عرض لأهم الركائز التى يقوم عليها الإيمان وهل هى تعتمد فى مجملها على معطيات عقلية فقط أم على مشاعر وأحاسيس قلبية فقط. ويحاول فيه محاربة الخرافات التى تختلط بالعقائد الإسلامية وكيفية محاربتها على أهلها
في قرية نكلا العنب التابعة لمحافظة البحيرة بمصر ولد الشيخ محمد الغزالي في (5 من ذي الحجة 1335هـ) ونشأة في أسرة كريمة وتربى في بيئة مؤمنة فحفظ القرآن وقرأ الحديث في منزل والده ثم التحق بمعهد الإسكندرية الديني الابتدائي وظل به حتى حصل على الثانوية الأزهرية ثم انتقل إلى القاهرة سنة 1937م والتحق بكلية أصول الدين وفي أثناء دراسته بالقاهرة اتصل بالأستاذ حسن البنا وتوثقت علاقته به وأصبح من المقربين إليه حتى إن الأستاذ البنا طلب منه أن يكتب في مجلة "الإخوان المسلمين" لما عهد فيه من الثقافة والبيان.
فظهر أول مقال له وهو طالب في السنة الثالثة بالكلية وكان البنا لا يفتأ يشجعه على مواصلة الكتابة حتى تخرج سنة 1941م ثم تخصص في الدعوة وحصل على درجة العالمية سنة 1943م وبدأ رحلته في الدعوة في مساجد القاهرة.
توفي في 20 شوال 1416 هـ الموافق 9 مارس 1996م في السعودية أثناء مشاركته في مؤتمر حول الإسلام وتحديات العصر الذي نظمه الحرس الوطني في فعالياته الثقافية السنوية المعروفة بـ (المهرجان الوطني للتراث والثقافة ـ الجنادرية) ودفن بمقبرة البقيع بالمدينة المنورة. حيث كان قد صرح قبله بأمنيته أن يدفن هناك.
Sheikh Muhammad Al-Ghazali lived from 1917 to 1996 in Egypt. Born Ahmad Al-Saqqa, his father nicknamed him Muhammad Al-Ghazali after the famous ninth century scholar, Abu Hamid al-Ghazali. In 1941, Muhammad Al-Ghazali graduated from al-Azhar University in Egypt, and became a leading figure in the Egyptian Muslim Brotherhood before his dismissal from its constituent body. His subsequent rise in the Egyptian Muslim jurisprudence system was accompanied by the publication of more than fifty of his works, ensuring popularity for his approaches to tafsir and his responses to modernity across the Muslim world. In the 1980s, he spent time as the head of the Islamic University academies in Mecca, Qatar, and Algeria.
"عندما يكون الطريـق كثير الحفر , متموج السطح , فلا صلاح له الا ردم الحفر وتسويه السطح "
ركائز الايـمان بمثابه الضوء الكاشف لكل الخرافات والأباطيل المقرونه بالاسلام ودحض لكل نظريات الالحاد ومبادئ الروحيه الحديثه , وسلاحه ليس فقط كتاب الله وسنه الرسـول محمد بل ايضا نتائج ماتوصل اليه عباقرة العلماء في نهايه ابحاثهم , ليس يتحدث عن الاعجاز العلمي , وانما ركائز هذا الدين العظيم , الذي يشجع العقل على التفكير العميق وعلى التفكر في خلق الله ,.
هذا الكتاب هو المرشد الامين في هذا العالم السريع , المجنون , الذي يوشك على فقد صلته بالله تعالى والذي بالكاد يتمسك بأواصر الايمان . هذا العالم المملوء بالخداع , الموبوء بمن يريدون تضليل بني آدم ..
هذا العمل المخلص هو ليثبت اقدام من تعثرت اقدامهم عن طريق الايمان والذين خدعهم الايطار البرّاق الذي وضع في قلبه الإلحاد و الروحيه الحديثه ..
هو نداء للأرواح الغافله الغافيه التي تسير ولا تعرف الى ايـن ..
هذا العمل هو هجوم عنيف ضد الإلحاد والكفر والزيغ , فلا يتحدث من هواه وانما يتحدث بإسلوب علمي رصين مدعم بالأدله العقليه , التي قام بها علماء ليسوا مسلمين ولا يعرفون الاسلام .. يتحدث عن خلاصه تجاربهم المبهرة و استنتاجاتهم التي لايقبل بها الا العقل الواعي .. والتي تثبت بشكل لايقبل النكران صحّه هذا الدين ..
فيقول :
"إن الإلحاد هو آفه نفسيه , وليس شُبهه علـميـه "
يُنصف الحقيقه ويسير مع الحق ويتلاقى حديثه في هذا الكتاب بشكل مطلق مع الفكر الناضج والنفس المستقيمه ..
بصراحه , كلما زاد تعمقي في فهم ديني وإدراك عقيدتي كلما اخذت بالاستنتاج لأسئله طالما راودتني .. لماذا ديننا لديه أعداء .. ؟ ربما ليسوا اعداء بمالعنى الذي احاول شرحه ولكنهم اعداء يحاولون بثّ افكار لتمحي ببطء و في غفله مننا أسس عقيدتنا , فهم مثل عفن الخشب , او سوس الخشب الذي يأخذ بنشر قواعد البيت ليتمكن من استعمارة , امثال هؤلاء وجد طريقهم الى عقولنا عبر الفضائيات ..
ولكل من يتسائل عن معنى الروحيه الحديثه , لربما هو لم يدركها في مسماها هذا , ولكن .. هل رأيت المسلسل الذي كان يبث على قناه العرب قناه ام بي سي 4 ؟ يسمى هذا المسلسل ب، the ghost whisperer وهو مسلسل يفسر وبكل وضوح معنى الروحيه الحديثه ..
حيث انه في مجمله يتحدث عن ارواح تعيش على الارض لها قدرة على التدخل في حياه الناس الساكنين وتؤذيها , بعضهم هائم على وجهه لا يدري اين يذهب , وبعضهم لايدري انه مات اصلن !
يستحضر " بعض من اعتنق الروحيه" ارواح الاموات فتهمس في اذنهم بأنه لايوجد حساب ولا عقاب ! ولا جنه ولا نار .! و ايضا بالطبع .. خليط من افكار وحدة الوجود .وكذلك بكلام ان بحثتوا عنه ستجدون انه يصيب لبّ ديننا وهجوم عنيف على مبادئنا وعقائدنا الدينيه فيجب علينا ان ننتبه الى هذا التلفاز المجنون , وبكل فكرة هو يبثها الى عقولنا فتنتفل فورا الى قلوبنا بدون المرور على عقولنا .. اين العقل عن هذة الترهات ؟ اليست هذة اهانه للعقل .. ؟
ان ديننا وعقائدنا لا تسير وفق مايريد الملحدون الذين يديرون قطيع البشر لتسير وفق مصالحهم الشخصيه .. فهم اناس لا يبتعد نظرهم الى ما فوق التراب ..
هذا الكتاب لكل من يملك عقلا ذكيا و فِكرا مشرقاً ... للناس لكي يستيقظوا من غفلتهم ويصححوا عقديتهم من كل الترهات التي تسربت اليهـا ..
يصحح الغزالي يضا مفاهيم التدين الخاطئه في عقول النس فيقول
"ان التدين الحقيقي ليس جسدا مهزولا من طول الجوع والسهر , التدين الحقيقي ايمان بالله العظيم وشعور بالخلافه عنه بالارض .."
يهاجم بلا هوادة الذين اعتنقوا فكرة الصدفه في نشوء هذا العالم امثل د.فورد بلات فيشرح بالاسلوب العلمي الأحيائي كيفيه تكوين البروتينات وترتيب العناصر من بعضها البعض لتكوين الكون .. فيدعم قوله هذا بمقوله الدكتور دمرداش عبدالمجيد فيقول
" اذا كان لدينا صندوق كبيرا ومليئ بآلاف الاحرف الابجديه فإن احتمال وقوع حرف الالف بجانب حرف الميم لتكوين "أم" قد يكون كبيرا اما احتمال تنظيم هذة الحروف لتكوين قصيدة مطوله من الشعر او خطابا من اب الى ابيه فإنه يكون ضئيلا ان لم يكن مستحيلا"
فيزيد الشيخ محمد الغزالي
" اود ان انفي بشدة مايدور على افواه البعض بأن البيئه العلميه هي تربه خصبه لنمو الالحاد ان هذة شائعه مفتراه لايليق ان نسمع لها "
هنا يلعب ايماننا دور كبير فإن كل هذا الخلق صنعته يد واحدة , يد حكيمه ودقيقه ولطيفه , خلقته بقدر فلا شيء خلق بالباطل, حتى اصغر الاشياء حجما خُلق بإرادة تامه ..ارادة الهيه .. فإن هذة الاشياء لاتسير لوحدها ولو ظن ذلك اولئك الجهله قصيروا النظر .. بل خلق الله الانسان وخلق له عقلا ليتنوّر ولكي يؤمن بالله.. ليبني عقيـدة ..
