البداية والنهاية هو عمل موسوعي تاريخية ضخم، ألفه ابن كثير إسماعيل بن عمر الدمشقي المتوفي سنة 774هـ، والكتاب مؤسس حسب معتقدات الديانة الإسلامية. وهو عبارة عن عرض للتاريخ من بدء الخلق إلى نهايته يبدأ ببداية خلق السماوات والأرض والملائكة إلى خلق آدم، ثم يتطرق إلى قصص الأنبياء مختصراً ثم التفصيل في الأحداث التاريخية منذ مبعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم حتى سنة 767 هـ بطريقة التبويب على السنوات. وتبدأ السنة بقوله "ثم دخلت سنة.." ثم يسرد الأحداث التاريخية فيها ثم يذكر أبرز من توفوا في هذه السنة. أما جزء النهاية ففيه علامات الساعة لغاية يوم الحساب بالتفصيل.
هو الامام عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير القرشي الدمشقي الشافعي. ولد في سوريا سنة 700 هـ كما ذكر أكثر من مترجم له أو بعدها بقليل كما قال الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة. وكان مولده بقرية "مجدل" من أعمال بصرى من منطقة سهل حوران وهي درعا حالياً في جنوب دمشق بسوريا, وكان أبوه من أهل بصرى وأمه من قرية مجدل. والأصح أنه من قرية مندثرة تسمى الشريك تقع بين قريتي الجيزة وغصم ويمر من جانبها وادي مشهور اسمه وادي الزيدي وهي في منطقة حوران أو درعا حالياً. انتقل إلى دمشق سنة 706 هـ في الخامسة من عمره وتفقه بالشيخ إبراهيم الفزازي الشهير بابن الفركاح وسمع بدمشق من عيسى بن المطعم ومن أحمد بن أبى طالب وبالحجار ومن القاسم بن عساكر وابن الشيرازى واسحاق بن الامدى ومحمد بن زراد ولازم الشيخ جمال يوسف بن الزكى المزى صاحب تهذيب الكمال وأطراف الكتب الستة وبه انتفع وتخرج وتزوج بابنته. قرأ على شيخ الإسلام ابن تيمية كثيراً ولازمه وأحبه وانتفع بعلومه وعلى الشيخ الحافظ بن قايماز وأجاز له من مصر أبو موسى القرافى والحسينى وأبو الفتح الدبوسى وعلى بن عمر الوانى ويوسف الختى وغير واحد.
تنازع الأشاعرة والسلفية في أمر معتقده. فأما الأشاعرة فزعموا أنه أشعري العقيدة حيث ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني في الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة, ص17 ج1 باب الهمزة ( وهو حرف الألف) قصة حدثت بين ابن القيم وابن كثير عندما قال ابن كثير لإبن القيم "أنت تكرهني لأنني أشعري فقال له لو كان من رأسك إلى قدمك شعر ما صدقك الناس في قولك إنك أشعري وشيخك ابن تيمية". كما أن ابن كثير تولى مشيخة دار الحديث الأشرفية وشرط واقفها أن يكون أشعري العقيدة - انظر طبقات السبكي.
ورأى السلفية أنه كان واضحاً وجلياً أن ابن كثير سلفي الأعتقاد في غالب بل كل مؤلفاته فكان يصرح بها ولعل المتتبع البسيط لتفسيره (تفسير القرآن العظيم) يرى بوضح وبدون أدنى لبس أنه على عقيدة شيخه أبن تيمية. وكذلك ما كتبه في أول كتابه الجليل "البداية والنهاية" عن علو الله على عرشه وإثبات صفة العلو والفوقية لله العلي القدير. أما ما أثير حول كونه أشعرياً لقبوله مشيخة دار الحديث الأشرفية التي شرط وقفها أن يكون المدرس فيها أشعرياً فهو شرط غير ملزم وقد ولي مشيخة دار الحديث الأشرفية علماء سلفيون من قبله: مثل الحافظ جمال الدين المزي والحافظ أبو عمرو بن الصلاح. أما ما رواه الحافظ ابن حجر فهي كما قال نادرة وقعت بينهما ولم تكن في مقام البيان والإقرار.
