكرة الحلولية وهي تجسد الله على الارض في الشعب اليهودي ومن ثم اضفاءاالقدسية الدينية لكل افعالهم سواء ذلك كان اغتصاب اراضي او طرد سكلنها او قتلهم هناك صراع محتدم بين الصهاينةالدينين والصهاينة العلمانيين على تعريف الانسان اليهودي
الحقيقة الكتاب ده و الموسوعة ,, عشان أبدأ أقرأهم بعمق , بعرف لسه فى مصطلحات الموسوعة و مفاهيمها ..... بس بجد الموسوعة ثرية جدا بالأفكار و المعلومات و سرد التاريخ و حقائق اليهود و عاداتهم ! .... و نفسى بالفعل اتحصل على هذه المعلومات بشكل متأصل و انتهى منهم بمعرفة واسعة شاملة ربطا بالكثير ....
بعد شهر كامل من البدأ في كتاب المسيري "من هم اليهود؟ وما هي اليهودية؟" تمكنتُ أخيراً بحول الله من الإنتهاء من آخر صفحاته، ولا أبالغُ إن قُلتُ أنه أهمُّ كتابٍ يجبُ أن يُقرأ حالياً. لا يختلفُ إثنان حول أهمية فهم الواقع قبل البدأ في مُحاولة تغييره، وفي حالتنا هذه - أي واقع الدولة الصهيونية - لا تكونُ مراوغةُ العدو إلا بعد فهم كَنهِهِ وتفسيرِ تصرفاته بشكل يخدمُ إستشراف المُستقبل. الأطروحة الأساسية لهذا الكتاب تتمحور حول أن الحجة التي يستعمِلُها الصهاينة - والتي تنبثق منها جزئيات أخرى مترابطة مثل التاريخ اليهودي والثقافة اليهودية والعبقرية اليهودية والأدب اليهودي - في أن اليهود هم كُتلة واحدة وأنه تُوجد هوية يهودية واحدة عالمية لشرعنة الإحتلال الإستيطاني هي حُجة باطلة وأقل تفسيرية لعدة أسباب. أولها هو واقع الجماعات اليهودية حول العالم، إذ أن اليهودَ ليسوا على شاكلة واحدةٍ بل تختلف هذه الجماعات بإختلاف التشكلات الحضارية التي عاشوا فيها، فهُناكَ يهود إسبانيا والبرتغال (السفارد) ويهود أوروبا (الإشكناز) والإسرائليين (وهم المُستوطنون الصهاينة قبل وبعد 1947) وعادة ما يُشار إلى الشباب الإسرائيلي الذين وُلدوا ونشأوا في الدولة الصهيونية بأنه من الصابرا. والصابرا يدين بالولاء لدولته القومية ولا يؤمن بالدين فقد تمت عَلمَنتهُ بشكل كامل على النمط الأوروبي. وهُناك يهود الهند - وينقسمون بدورهم إلى أربع جماعات - و يهود الصين (يهود كاينفنج) ويهود القوقاز ويهود جورجيا ويهود الجبال (يهود التات - يهود داغستان) واليهود السود والخزر (وهم أصل اليهود المُتواجدون في إسرائيل، وأصلهم من تركيا وليس ساميا ولا علاقة به بأسباط إسرائيل العشرة المفقودة ولا بفلسطين كما يدعي الصهيانة). وهناك يهود المرانو واليهود المُستعربة ويهود العالم العربي...الخ. وهؤلاء كُلُّهم تختلفُ هوياتهم الدينية وإثنياتهم وجزء كبير من عقيدتهم. ومن ثم فإن هنالك تعدداً مُتنوعا في التعريفات الدينية للهويات اليهودية، فكل من اليهودية الإصلاحية واليهودية المُحافظة واليهودية الأرثوذوكسية لها تعريفُها الخاص لمن هو اليهودي؟ كما أن هوية اليهود الجدد (أو يهود الولايات المتحدة) لا تتحقق بل تختفي بعد فصلها عن الهوية الأمريكية، ناهيك عن هويات الجماعات الأخرى التي تتسم بعدم التجانس والتنوع. لكل هذا فإن التبني اللاواعي للنماذج التفسيرية الاختزالية الصهيونية والمعادية لليهود ينزع أعضاء الجماعات اليهودية من إطارهم التاريخي وسياقهم الحضاري ويفترض وجود وحدة يهودية عالمية وطبيعة يهودية واحدة ومن ثم عبقرية يهودية وجريمة يهودية. فإذا كانت يهودية اليهودي هي أساس عبقريته فيهودية اليهودي لابد وان تكون أيضا هي مصدر إجرامه! (170ص). ومعناه أن مصدر عبقرية أينشتاين وعقل فرويد وماركس وسبينوزا ليس كَونهم يهودا بل لأنهم ترعرعوا ونشأوا في التشكيل الحضاري (الغربي) الذي جعلهم يُصبحون كذلك. وإلا فلماذا لم يظهر عباقرة من يهود الفلاشاه أو الحبشة أو اليمن مثلا؟ هذه الحقيقة تكسر كل رؤية مُعلبة عن أسطورية اليهود وعبقريتهم الفذة التي لا تُقهر، والحقيقة أن غباءهم ظهر بشكل علني ومثير للإشمئزاز بعد طوفان الأقصى المُبارك.. وبعدُ فإن مصطلح "المسألة اليهودية" هو أيضا مُصطلح إختزالي فكل جماعة يهودية تواجه مسائل محددة نابعة من انتمائها لبنية تاريخية محددة وتشكيل حضاري مختلفين عن الأبنية والتشكيلات التي تنتمي لها الجماعات اليهودية الأخرى. ونفس الأمر ينطبق على مفهوم التاريخ اليهودي والثقافة اليهودية والموسيقى اليهودية والرقص اليهودي والزي اليهودي. فبدل القول بها، يضع المسيري بديلا وهو تاريخ الجماعات اليهودية وثقافة الجماعات اليهودية وموسيقى الجماعات اليهودية ورقصات الجماعات اليهودية..