Jump to ratings and reviews
Rate this book

‫الدين والظمأ الأنطولوجي‬

Rate this book
أعني بالظمأ الأنطولولجي الظمأ للمقدس، أو الحنين للوجود، إنه ظمأ الكينونة البشرية، بوصف وجود الإنسان وجودًا محتاجًا إلى ما يثريه، وهو كائن متعطش على الدوام إلى ما يرتوي به.

309 pages, Kindle Edition

First published January 1, 2016

43 people are currently reading
776 people want to read

About the author

عبد الجبار الرفاعي

97 books216 followers
الدكتور عبد الجبار الرفاعي، مفكر عراقي وأستاذ فلسفة إسلامية، مواليد ذي قار – العراق، سنة 1954.حاصل على عدة شهادات أكاديمية منها دكتوراه فلسفة إسلامية، بتقدير إمتياز، 2005، وماجستير علم کلام، 1990،وبكالوريوس دراسات إسلامية، 1988، ودبلوم فني زراعي، 1975. وله رؤية فلسفية حول الإصلاح ومناهج التفكير الديني.

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
57 (19%)
4 stars
85 (29%)
3 stars
79 (27%)
2 stars
52 (18%)
1 star
13 (4%)
Displaying 1 - 30 of 64 reviews
Profile Image for هَنَـــاءْ.
342 reviews2,700 followers
January 1, 2018
🔳 فكرة الكتاب تركز على ....

▫️نقد الإيديولوجية الجماعية وذوبان الفرد، وفقدان قيمته الفردية والروحية.

▫️يرفض الاتجاهات الإسلامية المؤدلجة والتي ترفض التفكير الفلسفي الحر وتشن حرباً ضدها.

▫️يرى أن الجماعات الإسلامية تسعى إلى تسطيح الأفراد وتنويمهم وبث روح القطيع فيهم.

▫️يرى أن الخطاب المؤدلج يؤدي إلى تفشي أنماط متوحشة من العنف الديني.

▫️يدعو إلى رؤية وجودية، عرفانية، صوفية، مجردة من التنكيل بالجسد، أساسها المحبة والسلام واحتواء الغير باختلافاتهم.

▫️يرى بث الروح الثورية في الإسلام ترحيلاً خطيراً لوظيفة الدين وجعلها سياسية مما يعطل العقل ويثير البلاهة.

▫️اتخذ من علي شريعتي نموذجاً لتحويل الإسلام إلى ثقافة ثورية كفاحية -التي يرفضها.


♦️ تفنيــــد :

◾️الدعوة للنزوع الفردي والتخلي عن القضايا الهامة، والمسائل العامة دعوة سلبية لا مقدسة ...
لأنها تؤدي إلى :

•غياب حس المسؤولية الذي كرسها الإسلام.

•الانتفاخ الذاتي والغرور الفكري بحيث يعتقد الفرد أن آراؤه دائماً صحيحة، ومواقفه كلها سليمة، وأنه يعرف كل شيء.

•يسهل عليه اتهام الناس بالجهل والهوى وعدم فهم الكتاب والسنة، لأنه بتقوقعه الذاتي يظن أن الإبداع يعني مخالفة الحق وعناده.

•النزوع الفردي والتخلي عن مشاكل الأزمة العامة جزء من المشكلة لا الحل ..«إنما المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضاً».

•اعتداد كل فرد بنفسه، وانقسامه .. خطوة مضادة للمجتمع الإسلامي، وحرص أناني على الراحة ببدعة طاعة الرب بالانسجام الذاتي والانشغال بالهموم الدينية الخاصة.

__________


"التدين السلفي يفقر الحياة الروحية، ويستنزف الحياة الأخلاقية، ويميت الحياة العقلية. المشكلة أن مؤسسات التربية والتعليم في بعض البلدان الإسلامية هي التي تساهم في إنتاج هذا النمط من التدين، ذلك أن مناهجها في الدين والتاريخ تستقي من الموروث السلفي، ويجري التبشير به ...."
-الدين والظمأ الأنطولوجي ص١٩٠


◾️كرر أن الإيديولوجيا تؤدي إلى تضييق نطاق العقل وتسطح الفكر لأنها ترسم حدوداً لا تقبل تجاوزها.

أولاً: تجاهل أمور منها ..
-توجد حرية فكرية في جميع الجماعات الإسلامية ولا يعني احترام نظام الجماعة، قتل العقل أو أسره.

-فرض القيود الشرعية واحترامها ليس بالضرورة تطويق العقل وإحجامه.

🔻تفنيد بعض النقاط حول أن الجماعات الإسلامية اغتالت العقل، "السلفية تحديداً":

•بدعة العقل قديمة بدأها أول من بدأ إبليس -المغضوب عليه- لما قدم رأيه على أمر الله ..
(أأسجد لمن خلقت طينا)
(أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين)

•العقل بلا علم ضلال، والعقل لا يمكن أن يخالف الوحي الصحيح.

•العقل تابع للوحي وله مكانة عظيمة والذين لا يعقلون هم كالأنعام بل أضل.

•القرآن خاطب أهل العقل، وذم الذين لا يعقلون.

•المخالفين لمنهج السلف مختلفون كما اختلف من قبلهم ومتناقضون كما تناقضوا.

•الذين يقدمون الرأي على الوحي إنما يقدمون هواهم.

•يقول ابن القيم رحمه الله: "المعقولات ليس لها ضابط يضبطها، ولا هي منحصرة في نوع معين، فإنه ما من أمة من الأمم إلا ولها عقليات يختصون بها.
قال: "فللفرس عقليات، وللهند عقليات، ولليونان عقليات، وللمجوس عقليات وللصابئة عقليات، بل كل طائفة من هذه الطوائف ليسوا متفقين في العقليات، بل كل طائفة من هذه الطوائف ليسوا متفقين على العقليات، بل بينهم فيها من الاختلاف والتباين -ما هو معلوم- ما هو معروف عند المعتنين به، فإنه ما من مدة من المدد إلا وقد ابتدعت فيها بدع يزعم أربابها أن العقل دل عليها".
*الصواعق المرسلة لابن القيم.

__________

◾️شبهة تكفير الآخر المختلف وتقديس ابن تيمية :

-بعض النصوص حول ذلك :
🔘"إننا جميعا نهرب من تسمية الأشياء بأسمائها، ونلجأ لحيل مفضوحة، تتكتم على ما تتضمنه المدونة الكلامية والفقهية، من أحكام: المشركين،أهل الذمة، الرق، الجزية.. إلخ. وتكفير الفلاسفة وذوي التفكير الحر، وأتباع الفرق والمذاهب.. فقد كفر ابن تيمية مثلا من المسلمين: الفلاسفة، والمتصوفة، والجهمية، والباطنية، والإسماعيلية، والنصيرية، والإمامية الإثني عشرية، والقدرية".
-الدين والظمأ الأنطولوجي ص١٨٦

🔘"ولم يجرؤ معظم الباحثين في الإسلام المعاصر بالإشارة إلى ما ينبعث من آثاره من تكفير المختلف عقائديا وفكريا، والتنبيه إلى أن تراثه هو منجم معظم ما تشبعت به أدبيات الجماعات الإسلامية من السموم. بل تحمس بعض المفكرين في بلادنا العربية بالإعلان عن ضرورة العودة إليه، بوصفه أهم مفكر وفقيه ظهر في تاريخ الإسلام، وأية محاولة تقفز عليه أو تتخطاه، إنما تغامر بفقدانها أصالتها وافتقارها لتمثيل الأمة والإسلام وحضارته".
-الدين والظمأ الأنطولوجي ص١٨٧

🔘"وكأن هناك ميثاقاً غير معلن، تتواطأ فيه السلطة السياسية مع المؤسسة الدينية السلفية، فمن جهة لا تشجع السلطة أية محاولة لنقده، أو تنبيه الناس لتأثير فكره العقائدي وفقهه الشديد الفاعلية في تعبئة الانتحاريين الشباب، والقائهم كوقود في محرقة ولائم الذبح، ومن جهة أخرى تهادن المؤسسة السلفية السلطة، وتغض النظر عنها".
-الدين والظمأ الأنطولوجي ص١٨٨

🔘"لقد اختزلت السلفية التراث الإسلامي بإبن تيمية ومدرسته وتلامذته، بنحو أمسى فقه ابن تيمية فوق كل فقه وفقيه، وتفسيره فوق كل تفسير
ومفسر، وشرحه للحديث فوق كل شرح ومحدث، ورأيه في الفلسفة فوق كل فلسفة وفيلسوف، وموقفه المناهض للتصوف والحياة الروحية
فوق كل تصوف وحياة روحية.. وهكذا. فلم يعد لفقيه، أو مفسر، أو محدث، أو متكلم، أو فيلسوف، أو متصوف، أي حضور مع تراث ابن تيمية وتلامذته".
-الدين والظمأ الأنطولوجي ص١٩٠

🔻الرد :
قال ابن تيمة رحمه الله :
•(هذا مع أني دائما ومن جالسني يعلم ذلك مني: أني من أعظم الناس نهيا عن أن ينسب معين إلى تكفير وتفسيق ومعصية، إلا إذا علم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافرًا تارة، وفاسقًا أخرى، وعاصيا أخرى، وإني أقرر أن الله قد غفر لهذه الأمة خطأها، وذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية القولية والمسائل العملية).

•(التكفير المطلق مثل الوعيد المطلق لا يستلزم تكفير الشخص المعين حتى تقوم عليه الحجة التي تكفر تاركها، كما ثبت في الصحاح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الرجل الذي قال: «إذا أنا مت فأحرقوني، ثم اسحقوني، ثم اذروني في الريح في البحر، فوالله لئن قدر علي ربي ليعذبني عذابا ما عذبه به أحدا، قال ففعلوا ذلك به، فقال للأرض: أدي ما أخذت، فإذا هو قائم، فقال له: ما حملك على ما صنعت؟ فقال: خشيتك، يا رب – أو قال مخافتك – فغفر له بذلك»، فهذا الرجل اعتقد أن الله لا يقدر على جمعه إذا فعل ذلك أو شك، وأنه لا يبعثه، وكل من هذين الاعتقادين كفر يكفر من قامت عليه الحجة، لكنه كان يجهل ذلك ولم يبلغه العلم بما يرده عن جهله، وكان عنده إيمان بالله وبأمره ونهيه ووعده ووعيده، فخاف من عقابه فغفر الله له بخشيته، فمن أخطأ في بعض مسائل الاعتقاد من أهل الإيمان بالله وبرسوله وباليوم الآخر والعمل الصالح لم يكن أسوأ حالا من الرجل، فيغفر الله خطأه أو يعذبه إن كان منه تفريط في اتباع الحق على قدر دينه، وأما تكفير شخص علم إيمانه بمجرد الغلط في ذلك فعظيم، فقد ثبت في الصحيح عن ثابت بن الضحاك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لعن المؤمن كقتله، ومن رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله»، وثبت في الصحيح أن «من قال لأخيه يا كافر، فقد باء بها أحدهما»، وإذا كان تكفير المعين على سبيل الشتم كقتله، فكيف يكون تكفيره على سبيل الاعتقاد؟ فإن ذلك أعظم من قتله، إذ كل كافر يباح قتله، وليس كل من أبيح قتله يكون كافرا، فقد يقتل الداعي إلى بدعة لإضلاله الناس وإفساده مع إمكان أن الله يغفر له في الآخرة لما معه من الإيمان، فإنه قد تواترت النصوص بأنه يخرج من النار من في قلبه مثقال ذرة من إيمان).

•(وأصل ذلك: أن المقالة التي هي كفر بالكتاب والسُّنَّةِ والإجماع يقال: هي كفر قولا يطلق، كما دل على ذلك الدلائل الشرعية؛ فإن الإيمان من الأحكام المتلقاة عن الله ورسوله؛ ليس ذلك مما يحكم فيه الناس بظنونهم وأهوائهم، ولا يجب أن يحكم في كل شخص قال ذلك بأنه كافر حتى يثبت في حقه شروط التكفير وتنتفي موانعه).


وابن تيمية أكثر من تم تشويهه في تاريخ الفكر المتطرف والإرهاب المعاصر، دون تحقيق أو تدقيق واجب من مؤيديهم ومخالفيهم على السواء.

-مثال على التدليس، بين الاقتباس والنص :

الفقرة المقتبسة التي أوردتها خوارج «داعش»، كما يسميهم شيوخهم في «القاعدة» الآن قبل غيرهم، في شريط إحراق الشهيد الكساسبة كانت كما يلي: «فأما إذا كان في التمثيل الشائع دعاء لهم إلى الإيمان, أو زجر لهم عن العدوان, فإنه هنا من إقامة الحدود، والجهاد المشروع».
نص مقطوع عن أصل يخالفه، وسرد لابن تيمية ينقله الراوي ابن مفلح لا يحمل رأيه، حيث كان كلام ابن تيمية رحمه الله عن الحرب، أردفه بحديث عما كان في أحد، خاصة وإذا كان الكفار يقومون بالتمثيل فيكون قصاص المسلمين استيفاء وأخذا بالثأر، كما كان في أحد، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك في أحد، ومن هنا أردف ابن تيمية بقوله: «والصبر أفضل»..

