كان يشُقّ طريقَه باندفاعِ مَن يسابق ذيلَ الريحِ حين هجمتْ على رأسه فكرةٌ وثبتته مكانه: -لماذا لا أَحلِقُ شَعرَ رأسي كاملاً حدَّ الفروة؟ لم يكن من قبلُ يفكر في أمرِ شعره، ليس فقط لأنه يمتلك أطولَ خصلاتٍ عرفها حيُّ اليوسفية الشعبي - تمتد كهربائيا، من عُروقِ الرأسِ أسلاكٌ سوداءُ مجعدة - إنما لأسباب أخرى.. اسمُه يوسف وله تقاسيمُ سُحنةِ بوب مارلي. وكأنه يحمل صورةً معلقة لمارلي أمام وجهه. وهكذا، صار كلُّ من يراه يتذكّرُ فوراً بوب الجامايكي، ملِكَ الرّيغي ومُريدَ الراستا والحفيدَ الخفيَ لهيلاسي لاسي.. وذلك لأنّ الشّبَهَ صارخٌ إلى الدرجة التي يمكن أن يُعيد فيها الزمنُ نفسَه في لحظة.
محمود الرحبي كاتب من عمان ولد في أواخر عام 1969 بقرية سرور بعمان، درس الإجازة في الأدب العربي من جامعة الملك محمد الخامس بالمغرب. أصدر أربع مجموعات قصصية وروايتين. فازت مجموعته القصصية "لماذ لا تمزح معي؟" بجائزة أفضل إصدار قصصي في معرض مسقط للكتاب للعام 2008 ونالت مجموعته "أرجوحة فوق زمنين" بالمركز الأول في جائزة دبي القثافية عام 2009