What do you think?
Rate this book
الشيخ والتنوير: عن الشيخ إبراهيم بن محمد الخليفة وعصر التنوير في البحرين
على الرغم من أهمية الحقبة التي تمتد منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر حتى النصف الأولى من القرن العشرين في تاريخ الثقافة الحديثة في بلد مثل البحرين وبقية بلدان الخليج، فإن الاهتمام بهذه الحقبة كان محدوداً، أما الاهتمام الجادّ والمتقصي فيكاد يكون منعدماً. ومن هنا يكتسب كتاب "الشيخ والتنوير" لنادر كاظم أهميته الخاصة، فالكتاب يمثّل محاولة جادة للحفر المتقصّي في الطبقة التحتية الأولى من طبقات تاريخ التنوير في البحرين والخليج. يحاول الكتاب إعادة تركيب السياق التاريخي للتنوير في البحرين وهو يرتكز على أرشيف واسع من الوثائق والصور، ويقرأ التنوير البحريني في سياق تشابكه واتصاله الوثيق مع التنوير العربي والغربي في آن واحد.
يتبنّى الكتاب مفهوم التّنوير الذي صاغه إمانويل كانط في مقالته القصيرة والشّهيرة والتي جاءت كجواب عن سؤال "ما التّنوير؟" (1784). وبحسب كانط فإنّ التّنوير "هو خروج الإنسان من القصور الذي هو مسؤول عنه"، والمقصود بالقصور هنا هو عجز الإنسان عن استعمال عقله دون وصاية أو توجيه أو إرشاد من أحد أو من جهة ما. إنّ التّنوير، على هذا التّعريف، يعني الاستقلال الفكريّ والشّجاعة والجرأة على الفهم واستعمال الإنسان لعقله دون وصاية، وهي حالة تقع على الضّدّ من الانسياق الأعمى وراء أفكار الآخرين وآرائهم مثلما ينساق القطيع. وبحسب كانط فإنّ شعار التّنوير هو التّالي: "تجرّأ على أن تعرف، وكن جريئًا في استعمال عقلك أنت" لا عقل الآخرين.
وعلى مدى (520 صفحة) يعيد نادر كاظم قراءة تاريخ التنوير في البحرين من منظور مغاير، وعبر هذا المفهوم الكانطي للتنوير، ومن خلال قراءة رصينة ترتكز على إسهامات ثلاثة من رواد التنوير وشيوخه: الشّيخ إبراهيم بن محمّد الخليفة، شيخ التّنوير في البحرين، والذي يمثّل الضوء الأول في تاريخ التنوير (بالمعنى الكانطي)، وذلك عبر مطالبته المستديمة بمجاراة روح العصر والانفتاح على العالم، وعبر شغفه الكبير بالكتب والمجلات العصريّة التي ما كانت تأتي، آنذاك، لأحد في البحرين سواه، وعبر تأسيس المجال العام الحديث الأوّل في البحرين (منتدى الشّيخ إبراهيم الثقافي)، والمكتبة الحديثة الأولى، ووكالة استيراد الكتب الأولى، ومدرسة التّعليم العصريّ الوطنيّة الأولى (مدرسة الهداية الخليفية). وهو المعنى التنويري ذاته الذي أخذ أبعادًا أعمق وأوسع مع ناصر الخيري، شيخ المؤرخين البحرينيين وأحد أبرز روّاد منتدى الشّيخ إبراهيم وأكثر المثقّفين البحرينيين جرأةً وتحرّرًا فكريًّا خلال النّصف الأوّل من القرن العشرين. أمّا الشّيخ الأزهريّ محمّد صالح خنجي، القريب من الشّيخ إبراهيم وزميل ناصر الخيري في "نادي إقبال أوال اللّيليّ"، فهو صاحب أوّل وأجرأ محاولة في تأصيل التّسامح دينيًّا.
وعلى الرّغم من صعوبة التّحقق من اطّلاعه على "رسالة في التّسامح" لجون لوك، و"العقل في حدود مجرد العقل" لإمانويل كانط، فإنّ فحص محاضرته الوحيدة التي وصلتنا من بين محاضرات "نادي إقبال أوال اللّيليّ"، يثبت مدى التّقارب الكبير بين هذه المحاضرة و"رسالة في التّسامح"، و"الدّين في حدود مجرد العقل". وقبل سنوات طويلة من ظهور أبرز أطروحات "القراءات الحداثيّة" للدّين والنّص الدّينيّ (عبد الكريم سروش، وفضل الرّحمن مالك، وعبد المجيد الشّرفي، ونصر حامد أبو زيد، ومحمّد أركون، وآخرين)، كان هذا الشّيخ الأزهريّ قد توصّل إلى أهميّة الحاجة إلى تقديم قراءة "حداثيّة" للدّين والشّريعة تقوم على التّمييز بين ما هو جوهريّ في الدّين (الإيمان والفضيلة)، وما هو تاريخيّ في الشّريعة والتّنظيمات البشريّة المعنيّة بحفظ المصالح ودفع المفاسد الدّنيويّة، فالأوّل هو جوهر الدّين، وهو واحد في كلّ الأديان، فيما الثّاني تنظيم بشريّ، ويتغيّر بتغيّر الأوضاع والظّروف والمعطيات.
لم ينتبه أحد إلى خطورة هذه الأفكار وقتها، حتّى إن كثيرًا من الحاضرين الذين استمعوا لمحاضرة الشّيخ محمّد صالح في "نادي إقبال أوال اللّيليّ" في العام 1913 لم يفهموا الكثير مما جاء فيها. وهذا طبع الأفكار العظيمة التي تسبق عصرها، لكنّها فرصتنا الآن لا لفهم هذا الأفكار واستيعابها جيّدًا في وقت تغرق مجتمعاتنا في كلّ أنواع التّعصّب والانغلاق على الذّات والتّدمير الذّاتيّ، أقول إنّ هذه فرصتنا لا لاستيعاب أفكار روّاد التّنوير الأوائل فحسب، بل للاعتراف بحجم مديونيّتنا تجاههم، وإنّ الوقت والمال والتّعب والعذابات المضنية ومشاعر اليأس والإحباط التي كانت تأكل في أرواحهم، هي الثّمن الذي كان لا بدّ من أن يتحمّل جيل ما تقديمه من أجل تمهيد الطّريق، أمامنا وأمام أجيال متعاقبة من قبلنا ومن بعدنا (لعلي أحتاج إلى تذكيركم بمقولة الشّيخ إبراهيم: "ربّ جيلٍ به سعادة أجيال"). في بدايات القرن العشرين دار حوار في بريطانيا بين فرجينيا وولف وت. س. إليوت حول مسألة القطيعة مع الماضي. كانت وولف تدافع عن قطيعة جذريّة مع الماضي، فإذا كنّا الآن نرى أبعد من شكسبير، فما الحاجة إلى شكسبير؟ كان جواب إليوت كالتّالي: "أنا الآن أرى أبعد من شكسبير لأنّني أقف على كتفيه". وهو مجازٌ استعاره إليوت من إسحاق نيوتن عندما قال: "لقد رأيت أبعد من غيري لأنّني أقف على أكتاف العمالقة" كان يشير إلى أولئك العلماء الذين سبقوه من أمثال كوبرنيكوس وغاليليو وكبلر. ووفقًا لهذا المجاز، يعيد هذا الكتاب تذكيرنا بأن بهذه الحقيقة: إذا كنّا نرى الآن أبعد وأعمق فلأنّنا نقف على أكتاف ذلك الجيل الذي مهّدت إسهاماته الطّريق أمامنا إلى التّعليم الحديث، ومطالعة الكتب والمجلّات "العصريّة"، وامتلاك الشّجاعة الكافية لاستخدام عقولنا بلا وصاية، والعيش في عصرنا ومجاراة روحه بفكرٍ مفتوحٍ على العالم، وعلى التّشارك الإنسانيّ.
يتبنّى الكتاب مفهوم التّنوير الذي صاغه إمانويل كانط في مقالته القصيرة والشّهيرة والتي جاءت كجواب عن سؤال "ما التّنوير؟" (1784). وبحسب كانط فإنّ التّنوير "هو خروج الإنسان من القصور الذي هو مسؤول عنه"، والمقصود بالقصور هنا هو عجز الإنسان عن استعمال عقله دون وصاية أو توجيه أو إرشاد من أحد أو من جهة ما. إنّ التّنوير، على هذا التّعريف، يعني الاستقلال الفكريّ والشّجاعة والجرأة على الفهم واستعمال الإنسان لعقله دون وصاية، وهي حالة تقع على الضّدّ من الانسياق الأعمى وراء أفكار الآخرين وآرائهم مثلما ينساق القطيع. وبحسب كانط فإنّ شعار التّنوير هو التّالي: "تجرّأ على أن تعرف، وكن جريئًا في استعمال عقلك أنت" لا عقل الآخرين.
