• «بمشاهد إنسانية مؤثرة وتفاصيل دقيقة معبرة تشبه لقطاتها الفوتوغرافية تصور لنا رندا شعث ببساطة متناهية حياة الاغتراب الفلسطيني الأليم في بيروت أو غزة أو الجزائر أو القاهرة، والتي نكتشف بعد قراءتها أنها قصة الاغتراب العربي في أقطارنا جميعًا.» – محمد سلماوي • «كتابة عذبة ورحلة مثيرة في الجغرافيا والتاريخ لوطن «كله من خليجه إلى محيطه تعيس للغاية»» – صنع الله إبراهيم • «سيرة ذاتية مصورة مفعمة بالحنين وآلام الفقدان المتواصل» – محمود الورداني • «كتاب رندا شعث وليمة لمحبي الناس والحياة» – يسري نصر الله
سيرة عاطفية مؤثرة عن العائلة والزواج والعمل أثناء حقبة مضطربة في العالم العربي.
تقول رندا شعث في هذا الكتاب: «كتابتي وصوَري، بل حياتي كلها، كانت لها علاقة وثيقة بمحاولتي اليائسة أن أكون داخل المكان تمامًا. أظن أنها عقدة الإنسان المهدَّد دائمًا بالطرد: من البلد، من المكان، وحتى من قلوب الناس...»
شكَّلت أعمال رندا شعث المميزة، التصوير الفوتوغرافي في العالم العربي في الأعوام الثلاثين الماضية، وقد حدَّدت كيف نتذكر عديدًا من الشخصيات الثقافية والمدن العربية والأحداث السياسية المهمة. ولدت رندا شعث لأب فلسطيني تخصص في الاقتصاد والإدارة، وشغل مناصب سياسية مهمة، وأم مصرية وفرت لأولادها الثلاثة عائلة ممتدة وذات جذور قوية. تنقلت بين مصر، والولايات المتحدة الأمريكية، ولبنان، والجزائر، ومارست التصوير مهنة وفنًّا، وسجَّلت من خلاله أهم ما ميَّز العقود المنصرمة في منطقتنا. كتابها الفريد هذا، هو سيرة حياة مليئة بشخصيات لا تُنسى، وحكايات دافئة وصريحة، وذكريات تلمس كل قارئ، مطعمة بصور جميلة التقطتها عين حساسة ومبدعة.
وُلدت لأب فلسطيني وأم مصرية في فيلادلفيا في الولايات المتحدة وعاشت في بيروت من ١٩٦٩ إلى ١٩٧٧ وهي مستقرة حاليا في القاهرة.
حصلت على درجة البكالوريوس من الجامعة الأمريكية في القاهرة في دراسات الشرق الأوسط عام 1986، و الماجستير من جامعة مينيسوتا في الإعلام المرئي عام 1987. عرضت أعمالها في مصر والخارج.
عملت مصورة لوكالة الصحافة الفرنسية في مصر وغزة ١٩٩٤ وصحيفة الأهرام منذ ١٩٩. عملت على مشاريع مختلة حول فلسطين والقرى النوبية والقاهرة.
نشر لها ثلاثة كتب: وطني على مرمى حجر عام 1988، مصر أم الدنيا عام 1990، تحت سماء واحدة القاهرة 2003.
في هذه السيرة المحكية بالكلمات والصور، تحكي لنا رندا شعث المصورة الصحفية ذات الباع الطويل في فن التصوير، ذكريات عمر وكأنه فيلم وشريط ذكريات غير مرتبة ترتيبًا زمنيًا؛ ولكن تتبع ما تشاهده في ألبوم صورها كيفما اتفق.
"وبدأت الكتابة. كل المخاوف كل الشجن. كل محاولاتي المستميتة للانتماء. لم أجد طريقة لعلاج نفسي واكتشفها إلا حين جربت أن أعبر عنها بالكتابة".
رندا شعث الفلسطينية المصرية وذكريات الطفولة والشباب في جبل الرمل الكائن في المندرة بجانب بيت الجدة المصرية بالأسكندرية، وتنقلها بين مصر ولبنان والولايات المتحدة والجزائر وفلسطين وهنا وهناك في ترحال العاشق للتفاصيل والحكايا مع خلفية مليئة بالحنين والشجن، وقصص العائلة والأوطان والعمل والأمل ورحيل بعض أفراد الأسرة وعمق الجرح.
