حصريا من كتب العالم ، شاهد متجرنا لمزيد من الكتب العربية وأحدث الإصدارات في مختلف المجالات ، تصفح الصور لمعرفة المزيد عن الكتاب ، نوفر الكتب الأصلية للحفاظ على حق المؤلف والناشر والقارئ ، هدايا مجانية مع كل كتاب ، ابحث عن كتابتك باللغة العربية ، الرابط المباشر للمتجر
أكاديمي وشاعر وكاتب درامي، تفوق بأعماله الدرامية التاريخية التي انفرد بجعلها نوعاً أدبياً مصوراً. من أهمها: صلاح الدين الأيوبي، صقر قريش، ربيع قرطبة، ملوك الطوائف، عمر بن الخطاب، التغريبية الفلسطينية. حصل على جائزة أفضل كاتب دراما في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون، لأربع سنوات متتالية، عن أعماله: صلاح الدين الأيوبي، صقر قريش، ربيع قرطبة، التغريبة الفلسطينية.
مما لا شك فيه أن رواية مواعيد قرطبة واحدة من أهم ما كتب في تاريخ الرواية العربية. وليس مرد هذا إلا الى ما تتركه الرواية من أثر في نفس قارئها سواء كان قد شاهد أحداثها من خلال العمل التلفزيوني الذي كتبه د. وليد سيف وحمل اسم ربيع قرطبة، أو أنه تعرف الى هذا العمل لأول مرة من خلال قراءة الرواية. وإن كان قد سبق لمن سيقرأها أن تابع المسلسل التلفزيوني (ربيع قرطبة)، فإنه سيجد في قرائتها متعة غير خافية. فربما ان تخيل صورة محددة للشخصية. يجعل من الحدث مشهدًا يتجسد أمام القارئ. ويهون من عناء تخيل شكل الشخصية وطريقة كلامها. وهذا أمر يعرفه جيدًا من قرأ أعمالًا تحولت إلى افلام سينمائية او مسلسلات تلفزيونية. إلا أنها في هذا العمل تجلت بصورة أوضح. إذ أن مواعيد قرطبة جاءت كرواية بعد سنوات عديدة من ظهورها كعمل درامي تابعه الناس وعاملوه على أنه تحفة أدبية مرئية كانت إلى جانب مثيلاتها من أعمال د. وليد سيف تؤسس لأدب من نوع جديد، هو الأدب الدرامي أو الأدب التلفزيوني. الى أن تحول هذا المشروع الى رواية بين دفتي كتاب. ويتفق معي كل من تابع وقرأ أعمال د. وليد سيف أن أدبه كان دائمًا أدبًا مميزًا من حيث الشكل والمضمون. فاللغة التي يكتب بها، لغة خاصة لا ينازعه فيها أحد من كتاب هذا العصر. إذ أنها تعيد البريق الى اللغة العربية الفصيحة التي يحاول الكثير من الكتاب في زماننا هذا الابتعاد عنها. وان كانوا يعتذرون بحجج واهية كحاجة الناس الى اللغة البسيطة المفهومة التي تخالطها العامية في كثير من الأحيان. ويعتقدون خطأ أن الكتابة بهذه اللغة العالية تناقض مفاهيمهم الحداثية في الأدب. ولكنَّ رواية كمواعيد قرطبة ستشكل نصرا لبديع اللغة العربية. إذ أنها كانت واضحة بينة. فيها موسيقى من نوع خاص تطرب لها الأذن، وفيها نظم بديع تستمتع به العين. وإن كان هذا ليس بجديد على د. وليد سيف. فاللغة التي كتبت فيها حوارات أعماله الدرامية. شكلت نقلة مهمة في تاريخ الأعمال الدرامية التاريخية. وأظهرت أن اللغة العربية اذا كتبت بهذا القدر من الابداع والاجتهاد. صارت مفهومة للمتلقي. دون الحاجة الى ما كان يقدمه البقية من تبسيط يصل في معظم الأحيان الى الفجاجة في استخدام مصطلحات نشاز تضعف العمل المقدم. أما على صعيد المضمون، فالرواية وإن اتكأت على التاريخ دون أن تسقط في فخ التأريخ - وهذا أهم ما على الرواية التاريخية أن تتجنبه- فيها من الاسقاطات على واقعنا الحالي الكثير. وفي هذا أيضا يتميز أدب د. وليد سيف. فهو إذ يدعوك الى العودة الى تاريخ هذه الأمة. لا يدعوك لتمر على حدث ما مرور من يقرأ حكايا ألف ليلة وليلة، ولا يريدك أن تقرأ التاريخ لتعرفه وتحفظ حوادثه وأسماء أبطاله فقط. إنما يدعوك لتعمل عقلك بتلك الأحداث، وما آلت إليه أحوال الناس جراء ما وقع في زمانهم. وأن تنظر في التشابه بينها وبين ما يحدث في زمنك هذا. فقراءة التاريخ ودراسته لا يكون الهدف منها الحفظ والبحث عن المتعة والبكاء على الماضي، وإنما الغاية أن تكون درسًا يعتبر منه صاحب العقل والإدراك. أما الآن، وقد قرأ واحدنا الرواية. وربما يكون مثلي قد شاهدها عملا تلفزيونيًا مهمًا ومختلفًا، أخرجه المخرج الراحل حاتم علي رحمه الله. يبقى السؤال: من هو محمد بن أبي عامر؟.. فهو وإن كان طموحًا صاحب إرادة يسعى الى أن يصل الى أعلى المراتب، غايته في ذلك العمل مصلحة الدولة والشعب. إلا أنه احتاج الى اكثر من الهمة العالية للوصول الى مبتغاه كتقربه من أصحاب المراتب في الدولة وتوصله الى أم الخليفة سواء كان ذلك حبًا حقيقيًا، أو أداة أراد بها الوصول لغايته. وهو وإن كان صاحب عقل وعلم وسعة معرفة، فقد كان صاحب حيلة ودهاء ومكر. من هو محمد بن أبي عامر؟... واحد من أعظم ملوك الأندلس، أم مستبد بالحكم دون أصحاب الحق؟.. مجاهد وصل بجيشه الى حيث لم يسبقه أحد، أم رجل أضاع بحلمه الأندلس، إذ خلفها لمن هم دونه في التدبير والهمة حتى آلت الى زمن ملوك الطوائف؟. وهل يحتاح الرجل الذي تعلو مكانته في الدولة اذا جاء من أوساط الناس الى التحول لطاغية حتى يهابه الخلق فيقبلوا منه بالخوف، ما لا يقبلون من غيره باللين والحوار؟. وهل يلام الملك المنصور على رفضه لتقاليد الحكم في زمنه، إذ يُقرِّب الخلفاء الرجال حسب مكانة عائلاتهم وقربهم من دار الخلافة. دون أصحاب العقول والهمم؟. من هو محمد بن أبي عامر؟. سيختلف الرواة في موقفهم من الرجل. وسيختلف القراء بنظرتهم إليه. ولكنه وبلا شك كان وسيظل واحدًا من أعظم ملوك الأندلس. ورجلًا يحارُ المرء بأي الصفات تنطبق عليه. فلا يجد من نقيصة ما في عمله، حتى يجد كذا صنيعة حسنة تقابلها... والله أعلم بما كان في صدر الرجل وما كانت أسباب عمله. وإنما نحكم نحن على ما تراه أعيننا أو ما نسمعه أو نقرأه نقلًا عمن سبقنا.. ونظل بشرًا نخطئ ونصيب ....