الخ. إن الصهيونية ليست حركة لإنقاذ اليهود من القمع والإضطهاد وبناء دولة لهم كما يقول هيرتزل في كتابه "دولة اليهود" بل هي حركة لتخليص أوروبا من فائضها البشري اليهودي، وهي تنبع من كره عميق ليهود المنفى (أي كل اليهود الذي يعيشون خارج إسرائيل) ولذا فهي تعيش على الكوارث التي تحيقُ باعضاء الجماعات اليهودية وللسبب نفسه تعاون الصهاينة عبر تاريخيهم مع المعادين للسامية. ودون التطرق للتفاصيل التي تتعلق بالرؤية الحلولية في العقيدة اليهودية وتبني آباء الصهيونية للتأويلات القبالاتية الصوفية والتحليلات الاجتماعية والأنثروبولوجية للجماعات اليهودية والصهاينة والتأثير الكامل للعلمانية الشاملة على المجتمعات اليهودية والصهيونية وفشل الصهاينة واليهود في الإجابة عن سؤال من هو اليهودي؟، فإن من أهم النقاط تأكيد أن إسرائيل هي دولة إستعمارية إستيطانية صهيونية وليست دولة يهودية. فالمجتمع الصهيوني (80% من اليهود الإسرائليين علمانيين وملاحدة و20% منهم فقط متدينون) هو مجتمع علماني تُسيطر عليه النسبية الأخلاقية والشذوذ الجنسي (تُصنف تل أبيب كعاصمة عالمية للشواذ) حيث تغيب المعايير الإنسانية وتغلب المعايير الداروينية الحيوانية بحيث تكون القوة الغاشمة هي الأساس لحسم أي خلافات، وهذا ما نراه في غزة اليوم. بل إنها لو كانت يهودية لكانت إستلزمت بما جاءت به التوراه من أخلاقيات في الكثير من مجالات الحياة. هل هي دولة يهودية؟ يقول المسيري أن الخلل في التصنيف أن السؤال الأساسي الأول لم تتم الإجابة عنه ومن هو اليهودي؟ فإذا كانت يهودية الكيان الصهيوني المزعومة هي التي تصبغ عليه الشرعية، فعلمانيته تُقوضها. فهي دولة إستيطانية إحلالية ذات قشرة يهودية سطحية، والطريقة لحل الصراع لن يكون إلا عن طريق تبني سياسة معادية للإستعمار، وبالتالي فإننا نحارب ضدها لا لأن المستوطنين الصهاينة من اليهود وإنما نحارب ضدهم لأن محتلون.. ماذا عن الرؤية الإسلامية لمن هو اليهودي؟ يقول المسيري أن القرآن الكريم لا يفترض وجود هوية يهودية واحدة، إذ أن الخطاب القرآني عن اليهود متنوع حسب الوضع الزماني والمكاني، فمرة يدعوهم "ببني إسرائيل" ومرة "باليهود" ومرة "بالذين هادو" وأخرى "بأهل الكتاب" و"هود" و"أوتو الكتاب" فالقرآن يُفرق بين يهود المدينة أيام البعثة المحمدية وبين بني إسرائيل من جهة أخرى (إلا في موضعين وهنا يوضِّح أن للأمر علاقة بالإحالة إلى موروثات قديمة يمكن أن يتناقلها اليهود). علاوة على هذا، فهناك تناقض بين تعريف العقيدة اليهودية لليهودي والتعريف الإسلامي له، ولو طبَّقنا التعريف الإسلامي (اليهود هم أتباع الكتاب الذي جاء به موسى عليه السلام) لتم إستبعاد 90% منهم. والمسلم، كما يُوضح المسيري، مُلزم بالتعريف الإسلامي لليهودي وليس بالتعاريف اليهودية والصهيونية المتعددة والمتناقضة لليهودي. ويٌشير إلى التعريفات التي تُحاول التأكيد على النزوع اليهودي الأزلي والحتمي نحو الشر بسبب هويتهم هذه، وهو أمر مخالف لتعاليم الإسلام كما يقول. كما يطرح اليهودية كنموذج عام، إذ أنه وبالرغم من ارتباط دال "يهودي" بأزمنة وأمكنة محددة ورغم أن دال "يهودية" يشير إلى مجموعة من العقائد إلا أن بالإمكان القول بأن أحد استخدامات كلمة "يهودي" في القرآن لها مجال دلالي عالمي متحرر من الزمان والمكان. وبهذا يصل إلى النتيجة التالية؛ "إن وصف القرآن لليهود وللعقيدة اليهودية هو في واقع الأمر وصف لأتباع أية عقيدة حلولية. وقد لاحظ كثير من المفسرين تشابه وصف اليهود في القرآن مع بعض سمات الإنسان العلماني الشامل الحديث الذي يتوثن ويتأله ويصبح هو ذاته مرجعية ذاته، ويعيش في عالم الحواس الخمس يرفض تَجاوزه، فكأن كلمة "يهودي" هنا تصف الإنسان الحلولي الكموني الذي يتصف بهذه الصفات، يهوديا ام مسيحيا ام مسلما ام بوذيا ام ملحدا". هذا والله أعلى وأعلم.
