شاعر وروائي وسينمائي ومترجم وأكاديمي عراقي من مواليد 1955. درس السينما في موسكو، والإعلام في ألمانيا، ثم التاريخ والعلوم السياسية في جامعة موسكو الدولية لعلوم الاجتماع في روسيا. أصدر أكثر من عشرين كتاباً، تأليفاً وترجمة غادر العراق في العام 1978 بدأ النشر في الصحافة العراقية والعربية منذ العام1971 درس السينما في موسكو مابين 80-1986 بدأ العمل في الصحافة العراقية والعربية منذ العام 1973
:النشاط الفني : أسس فرقة مسرحية مع عدد من الممثلين الأجانب في ألمانيا فأخرج لهم من العام 1991 وحتى العام 1995 المسرحيات التالية القائل نعم والقائل لا – برتولد بريخت اندروماك – جان راسين الرجل الطيب من سشوان- بريخت آدم والآخرون- إعداد عن الملك لير لشكسبيرالحلم- للشاعر
· أخرج عددا من الأفلام الروائية والتسجيلية القصيرة · يكتب السيناريو والنقد السينمائي · يدرس فن كتابة السيناريو وفن التمثيل · يعمل حاليا في القسم الثقافي بجريدة الاتحاد مؤسسة الإمارات للإعلام-أبوظبي
اخيرا انتهيت من المتاهات تسع ( 9) متاهات كل متاهة لاتقل عن 400 صفحة وبعضها يصل الى أزيد من 600 صفحة.
المتاهات، كما أعلن كاتبها في أكثر من لقاء صحفي وتلفزيوني، هي تناص معكوس ل "جحيم" الشاعر الإيطالي دانتي أليغيري تبدأ من "متاهة آدم" وتنتهي ب "متاهة العدم العظيم" مرورا ب "متاهة حواء"، "متاهة قابيل"، "متاهة الأشباح"، "متاهة إبليس"، "متاهة الأرواح المنسية"، و"متاهة العميان"، "متاهة الأنبياء".
والفرق بين "المتاهات" و"جحيم" دانتي هو أن دانتي في "الجحيم " أراد ان يضرب التابوهات في الدين المسيحي، وأما "المتاهات" فمهمتها مناقشة المسلمات في الأديان الابراهيمية وماموجود في كتبها المقدسة من التوراة والانجيل والقرآن.
ليس هذا وحده فقط هو المشترك بين "المتاهات" و "جحيم" دانتي أليغيري وأنما وجود الناس في "الجحيم" لدى دانتي كان بسبب الشهوة، فكل سكان الجحيم صاروا في الجحيم بسبب شهواتهم، والشهوة هنا تبدأ من الشهوة الجنسية إلى تجلياتها الأخرى في شهوة السلطة، والمال، والهيمنة..لذا توغلت المتاهات في أعماق الإنسان لترصد الرغبة وتحولاتها.
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى رصدت "المتاهات" تحولات النفس البشرية وظهور عقدها وبعض المتلازمات النفسية كعقدة اوديب، ومتلازمة ستوكهولم، المشاعر السدية، أو المازوشية، معتمدة على أساليب التحليل النفسي والاعترافات على لسان أبطالها من الأوادم والحواءات. بحيث نجد في المتاهات عدة نقاط منها:
1. البوح على لسان أبطالها : فعشرات الأوادم والحواءات، ((304) حواء وآدم – 119 حواء) قد يكونوا خليطًا من شخصيات واقعية وأخرى من صنع خيال الكاتب، يبوحون بمختلف الاعترافات عن حياتهم كطريقة الاعتراف المسيحي او التحليل النفسي للتخفيف عن أزماتهم النفسية وعقدهم.
2. قد تجد نفسك على لسان أحد الأبطال أو البطلات او في كل شخصية منهم هنالك تشابه بينك وبينهم. نعم الجواب وببساطة انها النفس الانسانية التي تقودها الرغبة والشهوة الجنسية.