فليس الانسان الذي بإرادته يتحكم بحركه الدم من والى الانسجه , ولا بحركه الاعضاء ولا بترميم الانسجه وعمل الخلايا .. جسم الانسان يعمل بدون ارادته يعمل بإرادة عليا تسيرة.. هنالك يدا بصيرة ,حليمه ,لطيفه,حكيمه تُسيّر الامور بخفاء.. ولو انكر ذلك المنكرون ..
يقول الغزالي
" ان في كل شيء آيه تدل على الله , آيه تنفي الريبه وتورث اليقين"
قال تعالى ( وفي الارض ايات للموقنين . وفي انفسكم افلا تبصرون ) .....؟...الذاريات20:21 وعن الملحدين يتحدث محمد الغزالي .. ان بعض الملحدين في بلادنا يلحد تقليدا لما ترامى الى اذنيه من ان العلماء اوربا و أمريكا ملحدون ..
قال تعالى ( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ) الحج:8
يقول محمد الغزالي :
سمعت بأحدهم يثرثر بكلمات غامضه عن نظريه النشوء والارتقاء فلما قلت له بأن داروين صاحب هذة النظريه يؤمن بالله فغر فاه لأنه كان يعتقد بأن داروين هو ابو الكفار و مؤل الكافرين..
وفي كتاب عقيدة المؤمن لأبي بكر الجزائري يتحدث مؤلفه عن الداوينيون وانهم اتخذو النظريه الداوينيه بديلا عن الايمان بالله وعن كلامه لأنه لايريدون ان يؤمنو بأنالله خلق آدم خلقا مباشرا...
فيقول الغزالي بمناسبه النظريه الداوينيه بأنها :
"نظريه ليس فيها مايشير بقرب او من بعد الى ان العالم قد تكون من غير خالق وهي نظريه قد تصدق او تفسد ولكنها على الحالين لا تضر قضيه الايمان ولا تؤازر دعاوى المغالطين والفساق .."
يقول ايضا " :
" لنؤكد ان الالحاد يذوب في حرارة المنطق العلمي الرزين وأن هذا الالحاد يجد له متسعا في البلاد التي لم تستضيء بنور الاسلام .."
يؤكد الغزالي بأن الانسان في هذة الحياه له وظيفه أرقى من ان تحبسه الأوهام او ان يعبد جسدة الفاني او ان يدون في دوائر مفرغه لا تؤدي به الى اي مكان ..
"الاسلام محرض على البحث الجرئ والفكر العميق "
وأكثر مالامسنى في هذا الكتاب هو حديثه عن الايمان بالغيب والايمان بالمستقبل .. عندما سلط عليه الضوء.. والتشبيه الذي ضربه الغزالي عن الايمان بالغيب مبتدأً بقول الله تعالى ( وكان حقا علينا نصر المؤمنين ) الروم 47 ..
مثل ذلك الرجل الذي يحجز تذكرة سفر من القاهرة الى الاسكندريه , لا يخامرة شك في ان الاسكندريه موجودة وان القطار ذاهب اليها....فكذلك هو النصـر مربوط بالايمان ...
يتحدث الغزالي عن خرافه وحدة الوجود الهنديه وعن توهان المتصوفين الذين ابتدعوا مناسك ليست من الدين في شيء ..
"إننا نحن المسلمين نؤمن بالمادة وبما وراء المادة, نؤمن بالحياه الحاضرة وبالحياه المقبله , ولإيماننا مصادر وثيقه من كتاب معصوم وسنه مضبوطه , ولا يليق ان نأذن للأوهام بأن تتسرب الى هذا الدين " ..
بأسلوبه الذي يجمع بين العقل والقلب ولغته الخلابة ومنطقه البديع، يغوص بنا الشيخ محمد الغزالي في العديد من القضايا التي تشغل بال المسلم المعاصر.
أسلوب الغزالي لا يعتمد على الاستشهاد بالقرآن والسنة فقط - وإن كان استشهاده بهما رائعا بحق حتى أنك لتشعر بالآيات وتنفعل بها لشدة مناسبتها للموضوع وكأنك تراها ملموسة قوية فيزيد فهمك واستيعابك لها - بل يعتمد أيضا على أراء لعلماء غربيون واستشهادات بتجارب وأبحاث وكتب نشرت لعلماء غير مسلمين.
الكتاب ملئ بالتفاصيل والأفكار المهمة حتى أن مراجعته لن تفى أبدا بحقه.
يقول في المقدمة :"لست مستريحا لحاضر الثقافة الإسلامية، ولا مطمئنا على مستقبلها فهي لا تعطى صورة دقيقة ولا كاملة للإسلام كما جاء في الكتاب والسنة وكما سار به الأسلاف العظام في أرجاء الأرض، فتحولت بهم إلى ربيع مزهر وحياة نابضة".
ويرى أيضا أن الثقافة الإسلامية الأصيلة قد اختلطت بالكثير من السموم والخرافات، وأن الشباب لا يعترضهم أحد عندما يقرأون الكتب القديمة فتمتلئ أذهانهم بأفكار سقيمة عن القدر والتوكل ومزالق المتصوفين المنحرفين. وقداستهدف في هذا الكتاب: ١-إثارة العقل والضمير بأشعة الوحى. ٢-تبديد الغيوم التي تراكمت خلال قرون الضعف في تاريخنا، وتوقيف القراء على خبيئها حتى لا يضطربوا إذا عرض لهم يوما.
ناقش فكرة الإلحاد بطريقة مستفيضة في جزء كبير من الكتاب، وتكلم عن افتقاد الإنسان المعاصر للجانب الروحي على الرغم من تقدمه الكبير في الجانب المادي، ولو وعى رجال الدين وظيفتهم لأسهموا بنصيب كبير في هذا الميدان ليضيئوا متاهاته بمنارات الوحي.
كما تحدث عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم حديثا مطولا مليئا بالاكبار والاعزاز يقول : "إن أشخاص الأنبياء ليست جسورا لهدايات السماء وحسب، إنها ترجمة عملية لمراد الله من خلقه، فقد كانت سيرته دينا يتبع فما كان منها قرآنا فهو ظاهر، وإلا فهو نضح التخلق بالقرآن والاصطباغ بهداه، والاستقامة مع غاياته".
