Jump to ratings and reviews
Rate this book

بوح الجدران

Rate this book
"بدأ كلّ شيء في تلك الليلة...
غاب القمر واشتدّت الريح فبغت السماء وأرعدت. انفرد بي الصندوق المتداعي في خلوة العجوز غير السرّيّة، فراحت الأوراق تبوح بمكنونها، بدا الأمر مثيرًا للفضول، مغمّسًا بمتعة مجهولة، ربّما هي مزيج من لذّة الاستكشاف وشهوة التقصّي، والرغبة في تغيير خرائط العقل وطرد المؤرقات.
سار الأمر بنسق هادئ حتّى تسرّبتْ الأصوات المجهولة المصدر إلى الخطابات. بعد فتح أغلب الأظرف رحتُ أصغي في ما بين النوم واليقظة إلى مقاطع واعترافات تأتي بنبرات متباينة لأصوات لا محلّ لها في ذاكرتي. ظننتُ في بادئ الأمر أنّها استرجاع لما حوته الأوراق التي أواظب على فضّ سرّيّتها كلّ ليلة؛ حتّى أصْبحتُ ذات ضحى -وقد منحني الأرق عينين محتجزتين بين هالات سوداء- متيقّنًا أنّ الأصوات التي تقضّ مضجعي منذ ليالٍ لم تكن استرجاعًا لما باحت به الأوراق المنسيّة.
هرعتُ إلى الصندوق ورحتُ أفتّش الخطابات باحثًا عمّا يقتحم المسامع، فلم أجد لها أثرًا، تأكّدتُ حينئذ أنّني أتلقّى وحيًا لفظته السماء وعلق في طيّات الزمن.
كانت الجدران تبوح بما أنهكها كتمانه"

بالتزامن مع تفجر مظاهرات 2011 في القاهرة، يعود شاب مصري إلى القاهرة قادمًا من طرابلس، عاقدًا العزم على البدء في الإجراءات اللازمة لتغيير اسمه الذي وُلد به. يستأجر الشاب العائد شقة سكنتها من قبله أسرة مصرية انقطعت أخبارها في بغداد منذ ثلاثين سنة، وقد ذابت آثارها بين الخرائط وفوق عتبات المطارات. صاحب البيت، وهو عجوز غامض، يشترط على الشاب أن يبحث عن الأسرة الغائبة مقابل السكن في شقتهم التي لم يؤجرها منذ رحيلهم، دون دفع إيجار.
بمرور الصفحات تتداخل الأصوات ما بين الحقيقي والمتصور، ينخرط الشاب في قراءة صندوق خطابات يلخص الكثير من حكاية هذه الأسرة، تناديه أصداء الخطابات التي ضلت مقصودها، والخطابات التي لم تكتب، تتداخل التواريخ والسير والمصائر، تتقاطع المسارات بين الشاب الهارب من ماض محبط، مع حكايات الأسرة الغائبة، وجارة خمسينية ودود، والعجوز صاحب الدار، الذي يراقب ما يجري عن كثب.
تطرح الفصول المتعاقبة سؤالًا مفصليًا: هل ثمة علاقة تجمع بين الشاب والأسرة الغائبة، وصاحب الدار؟ هل كان توجه الشاب لاستئجار هذه الشقة بالذات محض مصادفة، أم أنه قصدها عمدًا مدفوعًا بسرٍ يخفيه؟
تتشابك الاكتشافات التي يلملمها الشاب من الأظرف والرسائل والمقتنيات مع اندلاع المظاهرات، فيبحر فوق الأسطر بين القاهرة وبغداد وطرابلس، وتتشابه ملامح الغائبين عن الجدران مع المقيم بينها، ليقف الشاب في نهاية الأحداث أمام مفترق طرق، بين قرارين، وهويتين، وحياتين مختلفتين في انتظار قراره الأخير.

تناقش الرواية تأثر الهوية المصرية بمواسم الهجرة الجماعية في سبعينيات القرن الماضي، وتشتت المثقفين ومطاردتهم، في إطار حكي يتسع حتى يشمل حكايات القهر في شتى أوطان العرب.

256 pages, Paperback

First published January 1, 2021

10 people are currently reading
293 people want to read

About the author

عن المؤلف

محمد سمير ندا، مصريّ الجنسية، ولد في مدينة بغداد عام ١٩٧٨، وقضى سنوات الطفولة الأولى في بلاد الرافدين، لتتشكّل طفولته على إيقاعات الحرب العراقيّة الإيرانيّة. عادت أسرته لتستقرّ في مصر في القترة بين عاميّ ١٩٨٤ و١٩٩٠. عقب ذلك شدّ والديه الرحال مجدّدًا، غربًا هذه المرّة، ليقضي مرحلة صباه في طرابلس-ليبيا، حتّى عادت أسرته لتستقرّ في مصر مجدّدًا عام ١٩٩٦.

تخرّج في كليّة التجارة، وعمل محاسبًا في المجال السياحي، حتّى استقرّ به الحال في منصب ماليّ وإداريّ في إحدى الشركات العاملة في مجال السياحة والمطاعم. له أخّين هو الأوسط بينهما. متزوّج منذ عام ٢٠٠٨، ولديه ولدين.

والده هو سمير ندا (١٩٣٨-٢٠١٣)، الأديب المصري المتفرّد الذي لمع نجمه في ستينيّات القرن الماضي، وقدّم للأدب المصري قامات أدبية شابة آنذاك؛ مثل جمال الغيطاني ويوسف القعيد وغيرهما. كما قدم عدّة أعمال روائيّة وقصصيّة ومسرحيّة متميّزة، علاوة على فيلمين تسجيليّين عن حرب الاستنزاف. اصطدم مشروعه الأدبي والفني بالتضييق الأمنيّ والسياسيّ في الستينيّات والسبعينيّات نتيجة دفاعه عن حرية الفكر، ومعارضته للأنظمة الحاكمة. كانت هجرته الأولى من مصر عام ١٩٧٤ إلى المملكة العربيّة السعوديّة، ثم توالت الهجرات إلى العراق، وليبيا، مرورًا بمحطّات عربيّة أخرى قصيرة. أحدث طفرة صحفيّة في جريدة "عكاظ" ومجلة "اقرأ" السعوديّتين في السبعينيّات، وعمل في إذاعة "صوت سوريا" في العراق وكتب في مجلة ألف باء العراقيّة. اختتم حياته المهنيّة كمستشار إعلاميّ للسفارة السعوديّة في ليبيا.

تخرّجت والدته في كلية الآداب - قسم اجتماع وعلم نفس، والتحقت بالعمل في وزارة الثقافة المصريّة، وتدرّجت وظيفيًا حتى تبوّأت منصب مدير الإدارة الثقافيّة في قصر ثقافة مدينة بنها، قبل إحالتها للتقاعد فور بلوغها سن المعاش.

النشأة في مثل هذا المناخ الثقافي، وتنوّع الثقافات المكتسبة والمعارف الحياتيّة إثر التنقّل بين أكثر من بلد عربي، علاوة على طبيعة عمل الأب، ودوافع تنقّله من وطن إلى آخر، هي الأمور التي شكّلت وجدان المؤلف، لينشأ شغوفًا بالقراءة، مدافعًا عن الحريّات، مهتمًا بكتابة الشعر والأدب.

صدرت روايته الأولى "مملكة مليكة" عام 2016، كما صدرت روايته الثانية "بوح الجدران" عن منشورات إيبيدي في مطلع عام 2021
فازت روايته الثالثة "صلاة القلق" في يونيو 2024 عن دار ميسكلياني، وفازت بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) لسنة 2025

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
31 (40%)
4 stars
25 (32%)
3 stars
15 (19%)
2 stars
2 (2%)
1 star
3 (3%)
Displaying 1 - 30 of 35 reviews
Profile Image for محمد خالد شريف.
1,024 reviews1,232 followers
July 21, 2024

"للوحدة أنياب وأظافر تترصّدني، تهاجمني كوحش ينهش أيّامي نهشًا، أسمع لهاثه في ساعات الفجر حين يتسلّل إلى فراشي، أرى شبحه حين يقترب، أشعر بلمساته الخشنة بينما ينتزع أجفاني حتّى يستحيل عليّ النوم."