"مر نهار وليل. نتبادل الأحضان ويودعانني. أترك البيت متونسًا بكركبته ومواعينه وقشور الفواكه كما هي وأتجه إلى الحمام. قبل النوم أترحم على الغائبين، كانوا يضحكون معنا".
كتاب لطيف وبدون ملل مصاحب مع كثير من الحب والحكايات التي قد تكون مرت بأحدنا في يوم من الأيام.
"لمحت عصفورًا يطير بين العمارات والمباني، ظللت أراقبه يطير، دائرًا حول أطول عمارة، إلى أن حط. ثم بدأ الطيران من جديد. ظللت أتابعه بعيني وهو يحلق بعيدًا حتى غاب عن بصري. بكيت، وحسدته كثيرًا".
أنا مستمتع جدا بالكتاب دا، وبصراحة مندهش من جودته، يعني لحكم ان الكاتبة مصورة في المقام الأول، فلوهلة لنشعر اننا ممكن نلاقي منها كتاب لطيف أو ممتع بس، لكن الكتاب في المجمل طلع كتاب جيد جدا، متناسق وواضح، وتصويره للحياة شبيه جدا بصور فوتوغرافية واضحة ومباشرة.
كتاب غني جدا، غني بالمعلومات وغني بتصويره التاريخي لمجتمعات مختلفة وخاصة المجتمعات العربية، وكمان الأماكن في الكتاب حيّة تكاد من دقة تصويرها ان تنطق.
أستمتع دومًا بقراءة السِّيَر الذّاتيّة، وأجد فيها تفاصيل ومواقف وأماكن تتقاطع بشكلٍ كبير مع حياتي، وبالذات حين تكون السّيرة لأشخاص فلسطينيين، عاشوا مثلنا حياةً بعدّة وجوه وواجهوا مشاعر متقاربة مع مشاعرنا في كلّ المحطات المهمّة في تاريخنا الفلسطينيّ.
رندا شعث، مصوّرة فوتوغرافية وصحفيّة، لأبٍ فلسطينيّ وقائد في حركة فتح، وأمٍ مصريّة من الاسكندريّة، تنقّلت خلال حياتها بين الاسكندريّة والقاهرة وبيروت وغزّة والجزائر وزيورخ، حظيت بحياةٍ تشبه حياة الفلسطينيين جميعًا، وتشبهني إلى حدٍ ما مع اختلافٍ في التفاصيل، لكن في التّركيز على ثيمة "التنقّل" وعدم الاستقرار. ذكرت في كتابها حول شعورها بالتّشرد:
"حاولت دائمًا فهم أيّ مكانٍ زرته أو عشت فيه، حاولت ألّا أقف على العتبات بل أن أدخل المكان وأُقيم علاقتي الحميمة به، لكن أعتقد أني فشلت في ذلك. كتابتي ومشروع صوري، بل حياتي كلها، كانت لها علاقة وثيقة بمحاولتي اليائسة أن أكون داخل المكان تمامًا. أظنّ أنها عقدة الانسان المهدد دائمًا بالطرد: من البلد، من المكان، وحتى من قلوب الناس، لاختلافه مثلًا"
مؤخرًا أتنقّل كثيرًا، وأحاول بناء علاقاتٍ حقيقيّة مع الأمكنة، وأرغب في فهمها والتعمّق فيها، لكن دومًا ما ينتابني ذات الشّعور بعدم الانتماء وبعدم الأمان.