ركائز الإيمان. محمد الغزالي رحمه الله. هذا العمل المبهر هو ثمرة نظرية الإيمان عند الغزالي جاء ليضع فيه خلاصة تجربته وعصارة عقله و��كره ،جاء ليأخذ بيدي من فلتت منه خريطة الإيمان وضاع من زاد الطريق، ليثبت اقدام من تعثرت اقدامهم عن سبيل الحق والذين خدعهم الإطار البرّاق الذي وضع في قلبه الإلحاد و المادية الحديثة. هو نداء للأرواح ال��افلة الغافية التي تسير ولا تعرف الى ايـن .. جاء كتاب الغزالي في شكل عناوين مميزة بلغة راقية وإن الغزالي ليحتاج مستوى من البلاغة والذوق الأدبي وآتيك بالمثال حتى يتضح المقال فاقرأ كلاما له حيث قال " أي وعي حاد مستوفز التقط هذه الصفحات الطوال ، واستطال إشراقه حتى أحاط بها بدءا ونهاية، وامتد انتباهه حتى بقي التسجيل دون أن يفلت حرف أو تغيب كلمة..ثم نتجاوز ذلك المظهر لتلقي الوحي ، إلى استنارة صاحبه به ، وإقامة حياته خلجة خلجة ، وخطوة خطوة على أساسه " إنه يحدثنا عن ركيزة القرءان في حياة النبيّ ص ومن بعده الأصحاب . هذا الكتاب رحب متوسع في قضايا مختلفة في العقيدة والقضايا العصرية ذات الطبيعة الجدلية وهذا العمل هو هجوم عنيف ضد الإلحاد والكفر والزيغ , والغزالي هنا لا يتحدث من هواه وانما يتحدث بإسلوب علمي رصين مدعم بالأدلة العقلية بصياغة فنية من قريحة الغزالي الذواقة ، تلك البحوث التي قام بها علماء ليسوا مسلمين ولا يعرفون الاسلام .. يتحدث عن خلاصه تجاربهم المبهرة و استنتاجاتهم التي لايقبل بها الا العقل الواعي .. والتي تثبت بشكل لايقبل النكران صحّة هذا الدين ..ومنها كلامه عن نسف خرافة المادية ونكرانها للإيمان بالغيب " إن الإيمان بالحاضر والكفر بالغد، والإيمان بالجسد والكفر بالروح، إن هذه المادية الصمّاء ليست وليدة التقدم العلمي الحديث كما يهرف البعض ، إنها وليدة الجهل القديم، وهو جهل لم تنقشع ظلمته عن طائفة من الناس.'' "إن الإيمان بالغيب ليس إيمانا بالوهم ولا إيذانا بالفوضى ، وقد كان الصحابة في معايشهم وعلاقاتهم نماذج لنضج التفكير وسلامة الحواس ودقة الأحكام ، ومما يؤخذعلى المسلمين في الإعصار المتأخرة خلطهم بين عالم الغيب وعالم الشهادة '' وهنا يفتح الغزالي منفذا يطل منه ليهتك أسوار خرافاتت المتصوفة المزعومة الواهية " لقد انتشر هذا الغلو في أقطار شتى فوقف تقدمها العلمي ورسب في الأذهان أن الحقائق غير ثابتة ..فزعم بعضهم أن جماعة أنكروا الكرامات فخرج إليهم صوفي يركب أسدا ويقول : أين المنكرون !! ويستحيل أن ترقى أمة يسودها هذا الفكر المكذوب " والغزالي متخصص في نقد الخرافات وبيان الإغلاط التي ورثناها ولا زلنا نعمل بها دون تفكير " والثقافة التقليدية هي التي تصنع عقيدة الأمة ومزاجها وشخصيتها ووجهتها وهي المسؤولة عن هذا القصور السائد لأنها تنقصها عناصر لابد منها لتكوين الغذاء العقلي للجماهير" "إن كل تدين يجافي العلم ويخاصم الفكر ويرفض عقد صلح شريف مع الحياة هو تدين فقد كل صلاحيته للبقاء. التدين الحقيقي إيمان بالله العظيم ، وشعور بالخلافة عنه في الأرض وتطلع إلى السيادة التي اقتضتها هذه الخلافة، أعني السيادة على عناصر الكون وقواه، ولا تتاح هذه السيادة بداهةً إلا لعقلٍ ذكيٍ جوّاب في الآفاق متطلع إلى اقتحام المجاهل ." ويختم الغزالي _ وكأنه تكلم منذ سنة أو سنتين _ بأسلوبه الغيور وعبارته القارعة ينسف أركان الروحية الجديدة التي ظهرت لتقول أن الشرائع القديمة قد أنتهت مهمتها وأنها ستهدي بعقائدها العالمين في هذا العصر المتقدم ويثق الغزالي كل هذا من جرائد ومقالات لزعماء هذه الطائفة الجديدة ،ولعلّي لأول مرة أقرأ عن وجود طائفة كهته فمن أوهمها إذ تقول أن :أنتم في مجموعكم مع بقايا لحياة تكونون الروح الأعظم ،ولا وجوود لله خارج هذه المجموعة ..أليس ضرب من التناسخ القديم والحلول الذي نادى بها كفرة الجاهلية ، فالذي يربط الإلحاد والروحية الحديثة بالتقدم العلمي لا يفهم شيئا فهؤلاء الملاحدة ما جاؤوا بجديد فهم حفدة النمرود وفرعون وأبو جهل ! وأختم بهذه العبارة حيث يقول " إن الفكرة ميتة مالم يحيها العمل ، خيال مالم يحققها العمل ولا عبرة بصحة الفكرة أو خطئها إذا ظلت في عالم التفكير المجرد، بل إن الفكرة إذا احتوت على خطأ أظهره العمل خير من الفكرة التي يثبت صحتها المنطق ولا تتحول إلى عمل'' وكلام الغزالي عن الموت كلام ذو نسق جميل صادر عن إيمان عميق :ومطالعة هذا الجزء _ الموت وما بعده_ تبدأ مع مفارقة الروح اجسد ورحيل الإنسان عن هذه الدار ..والأرواح بعد الموت يستغرقها الجزاء على ما قدمت في حياتها الأولى وذلك معنى قوله ص:القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار" إقرأ للغزالي ولن تندم أيمن /الجزائر
1من أهم الكتب التي يجب عليك قراءتها دون تردد ، فكر محمد الغزالي فكر نير عميق غني جدااا ،قرابة 300صفحة من هذا الكتاب اختصر فيها الغزالي أهم ما عليك معرفته من أمور تعمق ايمانك بمعتقدك و يبرز فيه خطورة الشبهات المطروحة من قديم الزمان إلى وقتنا الحالي ويرد عليها بأسلوب علمي حكيم .
مقالات متنوعة تناقش عدة جوانب للفهم الخاطىء للإسلام وحجج للملحدين والرد عليها ، الكتاب يحتوى على شرح أكثر منه معلومات ولكن بتركيزك فى الكلام قد تستلهم بعض الأفكار مثلما حدث معى ، او رؤية بعض المفاهيم بشكل لما يثير انتباهك من قبل بإختصار فالكاتب يجعلك تفكر معه. أكثر ماعلق فى ذهنى منه شيئين : 1-التخلف الروحى الذى نصاب به نتيجة الحياة المادية والإنغناس بها 2- رؤية الموت بأنه امتداد للحياة وليس نهاية هذين المفهمومين غيروا الكثير من رؤيتى للأشياء :)
أمتع الله كاتب هذه الكلمات برفعة الذكر والفضل في الدنيا وعظيم المقام وجميل الجزاء في الآخرة . كتاب رحب متوسع في قضايا مختلفة في العقيدة والقضايا العصرية ذات الطبيعة الجدلية . تأسرك كالعادة لغة الغزالي الراقية ولهجته الحازمة في اتخاذ الطريق الوسط بعيداً عن طرفي الإفراط والتفريط . كتاب رائع لاستعادة التوازن الفكري والروحي بعد الخوض في شتى الأفكار والمذاهب . من الكتب القليلة التي أعيد قراءتها للمرة الثانية لأرى حقيقة فهمي لنصوصها بعد برهة من الزمن .