-ابن تيمية يكره التمثيل :

ابن تيمية الذي ثبت عنه أنه لم يكفر أحدا من أهل القبلة، ووجد في عصر أزمة الحروب الصليبية والمغولية والطائفية واجتماعها، لم يتناول المثلة والتمثيل لأسير أو غيره إلا في باب القصاص، حيث يقول: «كان القصاص مشروعا إذا أمكن استيفاؤه من غير جنف كالاقتصاص في الجروح التي تنتهي إلى عظم. وفي الأعضاء التي تنتهي إلى مفصل فإذا كان الجنف واقعا في الاستيفاء عدل إلى بدله وهو الدية؛ لأنه أشبه بالعدل من إتلاف زيادة في المقتص منه». فلا يرى ابن تيمية مجاوزة العدل في القصاص، ولا يرى التحريق والتغريق والتوسيط في مسائل القصاص لأنه أشد إيلاما ويفتقد العدل، وليس كما يروي عنه الداعشيون, وجمهورهم! الذين اجتزأوا هذه الفقرة أيضا ونشروها مبررين بها ذبحهم وحرقهم، عن النص الأصلي في الفتاوى، حيث يقول رحمه الله:
«وهذه حجة من رأى من الفقهاء أنه لا قود إلا بالسيف في العنق قال: لأن القتل بغير السيف وفي غير العنق لا نعلم فيه المماثلة بل قد يكون التحريق والتغريق والتوسيط ونحو ذلك أشد إيلاما؛ لكن الذين قالوا: يفعل به مثل ما فعل قولهم أقرب إلى العدل؛ فإنه مع تحري التسوية بين الفعلين يكون العبد قد فعل ما يقدر عليه من العدل وما حصل من تفاوت الألم خارج عن قدرته. وأما إذا قطع يديه ورجليه ثم وسطه فقوبل ذلك بضرب عنقه بالسيف؛ أو رض رأسه بين حجرين فضرب بالسيف فهنا قد تيقنا عدم المعادلة والمماثلة. وكنا قد فعلنا ما تيقنا انتفاء المماثلة فيه وأنه يتعذر معه وجودها بخلاف الأول فإن المماثلة قد تقع؛ إذ التفاوت فيه غير متيقن. وكذلك القصاص في الضربة واللطمة ونحو ذلك عدل عنه طائفة من الفقهاء إلى التعزير».
كما أن لجوءهم لروايات ضعيفة بل منكرة في التمثيل بعبد الرحمن بن ملجم قاتل علي رضى الله عنه، أو قتل خالد مالكا بن نويرة في حروب الردة، فهو ما لا يصح عند ابن تيمية، وتعليقا على ما روي عن خالد: قال ولم يقم به أبو بكر! أي يقرر أنه كان خطأ، كما رأى عمر، لا يجوز الاستنان به!

-ابن تيمية يرفض حرق النمل:

وفق الحديث النبوي الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فقال: «إن ظفرتم بفلان وفلان فأحرقوهما بالنار» حتى إذا كان الغد بعث إلينا فقال: «إني قد كنت أمرتكم بتحريق هذين الرجلين ثم رأيت أنه لا ينبغي لأحد أن يعذب بالنار إلا الله، فإن ظفرتم بهما فاقتلوهما» رواه ابن أبي شيبة والدارمي

كذلك سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: عمن تسلط عليه ثلاثة: الزوجة، والقط، والنمل؛ الزوجة ترضع من ليس ولدها، وتنكد عليه حاله وفراشه بذلك، والقط يأكل الفراريج، والنمل يدب في الطعام: فهل لهم حرق بيوتهم بالنار أم لا؟ وهل يجوز لهم قتل القط؟ وهل لهم منع الزوجة من إرضاعها.
فأجاب: «ليس للزوجة أن ترضع غير ولدها إلا بإذن الزوج. والقط إذا صال على ماله: فله دفعه عن الصول ولو بالقتل، وله أن يرميه بمكان بعيد؛ فإن لم يمكن دفع ضرره إلا بالقتل قتل. وأما النمل: فيدفع ضرره بغير التحريق.

-تحرير ابن تيمية من تزوير «داعش» وأخواتها:

شوهت «داعش» وأخواتها كثيرا من فتاوى الإمام الحنبلي والفقيه الموسوعي أحمد بن تيمية، الذي لم يضع كتابا واحدا في الأحكام السلطانية، وفي عصر الدولة المملوكية، وفصلوه عن مجمل خطابه وفتاواه، واقتطفوا من أقواله وأجزائه أشلاء اعتبروها سندا لممارساتهم التي تفتقد الأصالة في أغلب الأحيان.
من يعتمدون فتوى التتار وقتلوا بها السادات ثم عادوا عنها ووصفوه بالشهادة، ولو رجعوا للتاريخ لعلموا أنه رحمه الله لم يكفر التتري قازان، وطلب مقابلته مرتين، قابله في إحداهما ومنعه في الأخرى وزيره الهمداني كما يروي ابن كثير، ولم يدخل في حرب مع التتار على شرعة الياسا، كما قبل حكم المماليك وتحرك في إطار مشروعية الناصر بن قلاوون بعض الوقت ضد بعض البدع في تصوره، ورفض أن ينتقم ابن قلاوون ممن امتحنوه ودخل بسببهم السجن أكثر من مرة، كالقاضي ابن مخلوف ونصر المنبجي وعطاء الله السكندري وغيرهم، من شيوخ الصوفية، كما لم يكفر عوام الطوائف وأكد اعتقادا أنه لا يقول بتكفير أحد من أهل القبلة، كما أكد أنه لا يقول بتكفير معين! لم يكن داعشيا يا من كفرتم المعينين كالكساسبة وكفرتم شيوخكم من شيوخ السلفية الجهادية و«القاعدة» الذين توالت كتاباتهم بوصفكم بالخوارج! كما كفرتم رفقاءكم السابقين كـ«النصرة» التي صرتم تصفونها بـ«الكسرة»، وتصفون «القاعدة» بأبناء الرافضة!
لكن كان ابن تيمية أكبر ضحاياكم، وقد كان الشيخ يحذر من أمثالكم حين كان يحذر من اختزال خطابه وقطعه عن نصوصه الكلية وعن سياقاته حين قال في منهاج السنة: «لا بد أن يكون مع الإنسان أصول كلية يرد إليها الجزئيات ليتكلم بعلم وعدل، ثم يعرف الجزئيات كيف وقعت، وإلا فيبقى في كذب وجهل في الجزئيات، وجهل وظلم في الكليات فيتولد فساد عظيم».
كما أنه لم ير يا أهل الحاكمية والإمامة والخلافة مسألة الحكم والحاكمية أخص خصائص عقائد الألوهية كما تقولون ويقول شيوخكم، بل هذا التعبير محدث مبتدع، ولم يستخدمه أحد محققيكم كعبد القادر بن عبد العزيز في مرحلته الأولى لعلمه بذلك، وأقر المودودي الندوي في رفضه له في سجال مشهور، ابن تيمية لم يكن يرى الحكم والإمامة قداسة تتيح الفتن والقتل والافتراق، بل رآها اجتهادية تقديرية، فيقول عن اعتبار الخلافة والإمامة أعلى مسائل الدين: «إن قول القائل إن مسألة الإمامة أهم المطالب في أحكام الدين وأشرف مسائل المسلمين كذب بإجماع المسلمين سنيهم وشيعيهم»..


◾️نقطة أخيرة .. يتحدث عن أفراد حملوا ياقات روحية خاصة بهم وجعل منهم رموزاً قلوبها جامعة لكل صورة .. كابن عربي، وجلال الدين الرومي .....

ما أحب إيراده بخصوص هذه النقطة هو ما كتبه أحدهم كمراجعة لأحد علماء الدولة العثمانية وكتابه نقد المثنوي ..
"أثناء قراءتي للكتاب القيم [أخبار جلال الدين الرومي] لصاحبه الفاضل أبو الفضل محمد القونوي، استوقفني كلامه على كتاب لأحد علماء الدولة العثمانية محمد شاهين –رحمه الله- باسم [نقد المثنوي] والذي سطره بلغة الترك .. وقد أثناء الباحث على هذا الكتاب خيراً، وأخبر بأنه قد طبع طبعة تعود لأكثر من خمسين عاماً ..

وقد أنبأنا عنه بأنه رجل صريح، يقول الحق ولا يخاف في الله لومة لائم، وهكذا هم الأعلام .. لا يخشون إلا الله .. وقد نقل منه عدة نقول .. وعلق عليها .. ومن هذه النقول .. وهو في بلد يرزخ تحت احتلال الدولة الخرافية الصوفية المولوية، ومن بعدها الداعمة للصوفية أعني الكمالية، حيث يقول: (يجيء المثنوي إلى قصص كليلة ودمنة فيُلبسها طربوش المولوية وثيابها، ثم لا يكتفي بذلك حتى يُلبس فكرة وحدة الوجود ذلك الطربوش وتلك الثياب!!).

وقال في موضع آخر: (لم يقدر المثنوي أن يكون كشافاً للقرآن قط كما زعم الجلال، فإن معاني القرآن من الوضوح والبيان بمكان لا يحوج إلى كشف، بعكس المثنوي الذي يموج في الإبهام، والأسرار، والضبابية؛ بل لو قلنا إنه يأخذ بيد المرء من النور إلى الظلمات لما أبعدنا!!).

ثم قال: (صحيح أن الجلال لم يقل أنه نبي لكنه زعم أن مثنويه كتاب نزل من السماء، نزل من عند الله، ويؤيد ذلك بأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، نعم قد يكون الجلال والمولوية يؤمنون بأن المثنوي كتاب منزل من عند الله على قلب الجلال، وهم كذلك بيد أن المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ينكرون هذا، ويَرُدُّون كتاب أساطير مليء بالأخطاء والمبالغات)

وقال شاهين: يقول الجلال إنه قد نزل إليه كتاب، وأنه يُلهمه من قِبَل الله!! يقول هذا في ديباجة المثنوي، وبهذا يُرى نفسه نبياً، وقد يكون هذا الكلام صحيحاً لولا أن الجلال قد صرح بأن المثنوي كتاب منزل من السماء، ملهم به إليه فإن كان لهذا الكلام معنىً فإن معناه أن الجلال يدعي النبوة، ومن زعم أنه يُفهم من ديباجته غير هذا فهاهي الديباجة أمامه فليقرأ وليذكر لنا فهمه).

وخلص شاهين إلى القول بأن: (غاية المثنوي هي تلقين عقيدة الوجود الواحد، وأن الصوفية ومنهم الجلال إنما اخترعوا بدعة السرِّ والأسرار وهم يقصدون بها عقيدة وحدة الوجود، فالسر المكتوم هو هذه العقيدة، والواقف عليها منهم هم شيوخ الطريقة الكبار، أما المريدون فمساكين لم يبلغوا هذه المرتبة).

هذا مما نقل الباحث، وحسبك أن تعلم أن العالم محمد شاهين، لم يقرأ كتاب المثنوي كاملاً، يقول أبو الفضل: (لم يتيسر للناقد في كتابه الوقوف على ترجمة كاملة للمثنوي، وإنما كان نقده اعتماداً على ترجمة الأجزاء الثلاثة منه، من قِبًل عابدين باشا)".


🔵ملاحظات :

-ما تم إيراده في هذا الكتاب هو اتهامات عاطفية متحيزة لخلفية الكاتب الصوفية الرافضية.
-إكالته التهم لم توثق بأدلة منطقية أو تفصيل.
-يتحدث من حقد دفين وتعالي وكأنه وصي على العقول كيف تفكر لتصل إلى كمالها البشري.
-يغالط، ويتهم الغير بما وقع فيه نفسه، فهو يتهم السلفيين بعدم العلم بابن تيمية والدفاع عنه بجهل وهو كذلك يعاديه بجهل ولا يثبت لماذا يجب علينا كراهيته والحط من قدره وفي الوقت ذاته يرفع فيه رموز بعض الصوفية ويجعلهم نماذج حقيقية لما يريده الدين النقي.
-الكتاب مفخخ ويحمل توجهات لا محايدة ولا مبرهن عليها.
-فيما يخص المراجعة فقد تأخرت في كتابتها لأنه تم العودة لبعض المقالات والبحوث أثناء إعدادها.