وعلى مدى (520 صفحة) يعيد نادر كاظم قراءة تاريخ التنوير في البحرين من منظور مغاير، وعبر هذا المفهوم الكانطي للتنوير، ومن خلال قراءة رصينة ترتكز على إسهامات ثلاثة من رواد التنوير وشيوخه: الشّيخ إبراهيم بن محمّد الخليفة، شيخ التّنوير في البحرين، والذي يمثّل الضوء الأول في تاريخ التنوير (بالمعنى الكانطي)، وذلك عبر مطالبته المستديمة بمجاراة روح العصر والانفتاح على العالم، وعبر شغفه الكبير بالكتب والمجلات العصريّة التي ما كانت تأتي، آنذاك، لأحد في البحرين سواه، وعبر تأسيس المجال العام الحديث الأوّل في البحرين (منتدى الشّيخ إبراهيم الثقافي)، والمكتبة الحديثة الأولى، ووكالة استيراد الكتب الأولى، ومدرسة التّعليم العصريّ الوطنيّة الأولى (مدرسة الهداية الخليفية). وهو المعنى التنويري ذاته الذي أخذ أبعادًا أعمق وأوسع مع ناصر الخيري، شيخ المؤرخين البحرينيين وأحد أبرز روّاد منتدى الشّيخ إبراهيم وأكثر المثقّفين البحرينيين جرأةً وتحرّرًا فكريًّا خلال النّصف الأوّل من القرن العشرين. أمّا الشّيخ الأزهريّ محمّد صالح خنجي، القريب من الشّيخ إبراهيم وزميل ناصر الخيري في "نادي إقبال أوال اللّيليّ"، فهو صاحب أوّل وأجرأ محاولة في تأصيل التّسامح دينيًّا.
وعلى الرّغم من صعوبة التّحقق من اطّلاعه على "رسالة في التّسامح" لجون لوك، و"العقل في حدود مجرد العقل" لإمانويل كانط، فإنّ فحص محاضرته الوحيدة التي وصلتنا من بين محاضرات "نادي إقبال أوال اللّيليّ"، يثبت مدى التّقارب الكبير بين هذه المحاضرة و"رسالة في التّسامح"، و"الدّين في حدود مجرد العقل". وقبل سنوات طويلة من ظهور أبرز أطروحات "القراءات الحداثيّة" للدّين والنّص الدّينيّ (عبد الكريم سروش، وفضل الرّحمن مالك، وعبد المجيد الشّرفي، ونصر حامد أبو زيد، ومحمّد أركون، وآخرين)، كان هذا الشّيخ الأزهريّ قد توصّل إلى أهميّة الحاجة إلى تقديم قراءة "حداثيّة" للدّين والشّريعة تقوم على التّمييز بين ما هو جوهريّ في الدّين (الإيمان والفضيلة)، وما هو تاريخيّ في الشّريعة والتّنظيمات البشريّة المعنيّة بحفظ المصالح ودفع المفاسد الدّنيويّة، فالأوّل هو جوهر الدّين، وهو واحد في كلّ الأديان، فيما الثّاني تنظيم بشريّ، ويتغيّر بتغيّر الأوضاع والظّروف والمعطيات.
لم ينتبه أحد إلى خطورة هذه الأفكار وقتها، حتّى إن كثيرًا من الحاضرين الذين استمعوا لمحاضرة الشّيخ محمّد صالح في "نادي إقبال أوال اللّيليّ" في العام 1913 لم يفهموا الكثير مما جاء فيها. وهذا طبع الأفكار العظيمة التي تسبق عصرها، لكنّها فرصتنا الآن لا لفهم هذا الأفكار واستيعابها جيّدًا في وقت تغرق مجتمعاتنا في كلّ أنواع التّعصّب والانغلاق على الذّات والتّدمير الذّاتيّ، أقول إنّ هذه فرصتنا لا لاستيعاب أفكار روّاد التّنوير الأوائل فحسب، بل للاعتراف بحجم مديونيّتنا تجاههم، وإنّ الوقت والمال والتّعب والعذابات المضنية ومشاعر اليأس والإحباط التي كانت تأكل في أرواحهم، هي الثّمن الذي كان لا بدّ من أن يتحمّل جيل ما تقديمه من أجل تمهيد الطّريق، أمامنا وأمام أجيال متعاقبة من قبلنا ومن بعدنا (لعلي أحتاج إلى تذكيركم بمقولة الشّيخ إبراهيم: "ربّ جيلٍ به سعادة أجيال"). في بدايات القرن العشرين دار حوار في بريطانيا بين فرجينيا وولف وت. س. إليوت حول مسألة القطيعة مع الماضي. كانت وولف تدافع عن قطيعة جذريّة مع الماضي، فإذا كنّا الآن نرى أبعد من شكسبير، فما الحاجة إلى شكسبير؟ كان جواب إليوت كالتّالي: "أنا الآن أرى أبعد من شكسبير لأنّني أقف على كتفيه". وهو مجازٌ استعاره إليوت من إسحاق نيوتن عندما قال: "لقد رأيت أبعد من غيري لأنّني أقف على أكتاف العمالقة" كان يشير إلى أولئك العلماء الذين سبقوه من أمثال كوبرنيكوس وغاليليو وكبلر. ووفقًا لهذا المجاز، يعيد هذا الكتاب تذكيرنا بأن بهذه الحقيقة: إذا كنّا نرى الآن أبعد وأعمق فلأنّنا نقف على أكتاف ذلك الجيل الذي مهّدت إسهاماته الطّريق أمامنا إلى التّعليم الحديث، ومطالعة الكتب والمجلّات "العصريّة"، وامتلاك الشّجاعة الكافية لاستخدام عقولنا بلا وصاية، والعيش في عصرنا ومجاراة روحه بفكرٍ مفتوحٍ على العالم، وعلى التّشارك الإنسانيّ.
524 pages, غلاف مجلد
First published January 1, 2021
1 person is currently reading
44 people want to read
About the author
نادر كاظم
19 books102 followersنادر كاظم (1973م) كاتب وناقد ثقافي وأكاديمي بحريني ، ولد في قرية الدير بمدينة المحرق
مجالات الاشتغال ؛ النقد الثقافي وترابط العلوم الإنسانية والنظرية النقدية
درس المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس البحرين
درجة الدكتوراه في الأدب العربي من معهد البحوث والدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية بالقاهرة في العام 2003 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف.
درجة الماجستير في النقد الحديث من جامعة البحرين في العام 2000/ 2001 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف.
درجة البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها من جامعة البحرين في العام1994/ 1995 بتقدير امتياز.
مجالات الاشتغال ؛ النقد الثقافي وترابط العلوم الإنسانية والنظرية النقدية
درس المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس البحرين
درجة الدكتوراه في الأدب العربي من معهد البحوث والدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية بالقاهرة في العام 2003 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف.
درجة الماجستير في النقد الحديث من جامعة البحرين في العام 2000/ 2001 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف.
درجة البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها من جامعة البحرين في العام1994/ 1995 بتقدير امتياز.
Ratings & Reviews
Friends & Following
Create a free account to discover what your friends think of this book!
Community Reviews
Displaying 1 - 15 of 15 reviews
February 7, 2021
إن كتابة التاريخ ليس بالأمر السهل ، لا سيما اذا ما كانت المعطيات قليلة ،ما يجعل بناء نص متماسك في غاية الصعوبه ، وهذا ما اكتنف كتاب دكتور نادر "الشيخ والتنوير " .إن المتصفح للكتاب سيرى بجلاء كمية الفراغ الذي حاول دكتور نادر ردمه في كتابه ما جعل الكتاب يفقد الكثير ، فالدكتور مع وفرة قلمه حاول بشكل جدي أن يربط حيوات وافكار الشخصيات. التي انتوى الكتابة عنها بأفكار شخصيات مؤثرة مثل غاندي / فرويد / جون لوك وفولتير واخرين مذكورين على مدى النص ولكن ..