#عصارة_كتاب (15) ركائز الإيمان #محمد_الغزالي لقد حُبب الي كتب الغزالي وفكر الغزالي ، وصرت أرى البون شاسعاً والفرق واضحاً وجلياً بين مايخطه يراع هذا الرجل من فكر نير تستبين معه الطريق وأسس وقواعد تتضحُ معها المعالم ، فيصبح قارئُ الغزالي ممِيزاٌ بوضوح بين ماهو حرامٌ نصاً وشرعا وماهو حرام فتوى وعرفاً ، وبين ماهو مهم يتعلق بالكليات والمقاصد ، وبين ماهو من الفروع والجزئيات التي ترجع إلى مايخص به المرء نفسه من احتياطات وضمانات ولا تصلح لأن تكون خطاباً عاماً يُشَق بها على الناس وتكون سبباً لفرقتهم واختلافهم كما هو الحاصل الان ! لقد نأى الغزالي بنفسه عن الفتاوى الضحلة والاهتمامات الصغيرة التي تعكس سذاجة كثير من المشايخ والمفتين ، المهتمين بالسفاسف على حساب عظائم الأمور من أصول الإيمان ومباني الإسلام وقيم الحق والخير والجمال .. الكتاب عبارة عن عدة مقالات موضوعها الجامع هو الإيمان بالله ، الإيمان القائم على مرتكزات أسياسية من التفكر والبحث والنظر ، وليس إيمان الوراثة والتقليد والتبعية (بَلۡ قَالُوۤا۟ إِنَّا وَجَدۡنَاۤ ءَابَاۤءَنَا عَلَىٰۤ أُمَّةࣲ وَإِنَّا عَلَىٰۤ ءَاثَـٰرِهِم مُّهۡتَدُونَ) لذا فقد تحدث المؤلف عن عدة محاور مرتبطة بالإيمان والعقيدة ، كالعلم والإنسان والروح والهجرة والغيب وخوارق العادات و التصوف ووحدة الوجود والعزلة وغيرها من المواضيع .. الكتاب مثله مثل غيره من الكتب لا يخلو من هَناتٍ هنا وهناك ، لكنه بجملته كتاب قيم ورائع ، ولولا خشية الإطالة لأوردت بعض الإيمانيات التي تفيأت ظلالها والجماليات التي ملأ صدري ألقها وجمالها ، لكن ثمة مواضع كانت أكثر إدهاشا ، وتملكني العجب وأنا أرى رجلا من طراز فريد لا يمارس الوصاية على أحد ، ويتكلم بعقلانية وواقعية إزاء كثير من القضايا الشائكة والمعاصرة ، فهو لا يكتفي بالتحذير من الشبهات والفتن كما تعودنا ، بل يدل على الآلية والطريقة التي نقاوم بها هذه الشبهات لنصل بأنفسنا إلى الإيمان الذي يخالط بشاشته القلوب ليثمر بعد ذلك عملاً صالحاً وسلوكاً نبيلاً ، ليثمر حباً وسعياً وعملاً وانجازاً وتقدماً ونصراً وفلاحاً ، وليس ذلكم الإيمان الجبان القابع في قوقعة أو الجالس في صومعة لا يضرب في الأرض ولا يمشي في مناكبها ولايغوص في داخلها ليستخرج كنوزها ، إيمان ذليل يعيش على كنف المباديء الأخرى أو يقتات على الفتات الملقى منها ، هذا النوع من الإيمان ليس مصدره القرآن ، الذي قذف بالمسلمين في كل فج (یَـٰعِبَادِیَ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِنَّ أَرۡضِی وَ ٰسِعَةࣱ فَإِیَّـٰیَ فَٱعۡبُدُونِ) هذا النوع من الإيمان لا يستقيم أيضا مع منطق صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم الذي جعل اليد العليا خير من اليد السفلى ، يربى في المسلم أن يكون معطياً لا آخذاً .. عجبي لا ينقضي مما ذكره الغزالي بعد ذلك في موضوع الدين والتدين ، فقد قال كلاماً لا يقوى على قول مثله إلا الغزالي ، فهو يؤمن أن دين الإسلام قضية عادلة وحقة ، لذا فهو يحامي عنه بعزة وثقة وشرف ، ( وقل الحق من ربكم ، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) فقد تسائل قائلاً : هل يختار المرء دينه ؟؟ الجواب لا ! ، فالبيئة والمجتمع هي التي تزود المرء بهذا الدين وتوثق صلته به ! فينشأ وهو متسمك بما انحدر اليه من مجتمعه وأسرته ولن يعدم أن يرى في هذا الدين جوانب من الخير تغري بقبوله واحترامه وثباته ، ولن يعدم أيضا أن يَرى في دين الآخرين جوانب نقص وشر تجعله يصد عنه ويرى أن ما ورثه أحظى بالاستبقاء والرعاية ، فيظل يضاعف الاحساس بخيرية ماعنده وشر ماعند الآخرين ، فيظل على عقيدته ومنهجه لا يروم ، ومن هنا امتلأت الأرض بأصحاب الملل والنحل والعقائد المختلفة !! فالبيئة اليهودية تنتج يهوداً ، والبيئة النصرانية تنتج نصارى ، والمسلمة تنتج مسلمين وهكذا ، بل وبنطبق الأمر نفسه في الدين الواحد على المذاهب والجماعات ، فعند المسلمين مثلاً كل بيئة تنتج ماتوارثته من فكر أو مذهب ، فهنا سنة وهناك شيعة واخرى صوفية .. وهكذا فهل ماورثه المرء من بيئته ومجتمعه هو الحق ؟؟ الجواب لا أيضاً !! فما هو حق في بلد او بيئة هو باطل في بلد وبيئة أخرى !!
والعلاج الأنجح لهذا التفاوت الشائع تمكين العقول والافكار أن ترى ماعند الآخرين وتعرفه على مهل ، يجب أن تتحطم جدران السجون التي يعيش فيها كثير من الناس فلا يرون الا ماهم فيه ، وأن تتاح دراسات تقوم على المنطق التجريبي والاستدلال والنظر حتى يصل الإنسان إلى الإيمان الحق .
ومما راق لي في الكتاب كلامه عن التقدم الروحي والتتقدم العقلي ، وأنه ينبغي أن لايكون بينهما تفاوات ، فالفضائل والعباد��ت التي قررها الدين لاتعوق ازدهار الحياة وتقدمها المادي ، ، وأن الظن بأن يقظة القلب لا تتم إلا بخمول الفكر وأزدراء الدنيا هو خطأ فاحش ، والظن بأن سيادة العقل لا تتم إلا بتضحية الإيمان خطيئة كبيرة ، فكل تدين يجافي العلم ويخاصم الفكر ويرفض عقد صلح شريف مع الحياة هو تدين فقد صلاحيته للبقاء ، ولايستحق هذا النوع من "المتدينين" أن يُعطوا فرصة مرة أخرى لتخريب الدنيا وشل نمائها وحركتها !! ، فالتدين الحق ليس جسداً مهزولاً من طول الجوع و السهر ، ولكنه جسد مفعم بالقوة التي تسعفه على أداء الواجبات ، مفعم بالأشواق إلى المتاع الطيب من الحياة . ومما راق لي في الكتاب أيضا ، تلك الأسئلة التي طرحها الغزالي والتي أرى أن الأولى بالاجابة عليها هم العلماء ومشايخ الدين والدعاة والخطباء ، فقد تسائل الغزالي قائلا : • كيف نحقق التدين ؟ • كيف نربي في القلوب الإحساس بجلال الله والخشوع لعظمته ؟ • كيف نجعل اليقين مشتبكاً بأعماق الإنسان ؟ • كيف نحول معرفة الله إلى مذاق حلو يطبع القلوب على الرقة ، ويصفي السرائر من كدرها ؟ • كيف نجعل المرء مشتاقاً إلى ربه ، وببواعث هذا الشوق يطيعه ويسارع إلى مرضاته ؟ • كيف نزرع في القلوب الإحساس بجلال الله وبدوافع هذا الأجلال ينفر الإنسان من معصيته ؟ • كيف نجعل المرء يشهد ربه في مجال السموات والأرض ، ويشهد أسماءه الحسنى فيما يقع في الكون من حركة وسكون على امتداد الزمان والمكان ؟ إنه لن يتم إيمانٌ ولن يثمر دينٌ إلا إذا أحسنا الإجابة على هذه التساؤلات .
وفيما يتعلق بالإلحاد هذه الظاهرة التي انتشرت في المجتمعات الإسلامية ، يرد الغزالي على من يقول أن التدين فقط في الأوساط الجاهلة والفقيرة ، على العكس من الإلحاد الذي تكون البيئة العلمية والمتحضرة أرضاً خصبة له ، وأن هذه الدعوى فرية مفضوحة ، إذ أن الإلحاد آفة نفسية وليس شبهة علمية ، والذين الحدوا لم يكن الحادهم عن استقامة وتفكر ، بل عن عوج في التفكير وخطل في الرأي و انتكاس في الفطرة .