بدءاً من العنوان الشاعري، والجدران المهجورة التي تُركت وأُهملت، ارتفعت آمالي وتوقعاتي عن الرواية، وعلى الأخص بعض قراءة الفصول الأولى ووجدت الرواية لها صوت لغوي متميز، وسرعان ما نقلتنا الأحداث إلى السرد عن طريق الرسائل، وكنا نحاول تجميع الصورة مثل البازل، ونفك أحجية القصة، ولكنها عندما اكتملت، وجدتها لم تكن بالروعة التي تصورتها، على الإطلاق، شعرت أن الصورة كلها عبارة عن حكايات جذابة براقة ولكنها لا تتماشى سوياً، تنظر إلى الصورة الكاملة فلا ترتاح عينك من رؤيتها ولا يستطيع عقلك ترجمة ما تريد إيصاله، وإن كنت لا أنكر على الإطلاق جمال بعض جوانب الصورة، فحكايات الثورة والغربة والماضي والرسائل والشجن تعد بالكثير، أسرار تُكشف ونجد إنها كانت شديدة الوضوح، فلا نفهم لماذا كانت سراً في الأساس؟

ختاماً..
تجربة لا بأس بها، لم تنل رضاي تماماً ولم تتلاقى مع توقعاتي الهائلة بشأنها، قد تخرج منها بإثارة لبعض لحظات النوستالجيا التي تتذكرها وتبتسم ألماً.
Profile Image for طارق سيد.
Author 5 books2,166 followers
July 14, 2021
لغة من أروع ما يكون استخدمها الكاتب لتوصيل فكرة و احساس الاغتراب في المكان.
تجربة ذاتية جميلة مخلوطة بأدب المراسلات.
لمزيد من التفاصيل بدون حرق للاحداث
مراجعة مرئية للعمل
#محمد_سمير_ندا في رواية #بوح_الجدران تناوله إزاي
#كوكب_الكتب
#العراف

https://youtu.be/u8Z1Fd-Ggkw
Profile Image for ريما Bali.
Author 5 books189 followers
December 10, 2022
هذا العمل الجميل يتناول الغربة، أو بالأدق "صناعة الغربة". فبين سطوره الأنيقة فاخرة اللغة، ستتذكر أن الغربة ليست قضاء وقدراً ولا كارثة طبيعية كالزلازل والفيضانات، الغربة هي صناعة بشرية في مخابر شيطانية هدفها سلب المرء وطنه، هويته، وتكريس شعوره بعدم الإنتماء حتى إلى اسمه.
أحببت فكرة الرواية ووجدتها ذكية ومبتكرة عندما يرغب عطا الصغير بتغيير اسمه فتقوم الثورة وتتعطل البلاد ويبقى اسمه ملتصقاً به يأبى فراقه، وما قبل هذه الرغبة وما بعدها، وأسبابها.
الشخصيات حملت رمزية فاتنة، وكذلك بعض الأحداث والمواقف والمشاهد، بل الكثير منها.
اللغة تحمل جمالية بارزة، قوية متماسكة وسلسة بنفس الوقت.
الثيمات والمحاور الأخرى (عدا الغربة) الذي دارت حولها الأحداث وباحت بها جدارن محمد سمير كانت عميقة وتحفز في مناطق مؤلمة من الجسد العربي وروحه.
باختصار هي رواية ساحرة ومؤلمة، مصنوعة بدقة صائغ صبور ومتمكن، أسلمتني نهايتها إلى نشوة مرّة وشجن جميل، فانتزعت آه حارة من أعماقي.
أربع نجوم لكل ما سبق، ونجمة ناقصة، لأني لم اقتنع تماماً بالأسباب التي دفعت منير لمقاطعة والده (وإن كانت تحمل رمزية رائعة)، ولا بالأسباب التي دفعت عطا الصغير لإنكار شخصيته. وشتتني قليلاً إصرار المؤلف على جعل كل الشخصيات وهم كثر، يتحدثون بضمير المتكلم، مع أن الرواي العليم كان موجوداً أيضاَ في بعض المقاطع. لكن اللعب على وتر الزمن والعودة للوراء والقفز للأمام كان متقناً وممتعاً ويحسب للكاتب.
Profile Image for Nadia.
1,534 reviews528 followers
August 24, 2021
ان للجدران ذاكرة محفوظة عبر كل ما كتب او رسم عليها و هذا ما نجده على غلاف هذه الرواية التي جعلت من الجدار معبرا يدخلنا الى عالم "محمد سمير ندا".
هي رواية كتبت بلغة عذبة و شفافة وعبر رسائل و وقفات وفواصل مختلفة عن الغربة و الاغتراب و عن الهجرة الجسدية و النفسية .
الرواية رحلة نوستالجيا الى الذات و الى وطن محبوب وقاس في نفس الوقت فعبر خط زمني يعتمد على الذهاب و الإياب بين اغتيال السادات و يناير 2011 نكون أمام هذا التمزق مع عودة الحفيد الى منزل الأسرة و إلى الوطن و الجد الذي ينتظر عودة الابن الذي فقد اي اتصال معه هذا الحفيد بدوره عرف الغربة و الهجرة بموت الوالدين و بموت الحبيبة.
الأصوات المختلفة : الجد عطا/الاب منير/الام ليلى/الحفيد عطا أطرت هذا الشجن و هذا الحزن وحملت أحداث الرواية(أدعوكم لقراءتها) و عبرت عن الألم الساكن في وطننا العربي بشكل أساسي .
أحببت العمل في مجمله بلغته و أحببت فكرة تعدد الأصوات لكني كنت أنتظر سماع صوت ماجدة باعتبارها جزء أساسيا من الحكاية .
Profile Image for Mohamed Ashour.
5 reviews
March 12, 2021
في البداية حابب أقول أن الكلمات القادمة ما هي إلا نقاط أحسست بها أثناء قراءة الرواية وليست مراجعة للرواية...

- الكاتب أَدخَلَ سيرته ومشاعره بين أحداث الرواية وهذا ما جعلني أشعر بكل كلمة وكأنه يتحدث معي.

-إقتباس من الرواية:
"أين نحن؟
حررني من حزام الأمان، فتسرب الخوف إلى مسامي لوهلة، أوقفني أمامه وتأملني للحظات، ثم ضاعف حيز الأمان المفقود بأن احتضضني بقوة، وكأنني طوق نجاة يتعلق به، همس: في الغربة!"

- عِشت مع الرواية بكل وجداني، فلا يشعر بالغربة إلا من عاشها، فما إن بدأت بقراءة الرواية اعتصرني الألم، ليس لشئ سوى أني شعرت بهذه الأحاسيس والمشاعر حيث ولدت ونشأت في الغربة.

- أقتبس من الرواية وصف للغربة على لسان الأب(عطا) إلى ولده (منير) حيث قال:
"احذر الغربة، فالاغتراب سرّاق مكير، تلك الغربة المقيتة سوف تمتص صباك، وتسرق سنوات شبابك، ثم تلقي بك إلى هنا مرة أخرى،عجوزاً منهكاً،وحيدا،مضاعاً،لاتعرف أحداً، ولا يتذكرك أحد."

- سواء كانت الغربة للهروب من مضايقات أمنية أو البحث عن لقمة العيش والتي تأخذ المغترب ( مع أولاده) إلى تطلعات لا تنتهي إلا بانتهاء عمر رب الأسرة الذي أضاع زهرة عمره على أمل أن يستريح بين جدران منزله في وطنه فإذا به استراح الراحة الأبدية ليواريه تراب وطنه لو كان سعيد الحظ ولم يمت في الغربة ( أبي لم يستقر في مصر منذ ولادتي في ثمانينيات القرن الماضي إلا في أبريل ٢٠١٤ بعد أن أنهكه المرض وتوفي بعدها بعام واحد في مايو ٢٠١٥ رحمة الله عليه).

- يتحرك الكاتب بين فصول الرواية بلغة عربية سلسة وجميلة كعصفور ينتقل من غصن إلى آخر، ما بين خطابات وأصوات وحديث مع النفس، ما بين تاريخ قديم وتاريخ حديث وكأن العصفور دائم البحث في تلك الأغصان على المحطة الأخيرة التي يشعر فيها بالاستقرار.

- الإحساس الدائم بعدم الاستقرار لبطل الرواية (كريم أو عطا الحفيد) هو ما يجعلك تلتهم الرواية حتى تطمئن أنه وصل لبر الراحة والسلام والأمان النفسي( فهل وصل؟).

- غلاف الرواية هو حقا ما أذهلني وكأن الكاتب أراد إرسال رسالتين من خلاله (لا أدري هل أراد ذلك حقا؟ ولكن هذا ما شَعُرت به)، وهما:
الأولى: نحن نترك منازلنا وأوطاننا بكل ما فيها من ذكريات كنزول من على الدرج إلى هوة عميقة مظلمة لا نعرف لها نهاية.
والثانية: نتوق للعودة إلى منازلنا وأوطاننا بالصعود على السلم الذي ينتشلنا من الظلام حيث النور والأمل والذكريات الجميلة في انتظارنا.