في الفصل الاول تكلم دكتور نادر عن شخصية الشيخ ابراهيم آل خليفه ابن حاكم البحرين شيخ محمد آل خليفة وجد الشيخه مي آل خليفة هذا وقد قسم الفصل إلى اجزاء صغيره اولها عن تحول هذه الشخصية من حامل سيف إلى حامل قلم فهو الذي كان رديف اب عرف عنه خوضه من الحروب اعتاها كما انه كان قرين له في المنفى والمعروف أن من يجالس شخص يتشرب طباعه خصوصا اذا ما كان والداً ، فلا نعلم كيف تحول من حامل سيف الى حامل قلم وكيف انتقلت هذه القناعه منه الى حواريه وهو عبد الله الزايد والذي بدوره نقلها لشيخ عيسى ابان محنته مع البريطانين ، ان هذا الافتراض هو ما يبني عليه د نادر "انه برحيل هذا الوالد ولد المثقف العصري ورحل الشاعر الكلاسيكي؟!. "ولكن السؤال الجدير بالذكر هو لماذا كان الاب عائقا لانتقال الابن في اثناء حياته خصوصا انه لم يمنع هذا الابن من الدراسة في داخل البلاد وخارجها !! ..
يقول دكتور نادر ان العديد من المجلات اهمها المقتطف والعروة الوثقى ،الاولى كانت مجلة تعنى بالمواضيع العلميه والاخرى بالمواضيع الدينية وهي المجلات الابرز التي شكلت التغيير الاول الذي طال شيخ ابراهيم لكننا نجد انه كشخص متنور يأمر ابنه بالانصراف عن مطالعة كتب الطب وذلك حسب الاقتباس الوارد في صفحة ١١٠ من الكتاب " فإنها مضيعة للعقل ومجلبة للوسواس والأوهام " وهذا ما يعد تفسير غير منطقي لشخص متنور يقرأ مجله علميه ويستميت في اقتناءها ، كذلك ذكر دكتور نادر لقاء الشيخ ابراهيم بالعديد من الشخصيات المؤثره في منتداه مثل امين الريحاني والشاعر سلمان التاجر وغيرهم ولكن هل كان اطار هذه اللقاءات هو تبادل افكار مغايره عن السائد ام انها لقاءات من قييل " التباحث في شؤون شعره " بخصوص التاجر ص ١٢٥ ، كما ان امين الريحاني رحالة فلا غرو ان زار بلد ما وجلس في مجالس وجهاء ذلك البلد
من الامور التي افاد بها دكتور نادر كذلك هو التسامح مع الطرف الاخر وقبوله فهو ضمن القلائل الذي وجد في سجل وفيات العائلة لدى المحتل البريطاني كما ان المعتمد لاخ هو من امر بتنكيس الاعلام لوفاته لكننا نرى في ذات الوقت من خلال المراسلات التي تمت بين بلجريف ولاخ وجود رسالة عن الوقت الذي يجب فيه انتهاء تنكيس الاعلام اما عن وجود صوره للشيخ ابراهيم مع لاخ فهي لا تعني اكثر من. صوره لشخصيات لها علاقة بالنظام الحاكم انذاك ، فكما ورد في رسالة لاخ لشيخ ابراهيم بعد تسلمه مهامه كوكيل جاءت بصيغه " زيادة معرفة على جاري المعتاد " ص ١٦٦ وهو ما لا يمكن ان يستشف منه وجود علاقة صداقة بين الطرفين ، واخيرا فإن علاقة شيخ ابراهيم بهاكن لم توجد بصوره فعليه الا بناء على منفعه وهو ايصال اشتراك الشيخ في المجلات بعد موت علي يتيم ومن الطبيعي ان لا تكون المراسلات جافة وان كانت نفعيه
المستغرب في قسم الشيخ ابراهيم ان صوته مغيب في الكتاب بشكل جلي فهو رغم ثقافته وقراءته العديد من المجلات لا نجد في الكتاب الا النزر اليسير من كلمات شيخ ابراهيم وهو مايدعو للتساؤل والاستغرب " فأين صوت شيخ ابراهيم يا دكتور نادر ، الشيخ الذي افردت له حصة الاسد من الكتاب ذلك الشيخ الذي يفوق مجايليه من ناحية الثقافه والافكار المتنوره فنحن لم نسمع رأيه في نادي اقبال اوآل ولا سمعنا رايه في محنة ناصر الخيري ولا محنه خنجي رغم كونهم من أهم رواد مجلسه كما ان هناك امر عجيب ذكره د نادر في الكتاب في الصفحة ١٢٧ حيث اورد " وفي شهادة اخرى، يؤكد شيخ صالح خنجي أن رواد مجلس الشيخ إبراهيم ألحو عليه أن يستورد لهم بعض الصحف العربية التي كان يستوردها المبشرون لمكتبتهم في المنامة " والسؤال هو اذا كان شيخ ابراهيم اساسا مشترك في تلك المجلات فلماذا يتم الالحاح عليه بأن يستوردها وهي لديه اساسا!.
وحتى لا نبخس الشخصيتين الباقيتين حقوقهم في المراجعه نكتفي بما ذكر اعلاه عن فصل الشيخ ابراهيم وننتقل لفصل مع التنبيه على القارئ مراجعه كتاب قلائد النحرين فيما يخص فصل موت الابد ولادة الابن
وعلى عكس فصل شيخ ابراهيم فأن فصل ناصر الخيري أكثر تماسكاً ووضوحا على الرغم من شحة المعلومات فنحن نسمع صوت ناصر الخيري الذي وصلت اسئلته المغايره لافكار مجايليه الى المجلات ، كما انه من مؤسسي نادى اقبال اوال الذي جر عليه الويلات ، فضلا عن ازمته التي انقصت وطنيته فيها وهو ما دعاه لكتابه رايه الصريح وعلى اثره تم اطلاق مصنفه " قلائد النحرين في تاريخ البحرين " وكما قال عنه دكتور نادر " لقد جاء ناصر الخيري إلى عالم الثقافة الحديثه في البحرين مجرداً من كل شيء تقريباً إلا من ذكاءه الحاد ، ومن شغفه الكبير بالمعرفة والتعلم والمثابره في البحث ، ومن جرأته منقطعة النظير في المساءلة والطرح . وهي جرأة ستكلفه الكثير فيما بعد"
ورغم كل الزخم الذي انطوت عليه شخصية ناصر الخيري الا أننا نستغرب غياب المعلومات التي تبرز حق هذه الشخصية فهل تعمد التاريخ اقصاء الخيري لخطيئة ما حتى أن مؤلف هذا الكتاب تصدى في الصفحة ٢٥٣ للاجابة على ما التبس استغلق من فهم طال هذه الشخصية المتنوره !..
اما في فصل خنجي يعود د نادر من جديد ولشح المعلومات المتوافره عن هذه الشخصية الى البناء كي يظهر لنا فكر هذه الشخصية فهو يكثر من الافتراضات حيث انه يفترض تأثر شيخ صالح خنجي بأفكار جون لوك حول التسامح الديني كما افترض سابقا تأثر ناصر الخيري بافكار هذا الاخير عن العقد الاجتماعي ، كما ان يربط افكار خنجي بأفكار كانط رغم قوله أنه لا يوجد دليل مادي سوى الاستنتاج اثناء ربط الافكار ببعضها البعض ، وشيخ صالح خنجي هو الاخر مقصى تاريخيا فلا نجد الكثير عنه رغم معاصرته لشيخ ابراهيم وحياته الطويله الحافلة فهو الذي عاش حتى الثمانينات من عمره وكان استاذا في مدرستين وكذلك شغله منصب امين مكتبه كل ذلك لم يجعل التاريخ راضيا عنه ليمنحه فسحة من الذكر
واخيرا لا يسعنا سوى اقتباس مقالة الكاتب " والحاصل أن مفهوم التنوير ، على الرغم من كثرة تداوله باشتقاقات متنوعة ، يبقى أكثر مفاهيم عصر النهضة عرضة للاستخدام المجاني بمعزل عن معناه الاصلي "
ملاحظة :- وددت لو وضع د نادر ما كتبه امين الريحاني عن شيخ ابراهيم في كتابه في ملحق الوثائق كما وددت لو ان الملحقات تم تبيضها بخط مفهوم للحصول على فائدتها
ثلاث نجوم
في الفصل الاول تكلم دكتور نادر عن شخصية الشيخ ابراهيم آل خليفه ابن حاكم البحرين شيخ محمد آل خليفة وجد الشيخه مي آل خليفة هذا وقد قسم الفصل إلى اجزاء صغيره اولها عن تحول هذه الشخصية من حامل سيف إلى حامل قلم فهو الذي كان رديف اب عرف عنه خوضه من الحروب اعتاها كما انه كان قرين له في المنفى والمعروف أن من يجالس شخص يتشرب طباعه خصوصا اذا ما كان والداً ، فلا نعلم كيف تحول من حامل سيف الى حامل قلم وكيف انتقلت هذه القناعه منه الى حواريه وهو عبد الله الزايد والذي بدوره نقلها لشيخ عيسى ابان محنته مع البريطانين ، ان هذا الافتراض هو ما يبني عليه د نادر "انه برحيل هذا الوالد ولد المثقف العصري ورحل الشاعر الكلاسيكي؟!. "ولكن السؤال الجدير بالذكر هو لماذا كان الاب عائقا لانتقال الابن في اثناء حياته خصوصا انه لم يمنع هذا الابن من الدراسة في داخل البلاد وخارجها !! ..