تحكي رندا فصول من سيرتها الذّاتيّة أثناء طفولتها بين الاسكندريّة وبيروت، الحرب الأهلية اللّبنانيّة وهربها وعائلتها بسبب نشاط والدها السياسيّ وخوفهم من استهداف عائلته في لبنان، عن شبابها ومراهقتها في بيت جدّتها ومع أخوتها، في البيوت الّتي سكنتها في القاهرة، عن معنى البحر بالنسبة لها في الاسكندريّة، وعن البحر في غزّة وعودتها إليها بعد أوسلو، عن المطار الّذي لم يعمل إلّا ثلاث سنوات ثمّ دمّرته اسرائيل، عن سكَة القطار الّتي كانت تمرّ من المدينة المحاصرة اليوم. تقول رندا:
"بعد ساعة طيران من القاهرة، حططت قدميّ على أرض مطار غزة لحظة الغروب. كان توهج الشمس قد انكسر، ونسمات الهواء البحريّة تداعب النخلات العالية على حدود الممر الفسيح، حيث تجثم طائرة واحدة صغيرة، يزيّنها العلم الفلسطيني. كان على الركّاب أن يرحّلوا بالحافلات من المطار في خان يونس إلى معبر رفح البري، حيث يجري التحقيق والتفتيش. لكني بقيت واقفة على أرض المطار الخالية إلّا مني والطائرة حتى آخر انكسارات الأشعة على البلح الأحمر. مطار غزّة يعمل لأوّل مرّة في ١٩٩٨، بعد عامين من انشائه. تصميمه هدية المغرب لفلسطين، وقد بني على غرار مطار الدار البيضاء، وجاء مئات الحرفيين المغاربة خصوصًا لتركيب قطع الخزف الملوّن التّقليديّ، بينما بنت الممرات سواد عمال "المقاولين العرب". تحوّل المطار، خلال أشهر انتظار الإذن باستخدامه، إلى مقصد رحلات المدارس، وإلى مكان تصوير العرائس من أنحاء القطاع. دمّرت اسرائيل مطار غزّة بعد ثلاث سنوات فقط من بداية عمله. وقطعت الطرق الّتي تصل بين شمال القطاع وجنوبه"
أحبّبت الفصول المتعلّقة ببيروت، الفصول الّتي تحكي الثّورة المصريّة وتوثيقها، قصّة علاء وسناء وعائلتهما، طريقتها في السّرد والصّور المرفقة في الكتاب من تصوير الكاتبة، فصل زيارتها إلى الداخل الفلسطينيّ كان مؤثرًا، كأني كنت أرو يافا والقدس بكلماتها وصورها للمرّة الأولى.
كتبت رندا عن أشياء ربما لم يُحكى عنها كثيرًا في الأدب الفلسطينيّ، الانقسام ومفاوضات أوسلو، عودة الفلسطينيين بعد أوسلو إلى غزة بالذات، تشتت الفلسطيني في عواصم العالم، خصوصية مصر بالنسبة للغزّي، طريق المعبر الصعبة، أشياء ربما لا يعرفها معظم الفلسطينيون، ويعرفون عنها القشور فحسب.
كتاب بسيط وصادق من الكتب اللي بتحس معاها إنك قاعد بتسمع حد بيحكيلك من قلبه. بتحكي رندا شعث عن حياتها وبتاخدنا معاها في شوارع إسكندرية والقاهرة وبتسافر بينا لفلسطين ولبنان والجزائر والولايات المتحدة الأمريكية ،كل مكان بتحكي عنه كأننا معاها فيه شايفينه من خلال نظرتها وذاكرتها وعدستها، بتحكي عن طفولتها وأهلها وعن كونها بنت سياسي فلسطيني وأم مصرية من غير ما تزيف حاجة أو تزوّق الواقع، بتحكي ببساطة فيها حنين وإحساس كبير بالإنتماء.. كتاب عن الهوية، والحنين، والغربة، والحياة اللي ما بين الأوطان ..خلاني أفكر فيا أنا كمان وفي الأماكن اللي سيبتها واللي لسه جوايا.. مليان صور ومواقف وأشخاص وأحداث هتحس بأسلوبها إنك عيشت وسطهم وشوفت دموعهم وفرحهم.
" هنا تشبه المدينة بيروت، و هنا تشبه البلدة القديمة في عكا، لا، هنا أقرب إلى غزة عند الوادي أم الإسكندرية؟ تتداخل مُدني العربية ، تتشابه طرز المعمار الأندلسية ، و العثمانية، و الحديثة. لا أشعر بنفسي غريبة، كل الحدود تلاشت في هذهِ اللحظة. يتشابه البحر و النخيل، و النسيم،و السماء. السماء هي السماء،و رائحة الملح في البحر واحدة،و النسمات تدغدغ كل الحواس و الحب و الشجن و الحنين"
هذهِ سيرة ذاتية عربية بإمتياز تطوف بنا في أكثر من مدينة عربية. رندا شعث المولودة لأبٍ فلسطينيّ و أم مصرية. التي قضت حياتها في الترحال و التنقّل من مدينة إلى مدينة، لكنها عاشت وسط عائلة محبّة أغدقت عليها بالحب و الحنان من كلّ الجهات.فعاشت حياةً مليئة بالحب و الذكريات و التفاصيل الجميلة. مايميّز هذهِ السيرة عن غيرها أنها وثقّت أحداثًا كثيرة و مهمة في الوطن العربي. أيضًا جو الدفء و الحميمية و الحب طاغيٍ بشكلٍ كبير عليها مما يجعلها رفيق جميل و ممتع. لا شك أنني أحببتها جدًا و وجود صور مُصاحبة لهذهِ السيرة كان أمرًا جميلًا. فالصورة مكمّل للنص بكل تأكيد.و لأن الكاتبة مصوّرة فبالنسبة لها وجود الصور أمرًا ضروريًا.