- مع العودة إلى الوطن، وحين تحوينا الجدران في منازلنا التي تركناها، السؤال هُنا هل تبوح لنا الجدران حقا؟ أم نحن الذين نبوح لها بما لاقيناه في البعد عنها ونرى لذلك انعكاساً على تلك الجدران؟!!

-في النهاية أتمنى من الجميع قراءة تلك الرواية الرائعة سواء كنت مغترب أو غير ذلك، مع التحية والشكر للكاتب الرائع والمبدع محمد سمير ندا مع إنتظار مزيد من الإبداع له قريبا.
Profile Image for Nagwan  Maher.
50 reviews142 followers
September 6, 2021
مساء الخير ،
منذ ايام انتهيت من قراءة تلك الرواية البديعة او الرواية الحنون التي اثارت شجونا حول الغربة بكافة معانيها فلم تقتصر علي غربة الوطن فحسب و انما تطرقت و تعمقت في غربة الذات عند الابتعاد عن السند و الاحبة مجبرا او طواعية في ظل مناخ سياسي مقيد وقع تحت وطأته أسرة تفكك شملها بعد سنوات من الغربة و التنقل من بلد لأخر و اب مكلوم وجد في الانتظار و الإبقاء علي شقة ابنه و اسرته الصغيرة ملاذا أمنا و أملا يعيش عليه إلي أن فقد بصره شيئا فشيء.. حتي عاد الحفيد الذي عاد باحثا عن هويته المفقودة بين الرسائل و الجدران
" لا استحسن الوضع اعادي البعد و ان اتيت به و اشعر ان الغربة كتاب عناء ما ان تفتح اولي صفحاته حتي يركض العمر امامك بين اوراقه ينزف الزمن حبرا بين الفصول و اسفل العناوين ارني مكبلا الرادة فلا اقوي علي غلق الكتاب و لا اقدر علي تغيير العناوين و لا طاقة لي بوقف نزيف الحبر و لا عزيمة لدي تمكنني من التشاغل عن متابعة سباق الايام الراحلات بين الورق فقد اكتب و اواصل الكتابة "
الرواية الي حد كبير ذات بعد انساني كتبت بلغة رفيعة المستوي لولا اننا شهدنا احداثها علي مدار ثلاثين عاما مضت لقلت ان الرواية جاءت من حقبة زمنية أقدم فالتمكن من الكتابة بالفصحي واضحة جدا و الالمام بها ظاهر تماما و أعلم إن هناك كثر يجيدونها و لكن في روايتنا يكمن التغيير في اختيار التعبيرات اللغوية الرصينة و البعيدة عن التعقيد و تستطيع ان تبلغ الاثر في كيفية ايصال مشاعر ابطال الرواية الي القاريء و كآنها قصيدة نثرية بالغة الثراء و هذا ما كان واضحا من خلال قرائتي السابقة و متابعة مراجعات الكاتب للكثير من الاعمال الروائية و النصوص الادبية و قدرته التحليلية لها و استلهام الكثير من المعاني بشرح واف اجاده الكاتب .الرواية جميلة و استمتعت بيها و هي تستحق القراءة
Profile Image for Mohamed ندا).
Author 4 books562 followers
Read
November 26, 2021
رأي الكاتبة المصرية غادة العبسي في الرواية

رغم أن بوح الجدران ليست رواية محمد سمير ندا الأولى، -وقد قرأت له من قبل مملكة مليكة وأبهرني كونها المخطوط الأول للكاتب، إلا أنني أظن أن محمد قد شرع في كتابة هذه الرواية منذ زمن طويل، وقبل حتى أن يفكر في مستقبله ككاتب، ليس فقط لأن هذه الرواية عامرة بنفحات السيرة الذاتية للروائي والكاتب الصحفي المصري الراحل سمير ندا، ولكن لأن الكاتب محمد ندا والابن البار لأبيه يوثق في هذه المعزوفة الساحرة إخلاصا نادرا لأبطال روايته، للدرجة التي جعلتني أبحث بشغف عن شخصية محمد داخل أحداثها فلم أجده، انسحب محمد ندا من القصة تماما، أفنى دوره الواقعي وتجاوزه ليحكي بطله منير عطا أو سمير ندا حكايته الخاصة- برغم بوليفونية الرواية- بوجع وإحساس مُر بالظلم لا يفنى مع الزمان، إلى الدرجة التي تدفع الكاتب إلى كتابة هذا المقطع في نهاية الرواية :

"وماذا عني ؟ انسحبت روحي بغياب رشيدة وعاد شيء منها في الميدان بعدما تناثرت عائلتي أجسادا ورفات بين المدن فهل أنا حي؟ هل حصلت للتو على وطن وأنا مازلت حائرا في اسمي ومسماي ؟ هل ثار الثائرون لمنير عطا؟ فورثوني غدا أفضل من أمسه؟ أتراني ارتضيت بإيجار وطن طالما بالمقدور دفع ايجاره؟ "

حتى عندما تقوم ثورة، لا يستطيع الحفيد العائد الهارب من اسمه أن يبعد عن ذهنه فكرة رد الاعتبار، ورفع المظلومية عن أبيه الذي اتخذ موقفًا حرا بإعلان رفضه معاهدة كامب ديڤيد، فيثور شعب لمنير عطا ويهدي ثورته لابنه ويعده بغد أفضل من أمس الأب الذي قضى حياته بعيدا ومبعدا عن وطنه..
في غمار هتاف الميدان يتمسك "كريم / عطا "بماضيه ويتشبث بما فقده، لا يتطلع إلى أحلامه الخاصة ولا طموحات جيله المقهور، بل يصر على تحقيق أحلام الأب في تحقيق وحدة عربية، ولو عن طريق جوجل إيرث فيقول:

"أتصور مشهدا علويا يجمع الجميع في إطار واحد ملتقط من السماء، أحب تطبيق جوجل ايرث الذي يتوسط الشبكة العنكبوتية ليتيح عرض صور مجسمة تختزل المسافات بين بغداد وطرابلس وحلب والقاهرة المتأججة بالهتاف أشعر براحة حين ينقلني بضغطة زر واحد من مشارق بلدان العرب إلى مغاربها وبذلك كلما يزداد الاحتشاد تفتح لي مخيلتي نافذة أشاهد منها المتجمهرين على شاشة جوجل ايرث".

بفعل ثورة ٢٥ يناير، آثر غالبية كُتاب جيلنا أن يعودوا إلى جذورهم، لم ننشغل برؤية واضحة لأحلامنا، ضِعنا من أنفسنا وعدنا كأطفال باكين نتعلق بأكمام آبائنا ونتشبث بذيول أمهاتنا في الحقول، أردنا أن يحتضننا الوطن ويحبنا، الغريب أننا تشاركنا جميعا هذه المشاعر لتخرج نصوص مختلفة رائعة ونابضة بالصدق عن الثورة على مدار عشر سنوات، بوح الجدران واحدة من أجمل هذه النصوص ..
Profile Image for Youssef.
65 reviews
July 29, 2022
"بوح الجدران"، عنوان لرواية لن أستغرب إذا اعتُبرت من الأدب الكلاسيكي المعاصر (كما يطلق الفرنسيون على أعمال رومان غاري وبيير ميشون)


سأبدأ بأول ما يتبادر إلى ذهني بعد الإنتهاء من هذا العمل الضخم - الذي قرأته بوتيرة بطيئة لكي أُطيل الاستمتاع به لأطول مدة ممكنة - : اللغة.
لغة الكاتب أكثر من رائعة؛ تحسُّ أنه أعاد كتابة هذا النص عشرات المرات لكي يعطي للغته طبقات من العمق والشاعرية تأسر القارئ وتجعله يتوقَّف عند كل جملة ليتأمل جماليتها وبلاغتها. صحيح أنها قد تبدو في البداية ثقيلة بعض الشيء لكن ما إن ينغمس القارئ في أحداث وشخوص الرواية، حتى تصبح اللغة متعة خالصة للقراءة والتدبُّر.


لمحمد سمير ندا قدرة رهيبة على جعل القارئ يخرج من نفسه ليعيش داخل ما رسمه له (الكاتب). أذكر أنه عند وصف الكاتب لمشهد وضع كريم لرأسه موضع ثدي حبيبته الضائع والذي أنهاه بمايلي: " يختفي كل شيء بغتة فلا يبقى داخل إطار اللوحة سوى كرسيّ خشبيّ وحيد يواصل تأرجحه"، وجدت نفسي أتأرجح بجسمي لا إراديا: إنها قوة اللغة والمشهدية؛ هي وحدها الكفيلة بجعل القارئ يعيش أدق التفاصيل مع الشخصيات.