3. الأمر المرتكز عند أبطال المتاهات هو أن الرغبة والشهوة هي المحرك لهم، فهم عميان تقودهم الرغبة الى حيث مصائرهم النهائية، كالذي حدث مع آدم الشبيبي وحواء ذو النورين وآدم زاباتو وإيفا مادهوري الهندية المسلمة وغيرهم الكثير الكثير.
4. حركة البندول الموجودة في كل فرد من أفراد العالم، أي في كل نفس بشرية هي الرؤية المركزية في فهم الشخصيات. فنحن مابين الانجذاب الروحي أو العقلي لمناقشة النظريات الفيزياوية او الميتافيزيقية والفلسفية وماطرحه الفلاسفة القدماء ومابعدهم وفي فجاة نجد أنفسنا منقادين لشهواتنا ورغباتنا الموجودة في داخل كل منا.
5. تجد في المتاهات لاحدود بين الواقعي والخيال والوعي واللاوعي وبين الحقيقة والفنتازيا وبين الكاتب وأبطال المتاهات. بحيث يختلط عليك ويتداخل عندك كل شيء ولاتستطيع أن تجزم باي شيء عدا شيئا واحد انك في متاهة.
6. الرواية فن ذكي لمن يجيد استخدامها فهو يستطيع أن يطرح عشرات الإشكالات الفكرية والعقائدية والنظريات على لسان ابطاله دون ان يتبنى أي إشكال أو نظرية منها. وهذا مافعله الروائي بُرهان شاوي. فأنت لاتستطيع أن تتيقن من أي نظرية أو إشكال يتبناه المؤلف لأن الذين يتكلمون هم أبطاله وشخصياته الروائية وليس هو، لأن هنالك نقاشات تجدها على طول المتاهات وفي مختلف الأصعدة من الفلسفة والأديان وعلم النفس وخصوصا نظريات التحليل النفسي.
7. من الملفت للنظر إن كاتب المتاهات، حسب الرواية، لاسيما متاهة المتاهات" متاهة العدم العظيم"، ليس فردا واحدا بل هم عشرات، يمتدون من آدم البغدادي الذي يُقتل في نهاية المتاهة الأولى "متاهة ادم" مرورًا بآدم الاكويني، آدم اللا أحد، آدم الأعمى، آدم المجهول، آدم العليل، آدم المجنون، وهلم جرا، بحيث لاتستقر على كاتب حتى تنتقل إلى كاتب آخر، وهنا، حسب فهمي أراد المولف ايصال رسالة مفادها إن كل فرد هو كاتب للمتاهة، وهو بطل في متاهة كتبتها يد القدر في متاهة الحياة، فكلنا كتاب وأبطال نعيش في متاهات الحياة، والأسئلة التي لاتنفك عن عقولنا وانفسنا بصورة لا نستطيع أن نغفل عنها.
8.يتمرد أبطال المتاهات على كاتبها ويغادرونها بكلمة "طز "، وهذا يوحي بأن الشخصيات الموجودة في المتاهات غير خاضعة لمزاج المؤلف ونفسيته في صنع الشخصية، وهذه الشخصيات غير مهتمة أصلا بما سيخلقه القاريء تجاه المؤلف بسبب هذا التمرد.
9. من الأشياء المحببة جدا إنك تجد أن ابطال المتاهات من ضمن نقاشاتهم يتناقشون حول بعض الروايات وبحضور كاتبي الروايات أحيانا كرواية "الأبله" بحضور دوستويفيسكي، ورواية "مئة عام من العزلة"، ورواية "لوليتا" وأبعادها النفسية، و"الجريمة والعقاب" و "الأخوة كارمازوف" وغيرها من الروايات، بل حتى مناقشة للمتاهات نفسها كما حصل في العدم العظيم في مناقشة بعض متاهات المتاهات.