خارج التقييم.. أي إبداع وجمال يقطر من قلم المبدع الدكتور وليد سيف، وإني لم أرى منذ قلم المنفلوطي قلماً يجاوز قلمه.. وأراه في مرتبه المقفع في الأقدمين والمنفلوطي في المحدثين.. أما الرواية فهي قصة صعود الملك المنصور أو محمد بن أبي عامر ذلك الفتى الذي جاء من أطراف الأندلس المجهولة وليس معه إلا عقله وعزمه ليتربع على أعلى سدة فيها ويتولى مقاليد أمورها.. وهو كمعظم الشخصيات العظيمة لا تدري هل تتغنى بعظمته ام تلومه على ماكان من أفعاله.. نعم شيد أزهي عصور الأندلس ولكنه أيضاً كان اللبنة الأولى في انهيارها بإنهائه الخلافة الاموية فيها.. وما تلى ذلك من تنازع حكمها بين ملوك الطوائف كل يرى نفسه جديراً بها كما فعل أبو عامر من قبله. أتمنى ألا يبخل علينا الدكتور وليد سيف بكتاباته العظيمه وأسأل الله أن يطيل في عمره ويظل يمتعنا بأعماله المبدعة.
قديماً حيث كانت بلاد العرب تزخر بالعلوم والأدب، الثقافة والفنون، حيث كان الأعاجم يتعلمون العربية ويتفاخرون بها ليلحقوا بركب الحضارة والتقدم، وحيث يعيش الإفرنج والقشتالة والألمان منعّمون تحت ظلال قرطبة الباهية والتي لم يكدر صفو أيامها إلا ظلم الصقالبة (الرقيق من الأصول الأجنبية وكانوا من الحرس الخاص لملوك الأندلس) والموالي.
كانت تلك الأجواء مرتعاً خصباً للأحلام والطموح التي كانت تشاكس خيالات الناس في نومهم وتغادرهم بخبث ساعات الصحو ولكنها وقفت عاجزة أمام إصرار محمد بن أبي عامر وأصبحت أسيرته إلى أن تحولت إلى واقع.
يصف لنا قلم الدكتور وليد سيف بسلاسة ولغة جميلة طريق محمد بن أبي عامر من الجزيرة الخضراء إلى الزاهرة حيث الحكم والرئاسة، طريق طوويل كان زاده طموحه وعدته حيلته ودهائه... عند هذه الرواية زاد إيماني بقوة الكلمة والمنطق فبالحجة بدأ محمد طريقه وبالبلاغة ذاع صيته وبفصاحة اللسان والمنطق قرّب إليه البعيد وألف قلوب العامة. ولكن لم يلبث أن طرأ عليه ما قد يطرأ على الإنسان إن علا مقامه أو دخل قفص السياسة. لذا وقفت بين محمد طالب السلطان بصرف النظر عن الوسيلة وبين محمد الورع و المجاهد.
الرواية بالمجمل غنية بالأحداث والشخصيات ولم يبخل د. وليد سيف في سبر أغوراها بطريقة تشعرك بأنه كان هناك يسمع ويرى ويحلل، كانت أقرب الشخصيات لقلبي عائشة والحَكَم بحبهما غير المشروط ومواقفهما الرشيدة ، ولكن أصابني السأم في معظم لقاءات محمد بن أبي عامر وصبح (ربما لأن المبدأ من الأساس لم يعجبني) وما خلا ذلك فهي ممتازة، أقول ممتازة في لغتها ونقلها للأحداث وأسلوبها وإن كنت قد نقمت على محمد المنصور ظلمه للمقربين إليه ولم تعجبني أساليبه ووسائله، فكان التقييم للرواية كنقل تاريخي وليس الأحداث.
رهيب رهيب رهيب 🖤🖤🖤🖤 يتحدث عن الفتى محمد بن ابي عامر و قصة رحلته إلى قرطبة و وصوله إلى السلطة رواية فيها الكثير من الدهاء و المؤامرات..حروب و معارك و قصص حب لم تكتمل
"هذا هو أبو عامر.. يأبى إلا أن يبقيك حائراً فيه، فلا تسوؤك منه أمور، حتى تسرك منه أمور أخرى. ولا تقول إن جديده قد طغى عليه، حتى ينبعث فيه قديمه!"
محمد بن أبي عامر، الرجل الذي لا يُحسَم فيه رأي، ولا تُتَناوَل سيرته من جانبٍ واحد.
الفتى القادم من حصن طرّش من الجزيرة الخضراء تحدوه الآمال الواسعة، ولا يملك سوى حلمه الكبير الذي إن صارحَ به أحد استخفّ به ولم يوله أي اهتمام..
من فتى الريف إلى فتى الأندلس، ملكها وحاجبها والقائم على أمورها.
الأحلام التي تحققت بالفعل، ولكن ما كان ثمنها؟ هل كانت يستحقّ كل ذلك فعلا؟ هل يمكن أن يفقد الإنسان حتى نفسه في سبيل طموحاته وأحلامه؟
أتفهّم أسبابه، لكن لا أملك إلا أن أبغضه لأشياء في نفسي، مع حفظ مقامه ومآثره التي خلّدَها التاريخ، وربما يكفيه أنه ماتَ شهيدا -بإذن الله- في ساحة الوغى، ولم يمُت جبانا طريح فراشه.
عمل أدبي متكامل، لا تكاد تبدأ في القراءة حتى تجد نفسك وقد قطعت شوطا كبيرا من فرط الحماس والتشويق وسرعة توالي الأحداث، ولولا الانشغال لما كنت قضيت فيها كل تلك المدة.
من يشتاق جمال اللغة عليه بهذا الكتاب.. الجدير بالإعجاب أن الكاتب يمضي بنا في رحلة بطول مئات الصفحات مع ابن أبي عامر دون أن يتمكن القارئ من تحديد موقفه تجاه هذه الشخصية الفذة.. بين أقصى الكره لتغيره، استبداده و ظلمه لابنه، و أقصى الإعجاب بمناقشاته.
"تعلّم مني هذا، ولا تتعلّم مني غيره: لا شيء في الدنيا يستحق الهمّ والغمّ، ولا تفرح بما تُعطى، ولا تَأْسَ على ما تُمنَع، رُفعت الأقلام وجفّت الصحف، ولا يلقى المرء إلا ما كُتب له، وربّ نعمةٍ تبطن نقمة، ونقمة تبطن نعمة، فالحمد لله على ما أعطى، والحمد لله على ما منَعَ."
عندما تقرأ رواية مواعيد قرطبة، ستشعر أنك تُحلق بين أروقة التاريخ، تعيش في شوارع قرطبة العريقة، وتلمس روح الإنسان في زمنٍ كان فيه العلم والحب والفن محور الحياة. وليد سيف لم يكتب رواية عادية؛ بل قدّم لنا رحلة إلى عالم مليء بالشغف، الصراعات، والجمال.