📖#البداية_و_النهاية ✍#ابن_كثير 📒#الجزء_السادس 630 صفحة 🖨#دار_هجر تدقيق: عبد الله بن عبد المحسن التركي
{السنة الخامسة من الهجرة}
♻غزوة الخندق - الأحزاب
وهي التي نزل فيها صدر سورة الأحزاب، وكانت في شوال سنة خمسٍ من الهجرة، وكان من حديث الخندق أن نفرًا من اليهود، في نفر من بني النضير ونفر من بني وائل، وهم الذين حزَّبوا الأحزاب على رسول الله (ﷺ) - خرجوا حتى قدِموا على قريش مكة، فدعوهم إلى حرب رسول الله (ﷺ) وقالوا: إنا سنكون معكم عليه، حتى نستأصله. فقالت لهم قريش: يا معشر يهود، إنكم أهل الكتاب الأول والعلم بما أصبحنا نختلف فيه نحن ومحمد، أفَدِينُنا خيرٌ أم دِينُه؟ قالوا: بل دينُكم خيرٌ من دينِه، وأنتم أولى بالحق منه. فهم الذين أنزل الله فيهم: "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَٰؤُلَاءِ أَهْدَىٰ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا"، فلما قالوا ذلك لقريش سرَّهم ونشطوا لما دعوهم إليه من حرب رسول الله (ﷺ)، فاجتمعوا لذلك واتَّعدوا له، وخرجوا حتى أتوا غطفان، فدعوهم إلى حرب النبي، فخرجت قريش وقائدها أبو سفيان، وخرجت غطفان وقائدها عيينة بن حصن بن حذيفة، فلما سمع رسول الله وما أجمعوا له من الأمر، ضرب الخندق على المدينة. وكان من أشار به سلمَّان الفارسي. وقام المهاجرون والأنصار يحفرون الخندق حول المدينة، وينقلون التراب على مُتونِهم ويقولون: نحن الذين بايعوا محمدًا ... على الجهادِ ما بَقينا أبدَا ويقول النبي يجيبهم: "اللهم إنه لا خير إلا خيرُ الآخرة، فبارك في الأنصار والمهاجرة"
وعن ابن اسحاق، أقام النبي وأصحابه محاصرين، ولم يكن بينهم وبين عدوهم قتال، إلا أن فوارس من قريش ومنهم عمرو بن ود، وعكرمة بن أبي جهل، ونفر آخرون، تلبسوا للقتال، ثم خرجوا على خيلِهن، حتى مَروا بمنازل بني كنانة فقالوا: تهيئوا با بني كنانة للحرب، فستعلمون من الفُرسان اليوم. ثم اقبلوا تسرع بهم خيلهم، حتى وقفوا على الخندق، فلما رأوه قالوا: والله إن هذه لمكيدة ما كانت العرب تكيدها. ثم تيمّموا مكانًا من الخندق ضيقًا، فضربوا خيلهم فاقتحمت منه، فجالت بهم في السبخة بين الخندق وسلعٍ، وخرج علي بن أبي طالب في نفر من المسلمين، حتى أخذوا عليهم الثغرة التي أقحموا منها خيلهم، وأقبلت الفرسان تُعنق نحوهم، وكان عمرو بن ودٍ قد قاتل يوم بدر حتى أثبتته الجراحة، فلم يشهد يوم أحُدٍ، فلما كان يوم الخندق، خرج مُعْلِمًا ليُرى مكانه، فلما وقف هو وخيله قال: من يُبارز؟ فبرز له علي بن أبي طالب، فقال له: يا عمرو، إنك كنتَ عاهدتَ الله لايدعوك رجل من قريش إلى إحدى خلَّتين إلاَّ أخذتها منه. قال: أجل. قال له علي: فإني أدعوك إلى الله وإلى رسوله وإلى الإسلام. قال: لا حاجة لي بذلك. قال علي: فإني أدعوك إلى النزال. قال: لمَ يا بن أخي، فوالله ما أُحب أن أقتلك. قال له علي: لكني والله أُحب أن أقتلك. فحَمِي عمرو عند ذلك، فاقتحم عن فرسه، فعقره وضرب وجهه، ثم أقبَّل على علي، فتنازلا وتجادلا، فقتله علي رضي الله عنه، وخرجت خيلهم منهزمة، حتى اقتحمت من الخندق هاربة. واستمر الحصار حتى أتى نعيم بن مسعود بن غطفان إلى رسول الله (ﷺ) فقال: يا رسول الله، إني قد أسلمت وإن قومي لم يعلموا بإسلامي، فَمُرني بما شئت. فقال رسول الله: "إنما أنت فينا رجل واحد، فخذِّل عنا إن استطعت، فإن الحرب خدعة". فخرج نعيم بن مسعود حتى أتى بني قريظة وكان لهم نديمًا في الجاهلية، فقال: يابني قريظة، قد عرفتُم ودي إياكم وخاصةً ما بيني وبينكم. قالوا: صدقتَ، ولست لدينا بمُتهم. فقال لهم: إن قريش وغطفان ليسوا كأنتم، البلد بلدكم، فيه أموالكم وأبنائكم ونساؤكم، لا تقدرون على أن تتحولوا إلى غيره، وإنَّ قريشًا وغطفان قد جاؤوا لحرب محمدٍ وأصحابه، وقد ظاهرتموهم عليه، ونقضتم العهد مع محمد على يد حُيي بن أخطب، فإن رأوا نُهزةً أصابوها، وإن كان غير ذلك لحقوا ببلادهم وخلَّوا بينكم وبين الرجل ببلدكم، ولا طاقة لكم به إن خلا بكم، فلا تُقاتلوا مع القوم حتى تأخذوا منهم رُهنًا من أشرافهم يكونون بأيديكم؛ ثقةً لكم على أن تقاتلوا محمدًا حتى تُناجزوه. قالوا: لقد أشرتَ بالرأي.