-هذا الرجل لا يعجز عن ابهاري في كل مرة أقرأ له كتاب
-لكن هذا الكتاب كان إبهاره من نوع خاص أعجبت كثيرًا في طريقة ع��دالوهاب المسيري في تحليل الفن و اللوحات الفنية و اطلاعه على الحركات الفنية و تحليلها لم اكن اتوقع هذا الجانب من هذا الكاتب المفكر الرائع و هو ما أبهرني حقًا
-كعادة المسيري في كتابته فهو يعمد الى الابتعاد عن الاطلاق و التعميم و البحث في الخصوصيات و هو ما يجعل تحليله دقيقا للظواهر و منطقي وحيادي تماما تجاه اي شيء يطرحه في كتبه
-تناول المسيري الجماعات اليهودية في التشكيلات الحضارية المختلفة و دحض فكرة الهوية اليهودية العالمية التي سعت الي تسطيح الجماعات اليهودية و نزع انسانيتها و ثقافتها المعتمدة على الحضارة التي عاشت في كنفها
-غرّد المسيري خارج السرب لان الروايات العربية للاسف خدمت الديباجات الصهيونية بسبب تبنيها هذه الديباجات و هو ما جعله في اعتقادي عرضة للانتقاد ..
-نسف المسيري فكرة الشخصية اليهودية الشريرة والمؤامرة اليهودية وان الدولة الصهيونية ما هي الا وسيلة و ليست غاية في حد ذاتها و هو ما نحتاج لمعرفته حقًا
*كتاب رائع جدا يحتاج الى تفرغ ذهني لكنه بلا شك ممتع و مبهر و يمكن اعتباره احد كتبي المفضلة *
كتاب رائع وشامل لكثير من الأسئلة المطروحة إجاباتها بشكل متفرق
شعرت بأن اليهودية كديانة كيف وصل فيها الأمر إلى كل هذه الانقسامات والاختلافات في شريعتهم -بعيدًا عن صهيونيتهم- تمثل السيناريو المعروف لحال الديانات السماوية، وأنا أقرأ شعرت بأنني أستطيع التنبؤ بمستقبل ديننا الإسلام لو استمرينا على هذا الوضع وفي انحدار مستمر! لا أعلم لو كان استنتاجي وربطي هذا صحيحًا ولكنني أكاد أصدقني إلى حد كبير.. فكل هذه الانحرافات إذا شاء الله ولم تتعدل وتتوقف عند حدها ستؤول بنا إلى ثلاثة أحزاب -مثل اليهودية- على الأقل! مثلهم تمامًا
كتاب عميق ومثري وبه رؤية وتحليل عبقريين كما هو متوقع من المسيري -رحمه الله-
الكتاب رائع وأسلوبه سهل جدا رغم صعوبة الموضوع لكن به معلومات كتير مكررة وكان من الممكن بدل من التكرار إضافة معلومات مهمة مثل من هم اليهود من الرؤية إلاسلامية و المسيحية وتاريخ اليهود من أيام سيدنا إبراهيم.