ما يميز هذه الرواية هو قدرتها على جعلك تشعر بكل شيء بعمق: الحزن حين ترى أحلامًا تتحطم، السعادة حين تكتشف جمالًا في وسط الفوضى، والرهبة وأنت تواجه مصير شخصيات تعيش في عالم ينهار من حولها.
اللغة التي تخاطب الروح اللغة هنا ليست مجرد وسيلة لنقل الأحداث، بل هي موسيقى تعزف على أوتار قلبك. وليد سيف يستخدم كلمات تبدو وكأنها تنتمي لعالم آخر، مليء بالنور والظلال، حيث كل جملة تترك أثراً عميقًا بداخلك. ستجد نفسك أحيانًا تقف عند جملة لتعيد قراءتها ببطء، وكأنك تريد أن تحتفظ بها إلى الأبد.
الشخصيات: مرايا لذواتنا شخصيات الرواية ليست مجرد أسماء على الورق؛ هي أرواح تتحرك، تتألم، وتحب أمامك. كل شخصية تحمل همومها وأحلامها، وتجسد أعمق ما يمكن أن يشعر به الإنسان. في كل واحد منهم، ستجد شيئًا منك: خوفك، طموحك، حبك، وربما حتى أخطائك.
قرطبة: الحلم الضائع قرطبة ليست مجرد مكان في الرواية؛ إنها الحلم الذي يجمع كل الشخصيات. مدينة تحمل المجد والجمال، لكنها أيضًا شاهدة على الانهيار والخسارة. وأنت تقرأ، ستشعر بالحنين إلى شيء ربما لم تعشه من قبل، ولكنه يسكن في داخلك.
مشاعر إنسانية خالصة الرواية لا تخبرك فقط عن الحب أو السياسة أو الخيانة؛ إنها تضعك وسط كل هذا، تجعلك تعيشه، تتنفسه، وتحس بكل نبضة من قلوب شخصياتها. إنها دعوة لتتأمل كيف يمكن للحضارة أن تنهض بأحلام أبنائها، وكيف يمكن أن تنهار حين تسيطر الأهواء والخلافات.
الخلاصة مواعيد قرطبة ليست رواية تقرأها وتتركها خلفك. إنها تجربة تبقى معك، تعيد النظر إلى نفسك وحياتك وأحلامك من خلالها. وليد سيف أعطانا عملًا إنسانيًا يلمس الروح، ويذكرنا بأن الحضارات ليست حجارة، بل قلوب نابضة.
من فتىً يبيعُ غزلَ أمّه إلى كاتبِ الرّقاعِ على باب الزّهراء، إلى صاحبِ الأندلسِ وملِكِ ملوكِ الارض. قصةُ طموحٍ رائعةٍ تتجسّدُ في شخصٍ جعلَ نُصْبَ عينيه طريقَ النجاحِ وسعى إليه بقوّةٍ وصلابةٍ ودأب منقطعِ النظير. وسواءً اتفقنا مع أسلوبه أو لا، سواءً اعتبرنا ذلك طموحاً أو طمعاً، قوّةً أو طغياناً، حزماً أو استبداداً، دهاءً أو نبلاً، بطولةً أو طغياناً، فلا بُدّ أن نُعجبَ بتلك الشخصيّةِ الأخّاذِةِ الآسرة، القويةِ والطموحةِ، الحالمةِ والعاشقةِ في آنٍ معاً، قصّةُ محمد بن أبي عامر، الملك المنصور.
"آثاره تنبيك عن أخباره... حتى كأنك بالعيان تراه تالله لا يأتي الزمان بمثله ... أبداً ولا يحمي الثغور سواه" رحم الله محمد بن أبي عامر على قدر حبي له في بداية الرواية...اتحول لحب مشوب بغضب حب لمهارته الا تخليه الاقدار على قيادة الأندلس وغضب من احساس سرقة حق هشام بن الحكم و طريقه الا أصبح مخضب بدماء اعداءه و رفاقه!! ولكن هكذا تفعل السياسة بالناس وعلى رأي احد السياسيين " السياسة نجاسة.. خليكوا انتوا في الطهارة"
محمد بن أبي عامر من أكثر الشخصيات تعقيدا في التاريخ ، هو فعلا مجمع الأضداد فتارة تراه العادل المحب للخير وتارة تراه المتسلط الذي يبطش بيد من حديد … لا غبار على كتابات الدكتور وليد سيف فهو فعلا يأنسن التاريخ ويلتزم بحياديته المعهوده مع ذلك أيضا يجب التنويه على أن تيم حسن أبدع في اداء دور الحاجب المنصور بل قد يكون أعظم أدواره على الاطلاق بالنسبه لي ودائماً وأبداً نجدد الدعوات للعظيم الذي يعد أفضل مخرج عربي لدى الكثيرين رحمة الله عليه
ملحمة تاريخة خالدة، تروي الرواية رحلة الفتى الشّاب محمّد بن أبي عامر المُلقب لاحقًا بالمنصور. منذ أيامه في ريف الجزيرة الخضراء إلى قرطبة في الأندلس. ملك استثنائي أم طاغية في نهاية المطاف؟ قلم وليد سيف لا يُخيّب الآمال، رواية جميلة جدًا. وتُوثّق فترة تاريخة مهمة جدًا في تاريخ الأندلس.
"فمن يقرّر الشبهات التي ينبغي ألا نقع فيها؟ نعم.. هناك شبهات يجتمع عليها الرأي، كأنواع من البيوع التي يلتبس فيها الربح بالربا. ولكن الطامة يا سيدي أنّ رجالًا من أهل التزمّت قد جعلوا الحياة كلها شبهات، وبدعوى التحوّط جعلوا الدين كلّه تحريمًا، وبذلك ضيّقوا واسعًا. وبقدر ما تضيّق على الناس ينفرون من الدين ويقعون في الفتن ويستحلون الحرام الذي لا شك في حرمته. ذلك أن كثرة الممنوع تزيد من احتمال الوقوع فيه لزيادة الحرج وصعوبة التوقّي، فإذا أقدم أحدهم على عمل يتوهم حرمته، وما هو بحرام على الحقيقة، هانَ عايه بعد ذلك اقتراف الحرام على الجملة. وبذلك نكون قد أوردنا الخَلْق ما أردنا أن نجنبهم إياه."