ففي متاهة العدم ورد هذا النص بين ادم المجنون أحد ((كتبة المتاهات المفترضين)) وبين راهب ساكن في الصحراء. اورده نصا بدون تصرف [[..... أطرق الراهب المضيف برأسه وكأنه يفكر بالأمر أيضا ثم مدّ يده إلى أحد كتب إيمانويل كانت الموجودة على الطاولة وواصل كلامه: - هنا في هذا الكتاب «نقد العقل المحض» يؤكد بأن معرفة العقل المحض تُستمد من منبعين، الأول، ملكة الحساسية وهي القوة التي تتقبل الانطباعات والإحساسات والتي هي تمنحنا نوعا من المعرفة الوهمية الفارغة، والثاني ملكة الفهم وهي قوة بواسطتها يمكن معرفة الانطباعات والاحساسات التي وصلتنا عبر ملكة الحساسية، وملكة الفهم هي قوة المعرفة وهي التي تشكل الانطباعات والإحساس في مقولات وحدوس، وبالتالي تتشكل منها عناصر المعرفة، بمعنى أن عملية المعرفة غير ممكنة بغير ملكة الإحساسات وملكة الفهم لأنه بدون الإحساسات لا يمكن أن يكون الموضوع معطى، وبدون فهم وإدراك الإحساسات لا يمكن بلورتها في مقولات وحدوس، ولا نستطيع التفكير في الموضوع.،، وبالتالي فإن المقولات بدون الحدوس تكون جوفاء والحدوس بدون المقولات تكون عمياء….. ]]]]
0. ضمن المتاهات تجد نوفيلات مختلفة لكتابها، أي روايات في بطن الروايات، ومن هذه الروايات رواية يكتبها إبليس بيده ويرسلها لآدم الاكويني في تناص متعمد لوجود وخلق ادم وحواء وخروجهم من الجنة حسب ما تقوله الأديان والكتب السماوية.
11. وكذلك هنالك نوفيلات قامت بالمرور على كل المتاهات وتقرير مصير أبطالها ومعاناتهم بعد خروجهم من المتاهات أمثال آدم المطرود، وقابيل الموسى، والقاتل المأجور، وآدم اللبناني، والخ من الأودام والحواءات.
12. اعتمد الكاتب في السرد الرؤية الخارجية ذات الاتجاه الكلاسيكي. وتنطلق من الراوي (كلي العلم) الذي تصفه سيزا قاسم باعتباره الراوي المحيط علماً بالظاهر والباطن والذي يقدّم مادته دون إشارة إلى مصدر (معلوماته) مادام راوياً كلي العلم، أي عليم بشكل مطلق بعالم روايته ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، يستطيع أن يسمع بما يدور بخلد شخصياته الروائية، أو بحسب تعبير سيزا قاسم وهي تصفه بقولها: فكأنه ينتقل في الزمان والمكان دون معاناة ويرفع أسقف المنازل، فيرى ما بداخلها وما في خارجها ويشق قلوب الشخصيات ويغوص فيها ويتعرف على أخفى الدوافع وأعمق الخلجات..إلخ. وهو مع ذلك شخصية غير مشاركة في عالمها الروائي، لكنها وهي تحكي عن ذلك العالم شخصية يمكنها أن تتدخل في العمل الروائي بالتعاطف مثلاً مع إحدى الشخصيات أو بالانحياز أو بالتفسير أو بالتعليق أو باستشراف مستقبل شخصياتها إلى الحد الذي دفع النقاد إلى وصفها بالإله (مجازاً) لقدراتها الخلاقة وعلمها المطلق، مستعينة في كل ذلك بضمير الغائب (هو) غالباً.
نستطيع ان نعتبر "المتاهات" أطول عمل عربي لحد حيث إنه لا يوجد عمل طويل في الرواية العربية يصل إلى حدود 5000 آلاف صفحة ويكون أبطاله قد تجاوزوا المئات، علما أنهم يحملون كلهم اسما واحدا، آدم للذكور ونادرا قابيل وهابيل، وللأناث اسم حواء وأحيانا إيفا إذا كانت مسيحية أو أوربية.