ثم خرج حتى أتى قريشًا فقال لأبي سفيان ومن معه من رجال قريش: قد عرفتم ودي لكم وفراقي محمدًا، وإنه قد بلغني أمرٌ قد رأيتُ عليَّ حقًا أن أبلِّغكموه، نصحًا لكم، فاكتموا عني. قالوا: نفعل. تعلَّموا أن معشر يهود قد ندموا على ما صنعوا فيما بينهم وبين محمدٍ، وقد أرسلوا إليه أنّا قد ندمنا على ما فعلنا، فهل يرضيك أن نأخذ لك من القبيلتين من قريش وغطفان رجالًا من أشرافهم، فنعطيكهم فتضرب أعناقهم، ثم نكون معك على من بقي منهم حتى تستأصلهم؟ فأرسل إليهم أن نعم. فإن بعثت إليكم يهود يلتمسون رهنًا من رجالكم، فلا تدفعوا إليهم منكم رجلًا واحدًا. ثم خرج إلى غطفان وقال لهم مثل ما قال لقريش، فلما كانت ليلة السبت من شوال سنة خمسٍ، فأرسلت قريش إلى بني قريظة، فقالوا لهم: إنَّ اليوم السبت، وهو يوم لا نفعل فيه شيئًا، ولسنا بالذي نقاتل محمدًا حتى تعطونا رُهنًا من رجالكم يكونون بأيدينا؛ ثقةً لنا حتى نُناجز محمدًا، فإنا نخشى إن ضرَّستكم الحرب، واشتدَّ عليكم القتال، أن تنشمروا إلى بلادكم وتتركونا والرجل في بلادنا، ولا طاقة لنا بذلك منه. فلما رجعت إليهم الرسل بما قالوا بني قريظة، قالت قريش وغطفان: والله إنَّ الذي حدثكم نعيم ابن مسعود لحق. فأرسلوا إلى بني قريظة: إنَّا والله لا ندفع إليكم رجلًا واحدًا من رجالنا، فإن كنتم تريدون القتال فاخرجوا فقاتلوا. فأبوا عليهم وخذَّل الله بينهم، وبعث الله الريح في ليلة شاتيةٍ شديدة البرد، فجعلت تكفأُ قدورهم وتطرح أبنيتهم. فلما انتهى إلى رسول الله (ﷺ) ما اختلف من أمرهم، وما فرَّق من جماعتهم، فسأل رسول الله: "ألا رجلٍ يأتيني بخبر القوم يكون معي يوم القيامة؟" فلم يجيبه أحد، ثم دعا الثانية، ثم الثالثة، فلم يجيبه أحد خوفًا من شدة البرد، فدعا حذيفة بن اليمان، فبعثه إليهم لينظر ما فعل القوم ليلًا. فخرج ودعا له الرسول: "اللهم احفظه من بين يديه، ومن خلفه، وعن يمينه، وعن شماله، ومن فوقه، ومن تحته" فذهب ولم يخلق الله فزعًا ولا قُرًا في جوفه، ودخل في القوم، والريح وجنود الله تفعل بهم ما تفعل، لا تُقر لهم قِدرًا ولا نارًا ولا بناءً، فقام أبو سفيان فقال: يا معشر قريش، إنكم والله ما أصبحتم بدار مُقامٍ، لقد هلك الكُراعُ والخُفُّ، وأخلَفَتنا بني قريظة، وبلغنا عنهم الذي نكره، ولقينا من شدة الريح ما ترون؛ ما تطمئن لنا قدر، ولا تقوم لنا نار، ولا يستمسك لنا بناء، فارتحلوا، فإني مُرتحل، فانشمروا راجعين إلى بلادهم. "وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا ۚ وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا" أي صرف الله عنهم عدوهم بالريح التي أرسلها عليهم والجنود من الملائكة وغيرهم التي بعثها إليهم. "وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَال" إشارة إلى وضع الحرب بينهم وبينهم، ولم ترجع قريش بعدها لحرب المسلمين. فلما انصرف أهل الخندق عن الخندق قال رسول الله: "لن تغزوكم قريش بعد عامكم هذا، ولكنكم تغزوهم" وكان هذا عند فتح مكة. وقد مات في غزوة الخندق ستة من المسلمين منهم؛ سعد بن معاذ، وثلاثة من المشركين، منهم؛ عمرو بن وُدّ العامري، قتله علي بن أبي طالب.