حُبـي ولهفتي للأندلس وزمانِها لم يجف مرّةً إلا ليفيض! ملحمة بين العشق والنار و حُبِّ الجاه والسُّلطان. 🤍
_" وأراني قريبًا منها، بعيدًا عنها! كحالِ الظمآنِ الذي بلغَ الماءَ ويخشى أن تغلبَه لهفتُه فيشرقُ بها. فلا هو أطفأ ظمأً ولا أمسكَ حياة. فأُرَوِّضُ نفسي على الصبرِ وأقول:لا تعجَل فيَبور عملُك... والصبرُ يُضني! "✨
رواية تحكي لنا قصة حياة الحاجب المنصور، قصة طموح و عناد و إرتقاء، و كيف لشخص من أسرة لا تعد من الأسر العريقة في الأندلس أن يصل للمراتب العليا و يقود الجيوش و لا تنهزم له راية، حتى يطلب الحكم لنفسه حاجبا الخليفة، و قصة حب عذري عفيف لم يتم، قصة رجل له ما له و عليه ما عليه
مذ بدأت رحلتي بين صفحاتها وانا مسكونة بها، اسير ببطىء متمهلة وقت الوداع، انظر للصفحات المتكدسة قبل غلاف النهاية فأشعر بطمأنينة ترسم فوق محياي ابتسامات وأزهار ملونة وفراشات.
مع تلاحق كلمات هذه الرواية اشعر بلذة غامرة تسكن تعابير وجهي فتغضنها على صورة تشبه تلك التي تظهر بعد تناول قطعة من الليمون .. البونبون .. كاس ماء بارد .. او ربما بعد حضن دافىء أتى ليواري لحظة خوف .. او لهفة شوق.
معها نقلت أسماء كتابي المفضلين من قائمتهم المخطوطة في دفتري للصفحة الثانية وأبقيت (وليد سيف) فقط على رأس الصفحة الأولى.
ان الذي لا يقرأ شخص محروم من خير كثير، شكرا لحب القراءة الذي تسلل الى قلبي طفلة وسكن مني في روحي فوهبني حيوات مختلفة.
( اكتب لكم من ربوع قرطبة .. من امام ضريح صبح البشكنسيه والدة الخليفة المعطل عن الحكم هشام المؤيد في عهد الملك المنصور محمد ابن أبي عامر ) !
انها احدى الرحلات التي حُجِزت لي من خلال ٧٦٤ صفحة وسفر استمر لثلاتة أيام من المتعة الخالصة، الزاخرة بالتفكر في النفس الانسانية وتقاطعاتها مع الانظمة المجتمعية السائدة، تنقلت فيها بين الزاهرة والزهراء بين الامويين والصقالبة ��المصحفيين والقشاتلة والمغاربة ، بين الامراء والموالي والفتيان والجواري والصناع واصحاب الشرطة والعامة، في القصور والحدائق ومجالس الملك والمكتبات والطرقات وجبهات الحرب ولقاءات الحب.
ابدع وليد سيف وتالق واوفى وامتع وادهش في كتابة النفس البشرية سواء كان ابطالها هناك في التاريخ البعيد او هنا فينا وبيننا، مستخدما لغة عربية مبينة ممتعة لذيذة جدا.
اخيرا خلصت الرحلة مع شخصيه من أعظم ملوك الأندلس رغم الخلاف عليه بقلم وليد سيف الي في رأيي من أجمل الأقلام في روايه السير و الشخصيات التاريخيه على خلفية الأندلس بسحرها و جما��ها... رحلة طويلة لكن ممتعه و من الكتب الي تتمنى انها متخلصش..
تدور الرواية حول محمد ابن ابي عامر ورغبته الشديدة في اعتلاء الحكم وتولي الحجابة في عهد الخلافة الأموية وعهد الحكم المستنصر بالله ثم ابنه هشام. نشهد خروجه من المدينة الخضراء الى قرطبة واعتلاءه المنصب تلو الاخر بحنكة وحكمة ودهاء منقطع النظير. نعجب من شخصه، وسياسته ومروءته وتصميمه المنقطع النظير وتعجب من قدرته على المزاوجة بين العدل والظلم، الايمان والكفر، الجمال والقبح! تأخذك قصة حبه وصبح، زوجة الخليفة، وتشهد لقاءتهما وغزلهما الذي يذهب بروحك. تدهش بحكمة عائشة، وخنوع هشام ابن الملك، وأسى عبد الله، ومروءة عمرو وعلي، وبصر زياد النافذ. تعيش جو الخيانات والاستيلاء على الحكم، وتكون قرب الراعي مرة، وقرب الرعيّة مرّات! يأخذك قول حكيم لتفاجئ بحكمة غيره فتبدّل. هذه رواية ذكيّة.. رواية اقرب بالملاحم! تنهيها فتشعر انك كنت في سحر، وقد خرجت! جمع الدكتور وليد سيف فيها قوة اللغة، وبراعة الأسلوب، واحداثا مشوّقة، وقصة رجلٍ قد ذللت له السبل، وانفتحت له المغاليق، وحقق قدر الله فيه. مواعيد قرطبة من أول حرف الى اخر حرف لذةٌ خالصة، فقلم الاستاذ وليد كأنه عزفٌ موسيقي، لا تخطؤه الروح، ولا حب العربية. تشعر انك عدت قرونا، وتعيش في رحاب الاندلس وفطنة اهلها وقوام لسانهم. تشعر انك في وسط قرطبة وينتابك شعورٌ بالخسارة.. يا الله.. كم ضاع منا .. من اللغة واصحابها ! الرواية ماتعة ولا اظن انني استطيع ايفاءها حقّها.. انها من اجمل ما قرأت مؤخرا. التقييم ⭐⭐⭐⭐⭐ ليست مناسبة للمبتدئين
الكتاب السادس عشر من العام 2025 مواعيد قرطبة وليد سيف
""ملحمة إنسانية خالدة تروي رحلة الفتى محمد بن أبي عامر (المنصور) من ريف الجزيرة الخضراء في الأندلس إلى قرطبة, ثم صعوده المتدرج إلى قمة السلطان, حيث تلتبس الحدود بين الطموحات العظيمة والأطماع القاتلة, والبطولات الطغيان , والدهاء الممدو والدهاء المذموم,""
""قرطبة كانت الشمس قد أخذت تنحدر نحو الأفق الغربي في الربع الأخير من رحلتها اليوميّة، حين بدأ القلق يتسرّب إلى الفتيان الثلاثة الذين يفترشون الأرض في ظل شجرة سنديان ضاربة في القِدَم، تنتصب منفردةً على بُعد أمتار من الطريق الترابي الذي مهّده عبور الناس والبهائم على مرّ الزمن. هل ينتهي النهار قبل أن يتمكنوا من بيع شيء من بضاعتهم لبعض العابرين في طريقهم إلى حصن طرّش في الجزيرة الخضراء؟
""لم يكن مغترّاً بنفسه حقاً، وما كان ليباهي بها بين أقرانه. ولكنه كان مؤمناً بقدراته وبالمواعيد التي تصنع أحلامه أو تصنعها أحلامه. نعم، ثمة من تتفوق طموحاته على مواهبه، وثمة من تتفوق مواهبه على طموحاته، وكلاهما إلى شقاء وتعاسة وخيبة.""