بالنسبة لي السير الذاتية العربية مميزة جدًا ولها طابع خاصّ و جميل إلّا أن السير التي تتحدث عن فلسطينيين دائمًا هي الأحبّ و الأقرب لقلبي و هذا هو سبب حبي لهذهِ السيرة. للأمانة هذهِ السيرة أعادت لي شغف القراءة المفقود. أنصح بها بكل تأكيد.
الكتاب جميل، والسيرة كان ممكن تطول أكتر، فيه تفاصيل مبتورة وراندا كانت شاهدة على أوقات كتيرة مهمة، العيلة المختلطة وتعدد الأوطان والأب السياسي ووجودها في قلب الثورة المصرية كانت تستحق أكتر من نصوص قصيرة تنتهي قبل الذروة، ساعات كنت بسأل وبعدين.. بس كدة؟ الكتاب بيمرر إحساس حزن قوي، على الذاكرة والزمن والناس. الحاجة السخيفة بجد هي الصور، كتاب سيرة لمصورة مهمة بجودة صور سيئة مفيش أي توثيق للأماكن أو التواريخ، كان ممكن تتجمع في جزء منفصل بورق أفضل في آخر الكتاب.
في ومضات سريعة قافزة تشبه فلاش الكاميرا، تصحبنا رندا شعث في رحلة إنسانية ذاتية في المقام الأول لكنها تلقي بأضوائها الكاشفة على وضعنا في الوطن العربي، حيث بينت في مقاطع قصيرة حجم الاغتراب الموجود في هذا الوطن، جعلتني هذه المقاطع بعد انتهائي من قرائتها، أردد بيني وبين نفسي أننا نستحق ما هو أفضل من هذا
عندي تحفط على إطلاق كلمة سيرة هنا خاصة مع النقلات الزمنية والمكانية الموجودة طوال الكتاب، والتي قد توحي بعدم وجود ترابط؛ في بعض المقاطع شعرت بالتسرع أو بالبتر والحذف، خاصة في النصف الثاني من الكتاب، لا أدري هل هذا قد يعود لأسباب رقابية أم رغبة من الكاتبة بأن تكون هذه المقاطع بهذا الشكل !؟ النصف الأول من الكتاب أكثرتماسكا ودفئا بالنسبة لي، بينما تسرب الحزن واليأس والإحباط إلي أثناء قراءة النصف الثاني، مازال الحديث عن الثورة والشهداء يثير حرقة القلب ويسيل الدموع في العيون، كيف كنا وكيف أصبحنا !؟
هناك مقاطع في الكتاب تثير الشجن في القلب وترقرق الدموع في العيون لأن الهم واحد ولأنه من المفترض أننا واحد! أذكر منها بشكل خاص زيارة جنوب لبنان بعد انسحاب إسرائيل اللعينة من أراضيها بعد احتلال دام أكثرمن عشرين عاما، وكيف كان الصمت في أتوبيس الرحلة أثناء مرورهم على سجن الخيام
أسوء ما في الكتاب هو إخراج الكتاب، كيف يمكن لكتاب صاحبته مصورة أن تكون الصور فيه بهذا الشكل !؟ حقيقة لا افهم هذه النقطة
ما جذبني في البداية للكتاب هو أني علمت أنها مصورة فلسطينية، و لا أعلم لماذا ظننت أنها ستكون قديمة، شبيهة بسيرة عين التي ناقشت السيرة الذاتية للمصورة كريمة عبود. و لكني بالطبع كنت مخطئ بالكامل و هذا سوء بحث مني.
لم أكن أعلم من قبل عن الكاتبة، و لكن بداية ما أبهرني في الكتاب هي جودة الكتابة، الكتابة عذبة، التراكيب متناسقة، التشبيهات جميلة، اللغة غير مبتذلة البتة، أنبهرت من كونها كاتبة بهذه المهارة كونها مصورة، و الكتابة وحدها كانت عامل مهم بالنسبة لي في حبي للكتاب.