فضلا عن أن المتاهات هي عمل ملحمي من ناحية التجنيس الأدبي فأبطالها كثيرون وجغرافيتها واسعة ولا تنحاز لبطل ضد آخر.
وهي أيضا رواية معرفية أي إنها ليست رواية حكاية مترابطة وممتعة وأنما هي معرفة وخبرة وتضج بالأسئلة ولا جواب فيها.
شكرا دكتور برهان لهذه التحفة الفنية والتي أقدر لها أنها ستكون عملا خالدا ضمن الأعمال الروائية.
نشرت صحيفة صوت الاحرار الجزائرية قراءتي حول متاهات الدكتور برهان شاوي
____________ اخيرا انتهيت من المتاهات تسع ( 9) متاهات كل متاهة لاتقل عن 400 صفحة وبعضها يصل الى أزيد من 600 صفحة.
المتاهات، كما أعلن كاتبها في أكثر من لقاء صحفي وتلفزيوني، هي تناص معكوس ل "جحيم" الشاعر الإيطالي دانتي أليغيري تبدأ من "متاهة آدم" وتنتهي ب "متاهة العدم العظيم" مرورا ب "متاهة حواء"، "متاهة قابيل"، "متاهة الأشباح"، "متاهة إبليس"، "متاهة الأرواح المنسية"، و"متاهة العميان"، "متاهة الأنبياء".
والفرق بين "المتاهات" و"جحيم" دانتي هو أن دانتي في "الجحيم " أراد ان يضرب التابوهات في الدين المسيحي، وأما "المتاهات" فمهمتها مناقشة المسلمات في الأديان الابراهيمية وماموجود في كتبها المقدسة من التوراة والانجيل والقرآن.
ليس هذا وحده فقط هو المشترك بين "المتاهات" و "جحيم" دانتي أليغيري وأنما وجود الناس في "الجحيم" لدى دانتي كان بسبب الشهوة، فكل سكان الجحيم صاروا في الجحيم بسبب شهواتهم، والشهوة هنا تبدأ من الشهوة الجنسية إلى تجلياتها الأخرى في شهوة السلطة، والمال، والهيمنة..لذا توغلت المتاهات في أعماق الإنسان لترصد الرغبة وتحولاتها.
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى رصدت "المتاهات" تحولات النفس البشرية وظهور عقدها وبعض المتلازمات النفسية كعقدة اوديب، ومتلازمة ستوكهولم، المشاعر السدية، أو المازوشية، معتمدة على أساليب التحليل النفسي والاعترافات على لسان أبطالها من الأوادم والحواءات. بحيث نجد في المتاهات عدة نقاط منها:
1. البوح على لسان أبطالها : فعشرات الأوادم والحواءات، ((304) حواء وآدم – 119 حواء) قد يكونوا خليطًا من شخصيات واقعية وأخرى من صنع خيال الكاتب، يبوحون بمختلف الاعترافات عن حياتهم كطريقة الاعتراف المسيحي او التحليل النفسي للتخفيف عن أزماتهم النفسية وعقدهم.
2. قد تجد نفسك على لسان أحد الأبطال أو البطلات او في كل شخصي�� منهم هنالك تشابه بينك وبينهم. نعم الجواب وببساطة انها النفس الانسانية التي تقودها الرغبة والشهوة الجنسية.
3. الأمر المرتكز عند أبطال المتاهات هو أن الرغبة والشهوة هي المحرك لهم، فهم عميان تقودهم الرغبة الى حيث مصائرهم النهائية، كالذي حدث مع آدم الشبيبي وحواء ذو النورين وآدم زاباتو وإيفا مادهوري الهندية المسلمة وغيرهم الكثير الكثير.