ما وجدته مميَّزا في هذا النص هو تعامل الكاتب مع كل ما هو جامد على أنه حي له مشاعر وجسد يشيخ وأسرار يكتمها، فيتحدث الكاتب عن 'بوح الجدران' و 'جسد الحائط' و تمتُّع الباب الخارجي بونس العابرين و 'حياة الجدران' و'صمت الزمن' وإبصار العصى ...


"ثمة آثار لطفولة في جميع أرجاء البيت، وبقايا حياة تكاد تُسمع أصداؤها وإن غابت عنها تفاسير الغياب، تماما كما غابت الألوان عن سكنة الأطر الخشبية المهترئة، كأن الزمن قد تيبَّس في مروره بهذه البقعة من الكون فلم يبرحها بعد، أو أنّ قوّة خارقة قد اجتثّت الحياة من بين هذه الجدران من دون سابق تحذير!"


للمكان مكانة خاصة في هذا النص، فوصف الكاتب لمدينة القاهرة -مثلا- كان مبهرا، بل وخصص لها فصولا كاملة متفرقة من بداية النص إلى نهايته. (أسرني وصف هذه المدينة الساحرة تحديدا في الفصلين 21 (بعنوان "رسائل ممزَّقة") و 54 (بعنوان "مطر"))
أجاد الكاتب رسم الشخصيات بحرفية عالية، فأعطى كل شخصية حقَّها في البناء والعمق والكلمة. كان ذلك من خلال الفصول التي جاءت على لسان الراوي العليم تارة وعلى لسان الشخصيات تارة أخرى (سواء في فصول عادية أو من خلال رسائلهم). هذا يحيلنا لتنوع الأساليب التي اعتمدها محمد سمير ندا في كتابة روايته والتي أتقنها بطريقة مبهرة؛ فهو لم يتنقل بين الشخصيات بسلاسة فحسب بل تنقل أيضا بين الأزمنة (من سبعينيات القرن الماضي إلى أحداث فبراير 2011) بتمكُّن ملفت فلا يحس القارئ بهذه النقلات ليترك نفسه ينساب داخل النص بتنوع أزمنته.


أعجبتني كثرة الفصول (60 فصلا) وقصرها (7 صفحات كحد أقصى)، أعطت للنص رشاقة وخفة تيسِّر على القارئ الانخراط في تفاصيل النص بسرعة.


تنوَّعت ثيمات النص: الغربة، الحب، والفقد والانسلاخ عن الوطن والوطنية العروبة، أوضاع البلدان العربية... الجميل في الأمر أن رغم تنوع هذه الثيمات إلا أن الكاتب أعطى كل واحدة منها حقها في الطرح والمعالجة، وهنا يتمثَّل مظهر آخر من مظاهر تميُّز هذه الرواية.


"قف في شرفتك وطالع وجوه المارَّة، لتعرف أن الغربة ليست محصورة في سفر، ولا مشروطة بترحال. أنا الغريب وإن كنت أنت المسافر. الغربة وحدة وخواء، افتقار للرفقة والمؤانسة، سمّي الإنسان إنسانا لا لشيء سوى لكونه كائنا مفطورا على أن يؤانس، فإن اعتزل الناس أو عُزل وحيدا نبتت غربته، وغزاه الشك في انسيانيّته. فتِّش عن الحياة في وجوه الجوّالين بين الطرق وفي ظلال الأزقة، ستجد أغلبهم غرباء!"



توجد رمزيات قوية في هذا النص. سأذكر مثالا واحدا استوقفني كثيرا وأترك الباقي للقارئ الذي لم يتعَّرف بعد على هذه الرواية المتميزة. مشهد تسمم جرح ليلى بعد عملية 'بسيطة' في المرارة إثر عدم الاهتمام بها من طرف الطاقم الطبي الذي يضم أطباء وممرضين وعمالا من مختلف البلدان العربية، ومحاولة كل واحد منهم إلقاء اللوم على الآخر يلخِّص وضعية الإنسان العربي الجريح الذي يشارك الجميعُ في تعميق جرحه وعدم إعطائه فرصة للالتآم محاولين القاء المسؤولية على بعضهم وهم المسؤولون جميعا.
لخصَّت ليلى كل هذا بقولها لابنها عطا: " لو كان أبوك حيًّا، لقال إن دمَّ أمّكم قد تفرَّق بين أوطان العرب كافة."


خطاب الجد عطا في الفصل (24) كان من أقوى وأصدق ما قرأت مؤخرا. كان عتابه لابنه الممتزج بحبه له ومساءلته لنفسه ولإمكانية تقصيره في حقه في قمة الصدق. لم أستطع تمالك نفسي فبكيت بحرقة مع كل سطر من خطابه.


أعجبتني فكرة اللعب بالأسماء: "منير عطا" على غرار "سمير ندا". وجدتها فكرة ذكية تنصبُّ في نظرية رولان بارت عن 'موت المؤلف' وتحرير النص؛ فاعتماد الكاتب اسم "منير عطا" أعطى للنص حرية أكثر بحيث جعلني كقارئ أتعامل مع النص كنص متخيَّل فبُنِيَت قراءتي له على ما قرأت من النص لا على خلفية متعلقة بأجزاء من حياة الكاتب.


"أمّا ديار العرب؛ فهي مطارح صالحة للسكن، مساحات للإيجار، تتباين ما بين سكن فاخر واقتصادي ومحض أربعة حيطان. الأوطان نملكها وتعيش فينا، جذر مُلتحم بالفروع، الأوطان لا يستقيم أن يتملَّكها قائد أو سلطان، فإن ارتضينا الأمر حتّى سمعنا للحاكم ألف مقال وبنينا له ألف مقام؛ انتفت عن ربوعنا صفة الأوطان، وصار حريًّا بنا أن نثبّت على حدودها لافتات ضخمة تحمل قولا واحدا: شقق للإيجار."



خلاصة القول، الرواية تقدِّم أدبا معاصرا نادر الوجود في وقت أصبحت فيه معظم الأعمال "الأدبية" رديئة. دمت متألقا يا محمد!
Profile Image for Yomna Sabry .
31 reviews7 followers
February 7, 2024
"يوم تثور الشعوب على حكامها الأزليين، سيكون هناك الكثير من اللغط والفوضى، ستعلو أصوات الثائرين، ثم يهدأ كل شيء بعدما تُنهك الحناجر، وتحلق الآمال فوق رؤوس الحالمين، فتدور عجلة صناعة الحاكم الأزليّ مرة أخرى. سيُعاد كل شيء من البداية وسط مباركة وترحيب ذات الشعوب التي كانت للتوّ ثائرة، وفي النهاية سوف يكون لدينا ذات النظام الحاكم، علاوة على المزيد من الشوارع و الميادين ومحطّات القطار، وقد سُميت بأسماء شهداء (منير عطا) "
تلك كانت آخر فقرة حبّرها القلم في الكتاب، ربما هي من أكثر الفقرات المحببة لي في هذا الكتاب، ذاك الكتاب المثير لكل المشاعر في آنٍ واحد لكن بترتيب ولعب على أوتار عواطفنا بشكل منظم يكاد من فرط النظام ينهدم.
بإختصار مُخل لمحتوى الكتاب، أحد طارقي منزل للإيجار بالزمالك في القاهرة يعتلي وجهه كل إمارات التيه والغُربة، وهناك وقف أمام منزل غير الذي من المفترض استجاره من العجوز التسعيني، وكان ذاك المنزل ذو باب مطلي باللون الأزرق شبيه بلون البحر الصافي مع بعض النقوش التي وشم عليها الزمن وجوده، وعند عِناد ذلك الطارق باستجار تلك الشقة تحديدًا يأخد كل شيء في الوضوح بعد إبهام دام بالنسبة لي خمسين صفحة او ما يقل ببضع صفحات.
وصف الكاتب الغرُبة بكل الأوصاف التي بعدها لا أظنني سأجد لها بديلًا، حديثه في باطن الكتاب - في إطار القصة - كان عن الغُربة وعن أولئك الذين لفظهم الوطن خارجهم كمولودين لُفظوا خارج الأرحام قبل اكتمال نموهم، يعطيك شعور قوي عمّا يعانيه ذاك الملفوظ الكتوم وأمرأته الحليمة التي لا تُحي بإيحاءات الاعتراض حتى وهي على فراش موتها فلم يمهلها القدر فرصة البوح. يعطيك الكاتب وببراعة وتكثيف أحببته - لدرجة قراءة بعض الصفح عدة مرات لحفرها بين ثنايا عقلي وتموّجاته - جرعة عن شعور الفقدان والهجر، الأمل وهو يندثر رويدًا رويدا مع الوقت و في تجاعيد عجوز المنزل التسعيني.
ليس فقط الموضوعين الجذريين - الغربة والوطنية - المُناقشين بين دفتيّ الكتاب هما مَن سلبا مني جُل اهتمامي، بل كذلك تلك الأمور الفرعية، والتي وُصف جميعُها بدقة ولغة لا يكفي وصفها بالرائعة وإيجاز.
ربما كان أكثر شعور ألمَّ بي كان بالشفقة على الجَد، فلم ينل من كل هذا الأمل شيء، ولم يمل من استكمال بثه في نفسه، كان كشجرة بلوط عتيقة جذورها آملة لكن قرر اليأس ان ينخرب في لحاءها و يمنع إصال بعض الغذاء للفروع فسقطت جميعها في أمس حاجتها لِمن يشعرها بالآمان.
المُحزن أكثر من حال الجد هو واقعية الأمر وخلوّه من الرغبة في الفضائل المثالية، واقعيته تصفعنا صفعًا وتذكرنا بمرارة الغُربة حتى وإن كنت في وطنك! تفقينا وتقول لنا أن "أنا الغريب وإن كنت أنت المسافر"، تزفر الأحبار ذاك النَفَس الذي حبسته عن قيدك في وطنك وأن تختار بين كرامتك فتُلفظ أو بين حياتك فتظل لكن هائم بين كل شيء.