يقول دكتور نادر ان العديد من المجلات اهمها المقتطف والعروة الوثقى ،الاولى كانت مجلة تعنى بالمواضيع العلميه والاخرى بالمواضيع الدينية وهي المجلات الابرز التي شكلت التغيير الاول الذي طال شيخ ابراهيم لكننا نجد انه كشخص متنور يأمر ابنه بالانصراف عن مطالعة كتب الطب وذلك حسب الاقتباس الوارد في صفحة ١١٠ من الكتاب " فإنها مضيعة للعقل ومجلبة للوسواس والأوهام " وهذا ما يعد تفسير غير منطقي لشخص متنور يقرأ مجله علميه ويستميت في اقتناءها ، كذلك ذكر دكتور نادر لقاء الشيخ ابراهيم بالعديد من الشخصيات المؤثره في منتداه مثل امين الريحاني والشاعر سلمان التاجر وغيرهم ولكن هل كان اطار هذه اللقاءات هو تبادل افكار مغايره عن السائد ام انها لقاءات من قييل " التباحث في شؤون شعره " بخصوص التاجر ص ١٢٥ ، كما ان امين الريحاني رحالة فلا غرو ان زار بلد ما وجلس في مجالس وجهاء ذلك البلد
من الامور التي افاد بها دكتور نادر كذلك هو التسامح مع الطرف الاخر وقبوله فهو ضمن القلائل الذي وجد في سجل وفيات العائلة لدى المحتل البريطاني كما ان المعتمد لاخ هو من امر بتنكيس الاعلام لوفاته لكننا نرى في ذات الوقت من خلال المراسلات التي تمت بين بلجريف ولاخ وجود رسالة عن الوقت الذي يجب فيه انتهاء تنكيس الاعلام اما عن وجود صوره للشيخ ابراهيم مع لاخ فهي لا تعني اكثر من. صوره لشخصيات لها علاقة بالنظام الحاكم انذاك ، فكما ورد في رسالة لاخ لشيخ ابراهيم بعد تسلمه مهامه كوكيل جاءت بصيغه " زيادة معرفة على جاري المعتاد " ص ١٦٦ وهو ما لا يمكن ان يستشف منه وجود علاقة صداقة بين الطرفين ، واخيرا فإن علاقة شيخ ابراهيم بهاكن لم توجد بصوره فعليه الا بناء على منفعه وهو ايصال اشتراك الشيخ في المجلات بعد موت علي يتيم ومن الطبيعي ان لا تكون المراسلات جافة وان كانت نفعيه
المستغرب في قسم الشيخ ابراهيم ان صوته مغيب في الكتاب بشكل جلي فهو رغم ثقافته وقراءته العديد من المجلات لا نجد في الكتاب الا النزر اليسير من كلمات شيخ ابراهيم وهو مايدعو للتساؤل والاستغرب " فأين صوت شيخ ابراهيم يا دكتور نادر ، الشيخ الذي افردت له حصة الاسد من الكتاب ذلك الشيخ الذي يفوق مجايليه من ناحية الثقافه والافكار المتنوره فنحن لم نسمع رأيه في نادي اقبال اوآل ولا سمعنا رايه في محنة ناصر الخيري ولا محنه خنجي رغم كونهم من أهم رواد مجلسه كما ان هناك امر عجيب ذكره د نادر في الكتاب في الصفحة ١٢٧ حيث اورد " وفي شهادة اخرى، يؤكد شيخ صالح خنجي أن رواد مجلس الشيخ إبراهيم ألحو عليه أن يستورد لهم بعض الصحف العربية التي كان يستوردها المبشرون لمكتبتهم في المنامة " والسؤال هو اذا كان شيخ ابراهيم اساسا مشترك في تلك المجلات فلماذا يتم الالحاح عليه بأن يستوردها وهي لديه اساسا!.
وحتى لا نبخس الشخصيتين الباقيتين حقوقهم في المراجعه نكتفي بما ذكر اعلاه عن فصل الشيخ ابراهيم وننتقل لفصل مع التنبيه على القارئ مراجعه كتاب قلائد النحرين فيما يخص فصل موت الابد ولادة الابن
وعلى عكس فصل شيخ ابراهيم فأن فصل ناصر الخيري أكثر تماسكاً ووضوحا على الرغم من شحة المعلومات فنحن نسمع صوت ناصر الخيري الذي وصلت اسئلته المغايره لافكار مجايليه الى المجلات ، كما انه من مؤسسي نادى اقبال اوال الذي جر عليه الويلات ، فضلا عن ازمته التي انقصت وطنيته فيها وهو ما دعاه لكتابه رايه الصريح وعلى اثره تم اطلاق مصنفه " قلائد النحرين في تاريخ البحرين " وكما قال عنه دكتور نادر " لقد جاء ناصر الخيري إلى عالم الثقافة الحديثه في البحرين مجرداً من كل شيء تقريباً إلا من ذكاءه الحاد ، ومن شغفه الكبير بالمعرفة والتعلم والمثابره في البحث ، ومن جرأته منقطعة النظير في المساءلة والطرح . وهي جرأة ستكلفه الكثير فيما بعد"
ورغم كل الزخم الذي انطوت عليه شخصية ناصر الخيري الا أننا نستغرب غياب المعلومات التي تبرز حق هذه الشخصية فهل تعمد التاريخ اقصاء الخيري لخطيئة ما حتى أن مؤلف هذا الكتاب تصدى في الصفحة ٢٥٣ للاجابة على ما التبس استغلق من فهم طال هذه الشخصية المتنوره !..
اما في فصل خنجي يعود د نادر من جديد ولشح المعلومات المتوافره عن هذه الشخصية الى البناء كي يظهر لنا فكر هذه الشخصية فهو يكثر من الافتراضات حيث انه يفترض تأثر شيخ صالح خنجي بأفكار جون لوك حول التسامح الديني كما افترض سابقا تأثر ناصر الخيري بافكار هذا الاخير عن العقد الاجتماعي ، كما ان يربط افكار خنجي بأفكار كانط رغم قوله أنه لا يوجد دليل مادي سوى الاستنتاج اثناء ربط الافكار ببعضها البعض ، وشيخ صالح خنجي هو الاخر مقصى تاريخيا فلا نجد الكثير عنه رغم معاصرته لشيخ ابراهيم وحياته الطويله الحافلة فهو الذي عاش حتى الثمانينات من عمره وكان استاذا في مدرستين وكذلك شغله منصب امين مكتبه كل ذلك لم يجعل التاريخ راضيا عنه ليمنحه فسحة من الذكر
واخيرا لا يسعنا سوى اقتباس مقالة الكاتب " والحاصل أن مفهوم التنوير ، على الرغم من كثرة تداوله باشتقاقات متنوعة ، يبقى أكثر مفاهيم عصر النهضة عرضة للاستخدام المجاني بمعزل عن معناه الاصلي "
ملاحظة :- وددت لو وضع د نادر ما كتبه امين الريحاني عن شيخ ابراهيم في كتابه في ملحق الوثائق كما وددت لو ان الملحقات تم تبيضها بخط مفهوم للحصول على فائدتها
ثلاث نجوم
February 12, 2021
اولا اود ان أشكر مجموعة القراء البحرينيين على اقتراح قراءة هذا الكتاب والذي كثر الجدل وكثرت التأويلات عنه
الكتاب جميل وقد وفق الكاتب في شرح منطقي عن حقبة من الزمن كانت التأثيرات الخارجية والسيطرة الاستعمارية قد عاثت في بلدنا والبلدان الاخرى الفساد. وانا اوافق المؤلف بأننا على الرغم من كل المؤثرات الا اننا لم ندخل في حرب طاحنة تأكل الاخضر واليابس واذا تذكرنا تاريخ البحرين نجد ان المنفيين الى الخارج عدد قليل مقارنة بما حدث في بلدان اخرى وان دل على شيءٍ فإنما يدل على ان الناس متقاربين فكريا على الرغم من الاختلاف الديني
في اعتقادي بأن الكاتب قد وفق في اختيار العنوان. فتلك الحقبة كانت من حقب الضلام ووجود شخص متنور او يعتقد بأن البلد بحاجة الى التطور على الرغم من إنه لم يترك تراثا كتابيا يثبت ذلك كان ظروري جدا لرفع مستوى البحرين وادخال الثقافة والتعليم الراقي اليها. كما ان تجميع الشباب حوله وطلب الجرائد والكتب لهم او لمكتبته لا ينم الا عن روح شخص يطلب لوطنه ان يستنير
وقد ثار نقاش طويل عن معنى التنوير ولماذا قارن الكاتب بين كانط وبين الشيخ ، ولكن هذا النقاش عقيم لان التنوير قد يعني شيئًا لي وشيئا اخر لك فربما انا انظر للتنوير بنظرة الثقافة والقراءة وفهم اشياء لم تطرأ على البال ويفهمها الاخرون بالاقتناع بالفلسفات المتحضرة والابتعاد عن الدين ويفهمها شخص اخر انها الاقتناع بالعلوم الجديدة.