تتحدث راندا عن ذكرياتها و طفولتها و من ثم الى فترة 2014 تقريباً، الجزء الأول الذي ناقش الطفولة كان دافئ بحق، كنت مستمتع جداً و أنا بقرأه، بستعيد بعض من الذكريات اللي ممكن أكون لحقت أشياء شبهها، أستطعت تخيل الكشاهد بدقة، و اعتقد ان جزء الطفولة كان المفضل بالنسبة لي.
الجزء الأخر جزء المراهقة و العمل، هنا نوقش الكثير عن الوضع السياسي في فلسطين و لبنان، والد راندا عمل بمنظمة التحرير الفلسطينية و ظل طول الوقت له دور سياسي حتى لو متخفي، كان ممنوع من دخول فلسطين في وقت ما، و ممنوع من المشاركة رسمياً في المفاوضات، و هذا الجزء كان يهمني المعرفة عنه أكثر فعلاً و أظن أنني قريباً سأحاول القراءة فيه وحده لجهلي به. من الأشياء اللطيفة أنها كانت تحكي تجربتها وسط كل هذه الأحداث، وسط الانتقال من بلاد، و وسط هجوم الحكومة أوقات و الكثير و الكثير. مر هذا الجزء بسلاسة. كان كونها مصورة من الأمور التي جذبتني للكتاب، لأني أريد المعرفة أكثر عن هذا العالم في العمل، و فعلا أعطتني فكرة من خبرتها بين البلاد المختلفة.
و من الأشياء الجميلة أيضاً وصفها للأماكن من الأسكندرية و المتظرة الى القاهرة و جاردن سيتي و التحرير، تتحدث عنها في أوقات مختلفة و ما التغيرات التي طرأت عليها مع الوقت، كان بالنسبة لي شي جميل أن أستطيع تخيل أماكن أعرفها الآن بشكل مختلف في زمن آخر.
و تكمل السيرة سردها، و تناقش راندا كل الأحداث من وجهة نظرها، كذلك تذكر أحداثها مع عائلتها، و الكثير من الأمور. يأتي جزء ثورة يناير و تبدأ السرد فيه و لكنه لم يكن المفضل بالنسبة لي، يمكن كون الوقت ده أنا عاصرته و شفت كل الأحداث ديه فلم يكن بالجديد علي.
عموماً كانت سيرة لطيفة، هادئة، ميزتها الكتابة العذبة و المشاعر الموجودة لكل الأحداث و استمتعت بها.
عندي مشكلتين رئيسيتين الأولى في الكتاب نفسه، ألا و هو الانتقال السريع بين الأزمان و الأماكن، لم يكن سلس بالمرة في بعض المواضع أخذ الكثير من الوقت لإدراك عن ماذا تتحدث، و في أوقات قد لا ادرك بالمرة. أرى حتى لو كان المخزى مناقشة الفصول كصور فوتوغرافية كان سيكون أفضل كثيراً لو كل فصل كُتب في أوله التاريخ و المكان.
مشكلتي الثانية تقع مع دار النشر، أحب دار الكرمة كثيراً و هي من دور النشر المفضلة بالنسبة لي و لكن من رأيي في طباعة الكتاب تكمن مشكلة، أولاً اقدر أنهم اختاروا ورق سميك و بجودة عالية فعلاً و لكن في النهاية هذا الورق للكتابة، أغلب الصور راحت ملامحها بسبب الطباعة على هذا النوع من الورق و أيضاً استخدام الأبيض والأسود و إن لم يكن عندي مشكلة في الأبيض و الأسود و لكن الوضوح كان سئ فعلا، كمثال بسيط الصورة التي على الغلاف موجودة داخل الكتاب و فرق شاسع بين جودتهم فعلا، من رأيي كان يجب ان يستخدموا ورق كورق المجلات لطباعة الصور حتى لو فصلوا الصور. عن الكتابة و حتى لو كان الكتاب بضعف ثمنه و لكنها كانت ستكون تجربة مميزة فعلا.
في النهاية أعتقد أن الكتاب فتح آفاقي و شوقني للقراءة في احداث أخرى مثل الحرب الأهلية في لبنان و غيرها، و انا احب فعلا الكتب التي ترشدني الى كتب أخرى 🖤
لطالما تساءلت بيني وبين نفسي.. هل في حياتي ما يستحق أن يُحكي؟ عموماً؟
أعتقد أن هذه سيرة تستحق أن تروى، أعتقد أن الكاتبة برغم كل شيء محظوظة بتلك التفاصيل التي عاشتها بداية من الأهل والجنسيات المختلفة والحياة الأسرية والتفاهم ووجود الجدات والحكايات والمآسي..
