What do you think?
Rate this book


352 pages, Hardcover
First published January 1, 2020
حبا وكرامة أيها الوطن السعيد
حدثتنا أم جميل الحاجة زهراء ملا يوسف زوجة الشيخ عبدالأمير الجمري في هذه الرواية عن كل القصة .. قصة أبو جميل ، أو لعلها أقرب إلى أن تكون قصتها هي أكثر من كونها قصته. انها قصة البيت ومن فيه .. قصة المودة والحب الذي يصنع الأب قائدا وطنيا، ويصنع الأطفال جيلا واعيا مثقفا، ويملأ أحياء قرية الجمر من تلك الروح الطيبة الهادئة. في مجتمعنا البحريني يمكننا الحديث باسهاب عن مدى عظمة الرجال .. من علماء الدين والقادة وغيرهم، ولكننا لا ننوه ابدا بما قدمته النساء .. لأن ذلك عيب حسب تقاليدنا ، على أية حال ، فإن وراء كل رجل عظيم إمرأة ، والشيخ عبدالأمير الجمري كان كذلك.
ومرت بعض السنوات حتى جاءت تلك الجلسة المشؤومة في مجلس بالمحرق سنة ٩٢، عندما اجتمع بعض الرموز الوطنية واليسارية حضرتهم ، من امثال علي ربيعة و الشيخ عبداللطيف المحمود والشيخ عيسى الجودر وشخصيات اخرى لا يوجد بينهم رجل شيعي واحد ويقرروا ان يوقعوا عريضة نخبوية .. جميل موفقين الله وياكم، ولكن المصيبة حين يقترح الشيخ عبداللطيف المحمود ان يضموا الشيخ عبدالأمير وعبدالوهاب حسين اليهم ، ليتهم كانوا كلهم سنة وفكونا ، أكان يجب على الشيعة أن يدفعوا تكلفة طموحات وافكار المحمود وعلي ربيعة طوال هذه السنين .. ثم يقال لهم خونة ومخربون.
هناك في مقبرة بني جمرة تحط قبة بهية ، زرتها ذات يوم وجلست بقربه، احببته منذ صغري وبكيت عليه يوم وفاته في ٢٠٠٦ وكنت طفلا، اليوم ابكي عليه اكثر لعلمي بتفاصيل حياته الأليمة والسعيدة ايضا. نعم هو ابكانا واسعدنا ايضا ، اسعدنا حين دفع بنضاله ونضال شعبه الى تحقيق اصلاحات دفعت البلد الى حال أفضل.