لقد فتح الكتاب عقلي عن تاريخ البحرين لانني لم اكن اعرف عن اي من الاشياء المذكورة. واود كثيرا ان تجمع قصاصات من هنا وهناك لينشر لها الكاتب قصة البحرين قبل الالفية لمئة عام وبعد الالفية لمئة عام اخرى وبهذا نستطيع ان نرى ما فعله اجدادنا وما خلفوه لنا من ثقافة ادت الى تطورنا. لا ننسى بأننا كنا نذهب الى بلدان الخليج لتدريسهم في مدارسهم ونعمل في شركاتهم ومؤسساتهم وهذا شيئ لمسته بنفسي في حقبة الثمانينيات والتسعينات من القرن الماضي.
ما وددت ان اقوله هنا بأن الشيخ كان the conduit للتنوير البحريني
الكتاب جميل وقد وفق الكاتب في شرح منطقي عن حقبة من الزمن كانت التأثيرات الخارجية والسيطرة الاستعمارية قد عاثت في بلدنا والبلدان الاخرى الفساد. وانا اوافق المؤلف بأننا على الرغم من كل المؤثرات الا اننا لم ندخل في حرب طاحنة تأكل الاخضر واليابس واذا تذكرنا تاريخ البحرين نجد ان المنفيين الى الخارج عدد قليل مقارنة بما حدث في بلدان اخرى وان دل على شيءٍ فإنما يدل على ان الناس متقاربين فكريا على الرغم من الاختلاف الديني
في اعتقادي بأن الكاتب قد وفق في اختيار العنوان. فتلك الحقبة كانت من حقب الضلام ووجود شخص متنور او يعتقد بأن البلد بحاجة الى التطور على الرغم من إنه لم يترك تراثا كتابيا يثبت ذلك كان ظروري جدا لرفع مستوى البحرين وادخال الثقافة والتعليم الراقي اليها. كما ان تجميع الشباب حوله وطلب الجرائد والكتب لهم او لمكتبته لا ينم الا عن روح شخص يطلب لوطنه ان يستنير
وقد ثار نقاش طويل عن معنى التنوير ولماذا قارن الكاتب بين كانط وبين الشيخ ، ولكن هذا النقاش عقيم لان التنوير قد يعني شيئًا لي وشيئا اخر لك فربما انا انظر للتنوير بنظرة الثقافة والقراءة وفهم اشياء لم تطرأ على البال ويفهمها الاخرون بالاقتناع بالفلسفات المتحضرة والابتعاد عن الدين ويفهمها شخص اخر انها الاقتناع بالعلوم الجديدة.
لقد فتح الكتاب عقلي عن تاريخ البحرين لانني لم اكن اعرف عن اي من الاشياء المذكورة. واود كثيرا ان تجمع قصاصات من هنا وهناك لينشر لها الكاتب قصة البحرين قبل الالفية لمئة عام وبعد الالفية لمئة عام اخرى وبهذا نستطيع ان نرى ما فعله اجدادنا وما خلفوه لنا من ثقافة ادت الى تطورنا. لا ننسى بأننا كنا نذهب الى بلدان الخليج لتدريسهم في مدارسهم ونعمل في شركاتهم ومؤسساتهم وهذا شيئ لمسته بنفسي في حقبة الثمانينيات والتسعينات من القرن الماضي.
ما وددت ان اقوله هنا بأن الشيخ كان the conduit للتنوير البحريني
January 25, 2021
ربما يجدر بِنَا استعارة مقولة الفيلسوف راسل التي تقول " ان أكثر الافكار جدلاً هي الافكار التي لا يمتلك المدافعين عنها أدلة حقيقية وفعلية " لكي نمهد للحديث عن كتاب الدكتور نادر كاظم " الشيخ والتنوير " الذي ربط بين تطلعات شيخ خرج من اطاره التاريخي القبلي والديني وبين منظمومة مفاهيمية هي نتاج عصر من عصور الصراعات الاوروبية ، هذا الربط يحتاج الى مادة دسمة من الادلة التاريخية التي يصعب توفرها بطريقة يكشف عن تسلسل الاحداث ومن ثم حركة الافكار في ضوء هذا التسلسل ، ضآلة الادلة سوف تجعل من الانتصار الى رأي معين دون آخر مجازفة فكرية ، ومن الافضل ان يتعمق القارئ في أبعاد أخرى قد يستشفها من النص أو يؤسسها بنفسه لا يقصدها الكاتب ولكن القارئ خلقها من النص .
ربما ينزلق الجدل عن هذا الكتاب الى الربط المشار اليه اعلاه بين الشيخ والتنوير ، هذا الانزلاق يكشف عن الخلفيات الثقافية والسياسية التي تقرأ هذا النص ، وهذا ليس بعيب ابدا فالكاتب نفسه ينطلق في كل ذلك من خلفية مؤيدة لحركة التنوير كما يفهمها ويعرفها ، ويكشف الكاتب في ذات الوقت عن معضلة التعريفات لتلك المفاهيم والخلل الذي ينتج عن عدم استيعاب تلك المفاهيم على حقيقتها كما انتجها اصحابها أو ضمن سياقها التاريخي والمقولي ، هذا الخلل نفسه يؤسس لولادة تيارات فكرية متنوعة ومتضاربة سوف تكون مسرح لاحداث كثيرة ومتنوعة .
أخال الكاتب هنا استأجر العنوان نفسه بكل ما يحمل من دلالات تاريخية وفكرية وبكل ما يرمز الى شخصيات ورجالات لكي يعيد الجدال نفسه عن التنوير كمفهوم له تداعيات اجتماعية وسياسية وثقافية ، هذه الاعادة المقصودة تفتح الباب للنقاشات في هذا المادة مرة ثانية ، لاننا لازلنا بحاجة وبشدة لبناء ثقافي يتماشى مع افرازات العصر الحديث ، مثلما فتح الشيخ ابراهيم مجلسة للنقاشات التنويرية ، الكتاب الذي يحدثنا عن هذا المجلس ايضا يعيد فتح النقاشات من جديد عن التنوير وقضاياه .
ربما ينزلق الجدل عن هذا الكتاب الى الربط المشار اليه اعلاه بين الشيخ والتنوير ، هذا الانزلاق يكشف عن الخلفيات الثقافية والسياسية التي تقرأ هذا النص ، وهذا ليس بعيب ابدا فالكاتب نفسه ينطلق في كل ذلك من خلفية مؤيدة لحركة التنوير كما يفهمها ويعرفها ، ويكشف الكاتب في ذات الوقت عن معضلة التعريفات لتلك المفاهيم والخلل الذي ينتج عن عدم استيعاب تلك المفاهيم على حقيقتها كما انتجها اصحابها أو ضمن سياقها التاريخي والمقولي ، هذا الخلل نفسه يؤسس لولادة تيارات فكرية متنوعة ومتضاربة سوف تكون مسرح لاحداث كثيرة ومتنوعة .
أخال الكاتب هنا استأجر العنوان نفسه بكل ما يحمل من دلالات تاريخية وفكرية وبكل ما يرمز الى شخصيات ورجالات لكي يعيد الجدال نفسه عن التنوير كمفهوم له تداعيات اجتماعية وسياسية وثقافية ، هذه الاعادة المقصودة تفتح الباب للنقاشات في هذا المادة مرة ثانية ، لاننا لازلنا بحاجة وبشدة لبناء ثقافي يتماشى مع افرازات العصر الحديث ، مثلما فتح الشيخ ابراهيم مجلسة للنقاشات التنويرية ، الكتاب الذي يحدثنا عن هذا المجلس ايضا يعيد فتح النقاشات من جديد عن التنوير وقضاياه .
