حياتان تشهدان انقلاباً مدمّراً: توم، مهاجر أفغاني إلى فرنسا يترك زوجته للإقامة مع عشيقته في أمستردام، فيفاجأ باختفائها.ويوسف، سقّاء في كابول تحت حكم «طالبان»، يقيم مع زوجة أخيه المهاجر، فيفاجأ بمشاعر تنمو في غفلة منه.في اليوم نفسه، يدمّر «طالبان» تمثالي بوذا في أفغانستان.حياتان تتوازيان ولا تلتقيان إلا بما تثيرانه من مآسي المنفى والذاكرة والحب والحرية.
ثالث مصافحة لأدب عتيق رحيمي، مختلفة الأسلوب والقصة. لكن "الهوية الأفغانية" سِمتها، كما في باقي أعماله.
رواية عن الـ "روح''.. التائهة بين عوالم عديدة، قصة رجليْن أفغانِيَيْن، الأول مهاجر في فرنسا والثاني محبوس في أفغانستان، يريد الهرب لكن لا سبيل لذلك في ظل سيطرة طالبان. قصتان متوازيتان، لا شيء يربط بينهما سوى تَوق كل منهما إلى الحرية.. كلّ منهما يعرّف الحرية بمفهومه الخاص.. وكلّ منهما يجاهد في سبيل التحرر ممّا يكبّله.
لكنهما سيشهدان أحداثا تقلب هذه الحياة رأسا على عقب.. لكن كيف ستنتهي؟! تجيبنا الرواية بنهاية أجدها مُتوقعة بعد كل تلك المآسي التي عاشها الرجلان.
اللغة جيدة، الترجمة جيدة جدا، القصة محبوكة بطريقة مشوقة.
شخصيا راقتني، لكن لم أستسغ بعض التمطيط في الأحداث. ♥️
لعل أول مشكلة ستحضر في بال القارئ بمجرد مقابلة هذا العنوان هو مقابلته برواية بهاء طاهر الجميلة المتفردة "الحب في المنفى"، أما إن كنت لم تسمع عن هذه الرواية أصلاً، فربما تنتقل بسهولة إلى رواية عتيق رحمي وعالمه. ثاني المشكلات بالنسبة لي هو سقف التوقعات، وهو أيضًا ما يحمله عنوان الرواية "حب في المنفى" تفترض وجود قصة حب ذات طابع خاص، ولاشك أن القارئ سينتظر كيف سيصور الكاتب ويرسم أجواء هذه العلاقة الاستثنائية، ولكن ما يحدث في الرواية أمر آخر، ومختلف تمامًا. منذ البداية نحن أمام عالمين متوازيان لا يلتقيان، يجمع بينهما الكاتب فقط، ويحكي حكاية كل واحدٍ منهما على حدة، يوسف السقاء/الخادم الأفغاني الذي يعاني من صعوبة حياته ويراقب حياة زوجة أخيه الغائب شيرين التي يفكر ويحلم بها، وتميم أو توم المهاجر الأفغاني الذي أصبح فرنسيًا، ولكنه يترك أسرته الصغيرة بحثًا عن علاقة حب عابرة بشابة صغيرة تعرف عليها مصادفة، ويكتشف بعد ذلك أنها أفغانية أيضًا. لا يلتقي عالمي يوسف وتميم، ولا يتشابهان، كل منهما من عالمٍ مغاير للآخر حتى في أفكاره وتصرفاته، كل ما في الأمر أن الرواي قرر أن يحكي لنا الجانبان، أحدهما في البلاد والآخر يقضي أيامه هناك في المنفى مغتربًا. ربما أكثر ما يميز الرواية لغتها الشاعرية، واستخدام الكاتب أسلوب الرواي المخاطب، الذي يجعل القارئ متورطًا في الأحداث وحالة الشخصيات النفسية، خاصة بطلي الرواية يوسف وتميم، فيما تغيب الشخصيات النسائية بشكلٍ يبدو متعمدًا، ولا يبقى إلا الحكاية عنها (في حالة شيرين) أو استحضار بعض الحوارات (في حالة نوريا)، فيما تقفز شخصيات ثانوية لكي تحتل فجأة مركزًا متقدمًا في الرواية مثل صديقة نوريا "روسبينوزا". يبدو صراع الهوية واضحًا ومسيطرًا على شخصية "تميم" وحكايته، فكل التفاصيل ومحادثته لنفسه تشير إلى ذلك بوضوح، كما تشير إلى فشله باستمرار في الخلااص من أصوله، وسعيه للانغماس في المجتمع الغربي رغم مرور أكثر من 20 عامًا على وجوده هناك. في الوقت الذي نجد صراعًا آخر عند يوسف هو صراع وجود في المقام الأول، فهو خادم خصي، يحتاجه الجميع من أجل العثور على الماء لكنهم يقمعونه ويعاملونه بدونية، لايعرف شيئًا عن عالم النساء، ولكنه يفكر فيه وكأنما سيجد فيه خلااصه، حتى يأتي تمرده في النهاية وكأنه صرخة قاسية في مواجهة كل ما يجده من ظلم وقمع وتهميش. لاشك أن القارئ سينحاز في النهاية لأحد النموذجين، لا أعتقد أنه يتفاعل مع الاثنين بالقدر ذاته، وفي ظني أن التفاعل سيكون أكبر مع شخصية تميم/توم، لاسيما أنه التجلي الأوضح لما يمكن أن يكون صراعًا للحب في المنفى، وإن جاء غائبًا أيضًا ولم يكتمل. أحببت الرواية وماطرحته على المستويين، وأحببت ذلك الصراع النفسي الهادئ الذي رسمه عتيق بدقة بين الشخصيتين يوسف وتميم، ولكني لازلت أظن أن كل شخصية منهما كانت تحتاج أن يفسح لها المجال بطريقة أكبر، وربما نخرج من إطار الموقف الواحد لمواقف أخرى وأحداث أكثر، خاصة أن الرواية تحمل في طياتها فرصة الزيادة، كما كنت أحب أن يعطى مجالاً لبقية الشخصيات لكي نتعرف على موقفها ودوافعها وتصرفاتها، ولا تصبح مجرد خيالات غائبة في الخلفية. في النهاية كانت تجربة جيدة جديدة مع عتيق رحمي تأخرت كثيرًا، ويجب أن نشكر المترجم أنطون سركيس على نقل العمل بلغة جيدة جدًا.