4. حركة البندول الموجودة في كل فرد من أفراد العالم، أي في كل نفس بشرية هي الرؤية المركزية في فهم الشخصيات. فنحن مابين الانجذاب الروحي أو العقلي لمناقشة النظريات الفيزياوية او الميتافيزيقية والفلسفية وماطرحه الفلاسفة القدماء ومابعدهم وفي فجاة نجد أنفسنا منقادين لشهواتنا ورغباتنا الموجودة في داخل كل منا.
5. تجد في المتاهات لاحدود بين الواقعي والخيال والوعي واللاوعي وبين الحقيقة والفنتازيا وبين الكاتب وأبطال المتاهات. بحيث يختلط عليك ويتداخل عندك كل شيء ولاتستطيع أن تجزم باي شيء عدا شيئا واحد انك في متاهة.
6. الرواية فن ذكي لمن يجيد استخدامها فهو يستطيع أن يطرح عشرات الإشكالات الفكرية والعقائدية والنظريات على لسان ابطاله دون ان يتبنى أي إشكال أو نظرية منها. وهذا مافعله الروائي بُرهان شاوي. فأنت لاتستطيع أن تتيقن من أي نظرية أو إشكال يتبناه المؤلف لأن الذين يتكلمون هم أبطاله وشخصياته الروائية وليس هو، لأن هنالك نقاشات تجدها على طول المتاهات وفي مختلف الأصعدة من الفلسفة والأديان وعلم النفس وخصوصا نظريات التحليل النفسي.
7. من الملفت للنظر إن كاتب المتاهات، حسب الرواية، لاسيما متاهة المتاهات" متاهة العدم العظيم"، ليس فردا واحدا بل هم عشرات، يمتدون من آدم البغدادي الذي يُقتل في نهاية المتاهة الأولى "متاهة ادم" مرورًا بآدم الاكويني، آدم اللا أحد، آدم الأعمى، آدم المجهول، آدم العليل، آدم المجنون، وهلم جرا، بحيث لاتستقر على كاتب حتى تنتقل إلى كاتب آخر، وهنا، حسب فهمي أراد المولف ايصال رسالة مفادها إن كل فرد هو كاتب للمتاهة، وهو بطل في متاهة كتبتها يد القدر في متاهة الحياة، فكلنا كتاب وأبطال نعيش في متاهات الحياة، والأسئلة التي لاتنفك عن عقولنا وانفسنا بصورة لا نستطيع أن نغفل عنها.
8.يتمرد أبطال المتاهات على كاتبها ويغادرونها بكلمة "طز "، وهذا يوحي بأن الشخصيات الموجودة في المتاهات غير خاضعة لمزاج المؤلف ونفسيته في صنع الشخصية، وهذه الشخصيات غير مهتمة أصلا بما سيخلقه القاريء تجاه المؤلف بسبب هذا التمرد.
9. من الأشياء المحببة جدا إنك تجد أن ابطال المتاهات من ضمن نقاشاتهم يتناقشون حول بعض الروايات وبحضور كاتبي الروايات أحيانا كرواية "الأبله" بحضور دوستويفيسكي، ورواية "مئة عام من العزلة"، ورواية "لوليتا" وأبعادها النفسية، و"الجريمة والعقاب" و "الأخوة كارمازوف" وغيرها من الروايات، بل حتى مناقشة للمتاهات نفسها كما حصل في العدم العظيم في مناقشة بعض متاهات المتاهات.