عبد الوهاب المسيري قدم وجهه نظر برايي كانت فريده من نوعها عميقه جدا لدرجه في البدايه بتشعر ان عميقه جدا جدا لكن بعدين لما تتعود عليها تستطيع من خلالها ان ترى العالم بشكل جديد لانه قدم مفهوم مهم جدا حول النماذج الادراكيه واللي اعتقد انها في غايه الاصاله اعتقد انه عبد الوه المسير من اعظم المفكرين في جيلنا ورحمه الله قدم يعني خدمات هائله في الفكر والوعي المنتمي الى العالم الاسلامي والعربي وبنفس الوقت عن درايه وعمق في فهم العالم الغربي كذلك ايه الشيء موجود عند عبد الوهاب المسيري مش موجود عند غيره من الكتاب العمق عبد الوهاب المسيري راى العالم من كل زواياه كان استاذ في الولايات المتحده الامريكيه كان ايضا استاذا في الادب اللاتيني ثم عاد الى مصر وكان يساريا بالمناسبه ثم عاد الى مصر وبدا يفكر من داخل المنظومه الادراكيه العربيه الاسلاميه وبدا بتفكيك المنظومة الغربيه والحداثه الغربيه والعلمانيه على وجه التحديد وطلع بمفهوم العلمانيه الشامله والعلمانيه الجزئيه ثم انشغل في مشروع مهم جدا الموسوعه العظيمه التي كتبها عن الصهيونيه والتاريخ اليهودي وقدم شيء يعني مهم في موسوعه ضخمه ربما استمرت اكثر من 21 عام فهو م مطلع على نماذج وعي ادراكي من مختلف الحضارات والثقافات ومن هنا تاتي عبقريته انه هو فعلا انسان موسوعي وبنفس الوقت هضم هذه التجارب وعبر عنها بلغه عربيه راقيه
من هم اليهود؟ وما هي اليهودية؟ كتاب بحث يقع في ٣٨٦ صفحة وهو عينة بسيطة من نتاج الدكتور عبد الوهاب المسيري الذي يُعد خير من كتب في هذا المجال حيث ألف أضخم موسوعة عن اليهود واليهودية.. الكتاب موضوع بحث ودراسة يخوض في شرح الجماعات اليهودية الأساسية والهامشية كما يبين عاداتهم وتقاليدهم مع ذكر مدى صحة اعتبار اليهود كشعب ديني.. الدكتور المسيري باحث عظيم لا يمكن ولا يحق لي أن أقيم كتبه بأدنى من ⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️
عندما تسكن رأسك فكرة بيضاء, تحتاجُ يومًا في جوف يومك حتى تمنحها حق العيش فقط
التعقيد يقتل اللحظة ولو خلق في رأسك الف حياة مليئة بالتفكير عندما تلتقي المعلومه ببساطة النفس قبل الشرح !ستجد الثواني تمر تباعاً, تتبع النور القادم من جوف يومك
هنا كنز تركه لنا المسيري رحمه الله هذا المفكّر الذي " تُضرب أكباد الإبل" لكلمة منه, لو كان الزمان غير الزمان.
كتاب قيم لكن ممل جداً، أعتقد انه كان محتاج تنظيم أكتر بدون الدخول في أى تفاصيل ملهاش علاقة بكل عنوان عشان ميخليش كل قسم فرعي من فصول الكتاب تقيلة لوحدها وينفع يستفيض فيها حتى تكون فصل منفصل
رحم الله د. عبد الوهاب المسيري على هذه الدراسة الرائعة.. كنت أظن المجتمع الصهيوني قوياً و لم أكن أتخيل أنه بهذه الهشاشة و التفكك. اللهم شتت شملهم و انتقم منهم على جرائمهم في كل زمان و مكان...
هذا الكتاب بحث شامل عن تفاصيل دقيقة في اليهودية والكيان الصهيوني ، يمكننا من معرفة أدق تفاصيل الاختلاف بين الفرق اليهودية و يعطي الدليل الثابت على إمكانية زعزعة إسرائيل داخليا في اي وقت
غياب الهوية " المعنى " للشيء يفقده وجوده الذاتي والمعنوي .. " اليهودية " وجود بشري ،، يفتقر للهوية منزوع اللغة والثقافة جماعة طفيلية - وإن سماها المؤلف وظيفية - تستقي كينونتها من حضارات وثقافات وفنون وو.. من شعوب أخرى دستورها الإنحلال والإحتلال .. الأهم أن العلم بالعلة أول أسباب زوالها ،، ولكن العلة لا تزال قائمة فأين الخلل ؟؟