February 3, 2021
جهد كبير ومشكور من د.نادر كاظم في التنقيب بين طيات الكتب والمصادر والوثائق والمخطوطات المختلفة، ليعيد إلينا فيه صياغة تاريخ نشوء الوعي الثقافي في البحرين بأسلوب شيّق جدا. لاحقا، سأقوم بكتابة مقالة مفصلة لا عن الكتاب ومحتواه وحسب (الذي أتحفظ على بعض ما جاء فيه بالمناسبة، بل وحتى على الإطار العام إليه)، بل أيضا عن الطريقة التي تلقى بها القراء، بمختلف أطيافهم وانتماءاتهم، هذا الكتاب، وسأذكر فيها نقاط اختلافي أو تحفظي أيضا.
March 6, 2021
مراجعة كتاب الشيخ والتنوير إلى نادر كاظم .
في كتاب التنوير والشيخ يقدم لنا الكاتب نادر كاتب سيرة الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة وإنجازاته في الريادة العلمية البحرينية وانجازاته ويسرد كذلك سيرة للمؤرخ ناصر خيري وكذلك السيخ الخنجي ..
جذبني عنوان الكتاب الشيخ والتنوير ولكن عند قراءتي للكتاب لم أجد معنى التنوير في الكتاب أو علاقة التنوير في البحرين مع سيرة الشيخ إبراهيم أل خليفة مع أن الكاتب اسرد معنى التنوير لمفهو(كانت ) بمعناه الأشمل ليكون رفض سيطرة الجهة الدينية والاقطاعية على عالشعوب ولكن لم أجد تأثير الشيخ في الكتاب
وهنا أضع عدة تساؤلات ؟
هل البحرين كانت قبل الشيخ إبراهيم في ظلام،؟
هل المدراس الحوزيوية التي كانت تشتهر بها بالبحرين ظلام ؟
أين أثر الشيخ إبراهيم في التنوير؟ هل فقط أنه فتتح مجلسه ليكون مكتبه وهل شراء المجلات فقط هي التنوير والأثر وحتى مدرسة الهداية الخليفية التي كان فيها عضوا في مجلس إدارتها لم تكن فكرته
ومما أثار استغرابي كذلك كيف يكون الشيخ رائدا للتنوير كما ورد الكتاب برسالة لولده يحثه على الامتناع عن قراءة كتب التصوف وكتب الطب وهنا نضع علامة تعجب واستفهام
اعتقد الكاتب بالغ كثيرا في دور الشيخ إبراهيم ونجد ذلك في فصول الكتاب حيث تكون مقدمة كل فصل كبيرة ومسهبة تحتوى معلومات مثلا عن المجلات التي قراها الشيخ منها المقتطف والعروة الوثقى وغيرها وبعد ذلك يتكلم في الأخير عن حياته ودوره
وقد أورد الكاتب تسع مرات لفظ لانعرف على وجه الدقة ، لاندري ، لا يمكن تحديد هل هذا يعتبر عن قلة المصادر التي أخذ عنها عن سيرة الشيخ أو قلة انجازاته في مجال التنوير لكن لم أجد هذه الألفاظ عندما تطرق لسيرة ناصر الخيري او الشيخ محمد لخنجي
وفي النهاية اعتقد عنوان الكتاب الشيخ والتنوير كان جدا كبير على محتوى الكتاب
تقييمى للكتاب نجمتين
في كتاب التنوير والشيخ يقدم لنا الكاتب نادر كاتب سيرة الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة وإنجازاته في الريادة العلمية البحرينية وانجازاته ويسرد كذلك سيرة للمؤرخ ناصر خيري وكذلك السيخ الخنجي ..
جذبني عنوان الكتاب الشيخ والتنوير ولكن عند قراءتي للكتاب لم أجد معنى التنوير في الكتاب أو علاقة التنوير في البحرين مع سيرة الشيخ إبراهيم أل خليفة مع أن الكاتب اسرد معنى التنوير لمفهو(كانت ) بمعناه الأشمل ليكون رفض سيطرة الجهة الدينية والاقطاعية على عالشعوب ولكن لم أجد تأثير الشيخ في الكتاب
وهنا أضع عدة تساؤلات ؟
هل البحرين كانت قبل الشيخ إبراهيم في ظلام،؟
هل المدراس الحوزيوية التي كانت تشتهر بها بالبحرين ظلام ؟
أين أثر الشيخ إبراهيم في التنوير؟ هل فقط أنه فتتح مجلسه ليكون مكتبه وهل شراء المجلات فقط هي التنوير والأثر وحتى مدرسة الهداية الخليفية التي كان فيها عضوا في مجلس إدارتها لم تكن فكرته
ومما أثار استغرابي كذلك كيف يكون الشيخ رائدا للتنوير كما ورد الكتاب برسالة لولده يحثه على الامتناع عن قراءة كتب التصوف وكتب الطب وهنا نضع علامة تعجب واستفهام
اعتقد الكاتب بالغ كثيرا في دور الشيخ إبراهيم ونجد ذلك في فصول الكتاب حيث تكون مقدمة كل فصل كبيرة ومسهبة تحتوى معلومات مثلا عن المجلات التي قراها الشيخ منها المقتطف والعروة الوثقى وغيرها وبعد ذلك يتكلم في الأخير عن حياته ودوره
وقد أورد الكاتب تسع مرات لفظ لانعرف على وجه الدقة ، لاندري ، لا يمكن تحديد هل هذا يعتبر عن قلة المصادر التي أخذ عنها عن سيرة الشيخ أو قلة انجازاته في مجال التنوير لكن لم أجد هذه الألفاظ عندما تطرق لسيرة ناصر الخيري او الشيخ محمد لخنجي
وفي النهاية اعتقد عنوان الكتاب الشيخ والتنوير كان جدا كبير على محتوى الكتاب
تقييمى للكتاب نجمتين
This entire review has been hidden because of spoilers.
February 14, 2021
ربما وأنت تقرأ الكتاب، يتعثّر نظرك (فكرك) برقع لم تُنسج بتناغم بين تفاصيل الكتاب، وجزئياته. ورغم ذلك؛ أعجبتُ بجرأة الكاتب، وهو يتحدث عن موضوع يريد به خلْق فكر كوني واحد، تنبثق منها؛ وطنية واحدة. في مجتمعٍ رغم تنوعه الأصيل كما يذكر الكاتب منذ الحضارة الدلمونية قبل ثلاثة آلاف سنة، إلا أن التيارات التي تدعو إلى التفاضل بين البشر، تجرّ المجتمع البحريني إلى التنافر بين تنوّع أطيافه، والأصعب من ذلك؛ إلى القهقرى.
February 11, 2021
هذا الكتاب بتحدث عن تاريخ وأحداث بدايات عصر التنوير في البحرين متمثلة في إسهامات ثلاث من الشخصيات البحرينية وهم الشيخ ابراهيم بن محمد، ناصر الخيري، والشيخ محمد صالح الخنجي.
.
.
يطرح الدكتور نادر في هذا الكتاب مجموعة من الأحداث الاي ارتبطت بهذه الشخصيات في تلك الحقبة من الزمن والتي ساهمت في بروز التنوير في البحرين.
.
.
احتوى الكتاب على شرح مسهب للعديد من الأحداث التاريخية في تلك الفترة مع الأخذ بعين الاعتبار التغييرات التي طرأت في المجتمع وإسهامات الثلاث شخصيات فيها ودورها وتطور الأحداث.
.
.
أسلوب السرد سلس ومسهب وممتع وطرح الأفكار في الكتاب متسلسل كما تعودنا من الدكتور نادر كاظم ولو أنتي كنت أطمح لأن يكون تركيز الكتاب عن سيرة هؤلاء الشخصيات تركز عليهم كأفراد وعلى إسهاماتهم بدلاً من السرد التاريخي للأحداث.
.
.
كتاب جيد لمن يريد الإطلاع والاستمتاع بالأحداث التاريخية والثقافية في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات ومنتصف القرن العشرين في البحرين.
.
.
يطرح الدكتور نادر في هذا الكتاب مجموعة من الأحداث الاي ارتبطت بهذه الشخصيات في تلك الحقبة من الزمن والتي ساهمت في بروز التنوير في البحرين.
.
.
احتوى الكتاب على شرح مسهب للعديد من الأحداث التاريخية في تلك الفترة مع الأخذ بعين الاعتبار التغييرات التي طرأت في المجتمع وإسهامات الثلاث شخصيات فيها ودورها وتطور الأحداث.
.