وليد سيف يلقب بملك الدراما التاريخية هل شاهدتم مسلسل ربيع قرطبة وهو الجزء الثاني من خلال الثلاثية التي عنت بتاريخ الاندلس وانتهت بسقوط غرناطة بدء بمسلسل صقر قريش عام 2002 ثم مواعيد قرطبة عام 2003 وانتهت بملوك الطوائف عام 2005 وهي من اخراج حاتم علي وجاء "ربيع قرطبة" ضمن خطة لتقديم أهم الأحداث التي شهدتها الأندلس من خلال أربع مسلسلات، تناول الأول "صقر قريش" في رحلة عبد الرحمن الداخل من المشرق إلى الأندلس، وإعادة تأسيس الدولة الأموية فيها، بعد سقوطها في المشرق عام 132هـ. وتحدث في القسم الثاني عن الفترة الذهبية في حكم الأندلس، من خلال حُكْم المنصور ابن أبي عامر. وفي المسلسل الثالث، تحدث عن فترة انقسامات الدولة الأموية، وتحولها إلى فسيفساء من الدول المختلفة والمتصارعة والمتعاونة مع أعداء الأمة والملة. وكان في البال استكمال السلسلة بالحديث عن إخراج المسلمين من الأندلس، وسقوطها بيد القشتاليين، ولكن للأسف لم ير هذا الجزء النور بعد""
مواعيد قرطبة تتحدث عن صعود محمد ابن ابي عامر وتأسيس الدولة العامرية حيث كان يلقب بالحاجب المنصور وقد حكم قرطبة بعد ان اجبر هشام ابن الخليفة الحكم الثاني على التنازل عن السلطة وكانت فترة حكمه371 هـ – 392 هـ (981 – 1002م.
تتحدث رواية "مواعيد قرطبة" عن الفترة الذهبية لوجود المسلمين في الأندلس، فترة الحكم العامري بقيادة محمد ابن أبي عامر لتمثل هذه الفترة، من حيث القوة العسكرية، والسيطرة السياسية، والنهضة العمرانية، وفترة العزة . جاء المنصور من أواسط الناس مكانة اجتماعية، من الجزيرة الخضراء في جنوب البلاد، إلى قرطبة، وهو يحمل في ذهنه طموحًا أن يتبوأ مناصب رفيعة في الدولة يستطيع من خلالها إصلاح ما أفسده الدهر، من فساد وظلم وخروج على أحكام الشريعة الإسلامية، يريد دولة يسودها العدل والإنصاف، وأن لا يبغي أحدٌ على أحد. تمضي بنا أحداث المسلسل والرواية مع المنصور ليغدو الحاكم المطلق للأندلس. وكان المنصور قد عاش علاقة غرامية مع صبح البشكنسية، زوجة الخليفة الحاكم، ووالدة ولي عهده هشام المؤيد بالله، عاشرُ الحكام الأمويين للأندلس، وثالث خلفائهم في قرطبة؛ وقد استثمر المنصور علاقته هذه مع صبح، كما استغل كل مناصبه التي تولاها لتحقيق أهدافه، التي تحولت في ما بعد، وانقلبت رأسًا على عقب.
عاش المنصور بن أبي عامر موقفين متناقضين، فهو من جهة خدم دولته وعقيدته وشعبه، وتفانى في ذلك، تقرب من الفقهاء بمحاربة الفلسفة والخمور، وتقرب من العامة بمطاردة اللصوص والمتلاعبين بأقواتهم من التجار، وأعلن الجهاد، فكان لا يعود من غزوة إلا وأعلام النصر تخفق فوق رأسه، وكان كلما عاد من غزوة نفض غبار ملابسه وأودعه وعاء أوصى بأن يدفن معه ليكون وسيلته إلى الله؛ وكان يسأل الله أن يميته شهيدًا، وقد استجيبت دعوته. ومن ناحية أخرى، حكم بشكل استبدادي تسلطي فردي، ومارس القهر والظلم ضد كل من وقف في وجهه.
كانت النهاية " بموت صبح، واستدعاء ابنها هشام المنصور ليشهد موتها، وفي الرواية: بعد أن ماتت صبح البشكنسية، وتم دفنها، وبعد أن خلا المكان من الناس؛ وقف المنصور بن أبي عامر حزينًا وحيدًا شاردَ الذهن، فاقتربت منه (بدور) خادمة صبح؛ وبيدها رقعة كتبتها صبح وهي في النزع الأخير، موجهة كلامها لمحمد بن أبي عامر جاء فيها: "حين تقرأ كتابي هذا، سأكون في قبري. وإنما أردتُ أن أختم سيرتي معك كما بدأتُها يا محمد. والله لقد أحببتُك كما لم تحب امرأة رجلًا. ولكن، لا ريبة ولا دنس. هل تذكر الحدَّ يا محمد؟ أمّا حدُّ الجوارح فلا أنا بالتي تعديتُه ولا أنت. وأما حدُّ القلب والروح فحيثُ يهيمان، إلى حيث تقدِّرُ الأقدار والأمصار، وحيث لا زمان ولا مكان ولا تواريخ ولا ليل ولا نهار. قد حفظتُها منك كما حفظتُ نفسي. وليست العفة إلاّ مغالبة النفس على هواها. فادفع عني مقالة القائلين وإفك الأفاكين. رحمني الله وغفر لي وغفر لك. سلام عليك"
يقول وليد سيف عن المسلسل "ربيع قرطبة": "احتار الناس في المنصور ابن أبي عامر في مسلسل "ربيع قرطبة"، واختلفوا فيه؛ هل يُغَلِّبون إنجازاته العظيمة على الصعيدين الشخصي والعام على الثمن الذي دفعه من روحه في طريق صعوده الملحمي من الفقر والخمول إلى سدة الحكم، من دون أن يكون له رصيد سابق من قوة العشيرة وإرث الآباء، إلا طموحه ومواهبه، وجملة من الغايات والمثل العظيمة؟! ولقد رأى أن الوصول إلى السلطان سبيله الوحيد إلى التغيير وتحقيق العدل والشورى والأمن والقوة، وتحرير الأمة من نير الصقالبة المتحكمين، والتمكين للعرب الذين استبعدوا من السلطة منذ [عبد الرحمن الداخل]، ولكن الوصول إلى سدة الحكم عبر التدرج في المناصب يحتاج إلى كثير من المكائد والخديعة والمكر، للإيقاع بكل من يمثل عائقًا في الطريق.
وهكذا فعل، مسوغًا ذلك بالقاعدة القديمة التي حولها ميكيافيلي بعد ذلك بقرون إلى فلسفة في الحكم، وإن لم يخترعها: الغاية تسوغ الوسيلة مهما تبدو قبيحة منافية للأخلاق. ولكن السؤال هو: هل تسلم الغايات النبيلة من أثر وسائلها القبيحة؟ أم أن الوسائل المرذولة تشوه الغايات السامية نفسها، وربما ذهبت بها جميعًا؟".
من خلال شخصية المنصور، تتحدث الرواية أيضا على قيمة إنسانية هامة جدًا؛ ألا وهي أنه مهما كان الفرد من أواسط الناس وعامة الشعب، فإنه متى أصبحت في يده مقاليد الأمور يتحول على الفور إلى طاغية، وينسى ما كان يحلم بتحقيقه من أجل العامة الذين جاء منهم، "فالسلطان يغري صاحبه". كما أنه يعبر عن الإرادة الحقيقية التي تجسد الطموح وعلو الهمة اللتين يحتاج إليهما كثير من الشباب، وهذا ما رأيناه أيضًا من قبل مع "صقر قريش" الذي ما إن استقرت له الأمور حتى انقلب على مفاهيمه وأفكاره ومبادئه، وانقلب على كل من كان حوله وساعده في الوصول إلى غايته.