تمت🥀
Profile Image for Odai Al-Saeed.
944 reviews2,922 followers
September 26, 2018
يطول الحديث الشيق في ماهية هذا الكتاب ومحتواه وحقيقةً وبغض النظر عن إتفاقي الشخصي من عدمه في المنظومة الدينية بشكل عام فإنني أرى آنه إحتوى على فكر إرتقى بذاته كي يوصل ما أراد من غير خدش لفكر آخر قد يكون يخالفه

أولاً قبل أن يجب أن نعرف الظمأ اللأنطولوجي الذي أراد به االباحث أن يحرر به الفكر العقائدي برمته من سطوة جلاوزة الدين وأئمة المساجد وتجاره فهو يدعو الى الانعتاق من الأدلجة عن كافة محتوياتها سواء تلك التي أتت من الموروث الثقافي الديني أو اللاديني القديم بحكم العادات والتقاليد أو تلك
الأدلجة التي فرضتها علينا أفكار الشيوخ بأفكارها التي هي أقرب إلى الفرض في صيغة أساطير وشعوذة وهي المؤجج الأساسي الفرضي لتعطيل العقل واحتكاره فهي بارعة في حجب الحقيقة ومصادرتها بفعل الوعيد والأساليب القمعية من فكر يروج لهامةوكأننا في نزاع أزلي مع الإله

لخص الكاتب هذه الأديولوجيات بأنها أدوات جزمية همهما تنميط وتدجين الفرد كي يكون مسخ مبرمج على التلقيم بإجابات منها ماهو يدخل في صميمي المصير ويقبلها كما هي بل ويحارب من أجلها بعماء المتطرف فيتغذى بمجموعة من المعتقدات والمفاهيم تعلن القمع على أي أفكار تناهضها أو حتى تتساءل بجدلية اتجاها
يرى الكاتب أن مجتمعاتنا هي ضحية قراءة فاشية للنص الديني المؤدلج والمبرمج والذي يوصلنا لزنازين الرقص على أشلاء الضحايا والتبرير لآلة القتل التي إلنا اليها بفضل تلك الأديولوجيات المعلبة حيث ينشد من خلال فكره التصفوي المعتدل قاصدآ به ذلك التصوف الذي يرفض العزلة ولا يغادر المجتمع تصوف حضور الحياة وليس ذلك الغياب عنها بالإنطواء(أختلف مع هذا الفكر برمته سواء كان أنطولوجي أو أديولوجي مع كافة إحترامي لما قدم) بأن يبرر للمعرفة الدينية حقها بأن تكون حقل من حقول المعرفة والتي يجب أن تخضع لشروط الانتاج العامة للمعرفة البشرية فهي تتطور وتنتقد وتفند
في بند من بنود الكتاب خصص الكاتب الفكر العام لرجل الدين علي شريعتي مصنفاً إياه من هؤلاء المفكرين الدينيين الذين يقومون بأفكارهم على أساس الأدلجة الخالصة التي تغلق باب التحديث للنص الديني وتغلق باب الحديث في مصارعة الموروث الذي يرفض التماهي مع حاضره

فكرة أولى للأنعتاق من الانطولوجي والأديولوجي لكننا إذا ما إرتضينا لأحد الفكرين أن يبرز فلا مانع من الأول كخطوة للخلاص الكتاب شيق،كاتب نخبوي بدرجة رائعة حيث أن سلاسة الطرح أدهشتني
Profile Image for Sura ✿.
284 reviews484 followers
May 13, 2016
2.5/5

الكتاب مزيج من الفلسفة و الدين الاسلامي و السيرة الذاتية , يتكون من عدة فصول:

الفصل الاول : فكر فلسفي و مقدمه بسيطة عن الانسانية و حاجتها للدين .
الفصل الثاني : مذكرات , تجربة شخصية مع الجماعات الاسلامية و حزب الدعوة خصوصا.
الفصل الثالث: يتحدث عن علي شريعتي وينقد فكره .
الفصل الرابع : يبدأ بالحديث عن تفاصيل العنوان , و الفرق بين الايديولوجيا والانطوجيا .
الفصل الخامس : يتحدث عن ابن تيمة والسلفية.
الفصلين السادس و السابع : عبارة عن اسئله واجوبة مأخوذة من مقابلات صحفية مع الكاتب . قرأتها قراءة سريعة بدون تركيز .

الكتاب جيد عموماً, لكن بالنسبة لي فيه الكثير من الافكار المكررة و لم يضف لي الكثير .. ناهيك عن كونه لا يخلو من بعض التكلف و التلاعب بالالفاظ .لكن احترم فكر الكاتب و ربما سأقرأ له كتاباً آخر .


*القراءة السابعة مع مجموعة IGRs
Profile Image for Hajar Masrour.
182 reviews96 followers
May 1, 2022
أعلم الخواء. وأعرف الروح الجوفاء، لأني أكون كذلك أحيانا. أشد ما يثقل على قلبي حين أفكر في شري وكيف أتحرر منه، وحين لا اجد مهربا فأرضخ.
أحلام الخلاص، اليوتوبيا، أتذكرها كما أتذكر سنوات المراهقة والسذاجة الطبيعية جدا، حين تسمع أفكارا حاسمة وراءها يأتي الخلاص الأبدي، ويخيل إليك أن الانعتاق خطوة، الانعتاق عادة، الانعتاق انغماس في شيء ما. لكنه ليس كذلك. الانعتاق الناتج عن تمثلات خارجية عبادة لها، والحق يُعبد لذاته سبحانه.
الانعتاق تحرر. تحرر وصفاء، أن تعبر الروح بخفة، وأن تتواصل في سكينة مع الحق. أن تملأ فراغاتها بعيدا عن تصورات الآخر، الانعتاق إخلاص. إخلاص يدرك الباطن. وحده الباطن يهم.

أعرف المحبة، أعرف الدعوات الطيبة وحنو الجدات. أعرفها لأني أرقب وجه مخاطبي قبل كلامه، وأعلم الطيبة. معنى الحياة طيبة، كما قال فؤاد حداد: الجنة فرط حنان.
تمر السنوات، ويتسع الخواء داخلك، تنظر حولك ولا تجد المثل التي يدعيها المبشرون، تواصل لوم ذاتك وكأن المثال حق، أنت القاصر، أنت المذنب أنك في فراغ، أنت الأضعف. أنت هنا لتخدم الصورة، ماذا دهاك لتتحدث عن المعاناة، معاناة داخلية هي نتيجة لتقصيرك. تقصيرك وحدك. لن تغير المنظومة، هي أكبر منك. أنت من يجدر به التغيير. الزمن تغير؟ ولو.. نحن لا نتغير. جئت لتَخدم، لا لتُخدم. أنا خادم له. لن تخدمه بغير معاييرنا.

تقف هناك وحيدا. تستشعر الخواء، لم يُملأ فكرك بالمحبة بل بالإلزام. أنت خائف بينما ترغب في أن تكون متوددا.
تغمض عينيك، تدرك أنك لست بذاك الطهر لتُكشف لك الحجب، ولست بالنور لتطلب، أنت منكسر. أنت إنسان، إنسان فقط. تربت أمك على كتفيك فتطمئن. يومئ الآخر لك بابتسامة فتسعد. وتحزن، تحزن حين تستشعر اغترابك عما حولك، حين تطلب المعنى فلا تجده. كلٌ إلى زوال. أمد يدي إليه فيروي ظمئي. أرغب في أن يكون معي، أن أحبه ويحبني، أن يصير صديقي. أرغب أن أكون به. أن يكون المعنى. أرغب في وجوده داخلي، أرغب في رحمته وفي عطفه. أنا ضعيف، وصدى المتكلمين باسمه زادني ضعفا، حاولوا أن يجعلوا القوة والجبروت طريقا للوصول إليه، أن يقتلوا الإنسان ليصل إليه، أن يذوب ليذيع اسمه. ونسوا أن من يذكره إذا مات في قلب المحبين؟ من يذكره حقا، كما يحب، كما هو، إذا دمرت المحبة ودمر المحبون؟

أثناء التيه، والتيه طريق الوصول، وجدت مجموعة الدكتور عبد الجبار الرفاعي عن الدين وعن فلسفته. عناوين جذابة وطبعات أنيقة وموضوع كالنار. من الصفحات الأولى سررت بطريقة الكتابة، الخطاب في معظمه مونولوج داخلي أكثر منه كتابة لشخص آخر. هنا يفضي الرفاعي للورقة، فيقرأنا النص حين نقرأه. كتشبيه الرحمة الوارد في الكتاب وتفسير ابن عربي لها: يرحم الله العبد لا ليُرحم فقط، بل ليصير راحما. وكل كتابة، وكل خلق، وكل إبداع لا ينشد تأثيرا في الآخر فقط، بل فعلا موازيا، وشعورا يستمد جدوره من عمق كل فرد يواجهه.
الظمأ الأنطولوجي، العطش الذي لا يرتوي إلى المعنى. افتقار للمقدس. افتقار ينبع من طبيعة الإنسان. لقد خلق ليفتقر وليبحث عن ما يغدي روحه. ووحده هو، يملأ هكذا خواء.

يتناول الدكتور الرفاعي هنا، عناءه مع هذا الفراغ، ومع كل منظومة تدعي المثالية، فتنفي وجود أي ألم، أي مأزق وجودي وأي استشعار للاغتراب. بروتستانتية تتغنى بالدنيا وبأثر الدين على الدنيا، وتجعل الفرد قطعة بازل لصورة مثالية، بينما هو لا صورة له، هو وحده لا يعني شيئا، هو كفرد.. كعالم داخلي، ككتلة من المشاعر والأفكار تتصارع في سياقها التاريخي والفكري مع أقرانها، لا أهمية له. سينسج الصورة ليصير ذا معنى. وإن لم تكتمل الصورة، سنستمر أكثر وسننحت جوانب هذا الفرد وقد نغير بعض ألوانه ليناسبنا أكثر ويلائم تصورنا. لا بأس، هذا من أجله. هو لا يشعر بالسلام؟ هذه ليست دار السلام.

يضع عبد الجبار الرفاعي الإنسان أولا، قبل الأمة، قبل القبيلة، قبل الدولة. على المستوى الداخلي، وحين نتحدث عن الدين، الإيمان، الأمان، البحث عن المقدس، فالعالم الجُواني للفرد هو ما يهم. ويجب عليه أن يتعلم هذا. الاعتقاد الصحيح، الإيمان الصحيح، الإخلاص الصحيح، الحب الصحيح. لا أن يتعلم الامثتال لهذا أو ذاك، أو لهذا الإطار الفكري أو ذاك. النبع الأول لا يتغير، لكن ما بعده قابل للنقاش والمحاورة في ضوء تأثيره على الفرد. وفي ضوء المعطيات الجديدة وحاجيات الفرد المتجددة.

الفصل الأول يتحدث عن "نسيان الذات"، وهذه خطيئة. أن تنسى ذاتك يعني أنك لا توجد، حقيقة، تصير مرآة، تصير نمطا كآلاف الأنماط الأخرى المتكررة. في الطريق، لا تنسى ذاتك. ولأنك إنسان، فسينتقل اعتبارك هذا وتقديرك ذاتك نحو أخيك، ولن تنساه. ستتحترمه. ستدرك أن الطرق متعددة. وأن قوالب الخلاص هي "قوالب". يفضي إلينا الدكتور عبد الجبار الرفاعي هنا عن معاناته، عن رحلات شبابه الشاقة من تيار لآخر، من فكرة لأخرى، انتقال يعني الحياة. انتقال ينقح الفكر ويصفيه، معاناة تؤدي إلى سلام، إلى رحابة فكرية وإلى تقبل، للذات قبل الآخر.
بعدها سيرينا الكاتب مثالا للبروتستانية، مثالا للإصلاح الذي يبدأ خارج الإنسان، مثالا لاشتراكية مغلفة بطابع ديني. ويناقش كذلك موضوع المتصوفة ورأيه فيه، ويميز أنماط التصوف، ويشدد أن الهرطقة والهيام على الوجه واعتزال الآخر ليست السبل للسلام، بل هي الطريقة والوصال مع الخالق، وفهم الخالق من يوصل إليه. إيمان عميق به يبعث في القلب تقديرا لكل خلقه. يشير الرفاعي إلى ضرورة الانتفاع بثراث العارفين والفلاسفة في تقوية روحانية الفرد، ويرفض جزما أن يوصف بالعلماني المؤمن. اختلاف الرؤى في مقام الدين الاول ووجهته الأولى لا ينزع عن المرء دينه، إلا في ذهن السدج. أي المكانين أقدس؟ القلب أم التراب؟
لنوطن الدين في القلب أولا. وليكن حضوره فينا شفاء وملجأ دائما ومقصدنا الأول.

أكثر رحابة. لنكن أكثر رحابة في تقبل الفلسفة والفكر والعلم وكل التطورات، لنترك للعقل مهمته الدائمة أن يفكر، لا أن يكرر. ولمنح للقلب طمأنينته. لنخطو إليه على عكازينا معا: العقل والقلب.
لنناقش اللغة، المذهب الأرسطي، التاريخ، التفسير، العلوم، الجينات... لننفتح. هذه دعوة عبد الجبار الرفاعي. ليستوعبنا الدين بكل أجزاءنا، لنستوعبه كله. فكل شيء منه.

اقتباسات من الكتاب:
"في الأسئلة ليس هناك سؤال أخير. في الفلسفة ليس هناك مفهوم أخير. في الفكر ليس هناك رأي أخير. في العلم ليس هناك نظرية أخيرة. في الدين ليس هناك اجتهاد أخير."

"يؤسفني أنه يتفشى فهم تبسيطي لدى بعض المراهقين، ممن يتشبهون بالمثقفين، يتلخص في: امتناع اجتماع الإيمان مع العقل، أي أن تكون مؤمنا -في مفهومهم- فأنت غير عاقل، أن تكون عاقلا فأنت غير مؤمن. أما أن يجتمع فيك العقل والإيمان، مثل: ابن سينا وابن رشد وابن عربي، وديكارت وكانط وكيرككورد، فهذا تهافت."

