«كقطة تعبر الطريق» رواية موضوعها «العالم» وليس مكانا بعينه أو هوية دون غيرها.
إنها رواية الإنسان المنسحق في آلة العولمة الجبارة، والذائب في مقدرات خلقتها قوى هائلة تحدد له مصيره وتمزق خرائطه لتدفعه نحو الموت أو الجنون. وجميع شخوص هذه الرواية مغتربون، كلٌ منهم هارب من حربه الكبرى والخاصة معاً، باحث عن طوق نجاة ينتشله من جحيمه الشخصي.
كل شخص هنا يعبر ضفته نحو ضفة أخرى.. عبورا سريعا مرتبكا، بالضبط كقطة تعبر الطريق طامحةً في الوصول للرصيف المقابل.. لكن حياتها قد تضيع في لحظة، تحت عجلات سيارةٍ مسرعة.
حاتم حافظ روائي وأكاديمي مصري، يكتب أيضًا للمسرح وفي السيناريو والنقد الثقافي. وأصدر عددا من الأعمال الروائية والقصصية والفكرية التي حازت التفاتا نقديا ملحوظا، منها «بسكويت وعسل أسود»، «لأن الأشياء تحدث»، «موسيقى لليلة قصيرة»، «إسلام أم إسلاميات.. قراءة في الخطاب الديني المعاصر».
وكتب حاتم حافظ عديد الأعمال الدرامية الناجحة، منها «استيفا» و«الشارع اللي ورانا».
وترجمت نصوصه لأكثر من لغة كما قُدمت عروضه المسرحية في أكثر من بلد أوروبي منها ألمانيا وفرنسا
ـ من مواليد 7 فبراير 1974. ـ حصل على ليسانس الآداب والتربية من كلية التربية جامعة عين شمس عام 1995، وبكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية من أكاديمية الفنون عام 2000، ودبلوم الفنون عام 2002، وماجستير في الدراما عام 2007. ـ يعمل مدرسا مساعدا في قسم الدراما والنقد بالمعهد العالي للفنون المسرحية. ـ سكرتير تحرير مجلة الفن المعاصر. ـ عمل محررا في الأهرام والأهرام الدولي ومشرفا على صفحة الرأي بجريدة البديل وفي الديسك المركزي بالأهرام المسائي ومديرا لمشروع تفريغ برامج قناة الجزيرة. ـ عضو لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة. . يكتب المقال بعدة مطبوعات مصرية وعربية. إصدارات: 1 – أنساق اللغة المسرحية في مسرح أنطون تشيخوف عن المجلس الأعلى للثقافة عام 2003. 2 ـ بهاء طاهر.. الرواية والجائزة (بالاشتراك مع آخرين) عن الهيئة العامة لقصور الثقافة عام 2008. 3 – لأن الأشياء تحدث ـ رواية ـ عن دار عين عام 2009. 4 – حكاية ضحى ـ مسرحية ـ مطبوعات ملتقى الشارقة الأول لكتاب المسرح العربي 2011. 5ـ- بسكويت وعسل أسود ـ مجموعة قصصية ـ دار عين عام 2012. في المسرح: • دراماتورجي ومخرج منفذ لفرقة المسرح المتمرد The Rebellion Theater (إحدى الفرق الحرة) من عام 1997 حتى عام 2000. • مسرحية المشهد الأخير ـ تأليف ـ وعرضت على خشبة مسرح سيد درويش 1996. • مسرحية البيرق النبوي ـ إعداد ـ وعرضت على خشبة مسرح سيد درويش 1999. • مسرحية اغتصاب ـ إعداد ـ وعرضت على خشبة المسرح العائم 2000. • مسرحية المفتش العام ـ إعداد ـ وعرضت على خشبة مسرح السامر 2001. • مسرحية محاكمة غانم سعيد ـ تأليف ـ وعرضت على خشـبة مسرح السلام 2001 ـ2002. • مسرحية مجند 311 ـ إعداد ـ وعرضت على خشبة مسرح السلام 2003. • مسرحية الجبل ـ تأليف ـ وعرضت على خشبة مسرح ميامي 2009. • مسرحية "الخوف".. غير منشورة عام 2011. • مسرحية "المرأة والشرفة".. غير منشورة عام 2012. • ترجم مسرحية "سبعة أطفال يهود" للكاتبة البريطانية كاريل تشرشل، وعشر مسرحيات قصيرة للكاتب الأيرلندي صمويل بيكيت "تحت الطبع". • اختار مهرجان هيدلبرج للمسرح 2012 قراءة مسرحيته "الخوف" بعد ترجمتها إلى اللغة الألمانية ضمن فاعالياته. • تم اختيار مسرحيته "الخوف" لتترجم للغة الفرنسية وتصدر مايو 2013 عن دار اليزاد الفرنسية. أعمال للتليفزيون: • أعد مائتي حلقة لبرنامج "قاموس الدراما" لقناة النيل للدراما من إخراج محمد فوزي. • كتب الفيلم التسجيلي "زمن" من إخراج محمد فوزي. • شارك في كتابة حلقات "تحقيق محصلش" و"حكايات من النايل سات" من إخراج إبراهيم السيد. • شارك في كتابة مسلسل "يا عدوي" من إخراج ناصر عبد المنعم. • شارك في كتابة مسلسل "سيدنا السيد" بطولة جمال سليمان وأحمد الفيشاوي وحورية فرغلي وإخراج إسلام خيري. • كتب الفيلم التسجيلي "أمير المهمشين" من انتاج قناة الجزيرة الوثائقية إخراج هاني رمضان. جوائز : • جائزة أفضل مسرحية من مهرجان المسرح العربي عن تأليف مسرحية (المشهد الأخير) عام 1996. • أوسكار من جمعية فناني وكتاب وإعلاميي الجيزة 2000. • جائزة فوزي فهمي للدراما من جامعة القاهرة 2009. • جائزة ملتقى المسرحيين العرب من الشارقة عن مسرحيته "حكاية ضحى" 2011. • شهادة تقدير من مهرجان الشارقة 2012 لنشاطه المسرحي. Hatem.hafez@gmail.com
الشيء المشترك الذي سيحدث لكل من يقرأ هذه الرواية هو التورط مع شخصياتها، بلا شك سنرى أنفسنا في الشخصيات لأنهم ببساطة يعبرون عن الإنسان نفسه، لا جنسية ولا ديانة ولا عرق ولا لغة ولا انتماء ولا جنس ولا ميول جنسية ستفرق في وصفهم كبشر، كل شخصية هي إنسان يعني في هذا العالم، وإن كانت المعاناة مختلفة لكنها كلها تتفق في شيء واحد، البحث عن معنى للحياة، وهذا هو ما يمكنني أن أصفه بالأدب الجيد، الأدب الذي يدفع المتلقي أيضاً لنفس الغاية، البحث عن معنى، عن إجابات، أو يجعله يرى العالم بشكل مختلف، أو يجعله يتذكر تفاصيل عابرة من ماضيه لم يكن ليتذكرها. وأنا أقرأ تذكرت مشاهد قد لا تعني شيئاً، ربما حتى غير مرتبطة بالقصة، تذكرت مثلاً مكاناً هامشياً في فناء مدرستي الإعدادية يلعب فيها المدرسون على ترابيزة بنج بونج، كنت أعتقد أنني نسيت هذه الفترة تماماً فلماذا تذكرت المشهد؟ الحقيقة أنني لا أعرف التفسير، لكن يبدو أن رغبة الشخصيات في الغياب، وتنقلهم المستمر من مكان لآخر، فسرلي لي لماذا أنسى دائماً سنوات كاملة من حياتي، لماذا أقتطع المرحلة الاعدادية مثلا من ذاكرتي رغم أنني لا أنسى تفصيلاً؟ لأنني وددت الغياب عن هذه المرحلة التي ربما كانت قاسية، الغياب يعني التوقف عن التذكر، عالية التي لا تتوقف عن التنقل من بلد لبلد، تفعلها، تغيب عن المكان فتنساه، وتنغمس في آخر حتى يصدمها فعل بسيط مثل أن يطلب منها ترجمة رواية تستعرض الأماكن المنسية في سوريا، الأماكن التي زالت عن وجه الأرض بعد تدميرها، فتعود إليها الذاكرة وتكتشف أن غيابها لم يكن أبداً حقيقياً، وأنها مع كل ذلك لا تريد سوى سريراً صغيراً تستقر عليه، أن يكون لها بقعة آمنة لا تغيب عنها. ميشيل أيضاً يغيب فجأة، ينظر إلى رفاقه الذين يبدون كنسخ من بعضهم فيبتعد، ينظر إلى صور الموسيقيين الراحلين على حئط الاستديو فيبتعد، ينظر إلى زوجة لم يعد يعرفها فيبتعد، لكنه في النهاية يتمكن من عبور الطريق ومعرفة إلى أين يريد أن ينتمي. كل شخصية، سهيلة العراقية وإيهاب المصري الذي يتظاهر أنه هندياً ونعمة التونسية وأولجا من بيلا روسيا وحتى ألبير الفرنسي، كلهم يودون عبور الطريق لكنهم خائفون، وكلهم تائهون عن المكان الحقيقي الذي يودون الوصول إليه، يخافون أن يموتون نحت عجلات سيارة كما حدث لزوج أولغا الذي فر من الموت لموت، ولا ينتبهون إلى أن القطط تعبر الطريق كل يوم، لم يم تملك القدرة على خوض المغامرة، لبقيت كل قطط العالم في مكانها لا تتحرك، وربما حتى لتوقف العالم. انقسمت الرواية إلى قسمين،الأول على لسان صوتين الشخصيتين الرئيسيتين ميشيل وعلية، والنصف الثاني بالراوي العليم، وهذا الانقسام كان ضرورياً، لأن غن كنا نرى العالم عبر عيني عالية وميشيل في أوقات التردد والتوقف على جانب واحد،كان يجب أن نراه من زاوية كاشفة لكل الشخصيات،وم جميعاً يأخذون قراراتهم بالعبور إلى الجانب الآخر، كان يجب أن نتبع حركتهم جميعاً في مكان واحد بعد انتقالات كثيرة، وهم يحاولون التعامل مع عوالمهم، التقنية في الكتابة لا تأتي اعتباطاً، وعلى الكاتب أن يعرف جيداً كيف يوّصل الإحساس العام بالرواية بطريقة خفيّة إلى القارىء. وقعت في غرام اللغة والتعبيرات والأسلوب، وأنا أحب أسلوب دكتور حاتم في الكتابة سواء في القصص القصيرة التي قرأتها أو المقالات أو منشورات الفيسبوك، لكن في هذه الرواية توقفت كثيراً عند التعبيرات الجديدة والطريقة المرهفة في وصف المكان وكذلك وصف المشاعر، تقمصه للشخصيات مكنني من تقمصهم، وكل تفصيل بدا مرسوماً في خيالي، وأعتقد أن هذا أيضاً يعود كونه يكتب السيناريو ويجيد المشهدية وتوازن الإيقاع.