شكرا رندا شعث، شكرا للكتابة للجميلة وشكرا لوالدك على وجه الخصوص لقد كان الأقرب إلى قلبي.
رحلة جميلة للغاية ، نص فاتن ، مؤثر ومؤلم جداً . في أكثر من مشهد في هذا الكتاب ، كنت أشاهد نفسي ، ولم أكن أتخيل أن هذا مُمكن . و شعرت هنا بالكتابة تلمس قلبي
كتابة جميلة جدًا، ودراية كبيرة بطريقة كتابة سيرة زي دي بيختلط فيها الخاص بالعام بشكل كبير. الكتاب عبارة عن نصوص قصيرة لما تتجمع مع بعض هتحكي الحكاية، أحيانا كنت بتغاظ لأني حابة يكون الكلام في نقط معينة أكثر تفصيلاً
المشكلة الكبرى في الكتاب هي جودة الصور شديدة السوء، مش عارفة كانت إيه مشكلة إن يبقى في ملزمة ملونة مطبوعة كويس في آخر الكتاب وفيها الصور.
الكتاب جميل جدا، لكنه كان ممكن يكون أفضل بكتير لو كان محرر بشكل أفضل من ده، والصور كانت بجودة أفضل من الجودة السيئة جدا اللي كانت موجودة في الكتاب، الكتابة والذكريات والحكايات اللي موجودة في الكتاب جميلة وكانت تستحق أفضل من كده.
في البداية ضايقتني التنقلات في الأزمنة والأحداث، ثم أدركت أنني أمام ألبوم للصور، فيه تنتقي صاحبته اللقطات التي تود أن تحكي لنا عنها. فيه تعرض أهم الصور بالنسبة إليها وما يمثل حياتها. مشاهد مؤثرة، السعيد منها والحزين، رحلة إنسانية شخصية تحكي جزء من تاريخنا. جميل.
كتاب سريع يجول بين مختلف جواني حياة راندا موثفا في هذا السياق الكثير من التحولات الإجتماعية والسياسيةمن خلال حياتها وحياة جذورها في فلسطين ومصر وحياة أسرتها بين لبنان ومصر. الكتاب عبارة عن حمايا قصيرة منفصلة-متصلة تشله فلاشات كاميرا راندا شعث، شعرت في أحيان كثيرة أني أُريد مقابلة رندا وسماع الكثير منها حول كل السياقات التي لم أكتف من القراءة عنها. شعرت أني أعرف تيتا فاطمة وشعرت بدفء رندا في سردها في كل صفحة من صفحات الكتاب. وددت لو أنها سردت بشكل مفصل أكثر عن أحداث الثورة وكيف أثرت فسها كل تلك الأحداث! عندي شغف أن أتعرف أكثر على عائلتها خاصة ولدي شعور بأني أعرفهم من خلال متابعة والدها سياسيا منذ كنت صغيرة على قنوات الجزيرة ودوره في القضية الفلسطينية وحركتي فتح وحماس. وازداد شغفي لمعرف العائلة بعد قضية رامي شعث أيضا المعتقل منذ يوليو ٢٠١٩. تحمل رندا في قلبها وفي كتابها شغف التصوير والسرد والفن والسفر وكذلك حب فلسطين العظيمة فأجدها تعبر عني في كل صفحة من صغحات كتابها وأجدني بين سطورها وأريد أن أشاركها صوري التي أصورها بين حين لآخر فأستمع الى فلسفتها في التصوير.
في أوقات كثيرة تمنيت لو أنها ستفيض أكثر في تفاصيل كثيرة لذلك أتوق شغفا لمقابلة رندا فو تسنح هي بالسرد أكثر سأكون ممتنة كثيرًا. لم تعجبني جودة الصور وحين علمت بسعر الكتاب توقعت أن أجد الجودة أعلى مما هي عليه! كنت أتمنى لو أُرفق وصف قصير عن الصور وعلاقتها بالموضوع فأحيانًا كنت أشعر أن الصورة لاتمت بصلة لما قرأته. تمنيت لو أرفقت مثلاً كيو آر كود يوثق الصور المرفقة فنراها قجودة أعلى ونتطلع أيضا على باكورة من أعمالها ومشاركاتها الفنية.
