What do you think?
Rate this book


151 pages, Paperback
First published January 1, 1996
اذا دخل الاستبداد من الباب، هربت الحرية والكرامة والأمن وحقوق الإنسان من النافذة، لأن الإستبداد لا يدخل وحده وانما يصحبه الإرهاب والبطش والترويع.
الجوع ابن الذل.. والعبودية بنت الفقر.. والحاجة تنكّس رؤوس الأحرار
الشعوب قد تغفل عن مفاسد الدكتاتورية بعض الوقت، فتسكت عنها وتسلم قيادها للدكتاتور وتسير من ورائه مغمضة العين، وهي تعزف لحن المجد والخلود والعظمة والغرور.. ولكنها في لحظة من لحظات الإنبهار الذاتي تكتشف عمق الهاوية التي تسير اليها، فتفيق من سكرتها وتكافح من اجل استرداد إرادتها الحرة، ولا يتصور الطاغية ان يفلت الصيد من شباكه فيزداد عتوا وصلفا..
"كانت الثورة الفرنسية في بعض مراحلها حركة بناء وتغيير، كما كانت في بعض مراحلها حركة دمار وتخريب، ولكن من المسلم به بين مؤرخي الثورة انها حين قامت لم يكن أحد في فرنسا يفكر في هدم النظام القائم واقتلاعه من جذوره، بل لم يكن أحد يفكر وقت اندلاعها في إلغاء الملكية وتأسيس الجمهورية او يفكر في هدم الدين او فصل الكنيسة عن الدولة او اقامة المحاكم الإستثنائية التي اساءت الى العدالة، او بناء المقصلة التي اطاحت برؤوس الألوف من أعداء الثورة وابنائها على السواء
ليس من أراد الحق فأخطأه كمن أراد الباطل فأصابه!
إني لأرى رؤسا قد أينعت و حان قطافها، و إني لصاحبها، و إني لأنظر إلى الدماء تترقرق بين العمائم و اللحى ... أما و الله لألحونكم لحو اللحى، و لأضربنكم ضرب غرائب الأبل
يا أيها الناس من أعياءه دائه فعندي دوائه و من ثقل عليه رأسه وضعت عنه ثقله، و من استطال ماضي عمره قصرت عليه باقيه
إن دخل الاستبداد من الباب هربيت الحرية و الكرامة و الأمن و حقوق الانسان من النافذه، لأن الاستبداد لا يدخل وحدة و إنما يصحبه الإرهاب و البطش و الترويع، عندئذ يتحول الناس الى كائنات هلامية، حسبهم من الحياة أن يعيشوا في سكون ... إنها حياة أشبه بحياة القطيع ... فكل الأنشطة تخضع لسيطرة المستبد الذي يسعده ان تتحول الرعية الى امعات معدومة الشخصية تميل حيث تميل الريح ولا تسبح أبدا ضد التيار
فالبطل حين ينوي التمرد على الظلم و الفساد لا يحسب حسابا للقوة التي سيواجهها و إنما عليه أن يقول كلمته و يرفع لواء المقاومة أيا كانت نتيجة المواجهة، لقد خرج ليستشهد ... و لم يخرج ليسالم أو يفاوض أو يقامر على المبادئ النبيلة التي أمن بها
تحديد مسئولية الطغيان، هل تتحملها الأدوات التي تستعملها الدولة؟ أم تتحملها الدولة نفسها التي تجعل من الارهاب و الترويع سياسة عامة فتعصف يالقيم و المبادئ التي تحمي حقوق الانسان، حتى لو كان هذا الانسان معارضا للدولة، و هل من حق الدولة في سبيل الدفاع عن شرعيتها و سيادتها ضد الخارجين عن عليها ان تستبيح الحرمات و تستهين بالأرواح؟ و هل تفلح تلك السياسة في إقرار الأمن و القضاء على الفوضى و التمرد؟
المستبد يود أن تكون رعيته بقرا تحلب و كلابا تتذلل و تتملق و على الرعية ان تدرك ذلك فتعرف مقامتها عنده هل خلقت خادمة له أو هي جاءت به ليخدمها فاستخدمها؟ و الرعية العاقلة مستعدة ان تقف في وجه المستبد تقول له لا أريد الشر ثم هي مستعدة لأن تتبع القول بالعمل فإن الظالم إذا رأى المظلوم قويا لم يجرؤ على ظلمه
الشعوب قد تغفل عن مفاسد الديكتاتورية بعض الوقت فتسكت عنها و تسلم قيادتها للدكتاتور و تسير وراءه مغمضة العينين و هي تعزف لحن المجد و الخلود و العظمة و الغرور ... و لكنها في لحظة من لحظات الانبهار الذاتي تكتشف عمق الهاوية التي تسير إليها فتفيق من سكرتها و تكافح من أجل استرداد إرادتها و حريتها ... و لا يتصور الطاغية أن يفلت الصيد من شباكه فيزداد عتوا و صلفا و في هذه المرحلة الختامية تدخل الأمة الصراع مع الطاغية الذي يتحول الى وحش مفترس ... و لكن الأمة تستجمع شجاعتها فتفتك به ... ثم تكتشف أن الوحش الهصور لم يكن سوى نمرا من ورق!