وإن كنت تبحث عن رأي، فهذا الكتاب قراءته في مثل هذه الأيام من أواخر شهر يناير للعام الرابع والعشرين من الألفية الثانية بعد الميلاد؛ ما هو إلا قرار لن تندم عليه. كل ثانية تُحسب عليك في الكتاب فلها ثمرة: لغوية، أدبية معرفية، حتى وإن كانت شعورية. ربما أشعر في قرارة نفسي أن هذا النوع من الكتاب - والذي أظنه يُسمى بأدب الرسائل - لن يناسب الجميع، أولا لقوة اللغة عن الشائع حاليًا؛ مع استمرارك ستعتاد الأمر و تستشعر حلاوته، ثانيًا ربما لن يعجب أولئك المنطقيون فقط، الذين تخلون عن صندوق شعورهم وأودعونه مع ساعي البريد بلا مُرسِل أو مُرسَل إليه. أخيرا وليس أخرًا بعد نوعا ما من الاختصار المُخل - حتى لرأيي حتى لا يتأثر أحدهم بالرأي فيُصاب بالضباب للحكم - هذا كتاب يستحق القراءة والتعمن في ألفاظه، مواضِعها، نصوصها، أشخاصه وأفعالهم، حديثهم وأفكارهم. خذ وقتك في قراءته.