خلصت الرواية ومش عارف اقول ايه.. أولا أنا شدنى فى الرواية عنوانها وغلافها (عشان انا مجنون قطط وعشان الغلاف تحفة) فدخلت بصيت ع الريفيوز على جودريدز فلقيت كله خمس نجوم واربع نجوم فاستغربت إن فيه إجماع بالشكل ده.. فقررت اشتريها من كيندل قبل ما تنزل بتلات أيام.. أول ما وصلت لى قلت ابص بصة كده لقيت نفسى مش عارف أوقف قراية خالص.. عالم ساحر فعلا.. فكرة البحث عن الذات والهروب م الماضى والتروما اللى الماضى بيخلى الواحد يعيش فيها... فكرة الارتحال الدائم والتمثيل الدائم وفكرة محاولة العيش.. كل دى حاجات فى الرواية مكتوبة بحرفية شديدة.. أنا عملت دماغ بالرواية دى...
قطة حاتم حافظ، وأزمة الإنسان في الفكاك من الماضي للعبور إلى الغد
الواقع أنني لم أقرأ من قبل للكاتب والسيناريست المصري حاتم حافظ، ولعل حرصي على اقتناء هذه الرواية فور صدورها يعود إلى ما نشر عنها من خلال المواد الترويجية والدعائية، شعرت بفضول يجتذبني لقراءة رواية لكاتب مصري، تدور أحداثها خارج مصر، والأهم من ذلك، تحكي عن أبطال وشخوص -معظمهم- من غير مصريين. هكذا، بدأت قراءة الرواية بداعي بالفضول، دوا أن أغفل أن وجود اسم الدار المصرية اللبنانية على الغلاف كان لي بمثابة مؤشر يدل على أن المحتوى لا يمكن أن يكون ضعيفًا ومن غير الجائز أن يفتقد النص عناصر الجودة الرئيسية. وفي النهاية أو أن أقول؛ أنا سعيد للتعرف على قلم حاتم حافظ! وأشعر بالضيق حيال هذه المعرفة المتأخرة! العنوان والغلاف كان لهما دور محفز، كقطة تعبر الطريق، الأمر يعكس تلقائيًا حالة التردد في العبور من ضفة إلى أخرى، والحيرة حيال تحديد المسار، وأنا كرجل ربى القطط لقرابة ٢٠ سنة، أستطيع أن استشعر المراد بالعنوان منذ الوهلة الأولى، فهذا التردد والقلق والتغيير المفاجئ للمسار والقرار، من طبائع القطط، ولعلنا لم نكن لنلتفت إلى هذا التشابه السلوكي بين الإنسان والقطة، لو لم تحمل روايتنا هذا العنوان اللافت. عقب ذلك؛ يأتي الغلاف ليوطد صحة الانطباع الأول، صورة جانبية لفتاة تقف على جسر/معبر، حاملة حقيبة على ظهرها كدلالة على سفر/هروب/رحيل طويل وربما دائم، والفتاة تدير ظهرها للكاميرا التي تلتقط صورتها، وهو ما يعكس حالة من القلق، أو الغضب، أو العدائية التي تؤهل الفتاة لرفض التقاط الصورة بالأساس. من هنا أؤكد أن الغلاف والعنوان، وهما في لغة النقاد بمثابة أول عتبات النص، قد حملا روح النص ونقلا أجواءه بصورة جيدة جدا. يمكننا تقسيم هذا النص إلى قسمين من حيث البناء السردي وتكنيك الكتابة، القسم الأول المعنون بامرأة غاضبة .. رجل ضجر، اعتمد على تبادل الأصوات بين الفصول، فنحن هنا أمان رواية يتقاسم منصتها السردية شخصان، ميشيل، الموسيقي الفرنسي الحائر في تحديد مساره، والواقف في منتصف الطريق مترددًا بين العبور والرجوع، وعالية، الفتاة السورية الهاربة من جحيم الحرب إلى بيروت ثم فرنسا، حاملة على يديها طفلة عمرها خمس سنوات دون اب أو زواج موثق، وهي هنا الفتاة الغاضبة الناقمة على ما آلت إليه أقدارها. في هذا القسم يغوص الكاتب في شخصيتي بطليه الرئيسيين، عالية هي المحور الأهم، وتعثرها في اتخاذ قرار العبور، عبور الطريق هنا هو ترك الماضي على الرصيف، والعبور إلى الرصيف الآخر حيث حياة أخرى تنتظرها، هناك حيث يظل ميشيل عاشقًا وفيًا فاتحًا لها ذراعيه دون كلل أو ملل، ومن خلال تناوب السرد، نتعرف على خلفية الشخصيتين ودوافعهما ونشهد على تطورات وتحولات وتقلبات كل منهما بما يتسق مه ما يمران به من أحداث، عالية مندفعة كسهم لا يعرف طريقه، تظل متأرجحة بين الحنين إلى أسرة تصدعت وتناثر أفرادها بين بيروت والقاهرة، وبين غد ضبابي مشوش، تقبض فيه يد ميشيل على كفها، فتتركها له تارة، وتنتزعها بعنف تارة أخرى، دون أن تحدد مسارًا واضحًا تحقق من خلاله العبور المؤجل والمأمول، عالية حائرة، خائفة كقطة تجد نفسها بغتة تحت عجلات السيارات التي تعبر حياتها دون اكتراث بوجودها، قصص عشق تركت جروحًا لا تندمل، أب لا تتضح ملامحه، وأم وحيدة تفتقد حياة الأسرة، هروب يتلوه هروب، خطط غائبة، وركض منهك لا كائل منه ما لم يعرف المرء وجهته. أما ميشيل، فهو عاشق صادق، توقف بندول ساعة حياته عند اكتشافه لخيانة زوجته له ومن ثم طلاقهما، ترك عمله وحياته وتمتع ببطالة اختيارية، يحب عالية وابنتها ليلى، ولكن توترها وغضبها الدائم يحيره ويعذبه، ويستدعي من المختزن في ذاكرته حكاية غرام وفراق نادرة بين أبويه، بدوره يقف ميشيل حائرًا في نهر الطريق، يود العبور شطر عالية، ولكنه لا يثق في قدرته على العبور، ولا فيما ينتظره على الرصيف الآخر. خلال ذلك، يستعرض الكاتب عدة أنماط ونماذج لشخوص اجتمعوا على الحيرة، شخصيات مثل أولجا وباها وزيلما وريتا ونعمة، وحتى سهيلة رفيقة فرنسيس صاحب دار النشر التي توظف عالية في باريس، كل هذه الشخصيات لديها ما يعطلها، كل منهم مربوط كما السفين العالق بهلب الماضي، كلهم غير قادرين على تحقيق العبور الآمن من الماضي والحاضر إلى غد واضح المعالم. ولعلني هنا أحب أن أتوقف أمام ملاحظة أستاذنا الكبير إبراهيم عبد المجيد حول الشق الأول من روايتنا هذه، ألا وهي الصيغة التقريرية والخبرية التي وردت على لساني الراوي والراوية، وعلى وجه التحديد، كانت ملاحظة اختتام المقاطع الحوارية بعبارات مثل، قالت، أوضحت، فسرت، أردفت، على لسان الراوي المتكلم، في محلها من حيث تحول السرد المسموع إلى مكتوب، فالشخصية الروائية حين ترتقي منصة السرد لتروي حكايتها، يحبذ أن يأتي سردها مسموعًا دون قيود خبرية، وبالتالي كان إدراج هذه العبارات يحول المروية من أذن المتلقي إلى عينه، فهو آنذاك يتحول من مستمع إلى قارئ يقرأ مذكرات الشخص المتكلم مكتوبة غير منطوقة، وهو من ينتقص -ربما- من تلقائية التلقي وانسيابية السرد. ورغم أن ملحوظة كاتبنا الكبير صحيحة وهو الخبير بتقنيات السرد والكتابة، فإنني -قارئ- لم تستوقفني هذه التقنية، ولم تقلل من متعتي كمتلقي يقبل أن يتلقى الحكاية مكتوبة أو مسموعة. في القسم الثاني من الرواية، والمعنون بقطط برية، ينحي حاتم حافظ شخصيتي عالية وميشيل من فوق منصة السرد، ويطلق العنان لراوٍ عليم يختتم الحكاية ربما بحيادية أكثر من الطرفين، لا يعطل تغيير التكنيك من انسيابية الأحداث، ولا يعطل الإيقاع حتى أكون منصفًا، ولكنني - كقارئ- كنت أفضل أن تستمر الرواية بذات النهج والنسق السردي، بل وربما كنت لأنصح بمنح الفرص لشخصيات إضافية تروي علينا الحدث ذاته من زوايا مغايرة، فكم كنت أحب أن أستمع إلى صوت أولجا وباها وريتا وسهيلة، كما أكاد أجزم أن منح الطفلة ليلى (ابنة عالية) فصلاً تتحدث فيه بلسانها، كان ليمنح الرواية إضافة عبقرية حسب ظني. خصوصًا أن الكاتب قد برع للغاية في إدراج صوت البراءة والفطرة على لسان هذه الطفلة، فكانت اسئلتها ثرية لافتة تضيف للرواية مصداقية وترسخ في وجدان القارئ ثمة تعاطف وتدعوه لاستعادة مفاهيمه الأساسية للإنسانية. ولكي أوثق ظني هذا، أثق أن القارئ سوف يستعذب كثيرًا تداخل صوت نعيمة في نسيج السرد في القسم الثاني من الرواية من خلال رسائل نصية تتبادلها مع ميشيل.