ومن المواضيع الجميلة في الكتاب كلامه عن المرأة ، فقد ذكر أن التطلف مع الإناث والرفق بهن هو أية اكتمال الرجولة ، ونماء فضائلها ، وأن العرب الأقحاح كانوا يحسنون إلى المرأة ويكرمونها ، وهل كانت قصائدهم تفتح إلا بالغزل في المرأة ، وما شاع من إهانة المرأة في الجاهلية ودفنها حية هو من بعض السفهاء ، والأمم لا تؤاخذ بما يقترفه همجها ورعَاعُها ، وقد استدل على كلامه هذا ما وصل إلينا من أشعار العرب ، وتغنيهم بمآثر نسائهم ، واستعراض شمائلهم أمام من أحبوا من النساء فهذا عمروا بن معدي يكرب يقول : لما رأيت نــــسائنا يفحصن بالمعزاء شدا وبدت لميس كانها. بدر السماء إذا تبدا وبدت محاسنها التي تُخفِى وكان الأمر جدا نازلت كبشهم ولم أر من نزال الكبش بدا وهذا عنترة يذكر حبيبته وهو في ظرف عصيب ، وموقف رهيب ، في ساحة المعركة ، حيث تتطاير الرؤس وتزهق الأرواح ، فما إن رأى لمعان السيوف وعليها أثر الدم حتى ذكّره ذلك بثغر حبيبته ولقد ذكرتك والرماح نواهلٌ وبيض الهند تقطر من دمي فوددت تقبيل السيوف لأنها لمعت كبارق ثغرك المتبسم فأي مكانة كانت تحظى به المرأة في قلب العربي ، فمنظر السيف اللامع وعليه الدم الأحمر ، ذكره بثغر الحبيبة " شفاه حمراء واسنان تلمع بياضاً " ☺️ طبعا المؤلف لم يتطرق إلى ذكر عنترة ، وأوردته لمناسبته السياق والشيء بالشيء يذكر كما يقال.. فاحترام المرأة هو ثمرة نضح الرجولة ، فالمرأة إما زوج حانية ، أو أم مربية ، أو بنت حبيبة ، أو اخت عزيزة غالية ، وعملها في البيت من أشرف الأعمال وأزكاها ، ولا يمنعها ذلك أن تكون عضواً مؤثراً وفعالا في المجتمع ، فتنهض بأمتها وتنتصر لدينها ، تفعل ذلك بإنسانية كاملة ، ونفس أبية حرة ، تأبى لوثات عبيد الغرب ، كما ترفض أيضا جمود الجامدين من بني قومها ، المقلدين بغير علم ، فهي براء من هولاء وهؤلاء ، وتعيش حياتها بوفرة وفاعلية وبكفائة عالية ، فتذهب وتجيء وتبيع وتشتري وتعمل وتتقلد المناصب ، وتقرر بحرية بمن تتزوج وكيف ومتى ، وحقها في ابقاء هذا الزواج أو فك هذا الإرتباط ، كل ذلك في سياج من الأدب الجميل والعفة ، وبما يتوافق مع تكوينها وخلقتها حسب ما تقرره سماحة الشريعة ويسرها ، وليس ما يقرره مذهب أو جماعة أو حزب !! القرآن طافح بهذه المعاني والنساء المذكورات فيه على قدر كبير من العزة والكرامة والاستقلالية ، ويحضرني نص لاحدى الكاتبات بهذا الخصوص تقول فيه : السيدة مريم عليها السلام، التي قررت “أن تنتبذ من أهلها مكانًا شرقيًا” وكانت أم عزباء قوية واجهت مجتمعها وحيدة. السيدة آسيا التي غيرت خطة زوجها وجعلته يربي في بيته النبي الذي سينهي ملكه لاحقًا. والدة سيدنا موسى عليه السلام التي كانت قوية بما فيه الكفاية لترميه في اليم، ومستقلة بما فيه الكفاية لأن لا تستسلم مثل مجتمعها. أخت سيدنا موسى قررت ألا تكون مكتوفة اليدين بل تصرفت بحنكة وشجاعة جعلته يعود إلى حضن أمه. ملكة سبأ ذات القوة والنفوذ والتي تقول تفاسير الطبري والصابوني أن الله تعالى ونبيه سليمان أشادا برجاحة عقل هذه المرأة التي بتحديها لمشورة وزرائها حفظت قومها وأرضها من حرب إن كانوا خاضوها لما استطاعوا كسبها. إمرأة العزيز ذات السلطة والذكاء والتي تحدت نسوة المدينة وكانت شجاعة بما فيه الكفاية لتعترف بما اقترفته. حتى النساء الظالمات مثل إمرأتي نوح ولوط، كانتا قوياتان وتصرفتا بشكل يعبر عن تمسكهن بقناعتهن ودياناتهن التي تختلف عما كان يدعوا إليه أزواجهن الأنبياء عليهم السلام. بعد كل هذا، الصراحة لا أعلم من أين أتت فكرة أن المرأة ضعيفة، بل ويجب أن تكون ضعيفة وتابعة؟ " أ.هـ مشكلتنا أننا زاحمنا القرآن بالأحاديث وكأنها الأصل والقرآن تابع "عجبي" !
الكتاب ماتع وجميل وفيه مواضع مهمة تتعلق بالحكم والسياسة والحقوق والثروة ، وغير ذلك مما يدندن حوله الغزالي .. رحمه الله رحمة واسعة وأجزل له الأجر والمثوبة ، اللهم آمين كتبه #حارث_محمد 20 شعبان 1442
عرض لأهم الركائز التى يقوم عليها الإيمان وهل هى تعتمد فى مجملها على معطيات عقلية فقط أم على مشاعر وأحاسيس قلبية فقط. ويحاول فيه محاربة الخرافات التى تختلط بالعقائد الإسلامية وكيفية محاربتها على أهلها
"عندما يكون الطريـق كثير الحفر , متموج السطح , فلا صلاح له الا ردم الحفر وتسويه السطح "
ركائز الايـمان بمثابه الضوء الكاشف لكل الخرافات والأباطيل المقرونه بالاسلام ودحض لكل نظريات الالحاد ومبادئ الروحيه الحديثه , وسلاحه ليس فقط كتاب الله وسنه الرسـول محمد بل ايضا نتائج ماتوصل اليه عباقرة العلماء في نهايه ابحاثهم , ليس يتحدث عن الاعجاز العلمي , وانما ركائز هذا الدين العظيم , الذي يشجع العقل على التفكير العميق وعلى التفكر في خلق الله ,.
هذا الكتاب هو المرشد الامين في هذا العالم السريع , المجنون , الذي يوشك على فقد صلته بالله تعالى والذي بالكاد يتمسك بأواصر الايمان . هذا العالم المملوء بالخداع , الموبوء بمن يريدون تضليل بني آدم ..
هذا العمل المخلص هو ليثبت اقدام من تعثرت اقدامهم عن طريق الايمان والذين خدعهم الايطار البرّاق الذي وضع في قلبه الإلحاد و الروحيه الحديثه ..
هو نداء للأرواح الغافله الغافيه التي تسير ولا تعرف الى ايـن ..
هذا العمل هو هجوم عنيف ضد الإلحاد والكفر والزيغ , فلا يتحدث من هواه وانما يتحدث بإسلوب علمي رصين مدعم بالأدله العقليه , التي قام بها علماء ليسوا مسلمين ولا يعرفون الاسلام .. يتحدث عن خلاصه تجاربهم المبهرة و استنتاجاتهم التي لايقبل بها الا العقل الواعي .. والتي تثبت بشكل لايقبل النكران صحّه هذا الدين ..
فيقول :
"إن الإلحاد هو آفه نفسيه , وليس شُبهه علـميـه "
يُنصف الحقيقه ويسير مع الحق ويتلاقى حديثه في هذا الكتاب بشكل مطلق مع الفكر الناضج والنفس المستقيمه ..
بصراحه , كلما زاد تعمقي في فهم ديني وإدراك عقيدتي كلما اخذت بالاستنتاج لأسئله طالما راودتني .. لماذا ديننا لديه أعداء .. ؟ ربما ليسوا اعداء بمالعنى الذي احاول شرحه ولكنهم اعداء يحاولون بثّ افكار لتمحي ببطء و في غفله مننا أسس عقيدتنا , فهم مثل عفن الخشب , او سوس الخشب الذي يأخذ بنشر قواعد البيت ليتمكن من استعمارة , امثال هؤلاء وجد طريقهم الى عقولنا عبر الفضائيات ..
ولكل من يتسائل عن معنى الروحيه الحديثه , لربما هو لم يدركها في مسماها هذا , ولكن .. هل رأيت المسلسل الذي كان يبث على قناه العرب قناه ام بي سي 4 ؟ يسمى هذا المسلسل ب، the ghost whisperer وهو مسلسل يفسر وبكل وضوح معنى الروحيه الحديثه ..
حيث انه في مجمله يتحدث عن ارواح تعيش على الارض لها قدرة على التدخل في حياه الناس الساكنين وتؤذيها , بعضهم هائم على وجهه لا يدري اين يذهب , وبعضهم لايدري انه مات اصلن !
يستحضر " بعض من اعتنق الروحيه" ارواح الاموات فتهمس في اذنهم بأنه لايوجد حساب ولا عقاب ! ولا جنه ولا نار .! و ايضا بالطبع .. خليط من افكار وحدة الوجود .وكذلك بكلام ان بحثتوا عنه ستجدون انه يصيب لبّ ديننا وهجوم عنيف على مبادئنا وعقائدنا الدينيه فيجب علينا ان ننتبه الى هذا التلفاز المجنون , وبكل فكرة هو يبثها الى عقولنا فتنتفل فورا الى قلوبنا بدون المرور على عقولنا .. اين العقل عن هذة الترهات ؟ اليست هذة اهانه للعقل .. ؟
ان ديننا وعقائدنا لا تسير وفق مايريد الملحدون الذين يديرون قطيع البشر لتسير وفق مصالحهم الشخصيه .. فهم اناس لا يبتعد نظرهم الى ما فوق التراب ..
هذا الكتاب لكل من يملك عقلا ذكيا و فِكرا مشرقاً ... للناس لكي يستيقظوا من غفلتهم ويصححوا عقديتهم من كل الترهات التي تسربت اليهـا ..
يصحح الغزالي يضا مفاهيم التدين الخاطئه في عقول النس فيقول
"ان التدين الحقيقي ليس جسدا مهزولا من طول الجوع والسهر , التدين الحقيقي ايمان بالله العظيم وشعور بالخلافه عنه بالارض .."