"المطالعة مهنتي الأبدية، إنها محطة استراحتي، إنها ما يمنحني الرضا، ويحررني من نمطية الواقع وتكراره الرتيب الممل، هي ما يفيض علي الهدوء، ويثري لحظات يومي بسعادة غامرة."

"تربيتنا على نموذج الإنسان الكامل، وترسبها في لا شعورنا، جعلنا حالمين ببشر عابرين لطبيعتهم البشرية، مجردين من ضعفهم البشري. كأننا كائنات كاملة لحظة ولادتها، كأن كل شخص في مجتمعاتنا هو 《إنسان كامل》، وسيلبث كاملا أبدا."

"ويتجلى للمرء أنه حيثما يوجد الحب يتحقق الدين. كما يكتشف أن من لا يحب الإنسان لا يحب الله. ويتذوق كيف أن الحب هو وقود الحياة، حين تفتقر الحياة لوقود يحركها. وأن العجز عن الحب هو عجز عن الحياة."

مراجعة لكتاب: الدين والظمأ الأنطولوجي، للدكتور عبد الجبار الرفاعي.
Profile Image for Hameed Younis.
Author 3 books470 followers
January 8, 2018
أثر كتاب (الدين والظمأ الانطلوجي) على الساحة العربية عموماً والعراقية على وجه الخصوص، دينية وغير دينية. وقد تأخرت في قراءته لأن هذا اللون من الكتابات ليس من تخصصي ولا من هوايتي. لكن مع ذلك فقد قرأته مرغماً لكثرة ما سمعت وقرأت عنه
يبدأ الفصلين الاول والثاني بشكل بديع حين يستعيد الكاتب ذاكرته الاولى، طفولته وصباه وشبابه، ليستدل بذلك الى تهيئته وتكوينه الروحي وكيف اصبح بحاجة دائمة الى الدين والروحية والقداسة. وفي النتيجة يتوصل الرفاعي الى ان حياته الروحية توصلت الى احتياجها لثلاثة اشياء (الايمان والاخلاق والانسانية). لكن كيف توصل الى هذه النتيجة؟ لا أعرف. وبدأ يمدح ويشدد على الموروث الديني والعبادات ليستطيع بعدها الوصول الى هذه الاعمدة الثلاثة! أيضاً كيف وصل الى هذه النتيجة؟ لا اعرف
الفصل الثالث والخامس، برأيي الخاص، كانا أهم فصلين، كتبا بشكل موضوعي رائع. تناول الأول تشكيل فكر علي شريعتي وكيف ان شريعتي غيّر التوجّه الديني وحوّله من انطلوجيته الى ادلجته، وهنا يجب الاشادة بهذا البحث، بمعيةّ ضرر الإيدولوجيا على الدين وتأثيراته السلبية على روحية الدين، كان البحث موسوماً ومتمكناً في جوانب كثيرة. في الفصل الخامس تحدث الكاتب عن الضدّ من شريعتي، فكر داعش، فشرح واستدل تبلور افكار داعش التكفيرية، وكيف انها بعيدة كل البعد عن الدين وعن الانطلوجيا
بقية الفصول هي تكرار، يؤسفني القول، لما يريد الكاتب ان يصبو اليه، لكن عوضاً عن ذلك فأن الكتاب لا بأس به، وربما لا يستحق الفورة الكبيرة التي تفجرت حوله
Profile Image for qasem.
362 reviews63 followers
May 25, 2017
اضحى فكر المرحوم شريعتي اليوم في ذاكرة التاريخ في التفكير الديني في ايران بعد ان اضمحل حضور كتبه ولم يعد الا رمزا للمثقف الداعية الرسولي في ذاكرة الثورة الاسلامية بعد ان تخطت النخب الإيرانية الإشكاليات والمفاهيم والشعارات السائدة في اثاره. وانشغلت بما لم يفكر به ويتحدث عنه شريعتي .

لكن شريعتي ما زال يتنامى حضوره بالعربية وتغرق مكتباتنا بمؤلفاته باستمرار<> ، وينتشر تاثيره في ثقافة الشباب الدينية ويترنم بشعاراته الناشئة في ديارنا وترتسم له صورة ميثولوجية في مخيلة الجيل .

غربل المثقفون الايرانيون فكر شريعتي وكتبوا في نقده الاف الصفحات من كتب ورسائل جامعية ومقالات فضلا عن الندوات والحلقات النقاشية حتى استطاعوا عبوره و وضعه خلف ظهورهم منذ سنوات طويلة .

لكننا بالعربية مسكونون بمضغ الكتب التعبوية ومغرمون بما يغذي غضب الشباب بالفضلات الثقافية ...... اما المؤلفات العميقة للفلاسفة والكتبات الجادة للمفكرين فهي غربية عنا ونحن غرباء عنها .

___________
<> معظم الترجمات العربية لآثار شريعتي ملتبسة لا تتمثل لغته وبيانه الساحر و لا تحاكي نثره المضئ
Profile Image for بثينة.
136 reviews123 followers
November 1, 2016
يكتب الرفاعي عن “الظمأ الأنطلولوجي” أو “الفقر الوجودي” بوصفة منشأ لحاجة للدين. هذا الظمأ للمقدس يجتاح حياة كل انسان يولد بمفرده، و يحيا بمفرده، ويموت بمفرده، ويتألم بمفرده، ويؤمن بمفرده. ويجتاحه بمفرده: القلق، اليأس، والاغتراب، وفقدان المعنى والعدمية. امتلاك الحياة الانسانية الحقيقية لا يبدأ الّا عندما تتحقق الذات التي وجودها وصيرورتها هي الحرّيّة. التي يتطلب امتلاكها شجاعة لأنها مسؤولية و خيار ايماني وموقف حيال الوجود. فان تكون حرا يعني ان تواجه العالم وحدك وتفكر وحدك. و الناس بطبيعتهم ينفرون من التفكير، لذلك يفتشون عمن يفكر بالنيابة عنهم. وهنا يأتي دور الجماعات التي تتعاطى مع الفرد بوصفة عنصر يذوب في مركب الجماعه. مهمته الامتثال لما يؤمر به. وذلك يفضي إلى الغفلة عن الذات و طمسها بل تشيؤ الذات و سبات العقل . وهكذا عندما يغيب الوعي الفردي، تضمحل تبعا له الهوية الشخصية ويفضي ذلك إلى سيادة روح القطيع. فتتبدل معايير الحقيقه والحق والقيم حسب منطق الجمهور و تتفشى العصبيات و تضمحل القدره على الخلق والابداع التي هي فردية دائما.
تحدث أيضاً عن الحياة الروحية الاخلاقيه التي هي اثمن رصيد يمتلكه الانسان. يمكن التفريط بكل شيء الا بالإيمان، الأخلاق و الانسانيه لانها ثوابت شخصيه. اما التفكير وكل شيء آخر في الحياة يخضع للتحول والتغيّر.
وهكذا لا إيمان بلا أخلاق ولا أخلاق بلا إنسانية. فكلما اتسعت الخبره بالنصوص الدينيه يشرق الايمان ويتنامى الحس الأخلاقي وتتعمق النزعه الانسانيه. كذلك فرّق بين الدين الانطولوجي والدين الايدلوجي بشكل جلي.
الكتاب ممتع وسلس لولا بعض التكرار في الأفكار. و التشعب في مواضيع أخرى (مثل الفصل عن سيرة الكاتب الذاتيه و الفصل الخاص بنقد فكر علي شريعتي).
Profile Image for Ryan Alsaihaty.
147 reviews36 followers
February 16, 2018
مجموعة من المقالات والحوارات يناقش فيها المؤلف ظمأ الإنسان وفقره للمقدس وكيف أنه لا يروي هذا الظمأ غير الدين. تحدث المؤلف عن عدة مواضيع منها: علي شريعتي وأدلجة الدين، البروتستانتية الإسلامية، الدين الأنطولوجي والدين الأيدولوجي، التدين السلفي وفكره، التعلق بالموروث وتجديد الفكر الديني، وغيرها.

لم يعجبني في أسلوب الكتابة الاستطراد المبالغ فيه، فمثلا يكتب المؤلف عشر عبارات مختلفة بشكل متتالي لنفس الفكرة بينما كان بالإمكان الاكتفاء بعبارتين أو ثلاث لتوضيح نفس الفكرة. وعندما يتكرر مثل هذا الاستطراد عدة مرات في كل مقال، تشعر وكأن الكاتب يستعرض فصاحته وسعة مصطلحاته.
Profile Image for الشناوي محمد جبر.
1,334 reviews338 followers
November 4, 2019
الدين والظمأ الأنطولوجي
عبد الجبار الرفاعي
........................
التدين وصورته في مجتمعنا بصفة عامة لا تعجبني أبدا؛ لأنها ومن الواضح جدا أنها تركز علي الجانب الشكلاني فقط ولا تهتم أبدا بالجانب الروحي والتجربة الروحية للشخصية الإنسانية، وسبب ذلك قد يرجع إلي أن التدين الشكلاني يطمس جوانب التفرد في الشخصية الإنسانية ويحول الأشخاص إلي مجرد قوالب مكررة لا تجد فرق بينها؛ لأن التدين تم قولبته في أشكال وقوالب حولت الجميع إلي نسخ متطابقة. وأصبح الانتماء إلي تيار إسلامي معين يعني الالتزام بشكل وصورة محددة في الملابس والهيئة بصورة عامة. باختصار تحول الدين بدلا من رؤية للكون والإنسان والله الخالق وكيف تسير العلاقة بينهما إلي مجرد أيديولوجيا، تم استخدام الدين خارج سياقه، وكل شيء يفتقد غرضه حين يتم استعماله خارج سياقه. كثيرا ما يتم الخلط بين مفهوم الدين وبين توظيفه خارج وظيفته الحقيقية. هكذا يفرغ التوظيف الدين من مقاصده ويهدر غاياته وأهدافه.
أدلجة الدين أضرت بالدين وغيرت معني التدين وحولت المتدينين إلي جماعات مصالح بين أفرادها ما ليس بينهم وبين المسلمين الآخرين. الأخلاق علي الضد من الأيديولوجيا غالبا، ذلك أن الأيديولوجيا ربما تصير الحسن قبيحا والقبيح حسنا حسب مصلحة التنظيم أو الجماعة التي ينتمي إليها الفرد المؤدلج. دين الأيديولوجيا يستخدمك، فيسخر حياتك وطاقاتك ومواهبك لتخدمه، ويفرض عليك حدوده وإطاره وأسيجته، التي إن تخطيتها يصادر عليك دنياك وآخرتك. الأيديولوجيا نسق مغلق، يغذي الرأس بمصفوفة معتقدات ومفاهيم ومقولات نهائية، تعلن الحرب علي أية فكرة لا تشبهها، حتي تفضي إلي انتاج نسخ متشابهة من البشر، وتجييش الجمهور علي رأي واحد، وموقف واحد.
تعتبر الأيديولوجيا _ والتي تكاد تحل محل الدين وغيرت معناه _ أن تكون نوع من العبودية، بل هي أخطر أنواع العبودية، فأخطر أنواع العبودية هي عبودية العقل، إنها هي التي تفضي إلي عبودية الروح والعواطف والمشاعر والضمير. التفكير شجاعة، أحيانا تكون ضريبته موجعة. في بلادنا من يفكر بحرية لا بد أن يكون مستعدا للتضحية بمقامه وماله وانتمائه لجماعته، بل ربما حياته.
يقع الإنسان في إطار وأسر الجماعات الدينية المؤدلجة حينما يعطل عقله ظانا أن تعطيل العقل والاعتماد علي أراء الأكبر أو الأعلم دون نقاش قد يكون مريحا له أو ضمانا بعدم الوقوع في الخطأ أو الحرام، لكن الحقيقة أن تعطيل العقل قد يكون مهربا للخلاص من مرارات الواقع. وقد يكون تنويم العقل ملاذا لتخديرنا من آلام الحياة المنهكة. لكنه أيضا ضرب من الحياة النيابية، التي تغيب فيها الأنا الشخصية، ويكف فيها الكائن البشري عن أن يكون هو.
مهمة الدين أن يكتشف الإنسان، أو أن يساعد الإنسان في اكتشاف نفسه، إن اكتشاف الكائن البشري في غاية الصعوبة؛ ففي كل شخص بسيط عمق لا نراه، وفي كل شخص عميق صوت طفل لا نسمعه. والاكتشاف الحقيقي للإنسان يكون بالتعليم القوي الناجح الذي يوقظ عقل التلميذ، ويدربه علي التفكير المستقل، كما أن هذا التعليم ينبغي أن يكشف للتلميذ المساحات الشاسعة لجهله، ويحرره باستمرار من جهله بجهله. وليست مهمة التعليم هي حشو الرأس بأكداس من المعلومات المشتتة.
Profile Image for نور سعيد.
83 reviews12 followers
January 29, 2016
من علي شريعتي الكاتب التعبوي للثورة الاسلامية في ايران والذي كرر تجربة سيد قطب في الاخوان المسلمين فشريعتي نسخة شيعية لقادة الاخوان المسلمين من ناحية ادلجة الدين وبعده عن الروحية التي ينشدها كل مؤمن ثم الى مولانا الرومي وما احيط حوله من اساطير رفعته الى مستوى الالوهية...تناول الكاتب امر هام جدا باننا دائما نلوم الانتحاريين والاسلاميين المتشددين لكن لا نلتفتت الى مابنو عليه افكارهم ومعتقداتهم ومبادئهم تلك !! العالم اجمع حاليا في حالة هلع من المسلمين بسبب تشدد بعض الجماعات الاسلامية !! لماذا لا تنتهج تلك الجماعات لافكار ومباديء ابن عربي او جلال الدين الرومي ؟؟؟ لماذا جعلت من ابن تيمية دستور بعد القران ؟؟؟ هل للسلطات يد في ذلك ؟ اكيد فالكره والطائفية والمذهبية تخدم سلطاتنا العربية بلا شك !! بالرغم من اهمية الكتاب وما اضاف لي لكن هنالك ماخذ على المؤلف في نعته لاصحاب العلوم الطبيعية والطب والهندسة بانهم لا يفكرون بعمق ولا يحللون او يشككون حسب رأي مارتن هيدغر!!! في محاولة للدفاع عن المؤسسات الدينية ومرتاديها وعلل ذلك بان اتباع الاحزاب وخاصة من يقودها يعودون بالاصل الى احد هذه العلوم على اساس بانهم ياخذون كل شيء دون تشكيك ... لكن حسب ويكبيديا فان ابو بكر البغدادي حصل على الدكتوراه والماجستير والبكلوريوس من كلية الشريعة جامعة بغداد !! اليست الدراسة الجامعية هي وجه اخر مصغر للدراسة في المؤسسات الدينية ؟؟... بصراحة استفزني هذا الشيء كوني مهندسة اولا وثانيا ان كل الدراسات العليا والابحاث خاصة جانبها العملي يحتاج عصارة تفكير عميق لولاه ما وصلنا الى عصر
التكنلوجيا او الى عصر التقنيات الجينية .... فارى بان دكتورنا الرفاعي قد ادلج العلوم الطبيعية وابعدها عن انطولوجيتها
هل هذا رأي نابع عن كون المؤلف متخصص في العلوم الانسانية ؟!! هو بحق تقليل كبير من شأن الاف التجارب والابحاث التي يضنى علماءنا واطباءنا ومهندسونا لكي نحصل على صحة وتطور اليوم .... باعتقادي بان مرض القلب لن يشفى بالفلسفة وان النعم التكنلوجية الحالية لن تتحقق بالتصوف !!! شيء اخر وهو اختصارهه في انتقاده لطرق التعليم في الحوزة مقابل ذكره ذلك للقاريء وجعله يبحر في خيالاته دون وجود مرسى قريب
Profile Image for Fahad Alqurain.
304 reviews142 followers
February 15, 2016
كتاب مهم يحكي واقعنا المعاصر وكيف تحول الدين من رحمة وتسامح الى قمع وقتل ..