وُجد الكثير لقوله حيال قطعة فنية - أحسبها هكذا حتى وإن قرأت أفضل منها لكن الجو العام لها مميز - لكن قد يؤول بنا الأمر إلى حرق بعض ما يستدعي الشجن والحماس.
Profile Image for يوسف نجيب.
Author 4 books24 followers
Read
July 22, 2022
أسلوب محمد سمير ندا في السرد والانتقال بين التواريخ ذكي. شخصياته كالتاريخ تخفي وتبدي بما يسمح السياق.
حبكة محكمة جدا. وخليط متجانس من الحنين والشوق والرغبة في معرفة المزيد.
لغة مناسبة للمتن. ونقلات بديعة.
أنصح بها.
Profile Image for Hazim Abdel Aziz.
30 reviews18 followers
March 31, 2021
معزوفة بديعة محملة بالألم، تُعزف على أوتار عود من الأمل القديم. حالة آسرة من الشجن.
1 review6 followers
March 7, 2021
رواية بوح الجدران للكاتب محمد سمير ندا من اصدارات منشورات ايبيدي . نحن أمام نص بديع يقطر رقة وعذوبة
"اقتفي أثر منير ، ابحث عنه، انبش الأرض بحثا عن رفاته إن رحل، وعن إثره إن كان حيا، جده هو أو من تبقي من سلساله الطيب، أعدهم إلي منزلهم الخاوي، ولو بالقوة، أعدهم حتي أفي بعهدي لنفسي ، فينعم الله عليا بالموت" . هذا هو العرض الذي قدمه العجوز الاعمي التسعيني الذي نسيه الموت علي كريم الشاب الغريب القادم من طرابلس إلي القاهرة والذي تتزامن مع عودته تفجر مظاهرات يناير 2011 ، في مقابل أن يسكن الشاب في شقة الأسرة الغائبة والتي انقطعت اخبارهافي بغداد منذ ثلاثين عاما، والتي لم يؤجرها العجوز منذ رحيلهم دون دفع الإيجار . كريم هو شاب جاء الي مصر عاقد العزم علي علي البدء في الإجراءات اللازمة لتغيير أسمه الذي ولد به ،هو الغريب المسافر الهارب من إخفاقات حياته السابقة ، الباحث عن منفي إختياري لالتقاط الأنفاس ، والباحث عن هويته .يقبل كريم العرض ، ويبدأ رحلة البحث فينخرط في قراءة صندوق الخطابات التي تبادلها العجوز وأفراد أسرته الغائبة ،والتي من خلالها تتضح حكاية الأسرة وما حدث لأفرادها المهجرين من وطنهم ، تتشابك المصائروالتواريخ والسير ، وتتقاطع المسارات بين الشاب الغريب ، مع حكايات الأسرة الغائبة ، ومع نهاية الأحداث يقف الشاب الغريب حائر ا أمام مفترق طريق بين قرارين ، وبين حياتين مختلفتين في إنتظار قراره الأخير .
أهم ما يميز النص أن الكاتب يملك ناصية اللغة ، وقواميسها الحرفية والمجازية ، واحسن توظيف اللغة توظيفا أدبيا فريدا ، بالإضافة إلي نجاح الكاتب أيضا في باقي مكونات الخطاب الروائي ، من حيث الرؤية السردية ، والبنية الزمنية ،والتنقل بين الأزمنة المتباعدة بكل رشاقة دون أن يشتت أو يربك القارئ ، الإبداع في رسم الشخصيات جعلنا نتقبل الشخصيات ونراها حية أمامنا نتعاطف معها بكل ما مرا بها من أحداث أغلبها كانت أحداث قاسية مؤلمة حد الزلزلة ، كما أجاد الكاتب الوصف ، وبخاصة ما يدور داخل أنفس الشخصيات من مكنونات الاسرار والمكاشفات وآمال وخوف، وترقب ، بالإضافة إلي ذكاء الكاتب في ترتيب وسرد الخطابات . هذا العمل أعتبره من الكتابات الإنسانية ، التي لا تتأتى الا للقليل من الكتاب ،فيكتبون كما يعيشون ويتكلمون ، تصفوا أرواحهم وتطيب حتي تصير كأرواح الملائكة عندما تربت بيد من حنان علي أكتاف ، الموجوعين ، والمهجرين قسرا من أوطانهم ، ومكسوري الخواطر ، والباحثين عن هوياتهم الحقيقية . من اجمل قراءات العام ❤️ ، واتمني أن يقرأها الجميع فيستمتعون بنص أدبي مميز .
Profile Image for Marwa Mohamed.
83 reviews42 followers
March 17, 2021
خطر فى بالى سؤالا ملحا ظللت ابحث له عن جواب يقنع عقلى و لكنى مع الأسف لم أجد له جوابا. طرحت هذا السؤال على من حولى ، التبسنى شعورا من الحيرة ، وأظل إجابة هذا السؤال متغيرة ، ليس لها مقياس ثابت، تتغير اجابته متغير فصول السنة ، بل ربما ينتقل هذا السؤال من مرحلة لأخرى باختلاف ، و تعاقب الأجيال، و تغير الأزمنة.
ظللت اسأل نفسى مرارا و تكرارا، ماهو الوطن؟ هل يبدو الوطن شيئا ملموسا؟ أم إنه قيمة معنوية ؟ هل الوطن غاية أم وسيلة ما لتحقيق الرخاء؟ هل الوطن مرادف الأمن و الإستقرار ؟أم إنه الخوف و الهجرة المزمنة على مدار أيام عمرنا؟ دارت فى ذهنى كل هذه التساؤلات عند قرائتى لرواية "بوح الجدران" للكاتب و الروائى العبقرى "محمد سمير ندا".
فكرة الروايةو أحداثها ، هى كتلة من المشاعر المختلطة ، و الأحاسيس المضطربة ، و كم هائل من التساؤلات التى تولد من رحم الغربة.
الرواية هى جرس إنذار ، لما يشعر به الإنسان من غربة ، سواء كانت خارج حدود وطنه أو داخله. ما أقسى شعور الاغتراب داخل الوطن ، حيث تعيش حرا ، مسجونا داخل قالب سياسى ، محكم الغلق ، تحكمه قوانين، و أسس معينة لصالح فئة ما ، ولا تتغير هذه القوانين ، إلا فى حالة واحدة فقط ، و هى عدم تصالح تلك القوانين مع مصالح المنظومة بشكل عام.
"بوح الجدران" هى صرخة شعب بأكمله ، عانى من التهجير ، واضطر للهروب ، بحثا عن استقراره فى وطن آخر غير وطنه ، هى مولد الاغتراب ، فيظل الإنسان عالقا بين اشتياقه العودة لوطنه ، و عدم قدرته على اتخاذ هذا القرار.
جسدت الرواية العديد من المشاعر المختلفة ، كالاغتراب ، الغربة داخل الوطن ، البحث عن الهوية ، فقد الانتماء ، الحب ، و الأبوة ، مع إحساس الأمل فى غد أفضل ، و التمسك بحلم لقاء عاجل مع من تحب ، وافترقت عنه بحكم ظروف إجبارية ، فرضتها سلطات ، و حكومات على مواطنيها. تناولت الرواية قضية التهجير ، الحروب، استبداد الحكام ، الحق فى المطالبة بالعدالة الإجتماعية ، و الدفاع عن حرية التعبير عن الرأى. برع "محمد سمير ندا" بلغته العذبة ، و سلاسة اسلوبه ، ووصفه المميز للأماكن و التفاصيل ، فى التعبير عن هذه المشاعر بمصداقية ، و شفافية. كما أجاد بث رسالة الرواية للقارئ بوضوح ، بطريقة غير مباشرة، حيث جعل القارئ يتوحد مع أبطال الرواية ، و كان استخدام اللغة العربية ، دلالة على تجسيد هذه المشاعر ، بشكل غير تقليدى على الإطلاق.
اعجبنى بشدة استخدام الكاتب الخطابات ، كوسيلة اتصال ، تقرب من يبعد عنك باميال ، كما إنها تعتبر وسيلة تخيلية ، قد تطمئنك على من تحب ، وتشعرك بالأمل أنك حتما ستقابل ، من افترقت عنه رغما عنك. الخطاب هو وسيلة تفاعلية ، حقيقية ،واقعية ، خيالية نوعا ما ، تساعد فى خلق جسر من الإتصال الوطيد بين الأرواح ،مهما بعدتها المسافات ، تظل قريبة من بعضها بسبب هذه الخطابات.
الجدران كيان ، يبدو من الخارج جمادا ، لا حول له ولاقوة ، و لكن يكمن بداخله الكثير ، الجدران تملك الكثير من الأسرار ، تبوح بما لا تستطيع الافواه النطق به.
و بداخل جدار كل منزل ، حكاية وطن ، قصة شعب ، أساس كيان ، بل إن هذه الجدران شاهدة على تاريخ كل إنسان ، محفور بها الذكريات بحلوها و مرها.
Profile Image for Hana Sabry.
9 reviews1 follower
February 11, 2024
عذراً أيها القارئ إن وجدت في سطوري تناقض ، فالحروف لا تسعني و كذلك شعوري ، كلما هممت بوصف ما فعله الكتاب بي أجد الحروف تتلاشى أمام عيناي متناثرة مبعثرة ، و لكني أعدك أن أُلملمها سريعاً ، كان الكتاب ثري أدبياً لدرجة مُبهرة ، قلمه يرسم المعاناة رسماً ، يحاول من خلال حروفه أن يُخرج ثورة العربي المُندثرة بداخله ، اندثرت لأن كل ما حوله يُحرم عليه الديموقراطية ، فالاعتراض في الوطن العربي مُحرم ، جريمة لا تُغتفر ، تقف كالطفل الحائر الذي كلما لجأ إلى أمهِ صفعته بقوة لكيلا يُحدث ضخيج ، الكتاب يصف التناقض الذي ينمو بداخل العربي يوماً بعد يوم ، تتشكل الحروف بشكل مُنمق لتصف الصفعات الذي يتلقاها كل من يُحاول التمرد ، اصمت أيها الاحمق ، ردد النشيد بأعلى صوت ليعلو على صوتك الداخلي الباكي ، ذلك الغوغائي المُختل يريد التحرر فماذا يظن نفسه ؟
ارفعوا أصوات الأغاني الوطنية ، سأُملي لهم متانة كيدي ، هكذا يحاولون إخضاعنا ، لكي تعيش هُنا يجب أن تبتلع لسانك الغليظ هذا ، يجب أن تخرس و إلا حاولوا إخراسك بالقوة ، إنها يا عزيزي معاناة العربي ، هناك الكثير من الصفحات تصف ركلة الوطن القوية في الخاصرة ، يأبى الحبر الصمت فقال كل ما كان يجب أن يُقال ، أكادُ أرى دموع الحبر و الكاتب ، لن أنسى صدق الكاتب في سرد الحقيقة الخفية و لن أنسى أسلوبه الذي أذابني ، و لن أنسى كلماته التي تحمل في طيّاتها الكثير .
Profile Image for Ahmed Abdelkhalik.
80 reviews14 followers
July 18, 2021
كيف اكتب فى بضع كلمات وصفاً لهذا الابداع حاله مكثفة من المشاعر الآلام والذكريات التى تبوح بها الجدران
الرواية تتحدث عن دوامات الغربة وآلامها ليس فقط على من غادروا ولكن ايضا على من تُركوا فى الأوطان طامعين ولو فى لقاء اخير، تعيش في الرواية وأحاسيسها وتتنقل مع أبطالها من غربة لأخرى و من غربة وطن لغربة نفس حائرة لا تعرف لها وطن اهو عند قبر أبيه أو المكان الذى وارى الثرى أمه أو إلى جذوره مع جده الذى قرر تركه قبل الاعتراف له والذى يقرر الانسلاخ من ماضيه من بعد ما فقد وطنه فى محبوبته
اطالت معى الرواية مدة قرأتها ليس لشيء بها لكن لدوام خروجي من ذكريات وآلام الرواية إلى ذكريات الماضي وخيالات مستقبل اشرد به واعيش معه حتى افيق منه لأعود لها لافضل هكذا بين وبين
Profile Image for Hossam Saber Morsy.
222 reviews13 followers
March 2, 2021
#بوح_الجدران
عن استكمال الحقائق ووصل الازمنة المبتورة كانت رحلتى وانا استمع الى بوح الاحبار ، فلم تكن هناك ثمة جدران تتكلم وانما سطور خطابات وصلت لمرسليها او لم يستدل لها على عنوان هى التى باحت بمكنون الصدور ،وعرفتنا قصة الشاب الذى يبحث عن هويته خلف الابواب الزرقاء ...
احسسنا بتوهته ما بين تغييراسم لم يكن له دخل فى اختياره او رحلته التى قام بها ليستكشف تاريخا لم يشهده بل سمع عنه من ابيه ...
توازت او قل تقاطعت رحلة الشاب مع هتافات الثوار يوم 25 يناير وكأن الخروج الى الميادين وقتها كان بحثا عن هوية مفقودة بفعل فاعل ...
وكما تم الالتفاف حول ارادة الشباب فلم تستكمل ثورتهم، كذلك الشاب المسافر اكتشف ان جده قد كشفه من اللحظة الاولى ،بل ووضع له نقاطا فوق الصفحات ليخط عليها الشاب حروفه ،فاستمع الى بوح الاحبار واستكمل رحلته الداخليه فى معرفة سيرة اسرته ،وسر الهروب من القاهره لجدة ثم النزوح لبغداد فالعودة من جديد للقاهرة ثم الرحيل لطرابلس ،وفقد اباه فى بغداد ،ثم امه فى طرابلس ،والحبيبة فى حلب ...
ترك الجد الشاب امام مفترق طرق، اما ان يكمل رحلته وتكون القاهرة مجرد معبر، او ان يستقر فى شقة الزمالك ،وكذلك انتهت الثورة بتنحى عن الحكم وتنحى عن مواصلة المكث فى الميدان فمن الذى فاز؟ وما الذى قرره الشاب ؟
لغة الكاتب راقية حتى كأنك لو قرأت له سطورا اخرى ستتعرف عليه دون ان يكون عليها اسمه ...
Profile Image for Sherif Mostafa.
Author 5 books62 followers
May 13, 2021
"ربما كان هذا أحد مواطن جذبها للمستعمرين، فبلادنا كانت عبر صفحات التاريخ وطن المحيرات الأول، لن تجد كمثلها شجرة تلفظ ثمارها، وترحب بكل عابر سبيل"
بدأت رأيي بهذا الاقتباس من الرواية الملخص لكثير من الأحداث والأفكار بداخل الصفحات.
هي عائلة، أو وطن، أو أشخاص تجمعهم متناقضات، بعضهم يعيش أمل النجاة، وبعضهم مدفون في ذل الغربة، والبعض يبحث عن أصوله المنسية بمرور الزمن.
تتناول الرواية شخصيات في أكثر من خط زمني؛ لتناول الأحداث بأكثر من منظور، وأجاد الكاتب التنقل بين الماضي والحاضر مع الشخصيات.
يتنقل الأسلوب بين رسائل مكتوبة بالراوي الذاتي لأكثر من شخصية أو للراوي العليم في فصول أخرى، وهذا التنوع كأنه يربط بين الماضي والحاضر والمستقبل لكل شخصية بل لكل مواطن يعيش دوامة البحث عن الأصول.
لم يعجبني أسلوب الكاتب في عدة فصول (خصوصا فصول استخدام الراوي العليم)، كما أني شعرت ببعض الملل في منتصف الرواية، لكنه يظل عمل روائي جيد وأتمنى كل التوفيق للكاتب.
Profile Image for Salwa Rawash.
Author 5 books66 followers
May 19, 2022
قراتها في الصيف الماضي ونسيت ان اضع مراجعتي المتواضعه عنها
استميح الكاتب عذرا على التأخير
رواية ذات شجون لمن عاش الاغتراب باشكاله جميعها