عند مقتل سعد بن معاذ، وكان قد رماه حِبَّان بن العرقة بسهم أصاب كاحله، فدعا سعد بن معاذ أن لا يُميته الله حتى يقر عينه من بني قريظة، فقال: اللهم إنك تعلم أنه ليس أحد أحب إلي أن أجاهدهم فيك، من قوم كذبوا رسولك وأخرجوه، اللهم فإني أظن أنك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم، فإن كان بقي من حرب قريش شيء، فأبقني له حتى أجاهدهم فيك، وإن كنت قد وضعت الحرب، فافجرها واجعل موتي فيها. وذلك حين نقضوا عهدهم مع رسول الله (ﷺ)، ومالوا عليه مع الأحزاب، فلما ذهب الأحزاب عن المدينة، وباءت بني قريظة بسواد الوجه، والصفقة الخاسرة في الدنيا والآخرة، سار إليهم رسول الله (ﷺ) ليحاصرهم، فضيَّق عليهنَّ وأخذهم من كل جانب، أنابوا إلى أن ينزلوا إلى رسول الله ليحكم فيهم بما أراه الله، فردَّ الحكم فيهم إلى رئيس الأوس، وهو سعد بن معاذ، فرضوا بذلك، فحكم فيهم بالقتل والسبي، وأقرَّ الله عينه وشفى صدره منهم، وعاد إلى خيمته من المسجد النبوي صحبة رسول الله (ﷺ)، فدعا الله عز وجل، أن تكون له شهادةً، واختار الله له ما عنده، فانفجر جرحه من الليل، فلم يزل يخرج منه الدم حتى مات، رضي الله عنه. وعن إبن إسحاق: حين قُبض سعد بن معاذ، من جوف الليل، مُعتجزًا بعمامة من إستبرقٍ، فقال: يا محمد، من هذا الميت الذي فتحت له أبواب السماء، واهتز له العرش؟ فقام رسول الله سريعًا يجر ثوبه إلى سعد، فوجده قد مات، رضي الله عنه. وعن عائشة، أن رسول الله (ﷺ) قال: "إن للقبر ضمة، لو كان أحد منها ناجيًا لكان سعد بن معاذ" وقال: "لقد هبط يوم مات سعد بن معاذ سبعون ألف ملك إلى الأرض، لم يهبطوا قبل ذلك"
زواج الرسول (ﷺ) بأم حبيبة، رملة بنت أبي سفيان، قال تعالى "عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً" وهو تزويج النبي بأم حبيبة بنت أبي سفيان، فصارت أم المؤمنين، وصار معاوية خالَ المؤمنين. وهذا بعد موت زوجها عُبيد الله بن جحش، بعد ما هاجر مع المسلمين إلى أرض الحبشة، وكان قد تنصَّر بعد إسلامه هناك، فصار إليه حتى مات، فخلَف على زوجته أم حبيبة رسول الله (ﷺ) وتز��جها.