Profile Image for نادية أحمد.
Author 1 book494 followers
February 7, 2017
الظمأ الأنطولوجي بإختصار كما عناه الكاتب هو
الحنين للوجود
وهذا عكس كلمات الشاعر أحمد شفيق كامل في
رائعته ( إنت عمري) والتي غنتها أم كلثوم؛ وتحديداً عندنا تسدح بمقطع :
خدني لحنانك خدني من الوجود وابعدني

الوجود يأتي بمعنيين؛ الأول هو الخالق والثاني هو الحياة بوجود الخالق

وهذا يتزامن مع كلمات الشاعر شفيق والذي يطلب
من الحبيب أن يأخذه لحنانه كي يخرجه من مرحلة
الإدراك والوعي بكل ما هو موجود

ثمّ أنّ مسألة الظمأ للوجود بحد ذاتها منبثقة
من المتصوفة
وظمأ أنطولوجي هو دلالة الشّح الوجودي
واشباعها يكون من خلال الغنى الوجودي

وحيث أنّ كل موجود له كينونة ويسعى للكمال الكينوني من خلال إيجاد أطوار جديدة تتسق وهويته

ثمّ يتعمّق الكتاب بعد مقدمته ويدخل في الكينونة الدنيوية
والموت من خلال أسئلة وتساؤلات ميتافيزيقية
ويركّز على أنّ الدين هو الفيصل الذي يبت في
مسألة الحياة والموت ومعانيهما
وانطلاقة الكاتب من تسمية الكتاب بهذه التسمية
لإشباع حاجته للخلود
وهذا الإشباع للخلود والشغف بالكمال الذي يسعى
لصهر كينونته فيه
فقط الخالق هو القادر على منحهما
وركّز الكاتب على جانب آخر يشبع الروح والكينونة
وهو الفن
وكيفية قدرته على إعطاء معاني للحياة لكنه ليس بديل
للدين
وضع الكاتب الدين والفن بنفس الكفّة او كفتان متساويتان
لكن الأول ترجح كفته في مسألة الخلود في الحياة الأخرى
والثاني ترجح كفته في مسألة الخلود الدنيوي فقط

وحقيقة لا أعلم لماذا اختار الكاتب نمطين يبدوان نقيضان لبعضهما او على أقل احتمال غير مكملين!

لكن ما يفسّر لاحقاً هذه النظرة للكاتب هو تركيزه
على البُعد الروحي وأنّ الحياة تحتاج لصلاة واحدة
شمولية حتى نتلذّذ بها في كل المن��حي وهنا وجدت
كلامه وتوجهاته مقاربة جداً لكتاب :
سلاطين المتصوفة في العشق والمعرفة للدكتورة نظلة
الجبوري والذي سبق وكتبت تقييمي ورأيي حوله.

أبدع الكاتب وتجلى بحق في حديثه عن " الأنا الخاصّة " والمفارقات الجمّة بين الحرية والعبودية

ثمّ كيفية قتل روح الفرد بمفاضلة الجماعة عليه
حيث أنّ الهدف هو تحيا الجماعة ويموت الفرد
وهنا أخفقوا أصحاب هذه النظريات الرّثة بهذا المبدأ

الجماعة هي كينونة ومصفوفة مجزأة لأفراد منفصلين
وكل فرد له عالمه
فإذا ما همّش سوف يتكتّم على عالمه الداخلي ويرتدي
أقنعة تتوافق مع الجماعة وتعاليمها
وهذا سبب أساسي لإزدواجية السلوك او الشيزوفرينيا في بعض الحالات

لذلك نعود لعنوان الكتاب ونربطه بالتعطش والإشباع
الطبيعيين للفرد من خلال كينونة وجوده والتعبير الحر
عن نفسه دون قيد واحد
قبل غرق الفرد بالكل وتهميشه لذاته، روحه وتوقه للوجود

وهنا يسطع سبب قوي لأن تحارب الجماعات في بلادنا أي فلسفة او ثورة فلسفية من منطلق إيمانها
بأنّ كل التصوّف هرطقات وخزعبلات معتقد وعقيدة

ولفت انتباهي الحديث عن الشخصيات المستعارة
حيث تبث وسائل الإعلام رسائل وخطابات كاذبة في مجملها
وهنا يقع في فخها فقط الفرد السطحي الغير عميق
حيث تكون العملية أشبه بإسقاط وإرسال من جهة
الجماعة التي تغرق بالشعارات التعبوية وفائض لفظي
وضوضاء تدفعهم لأن يغيبوا عن ذواتهم
بل وتُلغى كليّاً بصمة كل ذات وفرد حيث يفقد آلية
التفكير إلى أن يصل لمرحلة " الشمّاعة " وهذا ما نراه
بمشاهد كثّة مذ زمنٍ بعيد
وأقرب مثال هو الكتاب الذي قرأته قبل يومين :
The new Rulers of the world

وشاهدنا من خلال طرح الصحفي بيلجر كيف أنّ
الإعلام يلعب دور مخيف في تبني أيدولجيات تدعم
العولمة السياسية في الدرجة الأولى ثمّ الإقتصادية.

والعكس صحيح يحدث من الفرد فيما إذا
لم يرضخ للجماعة ولم يساهم بطمس هويته
سيجد النفي والنفور وسيقذف خارج اللعبة الجماعية
وذكر الكاتب نقطة :
(وهذا يشكّل عجز على الإبتكار والإبداع)

وهنا أنا غير مؤيدة للكاتب
لأنّ الفرد العميق لا يحتاج لإنتماءات جماعية حتى يُبدع
وهو لن يقوم بمحاكاة لما هو مكرّر فحسب
لقدرته على اختراق كل سائد وتمتعه بالأصالة والطلاقة الفكرية والحسية وتجسيدهما على أرض الواقع

يستشهد الكاتب ببعض العلّامة الصوفيين كالبسطامي والسهرودي وجلال الدين الرومي وغيرهم

الكتاب بشكل عام عميق خاصة في الباب الأول
لأنه فلسفي
أما الثاني فأشبه بسيرة ذاتية خالصة ومذكرات
الكاتب وتجاربه مع الجماعات الإسلامية
ويتناول الكاتب الجزئية المتعلقة بولادته في العراق
وكيف أنّه أمضى أكثر من نصف حياته في الحوزة
في النجف ثمّ قم
والباب الثالث تطرّق لترحيل الدين من الأنطولوجيا
إلى الأيدولوجيا
( المثقف الرسوليّ علي شريعتي )
وتحدّث فيه عن اتجاهات التفكير الديني المعاصرة
في إيران:
- اتّجاه موروث تقليدي
- اتجاه إحيائي( تيّار فلسفي عرفاني+
المدرسة التفكيكية)
- اتجاه تجديدي ( تيّار التفسير العلمي+تيّار
الهوية الذاتية)


والخطابات التعبويّة شديدة التأثير؛ التي اشتهر
بها علي شريعتي قبيل الثورة الإسلامية
وسيرة ذاتية عنه ويوتوبيا شريعتي

الأيدولوجيا تعطّل التفكير التساؤلي لأنها تفرض
تفسيراً أحادياً وتوهم بالعمق والإبتكار.
وشريعتي هو الوجه الآخر للإخوان المسلمين ولكن
بالنسخة الشيعية والذي أدلج البُعد الأنطولوجي.

وتحدّث عن التصوّف وأنماطه وتحديدا عن جلال الدين الرومي
وعن الفرق بين معرفة الله وحب الله
تحدّث أيضاً عن الجماعات الإسلامية المتطرفة ك داعش

وأورد في الكتاب مقالات منتقاة مما نُشر حول
الطبعة الأولى للكتاب مع بعض نقاشات المؤلف


عن الكتاب :
_ ديني تفكيري، فلسفي يقع ضمن ٣٠٠ صفحة
_ أول فصل هو أقواها وأمتعها من حيث اللغة والأفكار
_ فصل السيرة الذاتية للكاتب نفسه وسيرة علي شريعتي أجدهما لم يضيفا ذاك الكم الجيد من
المعلومات للموضوع والفكرة الأساسية للكتاب
حيث كانا تفرعاً جلياً وسطحي نوعاً ما
_ التكرار للكلام والفكرة بنفس الصفحة أو صفحات لاحقة يعطي شعور بالملل للقارئ
_ تحليله لكيفية تحوّل الدين في زمننا من أنطولوجي إلى أيدولوجي كان رائع وصائب

الكتاب بشكل عام جيد وأنصح به لمن يحب الفلسفة
ويبحث في العمق الديني

نادية أحمد
٢ يناير ٢٠١٧

Profile Image for Peace.
32 reviews14 followers
August 1, 2017
أول كتاب أنهيه لمجموعة هذا العام
توليفة سيرة ذاتية على نقد مناهج على وصلات فلسفية وصوفية وجوانيات ممتعة
..يحاول عم الرفاعي استنطاق تجربته بكل ما أوتي من تجرد
يمجد ثقافة الاعتراف و الموروث الأوغستيني فينتقد تجربة انضمامه للجماعات وتعرضه لضوضاء فكرية و قيمية تارة وينتقدالسيرالذاتية العربية الموسومة بمثالية مثيرة للغثيان تارة أخرى
الدفق الفكري لهذا الرجل يخلق سمفونية استثنائية.. فهو الإنسان الخاضع للدراسة وهو المتأمل المشرف عليها وهوالنموذج الفكرسلوكي المجسد لكل ما ينتقده أو يقترحه
..أحببته
هناك فجوة بين عنوان الكتاب ومحتواه *
Profile Image for طيبة الجنابي.
12 reviews11 followers
May 26, 2016
لا أدري ان كنتُ سأنجح في توصيف هذا الكتاب ،لكنني بالطبع مضطرةٌ للمحاولة .
لا انكر انه كان مفاجأة كبيرة بالنسبة لي .عبد الجبار الرفاعي ،كاتبٌ أنبت نفسي مرارا وانا اقرأ ، على عدم معرفتي به من قبل .. يعتبر كتاب ( الدين والظمأ الانطولوجي) كتابٌ من الكتب القليلة التي نجحت في اتلاف بعض النزع القديمة لدي . لغة الرفاعي اثارت دهشتي بشكل لم يسبق ان يحدث ، افكاره ،ذكائه وحبكته .. لا انكر انني لمست بعض النرجسية والترفع في مكانٍ ما ، لاسيما وانني في البدأ لم اتوقع من الرفاعي سوى ان يكون كاتب مصغر وتلميذ مجتهد لعلي شريعتي ،ذلك انهما يلتقيان في بعض الافكار والتوجهات ..لكن ما اثار استغرابي هو تخصيصه لفصلٍ كامل من الكتاب ينتقد به شريعتي بشكل أقنعني شخصيا تحت عنوان ( علي شريعتي : ترحيل الدين من الانطولوجيا الى الايديولوجيا) .كذلك الحال مع ما يخص ابن تيمية وغيرهم .
يعتبر الرفاعي واحد من اهم الفلاسفة المختصين في عملية تحديث التفكير الديني التي برزت خلال القرنين الماضيين ،شدد في الكثير من صفحات كتابه على اهمية المعنى واعلائه فوق الكلمة ،الروح واعلائها فوق المادة ،الانطولوجيا واعلائها فوق الايديولوجيا والبروتستانتية الاسلامية . ولعل هذا النوع من الكتب هو اكثر ما صار يستهويني بالفترة الاخيرة .
الظمأ الانطولوجي ،او الظمأ الى المقدس ،أجاد الرفاعي في فلسفته وصياغته ، في العديد من فصول الكتاب ،مضافا اليه تجربته الشخصية ومذكراته بما يخص الانطولوجيا .
لا انصح به فقط ،بل وأؤكد عليه
Profile Image for Hussein Ghalib.
24 reviews3 followers
April 6, 2020
الكتاب هو امتداد لسلسلة تحديث الفكر الديني الي أطلقها الكاتب عبدالجبار الرفاعي.