يهاجم بلا هوادة الذين اعتنقوا فكرة الصدفه في نشوء هذا العالم امثل د.فورد بلات فيشرح بالاسلوب العلمي الأحيائي كيفيه تكوين البروتينات وترتيب العناصر من بعضها البعض لتكوين الكون .. فيدعم قوله هذا بمقوله الدكتور دمرداش عبدالمجيد فيقول
" اذا كان لدينا صندوق كبيرا ومليئ بآلاف الاحرف الابجديه فإن احتمال وقوع حرف الالف بجانب حرف الميم لتكوين "أم" قد يكون كبيرا اما احتمال تنظيم هذة الحروف لتكوين قصيدة مطوله من الشعر او خطابا من اب الى ابيه فإنه يكون ضئيلا ان لم يكن مستحيلا"
فيزيد الشيخ محمد الغزالي
" اود ان انفي بشدة مايدور على افواه البعض بأن البيئه ا��علميه هي تربه خصبه لنمو الالحاد ان هذة شائعه مفتراه لايليق ان نسمع لها "
هنا يلعب ايماننا دور كبير فإن كل هذا الخلق صنعته يد واحدة , يد حكيمه ودقيقه ولطيفه , خلقته بقدر فلا شيء خلق بالباطل, حتى اصغر الاشياء حجما خُلق بإرادة تامه ..ارادة الهيه .. فإن هذة الاشياء لاتسير لوحدها ولو ظن ذلك اولئك الجهله قصيروا النظر .. بل خلق الله الانسان وخلق له عقلا ليتنوّر ولكي يؤمن بالله.. ليبني عقيـدة ..
فليس الانسان الذي بإرادته يتحكم بحركه الدم من والى الانسجه , ولا بحركه الاعضاء ولا بترميم الانسجه وعمل الخلايا .. جسم الانسان يعمل بدون ارادته يعمل بإرادة عليا ��سيرة.. هنالك يدا بصيرة ,حليمه ,لطيفه,حكيمه تُسيّر الامور بخفاء.. ولو انكر ذلك المنكرون ..
يقول الغزالي
" ان في كل شيء آيه تدل على الله , آيه تنفي الريبه وتورث اليقين"
قال تعالى ( وفي الارض ايات للموقنين . وفي انفسكم افلا تبصرون ) .....؟...الذاريات20:21 وعن الملحدين يتحدث محمد الغزالي .. ان بعض الملحدين في بلادنا يلحد تقليدا لما ترامى الى اذنيه من ان العلماء اوربا و أمريكا ملحدون ..
قال تعالى ( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ) الحج:8
يقول محمد الغزالي :
سمعت بأحدهم يثرثر بكلمات غامضه عن نظريه النشوء والارتقاء فلما قلت له بأن داروين صاحب هذة النظريه يؤمن بالله فغر فاه لأنه كان يعتقد بأن داروين هو ابو الكفار و مؤل الكافرين..
وفي كتاب عقيدة المؤمن لأبي بكر الجزائري يتحدث مؤلفه عن الداوينيون وانهم اتخذو النظريه الداوينيه بديلا عن الايمان بالله وعن كلامه لأنه لايريدون ان يؤمنو بأنالله خلق آدم خلقا مباشرا...
فيقول الغزالي بمناسبه النظريه الداوينيه بأنها :
"نظريه ليس فيها مايشير بقرب او من بعد الى ان العالم قد تكون من غير خالق وهي نظريه قد تصدق او تفسد ولكنها على الحالين لا تضر قضيه الايمان ولا تؤازر دعاوى المغالطين والفساق .."
يقول ايضا " :
" لنؤكد ان الالحاد يذوب في حرارة المنطق العلمي الرزين وأن هذا الالحاد يجد له متسعا في البلاد التي لم تستضيء بنور الاسلام .."
يؤكد الغزالي بأن الانسان في هذة الحياه له وظيفه أرقى من ان تحبسه الأوهام او ان يعبد جسدة الفاني او ان يدون في دوائر مفرغه لا تؤدي به الى اي مكان ..
"الاسلام محرض على البحث الجرئ والفكر العميق "
وأكثر مالامسنى في هذا الكتاب هو حديثه عن الايمان بالغيب والايمان بالمستقبل .. عندما سلط عليه الضوء.. والتشبيه الذي ضربه الغزالي عن الايمان بالغيب مبتدأً بقول الله تعالى ( وكان حقا علينا نصر المؤمنين ) الروم 47 ..
مثل ذلك الرجل الذي يحجز تذكرة سفر من القاهرة الى الاسكندريه , لا يخامرة شك في ان الاسكندريه موجودة وان القطار ذاهب اليها....فكذلك هو النصـر مربوط بالايمان ...
يتحدث الغزالي عن خرافه وحدة الوجود الهنديه وعن توهان المتصوفين الذين ابتدعوا مناسك ليست من الدين في شيء ..
"إننا نحن المسلمين نؤمن بالمادة وبما وراء المادة, نؤمن بالحياه الحاضرة وبالحياه المقبله , ولإيماننا مصادر وثيقه من كتاب معصوم وسنه مضبوطه , ولا يليق ان نأذن للأوهام بأن تتسرب الى هذا الدين "
بدأتُ أعتقد اعتقادًا أنه بقى حتامٌ عليَّ أن أشتري أي كتاب للشيخ محمد الغزالي وأقرأه وأوصي به لغيري.
لا أعلم كاتب يكتب بهذه الحرارة إلا آل قطب وبما أن المقام هنا مقام الغزالي فلن أتحدث إلا عنه.
الشيخ محمد الغزالي السقّا -أنزل الله على قبره شآبيب الرّحمة- من أصحاب الأقلام التي قلَّ أنْ تجد داعيةً يمتلكها، وهو صاحب نمط كتابي متفرّد، وقاموس تعبيري خاصّ؛ يُبكيك من فرط همّه بالدعوة أحيانا ويُفْغِرُ فاك ضحِكًا من أسلوبه الساخر الذي لم أعهده في غيره ممن اعتلواْ ذُرى المجد الكتابي في التراث الإسلامي حينًا آخر، وهو ممّن تصدق عليه مقولة "لا بدُ أنْ تقرأ لي، ولا تقرأ عنّي" وإنّي لأقرُّ أني كلما قرأتُ له كتابًا فإنّ فهمي يزيد لكتاب الله وسنّة نبيّه المصطفى –صلَّ الله عليه وسلم- وأزدادُ فقهًا في فهم ديني هذه رحمه الله من مهموم!
هكذا هو الغزالى رحمه الله ، يملك من الفصاحة والبلاغة ما يأسرك بكلماته . ومن الإقناع ما يملك عليك عقلك .. وحججه دوما واضحة من كتاب الله وسنة نبيه .. ولم يقتصر هنا فقط على ما قلت وان اقتصر فقدكفّى ووفى ، ولكن استند بما توصل إليه العلم وآراء نوابغ العلماء المُتزنين فكريا . _ ! هُنا مجموعة مقالات تُزيل الغموض والإلتباس الذى أُدخِل إلينا من المدنية الحديثة ودُعاة التحرروالتمدن كما يزعمون يتحدث هُنا للباحثين عن الحق الراغبين فى الحقيقة ولو كانت مُرة وقاسية . هُنا ستكتشف أن ما تدور فيه ويستنفز روحك من متاعب الحياة لا يُمثل شيئا ولا يستدعى كل هذا الضيق . __ مقال وصية جعفر الصادق أضاء بداخلى نورا كادت الحياة ومشاغلها أن تُطفئه .. فالكون كون الله والمال مال الله ، والأمر كله بيد الله :))
من كتب الغزالي رحمه الله الماتعة التي لسبب لا أعلمه كنت أشعر بالناس كلما هممت البدء به ^^" لولا الفصل الذي تحدث فيه عن التصوف الإسلامي والأجنبي ووحدة الوجود لمنحته التقييم الكامل لكني لم أفهمه جيدا ولم أستوعبه وعلى الأرجح لعلة بي ><" ...
لا جدال في روعة كل ما كتبه الغزالي المجدد، وهذا الكتاب لا يشذ عن هذه القاعدة، مجموعة مقالات عميقة المعنى، تسمو بقارئها إلى مراتب تتيح له النظر إلى العالم من عل، ليرى كم صغيرة هي الهموم التي تشغله في حياته اليومية، وقد لا تستحق الوقوف لها لحظة من الزمن..