الشخصيات النسائية كانت شديدة الثراء، عالية، أولجا اليهودية المثلية الطيبة، الهاربة من روسيا البيضاء، نعمة بو ناصر التونسية الأمريكية الباحثة عن وطن وهوية، جانيت والدة ميشيل، وختامًا؛ شخصية سهيلة، الهجين العربيد والمرأة اليهودية التي تتجول بين المنافي لتنتقم بصورة عشوائية من كل ضعيف كسير، فقط لكي تستمتع بالشعور بقوتها على تسيير الأقدار في اتجاه تريده هي، ولم تمنحه لها الحياة. على الجانب الآخر، جاءت شخصية ميشيل مقنعة، واضحة الخلفية والدوافع، لديه بدوره أسبابًا تعطل عبوره للطريق، كذلك جاءت شخصية باها أو المصري إيهاب ثرية لافتة رغم عدم منحه الخلفيات التاريخية الواضحة التي تفسر تردده وضياعه، وبدرجة أقل حضورًا وتأثيرًا، جاءت أنماط شخوص مثل ألبير صديق ميشيل، وجاري والد ميشيل، وفرنسيس اليهودي، وألكسندر زوج أولجا، وبرنارد شقيق ميشيل، وعشاق عالية في صباها، لتوظف بطريقة محكمة مناسبة لسياق الحكاية، دون حشو أو إطالة كانت لتشتت القارئ. وإذا ما تغاضينا عن خطأ أو اثنين في اللهجة السورية الواردة في الرواية، يمكن أن نقطع بأن حاتم حافظ قد أجاد إلى حد كبير تقمص شخوص روايته، فمنح كل منهم اللغة والأفكار والأيدولوجية الملائمة لها/له. في العموم، أحببت الرواية كثيرًا، أجاد الكاتب في رسم شخوصه ببراعة، كما أنه برع إلى درجة الإتقان فيما يخص الوصف المكاني للدول والمدن التي دارت فيها أحداث الرواية، والأهم من ذلك، أنه نجح في تمرير رسالته بسلاسة إلى القارئ، فنحن هنا نناقش فكرة العبور، العبور كقدرة الفرد على اتخاذ القرار، على التحرر من أصفاد الماضي، على تحديد المسار، هذا النص يحمل دعوة للقارئ بعدم إهدار العمر على أعتاب التردد والانتظار، إلى التحرر من الماضي مهما تراكمت في صفحاته الإخفاقات والهزائم، هي دعوة لاستعادة الحياة من بين فكي اليأس، والمضي قدمًا وعبور الطريق خروجًا مما يسمى بالمنطقة التي نظنها آمنة فيما هي في أغلب الآونة معطلة للمسير، عمل إنساني مهم، وصرخة داعٍ يدعو كل القطط المترددة أن تتبعه، فعلى الجانب الآخر من الطريق، قد تجد ما أهدرت أعمارها بحثًا عنه، في المكان الخطأ. تجربة هامة لكاتب مصري نجح في الخروج من دائرة المألوف، فابتعد عن قضاياه المحلية وغادر مجتمعه الضيق ليحلق في آفاق أكثر انفتاحًا على الآخر، عرض حافظ حكاية عن الإنسان، دون أن يتقيد بهويته، وضع قلمة على بؤر التوتر الإنساني دون تضييق مسرحه الروائي بعناصر المكان والهوية و الدين والمجتمع، فكان عمله مختلفًا أتوقع أن يحظى باستحسان القارئ والناقد، وأن ينال درجة كبيرة من المقروئية. ملاحظة أخيرة استحضر الكاتب رواية موديانو "شارع الحوانيت المعتمة" في أمثر من موضع خلال النص، ربما لتوضيح شيوع التساؤل حول الهوية والقدرة على العبور من الأمس إلى الغد ، فهذه رواية تتحدث بدورها عن البحث عن الهوية الضائعة، والعبور من الضبابية إلى النور، ولعل في تأثر الكاتب بموديانو إجابة على سؤال أستاذنا إبراهيم عبد المجيد حول نسق الكتابة الأقرب في تكنيكها إلى الأدب الغربي أكثر من العربي، والرواية المعنية هنا رواية مهمة بالمناسبة وتستحق القراءة، برغم أنني لم أحب كل ما قرأت لموديانو. كذلك أهدى حاتم حافظ روايته إلى توفيق الحكيم ومصباحه الأخضر، في إشارة إلى كتاب الحكيم تحت المصباح الأخضر، وهو الكتاب الذي قرأته خلال قراءة رواية حافظ بالمناسبة استنادًا إلى الإهداء ولعلني أود أن أشكر الكاتب على إشارته لهذا الكتاب الذي يضم الكثير من مقالات وآراء الحكيم السابقة لزمانها، رغم خلافي معه حول قدرة المرأة على الإبداع. ولكن؛ ومن ذات الكتاب، استوقفني استحضار الحكيم لعبارة ريلكه التي أوردها كردٍ على أحد مراسليه من الشعراء الشبان فقال؛ "استيقظ في هدوء الليل والناس نيام، وسل نفسك هذا السؤال: هل إذا حيل بيني وبين الكتابة أموت؟ فإذا أجابتك نفسك أن: نعم، فامض في طريق الفن ولا تخش شيئا" من الجيد أن نتوقف أمام هذه الكلمات لنحدد قدرتنا على العبور إلى عوالم الكتابة والإبداع، وهو الأمر الذي أعتقد أن حاتم حافظ قد نجح فيه. سعيد بالتعرف على قلم حاتم حافظ، ومن المؤكد أنني سأسارع باقتناء جديده فور صدوره. عمل أنصح بقراءته بكل ثقة #محمد_سمير_ندا
أمي حين اتخذ أبي قراره بالرحيل قررت مصارحته. أخبرته عن مرات الغواية التي تعرضت لها منذ كانت زوجة شابة حتى صارت أما لشابين. أصرت على أن تحكي له كل محاولة غواية بالأسماء وبالوقائع كما لو أنها تسرد سيرة فخرها. لم يفاجئني هذا الأمر. أمي جميلة وطالما أثارت حقد الأخريات. ما فاجأني قولها إنها لم تستسلم في أية مرة لا من أجل الحب ولا احتراما لكاثوليكيتها لكن انتظارا للحظة مواجهة كانت تعرف أنها سوف تأتي. أمي لم تستسلم للحب فقط حتى تتمكن من إخبار أبي كم أنها أفضل منه. أي عقاب!
في الأفلام تخون المرأة الرجل عقابا على خيانته لكن أمي عاقبته بالمحافظة على تفوقها. في المرات التي حاول فيها أبي العودة لأمي كان يعود بشعور بالانكسار أمام تفوق أمي. أبي نال عقابه. وبسبب هذا التفوق تعاطفت مع أبي أكثر ولهذا لم أعد أحب العودة لنيم حتى لا أشارك أمي في معاقبته. أبي بدا لي - بخيانته لأمي - أكثر إنسانية منها.
رواية عن الاغتراب النفسي والوحدة التي يعيشها سكان مدينة تحتوي على جميع الجنسيات.
بأسلوب شبيه بالروايات الأكثر مبيعا، نتعرف على طاقم من الشخصيات مختلفة الأعراق والأجناس لنصل في النهاية إلى استنتاج أننا كلنا نعاني من الوحدة والاغتراب، وكلنا إنسان.
يحسب للكاتب لا دكتاتوريته وإعطائه الحرية لشخصياته. ولكن ما لم يرق لي هو اختياره لشخصيات تخدم هذه الرواية العولماتية. كل الشخصيات جيدة ومحببة وسترضي جميع الأشخاص الذين سيقرؤون الرواية مهما كانت خلفياتهم. مع تغييب (مقصود أو غير مقصود) لشخصيات أخرى.
كانت هذه القراءة ستكون تجربة عادية بالنسبة إلي لولا الأخطاء اللغوية وتداخل اللهجتين العامية المصرية والسورية مع الفصحى بشكل غير مدروس ضمن لغة الرواية.