انين و حنين و تيه واغتراب وعودة

غموض و حبس انفاس

ارجو الاستمتاع للجميع كما استمتعت
102 reviews8 followers
May 27, 2021
لكل واحد منا معادين الوفاة
الأول يكون مثبت في السجلات الحكومية بتوقف الجسم عن العمل
و الثاني يكون بانعدام الامل في الحياة و غربة الروح عن الجسد
😔😔😔😔
Profile Image for Nada Mostafa.
35 reviews1 follower
June 19, 2023
اسم الكاتب : محمد سمير ندا
اسم الكتاب : بوح الجدران
دار النشر : منشورات إبييدي
نوع الكتاب : رواية
عدد الصفحات : 223 صفحة

رواية سياسية و اجتماعية، و لذا لم استمتع كثيرا بقراءتها حيث انني لا أفضل القراءة في السياسة.
الرواية تتناول كثير من المشاعر المؤلمة كالفقد، التيه، الخوف، الوحدة.
تتحدث عن الغربة و مساوئها، و عن ضياع المرء من دون وطن، عن الترحال لإيجاد وطن، عن أسرة لم تذق طعم الإستقرار يوما، عن وحدة جد عجوز عاش حياته بأكملها على أمل جمع شمل العائلة، و استقرار ولده الوحيد معه!
الرواية عبارة عن خطابات بين الأب و زوجته و جده..
شعرت بملل أثناء قراءتها، و لكن أحببت وصفه للوحدة و الغربة!
وجدت الطمأنينة في عدم المرور بتلك الأحاسيس الخاصة بالتيه، و البحث عن وطن، و التوتر الدائم في كل بلد!
شعرت بآلام كل من مر بتلك الأحسايس و تمنيت من قلبي أن يجد كل إنسان لنفسه وطنا يجد فيه الأمن و الأمان...
Profile Image for Nesreen Mohamed.
2 reviews11 followers
July 28, 2021
شجون .... وهموم .... وسجون....
هروب... وحل ..... وارتحال.....
ولاء .... لا انتماء.........
بحث عن جذور......
تلك هموم المغترب
ولكن...... حمام الدار لا يغيب
يشتاق..... يحن ..... لبوح الجدران ......
حين تئن الروح، تشاركها الجدران وجعها، تتشقق وتبهت ولا تعود كسابق عهدها، إلا حين تبوح بأسرارها.... فترقد الروح بسلام.
عانت مصر ـ كغيرها من الدول العربية ـ من تعنت الأنظمة الحاكمة، وقد شهد جيل الستينات عدة هزائم؛ جعلته مهمومًا بوطنه، معلقًا الآمال علي تحسن الأوضاع بعد حرب أكتوبر؛ ولكنهم فوجئوا بالدكتاتورية والتعنت والفساد، وانقسام طبقات المجتمع لفئتين، فقراء ومنتفعين في ظل سياسة الانفتاح، مما جعلهم يجهرون بآرائهم السياسية، فيتعرضون للسجن والاعتقال، مما نتج عنه هجرة كثير من المثقفين، الذين شُغلوا بهموم الوطن، وأثرت فيهم تلك الظروف فأنتجت أدبًا قويًا عاكسًا لهمومهم، وشهدنا ذلك في كتابات جبرا إبراهيم جبرا، وإبراهيم أصلان، وصُنع الله إبراهيم ...وغيرهم.
جاءت رواية بوح الجدران لتعتصر أرواح هؤلاء وتجمع آلامهم وتطرحها داخلنا، عشت مع أبطالها أحاسيسهم ومشاعرهم، آلامهم ومعاناتهم، أحلامهم ويقظتهم، سلوتهم وأملهم في العودة، وكثيرًا من يأسهم وإحباطاتهم.
تحكي الرواية حكاية منير عطا الله، عاش مغتربًا من جدة لبغداد، على أمل العودة للقاهرة، وحين عاد لم يهنأ له العيش بين ربوع وطن يلفظ أبناءه لصالح مرتزقة وأصحاب مصالح؛ فسافر لطرابلس، عاش منير باحثًا عن وطن تاهت ملامحه، هاربًا من والده وحبه الوحيد، وقد قضى نحبه في بغداد بعد أن تجرع من ذل الاغتراب كئوسًا عدة، ومن مرارة الخذلان أنهارًا.
عاد كريم باحثًا عن جذوره بعد فقد الأب، والأم والحبيبة، تفرقت ارواحهم ما بين بغداد وطرابلس وحلب، عاد بعد أن فقد آخر حصون أمانه، يبحث عن جذور.
عاش عطا الله وفيًا لعهده؛ لم يمت ولم يلفظ آخر أنفاسه إلا حين عاد فرع من سلساله الطيب، وكأن روحه قد عُلقت، لم تهدأ وتستقر إلا حين باحت الجدران بأسرارها للعائد الغريب.
رواية جعلتني ألهث بين أحداثها، أبحث عن الوطن المسلوب.. بلا أمل، استطاع الكاتب ـ وبحرفية شديدة ـ المزج بين أحداث الماضي واسترجاعها، والتعبير عن حاضر مشوش ومستقبل غامض بتضفير رائع لأحداث الرواية.
في بداية الأمر انتابني شعور بالضياع والتشتت كأشخاص الرواية، وأحسست بالوجع والضياع، ومع رحلته بين الأزمنة شعرت ببعض الاستكانة، ربما كانت يأسًا، وفجأة بتصاعد الأحداث زاد الأمل في عودة الغريب.
الرواية مزج للسيرة الذاتية وفن الرسائل، وأمتع ما فيها تلك الرسائل، التي حملت الكثير من المعاني والمشاعر الإنسانية، وكثيرًا من آلام الشخصيات النفسية.
حين تقرأ الرسائل تعرف المرسل والمرسل إليه من التوقيع الممهور في نهاية كل رسالة، ولطول معاشرتي معهم ولحكاياتهم، وتفاصيلهم وملامحهم كنت أعرف كاتب الرسالة والمرسل إليه دون النظر للتوقيع، وكأني أنا مَنْ يرسلها.
يمتلك الكاتب ناصية اللغة، لغة عربية رصينة، أسلوب رشيق، خلق منهما معزوفة رائعة الجمال، تأسر العقل والقلب، كما تلهث بك بين صفحاتها لتلتهمها جرعة واحدةً.
استخدم الكاتب تقنيات كثيرة في تضافر رائع، من تعدد رواة( الراوي العليم) في بعض فصول الرواية، والراوي المتكلم في الرسائل، وتعدد هذا الراوي بتعدد الشخصيات، كذلك المنولوج الداخلي في حوارات الشخصيات النفسية وصراعها الداخلي.
وقد كسر الملل الذي قد تشعر به أحيانا خاصة مع الراوي العليم حين استخدم الارتداد، والتنقل ما بين الماضي والحاضر، فصل عام 1982، والتالي له 2011م، وهكذا في تناسق بديع.
تتحدث الرواية عن جيل انتظر بعد ثورة يوليو 1952 ازدهار وطن وتقدمه ، وصدمتهم بما يخالف ذلك، رغم عدم تطرقه لذلك مباشرة، وكذلك ثورة يناير، لم يجعل كريم مشاركًا فيها مشاركة فاعلة، رغم نزوله بين الثوار ومتابعتهم؛ وكأن شعور والده اليائس قد سيطر عليه.
مما يلفت النظر غلاف الرواية، فرغم بساطته إلا انه لوحة عبقرية، سلم حين تفقد اتزانك عليه تقع في هوة سحيقة، وحين تصل لمبتغاك تصل للشقة الوحيدة ذات المصباح المضيء، والباب الأزرق، حوله رسومات صبيانية (ذكريات الصبا)، وحقائب دائمًا جاهزة متأهبة للسفر (التناقضات جميعها) مما يتناسب وحالتهم النفسية وواقعهم المرير.
أما استخدام اللون الأزرق فكان خيارًا ذكيًا، لما يحمله اللون من مدلولات، لا أعرف ماذا يقصد منها ولكنه يحملها جميعًا، فاللون الأزرق عند العرب قديمًا يعني المرض، وفي القرآن يعني العذاب، قال تعالى في سورة طه: " يوم يُنفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقًا" (102) ومن تفسيرات الزرق هنا عميانا، فكأنه الزرقة هي العمي الذي يصيب المغترب في وطن ليس وظنه، والعمى هنا حالة التخبط ومشاعر القهر.
كما أن اللون الأزرق يدل في الطبيعة علي عناصر الحياة وأهمها الماء: (وجعلنا من الماء كل سيء حي)، وهو رمز للبحر في عطائه، والقوة في أمواجه، والطمأنينة في لون السماء، فكأن الوطن رمز القوة والطمأنينة والعطاء التي يبحث عنها المغترب، ولذلك حرص عطا الله وكذلك منير على طلاء الباب من الداخل والخارج باللون الأزرق، وكذلك الجدران وقد أحضر كريم مواد الطلاء.
أما في الفن فهو لون الاكتئاب والحزن الذي يصيب المغترب، ومن هنا كانت العبقرية في اختيار اللون.
ونأتي لعنوان الرواية، فالبوح هو الإظهار بعد المنع، ففي البوح راحة، وهو ما حدث لعطا الله لم ترتح روحه إلا حين باحت جدران منزله بسرها للعائد، فأسلم الروح لبارئها.
استمتعت بالرواية وساءلت نفسي هل للوطن وجود؟
هل هو المكان أم الأشخاص؟
لكل منا وطن، ربما كان بيته، أسرته، أحبائه، يسعي للعيش والموت بينهم.
وهناك مفهوم أشمل، لحدود الزمان والمكان، بحث عنه مَنْ سبقونا، فلِمَ فقدنا هويتنا؟ ولصالح مَنْ؟
Profile Image for خميلة الجندي.
Author 24 books217 followers
February 12, 2022
هل دفعتك رواية لتتمهل في قراءتها، وتمد أجل اتمامها، فتنهض إلى مطبخك، تدير المذياع على أغاني هادئة، تُعد الكعك على مهل، وتجلس في سكون تسترجع الأحداث وحكايا الشخوص ريثما تعب رائحة الخبيز أنحاء البيت وتدثره بجو شجي؟
.