ففي متاهة العدم ورد هذا النص بين ادم المجنون أحد ((كتبة المتاهات المفترضين)) وبين راهب ساكن في الصحراء. اورده نصا بدون تصرف [[..... أطرق الراهب المضيف برأسه وكأنه يفكر بالأمر أيضا ثم مدّ يده إلى أحد كتب إيمانويل كانت الموجودة على الطاولة وواصل كلامه: - هنا في هذا الكتاب «نقد العقل المحض» يؤكد بأن معرفة العقل المحض تُستمد من منبعين، الأول، ملكة الحساسية وهي القوة التي تتقبل الانطباعات والإحساسات والتي هي تمنحنا نوعا من المعرفة الوهمية الفارغة، والثاني ملكة الفهم وهي قوة بواسطتها يمكن معرفة الانطباعات والاحساسات التي وصلتنا عبر ملكة الحساسية، وملكة الفهم هي قوة المعرفة وهي التي تشكل الانطباعات والإحساس في مقولات وحدوس، وبالتالي تتشكل منها عناصر المعرفة، بمعنى أن عملية المعرفة غير ممكنة بغير ملكة الإحساسات وملكة الفهم لأنه بدون الإحساسات لا يمكن أن يكون الموضوع معطى، وبدون فهم وإدراك الإحساسات لا يمكن بلورتها في مقولات وحدوس، ولا نستطيع التفكير في الموضوع.،، وبالتالي فإن المقولات بدون الحدوس تكون جوفاء والحدوس بدون المقولات تكون عمياء….. ]]]]
0. ضمن المتاهات تجد نوفيلات مختلفة لكتابها، أي روايات في بطن الروايات، ومن هذه الروايات رواية يكتبها إبليس بيده ويرسلها لآدم الاكويني في تناص متعمد لوجود وخلق ادم وحواء وخروجهم من الجنة حسب ما تقوله الأديان والكتب السماوية.
11. وكذلك هنالك نوفيلات قامت بالمرور على كل المتاهات وتقرير مصير أبطالها ومعاناتهم بعد خروجهم من المتاهات أمثال آدم المطرود، وقابيل الموسى، والقاتل المأجور، وآدم اللبناني، والخ من الأودام والحواءات.
12. اعتمد الكاتب في السرد الرؤية الخارجية ذات الاتجاه الكلاسيكي. وتنطلق من الراوي (كلي العلم) الذي تصفه سيزا قاسم باعتباره الراوي المحيط علماً بالظاهر والباطن والذي يقدّم مادته دون إشارة إلى مصدر (معلوماته) مادام راوياً كلي العلم، أي عليم بشكل مطلق بعالم روايته ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، يستطيع أن يسمع بما يدور بخلد شخصياته الروائية، أو بحسب تعبير سيزا قاسم وهي تصفه بقولها: فكأنه ينتقل في الزمان والمكان دون معاناة ويرفع أسقف المنازل، فيرى ما بداخلها وما في خارجها ويشق قلوب الشخصيات ويغوص فيها ويتعرف على أخفى الدوافع وأعمق الخلجات..إلخ. وهو مع ذلك شخصية غير مشاركة في عالمها الروائي، لكنها وهي تحكي عن ذلك العالم شخصية يمكنها أن تتدخل في العمل الروائي بالتعاطف مثلاً مع إحدى الشخصيات أو بالانحياز أو بالتفسير أو بالتعليق أو باستشراف مستقبل شخصياتها إلى الحد الذي دفع النقاد إلى وصفها بالإله (مجازاً) لقدراتها الخلاقة وعلمها المطلق، مستعينة في كل ذلك بضمير الغائب (هو) غالباً.
نستطيع ان نعتبر "المتاهات" أطول عمل عربي لحد حيث إنه لا يوجد عمل طويل في الرواية العربية يصل إلى حدود 5000 آلاف صفحة ويكون أبطاله قد تجاوزوا المئات، علما أنهم يحملون كلهم اسما واحدا، آدم للذكور ونادرا قابيل وهابيل، وللأناث اسم حواء وأحيانا إيفا إذا كانت مسيحية أو أوربية.
فضلا عن أن المتاهات هي عمل ملحمي من ناحية التجنيس الأدبي فأبطالها كثيرون وجغرافيتها واسعة ولا تنحاز لبطل ضد آخر.