تزويجه عليه السلام من زينب بنت جحش، وهي بنت أميمة بنت عبد المطلب، عمة رسول الله (ﷺ)، وكانت قبله عند مولاه زيد بن حارثة، رضي الله عنه. يقول الله تعالى: "إِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا"، المراد الذي أنعم الله عليه هنا هو زيد بن حارثة، مولى رسول الله (ﷺ) أنعم الله عليه بالإسلام، وأنعم عليه رسول الله (ﷺ) بالعتق، وزوجه بإبنة عمته زينب بنت جحش، فمكثت عنده قريبًا من سنة أو فوقها، ثم وقع بينهما، فجاء زوجها يشكوها إلى رسول الله، فجعل رسول الله يقول له: "اتقِ الله وامسك عليك زوجك". قال الله: "وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ"، قال علي بن الحسين والسُّدي، وكان الله قد أعلمه أنها ستكون من أزواجه، فهو الذي كان في نفسه عليه السلام، قال تعالى: "فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا"، وذلك أن زيدًا طلقها، فلما انقضت عدتها، بعث إليها رسول الله (ﷺ) يخطبها إلى نفسه، ثم تزوجها. وكان الذي زوجها منه رب العالمين تبارك وتعالى، وقد ثبت في صحيح البخاري، أن زينب بنت جحش كانت تفخر على أزواج النبي (ﷺ) فتقول: زوجكُنَّ أهاليكُنَّ، وزوجني الله من فوق سبع سماوات. وقد نزلت آية الحجاب صبيحة عرسها الذي ولى الله عقد نكاحها، "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ ۖ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ۚ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ۚ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا"، وتوفيت سنة عشرين من الهجرة، ودفنت بالبقيع، وهي أول امرأة صُنع لها النعش.
{سنة ست من الهجرة النبوية} كانت فيها غزوة ذي قرد، وغزوة بني المصطلق من خزاعة، وهي غزوة المُريسيع، وأنه بعد قصة ذي قرد أقام رسول الله (ﷺ) بالمدينة بعض جمادى الآخرة ورجبًا، ثم غزا بني المصطلق من خزاعة في شعبان سنة ست، واستعمل على المدينة أبا ذر الغفاري، ويقال نميلة بن عبد الله الليثي. قد بلغ رسول الله (ﷺ) ان بني المصطلق يجمعون له، وقائدهم الحارث بن أبي ضرار، أبو جويرية بنت الحارث التي تزوجها رسول الله بعد هذا، فلما سمع بهم خرج إليهم، حتى لقيهم على ماء من مياههم يُقال له المريسيع، فتزاحم الناس واقتتلوا، فهزم الله بنى المصطلق، وقتل من قتل منهم، ونفَّل رسول الله أبنائهم ونسائهم وأموالهم، فأفاءهم عليه. وقُتِل منهم عشرة، وأسر سائرهم، ولم يُقتل من المسلمين إلَّا رجلٌ واحد. وعن عائشة رضي الله عنها: لما قسَّم الرسول سبايا بني المصطلق وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس، أو لابن عم له، فكاتبته على نفسها، وكانت امرأة حلوة مُلاحة، لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه، فأتت رسول الله (ﷺ) لتستعينه في كتابتها. قالت: فوالله إلا أن رأيتها على باب حجرتي فكرهتها، وعرفتُ أنه سيرى منها ما رأيتُ. فدخلتْ عليه، فقالت: يارسول الله، أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه، وقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك، فوقعتُ في السهم لثابت بن قيس، أو لابن عم له، فكاتبته على نفسي، فجئتك أستعينك على كتابتي، قال: "فهل لك خير من ذلك؟" قالت: وما هو يارسول الله؟ قال: "أقضي عنك كتابتك، وأتزوجك" قالت: نعم يا رسول الله. قال: "قد فعلت" فخرج الخبر إلى الناس وقالوا: أصهار رسول الله. فأرسلوا ما بأيديهم، وقد أُعتق بتزويجه إياها مائة أهلِ بيتٍ من بني المصطلق، فما أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها.