مره اخرى لن أنجرف الى تيار المثقفين او من يدعون الثقافه او من يمجدون المثقفين لمجرد انهم مثقفون . لن أخفى أبدا ولن أخاف أن أعلن أننى قرأت كتابا للأستاذ عبد الوهاب المسيرى ولم يعجبنى ، بل ولم يستطع حتى ان يجذبنى او يشعرنى بأى نوع من الراحه اثناء القراءه، ولكن جاء الكتاب ثقيلا جدا ومملا جدا الى أقصى حدود الملل حتى أننى وعلى غير عادتى بدأت أعامل الكتاب بغير أهتمام بأن ألقيه فى اى مكان وأترك أصابع إبنى الصغيرة تعبث بأوراقه غير مبالى. مشكلة الكتاب الحقيقية أنه وبشكل مرعب يشبة كتب المدرسة ، كتب المدرسة الرخمة الثقيلة وكأن أستاذ عبد الحليم مدرس التاريخ هو من كتبة. أما المشكلة الثانية والتى تعتبر بداية الخدعة هى عنوان الكتاب، فلكم أكره الكتب التى تحمل عنوانا خداعا لجذب القارئ لشراء الكتاب ثم تكتشف انك وقعت فى الفخ، فعندما تقرأ كتاب أسمة من هم اليهود وما هى اليهودية فإن أول ما يقفز فى ذهنك أنك ستقرأ كتاب تاريخيى فى المقام الأول وسيبدأ بشرح تاريخ اليهود من البداية حتى عصرنا الحالى ولا مانع من أدخال السياسة وتاريخ الحروب فى أحداث الكتاب، ثم تكتشف الخدعة من أول ورقة فى الكتاب ، فالكتاب وللأسف الشديد مجرد محاولة من الكاتب لإثبات نظرية ما مقتنع بها هو شخصيا ويبدو أنه يريد أن يقنع بها كل من سيقرأ الكتاب بالطول او بالعر�� يجب عليك ان تصدقنى وان تقتنع. نظرية عدم وجود وحده يهودية عالمية وهو ما يضرب الصهيونيه فى مقتل، ومن خلال محاولات إثبات رأية المستميتة يغوص فى تفاصيل شعوب اليهود المختلفة حول العالم بلا ترتيب منطقى ولا بداية لتاريخ محدد وبلا هدف منطقى واحد حقيقى. الحقيقه ان كل ما كتب عن إختلاف الوحده اليهودية ما هو إلا شىء طبيعى جدا وعادى جدا مثلة مثل إختلاف الشعوب حول العالم فى عاداتهم وطقوسهم ونظرياتهم وطريقة تفكيرهم ولا توجد اى علاقة لهذا الموضوع بالأديان ، وهذا ينطبق على كل الاديان اليهودية او المسيحية او الاسلام ، وكل ما قالة عن اليهودية فى اختلافاتها يوجد مثلها واكثر منها فى المسيحية والاسلام، كأن الدين الإسلامى ليس به مئات الطوائف والشيع والاراء والاختلافات. من ناحية أخرى ، يكتب الأستاذ عبد الوهاب كتابة هذا وهو يفترض ان القارئ متابع جيد له وأنه يتابع سلاسل كتبة منذ تعلم القراءه، فافترض الكاتب ان القارئ يعرف كل المصطلحات ويعرف التاريخ اليهودى جيدا جدا وبالتالى فمن السهل جدا ان يقرأ كتابا لا يشرح شيئا من مصطلحاته ويدخل فى صلب الموضوع مباشرة، فقد افترض الكاتب ان القارئ يعرف مفهوم الصهيونيه ثم انه يعرف الفرق بين الصهيونية واليهوديه، كما انه يعرف معنى الأغيار وأرض المنفى وأرض الميعاد ومعنى الهيكل ومن هو الماشيح فى ا��اعتقاد اليهودى وماهو التلمود وما الفرق بينه وبين التوراة والكثير والكثير من أشياء مثل هذه، ومن هنا عزيزى القارئ إذا لم تكن تعرف كل هذه المصطلحات ومعناها وتاريخها فأنت غير مثقف ولا تستحق ان تكون من هذه الفئه النقية، شعب الله المختار من المثقفين الذين يؤمنون بحلول الله فى المكتبات ثم حلوله فى أجساد المثقفين.
. في هذا الكتاب يقوم المفكر المصري عبد الوهاب المسيري رحمه الله بمحاولة لفهم اليهود كجماعات وشعوب بعيدا عن الشيطنة في محاولة للاجابة عن عدة اسئلة تخص الهوية اليهودية . ينقسم الكتاب الى ثلاثة ابواب: ١. الباب الاول عن تنوع الهويات اليهودية وفي عدة فصول يتحدث عن الجماعات اليهودية الاساسية كالسفارديم والاشكناز والجماعات الهامشية كيهود القوقاز والهند وخلافه. ٢. الباب الثاني يتخص تواريخ وفنون وثقافات الجماعات اليهودية وتحدث عن العادات الشعبية والازياء والادب والفنون في عدد من البلدان التي بها جاليات يهودية وكيف تأثرت بالبلاد التي عاشت بها حتى في عباداتهم وشرائعهم وكيف ذابت بعضها مع الاخر وتزاوجوا مع الديانات المختلفة. ٣. في الباب الثالث يتحدث عن مأزق الهوية اليهودية في المجتمع الصهيوني من حيث تعريف من هو اليهودي، هل هو اليهودي للمتدين الممارس للشعائر ام انه اليهودي المنتمي لليهود وما هي محددات الانتماء وغيرها الكثير. . يحاول الكاتب تفنيد شعار وحدة الامة اليهودية كشعار خرافي لا اساس له، الكتاب غني بالمعلومات وللكاتب كتاب اخر عن الصهيونية كأديولوجيا ساقرأه قريبا ان شاء الله.