يتحدث بهذا الكتاب عن الظمأ الانطلوجي (الروحي ) للدين وكيف يساهم الدين بتعويض النقص وسد الفراغ داخل الإنسان.

الفصل الأول يتكلم عن الحرية وكيف أنُ الحرية صعبة مقابل سهولة العبودية.

الفصل الثاني يتكلم عن سيرته الذاتية (ما اعرف ليش أضافها للكتاب وما گدرت اكملها وتجاوزت هذا الفصل)

الفصل الثالث يبدأ الكاتب يوضح فكرة الكتاب من خلال نقده لمحاولة لعلي شريعتي ربط الدين بأيدلوجيا معينة وتفسير القصص الدينية في التاريخ بما يتناسب مع هذي الأيدلوجيا.

الفصل الرابع أكمل الكاتب نقده للايدلوجيا في الدين ولكن بدون الرجوع لعلي شريعتي بل من خلال التكلم بشكل عام عن مضار الأيدلوجيا للدين، وذكر أمثلة كالاخوان المسلمين وغيرهم.

الفصل الخامس نقد للتفسير السلفي للدين

الفصلين الاخيرة مقابلتين مع الكاتب واعتبره أكثر فصلين ممتعات.

من سلبيات الكتاب هو أن القارئ يستطيع معرفة موضوع الكتاب من ثالث فصل ويستمر الكاتب بالتأكيد على الموضوع بالفصول اللاحقة.

الشيء الثاني هو اعتماد الكاتب على لغته القوية بتمطيط النص وتكرار الكلمات بطرق مملة بعض الأحيان.


بشكل عام الكتاب متوسط الجودة، يدعوا الى تفسير ديني يعتمد الفلسفة والافكار الروحانية.أفكاره واضحة من البداية مع مجموعة أفكار قوية ذكرها الكاتب بين الصفحات.
Profile Image for Fadwa!.
423 reviews1 follower
June 30, 2017
أوه ..!
عودة للقراءة بعد انقطاع لأسابيع ..
تقييمي هو أربع نجمات ونصف لهذا الكتاب
بالمناسبة لمَ يحرمنا القودريدز من وضع نصف نجمة؟
لأننا لن نعدل إلا بهذه الطريقة!
عموماً ..
عندما أكون مُبتهجة_كما الآن_ وأبدي رأيي بكل حماس فهذا يعني أن الكتاب لامس أعماق قلبي
بل وتجاوز القلب ولامس كل خلاياي!
نعم هذا ما حدث معي في قراءة هذا الكتاب. :)
أكثر مقال لامسني وتأثرت به جداً عندما كتب عن سيرته الذاتية ..
لا أدري ما يبلغ من العمر, ولكن أدري أنه توصل لهذه المعلومات بعد دراسات واختلاطه بكافة التوجهات.
وأود أن أقول أني توصلت لجزء كبير مما توصل إليه بعد احتكاكي بهذه الجماعات وانتمائي لها انتهاءً بكرهي لها في غضون سنتين أو ثلاث فقط!
وقد زادت معرفتي بالحقيقة_أحببت أن أستخدم هذا التّعبير لأني أراه مُناسب_ بعد قراءتي هذا الكتاب.
كنت شغوفة بفكر شريعتي, ونقده له فتح لي أبواباً عدة!
هذا غير أني توسعت في فهم الأيديلوجيا والأنطولوجيا في الدّين.
النّصف نجمة التي لم أضعها لأني رأيتُني استصعبت العديد من الجمل والمصطلحات.
أيّها الرّفاعي أنتَ رائع بحقّ, أنت شعلة نور لشبابِِ تبحث عن الحقيقة.
Profile Image for Zahraa Hussin..
227 reviews49 followers
October 12, 2021
يستحق القراءة بكل تأكيد
إلىٰ مراجعة لاحقة إن شاء الله .
Profile Image for أيمن  مشانة.
197 reviews86 followers
February 28, 2018
"أعني بالظمأ الأنطولوجي الظمأ للمقدّس، أو الحنين للوجود، إنه ظمأ الكينونة البشرية، بوصف وجود الإنسان وجوداً محتاجاً إلى ما يثريه، وه�� كائن متعطش على الدوام إلى ما يرتوي به...، لكل موجود نمط كماله الذي هو من جنس كينونته، ويتسق مع سنخ وجوده. الظمأ الأنطولوجي إنما هو الفقر الوجودي، وارتواء الظمأ هو الغنى الوجودي. أي أنّ هذا النقص لا يكتمل إلا ببلوغ الكائن البشري طوراً وجودياً جديداً، يضعه في رتبة أعلى في سلّم التكامل الوجودي. الدين هو ذلك السلّم الذي يرتقي عبره هذا الكائن صعوداً للكمال، ويرتوي من خلاله ظمؤه الوجودي".
تمثل هذه المقدمة بما تحويه من منهجية ولا منهجية من تخصيص وتعميم وما تحويه من معقولية ولا معقولية ومن معرفة ومن شاعرية حالمة الإطار الحامل لمحتوى الكتاب الذي بين يدي للدكتور عبد الجبار الرفاعي المفكر العراقي الذي اسمتعت بقراءته المتأنية البطيئة.
يصدر الكتاب ضمن سلسلة (تحديث الفكر الديني) التي يشرف عليها د. الرفاعي أراد من خلال الكتاب أن يعرفنا بتعريفه للدين و الظمأ الأنطولوجيا الفعل الإنساني الأصيل .
إذ يثير في كتابه قضية جوهر الدين وجدواه و مكانته في حياة البشر، وعن ارتباط الدين بالفلسفة والتجربة الدينية بالعقلانية، وعن قدسية الدين الأنطولوجية ومكانته بعد أن حولته بعض الجماعات إلى أيدولوجيا للدفاع عن مصالحها كما يرى الكاتب، كما تناول تجربته الدينية الخاصة وكيف كان الدين والإيمان والإنسانية أهنم ركائز بناءه الروحي والتي أراد من خلال طرحها تعميم هذه التجربة، ثم أزمة الإصلاح الديني وماتواجهه من عوائق معرفية أبرزها أدلجة الدين وأزمة التقليد السلفي (مع التأكيد على المغالطات التي يمكن أنه وقع فيها الكاتب في نقوده المتعددة)
الكتاب ضمن عناوين
"الدين والمعنى"
يقدم الكاتب بلغة صوفية شاعرية حاجة الكائن البشري للمقدس وفقره الشديد وحاجته لتفسير قيمة الوجود وفي رأيه أن الفن والآداب والمعارف والفلسفة والحب..قادرة نوعا ما على ارواء العطش الوجودي غير أن الدين والتجربة الدينية بوسعها الإرواء التام لكل الإسئلة وإسكان القلق واللامعنى والاغتراب الوجودي للكائن البشري، ودافع عن اختياره بقوله "لكن الدين هو مصدر التفسير الأخصب والأثرى لمعنى الحياة والموت وغير ذلك من الأسئلة المتافيزيقية وكل أسئلة المبدأ والمصير والخلود"
"الدين بين الأنطولوجيا والأيدولوجيا"
و لكون الدين كما يتصور الكاتب تكمن أهميته في ما يحمله من إجابات لسؤال المعنى والوجود " الأنطولوجيا " فإن ما حصل ويحصل في واقع للأديان عموما والدين الإسلامي خصوصا هو تحويلها من طرف جماعات ما ( الحركات الإسلامية إسلاميا) إلى "صياغة أيديولوجية" فكرانية وضعت الدين في مأزق تاريخي ومعرفيّ، فما قامت جماعات وأفراد كالإخوان المسلمين، سيد قطب، شريعتي، المودودي .. وصولا إلى داعش، ما هو إلا إخراج الدين من حالته القدسية إلى حالة فكرانية تستعملها لضرب جماعات وأفكار أخرى والتي تسمينفسها على ما أطلقه شريعتي ب: البروستانتية الإسلامية ويظهر ذلك في أدبياتها وشعاراتها ك: الإسلام والعلمانية، أسلمة المعرفة..وما أنفقته هذه المشاريع في نظره كان أنفع لو صاغت به تدينا إنسانيا روحيا أخلاقيا ينتشل جيل الشباب مما يعانيه من إغتراب وتيه معرفي وديني، بدل النمطية ومحو الذات التي تقوم عليها التنظيمات. وليس يقصد الكاتب اعتبار الدين ليس عنصرا فاعلا في المجتمع والحياة فمن الكتاب يمكن فهم أن الكاتبسعى لإعطاء الدين دورا في صوغ أخلاقيات المجتمع والحياة السياسة صياغة تنئى به عن الأدلجة لا عن التفاعل الإيجابي.
"التجربة الذاتية والتعميم"
طرح د.الرفاعي تحت عنوان " نسيان الإنسان" محاولة لكتابة سيرة ذاتية كانت مليئة بحياة الكاتب العلمية العظيمة والمشرفة فمن لحظة الطلب إلى لحظة التعليم كانت حياة الرفاعي مملوءة بالشغف للقراءة والكتابة والتحديات من فقر وعوز واغتراب وتجربة دينية.
يعتبر الكاتب دراسته وتدريسه في الحوزة هو انتماءه وخلفيته التي يكتب منها مع خلفيته الأكاديمية ولذا فهو يسعى ويعتبر المساهمة في أصلاح المؤسسة الدينية ضرورة ويحمّل المهمة لأبناء هذه المؤسسات لا غيرهم ممن يحاول الكتابة والإصلاح والتحديث الديني" تحديث المسجد لايتحقق إلى من داخل المسجد"
حكى الكاتب عن تحربته الدينية الخاصة وفسر أهمية الدين و الممارسة المتدينة التي يؤمن بها على ضوء تجربته الذاتية الإسلامية مما يفتح مجالا للتساؤل في جواز تعميم هذه التجربة خارج ذات د. الرفاعي؟ لكن برأيي أن الرفاعي قد أحسن الإجاب على هذا التساؤل قبل وردوه من خلال أثبات: حق الإختلاف، الإيمان خيار شخصي وفردي كذا الإلحاد وغيره ..ودفاعه عن تجربته هو ما لا ينفك عنه أي مفكر متدين فنحن نقرأ كيف يدافع كيركجورد عن مسحيته ونيشته عن إنساتيته المفرطة وسارتر عن إلحاده وو.. ونحجر عن الرفاعي المسلم في الدفاع عن تدينه!
هناك نقاط عدة تناولها الكتاب تستحق التوسع والدراسة ك: النزعة الإنسانية في الدين، معرفة الله وحب الله، الإيمان ليس عقلا، تاريخ الأديان، تحديث الدين..
"تقييم"
من الكتب التي لا يمكن أن تمر على أي قارئ ويبقى على ماهو عليه بل تستثير العديد من الأسئلة والاعتراضات وتنمي القناعات وتستفز العقل والوجدان.. لغته بسيطة القراءة تحتاج فقط معرفة سابقة بمجال هذا النوع من الكتب. فهو مجال فلسفي ديني عميق، هو دعوة للدين ولكن ليس من نوع الطرح السطحي الدعوي بل من النوع الذي يتناول الروحي والأخلاقي والفلسفي في الدين.
4 reviews
Read
March 7, 2021
كتاب جميل ويستحق القراءة، وهو لا يتبع منهجية واحدة في فصوله، ففيه السيرة الذاتية وفيه النقد، وفيه شيء من البيان الفكري والفلسفي والعرفاني، وهو مجموعة من المقالات جمعت في هذا الكتاب.
أشار الكاتب إلى تأثير الجماعات والأحزاب على الفرد في غياب حرية التفكير والاستقلال وتكوين الشخصية المفكرة والحرة وتذويبها في التفكير الجماعي، وهذه إشارة صحيحة منه؛ ولكنه كأنه يرفض التشكيلات الجماعية والمنظمة إطلاقا، وذلك انطلاقا من تجارب واقعية حصلت لبعض الجماعات الإسلامية، وكان المفترض بيان ما هي خصائص الجماعات التي لها آثارها السلبية لجعلها معيارا لتمييزها عن التشكيلات الإيجابية والمثمرة على مستوى العمل الاجتماعي والرسالي؛ فليس كل جماعة وتشكيل هي سيئة ويجب إلغاؤها، بل يجب أن تكون هناك جماعات وتشكيلات إسلامية أصيلة لها أهدافها الإنسانية والرسالية والاجتماعية في المجتمعات الإسلامية وتكون تمتاز بالمعنوية والإيمان بعيدا عن التذويب للشخصية.
ومن الأفكار الرئيسية للكتاب هي أن الإنسان يفتقر وجوديا للدين وأن ما يسد ظمأه الروحي وفقره الوجودي هو الدين فحسب، وهذه في الواقع ليست فكرة جديدة، فإن العلماء وخصوصا العرفاء منهم دائما ما يبينون فطرية الدين، و الاحتياج الوجودي للإنسان لتعلقه وارتباطه بالكمال المطلق وهو الله عز وجل، وخصوصا في مدرسة الحكمة المتعالية التي بينت الفقر الوجودي للإنسان ( أنتم الفقراء لله)
يبدو لي أن الكاتب لغته إنشائية أكثر من أن تكون علمية، ويبدو لي أنه متأثر بالعلمانيين المسلمين، فإنه من الصحيح والحق أن الدين هو الذي يلبى الاحتياج الروحي والنفسي للإنسان وهو الذي يمده ويفيض عليه بالحياة والمعنى، ولكن هذا لا ينافي أبدا الجانب الحركي والرسالي والاجتماعي والسياسي للدين، فإن الدين منظومة متكاملة لبناء الحياة وجعلها (حياة طيبة)، وإن (السياسة الإسلامية الأصيلة) هي من صميم الدين وإن من فهم الدين جيدا يعلم أن (ديننا عين سياستنا وسياستنا عين ديننا) وإن سياسة الدين سياسة معنوية إلهية وهي قابلة للتطبيق بل يجب تطبيقها في حياتنا وهي تختلف عن كل أشكال السياسات الأخرى الغربية والشرقية.
Profile Image for Shahd Al Haj Ali .
53 reviews1 follower
June 18, 2024
نجمتين كرم مني مراعاة لأنه عراقي وأكيد رأى من أهوال الطائفية ما الله به عليم.
أحترم فكرة التجديد والوصول إلى لب الإسلام، لكنه كان متحيز جدا في الطرح بشكل فيه إساءة لمجهود الآخرين، وكأن كل مخالف سلم عقله وقرر يمشي بالبركة.
مع ذلك ناوية أطلع على مجلة "قضايا إسلامية معاصرة"، لعلي آخذ فكرة أحسن عن التوجه الفكري وما يصنع من تغيير على أرض الواقع.
Profile Image for سارة ناصر.
397 reviews241 followers
March 20, 2017
عن الحاجة للمقدس والبحث عن الخلاص وقضايا التدين، لكن العنوان أوسع بكثير من المحتوى، فالجزء الذي يمثل بالعنوان أظن يتمثل بثلث الكتاب وما تبقى سيرة ذاتية وحوارات.
Profile Image for Mostafa Shalash.
133 reviews73 followers
September 3, 2018
يفتتح الرفاعي بحثه بعدة شروحات في حاجة الكائن البشري للمقدّس الذي يقدّمه الدين، غير أن "الصياغة الأيديولوجية" التي وضعت الدين في مأزق تاريخيّ، واحتكرت أنظمة "إنتاج المعنى"، خفّضت طاقة هذا المقدّس، وعملت على خلق "الشخصيّة المستعارة"، حيث يكون التعامل مع الفرد بوصفه عنصراً يذوب في الجماعة، من خلال انصهار الذات بالمجموع.