بعد مشوار أبي عامر وصعوده إلى القمة، تتقاطع حياته مع أناس كثيرين وشخصيات مؤثرة وغير مؤثرة، ورغم جهوده وخططه وتدبيره في هذا المشوار نراه يتحدث مع زوجته أسماء، بعد وفاة زوجته الأولى عائشة، ويقول لها: ـ إنك لتكبرين في عيني يا أسماء.. كنت أعملُ لأبيها رحمه الله، ورضيتْ بي زوجًا وأنا لا أملك إلا غايتي وإرادتي، وأحلامًا لا تشتري للمرأة ثوبًا، ولو أني قصدت أباك في ذلك الحين خاطبًا لك، لجعلني مثلًا وعبرة. على الرغم من جو الحزن، لاح على وجهها طيف ابتسامة، وقالت: لكل شيء موعد وباب.. ولا بد لأحدنا أن يلقى مواعيده.
قال مرددًا: نعم.. لا بد لأحدنا أن يلقى مواعيده! (ص 573). هذه "مواعيد قرطبة": حظوظ وجهد وتعب وتخطيط، ولا بد لكل إنسان أن يلقى مواعيده.
مواعيد قُرطبة: تمت بحمد الله في ١٠:٥٧ م من ١٢/١٠/٢٠٢٣ رواية بين الحُب والحرب!
ما أجمل أن يطمح الإنسان ويحلم نحو الغد، فيتغير حاله ليصل إلى الثريا من بواطن الثرى. لكن ما أقسى أن يعيش الإنسان حبًا مكبوتًا يتيمًا لا يغالبه الهوى فيقمعه، أقلوبنا تُخيّرُ الحب أم تفتعله؟ أم أننا نُعجبُ، فنُحبُ، فنَهيمُ، فنُعذب؟!
عندمًا يغشى الطمع قلب شخص فإنه لا يُبصر الحقيقة، ولا يرى الأشياء بصفاتها، فتتطغى غشاوة تمنع مشاعره فيضحى جسد بلا روح! أو جسد نهم لا يبرح أن يفتك بأعز ما يملك ليستحوذ مُلكًا جديدً��. وهل كان أعز ما يملك إلا عائقًا؟
أن يتحوّل كل شيء بلمحة بصرٍ فيصبحُ الضعيف مستقويًا والقوي مُستضعفًا، فما على الإنسان إلا أن يوّطن نفسه ويسلم نفسه لما يُحّتمُ عليهِ قدّره!
وما يدرك الإنسان الهوى إلا حين يتخبط به الزمان والمكان ويتعاقبُ عليهِ الليلُ والنهار دون أن ينضب القلب عنِ الهيام…
هناك بعض النصوص تهديك تذكرة سفر لعالم رقيق جميل، فيه ما فيه من سحر البلاغة وأناقة سرد المشهد. الأحداث في النسخة الروائية من قصة ربيع قرطبة التلفزيونية لا تقل جمالا عن المشهد البصري الذي أصبح أيقونة الأعمال التارخية التلفزيونية. من الأعمال التي تُقرأ مرتين وثلاثة.
ليس من السهل ان تقرأ ٧٦٠ صفحة في يوم ونصف ولكن ذلك يحدث عندما تكون الرواية من كتابة المبدع وليد سيف، ومع ذلك لم تكن الرواية جديدة فقد شاهدت المسلسل من ذي قبل ولكن ما زالت الرواية جميله ولغة الكتابه تشدني وتأسرني في الرواية تناقضات كثيرة في الرواية معنى الحياة بدون مثالية خير نهاية لعام ٢٠٢٢
عندما تقرأ لوليد سيف هذه الرواية، فإنك تحس للوهلة الأولى، وكأنك جالس بين يديه، وهو يقص عليك قصة رجل غريب الأطوار، اسمه محمد بن أبي عامر، وكيف وصل بدهائه وحسن تدبيره إلى حكم الأندلس.
«مواعيد قرطبة» رواية تاريخية ملحمية، يحكيها لنا وليد سيف بأسلوب غاية في الإثارة والتشويق، وبلغة عربية فصيحة، نادرا ما نجد مثيلا لها في مؤلفات كتابنا العرب المعاصرين، وكأنه كاتب عربي بعث من زمن المجد القديم، حين كانت اللغة العربية مزدهرة، تتبختر بجمالها وروعتها في مصنفات الأدباء والشعراء.
إنها رواية كما قلنا تقص علينا رحلة الفتى محمد بن أبي عامر (المنصور) من ريف الجزيرة الخضراء بالأندلس إلى قرطبة، ثم صعوده المتدرج إلى قمة السلطان. فقد كان يحلم دائما بأن يملك الأندلس، وحين رأى صعوده السريع إلى مراتب الدولة أيام الحكم المستنصر تحول الحلم إلى يقين زاد في همته، وقام يعمل له ليل نهار، ويثبت للعام والخاص أنه الأجدر بالرئاسة والوزارة، وهكذا تفانى في خدمة الخليفة، حتى حاز على ثقته ورضاه، فصار من أقرب الناس إليه: قاضياً، ووزيرا، وصاحبا للخزانة والشرطة وغيرها من الوظائف، التي أكسبته بعد نجاحه في القيام بعبئها محبة الخليفة وتعظيم الناس وتقديرهم.
وهكذا استطاع بعد موت الحكم المستنصر، وتولي ابنه هشام الخلافة وهو صغير، أن يتحكم في مقاليد الأمور عوضا عنه، فجمع بين لقبي الحاجب والملك المنصور، ولم يعد بحاجة إلى ختم الخليفة، بعد أن انفرد بالأمر والحل والعقد، وانتقلت خطط الدولة ودواوينها إلى مدينته الملكية الجديدة: الزاهرة، حيث أصبح يستقبل السفراء والقادة والوزراء، بينما خلت الزهراء، وهي دار الخلافة، إلا من سكانها: الخليفة هشام، وأمه صبح، والجواري، وأهل الخدمة، والحرس الذين يحيطون بأسوارها وأبوابها.
لم يكن محمد بن أبي عامر ليستنكر في نفسه أن يجمع القائد العظيم بين الغاية العامة التي تسع البلاد والعباد، والغاية الخاصة في الارتقاء والمجد والسلطان. بل كان يرى أن هذا من ذاك وأن كليهما شرط للآخر. وهكذا كان يرى نفسه. ولذلك كان من الطبيعي أن يعلو ذكره بين الفقهاء والعامة، لما قام به من أعمال لم يقدر على مثلها رجل من أهل السلطان قبله.
وقد برزت مواهبه العسكرية أيضا في الحروب الكثيرة التي خاضها، حتى جعلت منه واحداً من أعظم القادة العسكريين في تاريخ الأندلس، حيث غزا على مدى حياته زهاء 57 غزوة لم تهزم له فيها راية، وأوغل في أراضي قشتالة وجليقية وليون حتى بلغ منها ما لم يبلغه قائد قبله منذ الفتح. فكان سيد الجزيرة بلا منازع.