في أحيان كثيرة شعرت بالحزن يخترق قلبي عند رحيل الناس الواحد تلو الآخر، حزنت جدًا على رحيل والدتها (صفاء) وبكيت أيضا لرحيل علي وتيتا فاطمة! وحزنت مرة أخرى لما آل إليه بيت المندرة ولكل التحولات التي أوصلتنا نتوق لبناء العمارات الشاهقة القبيحة.
أحببت العائلة كثيرًا وارتباطهم الوثيق ببعضهم البعض خاصةً حضورهم بقوة ومشاركتهم لإعداد حفل زفاف رندا. وددت لو حث أكثر عن علاقتها بأبيها والتحولات السياسية والصراعات، أشعر بأن الكتاب لديه الفرصة لأن يصبح توثيقا مهما لحقلات مختلفة من وقت جدها في ثلاثينيات القرن الماشي وحتى الآن.
كتابة جميلة وحياة غنية. أنا محتاجة أعمل زي ما رندا بتقول في الكتاب " حاولت دائما فهم أي مكان زرته أو عشت فيه، حاولت ألا أقف على العتبات بل أن أدخل المكان وأقيم علاقتي الحميمة به" مش قادرة ألاقي وصف لعلاقتي بالمكان والأشخاص والأشياء غير أني واقفة على كل العتبات دائما حذرة وخائفة.
يستحق ٥/٣,٥ حبيت االجزء الأول من الكتاب أكتر كنت أتمنى ان طباعة الصور تكون أفضل من كده وكنت أتمنى أيضا ان يتكتب عنوان تحت كل صورة لأن من حق القارئ يعرف الأماكن دي فين بالذات انها جزء من السيرة الذاتية للمؤلفة .
رندا شعث المُصورة الفوتوغرافية والصحفية لأب فلسطيني وأم مصرية وقد كان واضحًا ذلك في شخصيتها خلال الكتاب.. تنتقل رندا من مدينة لمدينة .. تنقلت بين مصر وفلسطين والولايات المتحدة ولبنان والجزائر
تسرد رندا الكثير من التفاصيل عن حياتها وخصوصًا طفولتها الجميلة بالإسكندرية.. كم أحبها هذه المدينة كما يوجد صور في الكتاب والتي التقطتها رندا بنفسها .. أعجبتني زوايا التصوير التي تصورها رندا .. جديدة ومختلفة و تُركز على تفاصيل جميلة
لا أعرف كيف يمكن لكتاب أن يشعرك بالدفء والحنين بهذا الشكل !
فيه مشكلة بيني وبين الكتب التقريرية بهذا الشكل، وهنا أتلك أسلوب كتابي غير محبب لقلبي لا دخل لمحتوى الكتاب به. النجمات لأنني أشعر بحميمية مفرطة تجاه الوضع كامل وشتات رندا بين الدول وشغفها بالتصوير وغزة والجو العائلي المفعم بالحنيّة.
أطوي اخر صفحات الكتاب و قد أصبحت مثقلاً بالهموم ، تملأني مشاعرٌ كثيرة متضاربة ، الحزن المتجدد الذي لا ينضب على فلسطين ، الرغبة في السفر إلى بيروت و الجزائر ، الحلم بلمس أرض القدس ، الخوف على "رندا" من ظلام و وحشة الوحدة ، الرغبة في البحث عن "رندا" في فضاء التواصل الإجتماعي لأشاركها بعض أسرار و تفاصيل حياتي ، فأنا يملأني الخجل أني أعرف عنها الان الكثير و لا تعرف عني شيئاً.