برأيي الشخصي، على الكتاب العرب تبني ثقافة الاستعانة بمحررين متمكنين، لتخريج الرواية بشكل يمكن القارئ من الاندماج في الحبكة بدلاً من الضياع في استكشاف الأخطاء.
الرواية التي تحمل مزيجًا من الأعراق، الهجرات أو إن شئت سمّها الفرار والهروب؛ الهروب لأجل البحث عن الذات! أذكر أنني حين التحقت بالجامعة كنت أرى طرق البعض ملموسة وواضحة فيكفي أن يسيروا فيها. أما عني فكنت أبحث عن ذاتي بين كتب دراسية حديثة الطباعة، قديمة الصياغة، تم إعادة تصويرها بعد كتابتها باستخدام الطباعة التي تجعل الخط دقيقًا، مليئًا بالتعقيدات المخيفة، وبين رغبة مريرة بالابتعاد والالتحاق بكلية الإعلام وضياع عام من عمري. كنت مثل الأبطال أبحث ولكن داخل إطار محدد، فـلا أدري إن كنتُ قطة، أو إن عبرت الطريق يومًا ما متملصة مما يحيطني؟ بل إنك مع مرور الصفحات تصل للحد الذي تتساءل به عما وضع الكاتب اختياره للقطط دونًا عن باقِ الحيوانات الأخرى؛ ألمَ تمتلكه من صفات تمتاز بالوداعة، الوحشية، الخفة، التحفيز، والترقب قبيل الهجوم؟ أم لأن فصيلتها تندرج من النمور ذات المخطوطات الجلدية الملونة والبديعة! ينقسم العمل لشقين داخل قصتين متكاملتين أو لنقل مرحلتين: أولاهما "امرأة غاضبة ورجل ضجر" ربما كان هذا الجزء ما حملني على الفضول أكثر، ترقب تلك العلاقة الغريبة بين الأجناس والديانات المختلفة. فما الذي يجعلنا نستمر مع هذا الغضب المتكلل في شخصية (عالية)، وهذا التفاهم والاهتمام المبالغ المُرتسم به شخصية (ميشيل)، والذي مع مرور الوقت، يدفع المرء للخشية من الاعتقاد أنه زيفًا مستترًا. وثانيهما "قطط برية" كلُ منهم يحمل خارطته المجعدة، ويتناوب على القفز أو الأصح على عبور الطريق والبحث المستمر. رُسمت (أولجا) بمزيد من التعقيدات، الفعل الحاضر، ومضاده في الماضي؛ الماضي الذي يحمل نُدبة ربما لولاها لما عبرنا بهذه الجهة الخاطئة يومًا! أحببّتُ هنا (باها) كثيرًا ووجدت تشابهًا ما، كان بالنسبة ليّ سيد شخصيته رغم ما يموج بمقاومته. لم أغضب من (سهيلة) لأفعالها ونتائجها، بل لتحولها وانضمامها الذي يبعث على التقيؤ. أما (ليلى)، فقد أحببّتُها بصدق؛ لأنني أتساءل حقًا.. لماذا يسأل الصغار هذه الأسئلة بنفاذية ويسر شديدين، في حين تتعثر علينا نحن الكبار الإجابات؛ كأنها تفر متعمدة من أدمغتنا الحمقاء. تنوع السرد السلس بين الراويين الأساسيين، بينما امتزج الحوار الفصحى بحينًا من العامية السورية، أو المصرية. سأعتبر النهاية مفتوحة، وأنها رغم هذا العبور المقلق قد تحمل إشارة تصويب مسار عقيدة خاصة، لأيا منهما أو الانفصال أفضله.. كانت جرأة فكرية في المناقشة من تلك الزاوية، ربما أبدو خائبة الظن لأنني تمنيت لو تطرقنا بعيدًا عن دياناتهم المختلفة أو على الأقل كانت البطلة مختلفة، أو لم نذكر شيئًا عن هذا الجانب، وتمركز الأمر حول الجانب الإنساني وحده واكتفينا بجانب (باها) الديني، أو ربما أسأت الفهم. ويبقى السؤال أخيرًا.. هل العبور يُعني نهاية المطاردة، وإيجاد الذات وتثبيت دعائم الهوية؟ أم أن الأمر فخٌ، ولا يمكننا الهروب من الفخ إلا بالسقوط فيه طواعيةً؟ أم أن حياتنا لا يمكن أن تكون رهينة حادث استثنائي أو خطأ غير مقصود؟
حين أرى قطة تعبر الشارع أشعر بالأسى. أسى ممزوج بسخرية لئيمة. ما الذى تجده قطة فى الجانب الآخر من الطريق ولن تجده فى جانبها؟ أشعر أننا مجبولون على التنقل. ليس بإمكاننا البقاء فى مكاننا".
كقطة شارع يمكنك عبور الطريق لأن هناك احتمالا مهما كان ضئيلا فى أن تجد فى الجانب الآخر من الطريق ما لم تجده فى جانبها.
تائهة ومشتتة وهاربة من ظروف فرضت عليها فى بلدها .. فأصبحت عالية كالقطة المتخبطة التى تريد أن تعبر إلى الجهة الأخرى لعلها تجد ضالتها وفى ذات الوقت هى لا تعرف ماذا تريد او اين تريد أن تكون ..
مذبذبة حائرة تشعر كأنها فى منتصف الطريق لا تعرف أى وجهة التى عليها أن تقصدها ولا الطريق الذى عليها عبوره ... تظل كالقطة محدقة تترقب ولم تتخذ قرارها بعد ...
لا شىء فى هذا الكون قابل للفهم بالنسبة لها ،كان عليها العيش فى عالم غير مفهوم وسط بشر غير مفهومين فيما كان عليها فهم نفسها أولى..
وفى النهاية اكتشفت أنها لم تكن ترغب فى هروب جديد ... اكتفت من الهروب ومن عبور الطرق ومن المراوغة لم تكن ترغب فى هروب او مقاومة كانت تريد فى أن يتركها العالم تكبر وتموت فى هدوء كشجرة فى غابة لن يعرف بها أحد.
عالية لم تكن ترى إلا ماض مؤلم وسوداوى ... ذكرى بلد متهدم ورحيل اضطرارى
ولكن .....
هناك دائما بداية جديدة لكل شخص على الجانب الآخر... 😊
3.5/5 أن تكون مغتربا .... عن الغربة والاغتراب والهروب من الماضي وبلده مصائر متشابهة، متشابكة لوهلة و بعد صفحتين شعرت أني أقرأ رواية مترجمة حتى أن اسلوب سرد المحادثات غربي للغاية ذكرتني بروايات أسامة علام وروايات الغربة في كندا تقريبا كل شخوص الرواية من مغتربين
حين بدأت بقراءتها توقعتها رواية رومانسية كانطباع ناتج عن الغلاف والفصل الأول ولكن بمجرد التعمق بين صفحاتها تغيرت فكرتي هذه عنها تمامًا بها قدر كبير من المشاعر المختلفة والأفكار الفلسفية الغريبة التي لم تمر على ذهني من قبل… كمدى دقة تعبير الأطفال عن مشاعرهم وأعجبت للغاية بهذه الفكرة تحديدًا كيف أن تقدمنا في العمر وزيادة استيعابنا للغة ما يزيد من قدرتنا اللغوية على تمويه مشاعرنا بما يتناسب مع مصالحنا… وكذلك تشابه الكثير من البشر في الانصراف عن الاهتمام بالحياة اليومية أو بحاضرهم منشغلين عنه بماضيهم الذي يقلقهم أو مستقبلهم الذي يؤرقهم.. وكذلك أيضًا فكرة الموطن هل لمجرد ميلادك ومعيشتك في مكان ما يثبت أن هذا المكان هو موطنك !… أسلوب سرد فريد من نوعه لم يعتمد الكاتب كعادة غيره من الكُتاب على تشابه المواقف بين الماضي والحاضر للربط بينها ولكنه اعتمد على تشابه الحالة النفسية والمشاعر الجياشة التي عاشتها البطلة (عالية) في كلا المشهدين.. تتمركز الفكرة وأغلب المشاعر حول الغربة بعيدًا عن الأهل والحب والهرب من مكان لآخر لاختلاف الأسباب حتى تمضي الحياة ويمر العمر بعالية وهي تهرب فقط تهرب لخوفها من شئ ما والذي يدفعها دومًا للتخلي عن أي شخص أو أي شئ.. لغة سلسة وتعبيرات جميلة وخاصة تعبير كقطة تعبر الطريق للدلالة على عدم الاستقرار أحيانًا وفي أحيان أخرى على الحرص والحذر المبالغ فيه طريقة عرض الشخصيات ودخولها في أحداث القصة ممتع، شخصيات مختلفة طباعًا وجنسية ودينًا يجمعهم حفل عيد ميلاد في بلدة غريبة عن أغلبهم ولكن نهايتها مفتوحة وهي من النهايات التي لا أفضلها لأنها في نهاية الأمر قصة وأي قصة لها نهاية فمهما كانت درجة استمتاعي بالرواية فإني دائمًا ما أصاب بخيبة الأمل حين أصل للنهاية المفتوحة … الشخصية الوحيدة التي نضع حولها علامات الاستفهام هي شخصية سهيلة شخصية بفلسفة مختلفة مثلها ترى المدينة الساحرة باريس مزيفة لكونها تعتمد على الشرق ولولا الشرق ومصدر طاقته لما وجدت، لها جبروت قوي وقوة انتقامية ممن حولها مرعبة لا تدري ما سببها فقط ترغب في التدمير وكأن رؤية الحزن في أعين من حولها يمنحها قدرًا من السعيدة وبعد فعل ذلك تذهب للبكاء وحيدة وكأنها تتصنع كل هذا لتخبئ ضعفها تحت ستار من القوة والجبروت وفرض السيطرة بصرف النظر أن مواقفها بسيطة ولكنها لفتت انتباهي للغاية وكذلك رد فعل باهت عليها يدل على الدم الحامي الشعب المصري الذي لا يقبل بالذل ولا الإهانة… أكثر شعور سيطر علي أثناء قراءتها هو التيه كنت أعيش مع عالية كل مواقفها فلا أشعر بداخلي بسواه، تيه لبعدها عن أهلها، تيه لغربتها، تيه لعدم معرفتها ما تريد، ايه لعدم استقرار مشاعرها… وازدياد الغربة بداخلها مع محاولتها لاستعادة ذكريات أماكن طفولتها بعد أن غشاها الدمار فعليًا كان له أكبر الأثر في قلبي كان الله في عونهم جميعًا على ما يرونه وما يمر بأذهانهم والذي لو سلم الانسان له عقله لذهب منه تاركه فارغًا يهيم على وجهه … عجبني هذا الاقتباس كثيرًا ( إن لم تشعري أنك على المرفأ الصحيح فاقترب في مركب وعاودي الإبحار .. لا يفوت الوقت أبدًا من أجل هذا..)