ولئن اختلف الناس في طرق السياسة المشتبهة التي توسلها للصعود إلى قمة الحكم، بين مؤيد ومعارض، فلسوف يجتمعون على تعظيم بطولاته وانتصاراته العسكرية. وسيصير اسمه على كل لسان مقترنا بالصفة التي ستلازمه طوال حياته: فتى الأندلس..
وهكذا سيتحقق حلم رجل من عامة الناس، قدم قرطبة، وليس معه إلا ذكاؤه ومواهبه، على دولة بني أمية، ثم تتحول من بعده فريسة للصراعات بين ملوك الطوائف، الذين ذهبوا بأمجاد الأندلس، وأسلموها إلى أعدائهم في آخر المطاف.
وصدقت زوجته أسماء حين قالت: " لكل شيء موعد وباب .. ولا بد لأحدنا أن يلقى مواعيده. " ص: 573
عدد صفحاته: 759 تحكي عن فتى كان يبيع غزل أمه في الطرقات بحصر طرش بالجزيرة الخضراء جنوب الأندلس، لم يكن في جعبته إلا إرادته وفكره المتقد وطموحه الذي بلغ السماء، هكذا قدم إلى قرطبة منار العلم وعش النسر وفي الزهراء السلطة والمال والجاه، يخط هناك أقدار الناس والأندلس بل وأربا كلها، تسلق المناصب إلى أن أصبح الحاجب المنصور محمد بن أبي عامر مؤسس الدولة العامرية التي أخضعت أوربا وبقي ذكره عند كل لسان، بين الحاجب المتمكن المتسلط في رقاب الناس والحاكم العادل الذي دوخ نافارا وقشتالة وليون، بنى الزاهرة ففاقت الزهراء جمالا ورونقا وسلطة وتمكينا. حكاية طموح وارتقاء إلى السلطة والمجد، حكاية تتمازج في الخيرية والشر، حكاية السلطة وشهوتها وكيف تتحكم في أنفس الناس وتطفئ أنوارا مضيئة في قلب الإنسان ترشد للحق، فيمسي القلب مظلما ظلاما دامسا، فيرى صاحب السلطة هو الحق كله، وكل صوت يخبره أن يتقي الله تأخذه العزة بالإثم، قصة إنسان نرى أنفسنا فيه، كان محبا للحق ساعيا له زاهقا الظلم من فتيان الصقالبة الذين يتحكمون في رقاب الناس ويظلمون ويفتكون بدون رادع، والمصحفيين أصحاب السلطة وعلى رأسهم جعفر المصحفي المقتر في المال الغير الحكيم في التسيير المرتشي، ثم الطفل الخليفة الأموي هشام بن الحكم وأمه صبح البشكنسية، مؤامرات ودسائس سقوط إلى الهاوية وصعود من عامة الناس، ثم حب عفيف مال له القلب حصنت الجوارح فيه. تارة تقف مع محمد بن أبي عامر المحب للحق وأخرى تواجهه بعدما أصبح الملك المنصور وأعمته السلطة عن الحق، فاستبد بالحكم، ثم ويا لنهايته فقد نظم الموازين وزهق الظلم ودفع عدوان العدو وحفظ البلاد من تشرذم والاقتتال، وقتل في المعركة شهيدا نحسبه عند الله. إلى أن الاستبداد وبعد سنوات قليلة من وفاته أدى إلى تفكك الأندلس في مرحلة عرفت بملوك الطوائف، فأنت ما بين الغاية الحسنة والمرجوة وبين الاستبداد الذي يؤدي إلى تشرذم والهوان بعد الرجل القوي. شاهدت مسلسل ربيع قرطبة وأعدت قرأت الرواية، وكاتبهما واحد، فأجدني لا أفاضل بين إخراج حاتم علي رحمه الله وسلاسة القصة في أسلوبها وجمالية وصفها، التي تقذفنا بالأندلس وحاضرة قرطبة بمعالمها وعلومها وناسها وحلقات العلم في الجامع الأكبر، ونظافة طرقتها وأهلها، حتى أصبحت الأندلس منار المعرفة والحضارة يشهد لها إلى يومنا هذا.
مواعيد قرطبة ، ملحمة إنسانية خالدة تحكي قصة محمد بن أبي عامر ، من كان يعيش في الجزيرة الخضراء و يبيع غزل أمه برفقة أبناء عمومته عمرو و زياد. محمد بن أبي عامر فتى الأندلس ، المنصور ، صاحب همة و إرادة لا تنضب ، رأى نفسه في أعلى المراتب و وصل إليها و لم يوقفه شيء ، فهو مثال للشباب الطموح المثابر ، لم يركن لمغريات الحياة ، بل رافقته مخطوطاته و مطالعته المستمرة التي ما زادته إلا فصاحة و ثقة بنفسه.
محمد ابن أبي عامر من كان يتطلع لسيادة الزهراء ، و من سيعيش في قرطبة كطالب علم و سيتدرج في المناصب إلى أن يصل للزهراء ، و سيكون مؤدب الخليفة هشام بن الحكم المؤيد ، من سيكون محل الثقة و الأمان لأصحاب الدولة و هو نفسه من سيُبعد الخليفة هشام عن دولته و ستكون له الكلمة الأولى و الأخيرة ، بالرغم من نيته الطيبة و هو صبي في تحسين أمور العامة كونه كان فرداً منهم إلا أنه سيتحول لشخص آخر ، مقيماً لنفسه ملكاً و حصناً منيعاً متمثلاً في مدينة الزاهرة ، محولاً مقاليد الحكم إليها ، مؤسساً الدولة العامرية التي لن تستمر بعد موته الا أعواماً قليلة.
كتاب قيّم ، اعتبره مرجع تاريخي ممتاز ، و لعل كاتبه ، الكاتب وليد سيف قد أحدث التغيير و الاختلاف بقلمه و تعبيره الجزل الفصيح بين كتابه و الكتب الأخرى المتحدثة بنفس الأخبار.
قبل أعوام عديدة مضت عُرض على شاشة التلفزيون المسلسل التاريخي الضخم ربيع قرطبة ، وكان آنذاك قد لقي إقبالاً جماهيرياً واسعاً ، كتب هذا العمل الدكتور وليد سيف وأخرجه المبدع الراحل حاتم علي وقام بأداء دور الشخصية الرئيسية فيه الممثل تيم حسن .
قبل سنتين من الآن قام د.وليد سيف بتحويل المسلسل التلفزيوني إلى رواية أدبية حملت اسم مواعيد قرطبة .
تتناول الرواية كما المسلسل حياة الملك المنصور الذي كان أحد أهم القادة المسلمين وأعظم ملك حكم الاندلس .
الملك المنصور هو محمد بن أبي عامر غادر مدينته الجزيرة الخضراء حاملاً معه احلامه وطموحاته بنيل العلم والمعرفة من قرطبة مدينة العلم والعلماء والفنون والادب .