وهي أيضا رواية معرفية أي إنها ليست رواية حكاية مترابطة وممتعة وأنما هي معرفة وخبرة وتضج بالأسئلة ولا جواب فيها.
شكرا دكتور برهان لهذه التحفة الفنية والتي أقدر لها أنها ستكون عملا خالدا ضمن الأعمال الروائية.
رواية ممتعة جدا جدا ،،،،لول مرة اقضي العطلة في قراءة اكثر من 400 صفحة و احزن لان الرواية انتهت .... رواية دسمه و مشبعة جدا بالافكار و الكلمات و الاحداث ،،بها اي شيء من كل شئ ،، لطالما ادركت ان برهان شاوي ربماهو ساحر ما لان لكتاباته تأثير سحري و خاص جدا ..ادم التائه ، ادم المحروم ، الراهبتين ، حواء المؤمن ، حواء المظلوم، ادم البغدادي ، حواء الزاهد ،قابيل .......ترى كم يوجد في البشرية نماذج منهم
هذا العمل أفضل من الجزء السابق، اعتقد أن جزءاً من نجاحه ينتمي لـ لهفتي بمعرفة التفاصيل وماذا سيحدث للشخصيات. كانت نهاية القصة داخل القصة في متاهة آدم كئيبة جداً وربما لهذا تعلقت بالشخصيات الباقية ورغبتي بمعرفة مصير حواء المؤمن وآدم اللبناني وآدم التائه. بدت الأحداث غريبة في مسار لم أتوقعه ولكنه جيد جداً ما زال العمل مرتكزاً على الرغبات الجنسية الدفينة للشخصيات بالرغم من تقليل الألفاظ المزعجة.ولكن الجميع ساقط في بوتقة الرغبة . دخول الشخصيات مثل ايفا الروسية وتجاربها الجنسية بدا مزعجاً لي وغير مفيد الا ان قرر الكاتب الاستعانة بها في متاهة قادمة الحالة الروحانية الخاصة بالراهبات كانت مريحة للنفس وان اظن أن حُب الكاتب لشخصية حواء المؤمن اختار لها تلك النهاية رغم كل اخطاءها في الرواية الأصلية بعد قتل آدم البغدادي انجذبت لحكاية آدم المحروم. التركيز هنا كان على أوجاع العراق وعلى ظُلمة العالم وسط المباريات السياسية وصراع السلطة. شعرت بالكآبة من حادث الانفجار ومن ثم ارتحت مع تفسيره مثل حلم وان لم اكن من جمهور تلك الحبكات أبداً صدمتني النهاية بدت عبثية جداً اذ انه رغم خوف الكاتب من تصفية سياسية تمت تصفيته بسبب الشبق وهنا نعود لنفس الفكرة، وهي تمحور كل شيء حول الرغبات الجنسية الدفينة لكن بشكل عام تلك المتاهة كانت ممتعة لي بالقراءة أكثر وزرعت بي هوساً أكبر للذهاب للمتاهة التالية ومعرفة ما سيحدث ما باقي الأبطال بعد أن قتل الكاتب نصفهم
This entire review has been hidden because of spoilers.
