الجرس الأخير

by صالح إبراهيم

123 pages, Paperback

Reviews

[Madridista Reads · Rating 1 out of 5]

أحتاج إلى جائزة تقديراً لتحملي قراءة هذا التّخبيص حتّى النّهاية مع خالص الإعتذار للأدب وروّاده ولنفسي وصحّتي الجسديّة والنّفسيّة والعقليّة على أمل أن يحمّل التّطبيق زرّ الرّبع نجمة وشُكراً 🙏

[Nabil مملوك · Rating 4 out of 5]

الجرس الاخير ل د.صالح إبراهيم: نحو نص روائي هادف...


نبيل مملوك

استطاع د. صالح ابراهيم من خلال نصه الروائي " الجرس الاخير" الصادر عن دار البنان ٢٠١٤ أن يخرج من نفق الجدّية وهاجس الحداثة والتنقيب عن الأفكار غير المألوفة نحو طريق روائي واقعي نعيشه يوميّا، ف عماد الشخصية الاكاديمية المتخبطة رسم لها أن تعيش ضمن سلسلة من المآسي العاطفية بدءًا من الخلاف الأسري ومن ثم الى النكبات العاطفية المتتالية " ملاك، منية ، سهى" وصولاً إلى الانخراط في الأحزاب السياسية ...

صراع الأحداث داخل الشخصية

يبدأ الكاتب بنهاية علاقة عماد بملاك واظهار الشخصية الخائفة من الوحدة مع مشاكلها وعواطفها ليبرز بذلك حسام الزميل الجامعي كعامل مساعد لعماد الباحث عن موطن يبوح به، بعد تراكم الانكسارات وعدم استقراره التعليمي والمجتمعي بدءا من تغيير الاختصاصات وفقدان الهدف " بسببكِ تسجلت في هذه الكلية في قسم الآثار...وبسببكِ درستُ الأدب كي أكون قريبًا منكِ ...ص.٩٨" وقد تكون هذه الضبابية في هوية البطل العلمية والشخصية مردها يعود لوحشة يعانيها نتيجة انفصاله عن اسرته مما جعل عماد ينظر الى ملاك السادية والنرجسية بنظرة طفل الى امه المستبدة أي اننا نلامس عقدة أوديب الذي تحدث عنها فرويد...عدا عن ذلك فإن التردد الذي مني به عماد نتيجة هجر ملاك له وانخراطها في عالم مادي واقعي بعيدًا من فانتازيا العواطف والمشاعر وعالم الرومنسيات الوردي المرسوم في قلب عماد
تضخم ليولد له مأساة أخرى بطعم تراجيدي تمثلت بتخبط عاطفي آخر مع منية المناضلة التي قضت شهيدة نتيجة لجشع الطامعين بالمناصب والحزبيين المتاجرين بالقضية
أي أننا أمام يتم جديد وتيه طفولي جعل من عماد يغرق أكثر في مستنقع الانتقام والثأر ومحاولة استجماع الذات دون جدوى...فكانت لحظة الهروب الى العمل السياسي هي احتجاج على هشاشة النفس الفردية وهروبها نحو النفس الجماهيرية التي عبر عنها لوبون في كتابه سيكولوجية الجماهير على انها تكسب الفرد حرية ومنطقا وشكلا مجتمعيا جديدا داخل الجماعة " دفعتني رغبتي الجنونية المخنوقة بملاك إلى الهرب نحو الأحزاب...ص ٤٦" ...
لتنتهي الحال بالمأساة المتمثلة بسهى التي تحررت من خناق تردده واعلنت في حفل التخرج ارتباطها بحسام وخطوبتها عليه...وكان من المتوقع بعد ان ظهرت شخصية سهى المتلاعبة بأنها ارادت المادة بدلا من الروح " أنا ببساطة ، اذا شئت أريدط زوجًا أنا مستعدة لترك حسام ص.١٠٨" أن ينساق عماد الى الشر فيتبع رغبته وينتظر على هزائمه بالانتقام من خلال افشال مستقبل زميله حسام العاطفي والحياتي الا انه آثر الحفاظ على طباوية عماد وتقديمه كناجٍ من سياسات المحزبين الميليشاوية التجارية وهاربٍ من رداء الوحش الذي طرزته التجارب العاطفية المشوهة ...



لغة السرد والنهاية

استفاد الكاتب من لغته السهلة والرشيقة ليقدم النص الروائي برؤية سردية من الخلف تستند على معرفة الراوي للاحداث
وسردها من خلال صوت روائي واحد طامسًا بذلك صوت الشخصيات الاخرى وكأنه يبين عن ثورة كلامية لضعيف مقهور ورومنسي شاعري كعماد بوجه المجتمع المنظّر الناقم على المثالية.
وكان الوصف الحوار يقدمان تقنيتي المشاهد المتتالية للتعبير عن الوجدانية والمشاعر والانكسارات التي تراكمت داخل البطل فضلاً عن تمهيدها للاحداث المقبلة التي مزجت بين الاسترجاع المتمثل بسرد الاحداث لحسام والحاضر الذي قدم النهاية الصادمة عبر شخصية سهى المتلاعبة الانتهازية
والمفرحة بشقها الاخير من خلال العثور على الحب بعد جولات التعب والخيبات...
وقد آثر الكاتب ان يقدم النهاية كرسالة تربوية تعليمية وصرخة ضد المناهج القديمة والقيمين عليها من خلال مشهد مسرحي تمثل بتعاطي عماد مع التلامذة في الصف مبتعدا عن التلقين مقتربًا من التواصل والتشارك.. مما قاد النص نحو روائية هادفة.


قد تكون الجرس الاخير انذارا اخيرًا لمثاليين يفكرون بالتحول لانتقاميين وقد تكون حدثًا شخصيا قدمه الكاتب لقارئية الشباب لاسيما الطلاب الذين يعاصرون نكبات جمة لبلوغ اهدافهم...لكنه حكمًا نص ادبي ينادي بعقد اجتماعي جديد ويحث على ثورة مجتمعية فكرية عاجلة.