رغم وجود خلفية لدي عن فرق اليهودية وطوائفها، الا أن هذا الكتاب كان دسما و مليئا بالمعلومات الجديدة... و رغم أنه أجاب عن اسئلة كثيرة عندي عن الموضوع، الا أنه أثار المزيد من الأسئلة! ان تعريف (من هو اليهودي؟) لهو من أصعب الأسئلة التي تواجه الاسرائيليين... وبعد قراءة الكتاب يتضح لنا أنه لا توجد اجابة على هذا السؤال الشائك، وأن الموضوع أعمق وأعقد بكثير مما يظن المرء... فتعريفه ليس دينيا ولا قوميا ولا إثنيا... ليس هناك شيء واضح يضم الجماعات التي تسمي نفسها "يهودية"... وهو تعريف يقض مضجع الاسرائيليين والصهاينة ويثير فيهم الخلاف والجدل والمشاحنات، وسيؤدي الى شرخ كبير لا يستطيعون ردمه.
الاقتباسات التالية تلخص روح الكتاب:
ص132: "ومما زاد من عدم تجانس الجماعات والهويات اليهودية، أن انتشار اليهود في كل أنحاء العالم تم دون وجود سلطة مركزية دينية أو قضائية في فلسطين أو في غيرها من الأماكن. كما لم تكن توجد في العالم القديم وسائل مواصلات او إعلام تقرب بين أطراف العالم كما يحدث الآن. لكل هذا، تطورت كل جماعة يهودية على حدة، بمعزل عن الأخرى، على المستويين الديني والقومي. وقد ظلت هذه الفسيفساء قائمة الى أن انحلت الامبراطورية الرومانية وانتشرت المسيحية في الغرب وانتشر الاسلام في الشرق، فظهرت فسيفساء أخرى احتفظت بعناصر من الفسيفساء القديمة، كما دخلت عليها عناصر جديدة. وقد انقسمت اليهودية ودخلت مدارين أساسيين: المدار الاسلامي والمدار لمسيحي. وازدادت اليهودية توحيدية داخل المدار الإسلامي. ومن ثم، ظهر ما يمكن تسميته "هوية يهودية عربية اسلامية"، وهي التي أنتجت موسى بن ميمون. وقد حدث داخل هذا الإطار، الانقسام الخطير الثاني، وهو الانقسام القرائي. أما في الغرب، فقد ازدادت الهودية غيبية وحلولية، ودخلت عليها عناصر صوفية متطرفة. وادادت الهوة اتساعا بين الهويات اليهودية في الشرق والغرب. فيهود الأندلس والعالم العربي كانوا يتحدثون العربية ويكتبون بها، بينما كان يهود فرنسا يتحدثون برطانة فرنسية ويكتبون بالعبرية. ثم ظهرت اليديشية (لغة الإشكناز في شرق اوروبا)، واللادينو (لغة يهود السفارد في حوض البحر الأبض المتوسط). وكانت هناك بقايا يهود الرومانيوت الذين يتحدثون اليونانية ويهود ايطاليا الذين يتحدثون الايطالية. كما ظهرت هويات يهودية مختلفة في أماكن متفرقة، مثل: الخزر في منطقة القوقاز، والفلاشاه في إثيوبيا، وبني اسرايل في الهند، ويهود الصين في كايفنج، ويهود مانيبور، والتشويتاس، واليهود السود وغيرهم. وكان يوجد كذلك يهود ايران وأفغانستان الذين يتحدثون اللغة الفارسية وغيرها من اللغات، وبعض الهود الأكراد الذين يتحدثون الكردية. وظهر عدد ضخم من الجماعات اليهودية الصغيرة في القوقاز مثل: يهود الجبال ويهود جورجيا ويهود الكرمشاكي (القرم)، وظهرت جماعات يهودية في جبال الأطلس تتحدث البربرية. ومن الانقسامات الدينية المهمة، ظهور الحركة الشبتانية وظهور يهود المارانو في حوض البحر الأبيض المتوسط ويهود الدونمة في الدولة العثمانية. هذه هي الفسيفساء التي كانت قائمة حينما ظهرت العلمانية في الغرب والتي زلزلت اليهودية الحاخامية وعمّقت عدم التجانس وحولته الى انقسام ديني حقيقي".