استكملت قراءة الجزء الثاني بعد ان انهيت الاول متاهة آدم إستكمل الكاتب قصة الشخصيات وغاص اكثر بمعتقداته ورغباته وتصوراته عن النفس البشريه نزواتها وغرائزها ولكن في هذا الجزء اظهر ايضا اعتقاده بوحده الوجود والاديان والكثير من الافكار الالحاديه بشكل صريح ونقاشات طويله ركيكه يشكك فيها بمسلمات الامور بالجنه والنار بالبعث ومابعد الموت يحاول ان يصهر الاديان معنا بطريقة مفضوحه يصور راهبتين يلازمان مسلمه وذهاب هذه الى كنيسه وتأدية الطقوس محاولاً ان يجمل التسامح المتذل وانسلاخ الايمان وكأنه يصرخ بكل سطر يسطره ان الفرائض والشرائع والطقوس لا تهم المهم هو الايمان! فلا يهم ان كنت تسمي نفسك مسلماً ثم تؤدي طقوس الهندوس مادمت تؤمن بخالق لهذا الكون وتتحلى (بالطيبه) التي طمس كل قيم الاخلاق غيرها من وفاء وحفظ للعهد وغيره وجعلها هي في قمة الهرم بل لا يهم اي شيء سواها المهم ان (تكون انساناً طيباً ) اراها محاولات ��فضوحه عبثيه الكاتب يضرب في كل ركائز الدين والعقيده يدس السم دساً بين السطور يشكك بكل امور الايمان والاديان والانبياء يحاول ان يزعزع صورة الدين والفريضه حاول ان يجمع بين تدين حواء المؤمن مع خيانتها وسقطتها في الهاويه السحيقه فكان جمعه مفضوحاً ثم اعاد لملمه الامور وتحويلها الى قديسة بعد حادثه المت بها وموتها المبجل المقدس
ربما يشعر البعض اني اتحامل على الكاتب وعلى روايته لكني مهما قلبتها لا ارها سوى محاولات لزعزعته قواعد الامور وخلخلتها ودس الشك بالايمان.
الجزء الثاني من متاهات العراقي برهان شاوي . تفوقت على الجزء الأول من حيث السرد و الأحداث . مجدداً كل أبطال الرواية يحملون اسم آدم و كل بطلاتها يحملن اسم حواء . المكان بين العراق و ألمانيا في فترات الاحتلال الأمريكي على العراق .. يكمل حديثه عن تيّه الإنسان و صراعاته ، عن الوجود .. تساؤولات عن الدين ، صراعات بين الروحانيات و الماديات .. التدين و الإلحاد .. الفلسفة و السياسية و الموت و العاطفة و الخيانة و الجنس .. الرواية داخلها ثلاث أحداث متوازية تنتهي نهايات مأساوية جداً .. تتركك مشدوه لفترة .. و مرتبط ارتباطاً عاطفياً إنسانياً بالشخصيات ..
ماذا اقول عن متاهة حواء ...لااعلم صراحة ، رواية غريبة ...مخيفة ...مذهلة ...قادرة على شدك من بدايتها لنهايتها ...السرد رغم بساطة لغته ولكنه ممتع ولايخلو من عمق وفائدة حتى ...الشخصيات قوية قادرة على جعلك تتعلق بها ، برهان شاوي بارع في رسم الشخصيات ، الرواية رغم كونها مؤلمة في مقاطع كثيرة الا انها مذهلة وحميمية متاهة حواء اقوى من متاهة ادم وسأقرا باقي الروايات بكل تأكيد برهان شاوي قلم سردي عراقي نفخر به ...تستحق العلامة الكاملة حسب راييء
هي لعنة. هنا حديث جريء في الثالوث المحرم، غوص في بواطن الانسان وتجريداً من كل الاقنعة التي يخبئ خلفها نزعات النفس البشرية، رغباتها، تساؤلاتها، شكّها، وصراعاتها. هنا عراق ما بعد 2003، رائحة الدم، والكثير من الجثث. (جثث صنعها الارهاب_الدولة_ وجثث صنعها القدر، واخرى تحت مسمى الشرف _ الاستشراف_)
هي لعنة. هنا حديث جريء في الثالوث المحرم، غوص في بواطن الانسان وتجريداً من كل الاقنعة التي يخبئ خلفها نزعات النفس البشرية، رغباتها، تساؤلاتها، شكّها، وصراعاتها. هنا عراق ما بعد 2003، رائحة الدم، والكثير من الجثث. (جثث صنعها الارهاب_الدولة_ وجثث صنعها القدر، واخرى تحت مسمى الشرف _او الاستشراف بتعبير أدق_)