.
أسلوب السرد سلس ومسهب وممتع وطرح الأفكار في الكتاب متسلسل كما تعودنا من الدكتور نادر كاظم ولو أنتي كنت أطمح لأن يكون تركيز الكتاب عن سيرة هؤلاء الشخصيات تركز عليهم كأفراد وعلى إسهاماتهم بدلاً من السرد التاريخي للأحداث.
.
.
كتاب جيد لمن يريد الإطلاع والاستمتاع بالأحداث التاريخية والثقافية في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات ومنتصف القرن العشرين في البحرين.
February 24, 2021
قد تختلف مع الدكتور نادر وقد تختلف عما وضعه من نتيجة بحث ودراسات عن فترة زمنية بعيدة لا يتوافر عنها الكثير من المدونات ورحل كل معاصري تلك الفترة وما تبقى من آثارهم مذكراتهم مراسلاتهم هو المرجع الوحيد عن فترة انقلابات في الفكر وفي الهوية الاجتماعية وما رافق المرحلة من نهضة على كافة المستوبات ..
شكراً لمجموعة القرّاء البحرينين على ترتيب القراءة الجماعية لهذا الكتاب وتنوير أفكارنا على الشخصيات موضوع الكتاب سواء مما ذكر أو خلافه وفتح مساحة كبيرة للسؤال والبحث ..
شكراً لمجموعة القرّاء البحرينين على ترتيب القراءة الجماعية لهذا الكتاب وتنوير أفكارنا على الشخصيات موضوع الكتاب سواء مما ذكر أو خلافه وفتح مساحة كبيرة للسؤال والبحث ..
January 21, 2021
استمتعت كثيراً بقراءة الكتاب..
وأغرمت بأسلوب الكتابة من سرد، وتحليل، واستعارات، ومقارنات، ودحض وتأكيد على مختلف الروايات بالاستدلال بالوثائق والحقائق التاريخية
وأغرمت بأسلوب الكتابة من سرد، وتحليل، واستعارات، ومقارنات، ودحض وتأكيد على مختلف الروايات بالاستدلال بالوثائق والحقائق التاريخية
April 2, 2021
التنوير هو الاستقلال الفكري و الشجاعة و الجراة على استعمال الانسان لعقله دون وصاية.
لقد كانت بدايات التنوير مع الشيخ ابراهيم ثم نمت هذه البدايات و تطورت على ايدي الآخرين القريبين منه : ناصر الخيري و الشيخ محمد صالح خنجي على وجه الخصوص. ففي وقت كان اغلب الناس غارقين في افكارهم التقليدية المتوارثة و غير المساءلة كان الشيخ ابراهيم مثال المثقف العصري الذي كانت عصريته تعني قدرته على مواكبة أفكار جديدة و مغايرة لما توارثه الآخرون.
و قد ارتكزت الريادة التنويرية للشيخ ابراهيم على اربع قواعد أساسية : الريادة الشعرية و الثقافة العلمية التقليدية و النسب الاميري و القرب من ابن عمه الشيخ عيسى بن علي حاكم البحرين آنذاك حيث كان الشيخ ابراهيم منفتحا على شتى انواع الصحف حتى المتناقضة فيما بينها كالهدى و السائح و المنار و المقتطف.و قدم في وقت مبكر جدا نموذجا على الانفتاح على الآخر ، و ليس اي آخر مختلف فحسب ، بل هو آخر بمثابة العدو ، العدو السياسي في صورة البريطانيين الاستعماريين ، و العدو الديني في صورة المبشرين الأمريكان.
ارتبط التنوير بالتعليم العصري على نحو وثيق سواء في الكويت بتأسيس المدرسة الاحمدية او في البحرية بتأسيس مدرسة الهداية الخليفية في العام 1919 و قد جاءت فكرة المدرسة بعد زيارة الشيخ عبدالله بن عيسى ال خليفة نجل حاكم البحرين آنذاك حيث زار لندن في نفس العام.
تاريخ التنوير الذي يتحدث عنه الدكتور نادر مرتبط اساسا بشيخ الأدباء الشيخ ابراهيم بن محمد ثم تاريخ قصير لناصر الخيري الذي ساعد في تأسيس نادي اقبال أوال الليلي في العام 1913 و الشيخ محمد صالح الخنجي الذي كان رئيس النادي.
و لكن لم اجد العنوان منصفا لتاريخ التنوير في البحرين بارتكازه على الشيخ ابراهيم بن محمد ليكون عنوانا للكتاب ، كما اني استغربت لشدة انفتاح الشيخ على الآخر و هو نفسه العدو الذي طرد والده ليموت في المنفى في مكة !
واجهت ناصر الخيري محنتين مهمتين في حياته حتى ان عمره كان قصيرا و لم يتمكن المؤرخون من كتابة سيرة واضحة له. المحنة الأولى كانت دينية حين سأل ناصر و أصدقاءه عن الحج و إذا ما كان يحمل انواعا من الوثنية مثل تقبيل الحجر الأسود و حينها واجه ناصر العديد من الانتقادات خصوصا من قاضي الشرع الأكبر في البلاد المهزع و تم اغلاق نادي اقبال أوال بتهمة الافساد في الأرض ، و اتيان المنكر ، و قراءة صحف النصارى و كان العبء الأكبر في هذه الازمة يقع على عاتق ناصر الخيري ، الا أن ناصر لم يكن مثقفا اسلاميا حتى فقد كان الموقف الصعب و الحرج من نصيب الشيخ الازهري الذي كان رجل الدين الوحيد بين مؤسسي النادي و هو الشيخ محمد صالح الخنجي الذي كان متأثرا بأفكار محمد عبده الاصلاحية و التنويرية.
اما المحنة الاخرى فهي حين كلف كلايف ديلي ناصر الخيري بترجمة و القاء خطابين من من أشهر الخطابات التي أستهدفت بالعداء من قبل شباب النادي الأدبي : خطاب ستوارث نوكس الذي أعلن فيه تنازل الشيخ عيسى بن علي و الشروع في تنفيذ الاصلاحات الإدارية و المالية ، و خطاب آرثر تريفور المقيم السياسي في الخليج الذي أكد فيه على استمرار الاصلاحات ، و أعطى الأمر بترحيل الشيخ عبد الوهاب الزياني و احمد بن لاحج الى الهند . و هكذا تم التشكيك في دين ناصر و في وطنيته فأنكفأ يكمل كتابه قلائد النحرين في تاريخ البحرين حتى وفاته.
اما ثالث رواد التنوير الشيخ محمد صالح خنجي فقد درس في الأزهر في ذروة اصلاحات الشيخ محمد عبده و عاد الى البحرين ليصبح من مؤسسي نادي اقبال أوال و حين اغلق النادي سافر للعمل ككاتب لدى تاجر خليجي في مومبي ، و لكنه عاد بطلب من الشيخ ابراهيم لينضم الى طاقم التدريس في مدرسة الهداية الخليفية و من ثم يصبح مديرا لها و قد عاش ردحا من الزمن .
لقد كانت بدايات التنوير مع الشيخ ابراهيم ثم نمت هذه البدايات و تطورت على ايدي الآخرين القريبين منه : ناصر الخيري و الشيخ محمد صالح خنجي على وجه الخصوص. ففي وقت كان اغلب الناس غارقين في افكارهم التقليدية المتوارثة و غير المساءلة كان الشيخ ابراهيم مثال المثقف العصري الذي كانت عصريته تعني قدرته على مواكبة أفكار جديدة و مغايرة لما توارثه الآخرون.
و قد ارتكزت الريادة التنويرية للشيخ ابراهيم على اربع قواعد أساسية : الريادة الشعرية و الثقافة العلمية التقليدية و النسب الاميري و القرب من ابن عمه الشيخ عيسى بن علي حاكم البحرين آنذاك حيث كان الشيخ ابراهيم منفتحا على شتى انواع الصحف حتى المتناقضة فيما بينها كالهدى و السائح و المنار و المقتطف.و قدم في وقت مبكر جدا نموذجا على الانفتاح على الآخر ، و ليس اي آخر مختلف فحسب ، بل هو آخر بمثابة العدو ، العدو السياسي في صورة البريطانيين الاستعماريين ، و العدو الديني في صورة المبشرين الأمريكان.
ارتبط التنوير بالتعليم العصري على نحو وثيق سواء في الكويت بتأسيس المدرسة الاحمدية او في البحرية بتأسيس مدرسة الهداية الخليفية في العام 1919 و قد جاءت فكرة المدرسة بعد زيارة الشيخ عبدالله بن عيسى ال خليفة نجل حاكم البحرين آنذاك حيث زار لندن في نفس العام.