♻قصة الإفك: وفيها ما قاله أهل الإفك عن السيدة عائشة، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله (ﷺ) إذا أراد سفرًا أقرع بين نسائه، فأيتُهُنَّ خرج سهمها، خرج بها معه، فلما كان غزوة بني المصطلق أقرع بين نسائه، فخرج سهمي عليهنَّ معه، فخرج بي رسول الله (ﷺ). فلما فرغ رسول الله من سفره ذلك، وجَّه قافلًا، حتى إذا كان قريبًا من المدينة نزل منزلًا، فبات فيه بعض الليل، ثم أذَّن في الناس بالرحيل، فارتحل الناس، وخرجتُ لبعض حاجاتي، وفي عنقي عِقد لي، فلما فرغت انسل من عُنقي، ولا أدري، فلما رجعتُ إلى الرحل ذهبت التمسه في عنقي، فلم أجده، وقد أخذ الناس في الرحيل، فرجعت إلى مكاني الذي ذهبت إليه، فالتمسه حتى وجدته، وجاء القوم خلافي، الذين كانوا يُرَحِّلون لي البعير، فأخذوا الهودج وهم يظنون أني فيه، كما كنتُ أصنع، فاحتملوه فشدوه على البعير، ولم يشكُّوا أني فيه، ثم أخذوا برأس البعير فانطلقوا به، فرجعتُ إلى العسكر، وما فيه داع ولا مجيب، قد انطلق الناس. فتلفَّفتُ بجلبابي، ثم اضطجعت في مكاني، وعرفتُ أني لو افتُقدتُ لرُجِع إلي. فوالله إني لمضطجعة إذ مرَّ بي صفوان بن المعطل السُلمي، وقد كان تخلَّف عن العسكر لبعض حاجاته، فرأى سوادي فأقبل حتى وقف علي، وقد كان يراني قبل أن يُضرب علينا الحجاب، فلما رآني قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، ظعينة رسول الله! وأنا مُتلففة في ثيابي. قال: ما خلَّفك، يرحمك الله؟ فما كلمته. ثم قرَّب إلى البعير، فقال: اركبي. واستأخر عني. فركبتُ، وأخذ برأس البعير، فقال: اركبي. واستأخر عني. فركبت وأخذ برأس البعير، فانطلق سريعًا يطلب الناس، فوالله ما أدركنا الناس، وما افتُقدتُ حتى أصبحتُ، ونزل الناس، فلما اطمأنوا طلع الرجل يقود بي، فقال أهل الإفك ما قالوا، وارتج العسكر، ووالله ما أعلم بشيء من ذلك،
ثم قدمنا المدينة، فلم ألبث أن اشتكيتُ شكوى شديدة، لا يبلُغني من ذلك شيء، وقد انتهى الحديث إلى رسول الله وأبويَّ، لا يذكرون لي منه قليلًا ولا كثيرًا، إلا أني قد انكرتُ من رسول الله بعض لطفه بي؛ كنتُ إذا اشتكيتُ رحمني، ولطف بي، فلم يفعل ذلك بي في شكواي تلك، فأنكرتُ ذلك منه. فقلتُ: يارسول الله - حين رأيتُ ما رأيتُ من جفائه لي - لو أذنت لي فانتقلتُ إلى أمي فمرضتني؟ قال: "لا عليكِ" فانتقلتُ إلى أمي ولا علم لي بشيء مما كان، حتى نقهتُ من وجعي بعد بضع وعشرين ليلة، حتى ذات يوم خرجت لبعض حاجاتي ومعي أم مسطح، قالت: أو ما بلغك الخبر يا بنت أبا بكر؟! قلتُ: وما الخبر؟ فأخبرتني بالذي كان من أهل الإفك. قلتُ: أو قد كان هذا؟! قالت: نعم والله قد كان، فوالله ما قدرت على أن أقضي حاجاتي، ورجعتُ، فوالله ما زلت أبكي حتى ظننتُ أن البكاء سيصدع كبدي. وقلتُ لأمي: يغفر الله لكِ، تحدَّث الناس بما تحدَّثوا به ولا تذكرين لي من ذلك شيئًا؟ قالت: أي بُنية خفضي عليكِ الشأن، فوالله لقلَّما كانت امرأة حسناء عند رجل يُحبها، لها ضرائر، إلَّا كثَّرن، وكثَّر الناس عليها. قالت: وقد قام رسول الله فخطبهم، ولا أعلم بذلك، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "أيها الناس، ما بالُ رجالٍ يُؤذونني في أهلي، ويقولون عليهم غير الحق، والله ما علمت عليهم إلا خيرًا، ويقولون ذلك لرجلٍ ما علمت منه إلا خيرًا، وما يدخل بيتًا من بيوتي إلا وهو معي". حتى دخل علي رسول الله وعندي أبواي، وعندي امرأة من الأنصار، وأنا أبكي وهي تبكي، فجلس فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: يا عائشة، إنه قد كان ما قد بلغك من قول الناس، فاتقي الله، وإن كنتِ قد قارفتِ سوءًا مما يقول الناس، فتوبي إلى الله، فإنَّ الله يقبل التوبة عن عباده.