كتاب ركائز الإيمان بين القلب والعقل للمربي الشيخ محمد الغزالي يحاول الكاتب في هذا الكتاب أن يربط بين الدين والعقل. ويعالج بعض الأمراض التي أصابت بعض طرق التفكير للمجتمع المسلم. ونقد الخزعبلات التي يؤمن بها بعض من ينتسبون إلي التصوف. ومع ذلك لم ينكر أننا محتاجون إلي التصوف الحقيقي الذي لا ينكر حركة الحياة ويركن إلي الدعة والخمول والقائم على أصل صحيح بعيدا عن الخرافة في هذا الكتاب حاول الكاتب أن يوصل فكرة ويرسخها هو أن الكون يمشى بأسباب ومسببات لا يجوز تجاهلها والأعراض عنها. ومن أخذ بها توفرت له سبل السعادة ودائماً يربط الكاتب بين العالم المادى المحسوس وبين العالم الغيبي وأنه لا يمكن إستقرار وهدوء الإنسان وطمأنينه طالما أهمل الجانب الروحي مهما بلغ من التقدم والازدهار تقييمي للكتاب 8/10
لست فى مجال تقييم هذا الكتاب _ والذى يمثل احدى المعارك الفكرية للشيخ الغزالى ضد الالحاد والمادية فى جانب وما لصق بالاسلام من افكار دخيلة عليه _ فالشيخ الغزالى أجلَ من أن يقيمه مثلى ! بل هو محض رأى والحق أن الكتاب رائع لا محالة كعادة كتب الشيخ الغزالى وهذا الكتاب وكتاب الجانب العاطفى فى الاسلام يمثلان المعركة الفكرية التى خاضها الشيخ الغزالى ضد الروحانية المزيفة ! والمادية الطاغية !! فبين أن الاسلام دين روحىُ مادىَ بمعنى أنه يهتم بمكونىِ الانسان الاساسيين وهما المادة "الجسم " و "الروح" مع خوضه بعض المعارك الاخرى فى التصوف ! بغية تجلية معانيه وتوضيح مبادئة وأهدافه والتى ينشدها الاسلام الحق !ومعركة للدفاع عن المرأة ضد التقاليد الغربية المستوردة والافكار السائدة الموروثة لدينا .
من أروع ما قرأت للغزالى,يمكن بعد فقه السيرة أو فى نفس مرتبته,الكتاب حالة متكاملة تجدد الحياة و تعلو بالروح فى تصالح مع العقل,و إن كنت أعجبت أكتر بالجزء المتعلق ب"القلب" أكتر من "العقل" بس نقل المؤلف عن علماء أجانب و إلتزامه التفكير العلمى جهد كبير يستحق التقدير. رحمه الله
اللغة لم تخترع للتعبير عن النفس ولكن لاخفاء ما فيها ومن المؤسف ان الانسان كلما كان اذكى او البق كلما كان ابعد ما يعبر عن نفسه وكلما كان ساذجا كان اقرب الى نفسه فكم فينا من ببعاوات تجرى ع السنتهم كلمات جليلة فاذا ذهبت تلتمس حقائقها وجدت الفراغ فى نفوسهم
بعض فقرات الكتاب هي من أجمل ما قرأت في التصوف .. وأيضا يناقش الكتاب مواضيع متنوعة ومهمة مثل الكرامة والقدرات الخارقة التي تحصل ل��أولياء كما يزعم البعض
من افضل ما كتب الشيخ الغزالي لا انسى عبارته الشهيرة عند طرح قضية خروج المراة متبرجة إلى شغلها أو قبوعها في بيتها فقال : ونحن أمام خيارين احلاهما مر رحمه الله قدم للاسلام ما ينفع
هذه أولى قرائاتى للشيخ محمد الغزالى ، ابتدأت بهذا الكتاب من ضمن مجموعة كتب اشتريتها له للتطلع على المزيد من فِكره و أطروحاته
بدايةً ، أود أن أقول أن كل ما يعنى الدين الحنيف من كتابات و اُطروحات فكرية و بواعث نهضوية هو ما يُثير انتباهى فى قرائاتى و أعود إليها بين الفينة و الأخرى كى أنهل منها ما أريد و استزيد مما فيها من العلم النافع.
هل ازدادت معلوماتى الدينية بعد قرائتى لهذا الكتاب ؟
لا ، و لكنه ليس من باب الإقلال فى حق الكتاب أو كاتبه و لكن بعد مُضى فترة من توسع القرائة و تشعبها تشغل بالك كُتب معينة تُريد أن تستزيد منها فى فن من الفنون و تنهل من علمها و هذا ما لم أجده فى هذا الكتاب ، لهذا أعده من ضمن الكتب الخفيفة فى القرائة التى لم تستفز عقلى أو تستنزف فكرى للتحليل
وجدت هذا الكتاب رائع للغاية لمن بدأ قرائته الدينية ، فهو كتاب سهل مُيسر ، يُيسر المعلومة الدينية بقولبة مُعاصرة مع الحفاظ على المحتوى الدينى الرصين دون شطط أو مغالاة
هذا الكتاب تحديداً له منهج فى الطرح رائع فكما سماه الشيخ "ركائز الإيمان بين العقل و القلب " ، فهو عَنَّى بالركائز حقاً و هى القواعد التى ينبنى عليها البُنيان القويم فتحدث عن ركائز هذا الدين الحنيف من منابع التوحيد و معنى التصوف الحقيقى دون زندقته المُعاصرة و عن النبى المُصطفى المختار و رسالته المُهداة رحمةً للعالمين و عَنَّى بالحديث عن أهمية العقل و التدبر و التفقه و المُدارسة و بيان معنى الإسلام الحقيقى من مزواجة المادة و الروح و عدم إعلاء طرف على الآخر، و تحدث عن البدع و التوسل بالموتى و بيان معنى العبودية الحقة
أجد أن أيقونة هذه الأطروحة الفكرية الإسلامية _إذا جاز لى التعبير بتسميتها هكذا _ يتمثل فى الغرض من كتابة الكتاب كما ذكرها الشيخ فى مقدمته حيث قال
لقد قمت بوضع هذا الكتاب للناس مُستهدفاً أمرين
1) إثارة العقل و الضمير بأشعة الوحى ، و معالم النبوة ، متحرياً بالحق جهدى و متلقفاً الحكمة حيثما وجدت و ماحياً الشبهة فى صمت ما استطعت
2)تبديد الغيوم التى تراكمت خلال قرون الضعف فى تاريخنا ، و توقيف القراء على خبيثها حتى لا يضطربوا إذا عرضت لهم يوما
لعل كتابات الشيخ محمد الغزالى ستكون من ضمن ما أهديه لمن يود القرائة فى الكتب الإسلامية فيعرف الكثير عما لا يسعه جهله من دينه بلُغة مُيسرة مُبسطة توصل المعلومة الفقهية بقالب مُيسر مُبسط
اسلوب الغزالي و طريقة تسلسله في طرح الافكار اعطت السهولة و الجمالية للكتاب.. احببت طريقته التي حاول فيها أن يحيط بكل جوانب وجهات النظر و مناقشتها.. و ايضا احببت انه متطلع على العلم الغربي و يحاول مناظرته بما لدينا من دين..و هذا ما اتمنى رؤيته لدى كتاب اليوم ليثبتوا ان الدين يمكنه الرد على الاقاويل المزعومة و التي تسبب جدل
رغم قلقي الشديد من أن تمزق صفحات نسخة هذا الكتاب الذي كان بين يدي لم يمنعني ذلك من مواصلة قرائته بنهم. يكفيني القول بأن الكتاب تناول الحديث عن الدين الإسلامي وعلاقته المنطقية والعاطفية بمعتنقه.
كان ذلك أول كتاب أقرأه للشيخ محمد الغزالي وقد كان هدية من صديقة عزيزة :) استفدت كثيرا مما احتواه الكتاب بين سطوره من معاني قيمة مبنية على أسس العلم ديني منها ودنيوي مع التركيز على كيفية الموازنة بينها للوصول إلى شخصية المسلم الوسطي (بين العقل والقلب) لن أضيف شيئا على ما أضافه القراء قبلي فقط سأختار بعض العبارات مما اقتبست من الكتاب لأتشارك الفائدة مع من قرأه ومن لم يقرأه ----------------- 1- إن المهم ليس وجود الكنوز المادية والأدبية وإنما المهم وجود البشر الذين يفيدون منها.
2- هناك إيمان ضرير لا يبصر الحياة ولا تسحره عجائبها ولا تستهويه أسرارها! هذا الإيمان يمكن أن تنسبه إلى أي مصدر غير القرآن الذي يخلق الإيمان البصير ، لا الضرير..الإيمان الذي ينمو ويقوى بالتأمل في الكون ، ومطالعة آياته والتعرف على خفاياه. هناك إيمان جبان قاعد قد يفر إلى صومعة أو يحيا داخل قوقعة لا يجرؤ على الضرب في أرض ولا يستطيع مغالبة الأنواء. هذا الإيمان تستطيع أن تنسبه إلى أي مصدر إلا كتاب الله الذي قذف بالمسلمين في كل فجّ، ومن ورائهم هذا النداء: ( يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون) هناك إيمان ذليل يعيش في كنف المبادئ الأخرى أو يعيش على الفتات الملقى منها، هذا الإيمان لا يستقيم مع منطق صاحب الرسالة الذي جعل اليد العليا خير من اليد السفلى وجعل المسلم يعطي ولا يأخذ.