خرجت من "بَوح الجدران" وقد أصابتني أزمة مشاعر، أسئلة ملحة، رثاء ماض لم أحياه، وعجب من حال البشر.
.
لا أملك الكثير لقوله عن العمل، فهو يرتقي لمصاف الروائع التي يعجز المرء عن تقيمها أو الوقوف على مواضع اعجابه بها، وإلا لاحتاج ورقات بحثية عديدة تفك سطوره، وتتقصى كلماته، بل وتلقي الضوء على أهمية الحرف الذي وضع في موضع دون غيره.
لكن ما أملك قوله أنني خرجت مأسورة، مُكبلة، كل أسئلتي تبدأها ماذا، وتنهيها لو..
.
هي قصة عاشق يلفظه الوطن كما ينسل الثعبان من جلده في مواسم التجرد.
Profile Image for سما هاني.
Author 4 books128 followers
March 1, 2021
أستمتعت بيها جدًا، لغة عربية هائلة وسرد ووصف رائعين والفكرة جيدة وتلامس كل من تغرب عن وطنه، لست من محبي السياسة الزائدة وكثرة تفاصيلها ولكنه بالكاد عمل أدبي مميز
Profile Image for Heba Abdel hady.
48 reviews4 followers
June 29, 2025
بعد انتهائي من صلاة القلق لم استطيع قراءة عمل آخر لاني وقعت في حب هذه اللغة الأنيقة المتفرده التي يستخدمها الكاتب فبحثت عن اعماله السابقة حتي وجدت رواية بوح الجدران والآن انا في حالة من الشجن والدهشة بعد الانتهاء منها ….
ايعيش الانسان غُربة داخل نفسه كهذه التي عاشها ابطال الروايه كُلٌ بطريقته الكُل ضائع و تائه في الحياه والأسباب عدة….
رواية تؤثرك والأجمل انها تجعل تتفكر وتتأمل في حياتك لتُدرك غُربتك انت ايضاً و غُربة من حولك …..
Profile Image for Mahmoud Sami.
15 reviews
September 19, 2025
أنا خائفٌ يستدعيه الخوف كلما تمكنت منه وحدته....
أنا غريبٌ تخطفه الأوراق والأصوات فيستعذب الضياع...
Profile Image for Asma Kuzbari.
84 reviews3 followers
January 26, 2022
📖: بوح الجدران.
.
🖋: محمد سمير ندا.
.
💞حتى البيوت تشتكي فراغها من ساكنيها وان كنا في غربتنا نحمل معنا ذكرياتنا وأحلامنا فإن جدراناً تركنها تختزن خلسة منا بعضاً من حكاياتنا لتبوح بها للزائرين..
أكانت تلك الخطوط على جدار منزل منير دموعاً أم آثار امطار فقط ..
بماذا باحت جدران تلك الدار للمسافر الغريب؟!
.
🔹كريم المسافر الذي أصر على استئجار تلك الشقة المطلة على النيل دون سواها يفتح مغاليق الماضي ويحاول سماع ما تبوح به الأوراق والرسائل والجدران يصغي لأصوات الماضي يستحضرها لينسى ألم الحاضر وليبحث عن هويته الضائعة وجذره الحقيقي قبل أن تسرقه غربة فرضت عليه ..
.
🔸مشاعر جميلة كثيرة فياضة فرضت نفسها على قلم الكاتب وانسابت لغة عذبة .. كجمال النيل في زمن مضى ..
❣️جمال اللغة والتعابير متعة بصرية قلبية عقلية بحد ذاته كنت اقرأ الجملة مرتين احياناً ومرة بصوت عالي لأُسمع أُذني جمال اللفظ ،لغتها أسرتني وأمتعتني والاهم من ذلك انها أوصلت للقارئ -باعتقادي - مشاعر الكاتب ودقة وصفه واحساسه ..
.
🔺الأسلوب حكاية أخرى فهو متنوع بين ذكريات ورسائل.. أصوات متعددة الى جانب صوت الراوي العليم تبوح لك بمكنون النفس وتأخذك في رحلة بين زمنين السبعينات والثمانينات و زمن اقرب لنا هو 2011 نسافر الى القاهرة وبغداد و طرابلس ..
.
😔يا الله كم حزنت على العم عطا وكم وودت لو جالسته لمدة يوم مع ماجدة لاسمع منه واحكي له عطا تجسد أمامي بصورة جدي ( رحمه الله)

🔻ماجدة المسكينة تمنيت سماع صوتها اكثر أردت التعرف عليها بشكل اقرب ..
اما ليلى الزوجة الصابرة المسالمة وجدت نفسي ألومها على قطيعتها للعم عطا ثم اغفر لها واقبل عذرها رغم عدم اقتناعي به .
.
⚠️رواية عن الظلم الغربة الوطن الفقد الشوق والحب لمست قلبي وغربتي ومما زاد من تأثري هو اكتشافي ان فيها شيئًا من سيرة الكاتب الشخصية !
لا عجب اذاً من صدق مشاعرها..
.
✅التقييم : 4,5/5 .
Displaying 1 - 30 of 35 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.