ص 149 - 151"وقد بيّنا في الصفحات السابقة مدى التنوع وعم التجانس الإثني بل والديني بين أعضاء الجماعات اليهودية في العالم. وذكرنا أنهم كانوا يعيشون بمعزل الجماعة عن الأخرى، لكلٍ معاييرها الدينية والأثنية والجميع كان يصف نفسه على أنه "يهودي" رغم التنوع وعدم التجانس. وكانت الأمور مستقرة تماما، فكل يهودي في وطنه صُنّف على أنه يهودي وقُبِل باعتباره يهوديا. وكان سؤال الهوية قبل عام 1948 محصورا في الصراع بين السفارد والإشكناز، ولكن بعد 1948 مع وفود عشرات الالاف من بقاع الأرض والتشكيلات الحضارية المختلفة ظهرت هذه الإشكالية. إذ اكتشف أعضاء الجماعات اليهودية الذين استوطنوا في فلسطين أن اليهود الآخرين مختلفون عنهم في كثير من الوجوه، فارتطم البرنامج الإصلاحي الصهيوني بالواقع غير المتجانس ليهود العالم. وحين صدر قانون العودة الإسرائيلي عام 1950 الذي يؤكد أنه "يحق لكل يهودي أن يهاجر الى اسرائيل"، نسيَ من أصدروا القانون (أو تناسَوا) أن يعرّفوا من هو اليهودي الذي يحق له الهجرة الى فلسطين المحتلة بموجب هذا القانون، مما أدى الى طرح سؤال الهوية "من هو اليهودي؟" عدة مرات. وكان الأمر ينتهي الى تجاهل السؤال نظرا لعدم التوصل الى حد أدنى من الاتفاق حولها، وهو ما عبر عنه أحد المعلقين الاسرائيليين بقوله إنه "مع مرور السنين، اتضح شيئا فشيئا أنه لا تتوفر إمكانية لتكوين إجماع وطني بخصوص هذه القضية". وقد حاولت المؤسسة الإشكنازية الحاكمة والمهيمنة على الثقافة في الدولة الصهيونية أن تواجه سؤال الهويات المتنوعة والمتناقضة لأعضاء الجماعات اليهودية الذين استوطنوا في فلسطين بأن طرحت تصورا ايديولوجيا اختزاليا أحاديا لا يقل في اختزاليته وأحاديته عن مفهوم "الهوية اليهودية العالمية"، ألا وهو مفهوم "أتون الصهر، أو مزج أعضاء الجماعات اليهودية الذين جاؤوا من الشتات (بالعبرية: ميزج جاليوت) وفحواه: أنه بعد أن يأتي المنفيون من "الدياسبورا" (أي من كل أرجاء الأرض) حاملين معهم خطابهم الحضاري فإنهم ببساطة سيدخلون "أتون الصهر" هذا، من معاهد لتدريس العبرية، الى أخرى تدرس "تاريخ اليهود" وتحاول تعميق "وعيهم اليهودي"، الى ثالثة تعلمهم العقيدة الهودية الحاخامية. وعند ذلك سيتخلى المنفيون عن هوياتهم القديمة التي اكتسبوها في بلادهم، ثم يتم صهرهم جميعا في بوتقة واحدة، فيكتسبون هوية اسرائيلية جديدة، وبذلك يتحقق الحلم الصهيوني الخاص بتجميع "الشعب اليهودي" الواحد. وكان التصور أن كل هذا سيتم بمنتهى السهولة والسرعة خاصة أن الجيش، الذي كان يتم تجنيد أبناء المهاجرين فيه، كان يعد أهم آليات الصهر والدمج. وبالفعل، كان علم الاجتماع الاسرائيلي يدور في إطار هذا التصور، وكان يراكم الحقائق التي تؤكد هذا الزعم . وقد لوحظ، على سبيل المثال، الاختفاء التدريجي للأحزاب التي تستند الى أساس عرقي وظهور الأحزاب الأيديولوجية التي سيطرت على المسرح السياسي في الدولة الصهيونية حتى نهاية السينينيات، وقد تصور الصهاينة حينذاك أن أتون الصهر قد حقق الهدف من وجوده. ولكن الواقع الصلب غير المتجانس للمهاجرين الاستيطانيين اليهود قد خيب ظنهم، خاصة بعد هجرة اليهود السوفييت في التسعينيات".
ص186: "لكل هذا لا يمكن القول: ان العقيدة اليهودية كلٌّ عضوي متماسك، له منطقه الداخلى الواحد، فهي تأخذ شكل تكوين جيولوجي تراكمي تشكل من خلال تراكم طبقات متماسكة مستقلة الواحدة فوق الأخرى، واحتفظت كل طبقة بخصائصها وسماتها ولم تتفاعل مع الطبقات الأخرى ولم تمتزج بها، ولم تلغ أي طبقة جديدة ما قبلها: وبعض هذه الطبقات توحيدي ، والبعض الآخر حلولي، والثالث henotheistic أي يتسم بما يسمى الوحدانية المشوبة، وهي عبادة إله واحد دون إنكار آلهة أخرى. وقد لاحظ اسبينوزا ان السنهدرين (الهيئة التشريعية العليا ليهود فلسطين في القرن الأول قبل الميلاد، والتي قامت بمحاكمة المسيح) كان يجلس فيها الصدوقيون (الذين كانوا لا يؤمنون بالبعث أو اليوم الآخر وكانت عقيدتهم مرتبطة بالهيكل والعبادة القربانية) جنبا الى جنب مع الفريسيين (الذين كانوا يؤمنون بالبعث واليوم الآخر وقاموا بالتبشير باليهودية لأن العقيدة اليهودية بالنسبة لهم انفصلت عن الهيكل والعبادة القربانية). والمحصلة النهائية لهذا التركيب الجيولوجي أن التقليديين المتمسكين بالشريعة اليهودية كانوا يجدون من الشواهد ما يؤيد رؤيتهم وتفسيراتهم، كما كان بوسع المهرطقين أن يفعلوا نفس الشيء.