لا اعرف كيف اصف شعوري اثناء قراءة هذه الرواية و بعد انتهاءها .. شعور بالضيق و الملل و التشتت كان هو الطاغي ربما لذلك اعطيتها نجمتين فهي بعكس عنوانها لم تُشعرني حقيقةً بالحب و الدفء بل بالضياع و الرغبة في الانتهاء منها سريعاً … لم ترق لي المعلومات التي اراها مغلوطة عن الهندوسية و الاساناس و احاديث لالا بهاري الذي كان موصوف في البدء بحكمته و محبته ثم في النهاية يبدو كائناً غريباً ينشأ طقوس من المفترض انها روحانية هندوسية يتلفظ بأشياء لا يمكن لعقل يوسف السقّاء البسيط ان يعقلها .. كنت انتظر لحظة التقاء القصتين " قصة توم او تميم الهارب من ماضيه " مع قصة " السقّاء و نبعه الخفي في ظل حكم طالبان حيث علاقته التي يخشى الاعتراف بها لنفسه مع زوجة أخيه" لكن بقيتا القصتين متوازيتيين تحكيان عن أزمة وجودية - لشخصتين احدهما في افغانستان و الآخر منفي عنها - في تلك الفترة من الاضطهاد و الحروب شخصية روسبينوزا رفيقة و معلّمة نوريا معشوقة توم لم تبدو لي واضحة و مفهومة بل متخبطة و ضبابية كان من المفترض ان تكون شخصاً ذات خبرة و حكمة و ليست رخيصة و مغوية و فارغة كما بدت لي بقلم رحيمي ربما لم يوفق في ايصال بعض افكاره عن الشخصيات
برأيي لو كتبت كل قصة و اعطيت حقها في التفاصيل و التعبيرات في رواية منفصلة لكانت ستروق لي اكثر و سأفهمها بشكل افضل
فهو لم يصل حتى النهاية مع اي موقف او حدث او مشهد .. كأنها مشاهد متقطعة مبتورة تنتظر مزيداً من الاهتمام بها لتكتمل في خيال القارئ
ربما اود ان اقرأ للكاتب " حجر الصبر" الفائزة بجائزة كونغور ٢٠٠٨ - كما هو مكتوب على غلاف هذه الرواية - لإعطاء قلم رحيمي فرصة اخرى
من اروع الكتاب (عتيق رحيمي) – يتطرق الكاتب #عتيق_رحيمي لكل الإشكالية العالقة في ذهن الأفغان عن طريق ثيمة «الحب». هذا الموضوع حاضر في كل أعماله ويشكل الرابط القوي بين شخصياته. فكل الشخصيات مستعدة للتخلي عن كل شيء بدافع الحب، مستعدة لتجاوز القوانين والتقاليد والأعراف وتحمل العقاب من أجل من يحبون، لذلك، فالحب من المفاتيح المهمة لفهم كتابات عتيق رحيمي والعلاقات التي تجمع بين شخصياته. في#رواية#حب_في_المنفى رغم اختلاف الشخصيتين وقصصهما، إلا أنها يلتقيان في موضوع الحب. فكل شخصية تضحي بما تملك في سبيل الوصول للحب: يضحي توم أو تميم بعائلته من أجل ماريا، ويعاني يوسف من أجل شيرين. يتحول الحب من موضوع عادي إلى أشبه بأسطورة، خاصة عندما يرتبط بأسماء من قبيل «يوسف» و»شيرين» التي تحمل إيحاءات رمزية وتاريخية مرتبط أساسا بالثقافة الإسلامية والفارسية. وقصه التاجر الهندوسي وتقاليدهم ومعتقداتهم في الولاده والموت المعلومات الجميله التي شوقتني وكلامهم عن الحب فالحب حسب رحيمي هو منفى، لذلك فتطرقه للحب في رواياته تأكيد على المنفى الذي يعيشه ويجعل شخصياته تتذوق مرارته حتى لو كانت تنتمي إلى جغرافيا أخرى. . حياتان تتوازيان ولا تلتقيان إلا بما تثيرانه من مآسي المنفى والذاكرة والحب والحرية.
أودّ قبل ذكر انطباعاتي أن أنوّه على إعجابي الشديد بسرد عتيق رحيمي، أحب صوت الراوي وصيغة المخاطب في سرد القصة/الرواية/التفاصيل، وآلية الاسترجاع في هذه الرواية تحديدًا، بأفعال مضارعة كأنّ التيه لا زال يخيّم على بطَليْها، لكن الرسائل الدينية المبطّنة ليست في محلها، لذا أفسدت بعض فصول العمل، وتكرار مفهوم ازدواجية الهوية جعلها متوقَعة، أبدع كالعادة في التفاصيل والوصف والسرد، لكن أكانت الرواية مبتكرة؟ لا، لم تكن. الجهد المبذول في الترجمة يُشكر عليه أنطوان.