هذا المجلد هو ترجمة من العبرية لأقسام من "تاريخ الهاغاناه"، الذي يقع في ثمانية مجلدات، ويشكل المرجع التاريخي الرسمي للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية. تشتمل الرواية الصهيونية على وصف وافٍ للمحاولات العسكرية البريطانية لقمع الثورة، ولأوضاع المقاومة العربية وطبيعة المعارك التي خاضها الطرفان. كما تحفل بمعلومات مهمة عن حجم التعاون العسكري بين السلطات البريطانية والقوات العسكرية الصهيونية، الأمر الذي أعدّ القوات الصهيونية للانتقال إلى الهجوم والتغلب على الفلسطينيين في الفترة 1947 - 1948
الكتاب هو الرواية الصهيونية عن احداث ثورة 1936 في فلسطين ضد الاحتلال البريطاني والحركات الاستيطانية الصهيونية على حد سواء. من البداية يظهر أثر تثبيت مصطلحات معينة في ذهن القارئ، لأن الكتاب هو الرواية الصهيونية، فالفلسطيني في الكتاب هو "مخرب، قاتل" وأحيانا "إرهابي"، ووصف الكتاب في بعض أجزائه مدينة يافا الفلسطينية بأنها "مدينة القتلة".
الكتاب يتحدث عن المجموعات الصهيونية مثل "الهاجاناه" و"المنظمة ب" و"سرايا الميدان" و"الحارس" و"الحارس الفتى" والخفراء، والوحدات الليلية الخاصة، والإرجون وإيتسل.
ويروي كيف كان الفلسطينيون يقاومون تدفق المهاجرين اليهود من أوروبا على فلسطين، بوسائل سلمية أحيانا مثل الإضراب الذي استمر شهورا، وبالوسائل العسكرية مثل الكمائن وحرق حقول المستوطنيين، والهجوم على المستوطنات وغيرها من الأمور.
على الناحية الأخرى، يرصد كيف تعامل مجتمع المستوطنين اليهود مع هذه الهجمات، بترك الأمور للبريطانيين أحيانا وبالأعمال الانتقامية في بعض المراحل ثم الهجوم في مراحل أخرى.
وكيف استغل المستوطنيين اليهود علاقاتهم بالجيش الإنجليزي للحصول على أسلحة شرعية وتدريب بعض الأفراد كخفر معينين رسميا في الشرطة ومعاونين للجيش، وكيف كان هؤلاء الخفر أنفسهم أعضاء في منظمة الهاجاناه غير الشرعية ويستغلون زيهم وأسلحتهم الرسمية في تسريب ونقل أسلحة أخرى غير مصرح بها وغير مرخصة.
ويروي الخدمات الجليلة التي قدمها الضابط الإنجليزي وينجيت للمستوطنيين اليهود وكيف دربهم على المفاهيم العسكرية واستخدام السلاح والقنابل اليدوية وأعمال الكمائن خارج المستوطنات والإغارة على القرى العربية.
ويعترف الكتاب كيف نفذوا عمليات تفجير ألصقوها بالفلسطينيين حتى يوجدوا ذريعة تمنع البريطانيين من حل "قوة الخفراء" الرسمية التي كانوا يتخذونها غطاءا، وكيف كانوا ينقلون السلاح في سيارات "نجمة داود الحمراء" (هيئة الإسعاف الخاصة بهم) وكيف هربوا السلاح والأفراد المدربين من أوروبا لفلسطين بأعداد كبيرة حتى رغم محاولة البريطانيين السيطرة على تدفق المهاجرين لفلسطين.