#كقطة_تعبر_الطريق "ما الذي تجده قطة في الجانب الآخر من الطريق ولن تجده في جانبها؟ أشعر اننا مجبولون على التنقل. ليس بإمكاننا البقاء في مكاننا" على غلافها قرأت ان "الرواية موضوعها العالم" ولكنني اكتشفت ان موضوعها ربما (البشر) اذا اردنا ان نتحدث بتفصيل وبدقة اكبر .. خاضت الرواية في أدق تفاصيل البشر والنفوس البشرية لتخبرنا بما نريد فعله بينما لا نستطيع.. كلنا نريد الهروب ولكن من منا يمتلك من الجراءة ما يؤهلة للمجازفة بعبور طريق.. تساؤلات كثيرة تطرحها الرواية .. هل سنهدأ ونرتاح بعد هروبنا؟ .. هل الهروب من الحاضر ام من الماضي ؟ هل نريد الهروب حقا ام اننا هاربون بالفعل ونريد العودة؟ .. وهل اجبرنا على الهروب ام نحن من اتخذنا القرار؟ .. مزيج عجيب استطاع الكاتب ان يقدمه لنا من مختلف الجنسيات والديانات.. ليخبرنا في النهاية ان البشر جميعهم متشابهون بدرجة بائسة كسرب نمل في حديقة منزل جميعهم يفعلون الشئ ذاته باختلاف انتمائاتهم .. قضايا كثيرة قدمتها الرواية دون ان نشعر بالابتذال في تناولها مثل القضية السورية.. ومشاكل الاغتراب.. وحتى الهجرة غير الشرعية.. فجعلنا نتعاطف مع الاشخاص لا مع مسميات.. عندما انتهت الرواية تغيرت نظرتي لأشياء كثيرة.. "يمكنك من هذه اللحظه البحث عن وجودك، وكقطة شارع يمكنك عبور الطريق لأن هناك احتمالا مهما كان ضئيلا في ان تجد في الجانب الأخر من الطريق مالم تجده في جانبك" .. ... عن براعة الكاتب في الرواية .. السرد .. كان مميز جداااا.. اعجبني كثيرا .. في جزءها الأول تبادل السرد على لسان الابطال .. البداية كانت مع عالية وميشيل .. وكأنهما يرويان مشكلة واحدة كلا منهم من منظوره الخاص به ليترك لنا الحكم على الاحداث في النهاية لمعرفة من منهم على حق .. ومع ظهور اولجا ونيمو كانا لهما ايضا دورا في سرد حكايتهما .. واعتقد ان الكاتب كان بارعا في خلق قصة خطابات نيمو التي ساعدتنا على معرفة وجهة نظرها بدون اطاله فلم نشعر انها دخيله على السرد .. جميعهم في الجزء الاول من الرواية كانو يقفون على نقطة عبور الطريق وبرع الكاتب في وصف ما يراه كل بطل امامه بينما يوشك على العبور .. وكان من المنطقي فى جزئها الثاني ان يسردها الراوي العليم والذي أستطاع ربط ما يدور بداخل كل الابطال بصورة سلسة دون تعقيد او إطالة.. في النهاية .. تعلقت كثيرا بميشيل وضجرت مثلما ضجر.. وتعاطفت مع عالية للحد الذي جعل ملامحي تأخذ علامات ملامح وجهها الغاضب .. وأحببت ليلي الصغيرة حد الجنون .. اما أولجا فقد كانت المرة الأولي التي اتعامل فيها مع يهودية وكمصري ربما كان لي مثل رأي باها فى انها حرام تدخل النار .. ... شكرا للروائي الرائع / حاتم حافظ .. واتمنى قراءة المزيد من اعماله ...
" عالية لها مثل هذه الجاذبية لديّ انا فقط لأني أرغب بشدة في الانجذاب إليها "
" لم يفهم أن المساعدة الوحيدة التي كنت أنشدها هي معرفة أسباب هروبي " ___
رواية تحمل الكثير من الخفة رغم خلفيتها الثقيلة القاسية جميع الشخصيات هنا هاربة إما من قسوة الحرب أو الخيانة أو ألم الفقد أو بحثًا عن الرزق . جميعهم يبحثون عن الأمان والحب . عالية مهمتها أصعب فهي تبحث عن ظل وطن لوطن جريح مازال ينزف (سوريا) وتبحث عن أسباب غضبها وأسباب هروبها بالأحرى تبحث عن نفسها من جديد . ميشيل الباريسي يدخل في حب عالية طواعية هربا من شبح خيانة زوجته بينما عالية تبحث عن نقطة النهاية لقصة هروبها هذا الفارق الكبير بينهما . تهرب اولجا من حادثة موت زوجها إلى الجنس الآخر ، يهرب باها المصري -بهز رأسه كهندي - بحثا عن العمل ، حتى سهيلة العراقية تبحث عن تسلط وقوة يعوضا شتات الماضي ولا يجرح كبرياءها سوى الكأس وهي تكسره في يدها بعد أن صفعها باها برفض الرجوع للعمل بعد حديث شديد الجمال دار بينهما " لن يمكنك غلب امرأة يا باها لم تُعرِّها في أحلامك .. انت ضعيف يا باها .. وكان عليك التفكير في ضعفك قبل أن تتفاخر بخداعي "
نغمات مختلفة الأديان والبلاد والثقافات تجتمع بانسجام مثير . كل يغني على ليلاه هنا ولا أحد يريد أن يبقى مكان الآخر رغم تباين المآسي حتى حين يسأل ميشيل والدته جانيت عن شعورها لو وجدت بلادها مُحيت من الدنيا بفعل قاسي كسوريا تغضب وتتذكر ما يحمله ماضيها من مَحن .. جميعهم " كقطط برية " يعبروا الطريق من جانب لآخر دون أن يسألوا عن سر غضب القطة المجاورة . ومن منا يفعل ؟
العلاقة بين جانيت وجاري والدا ميشيل وقعت في حبها ، علاقة بها الخيانة والوفاء أدلة للحب بطرق مختلفة . اي جمال !
انتقال اسلوب السرد من ضمير المتكلم في الجزء الأول إلى ضمير الغائب (الرواي العليم) في الجزء الثاني كان عظيم وإحدى مميزات الرواية .
لا تكف عالية عن الغضب تبدأ الرواية بها وهي تتسائل عن جدوى علاقاتها بميشيل وتنتهي بها لا تعرف هل تريد ان تبقى على ابنتها لِيلي ام لا ! لا يتركها الغضب إلا في المشهد الاخير ، مشهد تنتهي عنده الرواية بطريقة بديعة وسط الأحداث ، نهاية أشبه بفاصلة تتركنا نريد المزيد .
لقد كنتُ تائهة، ضللت طريقي و لا أعلم إلي أين أذهب حتي قادتني قدماي إلي هذ�� المقعد المريح ليخفف عني مشاق رحلة لا أعلم وجهتها. منذ أول صفحة في الراوية و احتل الهدوء و السكينة عالمي. لأول مرة أمنع نفسي من إنهاء كتاب أحببته خوفاً من أن يتركني رفيقي الجديد و أعود لوحدتي مجدداً. لأول مرة منذ أيام عديدة أنام مطمئنة دون أن يسيطر الأرق و أفكاري علي؛ لأنني أعلم بأنني لستُ بمفردي في غضبي. لأول مرة منذ ليالي عديدة إستطعت أن أهدأ،أن أبكي، أن أتنفس بحرية مرةً أخري. لا أجد كلماتٍ كافية بمقدورها أن تعبر عمَ فعلته هذه الرواية بي سوي "أنها أعدت السلام لعالمي مرةً أخري"
رواية سحرتني من بدايتها وابتسمت مع نهايتها . رواية قدر علي ابطالها الرحيل .. هروبا من الماضي او خوفا او بحثا عن ملاذ آمن كقطة تعبر الطريق للجانب الاخر وبداية جديدة . شكرا علي متعة بين الصفحات اوقعتني في غرام ميشيل واولجا ونيمو وعالية وفي الانتظار الجديد
النوع : رواية عدد الصفحات :٢٦٣ التقييم : ٣,٥ /٥ هذه هي المرة الأولى الذي أقرأ فيها للكاتب المصري حاتم حافظ ... وكل بضع صحفات أتوقف وأنظر للتعريف بالكاتب لأتأكد من جنسيته الرواية تدور في فرنسا وبطلتها سورية وهناك شخصيات من جنسيات مختلفة ابدع الكاتب في وصف فقد الوطن ووصف الأماكن وكأنها جزء منه بالفعل وكأنه سوري بالغعل ... أسماء الشوارع والجيران والمدارس والمقاهي ونفس الشئ مع البطل الفرنسي ووصفه للمدينة والريف الفرنسي ومشاعره المتضاربة !! رواية بتحكي عن الغياب والهوية وأختفاء مدن بذكرياتها . كاتب موهوب جداً وأسلوبه رشيق ومعبر جداً جداً أرشحها للقراءة .