اتخذ الرفاعي الإيراني علي شريعتي مثالاً لمن نقلوا الدين من الأنطولوجي إلى الأيديولوجي

بالتوازي مع ذلك، يتناول الباحث اتجاهات التفكير الديني المعاصرة في إيران بغية التمكّن من تحديد فكر شريعتي؛ اتجاهات تمثلت بواحدٍ تقليدي ما زال مهيمناً وهو امتداد للتقاليد في الحوزة، وآخر إحيائيّ يستلهم الميراث العقلي متوكئاً على آثار مولا صدرا الشيرازي ومرجعياته عند ابن عربي متمثّلة في "حلقة قُم الفلسفية" التي أسّسها محمد حسين الطبطبائي في محاولة لإنتاج نص فلسفي مكثّف يستعيد مقولات الفلاسفة المسلمين وينفتح على آفاق الفلسفة الغربية الحديثة، إضافة إلى هذا التيار كانت المدرسة التفكيكية التي تناهض التفكير العقلاني في الإسلام، وأقامها مهدي الأصفهاني ومُجتبى القزويني، تنشد غربلة وتفكيك ميراث الوحي والنبوة الذي عبّرت عنه مدرسة آل البيت.

من خارج الحوزة كان الاتجاه التجديدي ينشأ ويتطوّر على تقديم تفسير علمي ومحدد للدين والتراث، قاده أول رئيس وزراء للحكومة المؤقتة بعد الثورة الإيرانيّة مهدي بازركان، وجانبه قام تيّار الهوية الذاتية، الذي قاده الفيلسوف الشفاهي أحمد فرديد الذي أطلق عليه الرفاعي وصف "الفيلسوف ضد الفلسفة" اعتمد على ابن عربي وهايدغر واللسانيات وعلم اللغة المقارن في التنقيب عن الألفاظ والكلمات في "مزيج غير متجانس" حيث أفكار هذا التيار توجد عند شريعتي.

إضافة إلى سارتر وغيره في باريس أيام دراسته، تشكّل فكر علي شريعتي الذي سعى إلى تقديم تفسير ثوري للدين، وشيئاً فشيئاً صار يقدّم الدين كأيديولوجيا، التي يصفها الرفاعي بأنها "تعطّل التفكير التساؤلي" و"تقدّم الأفكار كحقائق جزمية نهائية".

في "التجربة الدينية والظمأ الأنطولوجي للمقدس" يرتكز الرفاعي على أدبيات الصوفي أبو يزيد البسطامي، حيث وعي العالم يبدأ بوعي الذات الفردية، وقبول العالم يبدأ بقبول الذات الفردية أيضاً، سيّان في الإيمان والإلحاد؛ مقابل، أن "الكلام الكثير عن الدين والتبشير به يفضي إلى نتائج منافية لروح الدين العميق"، وبتعبير كييرغارد "الانهيار الديني ناجم عن كثرة الكلام في الدين"، وبتعبير ابن عربي "قوالب الألفاظ والكلمات لا تتسع لمعاني الحالات"

يقدّم نقد للتصوف السلوكي الاجتماعي من مثل الدروشة التي يعتبرها من تشوّهات المسلمين العميقة، والتي عملت على الاستعباد والتفكير بعقلية القطيع. بعكس ذلك هناك التصوف المعرفي الذي قدمه الشافعي والأشعري، وعملا على منحه أفقاً رحباً للتأويل.

ثمة أيضاً، تيار معرفي عابر للأيديولوجيا يتوكأ على فلسفة العلم والألسنيات وعلوم التأويل يوظف علم الاجتماع والأنثربولوجيا مهتماً بالموروث الصوفي المتأخر في الإسلام، وكان هذا التيار ينشد الانتقال من الإيديولوجيا إلى الأنطولوجيا أو من الشريعة إلى الطريقة وصولاً إلى الحقيقة بتعبير المتصوّفة.


ينتقل الرفاعي بعدها إلى نقد ابن تيمية وامتداد التكفير الواقع على المتصوفة والفلاسفة من خلال الفقهاء، إلى تكفير ديوان البحوث والإفتاء في داعش، ليصل إلى خلاصة أن الدين "أُنهك وأُفقر ميتافيزيقياً، وخفضت طاقته الروحانيّة لصالح التشدّد والقراءة القشرية له" من خلال الأنساق والنماذج المعيارية التي تمارس نوعاً من الإكراه، وللخروج من كل ذلك، يقترح مُسائلة الموروث في علم الكلام القديم وأصول الفقه وعلوم القرآن والتفسير.

يحذر الرفاعي من بالخلط العشوائي في فهم الدين عن طريق العلمانية في ما يطلق عليه "العلمانية المؤمنة"، ويشير إلى عقلانية ابن رشد والمعتزلة، كونها عقلانية زمان آخر، كما أن عقلانية ديكارت ليس نفسها عقلانية أرسطو، حيث لكل عقلانيته الخاصة بزمانه.
Profile Image for أمين الحرشاني.
56 reviews31 followers
September 20, 2021
قراءة في الدين والظمأ الأنطولوجي
للدكتور عبدالجبار الرفاعي.

يتردد ضمن هذا الكتاب اقتباس مفاده ان الكاتب لا يكتب طوال عمره إلا كتابا واحدا، ما قبله محاولات وما بعده ملاحق وهوامش واستتباعات. الرفاعي بدوره يبدو أن كتابه هذا هو "الدين والظمأ الانطولوجي"
أما الدين فمعروف و كذلك الظمأ وهو العطش الشديد. أما الانطولوجي فهو الوجود، وجود الإنسان وكينونته. هذه الكلمات الثلاث البارزة تختزل كل العمل، فالرفاعي من مستهل كتابه إلى نهايته يدافع على هذا الطرح ألا وهو مكانة الدين و دوره في سد فراغات النفس وتأصيل وجود الإنسان وإعطاء حياته معنى ورسالة.
رسالة هي بالأساس في جزء كبير منها رسالة يحملها الإنسان كفرد، يشدد الرفاعي على هذه النقطة. ويوجه أسهم نقده لإرث عمره قرون همش الفردي في الإنسان مقابل الجماعي، وكأن المسلم لا وجود له خارج الجماعة. ويحشد لها الحجج مستعينا بتجارب روحية لجملة من كبار المتصوفة كالرومي وإبن عربي( هنا يميز بين الصوفية كأصحاب تجارب عرفانية وبين الصوفية كحركة اجتماعية كرست الركود والاستقالة المجتمعية ونشرت عقلية الشعوذة والمجاذيب).
للدين مكانة مركزية في حياة الإنسان ولوجوده من الصعب أن تتزحزح، يستمد سلطانه الباهر هذا من نظير الوجود: الموت. طالما هناك موت ونهاية طالما وجد دين، يوفر الأخير للإنسان السلوان والعزاء في فكرة البعث والثواب وحتى الجزاء وما يكلل به حياة الإنسان من معنى. يشيد الكاتب بما أبدعه البشر من وسائل لقهر الموت هذا كالفن مثلا. ولكن يبقى للدين جاذبيته وفرادته: يكفي الإشارة لما للطقوس من سحر وجلال وتطبيق يحقق الانسجام والوصل.
الأنطولوجي هو غاية الدين، هكذا يقول الرفاعي وعليه فقد خصص جزءا من عمله للرد على أهم مهددات هذه الفكرة أي تحويل الدين لإيديولوجيا، هكذا تنتفي رسالته ويصبح النص الديني خارج التاريخ وخارج الإنسان، أداة للتحشيد و التعسف في التأويل، وعوض أن يكون غاية يمسي وسيلة وهنا نجده خصص فصلا كاملا لعلي شريعتي. وهذا تقريبا من أهم فصول الكتاب بلا منازع خاصة انه ميثل مدخلا لغير المختصين أمثالي للاطلاع واكتشاف التيارات الفكرية في إيران القرن 20 وكذلك فكر شريعتي من زاوية نظر أخرى.

هذا الكتاب مهم ولصاحبه سلاسة أسلوب و معجم غني ونفس شاعري ولكن لا يغيب عنه أحيانا بعض التعسف. خاصة عندما نراه يأكد على أن النصوص لا بد من قراءتها قراءة تتناسب مع عصرها ومع مشاغله ولكنه لم ينصف شريعتي مثلا حينما اغفل الإشارة لهذا الجانب والهاجس الحضاري والظرف التاريخي الذي وجد داخله الرجل. كذلك بنفس المنهج لابد أن نأكد على طرح الرفاعي نفسه ينتمي لعصره وظرفيته وليس التمثل الوحيد الممكن للنص الديني في كل زمان، الرفاعي ابن زمنه ابن القرن الواحد والعشرين، ابن عصر الفردانية وشتات الانسان وتشرذمه وتجاربه الوجودية القاسية. الرفاعي وهنا مربط الفرس، يجعل الدين سترا لإنسان جعلته الحداثة وما بعدها يقف وحيدا و عاريا أمام مرآة وجوده.
ملاحظة أخرى في آخر الكتاب يلوم الرفاعي على غياب ثقافة التسجيل والسيرة الذاتية لدى مثقفينا ورجال دينهم كذلك ولكنه هو نفسه في أول فصول الكتاب المخصص لجزء من تجربته وطفولته وشبابه - وهو فصل رائع، فيه حضوره باهر للذاكرة والذكرى والمشاعر- يتملص من الحديث مباشرة عن تجربته في الدراسة في فضاء الحوزة العلمية ويسوق جملة من التبريرات غير المقنعة حقيقة. وهو للحقيقة أمر محبط من رجل يدعوا المفكرين والكتاب للإفصاح والحديث عن تجاربهم وحياتهم.