استطاع محمد أن ينال الاجازات العلمية في الأدب والحديث والفقه ولكي يقترب من تحقيق طموحاته بدخول الزهراء عمل كاتب رقاع على رصيفها وذلك في عهد الخليفة الأموي الحكم المستنصر بالله الذي كان مشهوراً بحبه للعلم وبحرصه على اقتناء الكتب فكانت مكتبة قرطبة منبعاً للعلم والثقافة ، وكان مخالطاً لأهل العلم داعماً لهم ، ولشدة ذكاء محمد بن ابي عامر وعلمه وحججه استطاع لفت نظر الخليفة إليه وكان قد عينه وكيلاً على أعمال ابنه وميسراً لأموره فأصبحت له مكانة كبيرة عند الخليفة الحكم وزوجته صبح البنشسكية وتذكر بعض المصادر التاريخية أن حباً نشأ بين صبح وبين محمد بن أبي عامر وأن هذا الحب كان له دور كبير بجانب كفاءة ابن أبي عامر في ترقيه في مناصب الدولة فبدأ التدرج في مناصب إدارية هامة من كاتبٍ للقاضي الى مدير دار سك العملة وقاضياً لاشبيلية ولبلبة الى مدير الشرطة .
وعند وفاة الحكم كان قد عين ولده هشام الذي لم يبلغ التاسعة من عمره بعد خليفة الاندلس . ونظراً لصغر سن هشام المؤيد آنذاك وكّل ابن ابي عامر نفسه حاجباً مسيراً ��اعمال الدولة فقام بغزواته وطور الاندلس وانعش الاقتصاد فوصلت الحضارة الأندلسية في عهده أعلى مراتب العظمة فجعل من مدينة قرطبة قبلة العلم، حتى أُطلق على عصره ربيع قرطبة .
قام ابن ابي عامر بما لم يقم به قائد قبله فلقب نفسه الملك المنصور واستفرد بالحكم حاجباً الخليفة هشام عن سلطته وخلافته واقام الدولة العامرية . إلا أن المؤرخين أخذوا عليه أنه كان سبباً في ضعف الخلافة الأموية لأنه كوّن دولة داخل الدولة، وأنه استطاع بكل الطرق تثبيت أركان حكمه كحاجب للدولة وأصبح الخليفة ضعيفاً لا حول له ولا حيلة . لكن بعد وفاة المنصور بعدة سنوات سقطت الدولة العامرية ودخلت الأندلس باضطرابات أدت لسقوط الخلافة الأموية لتبدأ الأندلس عصر الضعف وهو عصر ملوك الطوائف .
كانت حياة الملك المنصور مليئة بالانتصارات وفتحت بزمانه بلاد لم تصل لها قدم عربية من قبل وخاض سبعاً وخمسين غزوة لم تهزم له راية واستمر في حكم الاندلس سبعاً وعشرين عاماً إلى أن توفي بعد إصابته بإحدى غزواته عام 392 هـ ودفن بالمكان الذي أصيب فيه كما سبق وأوصى ، كما أوصى أن يدفن معه كيسٌ مليئٌ بما علق في ثيابه من غبار غزواته .
وكان قد وضع على قبره لوحة رخامية نُقشت عليه هذه الأبيات : آثاره تنبيك عن أخباره حتى كأنك بالعيان تراه تالله لا يأتي الزمان بمثله أبداً ولا يحمى الثغور سواه
وبالرغم من فرحة أوروبا حينها بوفاة المنصور إلا أن الحكومة الإسبانية قد قامت بوضع تمثال نصفي للحاجب المنصور فوق القمة الجبلية التي توفى عندها ولا تزال تسمى هذه القمة بـ قمة المنصور ، كما قامت أيضاً بوضع تمثال للمنصور في مسقط رأسه بالجزيرة الخضراء، بينما يمسك كتاباً أثناء توجهه لطلب العلم في قرطبة .
ويبقى السؤال مو هو محمد بن ابي عامر ؟!
هل كان فتاً حالماً استطاع تحقيق احلامه وطموحاته سواء بدهائه وذكائه او بتوصله لقلب الجارية صبح زوجة الخليفة الحكم وأم الخليفة هشام !
هل كان ملكاً مستبداً برأيه وحكمه ، عمد الى حجب خليفة بني أمية واستفرد هو بالخلافة الفعلية للاندلس !
هل كان عظيماً أم أنه أضاع الخلافة الاموية لرغبته بالتفرد بالحكم وهو ما أدى إلى تشتت حكم بني أمية فيما بعد وظهور ملوك الطوائف .
هل فعلاً أن الانسان مهما كان من أوساط الناس يتغير عند توليه السلطة وعندما تصبح بيده مقاليد الحكم ؟
سواء اتفقنا مع اسلوبه أم لا ، سواء أكان ذلك طموحاً ام استبداداً ، إلا أننا لا نستطيع أن ننكر أنه كان أعظم من حكم الاندلس .
بالنسبة لي لم أشاهد المسلسل سابقاً ، إلا أني بقراءة الرواية أُسرت بلغة الكاتب وبراعة أسلوبه وتعابيره الجزلة الفصيحة الرواية تتكون من 750 صفحة تفيض صفحاتها سحراً وجمالاً فقلم وليد سيف قلم متميز نقلنا بين الامويين والصقالبة بين الفتيان والجواري بين الزهراء والزاهرة بين حياة القصور وحياة العامة بإسلوب بارع لتخرج لنا هذه الملحمة الأندلسية التي تأسرك بسحرها .
صراحة لم اقرأ الرواية حتى الان ، لكن شاهدت المسلسل ، ولقد كرهت ابن ابي عامر كرهًا شديدا، ربما لو خيرت ان احاكم شخصا من شخصيات التاريخ لحاكمته ، ومن وجهة نظري هو سبب اساسي لسقوط الاندلس ، لقد استفزني بتعامله مع الحاجب المصحفي لم يرحم شيبته ويدعي انه لن يغفر له بسبب انه جعله يقتل الأمير الاموي وهو كاذب كاذب انما يريد ان يرضي نفسه باي كذبة مثله مثل اي مذنب ولو لا انه طامع يحب السلطة والجاه والنفوذ والمال ويشتهي الملك لما قتله ، واستغل حب امراة له حتى يتحكم اكثر واكثر ويغتصب السلطة له ، واستغل المهمشين ليصعد على اكتافهم ، ان ابي عامر هو نموذج للكذب والخداع حتى ابنه لم يسلم منه ، وبرأيي انه روج لكذبة دعوة غالب الناصري حتى يكتسب الشرعية اكثر واكثر ، وبعيدا عن ابن ابي عامر ، الدكتور وليد سيف لا يحتاج شهادتي على عامل اللغة فما شاء الله تبارك الله هو من المميزين بالبلاغة واللغة وقوة القصة ، ربما نقدي ان التركيز على قصة الحب بين الكاذب وصبح اخذ اكبر من حجمه ، احب اعمال الدكتور وليد واريد ان اقيم العمل ٤ لكن بسبب ابن ابي عامر ساقيمه واحد لذا اعتذر منكم دكتورنا العزيز ليس الذنب عليك انما على ابن ابي عامر 😅😅