3- إن كل تدين يجافي العلم ويخاصم الفكر ويرفض عقد صلح شريف مع الحياة هو تدين فقد كل صلاحيته للبقاء. التدين الحقيقي إيمان بالله العظيم ، وشعور بالخلافة عنه في الأرض وتطلع إلى السيادة التي اقتضتها هذه الخلافة، أعني السيادة على عناصر الكون وقواه، ولا تتاح هذه السيادة بداهةً إلا لعقلٍ ذكيٍ جوّاب في الآفاق متطلع إلى اقتحام المجاهل .
4- إن الإيمان بالحاضر والكفر بالغد، والإيمان بالجسد والكفر بالروح، إن هذه المادية الصمّاء ليست وليدة التقدم العلمي الحديث كما يهرف البعض ، إنها وليدة الجهل القديم، وهو جهل لم تنقشع ظلمته عن طائفة من الناس.
5- إن الفكرة ميتة مالم يحيها العمل ، خيال مالم يحققها العمل ولا عبرة بصحة الفكرة أو خطئها إذا ظلت في عالم التفكير المجرد، بل إن الفكرة إذا احتوت على خطأ أظهره العمل خير من الفكرة التي يثبت صحتها المنطق ولا تتحول إلى عمل.
6- الذي يعرف ربه معرفة واضحة غير الذي يعرفه معرفة غائمة. ووضوح الرؤية للغاية المنشودة شيء آخر غير الاندفاع بإحساس غامض ونظر مختلط..والمعرفة العميقة غير المعرفة السطحية. الأولى تبقى على اختلاف الظروف، والأخرى قد تهتز مع الاختبارات العارضة. والمعرفة الآلفة غير المعرفة العابرة المارة. والمعرفة المورثة للتوكل على الله في مواطن القلق والفزع غير المعرفة التي تجعل المرء ضارعاً للخلق ذليلاً أمام أصحاب الحول والطول.
7- الإيمان في بعض الناس قد يتحول إلى حياة تصبغ الشعور والفكر وتهيمن على الحركات والسكنات، تجعل صاحبها في نهار دائم من الأنس بالله وألف عظمته.. ومن ثم لا يتفاضل المسلمون في أصل عقيدة التوحيد وإنما يتفاضلون فيما يبلغه التوحيد في نفوسهم من أبعاد وآماد. 8- أياً ما كان الأمر فالوسيلة تقوم على إفراغ الوسع في توفير الضمانات التي يراها المرء محققة لخيره صائنة لحاضره ومستقبله. ثم قبول الواقع بعد ذلك دون ضجر مؤذٍ أو ضيق مقرٍ بالسلبية والعجز، لنثق في الله ولنسلم له ما أراد..ولنشعر بأن له حكمة أعلى وحكماً أنفذ.
9- ...ونعود لكلمة ابن عطاء، إنه يريد أن يقول: ( إذا قررت السير إلى الله فإنك تستطيع الإنطلاق إليه فور قرارك هذا مهما كان المنصب الذي تتولاه أو الحرفة التي تشتغل بها، إو الحال التي وصلت إليها. وقد تحثك نفسك بأن ترك عمل ما أو الاشتغال بعمل ما قد يكون أعون لك على السير وهذا خطأ! فالتجرد من الأسباب القائمة ضرب من البطالة. عش في الواقع ؛ فإذا لم يكن ما تريد فأرد ما يكون.
10- قال عز وجل: " يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم". فليؤخر الإنسان نفسه ورأيه حتى يتبين ما هنالك من توجيهات السماء. فإذا ظهر أن هنالك أمراً وفهماً مال إليه بقلبه وعقله وأطرح ما عنده لفوره وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئتُ به)
11- الموضوع الفريد والصحيح للتصوف الإسلامي يتكون من ثلاثة عناصر: أولها: جعل الإيمان النظري شعورا نفسياً غامراً، وتحويله من عقل يتصور إلى قلب يعي ويتحرك. ثانيها: تهذيب النفس - على ضوء نسبها الإلهي - حتى تكون بنمائها واكتمالها أهلاً للعبودية. ومقتضى ذلك أن يكون الإنسان مستجمعاً للفضائل، متنزهاً عن الرذائل، حتى يرشحه هذا الترقي لقبول الله ورضوانه. آخرها: النظر إلى الوجود الصغير في هذه الحياة على أنه جزء من الوجود الكبير الممتد بعد الموت، فلا اغترار بالدنيا ولا استيحاش من الله ولا ضيق بالعودة إليه. هذه العناصر معروفة في سيرة الرسول وأصحابه ، بل معروفة في سير الأنبياء وحوارييهم على اختلاف العصور
12- إن الأخلاق - كما قيل- هي اللغة العالمية التي يستطيع أهل الأرض على اختلاف ألسنتهم أن يتعارفوا بها.
13- في أحيان كثيرة يخامرني إحساس بأننا نحن المسلمين مسؤولون قدراً ما عما يشاع في العالم من كفر بالله وإلحاد بآياته، لأننا نملك المصباح المضيء ولكننا حجبنا نوره، ووضعنا على زجاجته قتاماً، فما ينفذ منه شعاع. ثم ليسأل المسلمون أنفسهم: ما مأتى هذا التخلف الشائن، في فقه الطبيعة، واستكناه قوانينها، واستخراج دفائنها؟ كيف وهو الكتاب الذي يؤسس اليقين على ركائز التفكر والبحث، ويسخّر لبني آدم فجاج البر والبحر، والأرض والسماء وما بينهما. إن من التخلق بأخلاق القرآن أن يكون رقي المسلمين العلمي مكافئاً لحديث كتابهم عن الكون وآياته والحياة وروائعها. إنهم بهذا التقدم يحيون على مستوى كتابهم، ويقدرون على خدمة رسالته بما يتيحه التفوق العلمي من إبداع صناعي، وتنظيم عمراني. ---------------------------------------
من أهداف تأليف الشيخ محمد لكتابه هذا كما ذكرها بالمقدمة أنه يستهدف إثارة العقل و الضمير بأشعة الوحي و معالم النبوّة متحريا الحق و ملتقفا الحكمة حيثما وجدت و ماحيا الشبهة ,و تبديد الغيوم التي تراكمت خلال قرون الضعف في تاريخنا و توقيف القراء على خبيئها حتى لا يضطربوا إذا عرضت لهم و أتوقع أنه نجح في إثارة العقول و الضمائر , و بدّد الغيوم عن أمور فعليا كنت أجهلها و لربما أول مرة أقرأ عنها .. لا بد أن يكون تقدّم العقل متماشيا مع التقدّم الروحاني , و لا يتعارض طريق العقل مع طريق القلب أبدا . على العكس لا بد من أن يخدم كل طريق الآخر , هذا ما استطيع أن استخلصه من كمية المقالات الكبيرة الموجودة في هذا الكتاب الذي حاول أيضا فيه ردّ الكثير من الشبهات التي يدّعيها من هم خارج دائرة الإسلام , و إنكار بعض الشبهات التي يثيرها من هم داخل دائرة الإسلام و راقت لي تلك المقالة التي تتحدث فيها عن المرأة و كانت بعنوان " أشرف وظائف المرأة " يُقرأ ليعاد إن أمكن ..
إن حاضر الثقافة الإسلامية ومستقبلها لا يُعطي صورة دقيقة ولا كاملة للإسلام كما جاء فى الكتاب الكريم والسنة الصحيحة ، وكما سار به الأسلاف العظام في أرجاء الأرض فتحولت بهم إلى ربيع مزهر وحياة نابضة ، هذه الثقافة لا تزال تحمل فى أطوائها صورة مجتمعات إسلامية معتلة وقضايا فكرية وعاطفية جديرة بأن تودع فى المتاحف لا أن تدفع إلى دنيا الناس ، ومع احتواء الثقافة الإسلامية على ذلك التراث الثقيل فهى خالية وفقيرة من العناصر التى تكون المسلم القدير على مواجهة ذلك العصر وأحداثه ، وعلى استبطان مقادير من اليقين والحماسة والرشد والبصيرة تجعله ينطلق فى كل ميدان ويمد رسالته إلى كل أفق . (كتاب أنصح به)