على العموم كتاب مهم، تجربة عرفانية وروحية وجسر بديل يعبر منه الدين نحو حيواتنا ونحو وجودنا.
Profile Image for Noor.
315 reviews38 followers
May 18, 2016


الدين والظمأ الانطولوجي
ل د.عبدالجبار الرفاعي

ربما المصطلح الذي ربط بالدين هو ماحفزني للبدء في الكتاب
وربما بسبب سلسله تغريدات للدكتور الرفاعي اعطت الدافع لمعرفه مايملكه من فكر تنويري
والسلام الروحي الواضح في كتاباته اوجدت الفضول لمعرفه السبب

لم استطع ان اعزل الكتاب عن كاتبه , التجربه الحياتيه للدكتور لاتفصل لاهميتها في تنميه التجربه الروحية وانتاج رؤيا بعد دراسه طويلة لحل مشكلات يعج بها المجتمع والتي اساها المفهوم الخاطئ للتدين .

هناك عدة مواضيع مهمه موجودة بالكتاب والذي هو اقرب لمجموعه نصوص ومحاضرات القيت ولقاء سابق مع الدكتور لهذا قد نجد اعادة لنفس الفكرة بصيغ مختلف

\\ اعادة قراءة الموروث والتاكيد على ان اللغه تحمل تراكمات الاجيال كلها .

\\ الجزء الاهم لبناء المجنمع التركيز على اهميه الذاتيه او الفردانيه
كون الانسان وحسب الموروث الديني سيبعث لوحده ويحاسب بما قام هو من اعمال
والطريقه القديمة \الجديدة لجر مجاميع عبر اهمية الذوبان في المجموعه عبر شحذ العواطف
والشعاراات التعبويه والتي لاتولي اي اهتمام بالذات الفرديه بل قد تعتبرها نوع من الخيانه للمجموع .

\\ اهمية التصوف تكمن في الاستفادة من الطريق الذي اتبع للوصول الى الله وليس التصوف السلبي القائم على اماتته الجسد والابتعاد عن الدنيا .

\\ افراغ الدين من بعده الروحي وذالك عبرادلجته ليصبح مفرغا من اي تجربه روحيه حقيقه .

وكذالك التجربه الروحيه العلاقه مع الله لايمكن ان نصلها الا بشكل فردي
الكراهيه والنفير من اي مختلف دلاله لظما روحي لم يشبع
من منا لم يقابل شخص ملتزم لكن روحه خاويه متلبدة ومظلمه ومن من يتسائل عن سبب انجذاب الشباب للارهاب الذي يتخذ من الدين شعارا له ؟ ربما يكون الحديث عن اغناء الجانب الروحي اقرب لرفاهيه اليوم لكن مان نؤمن باهميتها على الواقع الملموس سنفكر
بشكل جدي بكيفيه الوصول الى التوازن .

لهذ تكمن اهميه هذا الكتتاب في تفعيل مايحتويه بشكل اوسع
نحن بحاجه لهذا التوازن الروحي والجسدي وبحاجه لان نكون اكثر فعاليه في هذ العالم من خلال عزل الدين لحفظه اولا وحفظ الانسان من الاسغلال الذي يقع عليه باسمه , واعادة التفكير بالموروث على اساس معرفي اوسع لايقتصر بالدراسات الدينيه فقط .

" عبر البعد الأنطولوجي يمكننا العبور الى جوهر الدين، وبه يرتوي ظمؤنا للمقدس، وبه نتذوق الأبعاد الجمالية فيه، وندرك ما يفيضه الدينُ على مشاعر المتدين في عالمنا، من: جمال مع كل ما يتفشى فيه من قبح، وضوء مع كل ما يغرق فيه من ظلام، وخير مع كل ما يسوده من شر، وسلام مع كل ما يفترسه من حروب، وحياة مع كل ما يعمّه من موت. عبر البعد الأنطولوجي للدين يمكننا أن نشعر، بأنه كلّما طغى الشر لن ينهزم الخير، كلما طغى القبح لن ينهزم الجمال، كلما طغى الظلام لن ينهزم الضوء، كلما طغى صوت الموت لن يصمت صوت الحياة، مادام هناك إله رحمن رحيم غني كريم، ونواميس أخلاق كونية"
Profile Image for أحمد السعيد.
28 reviews4 followers
February 20, 2019
يقدم الرفاعي في كتابه "الدين والظمأ الأنطولوجي" رؤية مغايرة للاتجاه الديني السائد، فهو يرى أن الإيمان بالمقدس حاجة أنطولوجية-وجودية- ورحلة فردية يكتشف الإنسان فيها معنى وجوده.
يرى أن ما شوه الدين هو ترحيله من كونه حاجة ذاتية إلى أيدولوجيا نزعت عنه التصور الذاتي الفردي ليصبح نهجا تبشيرياً يمحو الذات في المجموع. عمق الإيمان عنده لا يتحقق بذلك بل بتأمل باطن النفس وتجاربها، فترحيل الدين من الأنطولوجيا إلى الأيدولوجيا في نظره كرّس دخول الدين في معارك دموية ونزاعات سطحت وعكرت مفاهيمه

لكن كيف تتحقق هذه الصورة التي يريدها الرفاعي وإلى مَ تحتاج لترتحل من دين الأيدولوجيا إلى الأنطولوجيا؟ فهو يعرّف الأيدولوجيا على أنها: "نحو من الإيمان المرتكز على مفاهيم الوعي-الهداية-السعادة-الكمال-القيم-الحلم-والمسؤولية..إلخ."/ص١٢٠. وهذه الآفاق كلها نجدها في لب الدين ورسالته، وأيضا في رسالات ذات بعد أيدولوجي كالشيوعية والقومية. رغم ذلك يركز الرفاعي على أن فقدان الناس للمعنى هو ناتج افتقارهم للإيمان الديني، وكان فكتور فرانكل في كتابه "الانسان يبحث عن معنى" قد أدرج الدين كجزء من أشياء أخرى يمكن أن تمنح المعنى للإنسان

تحليلات الرفاعي صائبة حين يقول بأن الأدلجة تعكر صفو المفاهيم الروحية للذات البشرية. نحن نرى أن التدين مثلا أكثر تسامحا ومحبة عند الفلاسفة الذاتيين والمتصوفة من التدين داخل الطوائف التي ثورت المفاهيم الدينية وسيستها من جانب آخر لمصالح فئة مجتمعية أو طبقة، الثورة الأيدولوجية بصورة ما تسعى للسلطة من خلال التأدلج الشعبي لها. بهذه الطريقة يصف الرفاعي "علي شريعتي" بالمثقف الرسولي ومنظر الثورة الإسلامية الإيرانية ويضعه في سلة واحدة مع سيد قطب وحسن البنا. ولكن هل يمكن للدين أن يقتصر على الجانب الأنطولوجي للذات، دون أن يكون أيدولوجيا إجتماعية؟ وهل الدين في الأصل حاجة أنطولوجية أم رسالة أيدولوجية؟ هذا وجه الاختلاف بين الرفاعي ومخالفيه

يجد الرفاعي ان مأزق المسلمين اليوم هو ناتج انهيار الحياة الروحية الاخلاقية والعقلية، وهو بشيء لا يخلو من الأدلجة يربط الأخلاق بالتدين فيقول: "الإنسان لا يتحلى بالاخلاق لأنه متدين وإنما يتدين لأنه أخلاقي"انهيار الدول وتصدع المجتمعات كذلك هو ناتج لافتقار الانسان إلى ما يرويه من ظمأ للمقدس، وباعتقادي أن الكائن البشري أوسع من هذا ولا يختزل، كذلك انهيار المجتمعات وعدم تطورها يخضع لعوامل عده منها السياسي والاقتصادي والتكنلوجي، حاول الرفاعي ان يسبغ كثير من رؤاه الشخصية وتجربته الفردية ومعاناته ومعناه على انه معنى للوجود ومعاناة لكل انسان في كثير من مفاصل الكتاب

يحسب للكتاب الجانب الانساني والرغبة في تحرير الله من الاستغلالات الايدلوجية ليتسع للجميع، هذه الفكرة الرئيسية للكتاب. الدين كحاجة أنطولوجية يحتاج إلى الفلسفة، الفلسفة وحدها هي القادرة على تحريره من الأيدلوجيا
Profile Image for Acc.
25 reviews
February 26, 2022
تهطل الاسئلة في كل صفحة من صفحاته وعند كل سطرٍ من سطوره ، هذا الكتاب بإمكاني وصفه بقصيدةٍ شعرية تُقرأ فتنتشي بها الروح وهو ما اراده الرفاعي برأيي
فالعقل لايبحث عن هكذا نتاجات العقل يطرح الاسئلة ولن يجد اجاباتها عند الرفاعي في الدين والظمأ الانطولوجي
استمتعت بقراءته لكني لم استفد شيئًا منه كان سبب استمتاعي هو تعرفي على من يفكر بطريقة الرفاعي من يبحث عن سد الثغرات بالايمان من يقنع نفسه بذلك
لم يختلف الرفاعي عن غيره ممن يحاولون تجميل النص الديني ، وجدنا الكثيرين يدعون الى اعادة قراءة النص الديني وتنقيحه ومن بينهم الرفاعي لكن لم نجد احدًا قام بذلك
يسرد الرفاعي تجربته الشخصية في الايمان منذ الصغر وهذا ما يدفعنا الى القول بأن للايمان سبب كما للالحاد او لعدم الايمان ، للايمان تدخل خارجي كما لغير الايمان لكن الى اي مدى تكون هذه التجربة الشخصية في الايمان هي الحقيقة ؟ فتجارب الاخرين مختلفة في بقاع الارض وفي المجتمعات .
في هذا الكتاب يحاول الرفاعي اخبارنا ان الدين شيء وجودي ولا اعلم كيف توصل الى ذلك ولنفترض ان ماجاء به صحيح يبقى السؤال ، لماذا دينك هو الوجودي ودين الآخرين لا ، لماذا إلهك لا آلهتهم ؟
عمومًا ان اراد احدًا ما ان يكون مُغيبًا و يغرق في ايمانٍ اعمى فهذا الكتاب نافع جدًا
اما اصحاب الاسئلة المشككة فهو لا يخرج عن كونه تلاعب بالالفاظ وشعرًا يُطرب القلب.
Profile Image for Suleiman.
17 reviews
July 8, 2019
الكاتب يستند الي عدة اعتقادات علي اساس انها مسلمات عند الجميع، ان كنت لا تعتقد بها فلن تستفيد كثيرا من الكتاب

اسم الكتاب لا علاقة له بالفصلين الاوليين الذين يتحدثان عن الكاتب نفسه وعن علي شريعتي، الربط متعسف بينهما، ان كنت تعمد القراءة عن الدين والظمأ الانطولوجي وحسب فتوجه مباشرة للصفحة ١٥٣

اللغة جيدة وثرية لكن الحشو والتكرار يجعلك تشعر بان الاسلوب وعظي في بعض الاحيان

خيبة أمل حقيقية بعد قراءتي للكتاب وتمني الكثير من الموضوعية المستندة علي اساس علمي
Profile Image for Abdulelah Abbas.
10 reviews25 followers
December 14, 2017
الكتاب يستحق القراءة ويحتوي خطابا وأفكارا مختلفة نوعا ما،
لكن يعاب على المحتوى التكرار
كأنما تدور في غير صفحة على نفس الأفكار
برأيي عدا بعض الكلمات والجمل المصفوفة في ذات القالب باستطراد ومعنى متقارب

ربما ال٣٠٠ صفحة كانت لتكون ١٥٠ فقط وهي كافية
Profile Image for علي فائز.
18 reviews2 followers
October 26, 2018
هذا الكتاب أشبه بالمعول السحري الذي استطاع بضربة واحدة ان يحطم كل ماتكون في قلبي وعقلي من صخور مثلت الأفكار الدينية المتزمتة والتي تلقفتها من الآباء والاجداد دون نظرٍ او فكر، هذا الكتاب أعاد خلقي وتكويني بشكلاخر، ورفع كل التساؤلات التي تشكلت نتيجة لمتابعة الجماعات الدينية وتعصبها وتناقضاتها.
Profile Image for Taoufik.
23 reviews1 follower
September 5, 2020
أسلوب الكتاب جميل وطريقة استرسال الأفكار جميلة رغم وجود تكرار لها في العديد من المواضع،
فكرة الكتاب باختصار أن الدين تجربة شخصية أنطولوجية، تنضب النفس عند أدلجته وتخشيب العقل وحبسه في الموروث الديني، واعتماد الآراء الفقهية آراء نهائية.
Displaying 1 - 30 of 64 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.