قالت: فوالله إن هو إلا أن قال لى ذلك، فقلص دمعي، حتى ما أحس منه شيئًا، وانتظرت أبويَّ أن يُجيبا عني رسول الله، فلم يتكلما، قالت: وايْمُ الله لأنا كنتُ أحقر في نفسي، وأصغر شأنًا من أن يُنزل الله في قرآنًا يُقرأ به ويُصلَّى به. قالت: فلما لم أرَ أبويَّ يتكلمان، قلت لهما: ألا تُجيبان رسول الله؟ فقالا: والله ما ندري بماذا نجيبه. قالت: ووالله ما أعلم أهل بيتٍ دخل عليهم ما دخل على آل بكر في تلك الأيام. فلما استعجَّمَا علي، استعبرتُ فبكيتُ، ثم قلت: والله لا أتوب إلا الله مما ذكرتَ أبدًا، والله إني لأعلم لئن أقررتُ بما يقول الناس، والله يعلم أني منه بريئة، لأقولنَّ ما لم يكن، ولئن أنا أنكرتُ ما يقولون، لا تُصدقونني. ثم التمستُ اسم يعقوب، فما اذكره، فقلتُ: ولكن سأقول كما قال أبو يوسف: "فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ" قالت: فوالله ما برح رسول الله مجلسه حتى تغشاه من الله ما كان يتغشاه، فسُجَّى بثوبه، ووضعت وسادة من أدَمٍ تحت رأسه، فأما حين رأيتُ من ذلك ما رأيت، فوالله ما فزِعتُ وما باليتُ، قد عرفتُ أني بريئة، وأن الله غير ظالمي، وأما أبواي فوالذي نفس عائشة بيده، ما سُرَّى عن رسول الله حتى ظننتُ لتخرُجنَّ أنفسهما فرقا من أن يأتي من الله تحقيق ما قال الناس. ثم سُرى عن رسول الله، فجلس وإنه ليتحدر من وجهه، وجعل يمسح العرق عن جبينه ويقول: أبشري يا عائشة، قد أنزل الله عز وجل، براءتك. قلت: الحمد لله. ثم خرج إلى الناس فخطبهم، وتلا عليهم ما أنزل الله، عز وجل، من القرآن في ذلك: "إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ۚ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ" إلى قوله: "أُولَٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ ۖ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ"
♻غزوة الحديبية: وكانت في ذي القعدة سنة ستٍ من الهجرة، وهي لم تكن لقتال؛ بل كانت ذهاب رسول الله وأصحابه لزيارة البيت الحرام للطواف به وليعتمروا، ولكن عندما بلغ قريش مقدم رسول الله وأصحابه ظنوا أنهم قادمون لقتال، وبعد ذلك عرفوا أنهم قادمون لزيارة البيت الحرام، فقال أبا سفيان: والله لا يدخلها علينا عنوة، فنترك العرب تتحدث بذلك. ولكن بعث رسول الله إليهم عثمان بن عفان ليخبرهم أن قدومهم للاعتمار والطواف بالبيت الحرام، وليس لحرب أو قتال، ولكن أبى سفيان أجاب عثمان بأن يطوف هو إذا أراد، ولكن عثمان رفض وقال: لا أطوف ورسول الله لايطوف، فاحتبسوا عثمان عندهم بضعة أيام، فخرج خبر إلى رسول الله بأن عثمان قد قُتِل، وقال: "لا نبرحُ حتى نناجز القوم" ودعا رسول الله إلى البيعة، فكانت بيعة الرضوان تحت الشجرة، فكان الناس يقولون: بايعهم رسول الله على الموت. وكان جابر بن عبد الله يقول: إن رسول ا��له لم يبايعنا على الموت، ولكن بايعنا على ألا نفر. فبايع رسول الله الناس، ولم يتخلَّف عنه أحد من المسلمين حضرها. ثم بعثت قريش سهيل بن عمرو إلى رسول الله وقالوا: ائتِ محمدًا وصالحه، ولا يكن في صلحه إلا أن يرجع عنا عامه هذا، فوالله لا يتحدث العرب أنه دخلها عنوة أبدًا. فأتاه سهيل بن عمرو، فلما رآه رسول الله مُقبلًا قال: "قد أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل"
فلما انتهى سهيل إلى رسول الله، تكلم فأطال الكلام وتراجعا، ثم جرى بينهما الصلح، فلما إلتأم الأمر ولم يبقَ إلا الكتاب، وثب عمر فأتى أبا بكر، فقال: يا أبا بكر، أليس برسول الله؟ قال: بلى. قال: او لسنا بالمسلمين؟ قال: بلى. قال: أو ليسوا بالمشركين؟ قال: بلى. قال: فعلام نُعطي الدّنية في ديننا؟! قال أبو بكر: ياعمر، إلزم غرزه، فإني أشهد أنه رسول الله. قال عمر: وأنا أشهد أنه رسول الله. فقال: يارسول الله، ألست برسول الله؟! و��عاد عليه ما قاله لأبى بكر، فقال له رسول الله: "أنا عبد الله ورسوله، لن أخالف أمْره ولن يُضيعني"، فكان عمر رضي الله عنه، يقول: مازلت أصوم، وأتصدق، وأصلي، وأُعتِق، من الذي صنعت يومئذ؛ مخافة كلامي الذي تكلمتُ يومئذٍ، حتى رجوت أن يكون خيرًا. ثم دعا رسول الله علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال: "اكتُب: بسم الله الرحمن الرحيم" قال سهيل: لا أعرف هذا، ولكن اكتب: باسمك اللهم. فقال رسول الله: "اكتب باسمك اللهم" فكتبها. ثم قال: "اكتب: هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو" قال سهيل: لو شهدت أنك رسول الله لمْ أقاتلك، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك. فقال رسول الله: "اكتب: هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيل بن عمرو" اصطلحا على وضع الحرب عن الناس عشر سنين، يأمن فيهنَّ الناس، ويكف بعضهم عن بعض، على أنه من أتى محمدًا من قريش بغير إذن وليِّه ردَّه عليهم، ومن جاء قريشًا ممن مع محمدٍ لم يردوه عليه، وأن بيننا عيبة مكفوفة، وأنه لا إسلال ولا إغلال، وأنه من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه - فتواثبت خزاعة فقالوا: نحن في عقد محمد وعهده.