قطط حاتم حافظ التي تحاول عبور الطريق. في روايته الأخيرة ”كقطة تعبر الطريق“ ينقلنا حاتم لصحبة قططه ”أبطال روايته“ المأزومين التائهين الذين يحاول كل منهم العبور من عالم متداعى ومتهدم إلى عالم جديد لا نرى أي قرينة على وجوده إلا دوافع الأمل أو بالأحرى الإحباط لدي الأبطال. عنوان الرواية وهو فقرة وردت أكثر من مرة في سياق السرد التقطته إيمان خيري - زوجة حاتم - بمهارة وإحساس عظيم ويقبله حاتم من فوره كما روى عنوانا لروايته، معبرا آصدق تعبير جوهر هذا العمل الأدبي الجميل. تبدأ الرواية بتتبع قصة عالية السورية التي تدفعها الحرب التي اندلعت في وطنها سوريا للبحث عن ملاذ آمن، ولكنها محملة بطفلة تزيد من تعقيد موقفها مقارنة بصديقتها ريم، ولا تجد مخرجا سوى اختراع قصة المرأة المهددة من أسرتها بالقتل بسبب حملها من علاقة غير شرعية. من هنا تبدأ الرواية، الحرب في سوريا والتي تبدأ بحركة احتجاجات محدودة من طلاب المدارس لتتحول لحرب أهلية ثم حرب عالمية قياسا للأطراف المتورطة فيها، لكن حاتم يقع في غواية المشاهد الكبرى، ولكنه يلتقط أو يبتدع بذكاء التفاصيل الصغيرة التي تسبب الحرائق والكوارث الكبرى، هنا في بداية الأزمة السورية نرى مشهد كبار ومشايخ القرية وهم يحاولون احتواء الأزمة فيواجههم ضابط أرعن أحمق متعجرف لا يملك في هذه الحياة سوى رتبة عسكرية أكبر من سنه لمجرد انتمائه لآل الأسد. هذا الضابط الأحمق عوضا عن احتواء الأزمة في بدايتها والإفراج عن الصبية بعد تدخل شيوخ البلدة، يواجههم بمنتهى الصلف رافعا قدميه في وجوههم رافضا الإفراج عن الصبية، ما يدعوا الشيوخ إلى خلع عمائمهم أمامه والخروج حاسري الرأس في علامة على إعلانهم العصيان والحرب. لا تلبث الأزمة الصغيرة المتمثلة في تمرد وغضب بعض الصبية أن نتفجر لتتحول لحرب أهلية بعد أن إنطلق على أثر مشهد خروج الشيوخ حاسري الرؤوس كل رجل ليخرج بندقيته ليتجمع الرجال ويهاجموا الضابط المتعجرف فيلطلب بدوره الدعم فيتفجر الموقف ويخرج عن السيطرة. هكذا يلتقط حاتم ويبتكر تفصيلة دقيقة تذكرنا بصفعة البوعزيزي في تونس وقضية خالد سعيد في مصر، تذكرنا بتفاصيل صغيرة جاءت في سياق شديد البؤس والتوتر فكانت سببا لحماقة وعجرفة وسوء تصرف ضابط صغير في انفجار براكين الغضب. لكن هل كانت الحرب التي اندلعت في سويا هي موضوع الرواية وسبب أزمة بطلتها، الإستمرار في قراءة الرواية والتعرف على قصص باقي الأبطال، بما فيهم عالية ذاتها ومعاناتها مع وليد وعمار وأنطون والتي تشي بأن معاناة عالية سابقة على الحرب، معاناة سببها سياق ومجتمع ممزق بالصراعات مثقل ومقيد بالرجعية والتخلف، يلتهم كل قصص الحب والحياة الطبيعية ويلفظها كمأسي وعذابات. مع تطور السرد نتعرف على باقي النماذج، ميشيل الفرنسي المنتهمى للعالم الأول المتقدم، مقارنة بعالية القادمة من إحدى دول العالم الثالث، ميشيل الذي انخرط في شبابه لحركات التمرد الشبابية ومارس السياسة من خلال أحد الأحزاب وكان لديه عمل ناحج في استوديو انتاج فني، انتهى به الحال إلي رجل فقد الإيمان بكل شيء، السياسة والعمل وحتى التمرد، كل شيء بالنسبة له تحول إلى عبث، التمرد عبث والسياسة انتهت منذ أن تحولت إلى لعبة تمارسها الرأسمالية بغرض واحد فقط هو الأرباح وتعظيم الأرباح. يتقاطع مسار عالية مع ميشيل في صدفة عابرة، فيتعلق هو بها وتستسلم هي له في علاقة تبقى مأزومة حتى نهاية الرواية قبل أن يلوح أمل في تحولها لعلاقة طبيعية في منزل أسرة ميشيل الريفي. هكذا هي نماذج أو قطط حاتم، انظر إلى أولجا التي أصرت على الفرار مع زوجها من بيتها خوفا من إشعاع شيرنوبل المدمر فيلقى زوجها مصرعه وهو يعبر الطريق حاملا هدية لزوجته في باريس الآمنة الساحرة، من العبث هروب الإنسان من مصيره، وتبقى هي معلقة في باريس تعمل في دار نشر مع فرنسيس الوضيع الذي تسيطر عليه سهيلة العراقية لمجرد أسبقيتها عليه في إحدى الأخويات التي ينتميان لها، وباها المصري الذي يتقمص شخصية الشاب الهندي بحيلة بسيطة هي هز الرأس وعدم إجادة الفرنسية، حتى يحصل على وظيفة بسيطة تؤمن له أسباب العيش. المسألة ليست الحرب التي اندلعت في سوريا فدفعت إمرأة سورية للبحث عن ملجأ آمن مع طفلتها، المسأة هي محنة الإنسان بشكل عام ومحنته في هذا العصر التسم بالسيولة بشكل خاص، محنة البحث عن الذات، عن الأمان، عن السلام، البحث عن آرض ثابتة يضع عليها خطواته في مشوار حياته، في عصر كل ما تطؤه أقدامنا رخو ومتحرك. رواية ممتعة بأسلوب أدبي رفيع وسرد سلس وبديع، وتفاصيل كثيرة بديعة في جمالها ودلالاتها والتي استغرق الكاتب في أربع سنوات هي فترة كتابة الرواية حتى تخرج بهذا الإتقان وتلك الدقة. ومع ذلك، مع كونها الرواية استهلكت أربع سنوات وخرجت بهذا القدر من الجمال الفني، فإن أول خاطر فرض نفسه علي مع آخر حرف فيها أن قطط حاتم حافظ بحاجة إلى جزء ثاني، بعضها تركها الكاتب معلقة في الفراغ، تحديدا باها الذي اخذ موقفا شديد الشجاعة، وتحول من فريسة سهلة أمام سهيلة إلي بطل يستحق سردية كاملة يكون هو بطلها، ولعل حاتم يستجب لدعوته (أي باها). آدعوكم قراءة واكتشاف والاستمتاع بحكايات قطط حاتم حافظ رغم ما فيها من أسى وحزن وعذابات.
السهل الممتنع ..... هذا هو وصف الرواية الدقيق من وجهة نظري، من حيث أنها قد قصت علينا حكاية أناس عاديون في فترة من حياتهم كانت كأنها يوميات، لم يكن بها ذروة ما . ولكن أن تقدر على صياغة هذه الحكاية بإسلوب سلس مشوق يجعلك متلهف على إتمامها هذا هو السهل الممتنع الذي أحيي الكاتب عليه. كلنا فترات في حياة أحدنا الآخر، عابرون نعبر من طريق لطريق بحثا عن السكون والراحة والمستقر، ومن وجده فقد فاز أبطال الرواية عابرون بحق، متخبطون في طريقهم ، يبحثون عن المكان الآخر الذي يجدون فيه المستقر ومن قبل هذا يجدون أنفسهم فيه. كمشهد في خيالي تصورت جميل الشخصيات الأساسية والثانوية كعابرون ينتظرون إشارة الطريق ليمروا فوقفوا قليلا وتحدثوا مع بعضهم البعض ثم انفتحت الإشارة فابتسموا وأكمل كل منهم طريقه، وهذا ما تصورته خاصة مع لقاء الأبطال الرئيسيين عاليا ومشيل بالآخرين، وخاصة لقاء ميشيل بنيمو وكيف جعلها تركز علي أن تستمر في السعي لتجد مكانها في العالم، فأخذت تشرح له أن لا جدوي من العبور وما فائدته، فقال لها جملته التي غيرت نظرتها والتي هي ملخص الرواية بحق " كقطة شارع يمكنك عبور الطريق لأن هناك إحتمالا ضئيلا في أن تجدي في الجانب الآخر من الطريق ما لم تجده في جانبك" من أقوي العبور الذي أعجبني في الرواية عبور باها ، فعبوره كان عبور من الرضا بالذل والمهانة إلى الكرامة، وصوره لنا الكاتب في آخر علاقتنا بباها في الرواية " كانت إشارة المرور مغلقة أمام المارة لكنه رغب في المجازفة بعبور الطريق فعبره" تكررت في الرواية كلمة عبور كثيرا ، تقريبا في كل لحظة فارقة في حياة أحد الشخصيات جاءت كلمة عبور ، وإنتهت أيضا الرواية بعبور الأبطال تجاه بعضهم البعض، لعله يكون عبورهم الآخير.