أعظم ما يميز السير الذاتية أنها تجارب رصد بديعة للتفاصيل التي لا يمكن أن تجدها إلا في حكايات الجدات و الجدود ، تقتلني براعة الوصف و أغلق عيني مراراً و تكراراً متخيلاً ما يحدث في مشاهد عديدة ، أكمل ما لم يكتب على لسانها من خيالي ، أمسك بنفسي متلصصاً على بروڤات الفساتين الصيفية مع الخياطة اليونانية العجوز في بيت المندرة تارةً، و تارة أخرى أغني لإبنتي "زيت زيت يا حاجة ، لنطعمي مليكة عجة"، أدون في قائمة ملاحظاتي أهمية البحث على أي مطبوعات لدار الفتى العربي في الزيارة القادمة للأزبكية ، و حتمية شراء مكحلة منقوشة من النحاس لزوجتي في عيد ميلادها القادم. أغدو عصبياً و أنا أبحث في الإنترنت عن صور لمطار غزة المدمر و نقوشه المغربية و عن سجن الخيام. أغمض عيني لأحلم بجمال تفاصيل الليف المبطن يدوياً بقماشاتٍ ملونة و بطعم الكحك البيتي من يدي أمي و جدتي الذي لم أتذوقه منذ خمسة عشر عاماً. تتشابك السيرة الذاتية ل"رندا" مع السياسة و الثقافة و المجتمع ، ترصد بعين المصورة الحساسة تفاصيلٌ كثيرة ، تتغلغل في روحي و تنير لي أحداثاً لم يسعفني الزمان لعيشها. أحلم ثم أبتسم ثم يعبس وجهي متنقلاً بين الذكريات، أظل شارداً و حاسداً لثراء تجربة "رندا" الثقافية و المعرفية ، أغمض عينايا متخيلا شوارع السوق القديم في القدس ، باسماً أفكر أني يجب أن أخبر أهلي كثيري السفر و التنقل بخطورة تنظيف بيت فيه مسافر في طريق سفره لأنه "ماينفعش نكنس البيت و هما في طريق السفر ، فال وحش عليهم".
* وددت لو حررت مواضع و جودة الصور في الكتاب بشكل أفضل ليثري التجربة و يمنحها رونق يليق بسيرة ذاتية ل"مصورة"
لاول مرة اتعرف على رندة شعث وكان لي شرف التعرف عليها من هذا الكتاب الذي كان محور نقاش بيني وبين بائع منشورات دار الكرمة في معرض العراق الدولي للكتاب الذي أقيم في معرض بغداد الدولي الفترة الاخيرة وكان سبب النقاش حول ارتفاع أسعار الكتب لهذه الدار بشكل جعلني أتحير في أي الكتب أقتني لقائمتي الطويلة لمنشورات هذه الدار وشحة كتبها في العراق كان الشرف كبيرا، بالتعرف على الفلسطينية الاسكندران التي وهبتنا الكثير من حياتها هنا وشاركتنا معها حلو الايام ومرها شحة الصور في الانترنت لرندة شعث منعنا من التمتع بصورها وان الصور المنشورة مع صفحات الكتاب كانت عميقة جداً بحيث نود أن نشاهد صورها ونتمتع بتفاصيلها وقوة تعبيرها الحقيقي
من أجمل ما قرأت. سيرة ذاتية ملهمة وموجعة في آن لمصورة صحفية تستخدم إمكانياتها في الكتابة والتصوير لتسجيل حياة تمتلئ بالمعاناة والألم ولا تخلو من لمحات من الأمل وإن قلت. جذورها المصرية / فلسطينية / لبنانية تجعل من كل قضايا الوطن - التعيس من محيطه لخليجه كما وصفته - قضيتها الشخصية. ترحل معها عبر الأزمان والأمكنة فيجرفك الحنين من رقة التفاصيل المصرية كما تراها بعين طفلة تقضي أجازاتها في بيت الجدة في إسكندرية الستينيات ثم تسافر معها إلي بيروت لتشهد بدايات الحرب الأهلية قبل أن تعود لقاهرة السبعينيات بكل زخمها وتفاصيلها. تجوب مع القضايا العربية من خلال تفاصيل مدنها: غزة ورام الله والقدس والجزائر وحتى إنعكاسات هذة القضية على حياتها الشخصية في أسفارها إلى أمريكا وأسبانيا وسويسرا. تعود بالزمن لتقص عليك قصص الأجداد وكيف جمعهم القدر أو تحكي لك حكاياتها مع الانتفاضة الفلسطينية والثورة المصرية وكل ما تبعها فتتداخل تفاصيل محنة الوطن مع محنها الشخصية. استطاعت ببساطة من خلال السرد الهادئ الذي يخرج من قلبها أن تمس شغاف قلبي حتى أنني لم أستطع أن أكبت دموعي في كثير من المواضع. تم إزالة جبل الرمل المجاور لمنزل الجدة بالإسكندرية, مرتع اللعب والبحث عن الكنز الذي تخيله عقلها الصغير هي وأبناء خالاتها من أجل بناء عمارة قبيحة لكن كنز الذكريات الحقيقي بقى لا يزال في القلوب.