تاريخ التنوير الذي يتحدث عنه الدكتور نادر مرتبط اساسا بشيخ الأدباء الشيخ ابراهيم بن محمد ثم تاريخ قصير لناصر الخيري الذي ساعد في تأسيس نادي اقبال أوال الليلي في العام 1913 و الشيخ محمد صالح الخنجي الذي كان رئيس النادي.
و لكن لم اجد العنوان منصفا لتاريخ التنوير في البحرين بارتكازه على الشيخ ابراهيم بن محمد ليكون عنوانا للكتاب ، كما اني استغربت لشدة انفتاح الشيخ على الآخر و هو نفسه العدو الذي طرد والده ليموت في المنفى في مكة !
واجهت ناصر الخيري محنتين مهمتين في حياته حتى ان عمره كان قصيرا و لم يتمكن المؤرخون من كتابة سيرة واضحة له. المحنة الأولى كانت دينية حين سأل ناصر و أصدقاءه عن الحج و إذا ما كان يحمل انواعا من الوثنية مثل تقبيل الحجر الأسود و حينها واجه ناصر العديد من الانتقادات خصوصا من قاضي الشرع الأكبر في البلاد المهزع و تم اغلاق نادي اقبال أوال بتهمة الافساد في الأرض ، و اتيان المنكر ، و قراءة صحف النصارى و كان العبء الأكبر في هذه الازمة يقع على عاتق ناصر الخيري ، الا أن ناصر لم يكن مثقفا اسلاميا حتى فقد كان الموقف الصعب و الحرج من نصيب الشيخ الازهري الذي كان رجل الدين الوحيد بين مؤسسي النادي و هو الشيخ محمد صالح الخنجي الذي كان متأثرا بأفكار محمد عبده الاصلاحية و التنويرية.
اما المحنة الاخرى فهي حين كلف كلايف ديلي ناصر الخيري بترجمة و القاء خطابين من من أشهر الخطابات التي أستهدفت بالعداء من قبل شباب النادي الأدبي : خطاب ستوارث نوكس الذي أعلن فيه تنازل الشيخ عيسى بن علي و الشروع في تنفيذ الاصلاحات الإدارية و المالية ، و خطاب آرثر تريفور المقيم السياسي في الخليج الذي أكد فيه على استمرار الاصلاحات ، و أعطى الأمر بترحيل الشيخ عبد الوهاب الزياني و احمد بن لاحج الى الهند . و هكذا تم التشكيك في دين ناصر و في وطنيته فأنكفأ يكمل كتابه قلائد النحرين في تاريخ البحرين حتى وفاته.
اما ثالث رواد التنوير الشيخ محمد صالح خنجي فقد درس في الأزهر في ذروة اصلاحات الشيخ محمد عبده و عاد الى البحرين ليصبح من مؤسسي نادي اقبال أوال و حين اغلق النادي سافر للعمل ككاتب لدى تاجر خليجي في مومبي ، و لكنه عاد بطلب من الشيخ ابراهيم لينضم الى طاقم التدريس في مدرسة الهداية الخليفية و من ثم يصبح مديرا لها و قد عاش ردحا من الزمن .
June 19, 2021
29)
الشيخ والتنوير/ البحريني د نادر كاظم/ مركز الشيخ إبراهيم آل خليفة/ دار سؤال/ بيروت/ 2021
يسرد الدكتور نادر كاظم في هذا الكتاب سيرة الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة (1850- 1933)
ويستدل الكاتب في تعريفه للتنوير بما قاله الفيلسوف كانت: التنوير هو خروج الإنسان من العجز والقصور الذي هو مسؤول عنه، بينما يرى الكاتب أن التنوير هو الاستقلال الفكري والشجاعة والجرأة على الفهم واستعمال الإنسان لعقله دون وصاية، وهو عكس الانسياق الأعمى وراء أفكار الآخرين وآرائهم مثلما ينساق القطيع.
وقسم الكاتب منجزه إلى ثلاثة أقسام وألحقها بالصور والوثائق التي وفرها له مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة في القسم الرابع.
وتحدث كاظم في القسم الأول عن الوضع السياسي والعسكري في البحرين، والذي أدى إلى انتقال الحكم من أبيه إلى ابن عمه الشيخ عيسى بن علي 1869، وهو الأمر الذي دفع بالشيخ إبراهيم إلى التوجه للشأن الثقافي.
ويعتبر الشيخ أحد اللبنات الأساسية في بدء التعليم النظامي في البحرين، وإنشاء بعض الأندية الثقافية الرائدة.
وتعرض الكاتب في الفصل الثاني إلى جرأة التفكير عند ناصر خيري وإلى محمد صالح خنجي في الفصل الثالث.
يمكنني القول إن (متعة) مطاردة التاريخ الثقافي للشيخ إبراهيم قد ضاعت بسبب (التشظي) والانفلات الكبير في المواضيع المختلفة، وربما يعود ذلك إلى زخم المعلومات والمصادر التي بين يدي الكاتب، وكذلك إلى وفرة المعلومات التي زَجَّ بها الكاتب في المؤلَّف زجًّا.
رسول درويش
20/6/2021
الشيخ والتنوير/ البحريني د نادر كاظم/ مركز الشيخ إبراهيم آل خليفة/ دار سؤال/ بيروت/ 2021
يسرد الدكتور نادر كاظم في هذا الكتاب سيرة الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة (1850- 1933)
ويستدل الكاتب في تعريفه للتنوير بما قاله الفيلسوف كانت: التنوير هو خروج الإنسان من العجز والقصور الذي هو مسؤول عنه، بينما يرى الكاتب أن التنوير هو الاستقلال الفكري والشجاعة والجرأة على الفهم واستعمال الإنسان لعقله دون وصاية، وهو عكس الانسياق الأعمى وراء أفكار الآخرين وآرائهم مثلما ينساق القطيع.
وقسم الكاتب منجزه إلى ثلاثة أقسام وألحقها بالصور والوثائق التي وفرها له مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة في القسم الرابع.
وتحدث كاظم في القسم الأول عن الوضع السياسي والعسكري في البحرين، والذي أدى إلى انتقال الحكم من أبيه إلى ابن عمه الشيخ عيسى بن علي 1869، وهو الأمر الذي دفع بالشيخ إبراهيم إلى التوجه للشأن الثقافي.
ويعتبر الشيخ أحد اللبنات الأساسية في بدء التعليم النظامي في البحرين، وإنشاء بعض الأندية الثقافية الرائدة.
وتعرض الكاتب في الفصل الثاني إلى جرأة التفكير عند ناصر خيري وإلى محمد صالح خنجي في الفصل الثالث.
يمكنني القول إن (متعة) مطاردة التاريخ الثقافي للشيخ إبراهيم قد ضاعت بسبب (التشظي) والانفلات الكبير في المواضيع المختلفة، وربما يعود ذلك إلى زخم المعلومات والمصادر التي بين يدي الكاتب، وكذلك إلى وفرة المعلومات التي زَجَّ بها الكاتب في المؤلَّف زجًّا.
رسول درويش
20/6/2021
March 12, 2022
لم أتحمس لشراء الكتاب إلا لغرض جامعي.. ولم ابدأ قراءته إلا لإنجاز بحث جامعي لكن ما أحتوى عليه الكتاب كان عكس توقعاتي فعلاً ..
الكتاب رائع بكل ما تحمله الكلمة من معنى يحمل سيرة ٣ من أهم رواد النهضة في البحرين الشيخ إبراهيم وناصر خيري والشيخ محمد صلاح خنجي في كل سيرة توجد العبرة وكل صحفة في الكتاب تظهر طبيعة البحرين قديمًا في ظل التنوير
الكتاب رائع بكل ما تحمله الكلمة من معنى يحمل سيرة ٣ من أهم رواد النهضة في البحرين الشيخ إبراهيم وناصر خيري والشيخ محمد صلاح خنجي في كل سيرة توجد العبرة وكل صحفة في الكتاب تظهر طبيعة البحرين قديمًا في ظل التنوير
July 3, 2022
بحث ودراسة
August 20, 2023
ولله دركم، بعد كل هذا، يقال عنه "المدعو" ناصر الخيري، والله إننا في زمن يكثر في الضحك...
February 1, 2024
كتبت قراءة نقدية من حول 100 صفحة، لكن قلة النقاد لهذا الكتاب، تعطيك إشارة الى الجدب الي طال الساحة البحرية النقدية فصرنا نتناول أي كتاب جديد بالتبجيل والتهليل.
Displaying 1 - 15 of 15 reviews