( ينتهي البشر إلى أن يكون متشابهين بدرجة بائسة لو أمكن لكائنات أرقى أن تراقبنا لخرجت بانطباع وحيد. غالبًا الانطباع نفسه الذي نكتسبه جراء متابعتنا لسرب من النمل في حديقه المنزل . وفي الغالب ننتظر جميعًا نهاية واحدة. ننتظر موعد رش المبيد في الحديقة. )
في رحلة عن الإنسان في مختلف أرجاء العالم ، الإنسان الباحث عن مكان يحتضن وجوده ، يخوض رحلته في الحياة ، و يعبر الطرق و الحدود مرارًا و تكرارًا عله يجد في الجانب الآخر ما لم يجده في جانبه.
نبحر مع عالية المرأة صاحبة الوجه الغاضب كما يراها الجميع ، سورية الأصل انتقلت لبيروت مع أمها و طفلتها ليلي بعد أحداث الحرب السورية ، ثم انتقلت لسويسرا كلاجئة ..... فلماذا هي غاضبة؟ و لماذا هي دائمة الهروب؟
ميشيل رفيق ع��لية الرجل الضجر الذي هرب من شبح الغياب ليقع في غياب أكبر ، لا يرغب سوي في البقاء مطولاً دون فعل شئ .... فهل استقامت له الأمور و ألف الاستقرار؟
نخوض الرحلة مع عالية و ميشيل لنقابل الكثير ممن خاضوا عبور الطريق من جانب لآخر كل يسعي لمراده رغم ان الأغلب انهم جميعًا تائهون ، عاجزون عن فهم أنفسهم أو فهم العالم المحيط بهم. ما بين باها المصري الذي أدعي جنسية أخري حتي يتسني له العمل ،و أولجا اليهودية المهاجرة التي تحاول التعايش مع الحاضر رغم ألم الماضي، نيمو الأمريكية التونسية التي تبحث عن وطن رغم كثرة أوطانها ، زيلما التي قررت عبور الطريق لتصل للحلم، سهيلة الوجه القبيح للحلم.
رسمت الشخصيات ببراعة و تركزت أحداث الرواية في مدة زمنية قصيرة لا تتجاوز عدة أيام ، إلا انها كانت سريعة و كان السرد و الحديث عن كل شخصية مميزًا جداً و يحمل الكثير من الإنسانية و التأمل في الذات و في الحياة.
¶من الرواية¶
- حين نكبر نتعثر في قول ما نريد قوله لكن في طفولتنا و رغم تعثرنا في اللغة نفسها فإننا غالبًا نعبر عن الشيء الذي نريده بدقه كبيرة. حين نكبر نكون قد تعلمنا اللغة بالقدر الذي يجعلنا نكذب بالقدر الذي يجعلنا نخطئ. تشوش اللغة معرفتنا بأنفسنا معرفتنا بما نريده و بما لا نريده.
- اليأس غير الغضب فأن تغضب معناها أنك مازلت محتفظًا بأمل ما يمكنك حين تغضب أن تقاتل.. أن تقتل..أن تدفع الآخرين.. ان تحطم كل شيء كي لا يحتفظ اعداؤك بمواقعهم. لكنك حين تيأس.. تستسلم.. تتوقف عن فعل أي شيء حتى الغضب لا يكون ممكنًا الغضب قرين الأمل أمل في ان شيئًا ما يمكنه أن يتغير او يتبدل.
-الحرب إعلان يأس. - لا أحد قادر على تعويض غياب أحد لكننا كائنات مقدر لها الغياب. - يسعدنا التفكير اننا مميزون حتى في الشعور بالتعاسة. - الكاتب الحقيقي لا يمكنه ان يكون متفائلًا أكثر من اللزوم ولا متشائمًا أكثر من اللزوم، لا التفاؤل التام و لا التشاؤم التام يمكنه ان يصنع كاتبًا جيدًا.
خمس نجوم لرحلة إنسانية نري فيها أنفسنا كما لم نراها من قبل علنا نعرف أن قدرنا دائماًهو البدء من جديد ي الرغم مما نقابله من خيبات
( هل سيظلون هنا ام أن كلا منهم سوف يجد الطريق الذي يعبره املًا في أن يكون فيه ما لم يجده في جانبه؟ )
This entire review has been hidden because of spoilers.
من أمتع ما قرأت في الفترة الأخيرة .. للكاتب حكي رائع يجبر القارئ على الاستمتاع دون ملل، وأسلوب سهل ممتنع يجعله يتنقل بانسيابية بين الأحداث. العلاقات بين الشخصيات متوترة حتى أن هذا التوتر انتقل لي كقارئ وشعرت أني بصحبة كل شخصية. ماذا تفعل هي في هذا الموطن؟ تشتاق لوطنها لكن تبحث عن عمل في وطن آخر، تحن إلى حبيبها لكن تحتاج بعض الوقت، هي قطة تائهة تعبر الطريق لا من شيء سوى إضاعة الوقت أو أمل تائه مثلها. اعتمد الكاتب على حكي الراوي الذاتي لشخصيتين في تقريبا النصف الأول من الرواية ثم تحول للراوي العليم بعد تصاعد الأحداث واقتراب الشخصيات واجتماعها في عنصر مكان مشترك، في رأيي شخصية "سهيلة" قوية وربما احتاجت مساحة أكبر، بل ربما صوت ثالث يضيف من طبائعها للرواية مزيد من التشويق والتماسك. الحوار جيد رغم اختلاف بعض الجنسيات لكن لم يعجبني استخدام كلمات مثل "قال" و"وضحت" في آخر بعض الجمل الحوارية التي لا تحتاج تفصيل وطرفا الحوار واضحين من سياق المشهد والكلام. باقتراب النهاية واكتشاف نفوس الشخصيات توقعت نهاية أقوى وحدث أضخم ومزيد من المشاحنات التي تتوافق مع العلاقات المخيفة، لكن كانت النهاية أقل من الحدث والبعد النفسي للشخصيات، وربما احتاجت الرواية المزيد من الصفحات لإنهاء هذه المتعة بشكل أفضل. عمل أدبي محترم وممتع.
بين من اختار الغياب لأنه ملّ من حياته المرفهة ولم يرد ان تنتهي حياته كصورة على جدار الاستديو الذي يعمل فيه وبين من فرض الغياب عليها لأن بلدها قد دمر بسبب حرب عبثية لم تحترم حتى قبور الموتى، علاقة مليئة بالغضب وبالتساؤلات المفتوحة على احتمالات كثيرة. علاقة حب(ربما) بين ميشيل الفرنسي وعالية الام العزباء السورية وبينهما ليلي الطفلة التي تتسائل بكل براءة الطفولة من اين هي ولماذا ليس لها أب ككل الأطفال ورغم ذلك يحزنها انها قد تكبر وتصبح شريرة او غاضبة مثل امها. بين قطط لها الخيار بعبور الطريق وبين قطط فرض عليها عبور الطريق تدور احداث الرواية. رواية انسانية زاخرة بالعواطف والتساؤلات الوجدانية ولا يمكنك كقارىء ان لا تتورط بكل إحساسك مع اشخاصها بدءً بعاليه وميشيل وليلي مرورا باولغا وباها، نعمة وسهيلة وغيرهم من الاشخاص الثانوية والتي رغم ذلك تركت بقصتها بصمة على العمل ككل وزادت من عمقه. رواية عن الحرب السورية وعن مهاجرين عرب واجانب الى فرنسا كتبت بقلم لم يشهد ويلات الحرب السورية ولكن كتب عنها بحرفية عالية حتى انه اصطحبنا بشوارع دمشق وحلب وحتى الى ضفاف بردى، ونقل الينا ما اعتمل بصدر بطلته بسببها وحنينها لبلدها ومعاناتها بالبعد عنه. كقطة تعبر الطريق، رواية تتركك على رصيف الطريق تنتظر او لنقل تتكهن بما حدث لأشخاصها بعد ان عبروا الطريق، وتترك فيك اثرا لا ينتهي بعد ان تنتهي من قراءتها. من الرواية: "فأن تغضب معناها أنك ما زلت محتفظًا بأمل ما. يمكنك حين تغضب أن تقاتل.. أن تقتل.. أن تدفع الآخرين لقتلك.. أن تحطم كل شيء كي لا يحتفظ أعداؤك بمواقعهم.. لكنك حين تيأس.. تستسلم.. تتوقف عن فعل أي شيء. حتى الغضب لا يكون ممكناً. الغضب قرين الأمل. أمل في ان شيئاً ما يمكنه ان يتغير ويتبدل."
رواية تتحدث بلسان كل من تشتت بين أكثر من بلد بسبب الحرب او الظروف المعيشية القاسية. تعبر عن الحزن والتيه الذي يشعر به كل من لديه إرتباط بأكثر من مكان ولا يعرف لأي موطن ينتمي. هي قصة البحث عن الذات، الجذور وفي نفس الوقت رحلة هروب من الخوف. الخوف من التمسك بمكان او شخص او فكرة وفى النهاية يفقدها هي الأخرى. كلنا تائهون، وكلنا آمال ان نجد ذالك المرفئ الذي نسطيع ان نسميه وطن بكل ما تعنيه كلمة وطن.