ص192: "لكل هذا، لا يمكن الحديث عن اثنية يهودية واحدة عالمية مستمدة من معجم حضاري واحد، بل يمكننا أن نقول: إن هناك إثنيات يهودية شتى اكتسبها أعضاء الجماعات اليهودية لا من تراث يهودي عالمي أو من خلال حركيات حضارية يهودية عامة، وإنما من خلال التفاعل مع عدة تشكيلات حضارية، ومن خلال التكيف معها بطرق مختلفة، ومن خلال الاندماج فيها في نهاية الأمر. ولذا تحدثوا بلغات أوطانهم وارتدوا أزياءه وعاشوا في إطاره الحضاري".
ص335: "تجب ملاحظة أنه بينما أصبحت اليهودية، بالنسبة الى معظم سكان المستوطن الصهيوني مسألة قومية وليست دينية محضة (ولهذا فهم لا يكترثون بموقف المؤسسة الأرثوذكسية)، فإن الأمر جد مختلف بالنسبة الى يهود العالم، فيهوديتهم برغم علمانيتهم الواضحة لا يمكن أن تعرف تعريفا قوميا لأن هذا يتنافى مع انتمائهم القومي. ولذلك يظل العد الديني، برغم شكليته وضموره، أكثر أهمية بالنسبة اليهم من أهميته بالنسبة ا��ى الاسرائيليين. وثمة تطور ثالث شديد الأهمية يتمثل في البقعة التي يلتقي فيها يهود العالم بالمستوطن الصهيوني: أي المنظمة الصهيونية العالمية. فقد شهد العقدان السابقان صهينة قطاعات كبيرة من يهود الولايات المتحدة كانت ترفض الصهيونية من قبل. فاليهودية الإصلاحية التي تشجع الاندماج، كانت ترفض الصهيونية بشكل عقائدي عند نشأتها، كما كان بعض مفكري اليهودية المحافظة يرفضونها. ولكنهم بمرور الزمن، تناسوا هذه الاعتراضات وانتهى بهم الأمر الى الانضمام الى المنظمة الصهيونية العالمية. هذا، بينما يلاحظ أن الجماعات اليهودية الدينية، وضمن ذلك بعض الأحزاب الدينية في اسرائيل، إما معادية للصهيونية وإما غير صهيونية وغير ممثلة في المنظمة الصهيونية".
في كتابه" من هم اليهود وماهي اليهودية" يتحدث عبد الوهاب المسيري بالتفصيل عن طوائف اليهود المختلفة عقائديا وفكريا المتواجدة في شتّى بقاع الأرض. تطرّق لفكرة الشتّات الّتي لم تكن تعني أغلبهم؛ لأنّهم اندمجوا مع المجتمعات التي تواجدوا فيها وتعايشوا مع أهلها. لكن وحسب قوله أنّ الغرب أراد أن يمدّد تواجده في الشرق الأوسط فما كان له إلاّ أن يشّجع فكرة أرض الميعاد، ويدعم العودة ليضمن تواجده داخل الأراضي التي صعب عليه بلوغها يوما ما. تفصل المسيري في شرح تفاصيل المجتمع الاسرا ..ئيلي ومدى تصدعه داخليا؛ لأنّ قيام دولته يستند إلى فكرة دينية ( التقشف وتكثيف العمل _ المعول في يد والسلاح في اليد الأخرى) هذا كان مع الصابرا في البداية، لكن مع الوقت بدأ المنتسبون إليه يظهرون التوجه العلماني أو اللاديني ؛يعيشون حياة الترف الأمريكية ( رأس صغير وبطن كبير). وأكدّ أنّ نجاحاته ليست بسبب قوته وإنما بسبب ضعفنا. طبعا كتاب يعرفنا على طبائع اليهود وعاداتهم الدينية والاجتماعية، ولكن بكثير من التكرار الممل؛فكل معلومة كُتبت في فصل تتكرر في بقية الفصول، ولا أدري سببا لهاته الإعادة إلا حشو الكتاب!!!!!!! لم يعطي للنبذ والطرد أسبابا ولا شروحات مع أنها مهمة لفهم الفكرة الأساسية في رفض تلك الفئة على مر العصور. تحدّث عن الصه يو نية بطريقة المقلّل من شأنها رغم أنّها فكرة عميقة، خطيرة ومؤذية. لا أدري لماذا شعرت وأنا أقرأه أنّه يمنحنا ابرة منومة تعيدنا للسبات من جديد وتمنح المتخاذلين فرصة استراحة أكبر، في انتظار أن ينهار المجتمع على رؤوسهم تلقائيا، دون حاجة لأن نتحرك فكريا أو عسكريا....