الجزء السادس حسب مكتبه الصفا ٧ كتب كل كتاب جزئين ليكمل معانا الجزء السادس ما انتهينا اليه حيث يكمل ذكر أثار وصفات الرسول بعد وفاته * ليشمل ذكر خاتمه السيف النعل المكحله خيوله * ليذكر بعد ذلك وصفه عليه الصلاه والسلام ( جسمه) * ليكمل مع ذكر صفاته الاخلاقيه وضحكه ومزاحه وزهده وعبادته وشجاعته * ليذكر بعد ذلك ذكر صفاته فى الكتب المأثوره عن الانبياء السابقين * ليذكر كتاب الدلائل النبويه ( المعنويه _ الحسيه ) وياتي هنا ذكر تأخير الشمس وما حدث عليها من جدل للروافضه الشيعه وذكر بهتانهم بتأخير الشمس لعلى بن ابي طالب وانه كان الاولى للرسول وقت غزوه الخندق وقت ذكر لا صلاه العصر الا فى قريه معينه ووقت نومه وفاتت صلاه الفجر _ ليكمل ايضا المعجزات الاخري مثل المياه اللى تخرج من بين اصابعه والبئر الجاف _ الطعام وكثرته _ذراع الشاه المسمومه _انقياد الشجر له وحنين الجزع له لاتخاذه المنبر لخطبه الجمعه _ تسبيح الحصي بين يده _ويذكر ايضا معجزاته مع الحيوانات مثل الغزاله والبعير *معجزاته فى ذكر مع حدث مع الانبياء السابقين * ذكر حوادث فى المستقبل مثل( الفتنه ايام عثمان _ مقتل الحسين _ الغزوات وغيرها) * ليذكر هنا معجزات الانبياء السابقين وتشابه معجزاته معهم * لنبدأ بخلافه ابوبكر الصديق المبايعه ودفن الرسول جيش اسامه بن زيد حروب الرده ومنع الزكاه حرب اليمامه وقتل مسليمه الكذاب بعد الفتح فى العراق ع يد خالد بن الوليد بعد انا جمع جزيره العرب ع الاسلام مره اخرى * ويذكر هنا اهم احداث سنه ١٢ هجري امر زيد بن ثابت بدأ جنع القران بعد كثره استشهاد الحفظه بعد حرب اليمامه تزوج على بن أبى طالب من أمامه بنت ابي العاص بنت زينب اخت فاطمه تزوج عمر بن الخطاب من عاتكه تزوجت قبل منه ( عبدالله بن ابي بكر _ زيد بن الخطاب _ بعده الزبير بن العوام ) شراء عمر لمولاه أسلم حج ابو بكر الصديق لينتقل الى الجزء السابع سنه ١٣ هجرى
الجزء السادس : يوصل هذه الجزء الذي يتناول السنة (5) إلى (8) الحديث عن غزوات الرسول ومابينهما من الأمور التشريعية وعدد السرايا التي أمر بها الرسول وهي أي السرية أصغر من الغزوة، وفي هذه الجزء غزوة خيبر كحدث تاريخي مهم وحادثة قصة الشاة المسمومة، وإسلام بعض كبار قريش الذين سوف يصبحون فيما بعد من مشاهير الصحابة وكبار القادة، وفتح مكة.