“So, here you are too foreign for home too foreign for here. Never enough for both.” – Ijeoma Umebinyuo, Diaspora Blues
وقفت في نصها حاولت كتير اكلمها بس حقيقي مش شايفة هدف في كده و لا فاهمة الكاتب عايز يقول إيه اللي حاسيته ان كلنا متغربين عن نفسنا و عن حياتنا و مافيش حاجة تانية حسيتها
حتي الشخصيات ضعيفة و ملامحها غير واضحة بالنسبالي مجتمع غريب بعيد عن عاداتنا العربية حتي العرب المتغربين عايشيين زي الاجانب الافكار دي حقيقي مش بحبها و لا بحب حد من ولادي في يوم من الايام يقراها
لغة الكاتب جميلة وقوية جداً، والرواية تطرح أفكار وتساؤلات مثيرة للاهتمام... أعيب عليه فقط الإطالة في بعض الأحيان... ونقدر نقول إنها مش رواية تقليدية... هي مجرد أحداث بتحصل فبالتالي كان ممكن يتجنب التطويل ده
هذه اول رواية اقرأها للكاتب حاتم حافظ وهي رواية رائعة جداً، لغة الكاتب منمقة و مهذبة تتحدث الرواية عن سفر الأنسان بحثاً عن المكان، الأشخاص، او الشيء الذي ينتمي إليه تتكلم الرواية عن الشعور بالقلق حول الإقدام على بدايات جديدة مثل شعور القطة بالقلق حول عبور الطريق إلى الجانب الأخر ضحكت و بكيت و ابتسمت اثناء قراءتي للرواية، شعرت بترابط قوي مع الشخصيات و الأفكار و الأحاسيس التي تواردهم حول بحثهم عن المكان الذي ينتمون إليه اعجبتني الصداقة بين الشخصيات، الصداقة بينهم كانت طريفة و مرحة جداً انصح بقراءة هذه الرواية و بالتأكيد سوف اتطلع على الروايات الأخرى للكاتب
مش عارفة هل انا اللي مش في مزاج جيد لقراءة رواية، ولا الرواية مستفزة فعلا ..
مقدرش اقول انها وحشة، وبردو مش عارفة اقول انها حلوة، بس انا كنت طول الوقت في حاجة موتراني وانا بقرأها، بداية من اني مكنتش عارفة وصف الشخصي��ت، جايز دي تبقا حاجة مقصودة من الكاتب بحجة انه مش مهم، بس لو ده نوع مقبول من الكتابة فهو معجبنيش لا ..
زائد اني كنت طول الوقت متأهبة ان في حاجة هتحصل، مش عارفة ده حسي الأمومي المبالغ فيه ولا هو اللي كان بيلمح طول الوقت بكدا، بس بصراحة كان نفسي فعلا حاجة تحصل .. ومحصلتش.
اكتر حاجة عصبتني هو ظهور سهيلة في القصة بطريقة غريبة ومش منطقية ومش راكبة مع الاحداث في رأيي، هي شخصية جديدة اتحشرت وبس
عشان ابقا منصفة الشخصيات كلها كويسة لو كان اشتغل علي ابراز قصصهم اكتر، كل واحد فيهم محتاج رواية لوحده، لكن تجميعهم كلهم في اقل من ٣٠٠ صفحة ومحاولة ربطهم ببعض كان تقيل جدا وظلمهم كلهم..
في حاجات كتير تاني معصباني بردو، من اللهجة السورية الغريبة، للنهاية الغير مرضية، فكرت دلوقتي ان ممكن يكون غضب عالية تسرب ليا، بقيت صاحبة وجه غاضب من بداية الرواية ...
عموما لو كنت قرأت الرواية دي من سنتين تلاتة كان ممكن تعجبني وانبهر بيها، بما اني بحب جدا أقرأ عن ثقافات مختلفة، وده معناه ان العيب مش في الرواية، هي بس اثبتتلي اني كبرت عالنوع ده من القراءات .. والجميل اني قررت اقرأها في اليوم اللي تميت في ٢٣ واكتشفت فجأة ان ده رقم كبير اوي عليا، فجات الرواية عشان تقولي اني فعلا كبرت، وياللمصيبة 🤦
#ريفيو رواية : كقطة تعبر الطريق * الكاتب : حاتم حافظ * الصفحات : ٢٦٣ * الطبعة : ٢٠٢١ * السرد والحوار : الفصحى * الرواية : اجتماعية *🌹الغلاف شيك جدا. وجاء اسم الروايه معبرا عن محتوى الرواية " كقطة تعبر الطريق" ( فهناك احتمال ولو ضئيل فى ان نجد فى الجانب الاخر من الطريق مالم نجده فى الجانب الذى كنا فيه وعليك الا تتردد) *👍 قراءت من قبل للكاتب حاتم حافظ رواية جيد بما يكفى وقد كانت فعلا جيده بمايكفى للحصول على كقطة تعبر الطريق. * كان حكى الرواية موزعة بين البطلة ( عالية) والبطل ( ميشيل) وكنت افضل ان يكتب اسم الفصل باسم الراوى * تبدأ الرواية بالفتاة عالية السورية الأصل التى هربت بسبب الحرب مع بنتها ليلى إلى سويسرا وكانت عالية لها علاقات كثيره مع الرجال تسببت تلك العلاقات فى وجود بنتها ليلى بدون زواج. ولما وصلت إلى سويسرا اقامت أيضا مع ميشيل بدون زواج فهيه انسانه عانت كثيرا من الحرب والغربه والقلق وعدم معرفة ماهو قادم لها ولبنتها * الرواية تحكى عن كثير من السيدات والرجال اللذين يتنقلوا من بلد إلى أخرى أملا فى إيجاد الاستقرار والأمان الغير موجود فى بلادهم فهل يجدوا الاستقرار والأمان فى البلاد الأخرى. ؟ * اسباب انتقال البشر من بلد إلى أخرى يحكيها لنا الكاتب فى عده اسباب منها هروبا من الحرب او البحث عن العمل أو البحث عن الذات او الخيانه وبالتالى من ينتقل من بلد إلى أخرى فعليه كما ذكر الكاتب ( على المرء الا يعيش فى الماضى فإذا كنت تريد أن تعيش سعيدا عليك أن تبدأ من جديد) * ركز الكاتب على ذكر أو شرح ماضى ابطال روايته شرحا تفصيليا جعلنى متعاطف مع بعض أشخاص روايتة . فهل يظلوا يعيشوا على ماضيهم ام انهم سوف يعبروا الطريق إلى الجانب الاخر * تعاطفت جدا مع ميشيل بطل الروايه فهو فرنسي تزوج وخانته زوجته فانتقل للإقامة بسويسرا. فتقابل مع عاليه ورغم حبه لها ويبذل كل ما عنده لكى تكون مبسوطه وسعيده الا انها تعامله معامله سيئه. * جميل من الكاتب انه اخدنا فى زياره إلى باريس وشرح لنا معالمها الجميله وان بها مهاجرين كتير من جنسيات كثيره ومن ديانات مختلفه. 🌷🌹💙 شكرا للكاتب / حاتم حافظ #ريفيوهات_نادر_رضا
This entire review has been hidden because of spoilers.
كقطة تعبر الطريق عن الحب والفرار والغضب والبحث عن الذات تأتي جميع شخصيات الرواية وهي هاربة من الواقع المؤلم أو تبحث عن الهوية أو الفرار الى الامان
الجزء الاول امرأه غاضبة ورجل ضجر الشخصيات الرئيسية وهم عالية وميشيل نتعرف علي جوانب كل شخصية وحياتها ومامرت به حتي يجتمعوا شخصية عالية السورية الهاربة من ويلات الحرب في سوريا ثم الي بيروت مع ابنتها ليلي تلك الملاك التي لاتعرف من أبيها عالية المترددة في اتخاذ القرارات ودائما غاضبة نتيجة لمامرت به
تذهب عالية لميشيل صديقها الفرنسي الهارب من ضجة عمله كموسيقي والأصدقاء المزيفون ولايريد العودة لعمله يهرب من حياته الزوجية بعد طلاقه وعلاقته الاسريه مع والديه حتي يقابل عالية
هو يحب عالية وابنتها ولكن لايعرف هل تبادله عاليه نفس الشعور ام لا هل تريد ان تكمل حياتها معه أم لا
الجزء الثاني قطط برية الشخصيات اولجا وباها ونيمو وفرنسيس وسهيلة
اولجا الفتاة الروسية الهاربة مع حبيبها لفرنسا بعد حادث التسرب النووي ولكن حادث يودي لوفاة حبيبها وتتغير حياة اولجا لتصبح امرأة وحيدة
باها ايهاب المسلم الذي ترك مصر وذهب لفرنسا و يقرر العمل في أي مكان بأي ثمن ولا يعرف هي ينخرط في المجتمع الذي يعيش فيه ام يحافظ علي تعاليم دينه
نيمو نعمة التونسية التي تبحث عن أصولها والتي تمر في حياة ميشيل
فرنسيس اليهودي صاحب دار النشر الضعيف الذي لا يأخذ أي قرارات وصديقته سهيلة التي تسيطر عليه و تلذذ في إيذاء وإذلال اي ضعيف تقابله
احببت شخصية ميشيل أكثر من أي شخصية اخري أما الملاك ليلي ستدخل قلبك من اول الي آخر كلمة تنطق بها