"دوروتيا فون لينكه (الكونتيسة مالمينياتي)، رحالة ألمانية جريئة ولدت في روسيا وكانت ذات شخصيّة مغامرة فريدة، استولى عليها لفترة من شبابها حلم إجتياز صحراء الربع الخالي بطائرة أو بمنطاد، فقادت منفردة برحلة عام 1914 من دمشق إلى المدينة المنورة برفقة الشيخ الشاب الوسيم سلطان الطيّار شيخ عشيرة ولد علي، ويبدو أنها وقعت في غرامه... وكانت تأمل في إقناعه بمرافقتها في رحلتها المجنونة إلى الربع الخالي، لكن إندلاع الحرب العالمية الأولى حطّم أحلامها وألغى مشروعها، فعادت بعد رحلة شاقة عبر زلفي والقصيم إلى المدينة المنورة، ومنها إلى دمشق ثم إلى أوروبا. تقدّم لنا دوروتيا في كتابها هذا مثالاً فريداً عن جرأة الرّحّالات الأوروبيات وشغفهنّ بالمغامرة."
شعرت انني في منزلي بينهمةكما لم اشعر سابقا . لقد راقت حياتهم لمكنونات عميقة وغامضة في نفسي وكانها قبل ازمنة بعيدة قد امتزجت في حياتي بحياة الحرية وعشق البراري كحياتهم ص ٩٥ ما ابسط حياتهمةوماانقى هؤلاء القو افعالهم حازمة وقوية كوجوههم ومع ذلك فلهم ايمان وقلوب الاطفال
ص ٩٥
اه ايها الربع الخالي كم اغريتني كيف ناديتني لكنت جعلتك مملكتي لو استطعت غزوك شعرت باني لن استطيع ابدا الرجوع الى حياة اوروبا و عاداتها فلقد سحرني الهواء النقي و المساحة الشاسعة التي لايحدها حد وجمال الصحراء العارية لن اتمكن من نسيان ضوء المئات من نيران المضارب مع الاشباح المعتمة المتحلقة حولها والاغاني الغريبة الحزينة التي يتردد صداها عبر السكون القاتل .لقد سرت وثنية الصحراء وغموضها في عروقي و دمي وشعرت بانها امتلكتني للابد ص ١١٩